المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مؤثرة


مروة الايمان
2010-03-30, 01:34
لاتبكي عند قراءة هذه القصة . ولكن أهتف يا الله -- الجزء ا?السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر.في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..قال: نعم .. نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه.ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟قالت: لا شيء .فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...صرخت بها ... سالم! أين سالم ..؟لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله...لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله

اميرة الابتسامة
2010-03-30, 08:46
يا الله.و الله قصة مؤثرة جدا.
هذا يعني ان كل واحد منا يستطيع تغيير ما بنفسه من علة.فان كنت لا تصلي فالصلاة الصلاة.و ان كنت لا تصوم فالصوم الصوم.....فلنجتنب المنكرات و لنسارع الى الدعوات،قبل فوات قطار العمر.اعلم انه كل واحد منا يقول.الايام ما زالت طويلة وساصلي و اصوم لكن نحن لا نعلم في اية لحظة سنموت.هنالك لا ينفع لاندم و لاغيره

http://www.lakii.com/img/all/Dec06/bNj6gz12160535.gif

sisito
2010-03-30, 09:13
يا الله.و الله قصة مؤثرة جدا.
هذا يعني ان كل واحد منا يستطيع تغيير ما بنفسه من علة.فان كنت لا تصلي فالصلاة الصلاة.و ان كنت لا تصوم فالصوم الصوم.....فلنجتنب المنكرات و لنسارع الى الدعوات،قبل فوات قطار العمر.اعلم انه كل واحد منا يقول.الايام ما زالت طويلة وساصلي و اصوم لكن نحن لا نعلم في اية لحظة سنموت.هنالك لا ينفع لاندم و لاغيره

امين الاسلام
2010-03-30, 12:18
مشكور ةعلى الموضوع.بارك الله فيك والله فعلا قصة مؤثرة

مروة الايمان
2010-03-30, 15:00
أنتم المشكورون .بارك الله فيكم إخوتي في الله

عروسة البحر
2010-03-30, 15:07
شكرا لك على القصة ...و نحن بانتظار جديدك يا اختي

مروة الايمان
2010-03-30, 15:38
و أنا لن أبخل عليكم أبدا .....

محب بلاده
2010-03-30, 15:41
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:D90IKKWyKQOKRM:http://img150.imageshack.us/img150/8844/1161cj6.gif

مروة الايمان
2010-03-30, 17:22
شكرا لك لمرورك أيها المحب لبلاده.

خـواطـر
2010-03-30, 17:42
جزيت خيراا اختي

اسامة
2010-03-30, 18:01
شكرا قصة مليحة يعيشك

مريم 19
2010-03-30, 20:26
اوففففففففف دمعتي سبقت هتفي الله اكبر

مروة الايمان
2010-03-30, 23:01
إن شاء الله دمعتك ما تهبطش خلاص حنونتي .بعيد الشر عليك

MOULOUD1992
2010-03-31, 00:36
مشكور هل هذه القصو واقعية أجب بصراحة

nawald
2010-03-31, 19:25
من بين هاذ المواضيع كل اللي شفتو في المنتدى من طرفك في القمة ما تنسايناش وبقاي دايما معانا بهاذ المواضيع المفيدة وشكرا على القصة فعلا وؤثرة

مروة الايمان
2010-03-31, 19:35
شكرا حنونتي نوال .والله عند الرجوع إلى الدراسة سوف تقل مشاركاتي .آسفة

مروة الايمان
2010-03-31, 19:36
هذه القصة حقيقة .أنا أجيب الذي سألني

فجر النهار
2010-03-31, 19:45
بارك الله فيك

مروة الايمان
2010-03-31, 22:47
سألونى قالوا كيف هذا الثبات ... وحولنا فتن تهز الراسيات أليس يغريكى زمان الشهوات ... أليس تشتهى نفسك هذه الحياة فأجبتهم والقلب يملؤه اعتزاز ... لا تشتهى نفسى لذائذ ناقصات لما اشتهيتم اشتهيت مثلكم ... لكن اهدافى ستبقى خالداتاريد قصرا لا يهدده زوال ... أريد عيشا ليس يقطعه ممات أريد زوجا مثل يوسف فى الجمال ... وأريد انهارا ......بقصرى جاريات فعقولنا إن لم تبلغنا الجنان ... فحياتنا ليست حياة بل ممات فأمامنا قبر تشيب له العقول ... وظلامه تخاف منه الظلمات وبعده حشر ونشر وحساب ... وسوف يخسر من أتى بالسيآت وسوف يسأل ربنا عن الخطا ... وسائل عن العيون المبصراتوسائل عن اللسان والجنان ... وسائل عن كل لحظة بالحياة فمطالبى فاقت عقول الحائرات ... فلا تلومونى فذا سر الثبات نبح الكلاب لكن ما ضر السحاب ... هبت رياح والجبال ثابتات ...

خـواطـر
2010-03-31, 22:52
جميل يا مروة ..

امين الاسلام
2010-03-31, 23:08
رائع مروة شكرا

سلمى93
2010-04-01, 01:45
بارك الله فيك والله فعلا قصة مؤثرة

اميرة الابتسامة
2010-04-01, 09:55
هل تنتظر أن يذهب أربعة أو خمسة من زملاءك الى جهنم حتى تتعض أنت..
وما يدريك..
قدلاتكون انت الذي تتوب بسبب موت اصحابك..بل قد تكون انت الذي يتوب اصحابك بسبب موتك على المعاصي والفساد
فسارع الى فعل الخيرات و اجتناب المنكرات

اميرة الابتسامة
2010-04-01, 09:58
بسم الله الرحمن الرحيم
(قصه وعبره)
كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان.
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

غربي حسين
2010-04-20, 18:24
كان يا ما كان في قديم الزمان في مدينة الإسكندرية تاجران فقيران، أحدهما صباغ وثانيهما حلاق فقررا أن يسافرا كي يكسبا أكثر. فركبا سفينة، وبدأ الحلاق واسمه أبو صير يحلق المسافرين أمّا الصبّاغ واسمه أبو قير فكان ينام ويتفرج البحر…عند وصولهما إلى ميناء كبير ذهبا إلى فندق صغير. وبدأ أبو صير يعمل كل يوم أمّا أبو قير فكان ينام ويتمارض. فكان يعطيه أبو صير كل يوم نصف المال الذي كان يكسبه…بعد مدّة طويلة مرض أبو صير فقام أبو قير وسرق ماله وهرب…فهكذا اكتشف أن أهل المدينة لا يعرفون إلاّ لونين الأبيض والأزرق فذهب إلى السلطان الذي أعطاه مصبغة كبيرة وهكذا صار أبو قير غنيا لكنّه لم يفكر في صديقه المريض الذي ساعده صاحب الفندق…وعندما شفي أبو صير خرج وكم كانت دهشته عندما رأى أن أبا قير صار ثريا ذهب ليتحدث معه لكنه طرده …ومرت الأيام وذهب أبو صير إلى السلطان الذي أعطاه حمّاما كبيرا فصار أبو صير ثريا… لكن ذهب أبو قير إلى السلطان وقال له إنّ أبا صير كان يريد أن يقتله …فهكذا حُكم على أبي صير بالإعدام لكن القاضي أنقذه …فأصبح أبو صير يقضي أيامه في الصيد وفي يوم من الأيام وجد في بطن سمكة خاتم السلطان فأعاده إليه وأعجب السلطان بذلك الفعل وطلب منه أن يروي له قصّته ففعل…وأمر السلطان بقتل أبي قير… أمّا أبو صير فرغم كل النعيم الذي أوفر له السلطان قرر أن يعود إلى بلده.


" الجدول التفصيلي الذي يبين خصائص النص السردي والنص القصصي ( لقصص ألف ليلة و ليلة ) "
أصناف النصوص الوظائف بعض الخصائص اللسانية المميزة النصوص الممثلة لها موقع القارئ فيها




*- النص السردي

- يحكي ما يحدث وما يجري في الزمن
- يعيد إحياء حادثة سابقة واقعية
- يعمل على إحياء حركة متخيلة
(الحكي) - تواتر الأفعال الدالة على الماضي أو على حاضر السرد
- التركيز على المؤشرات الزمنية وروابطها (ظروف الزمان)
- التدرج في الزمن بشكل دينامي
- الاعتماد على إيقاع سردي متميز من خلال تقنيات،
- الحذف، الاستباق، الاسترجاع، التوقف، التناوب بين الحاضر والماضي
- تنويع صيغ الخطابات المنقولة
- مذكرات، يوميات
- سير ذاتية وغيرية
- روايات، قصص قصيرة
- حكايات
- أحداث ووقائع عارضة
- مقاطع من رواية...
- إاندماج ممكن
- قراءة متلهفة لمعرفة مجريات الأحداث







*- النص الوصفي


- يعرض ما هو موجود في العالم الخارجي، يجعله محسوسا بواسطة الشكل الفضائي
- يعرض العوالم الداخلية من خلال عمليات الاستبطان والاستغراق في الوصف
(الوصف) - توقف السرد
- هيمنة الأفعال الدالة على التكرار، أو الاستمرارية عند حدوث الحركة
- التركيز على المؤشرات المكانية وروابطها (ظروف المكان)
- حضور المؤشرات الزمنية إذا كان الوصف يهتم بالتطور
- سيادة أفعال الإدراك الحسي (البصري منه خاصة)
- المراوحة بين أفعال الشعور وأفعال الحركة (شعر/قفز)
- كثافة الأسلوب التصويري (استعارة، تشبيه، تشخيص..)
- حقول معجمية مرتبطة بطبيعة الموضوع الموصوف
- اشتغال لغوي يغلب عليه الطابع الجمالي أو الوثائقي أو الإخباري


- مقاطع من روايات
- مقاطع من حكايات
- بعض فقرات الدلائل السياحية
- بعض كتب الطب الواصفة للمظاهر الجسمية الخارجية

- فائدة وثائقية إخبارية
- رؤية جمالية النص
- فائدة سردية لأن مقاطع الوصف تخبر القارئ بالإيقاع المعتمد

احساس2009
2010-04-20, 21:03
الله.و الله قصة مؤثرة جدا.
هذا يعني ان كل واحد منا يستطيع تغيير ما بنفسه من علة.فان كنت لا تصلي فالصلاة الصلاة.و ان كنت لا تصوم فالصوم الصوم.....فلنجتنب المنكرات و لنسارع الى الدعوات،قبل فوات قطار العمر.اعلم انه كل واحد منا يقول.الايام ما زالت طويلة وساصلي و اصوم لكن نحن لا نعلم في اية لحظة سنموت.هنالك لا ينفع لاندم و لاغيره

http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-20203-1165030662.gif (http://www.libyanyouths.com/vb/ext.php?ref=http://www.libyanyouths.com/vb/t18411.html)http://sms555.jeeran.com/z12.gif (http://www.libyanyouths.com/vb/ext.php?ref=http://www.libyanyouths.com/vb/t18411.html)

cherhabule
2010-04-22, 12:37
مشكور ةعلى الموضوع