abidoubih
2010-03-27, 22:08
إعدام من يعارض الإعدام
من أكثر الأمور التي تبعث على الشعور بالغثيان الفكري والقرف الذهني ، ما يختمر في عقول العديد من مثقفينا المستلبين في تعاملهم مع بعض المسائل الجوهرية المتعلقة بمقدسات الأمة ، ومن بينها " عقوبة الإعدام " التي وردت فيها آيات صريحة في القرآن الكريم لا تقبل التأويل على الأقل من الناحية النظرية ، فيما يتعلق بمشروعيتها بل و بوجوب تطبيقها، باعتبار ذلك خضوعا لإرادة الله وتجسيدا لحكمه وطاعة له توجب في حق منفذها الحصول على الأجر والمغفرة. فعندما نسمع لما يقوله هؤلاء المستلبون فكريا وضحايا الغزو الثقافي والتبعية الانبطاحية للمنظومة الفكرية الغربية ، يظهر للعديد ممن يتعاملون معهم بسطحية أنهم مفكرون مشبعون بالروح الإنسانية و ذوو قلوب رحيمة ومشاعر حساسة يصعب عليهم حتى التفكير في (همجية) الإعدام وصورته البشعة التي يستمدونها بخيالهم الواسع من أفلام غربية عن تلك المشاهد للرؤوس المتدحرجة والوجوه المتفجر دما بفضل المؤثرات السينمائية التي تفننت فيها مصانع هوليود حول قصص وحشية الملكية المستبدة والكنسية المتغطرسة أو همجية الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية أو الحقبة النازية والستالينية وغيرها مما كان يحدث هناك عندهم وحتى عندنا في بعض الأنظمة الديكتاتورية العربية . كل هذا يوحي بوجود ردة فعل نفسية وعاطفية لديهم تحمل معاني الشفقة على الضحايا والنقمة على الجلادين الوحشيين والهمجيين. والحقيقة فإن هذه الصور وإن كانت قاسية وعنيفة لا يتحملها الإنسان بطبعه مهما كانت جنسيته أو ثقافته لأنه إنسان بالدرجة الأولى . إلا أن ما هو غير جلي للعيان أن هؤلاء المثقفين المحسوبين على الثقافة العربية شكلا والأبواق الناعقة للحضارة الغربية مضمونا ، لا يتحركون بدافع الشفقة والرأفة على الضحايا بل وفقط عندما يتعلق الأمر بشيء يسمى الإسلام في كل معانيه وصوره ، إنه الحقد على هذا الدين ، وهم بذلك ينضمون إلى قائمة طويلة بطول التاريخ والجغرافيا، إلى أسماء كثير بدأت بأبوجهل ثم أتاتورك لتصل إلى شارون وسلمان رشدي وغيرهم ممن حملوا على عاتقهم محاربة هذا الدين والعمل على إطفاء نوره بأفواههم وأقلامهم وصورهم الكاريكاتورية وغير ذلك . ومع الأسف نجد لهم في الجزائر صورا ونماذج (تايوانية) كالسلع التي أغرقت السوق عندنا في غياب الرقابة والعقوبة ، فسرعان ما يخرج علينا مثقف من هنا وسياسي من هناك وناشط في مجال حقوق الإنسان من جهة أخرى ينعق بما لا يسمع ولا يعرف في مسائل لا يملك حولها كافة الأدوات المعرفية والمنهجية ، معجبا بشهادته الجامعية أو بتصفيق فئة قليلة من المناضلين الحزبيين الانتهازيين ، أو بإشادة من محافل دولية توزع الأوسمة والتهاني والمساعدات المادية والأدبية في سوق النخاسة الإيديولوجية التي تسيطر عليها لوبيات بنو صهيون في كل مكان ومحفل ، لتجده يلهث نحو الشهرة والشعبية والتموقع والمصلحة المادية فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل . والغريب في الأمر أنه يتحامل على ما هو معلوم من الدين بالضرورة مقدما بين يديه مبررات فكرية مستوردة من وراء البحر متبجحا بالثورة الفرنسية وبفيكتور هوغو وفرانسوا ميتران وغيرهم ليدحض مفاهيم من ثقافة أخرى وحضارة لا تمت بصلة لحضارة هؤلاء و لا ديانتهم و لا تاريخهم، وذلك دون أن يشعر بأدنى خلل في البني المنهجية والمنطقية لمبرراته فتجده ينتقل كالحشرة العمياء بين هذه المفاهيم بسرعة رهيبة وبتسلسل مضطرب وهو لا يعلم أن بين فكرة وأخرى وعبارة وأختها توجد مسافة بطول المسافة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط شمالا وجنوبا . فهل هذا يعود لسرعة الرحلات الجوية التي تربطه في رحلاته مدفوعة الأجر بين مطارات هذه الدول فأفسد الفارق الزمني بصيرته ومزاجه أم إلى تعامله المستمر مع وسائل الإعلام العديدة التي اختصرت له المسافات الزمنية أو أعدمتها حتى أصبح لا يميز بين الغث والسمين وبين الأصيل والدخيل فاختلطت عليه المسائل في عصر العولمة المجنون . لقد نسي هؤلاء في غمرة التطورات الرهيبة التي نعيشها أن مسألة الإعدام ليست قضية من السهولة والبساطة أن تترك في شريعتنا الراقية والعظيمة للمزايدات السياسيوية ووجهات نظر عرابي الأحزاب الذين لا يحترمون حتى مناضليهم في الالتزام بمبدأ التناوب التي تتبجح به ديمقراطياتهم التي يعبدونها من دون الله ، وكأن أحزابهم أصبحت ملكية خاصة لهم ولأسرهم ، كما أن مسألة الإعدام لا يجب أن تتحول إلى ترف فكري أو موضوع مناظرة تلفزيونية تجمع بين أطراف متحاقدة سلفا يتم اختيارها بعناية لرفع نسبة المشاهدة على فضائية مغمورة تريد البروز أو أخرى مشهورة تريد تعميق الخلاف وإشعال الفتن في مجتمع يكفيه ما يعاني من التشرذم والانقسام في مسائل الخبز والماء والهواء لنقحمه في مسائل هو في غنى عنها و لا يفقه في أصولها ولا فروعها إلا الشيء القليل . كما أن ملف الإعدام لا ينبغي أن يتحول إلى مجرد عمود على جريدة يومية يقرأها المثقف والإنسان البسيط لأن العقد المبرم بين صاحبه و رئيس التحرير يقتضي ملء الخانة المخصصة له بسرعة قبل سحب عدد ذلك اليوم . لقد أثبت هؤلاء بمواقفهم المتهافتة وآرائهم المأجورة ونظرياتهم المرسكلة التي يتم إعادة تغليفها في كل عصر بلون جديد و لا جديد تحت الشمس ، بأن الإعدام أمر إلهي لا يمكن أن يصدر إلا عن مصدر يتجاوز الأفراد مهما علت مناصبهم العلمية والسياسية إنه أمر الله الحليم الكريم الرؤوف العليم بأحوال عباده الذين خلقهم وكرمهم بالعقل الرشيد قبل العاطفة الجياشة ، عرضه في القرآن الكريم عرضا يدل على الموت الذي يبعث الحياة " ولكم في القصاص حياة..." ، فالإعدام رحمة إلهية للبشر ليطمئنوا على أنفسهم وحياتهم التي أعطاها الله و لا يحق لأحد غيره أن يأخذها بأي صورة من الصور . فمن يعترض على نعمة الإعدام العادل المسؤول الذي أوكل الله للمسلمين شرف وحق تطبيقه على المجرمين ، هو مجرم ودموي ومتوحش لأنه بكل بساطة يضع السكين في يد القاتل ويحشو السلاح بالرصاص للمجرم ويشجع على بيع المخدرات للأطفال في المدارس ، وبذلك فهو يستحق الإعدام لأن قلمه لا يحمل حبرا ولكنه يسيل دما مسفوحا على أوراق بيضاء ناصعة نصاعة البراءة التي تنتهك والأرواح التي تزهق في كل يوم في أرض الله الواسعة.
عبد الرحمن بن شريط / جامعة الجلفة
من أكثر الأمور التي تبعث على الشعور بالغثيان الفكري والقرف الذهني ، ما يختمر في عقول العديد من مثقفينا المستلبين في تعاملهم مع بعض المسائل الجوهرية المتعلقة بمقدسات الأمة ، ومن بينها " عقوبة الإعدام " التي وردت فيها آيات صريحة في القرآن الكريم لا تقبل التأويل على الأقل من الناحية النظرية ، فيما يتعلق بمشروعيتها بل و بوجوب تطبيقها، باعتبار ذلك خضوعا لإرادة الله وتجسيدا لحكمه وطاعة له توجب في حق منفذها الحصول على الأجر والمغفرة. فعندما نسمع لما يقوله هؤلاء المستلبون فكريا وضحايا الغزو الثقافي والتبعية الانبطاحية للمنظومة الفكرية الغربية ، يظهر للعديد ممن يتعاملون معهم بسطحية أنهم مفكرون مشبعون بالروح الإنسانية و ذوو قلوب رحيمة ومشاعر حساسة يصعب عليهم حتى التفكير في (همجية) الإعدام وصورته البشعة التي يستمدونها بخيالهم الواسع من أفلام غربية عن تلك المشاهد للرؤوس المتدحرجة والوجوه المتفجر دما بفضل المؤثرات السينمائية التي تفننت فيها مصانع هوليود حول قصص وحشية الملكية المستبدة والكنسية المتغطرسة أو همجية الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية أو الحقبة النازية والستالينية وغيرها مما كان يحدث هناك عندهم وحتى عندنا في بعض الأنظمة الديكتاتورية العربية . كل هذا يوحي بوجود ردة فعل نفسية وعاطفية لديهم تحمل معاني الشفقة على الضحايا والنقمة على الجلادين الوحشيين والهمجيين. والحقيقة فإن هذه الصور وإن كانت قاسية وعنيفة لا يتحملها الإنسان بطبعه مهما كانت جنسيته أو ثقافته لأنه إنسان بالدرجة الأولى . إلا أن ما هو غير جلي للعيان أن هؤلاء المثقفين المحسوبين على الثقافة العربية شكلا والأبواق الناعقة للحضارة الغربية مضمونا ، لا يتحركون بدافع الشفقة والرأفة على الضحايا بل وفقط عندما يتعلق الأمر بشيء يسمى الإسلام في كل معانيه وصوره ، إنه الحقد على هذا الدين ، وهم بذلك ينضمون إلى قائمة طويلة بطول التاريخ والجغرافيا، إلى أسماء كثير بدأت بأبوجهل ثم أتاتورك لتصل إلى شارون وسلمان رشدي وغيرهم ممن حملوا على عاتقهم محاربة هذا الدين والعمل على إطفاء نوره بأفواههم وأقلامهم وصورهم الكاريكاتورية وغير ذلك . ومع الأسف نجد لهم في الجزائر صورا ونماذج (تايوانية) كالسلع التي أغرقت السوق عندنا في غياب الرقابة والعقوبة ، فسرعان ما يخرج علينا مثقف من هنا وسياسي من هناك وناشط في مجال حقوق الإنسان من جهة أخرى ينعق بما لا يسمع ولا يعرف في مسائل لا يملك حولها كافة الأدوات المعرفية والمنهجية ، معجبا بشهادته الجامعية أو بتصفيق فئة قليلة من المناضلين الحزبيين الانتهازيين ، أو بإشادة من محافل دولية توزع الأوسمة والتهاني والمساعدات المادية والأدبية في سوق النخاسة الإيديولوجية التي تسيطر عليها لوبيات بنو صهيون في كل مكان ومحفل ، لتجده يلهث نحو الشهرة والشعبية والتموقع والمصلحة المادية فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل . والغريب في الأمر أنه يتحامل على ما هو معلوم من الدين بالضرورة مقدما بين يديه مبررات فكرية مستوردة من وراء البحر متبجحا بالثورة الفرنسية وبفيكتور هوغو وفرانسوا ميتران وغيرهم ليدحض مفاهيم من ثقافة أخرى وحضارة لا تمت بصلة لحضارة هؤلاء و لا ديانتهم و لا تاريخهم، وذلك دون أن يشعر بأدنى خلل في البني المنهجية والمنطقية لمبرراته فتجده ينتقل كالحشرة العمياء بين هذه المفاهيم بسرعة رهيبة وبتسلسل مضطرب وهو لا يعلم أن بين فكرة وأخرى وعبارة وأختها توجد مسافة بطول المسافة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط شمالا وجنوبا . فهل هذا يعود لسرعة الرحلات الجوية التي تربطه في رحلاته مدفوعة الأجر بين مطارات هذه الدول فأفسد الفارق الزمني بصيرته ومزاجه أم إلى تعامله المستمر مع وسائل الإعلام العديدة التي اختصرت له المسافات الزمنية أو أعدمتها حتى أصبح لا يميز بين الغث والسمين وبين الأصيل والدخيل فاختلطت عليه المسائل في عصر العولمة المجنون . لقد نسي هؤلاء في غمرة التطورات الرهيبة التي نعيشها أن مسألة الإعدام ليست قضية من السهولة والبساطة أن تترك في شريعتنا الراقية والعظيمة للمزايدات السياسيوية ووجهات نظر عرابي الأحزاب الذين لا يحترمون حتى مناضليهم في الالتزام بمبدأ التناوب التي تتبجح به ديمقراطياتهم التي يعبدونها من دون الله ، وكأن أحزابهم أصبحت ملكية خاصة لهم ولأسرهم ، كما أن مسألة الإعدام لا يجب أن تتحول إلى ترف فكري أو موضوع مناظرة تلفزيونية تجمع بين أطراف متحاقدة سلفا يتم اختيارها بعناية لرفع نسبة المشاهدة على فضائية مغمورة تريد البروز أو أخرى مشهورة تريد تعميق الخلاف وإشعال الفتن في مجتمع يكفيه ما يعاني من التشرذم والانقسام في مسائل الخبز والماء والهواء لنقحمه في مسائل هو في غنى عنها و لا يفقه في أصولها ولا فروعها إلا الشيء القليل . كما أن ملف الإعدام لا ينبغي أن يتحول إلى مجرد عمود على جريدة يومية يقرأها المثقف والإنسان البسيط لأن العقد المبرم بين صاحبه و رئيس التحرير يقتضي ملء الخانة المخصصة له بسرعة قبل سحب عدد ذلك اليوم . لقد أثبت هؤلاء بمواقفهم المتهافتة وآرائهم المأجورة ونظرياتهم المرسكلة التي يتم إعادة تغليفها في كل عصر بلون جديد و لا جديد تحت الشمس ، بأن الإعدام أمر إلهي لا يمكن أن يصدر إلا عن مصدر يتجاوز الأفراد مهما علت مناصبهم العلمية والسياسية إنه أمر الله الحليم الكريم الرؤوف العليم بأحوال عباده الذين خلقهم وكرمهم بالعقل الرشيد قبل العاطفة الجياشة ، عرضه في القرآن الكريم عرضا يدل على الموت الذي يبعث الحياة " ولكم في القصاص حياة..." ، فالإعدام رحمة إلهية للبشر ليطمئنوا على أنفسهم وحياتهم التي أعطاها الله و لا يحق لأحد غيره أن يأخذها بأي صورة من الصور . فمن يعترض على نعمة الإعدام العادل المسؤول الذي أوكل الله للمسلمين شرف وحق تطبيقه على المجرمين ، هو مجرم ودموي ومتوحش لأنه بكل بساطة يضع السكين في يد القاتل ويحشو السلاح بالرصاص للمجرم ويشجع على بيع المخدرات للأطفال في المدارس ، وبذلك فهو يستحق الإعدام لأن قلمه لا يحمل حبرا ولكنه يسيل دما مسفوحا على أوراق بيضاء ناصعة نصاعة البراءة التي تنتهك والأرواح التي تزهق في كل يوم في أرض الله الواسعة.
عبد الرحمن بن شريط / جامعة الجلفة