تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفلسفة.....


saése
2010-03-27, 21:04
تعد المعرفة من أهم المشاكل التي كانت محل اهتمام الفكر الإنساني منذ القدم فهناك من يرجعها إلى الحواس وهناك من يرجعها إلى العقل الذي يعرف بعملية نفسية معقدة تتدخل فيها العديد من الوظائف الذكاء والتذكر والذاكرة ولقد كانت هذه الأخيرة محل خلاف وجدل بين العديد من الفلاسفة والمفكرين فهناك من يرى الاعتماد على العقل لتحقيق معرفة يقينية وهناك من يرفض ذلك فما هي الوسيلة التي توصلنا إلى معرفة يقينية وهل الإدراك كافي لوحده لتحقيق معرفة أم لا؟
هناك من الفلاسفة والمفكرين من يرجعون الحواس كونها أصل تحقيق المعرفة اليقينية لكون الحواس الوسيلة الوحيدة لتحقيق معرفة يقينية وهذا ما أكده العديد من الفلاسفة نذكر منهم جون لوك و جون ستيوارت ميل وابن سينا ـ دافيد يوم الذين يؤكدون أن الحواس هيا أداة المعرفة ولقد اعتمدوا على العديد من الحجج والبراهين لتأكيد رأيهم هذا نذكر من بينها:
إن الحقيقة تقاس بالتجربة الحسية دون الحاجة إلى العقل والتجريد لكون أن كل شيء نحس به موجود وصادق وان كل ما نقول انه موجود ولا نراه هوا خاطئ وغير موجود لأننا لا نراه ولا نلمسه .وان الإدراك العقلي نفسه مكتسب من مكتسبات الخبرة أي أنصار الاتجاه الحسي يرون أن كل المعرف التي نستنبطها من العقل هي في الأصل حسية لان ليست هنا ك معرفة سابقة بل مكتسبة بالحواس لان في رأيهم أن الإنسان ولد عبارة عن صفحة بيضاء وان ما نراه بحواسنا يملا العقل ويحقق معرفة ويرون أن المفكرين الذين يعملون ن على اكتشاف العالم يعتمدون على الحواس كأداة أولية أي النظر في الشيء قبل إجراء التجربة عليه ونلاحظ النتائج بعد ذلك بواسطة الحواس مثل الطفل الصغير يولد مجرد صفحة بيضاء وبعد ذلك وباعتماده على الحواس يبدأ في التكيف والاكتساب لبعض المعارف ويقال في هذا الإطار من فقد حسا فقد علما أي أن الحواس هي الأداة الأساسية من اجل تحقيق معرفة يقيـــــــــــــنية .
على الرغم من الدور الذي تلعبه الحواس لتحقيق معرفة إلا انه في بعض الأحيان وفي الأحرى اغلب الأحيان في الخطاء مثل ظاهرة السراب في الصحراء الذي يراها الشخص كونها بقعة من الماء ولكنها غير ذالك والقلم في كاس به ماء نرى القلم وكأنه منكسر لكن في الحقيقة غير ذالك إذن الحواس غير كافية لوحدها لتحقيق معرفة يقينية.
يرى أنصار الاتجاه العقلي إن العقل هوا الأساس الذي تقوم عليه المعرفة وهذا ما أكده العديد من الفلاسفة والمفكرين منهم : ديكارت ـ سقراط ــ ألان الذين يؤدون أن العقل هوا أساس كل معرفة لان الله عوجل خلق الإنسان وميزه على باقي الكائنات الأخرى بالعقل لكون أن حواسنا توقعنا تخدعنا كما قال احد الفلاسفة من يخدعنا مرة قادرا على أن يخدعنا دائما ونرى إن العقل يعمل على تصحيح ما توقعنا فيه حواسنا من أخطاء وكون أن الإحساس لا يعطينا سوى معرفة بالجزئيات كالصفات العرضية منها الشكل و اللون والطول وهذا الأخير متغير فهوا ليس ثابت ولا يمكن الاعتماد علية لتحقيق معرفة يقينية وكون أن الحواس متواجد لدى جميع الكائنات الحية في حين إدراك خاصية إنسانية لذا فهوا السبيل الوحيد لتحقيق معرفة يقينية ونرى ديكارت في هذا الإطار يقول انه عندما أطل من النافذة أرى قبعات ومعاطف تتحرك ولكن بالعقل يدركها ويعرفها بكونهم بشر ومن بين الفلاسفة المؤكدين أن العقل هوا أساس المعرف ألان الذي يعرف بالمكعب انه ذو ا ستةـ 6ت أوجه ولكن بالحواس نرى سوى ــ 3ـــ أوجه ذلك لأننا لدينا معرفة سابقة لان على الرغم من أن الأوجه الأخرى غير ظاهرة إلا أننا ندرك الأوجه الأخرى فلا يمكن أن نحقق معرفة يقينية إلا بالعقل ونرى أيضا أن الفوتوغرافي إذا أراد أن يرسم لنا صورة ما يستعمل الطول والعرض حسب ما نراه لكن بمدركتنا أي باستعمال العقل نعرف وجود عمق لذا العقل أساس المعرفة اليقينية ونرى أيضا أن بالعقل نصل إلى نتائج يقينية فيف ظاهرة نيوتن نرى انه رأى التفاحة تسقط وبواسطة استعمال ل وتوظيف العقل ذهب إلى ابعد من ذلك وبدا في البحث لمعرفة أسباب هذا السقوط وبالعقل اكتشف وجود قانون الجاذبية الأرضية ومن هنا نستنج أن العقل هوا أساس تحقيق المعرفة اليقينية .
لا يمكن أن يكون العقل مصدر للمعرفة ما لم تكن له معرفة سابقة لأنه لو كان كذلك لكان الطفل الصغير يدرك الأشياء .
هناك من يجمع بين الإحساس والإدراك من اجل تحقيق معرفة يقينية فمها النظرية الظواهرية فتسمى بهذا الاسم لاعتمادها على ما هو ظاهر في حين الأشياء الغير ظاهرة خرافية والإدراك حسب النظرية الظواهرية هوا علاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك فالذات من غير موضوع لا تدرك أي شيء والموضوع دون ذات تدركه هوا غير موجود ولا معنى له وحسب هذه النظرية الشعور هوا الذي يسيطر على الإدراك للأشياء وبما أن هذا الأخير متغير فسوف يكون الإدراك مختلف باختلاف أحوالنا النفسية .
في حين النظرية الجشطالتية تركب وتجمع بين الإحساس والإدراك فهي تعتمد على الشكل والصيغة والإدراك يبدأ دفعة واحدة على شكل صورة متكاملة لا مجزئة فعندما ندرك الشجرة نراها ككل لا كأجزاء كما تضع للعالم الخارجي نظام تسير عليه .
ومن كل هذا نستنتج أن كل من الحواس والعقل وسيلتان لتحقيق معرفة يقينية ولا يمكن أن يكون الإحساس لوحده لتحقيق معرفة ولا العقل لوحده بل لا بد من تكامل بين كل من الإحساس والإدارك.

banis91
2010-04-01, 20:15
شكرااااااااا تقبل مروري