krimo saida
2007-12-30, 20:37
النظريات الحديثة في الإدارة
نظام الإدارة اليابانية والكورية
1-خصائص الإدارة اليابانية
أ-مبدأ التوظيف مدى الحياة : فالعرف الياباني استقر على أن العامل يعمل فيه عمله حتى بلوغه سن التقاعد ولا يتم الاستغناء عنه في المكان الذي يعمل فيه إلا في الحالات الاستثنائية كتدهور حالته الصحية ، أو اتخاذ إجراءات تأديبية بحقه أو بناءً على رغبته الشخصية في ترك العمل ، هذا المبدأ يوفر الاستقرار الوظيفي للعاملين ويزيد من ولاء العامل أو الموظف لوظيفتيه ويعزز انتماءه إليها .
ب- البطء في التقدم والترقية: وذلك يعني أن تقييم أداء الفرد العامل بغرض الترقية لا يأتي إلا بعد مضي 10سنوات من تعيينه وهذا من منطلق التقييم الجيد للعامل في الأداء لا يظهر في السنوات الأولى من تعيينه ، وهذا الأسلوب في الحقيقة يعتبر محبطاً بالنسبة للعمال إلا أن العمال هنا يتقبلونه وذلك بسبب توفر الأمن الوظيفي (التوظيف مدى الحياة) .
ج-المشاركة في اتخاذ القرارات: بمعنى أنه في الإدارة اليابانية عملية اتخاذ القرارات تتخذ الأسلوب الجماعي من الأسفل إلى الأعلى بمعنى من المستوى الأدنى في الإدارة إلى الإدارة العليا ، وإذا كان هناك إجماع تام من جانب الأفراد المهتمين بالخطة يقوم الرئيس بالموافقة عليها لتكون قراراً رسمياً وجب تطبيقه داخل المنظمة .
وهذا الأسلوب في اتخاذ القرار أعطى أكثر موضوعية وفعالية من القرارات الانفرادية أو القرارات التي تعمل بمبدأ المركز والسلطة .
د-المسؤولية الجماعية : والمقصود هنا التأكيد على روح الجماعة والعمل كفريق واحد ، وهذا يعني سيطرة روح الفريق على روح الفردية دون التخلي على هذه الأخيرة لأنه مرغوب فيها إذا كانت تعمل وفقاً لروح الجماعة .
وتقسيم العمل في المنظمة اليابانية يعتمد على أسلوب الجماعة في توزيع المهام والصلاحيات حيث أن كل فرد في المنظمة ينتمي إلى جماعة عمل واحدة أو أكثر خلال فترة عمله في تلك المنظمة ، ويسند لهذه الجماعة مهمة معينة تسعى لإنجازها ، وتقاس إنتاجية العامل الياباني على أساس الجهد الجماعي وليس الجهد الفردي ، وعلى هذا فإنه من مصلحة كل فرد أو عامل وكل جماعة العمل بأقصى جهد بغية زيادة الإنتاج وتطويره وذلك لأن هذا الأخير يعود بالنفع العام على كافة العاملين وليس على فئة محددة منهم مثال على ذلك : منح نسبة صافي الأرباح للعمال نهاية السنة وهذه تعتبر مكافآت تشجيعية للعاملين نتيجة فعالية وكفاءة عملهم .
هـ - الرعاية الشمولية :والمقصود هنا أن الإدارة اليابانية تهتم برعاية أفرادها داخل مكان العمل وخارجه ، كحل المشاكل العائلية وتعليم أبنائهم ورعايتهم صحياً ، وتقديم المساعدات المالية لهم ، وتأمين أمورهم المعيشية من إسكان ونشاطات اجتماعية ... وكل هذا يؤدي لحفظ التوازن النفسي والعاطفي للعاملين داخل تلك المنظمة ، والإدارة اليابانية تهتم بهذا باعتبارها أن ما يحصل للفرد أو العامل من ضغوط خارجية يؤثر على أدائه في مكان عمله .
و- المسارات الوظيفية غير المتخصصة :والمقصود هنا أن الإدارة اليابانية تمنح للعامل فرصة التنقل بين مختلف الوظائف في المستوى الإداري داخل المنظمة والتعرف على المهارات والصعوبات لدى زملاء العمل ، إضافة إلى هذا فإن هذا الأسلوب يسهل عملية إحلال أي موظف مكان موظف آخر من نفس مستواه ف حالة المرض أو الغياب ، كما أن هذا الأسلوب يسهل عملية التعاون ف إنجاز المهمات في حالة مواجهة أية ضغوط عمل داخل المنظمة .
ز- الرقابة الذاتية : ويعني هذا أن الإدارة اليابانية تعتمد أسلوب الرقابة الضمنية أو الذاتية حيث أن العامل يراقب نفسه بنفسه ، بدلاً من الرقابة الخارجية أي الرقابة المباشرة من قبل الرؤساء ، وهذا النمط يعكس ثقة الرؤساء بمرؤوسيهم مما يؤدي لرفع معنوياتهم وزيادة إنتاجيتهم .
2- خصائص الإدارة الكورية :
خرجت كوريا الجنوبية منهارة اقتصادياً وسياسياً من الحرب الأهلية الكورية التي وقعت ما بين 1950 إلى 1953 ،وحققت ما يسمى " المعجزة الاقتصادية" فالتقدم السريع هذا جلب اهتمام الاقتصاديين والصناعيين والإداريين داخل وخارج كوريا الجنوبية لمعرفة الدوافع والأسباب وراء نجاح الشركات الكورية والتي تدار من خلال عقيدة إدارية وقيم ثقافية تأثرت بأساليب ونمط العمل اليابانية وبالنظام الأمريكي .
لذا فكوريا الجنوبية واليابان تشتركان في الكثير من الخصائص الثقافية في النظام الإداري ، خاصة وأن النظام الإداري الياباني طُبِقَ بكوريا خلال فترة الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية والتي امتدت من عام 1910 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وخلال تلك الفترة تركت الإدارة اليابانية بصماتها الواضحة على الإدارة الكورية ، فعموماً نقول أن خصائص الإدارة الكورية هي شبيهة الإدارة اليابانية .
II- أهم النظريات الحديثة بين الإدارة الكورية واليابانية
أ-نظـرية Z: وعلى رأسهم وليم أوتشي " William ouchi " أسسها في بداية الثمانينات (1981)ولاحظ في دراسته تفوق إنتاجية المؤسسات اليابانية في أمريكا على المؤسسات الأمريكية بالرغم من تفوق المؤسسة الأمريكية في عناصر الإنتاج من رأس المال وعدد العمال...إلخ ، وأرجع أوتشي سر هذا التفوق الياباني إلى الأسلوب الإداري المتبع في المنظمات اليابانية ، لذلك يرى أوتشي أن على المؤسسات الأمريكية التعلم من اليابانيين في كيفية إدارة العنصر البشري لحل مشكلة الإنتاجية فالإدارة اليابانية تدور حول فلسفة وهي خلق العامل السعيد في عمله .
ويرى أوتشي أن نظرية z تقوم على ثلاث مبادئ وهي :
أ-الثقة :وهنا أن الإدارة اليابانية تعتمد مبدأ الثقة من منطلق أن الثقة والإنتاجية عنصران تربطهما علاقة طردية ، بمعنى أنه كلما زادت الثقة بالعامل زادت إنتاجيته ، وهذه الثقة تنمو من خلال المصارحة والمشاركة والتعاون بين العاملين في مختلف المستويات الإدارية .
ب- الألفة والمودة :فالمجتمع الياباني يتميز بالتماسك الاجتماعي من خلال العلاقة الاجتماعية والمودة المتبادلة بين أعضاء الأسرة الواحدة ، وانعكس هذا المبدأ على عمل المؤسسات اليابانية بحيث أن العامل داخل المؤسسة ينظر لصاحب المؤسسة كأنه رب أسرة يعمل في كنفه تحت جو تسوده العلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام المتبادل والتقدير والانسجام .
ج-المهارة أو الحذق :وتعني مهارة الإشراف حيث يتوجب على المشرف على العمل التعرف على أدوات العمال وأنماط سلوكهم ومهاراتهم حتى يتمكن من تكوين فرق متجانسة تعمل تحت إشرافه وتكون قادرة على التعاون وتحقق مستويات أعلى من الإنتاجية .
هذا المبدأ يشجع التعاون والثقة بين المرؤوسين .
*ومن جهة أخرى فإن السمات الرئيسية لنظرية z تتمثل فيما يلي :
1-الوظيفة تكون طويلة الأمد .
2- المسارات الوظيفية معتدلة التخصص.
3- القرارات بالمشاركة والإجماع .
4-المسؤولية الجماعية والفردية تكون معاً .
5- إتباع أسلوب الترقية البطيء .
6-حرية انسياب المعلومات وذلك من الأعلى إلى الأسفل.
7- العمل بمبدأ العلاقات الإنسانية وذلك من خلال محاولة ترسيخ الثقة والاحترام المتبادل بين العاملين ورب العمل .
ولقد بين أوتشي أن إتباع المعايير اليابانية في تصميم المؤسسات يتوجب خلق البيئة المناسبة وهذا النوع من التنظيم والبدء بتطبيقيه في المستويات الإدارية العليا أولاً حتى تكون القدوة الحسنة لباقي المستويات الإدارية .
وفي الخلاصة : نقول أن وليم أوتشي وضع منهجاً للإدارة أسماه نظرية z مثل تطويراً للنموذج الياباني في الإدارة يتلاءم مع القيم والثقافة الأمريكية ، وبهذا فإن اليابانيين أثبتوا أن بقدر ما لديهم من قدرة استيراد ما هو خارجي ومحاولة أقلمته حسب القيم والثقافة اليابانية ، فإن لديهم أيضاً القدرة على تصدير ما لديهم من أساليب ونماذج وأقلمتها حسب القيم والثقافة الخارجية كنظرية zمع القيم الأمريكية .
نظرية X: هي نظرية قدمها دوغلاس ماك غريفور ومحتواها :
أن يفترض القائد فيها أن العامل لا يرغب في العمل ويتهرب منه ، ولذلك يجب إجباره عليه ، ويجب توجيهه ومراقبته إذا خالف التعليمات .
بمعنى آخر أن نظرية xتقوم على مبدأ إساءة الظن بالعامل وحجج أنصار هذا المبدأ هي كالتالي :
- أن العمل غير مستساغ بالوراثة .
- أن الإنسان العادي أو المتوسط كسول ، وغير طموح .
- أن العمال عادة يتجنبون تحمل المسؤولية .
- أن الحافز الأساسي للعمل هو الأجور .
ومن هذا فإن الأسلوب الذي تفترضه نظرية x في الإدارة يعتمد على مبدأ عدم الثقة بالعاملين ، وفي ضوء هذا فإن المدير هنا لا يثق إلا بنفسه وهي مل يسمى بمبدأ" إدارة التحكم والسيطرة" ومحتوى هذا المبدأ هو :
أن المدير يتخذ القرارات دون الرجوع للآخرين .
أن المدير يهيمن على سير العمل .
المدير لا يثق إلا بنفسه وبآرائه .
أن المدير يسعى لتحقيق الأهداف التي وضعها بشتى الأساليب .
أن المدير يسعى إلى استعمال النظام لضبط سير العمل .
أن المدير لا يقبل النقد من الآخرين ... إلخ.
نظرية y : كذلك هي نظرية طرحها دوجلاس ماك غيرفور ومحتواها :
أن يفترض القائد فيها أن المرؤوس أو العامل لا يكره العمل إلا بسبب عوامل خارجية وأن الفرد هنا قادر على الإبداع وتحقيق أكبر إنتاجية ، والمرؤوس هنا يتمتع برقابة ذاتية ويمكن تحفيزه بأساليب كثيرة مثل : التفويض وزيادة حريته ، وإشراكه في وضع القرار وتحمل المسؤولية ...إلخ .
ومن هذا يلاحظ أن نظرية Yهي مخالفة لنظرية x فنظرية yتقوم على مبدأ إحسان الظن بالعامل وحجج أنصار هته النظرية مايلي :
أن الناس عادة يستمتعون بالعمل وأن العمل هو شيء طبيعي كاللعب .
أن الحافز الأساسي للعمل هو الافتخار بإنجاز العمل على غرار الأجور .
أن العمال يشعرون بالميل إلى المسؤولية .
أن العامل على كافة المستويات يميل إلى الإبداع والأصالة في العمل إذا أعطيت له الفرصة .
إذاً نظرية y تعتمد في أسلوبها على مبدأ الثقة المتبادلة بين العاملين ، وبهذا فإن المدير هنا يفوض العاملين باتخاذ ما يرونه مناسباً لإنجاز العمل بالشكل المطلوب ، وهذا ما يسمى بمبدأ " إدارة تفويض العاملين" ويتضمن هذا المبدأ ما يلي :
أن المدير يتخذ القرارات بالتشاور مع الآخرين ويشعر العاملين بالانتماء إلى المشروع .
أن المدير يدرب ويوجه العاملين ويتعرف بالعمل الجيد ويقيمه .
أن المدير يساعد العاملين على النمو والتطور وتحمل المسؤولية ويعمل على تشجيع العمل الجماعي .
مما سبق نذكر أن دوغلاس ماك غريفور قد قسم العاملين لمجموعتين أطلق عليهم الرمزين yوx حتى لا يحكم على المضمون إذا كان جيداً أو رديئاً أو متشدداً أو متساهلاً ، وحدد لكلا المجموعتين ملامح وسمات رئيسية والمبدأ الذي تعمل وفقه كل مجموعة كما ذكرنا سابقاً .
ومن هلال النظر لنظريتي xوy ، يلاحظ أن نظريةy هي نظرية مرنة وناعمة تشبه بشكل كبير نظرية z اليابانية بخلاف نظرية x التي اعمل وفق مبدأ " التحكم والسيطرة" وسحب الثقة من العاملين وما يترتب عن هذا من آثار سلبية وإيجابية حيث أن هذه الأخيرة تعمل بشكل صارم يجعل العمال الوقوف عند حدودهم والعمل بسياسة المؤسسة .
III- مقارنة بين نظرية x وy:
نظرية x نظرية y
أسلوب عمل الإدارة أسلوب صلب .
تفترض أن العمال يكرهون العمل ويتهربون منه .
العامل هنا كسول وغير طموح.
العامل هنا يتهرب من المسؤولية.
الاعتماد على مبدأ السيطرة والتحكم من قبل المدير وسحب الثقة بين الرئيس والمرؤوس واتخاذ القرار الفردي.
الحافز الأساسي للعمل هو الأجر. أسلوب عمل الإدارة أسلوب مرن وناعم.
العامل لا يكره العمل إلا بسبب العوامل الخارجية والعامل يبذل الجهد هنا كما في هاته الخاصة.
العامل هنا قادر على الإبداع وتحقيق أكبر إنتاجية.
العامل يحس بالميل نحو المسؤولية .
الاعتماد على مبدأ التفويض للعاملين ونشر الثقة بين الرئيس والمرؤوسين والمشاركة في إتخاذ القرار.
جودة العمل أول حافز للعمل على غرار الأجر.
من خلال هذا الجدول فإن القائد الناجح هو الذي يتبع نظرية y وهو الذي يهتم بالعلاقات الإنسانية واحتياجات العاملين ومشاعرهم .
التطبيق العملي لنظرية xوz : يمكن للمدراء والموظفين هنا الاستفادة من مبادئ نظريتي xوz في دفع العاملين نحو العمل وذلك من خلال تحليلهم لشخصية هؤلاء العاملين وتحديد العاملين الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية x والعمال الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية y فعلى سبيل المثال: يعتمد المدير على الحافز المادي بشكله الإيجابي والسلبي (المنح والمنع) في تحفيز العاملين الذين تنطبق عليهم نظرية x.
أما الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية Y فهنا يتم الاعتماد على الحافز المعنوي في تحفيزهم من خلال تشجيعهم على المشاركة والإنجاز وتحقيق الذات ، مع العلم أنه لا يمكن الجمع بين هذين المدخلين لأن كل واحد منهما يعتمد فلسفة مناقضة للأخر تماماً فنظرية xمتشائمة متشددة ونظريةyمرنة ومتفائلة .
نظام الإدارة اليابانية والكورية
1-خصائص الإدارة اليابانية
أ-مبدأ التوظيف مدى الحياة : فالعرف الياباني استقر على أن العامل يعمل فيه عمله حتى بلوغه سن التقاعد ولا يتم الاستغناء عنه في المكان الذي يعمل فيه إلا في الحالات الاستثنائية كتدهور حالته الصحية ، أو اتخاذ إجراءات تأديبية بحقه أو بناءً على رغبته الشخصية في ترك العمل ، هذا المبدأ يوفر الاستقرار الوظيفي للعاملين ويزيد من ولاء العامل أو الموظف لوظيفتيه ويعزز انتماءه إليها .
ب- البطء في التقدم والترقية: وذلك يعني أن تقييم أداء الفرد العامل بغرض الترقية لا يأتي إلا بعد مضي 10سنوات من تعيينه وهذا من منطلق التقييم الجيد للعامل في الأداء لا يظهر في السنوات الأولى من تعيينه ، وهذا الأسلوب في الحقيقة يعتبر محبطاً بالنسبة للعمال إلا أن العمال هنا يتقبلونه وذلك بسبب توفر الأمن الوظيفي (التوظيف مدى الحياة) .
ج-المشاركة في اتخاذ القرارات: بمعنى أنه في الإدارة اليابانية عملية اتخاذ القرارات تتخذ الأسلوب الجماعي من الأسفل إلى الأعلى بمعنى من المستوى الأدنى في الإدارة إلى الإدارة العليا ، وإذا كان هناك إجماع تام من جانب الأفراد المهتمين بالخطة يقوم الرئيس بالموافقة عليها لتكون قراراً رسمياً وجب تطبيقه داخل المنظمة .
وهذا الأسلوب في اتخاذ القرار أعطى أكثر موضوعية وفعالية من القرارات الانفرادية أو القرارات التي تعمل بمبدأ المركز والسلطة .
د-المسؤولية الجماعية : والمقصود هنا التأكيد على روح الجماعة والعمل كفريق واحد ، وهذا يعني سيطرة روح الفريق على روح الفردية دون التخلي على هذه الأخيرة لأنه مرغوب فيها إذا كانت تعمل وفقاً لروح الجماعة .
وتقسيم العمل في المنظمة اليابانية يعتمد على أسلوب الجماعة في توزيع المهام والصلاحيات حيث أن كل فرد في المنظمة ينتمي إلى جماعة عمل واحدة أو أكثر خلال فترة عمله في تلك المنظمة ، ويسند لهذه الجماعة مهمة معينة تسعى لإنجازها ، وتقاس إنتاجية العامل الياباني على أساس الجهد الجماعي وليس الجهد الفردي ، وعلى هذا فإنه من مصلحة كل فرد أو عامل وكل جماعة العمل بأقصى جهد بغية زيادة الإنتاج وتطويره وذلك لأن هذا الأخير يعود بالنفع العام على كافة العاملين وليس على فئة محددة منهم مثال على ذلك : منح نسبة صافي الأرباح للعمال نهاية السنة وهذه تعتبر مكافآت تشجيعية للعاملين نتيجة فعالية وكفاءة عملهم .
هـ - الرعاية الشمولية :والمقصود هنا أن الإدارة اليابانية تهتم برعاية أفرادها داخل مكان العمل وخارجه ، كحل المشاكل العائلية وتعليم أبنائهم ورعايتهم صحياً ، وتقديم المساعدات المالية لهم ، وتأمين أمورهم المعيشية من إسكان ونشاطات اجتماعية ... وكل هذا يؤدي لحفظ التوازن النفسي والعاطفي للعاملين داخل تلك المنظمة ، والإدارة اليابانية تهتم بهذا باعتبارها أن ما يحصل للفرد أو العامل من ضغوط خارجية يؤثر على أدائه في مكان عمله .
و- المسارات الوظيفية غير المتخصصة :والمقصود هنا أن الإدارة اليابانية تمنح للعامل فرصة التنقل بين مختلف الوظائف في المستوى الإداري داخل المنظمة والتعرف على المهارات والصعوبات لدى زملاء العمل ، إضافة إلى هذا فإن هذا الأسلوب يسهل عملية إحلال أي موظف مكان موظف آخر من نفس مستواه ف حالة المرض أو الغياب ، كما أن هذا الأسلوب يسهل عملية التعاون ف إنجاز المهمات في حالة مواجهة أية ضغوط عمل داخل المنظمة .
ز- الرقابة الذاتية : ويعني هذا أن الإدارة اليابانية تعتمد أسلوب الرقابة الضمنية أو الذاتية حيث أن العامل يراقب نفسه بنفسه ، بدلاً من الرقابة الخارجية أي الرقابة المباشرة من قبل الرؤساء ، وهذا النمط يعكس ثقة الرؤساء بمرؤوسيهم مما يؤدي لرفع معنوياتهم وزيادة إنتاجيتهم .
2- خصائص الإدارة الكورية :
خرجت كوريا الجنوبية منهارة اقتصادياً وسياسياً من الحرب الأهلية الكورية التي وقعت ما بين 1950 إلى 1953 ،وحققت ما يسمى " المعجزة الاقتصادية" فالتقدم السريع هذا جلب اهتمام الاقتصاديين والصناعيين والإداريين داخل وخارج كوريا الجنوبية لمعرفة الدوافع والأسباب وراء نجاح الشركات الكورية والتي تدار من خلال عقيدة إدارية وقيم ثقافية تأثرت بأساليب ونمط العمل اليابانية وبالنظام الأمريكي .
لذا فكوريا الجنوبية واليابان تشتركان في الكثير من الخصائص الثقافية في النظام الإداري ، خاصة وأن النظام الإداري الياباني طُبِقَ بكوريا خلال فترة الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية والتي امتدت من عام 1910 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وخلال تلك الفترة تركت الإدارة اليابانية بصماتها الواضحة على الإدارة الكورية ، فعموماً نقول أن خصائص الإدارة الكورية هي شبيهة الإدارة اليابانية .
II- أهم النظريات الحديثة بين الإدارة الكورية واليابانية
أ-نظـرية Z: وعلى رأسهم وليم أوتشي " William ouchi " أسسها في بداية الثمانينات (1981)ولاحظ في دراسته تفوق إنتاجية المؤسسات اليابانية في أمريكا على المؤسسات الأمريكية بالرغم من تفوق المؤسسة الأمريكية في عناصر الإنتاج من رأس المال وعدد العمال...إلخ ، وأرجع أوتشي سر هذا التفوق الياباني إلى الأسلوب الإداري المتبع في المنظمات اليابانية ، لذلك يرى أوتشي أن على المؤسسات الأمريكية التعلم من اليابانيين في كيفية إدارة العنصر البشري لحل مشكلة الإنتاجية فالإدارة اليابانية تدور حول فلسفة وهي خلق العامل السعيد في عمله .
ويرى أوتشي أن نظرية z تقوم على ثلاث مبادئ وهي :
أ-الثقة :وهنا أن الإدارة اليابانية تعتمد مبدأ الثقة من منطلق أن الثقة والإنتاجية عنصران تربطهما علاقة طردية ، بمعنى أنه كلما زادت الثقة بالعامل زادت إنتاجيته ، وهذه الثقة تنمو من خلال المصارحة والمشاركة والتعاون بين العاملين في مختلف المستويات الإدارية .
ب- الألفة والمودة :فالمجتمع الياباني يتميز بالتماسك الاجتماعي من خلال العلاقة الاجتماعية والمودة المتبادلة بين أعضاء الأسرة الواحدة ، وانعكس هذا المبدأ على عمل المؤسسات اليابانية بحيث أن العامل داخل المؤسسة ينظر لصاحب المؤسسة كأنه رب أسرة يعمل في كنفه تحت جو تسوده العلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام المتبادل والتقدير والانسجام .
ج-المهارة أو الحذق :وتعني مهارة الإشراف حيث يتوجب على المشرف على العمل التعرف على أدوات العمال وأنماط سلوكهم ومهاراتهم حتى يتمكن من تكوين فرق متجانسة تعمل تحت إشرافه وتكون قادرة على التعاون وتحقق مستويات أعلى من الإنتاجية .
هذا المبدأ يشجع التعاون والثقة بين المرؤوسين .
*ومن جهة أخرى فإن السمات الرئيسية لنظرية z تتمثل فيما يلي :
1-الوظيفة تكون طويلة الأمد .
2- المسارات الوظيفية معتدلة التخصص.
3- القرارات بالمشاركة والإجماع .
4-المسؤولية الجماعية والفردية تكون معاً .
5- إتباع أسلوب الترقية البطيء .
6-حرية انسياب المعلومات وذلك من الأعلى إلى الأسفل.
7- العمل بمبدأ العلاقات الإنسانية وذلك من خلال محاولة ترسيخ الثقة والاحترام المتبادل بين العاملين ورب العمل .
ولقد بين أوتشي أن إتباع المعايير اليابانية في تصميم المؤسسات يتوجب خلق البيئة المناسبة وهذا النوع من التنظيم والبدء بتطبيقيه في المستويات الإدارية العليا أولاً حتى تكون القدوة الحسنة لباقي المستويات الإدارية .
وفي الخلاصة : نقول أن وليم أوتشي وضع منهجاً للإدارة أسماه نظرية z مثل تطويراً للنموذج الياباني في الإدارة يتلاءم مع القيم والثقافة الأمريكية ، وبهذا فإن اليابانيين أثبتوا أن بقدر ما لديهم من قدرة استيراد ما هو خارجي ومحاولة أقلمته حسب القيم والثقافة اليابانية ، فإن لديهم أيضاً القدرة على تصدير ما لديهم من أساليب ونماذج وأقلمتها حسب القيم والثقافة الخارجية كنظرية zمع القيم الأمريكية .
نظرية X: هي نظرية قدمها دوغلاس ماك غريفور ومحتواها :
أن يفترض القائد فيها أن العامل لا يرغب في العمل ويتهرب منه ، ولذلك يجب إجباره عليه ، ويجب توجيهه ومراقبته إذا خالف التعليمات .
بمعنى آخر أن نظرية xتقوم على مبدأ إساءة الظن بالعامل وحجج أنصار هذا المبدأ هي كالتالي :
- أن العمل غير مستساغ بالوراثة .
- أن الإنسان العادي أو المتوسط كسول ، وغير طموح .
- أن العمال عادة يتجنبون تحمل المسؤولية .
- أن الحافز الأساسي للعمل هو الأجور .
ومن هذا فإن الأسلوب الذي تفترضه نظرية x في الإدارة يعتمد على مبدأ عدم الثقة بالعاملين ، وفي ضوء هذا فإن المدير هنا لا يثق إلا بنفسه وهي مل يسمى بمبدأ" إدارة التحكم والسيطرة" ومحتوى هذا المبدأ هو :
أن المدير يتخذ القرارات دون الرجوع للآخرين .
أن المدير يهيمن على سير العمل .
المدير لا يثق إلا بنفسه وبآرائه .
أن المدير يسعى لتحقيق الأهداف التي وضعها بشتى الأساليب .
أن المدير يسعى إلى استعمال النظام لضبط سير العمل .
أن المدير لا يقبل النقد من الآخرين ... إلخ.
نظرية y : كذلك هي نظرية طرحها دوجلاس ماك غيرفور ومحتواها :
أن يفترض القائد فيها أن المرؤوس أو العامل لا يكره العمل إلا بسبب عوامل خارجية وأن الفرد هنا قادر على الإبداع وتحقيق أكبر إنتاجية ، والمرؤوس هنا يتمتع برقابة ذاتية ويمكن تحفيزه بأساليب كثيرة مثل : التفويض وزيادة حريته ، وإشراكه في وضع القرار وتحمل المسؤولية ...إلخ .
ومن هذا يلاحظ أن نظرية Yهي مخالفة لنظرية x فنظرية yتقوم على مبدأ إحسان الظن بالعامل وحجج أنصار هته النظرية مايلي :
أن الناس عادة يستمتعون بالعمل وأن العمل هو شيء طبيعي كاللعب .
أن الحافز الأساسي للعمل هو الافتخار بإنجاز العمل على غرار الأجور .
أن العمال يشعرون بالميل إلى المسؤولية .
أن العامل على كافة المستويات يميل إلى الإبداع والأصالة في العمل إذا أعطيت له الفرصة .
إذاً نظرية y تعتمد في أسلوبها على مبدأ الثقة المتبادلة بين العاملين ، وبهذا فإن المدير هنا يفوض العاملين باتخاذ ما يرونه مناسباً لإنجاز العمل بالشكل المطلوب ، وهذا ما يسمى بمبدأ " إدارة تفويض العاملين" ويتضمن هذا المبدأ ما يلي :
أن المدير يتخذ القرارات بالتشاور مع الآخرين ويشعر العاملين بالانتماء إلى المشروع .
أن المدير يدرب ويوجه العاملين ويتعرف بالعمل الجيد ويقيمه .
أن المدير يساعد العاملين على النمو والتطور وتحمل المسؤولية ويعمل على تشجيع العمل الجماعي .
مما سبق نذكر أن دوغلاس ماك غريفور قد قسم العاملين لمجموعتين أطلق عليهم الرمزين yوx حتى لا يحكم على المضمون إذا كان جيداً أو رديئاً أو متشدداً أو متساهلاً ، وحدد لكلا المجموعتين ملامح وسمات رئيسية والمبدأ الذي تعمل وفقه كل مجموعة كما ذكرنا سابقاً .
ومن هلال النظر لنظريتي xوy ، يلاحظ أن نظريةy هي نظرية مرنة وناعمة تشبه بشكل كبير نظرية z اليابانية بخلاف نظرية x التي اعمل وفق مبدأ " التحكم والسيطرة" وسحب الثقة من العاملين وما يترتب عن هذا من آثار سلبية وإيجابية حيث أن هذه الأخيرة تعمل بشكل صارم يجعل العمال الوقوف عند حدودهم والعمل بسياسة المؤسسة .
III- مقارنة بين نظرية x وy:
نظرية x نظرية y
أسلوب عمل الإدارة أسلوب صلب .
تفترض أن العمال يكرهون العمل ويتهربون منه .
العامل هنا كسول وغير طموح.
العامل هنا يتهرب من المسؤولية.
الاعتماد على مبدأ السيطرة والتحكم من قبل المدير وسحب الثقة بين الرئيس والمرؤوس واتخاذ القرار الفردي.
الحافز الأساسي للعمل هو الأجر. أسلوب عمل الإدارة أسلوب مرن وناعم.
العامل لا يكره العمل إلا بسبب العوامل الخارجية والعامل يبذل الجهد هنا كما في هاته الخاصة.
العامل هنا قادر على الإبداع وتحقيق أكبر إنتاجية.
العامل يحس بالميل نحو المسؤولية .
الاعتماد على مبدأ التفويض للعاملين ونشر الثقة بين الرئيس والمرؤوسين والمشاركة في إتخاذ القرار.
جودة العمل أول حافز للعمل على غرار الأجر.
من خلال هذا الجدول فإن القائد الناجح هو الذي يتبع نظرية y وهو الذي يهتم بالعلاقات الإنسانية واحتياجات العاملين ومشاعرهم .
التطبيق العملي لنظرية xوz : يمكن للمدراء والموظفين هنا الاستفادة من مبادئ نظريتي xوz في دفع العاملين نحو العمل وذلك من خلال تحليلهم لشخصية هؤلاء العاملين وتحديد العاملين الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية x والعمال الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية y فعلى سبيل المثال: يعتمد المدير على الحافز المادي بشكله الإيجابي والسلبي (المنح والمنع) في تحفيز العاملين الذين تنطبق عليهم نظرية x.
أما الذين تنطبق عليهم أفكار نظرية Y فهنا يتم الاعتماد على الحافز المعنوي في تحفيزهم من خلال تشجيعهم على المشاركة والإنجاز وتحقيق الذات ، مع العلم أنه لا يمكن الجمع بين هذين المدخلين لأن كل واحد منهما يعتمد فلسفة مناقضة للأخر تماماً فنظرية xمتشائمة متشددة ونظريةyمرنة ومتفائلة .