تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خلع سياسي


الغزالي
2010-03-26, 21:43
http://www.echoroukonline.com/ara/files/elhadi_elhassani_122452382.jpg

http://74.200.236.115/~echorouk/ara/files/banners/05.jpg



يستعد اثنان وعشرون حاكما "عربيا" ـ أو ممثلوهم ـ الذين سلطهم الله على هذه الأمة الشقية بسببهم، التعيسة بسلوكهم، المهينة بزبانيتهم، الفقيرة بتبذيرهم؛ يستعدون لعقد مؤتمرهم ـ أو قمتهم كما يسمونها ـ في مدينة "سرت" الليبية...

لا لبحث قضايا الأمة، ولا لحل مشكلاتها؛ ولكن لقضاء يوم لمن تعجل، ويومين لمن لم يتعجل في الأكل والشرب ـ وإن كانت مِعَدُ أكثرهم غير صالحة ـ وفي "التشميس والتقصير" لقد مللنا هؤلاء الحكام حتى لم نعد نطيق رؤية صورهم، أو سماع أصواتهم. وما الذي يجعلنا نحب رؤيتهم، ونود سماعهم؟

لقد جاءوا إلى الحكم بطرق غير شريفة، وبأساليب غير نظيفة؛ فمنهم من جاء إليه على ظهر دبابة، ومنهم من جاء بانتخابات مزوّرة، تبدو أمامها انتخابات إدمون نيجلان (**) ساذجة، ومنهم من جيء بهم من قوى أجنبية أو عُصب داخلية.

كيف لا نمل، بل لا نبغض من يُفترضُ فيهم الدفاع عنا والغيرة على كرامتنا من عصابات الداخل وإهانات الخارج فإذا هم أول الدائسين على هذه الكرامة، المنتهكين لها؟ إن المغتربين من أمتنا العربية في الدول الغربية لأكثر إحساسا بالكرامة ـ رغم العنصرية ـ منّا نحن الذين نعيش في وطننا العربي، وكيف لا نمل، بل لا نبغض من يُفترضُ فيهم التّعَبَ والنّصَبَ لضمان الحد الأدنى من المعيشة لأبناء أمتنا، فإذا هم يبنون لأنفسهم وأهليهم بكل ريع آيات لعلهم يخلدون، ويقيمون المهرجانات لتمجيد أنفسهم، والإشادة الكاذبة بمواهبهم، والتغني المنافق والمدفوع الأجر من مال الأمة بأعمالهم المغشوشة؟

لقد علمت أن أحد حكام العرب طلب من كاتب فرنسي أن يؤلف كتابا عن حرمه في مقابل مبلغ كبير من المال، ولكن ذلك الكاتب الفرنسي الذي له غيرة على اسمه اقترح أن يكون الكتاب عن دولة ذلك الحاكم والتطرّق في أثناء الكتاب لصاحبة العزّة..

لقد قص عليّ أحد الإخوة العرب نكتة هي أن "رئيس" بلده استدعى إبليس ليشير عليه بأساليب للمكر بشعبه، فكان كُلّمَا اقترح أسلوبا ومكرا ضحك الرئيس منه وقال: هذا مكر أكل عليه الدهر وشرب، وقد جرّبته.

فلما أفرغ إبليس ما في جعبته قال لـ"فخامة الرئيس": ذلك مَبْلَغِي من المكر. فمال الرئيس على إبليس وهمس في أذنه بما يفكر فيه من مكر بشعبه، فإذا بإبليس يُولِي منه فرارا، وقد مُلئ رعبا، وهو يصيح: حرام عليك يا رجل، اتق الله.. إني بريء من هذا المكر.

لقد فكرتُ في كيفيةِ تَخَلُّصِ أمتنا من هؤلاء الحكام الذين أقعدهم الكبر والمرض، وأقسموا بـ(...) أن لا يغادروا كراسي الحكم، وأن يستميتوا دفاعا عن بقائهم عليها إلى أن يقبض أرواحهم مَلكُ الموت، أو يُطيحَ بهم غيرهم ممن ألهاهُم التكاثر..

فكرتُ أن أقترح على أبناء أمتنا الانتحار الجماعي يوم يعقد حكامنا مؤتمرهم، ولكنني رجعت عن هذا الاقتراح لأن الانتحار حرام، والمنتحر في النار، فنخسر بذلك الآخرة كما خسرنا الدنيا، ولخسران الآخرة أكبر.

وفكرت في أن أقترح على أبناء أمتنا "الحَرْڤَة" الجماعية، فعلمت أنها ممنوعة و"غير شرعية"، وأن الدول الأوربية كلفت حكامنا أن يكونوا حُرّاسا عليها يمنعون تدفقنا على تلك الدول، فإن امتنعوا هددتهم بكشف ما تعلمه عنهم من مخاز لا نعلمها.

وفكرت في أن أقترح على أبناء أمتنا الخروج الجماعي ـ يوم قمة حكامنا- إلى الشوارع للتظاهر ضدهم والإحتجاج عليهم، فعلمت أنهم احتاطوا لهذا الأمر، فسنوا قوانين للطوارئ، ولمنع المظاهرات ومن حدّثته نفسه بخَرْقِ القانون وُوجِهَ بحَرْقِ الكانون.

وفكرت في أن أقترح على أبناء أمتنا الإضراب عن العمل لمن يعملون وعن الطعام لمن لا يعملون، فعلمتُ أنه محرم في قوانين حكامنا وإن أقرّتهُ دساتيرهم. وأن الإضراب عندهم يُجَرَّدُ من المزيد فيصير ضَرْبًا بالسياط.

وبينما أنا مستغرق في التفكير، منشغل بالتدبير، سمعتُ صوتًا هاتفا يقول لي: هل أدلّك على اقتراح أفضل مما فكرتَ فيه؟

قلت: ذلك ما أبغى.

قال: اقتَرِحْ على هؤلاء الحكام "خُلعا".

قلت: وماهو هذا "الخلع"؟

فقال: الخلع لغة: هو النزعُ، قال تعالى لموسى ـ عليه السلام ـ "فاخلعْ نعليك.."، واصطلاحا: هو أن تدفع المرأة نصيبا من المال إلى بعلها لعجزه، أو خرفِهِ أو سوء خلقه في مقابل أن يفسخ عقدة النكاح ويعطيها حريتها، ويطلق يديها.

فقلت: وهل هذا "الخلع" منصوص عليه في شريعتنا؟

فأكد وجوده بنص القرآن الكريم والسنة الشريفة، فأما النص عليه في القرآن فقد جاء في الآية الكريمة: »فإن خِفْتُم ألاَّ يُقِيمَا حدود الله فلا جُنَاحَ عليهما فيما افتَدَتْ به..« (البقرة: 229)، وأما النص عليه في السنة فقد ورد فيها أن جميلة بنت عبد الله ابن أبي جاءت إلى رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وطلبت منه أن يفرق بينها وبين زوجها ثابت بن قيس بن شماس، قائلة: "أكره الكفر بعد الإسلام".

فقال عليه الصلاة والسلام: "أتَرُدِّين عليه حديقته التي أعطاك؟".

قالت: نعم وزيادة، فقال: "أما الزيادة فلا، ولكن حديقته (1)".

قلتُ: وهل نحن (...) حتى نفعل هذا؟

قال: يبدو أن حالكم أسوأ.

قلت: إن هؤلاء الحكام لم يُعطونا شيئا، وما أخذه بعضنا إنما هي بعض أموالنا رُدّت إلينا، فلماذا نعطيهم ما ليس لهم؟

قال: لقد جادَلْتَنِي فأكثرت جِدَالي، ولا أجدُ مخرجا لكم من هذه المعاناة إلا هذا... مع ما فيه من "إهانة" مؤقتة لكم، وإلا فستبقون تحت نير هؤلاء الحكام الذين قال فيهم الشاعر أحمد مطر:

"ربما الماءُ يرُوب..

ربما يُحمَلُ زيت في الثقوب

ربما شمس الضحى تسطع من صوب الغروب

ربما يبرأ إبليس من الذنب، فيعفو عنه علاَّم الغيوب

إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب".

قلت: وماذا نسمي هذا الخلع؟

قال: أقترح تسميته "خلعا سياسيا".

قلت: سأعرض هذا الاقتراح على أبناء أمتنا، فإن قبلوا شَرَعْنَا في تكوين لجان لجمع الأموال.

ما إن أنهيت جملتي حتى انفجر مُحدّثي ضاحكا. فقلت: ما يضحكك؟ قال: إنك لم تأتِ البيوت من أبوابها، فقبل أن تقترح ذلك على أبناء الأمة، اقترحه على الحكام. ولاشك في أنهم سيرفضونه، لأنهم يعتبرونكم وما تملكون لهم، ثم

أنسيتَ أن جمع الأموال محرّم في الدول العربية..؟

قلت: نشكو بلوانا من هؤلاء الحكام إلى ربّ الأنام، ونسأله أن يفرغ علينا صبرا حتى يمُنّ علينا بحكام نحبهم ويحبوننا، ويخدموننا ولا يستخدموننا.

---

**) إدمون نيجلان: طاغية فرنسي، كان واليا عاما في الجزائر، ضُربَ به المثل في تزوير الانتخابات.

1) عن الخلع وأحكامه، انظر: التواتي بن التواتي. المبسط في الفقه المالكي.. دار الوعي. مجلد 4. ص 5/3 ـ 548.

*ألخيال*
2010-03-26, 21:47
وهل يكون هاذا الا الواقع المعاش؟؟؟

لقد الِِفناه!!!! وصدقنا به ونحن به من المؤمنين!!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغزالي
2010-03-26, 21:49
لم أرد أن أكتب رفقة مقال الهادي الحسني
لكي لا أكتب حرفا إلى جانب ما يكتبه هذا العبقري
فقط لأقول أنه يجعلني أؤمن بوجود عباقرة في هذه البلاد
فبارك الله فيه وفي أمثاله من الشرفاء النيرين

*ألخيال*
2010-03-26, 21:55
فعلا انه لعبقري فذ


كلماته راجمة معبرة!!!!

ولكن من يقرأ له؟؟؟

اظن ان اغلبهم لا يعرفون بانه يكتب في جريدة الشروق؟؟؟

ولقد تهنا!!!!

بين الهداف؟؟؟؟ وبانوراما!!!!!

فاين موقع الهادي الحسني!!!

في الخريطة؟؟؟

تقبل مروري مرة ثانية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و.وحيد
2010-03-26, 22:01
السلام عليكم
ما يشفع لجريدة الشروق هذه الاقلام
محمد الهادي الحسني .عائض القرني .فيصل قاسم .فوزي اوصديق
اقرؤها لاستمتع باقلام هؤلاء
بوركت اخي الغزالي على النقل المفيد .واصلح الله ولاة امورنا
سلام

نورالدين17
2010-03-26, 22:11
مميز دائما في كتاباته ومقالاته لكن بيت الداء ان صوته غير مسموع ولا يصل الى من يجب ان يصل اليهم

هم يجتمعون ويقررون ثم ينددون ويستنكرون...............ومن بعد يفترقون كأن لم يلتقون

تاج الكرامة
2010-03-26, 22:22
امسك باليد التي تؤلم .............جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل الغزالي

V0LCAN0
2010-03-27, 01:00
اود شكر الشروق على كوكبة الكتاب والمفكرين الذين يكتبون في صفحاتها ومنهم محمد الهادي الحسني
صحيفة الشروق كل خميس تستحق الخمسة نجوم
سلام.

walid omrani
2010-03-27, 08:48
فعلا هذا العلم مفخرة للجزائر و كأنه يعبر عما يجول في خواطرنا
شكرا لصاحب الموضوع

طاهر القلب
2010-03-27, 10:06
بارك الله فيكم على نقل هذا المقال المميز لهذا المفكر الجليل
صدق في كل حرف كتبه و في كل كلمة خطها
فقد وصف الحال و المحال في قمة القمم و لمة الامم و وحدة الهمم
و لكنهم يتباروزن و يتنابزون و يضحكون و لا يفعلون .... للأسف
كل شيئ إلا الفعل فهم اصحاب تنديد و شجب و صراخ و عويل
دمت بخير و عافية ....

م.جواد
2010-03-27, 10:20
السلام عليكم
بارك الله فيه على هذا القلم الذهبي لقد وضع اليد في الجرح تماما ما عسانا ان نقول اللهم انصرنا على حكامنا الطاغين
بارك الله فيك اخي الغزالي

أبو خالد سيف الدين
2010-03-27, 10:48
السلام عليكم

هم ليسوا حكاماً بل متحكمون و لست أؤمن في عصرنا هذا إلا برئيس و حاكم مسلم واحد
و إسمح لي أخي الغزالي أن أطيل عليك


رجل خرج في زمن لايُعرف فيه قدر العظماء .!؟؟


تراه بقامته المدودة .... وعينه الواحدة التي فقدها في الحرب .!
مهيب .. يأخذ القلوب .. ويأسر الألباب ... يطمئنك إذاحدثك بتواضعه الجم ..
لا يعرف الكبر .. وخيلاء الملوك ... وغرور المترفين .. وغطرسة الظلمة ...

إذا رأيته لا تعرفه من بين وزرائه وموظفيه .. !!
دائماً مطرق إلى الأرض حياءً ... لا يتكلم إلا إذا سئل .. !
يحب العمل .... والجدية ... إذا ضحك تبسم تبسُم المتعجب ..

تجاهلته وسائل الإعلام العربية ..لأنه لا يسرق أموال الشعب ..

فتسابقت على معرفة أخبارهوسائل الإعلام العالمية ..
لم تكتب عن حفلاته الماجنة .. ولياليه الحمراء .. ورحلاته الصيفية ..

لم تتناقل أخبار قصوره في فرنسا .. ولم تصور جزره الخاصة في الكاريبي ..!
لأنه لا يملك إلا منزل من طابق واحد ... وأفقر رجل في الخليج أغنى منه ..!!
لم يتزاحم المداحون على بابه ..لأنه لا يحب الشعراء .


لا يعرف التكلف ..تزوره الوفود ..فيستقبلها عند باب الطائرة .. يلقى ردائه من على كتفيه .
فيفرشه للوفد .. فيبداء الأجتماع تحت جناح الطائرة .. يتحدث معهم ساعة .. ينهض ثم ينفض الغبار عن ردائه ويمضي ..!
بساطة لا تعرف التنطع ... أدب لا يشوبه تكلف .. حياء لا يخالطه خور..!
عاطفة لا تعرف الضعف ... ثبات لم تثلمه مداهنة .. حزم لا يستفزه تهور ..
أحبه شعبه وهو لم يرى صورته يوماً ما .. لا يحب الأضواء ...و يكره الإطراء ..

فاق اليهودي السموئل بن عاديا اليهودي في الوفاء ..!
السموئل ضحى بإبنه ... ومحمد عمر ضحى بملكه ..!
يهدده العالم كله .. وهو ثابت كالطود الأشم ...
يحاصرونه إقتصادياً ... فيرفع طرفه يستدر خزائن السماء ..!!
حق على كتب التأريخ ... ودواوين الشعر .. وتراجم الرجال ...
أن تسجل أعظم قصة وفاء بالتاريخ ..!!

السموئل بنعاديا اليهودي .. هُدد بقتل ولده إذا لم يسلم دروع ورماح أمرؤالقيس الكندي ..
فرفض .. ووقف وقفة وفاء لعهده .. سجلها التاريخ بإجلال .. وسارت بها أشعارالعرب ..

أما الملا محمد عمر .. فقد سطر أسطورة تتعلم منها الأجيال ..
ويحمر منها الوفاء خجلاً ....!!
هددوه إذا لم تسلم رجل واحد .... سيموت خمسة وعشرون مليون إنسان ..!!
لم ينثني .. لم يلتفت إلى أن الرجل المطلوب ... غريب ليس من بني قومه ..!
طريد ليس له وطن .... ! شريد ليس له أهل ..
وحيد تنكرت له الأرض ...! وتبرأ منه قومه ...!
لم يتغير رأيه .. لم يخن مبادئه .. أعرض عن توسلات ملوك العرب ..!
رفض كل الوساطات .. طرد كل السفراء والرسل .. الذين جاءو ليثنوه عن عزمه ..

بصق على الدنيا ..! ركل الملك .. أحرق جميع الإغراءات ..
تلفع بردائه وقرر أن يواجه العالم .. ! ورضي أن يجوع شعبه ..
وأن تقصف دياره ..!
أبت عليه عزته ..! أن يخون عهده .. وينقض أمانه .. ويروع من إلتجأ إليه ..
تحصن بدينه ..وأستعان بربه ..وقف أمام العالم ..وصرخ فيوجهه .. وقال قولته المشهورة ..
بوش وعدني بالهزيمة والله وعدني بالنصروسننظر من يفي بوعده

أقسم أنه سوف يحمي الرجل ..! لأن دينه علمه ذلك ..
تحدى العالم .. وضحى بملكه من أجل رجل ... واحد !!
و بذالك ... صفع اليهودي على وجهه ..! ونزع منه لقب الوفاء .. وصنع منه تاجاً وضعه على رأسه

و تصدر أوفياء الرجال في التاريخ

دولة مقابل رجل واحد


لم يغضب بعد أن سقط ملكه .. لم يلم نفسه .. ويوبخ وزرائه .. ! ولم ينهرالرجل
بل أخذ سلاحه .. وجمع أتباعه ..! ومضى يقود الأبطال
ذهب إلى صديقه الطريد ..ربت على كتفه و إبتسم فيوجهه و قال: كلنا مطارد ..!
عانقه ..! ضمه إلى صدره و قال له: فقدت ملكي لكني حافظت على ديني ..!
لايسئلني الله أني سلمت مسلم لكافر ..


فأعتبروا يا حكام العرب!!..

ithguel
2010-03-27, 12:16
نسأل الله ان يخلصنا منهم عاجلا غير آجل

الغزالي
2010-03-27, 12:21
السلام عليكم

هم ليسوا حكاماً بل متحكمون و لست أؤمن في عصرنا هذا إلا برئيس و حاكم مسلم واحد
و إسمح لي أخي الغزالي أن أطيل عليك


رجل خرج في زمن لايُعرف فيه قدر العظماء .!؟؟


تراه بقامته المدودة .... وعينه الواحدة التي فقدها في الحرب .!
مهيب .. يأخذ القلوب .. ويأسر الألباب ... يطمئنك إذاحدثك بتواضعه الجم ..
لا يعرف الكبر .. وخيلاء الملوك ... وغرور المترفين .. وغطرسة الظلمة ...

إذا رأيته لا تعرفه من بين وزرائه وموظفيه .. !!
دائماً مطرق إلى الأرض حياءً ... لا يتكلم إلا إذا سئل .. !
يحب العمل .... والجدية ... إذا ضحك تبسم تبسُم المتعجب ..

تجاهلته وسائل الإعلام العربية ..لأنه لا يسرق أموال الشعب ..

فتسابقت على معرفة أخبارهوسائل الإعلام العالمية ..
لم تكتب عن حفلاته الماجنة .. ولياليه الحمراء .. ورحلاته الصيفية ..

لم تتناقل أخبار قصوره في فرنسا .. ولم تصور جزره الخاصة في الكاريبي ..!
لأنه لا يملك إلا منزل من طابق واحد ... وأفقر رجل في الخليج أغنى منه ..!!
لم يتزاحم المداحون على بابه ..لأنه لا يحب الشعراء .


لا يعرف التكلف ..تزوره الوفود ..فيستقبلها عند باب الطائرة .. يلقى ردائه من على كتفيه .
فيفرشه للوفد .. فيبداء الأجتماع تحت جناح الطائرة .. يتحدث معهم ساعة .. ينهض ثم ينفض الغبار عن ردائه ويمضي ..!
بساطة لا تعرف التنطع ... أدب لا يشوبه تكلف .. حياء لا يخالطه خور..!
عاطفة لا تعرف الضعف ... ثبات لم تثلمه مداهنة .. حزم لا يستفزه تهور ..
أحبه شعبه وهو لم يرى صورته يوماً ما .. لا يحب الأضواء ...و يكره الإطراء ..

فاق اليهودي السموئل بن عاديا اليهودي في الوفاء ..!
السموئل ضحى بإبنه ... ومحمد عمر ضحى بملكه ..!
يهدده العالم كله .. وهو ثابت كالطود الأشم ...
يحاصرونه إقتصادياً ... فيرفع طرفه يستدر خزائن السماء ..!!
حق على كتب التأريخ ... ودواوين الشعر .. وتراجم الرجال ...
أن تسجل أعظم قصة وفاء بالتاريخ ..!!

السموئل بنعاديا اليهودي .. هُدد بقتل ولده إذا لم يسلم دروع ورماح أمرؤالقيس الكندي ..
فرفض .. ووقف وقفة وفاء لعهده .. سجلها التاريخ بإجلال .. وسارت بها أشعارالعرب ..

أما الملا محمد عمر .. فقد سطر أسطورة تتعلم منها الأجيال ..
ويحمر منها الوفاء خجلاً ....!!
هددوه إذا لم تسلم رجل واحد .... سيموت خمسة وعشرون مليون إنسان ..!!
لم ينثني .. لم يلتفت إلى أن الرجل المطلوب ... غريب ليس من بني قومه ..!
طريد ليس له وطن .... ! شريد ليس له أهل ..
وحيد تنكرت له الأرض ...! وتبرأ منه قومه ...!
لم يتغير رأيه .. لم يخن مبادئه .. أعرض عن توسلات ملوك العرب ..!
رفض كل الوساطات .. طرد كل السفراء والرسل .. الذين جاءو ليثنوه عن عزمه ..

بصق على الدنيا ..! ركل الملك .. أحرق جميع الإغراءات ..
تلفع بردائه وقرر أن يواجه العالم .. ! ورضي أن يجوع شعبه ..
وأن تقصف دياره ..!
أبت عليه عزته ..! أن يخون عهده .. وينقض أمانه .. ويروع من إلتجأ إليه ..
تحصن بدينه ..وأستعان بربه ..وقف أمام العالم ..وصرخ فيوجهه .. وقال قولته المشهورة ..
بوش وعدني بالهزيمة والله وعدني بالنصروسننظر من يفي بوعده

أقسم أنه سوف يحمي الرجل ..! لأن دينه علمه ذلك ..
تحدى العالم .. وضحى بملكه من أجل رجل ... واحد !!
و بذالك ... صفع اليهودي على وجهه ..! ونزع منه لقب الوفاء .. وصنع منه تاجاً وضعه على رأسه

و تصدر أوفياء الرجال في التاريخ

دولة مقابل رجل واحد


لم يغضب بعد أن سقط ملكه .. لم يلم نفسه .. ويوبخ وزرائه .. ! ولم ينهرالرجل
بل أخذ سلاحه .. وجمع أتباعه ..! ومضى يقود الأبطال
ذهب إلى صديقه الطريد ..ربت على كتفه و إبتسم فيوجهه و قال: كلنا مطارد ..!
عانقه ..! ضمه إلى صدره و قال له: فقدت ملكي لكني حافظت على ديني ..!
لايسئلني الله أني سلمت مسلم لكافر ..


فأعتبروا يا حكام العرب!!..






شكرا أخي أبو خالد على مداخلتك الجميلة
والحق كل الحق أخي الكريم
ليس كل الناس يرون ما ترى
تقبل تحايانا

**مرآة الضمير**
2010-03-27, 17:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارى اخي واستاذي الجليل الغزالي ان المشكلة لا تكمن في السياسة بحد ذاتها وانما هي مشكلة متاصلة مستحكمة الاصول والتي تشكل الخطر الاساسي الذي هدد ولا يزال يهدد مصالح الشعوب العربية الاسلامية وهو تزمت السياسيين وانسياقهم حول فكرة معينة الى درجة نفي حق الاخرين في الوجود والتعبير وهو ما من شانه ان يهيئ الارضية لممارسة اقصى درجات الاستبدادفي حالة وصول هذا الصنف من السياسيين الى دفة السلطة وباي طريقة كانت عندها يغلقون كل المنافذ امام من يعتبرونهم خصوما لافكارهم مهما كان لؤلائك الخصوم المزعومون من صحة وصواب نظر ويتورطون امام مجتمعاتهم في تجارب وسياسات قد لا تبقي ولا تذر من مقومات الحياة السياسية المدنية اما الذين لم تسعفهم وسائلهم وظروفهم للوصول الى السلطة فيصاب الكثير منهم بالتعثر ويكونون عرضة لاخفاقات متتالية بعضها شخصي واخر حزبي وقد ينتهي الامر بالبعض منهم الى اسوء الاحتمالات بما في ذلك وضع امكاناتهم واحقادهم ومعلوماتهم تحت تصرف الانظمة التي كانوا يحاربونها من قبل مقابل موقع باحد اجهزة الدولة او فتات من حياة الدنيا
وتبعا لذلك ينقلب حال حكامنا الذين هم في الاصل سياسيون وصلوا للحكم بالطرق التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر اخي الغزالي
وعموما وان لم ابالغ وحتى لا اظلم احدا بجزمي هذا فان جل من يلقي نظرة على الوضع الداخلي او حتى الخارجي لحكام بلداننا العربية الاسلامية لوجد وبكل سهولة ان نشاطهم وهممهم السياسية والتي من المفروض تصب في بوتقة اسمها الصالح العام تعلو او تتراجع بحجم المنفعة الخاصة وقد تكون هذه المنفعة جماعية يجتمع فيها ساسة ينتمون لنظام معين كما قد تكون فردية ترمز لشخصية معينة
ومن مخلفات ذلك خبط كل ماهو افكار وقيم ومبادئ وحتى دين عرض الحائط

فكيف بذلك اخي الغزالي يستقيم حال الامم العربية وكيف نريد لانفسنا ان نتصدر العالم ونصلح احوالنا واحوال اسلاميتنا امام العالم
كل شيئ مختلط لابد من تصفيته من الشوائب حتى يرجع الكل الى نصابه الصحيح والا فسنظل نتخبط ضمن حلقة مفرغة ناكل بعضا بعضا ونخسر الخسارة تلوى الاخرى وشعوبنا تدفع الثمن الباهظ من ابنائها وافكارها وطموحاتها
ويبقى سؤالي الذي يطرح نفسه علي دوما اذا كان الحل لمعظلاتنا موجودا **خلع طلاق او حتى نفي** فكيف لنا ان نطبقه التطبيق السليم ونجني ثمارا يانعة من ورائه

طرح قيم يستحق الوقوف طويلا وطوييييييييلا بورك قلمك استاذي الجليل الغزالي الذي نقل فاحسن اختيار المنقول واوصله الينا باحسن وجه لاننا كلنا نشعر بالحسرة والخجل مع الاسف كوننا اصحاب دين اسلامي الذي كان مفروضا فينا كمعتنقيه ان نهب الاستقرار والسلام لشعوبنا العربية الاسلامية الممزقة فغدونا نحن انفسنا ممزقون من جراء الشهوات الجامحة والرغبة في الاستاثار بالسيطرة والحكم دون بعد نظر او وضع اهداف سامية نصب اعيننا

الغزالي
2010-03-27, 22:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارى اخي واستاذي الجليل الغزالي ان المشكلة لا تكمن في السياسة بحد ذاتها وانما هي مشكلة متاصلة مستحكمة الاصول والتي تشكل الخطر الاساسي الذي هدد ولا يزال يهدد مصالح الشعوب العربية الاسلامية وهو تزمت السياسيين وانسياقهم حول فكرة معينة الى درجة نفي حق الاخرين في الوجود والتعبير وهو ما من شانه ان يهيئ الارضية لممارسة اقصى درجات الاستبدادفي حالة وصول هذا الصنف من السياسيين الى دفة السلطة وباي طريقة كانت عندها يغلقون كل المنافذ امام من يعتبرونهم خصوما لافكارهم مهما كان لؤلائك الخصوم المزعومون من صحة وصواب نظر ويتورطون امام مجتمعاتهم في تجارب وسياسات قد لا تبقي ولا تذر من مقومات الحياة السياسية المدنية اما الذين لم تسعفهم وسائلهم وظروفهم للوصول الى السلطة فيصاب الكثير منهم بالتعثر ويكونون عرضة لاخفاقات متتالية بعضها شخصي واخر حزبي وقد ينتهي الامر بالبعض منهم الى اسوء الاحتمالات بما في ذلك وضع امكاناتهم واحقادهم ومعلوماتهم تحت تصرف الانظمة التي كانوا يحاربونها من قبل مقابل موقع باحد اجهزة الدولة او فتات من حياة الدنيا
وتبعا لذلك ينقلب حال حكامنا الذين هم في الاصل سياسيون وصلوا للحكم بالطرق التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر اخي الغزالي
وعموما وان لم ابالغ وحتى لا اظلم احدا بجزمي هذا فان جل من يلقي نظرة على الوضع الداخلي او حتى الخارجي لحكام بلداننا العربية الاسلامية لوجد وبكل سهولة ان نشاطهم وهممهم السياسية والتي من المفروض تصب في بوتقة اسمها الصالح العام تعلو او تتراجع بحجم المنفعة الخاصة وقد تكون هذه المنفعة جماعية يجتمع فيها ساسة ينتمون لنظام معين كما قد تكون فردية ترمز لشخصية معينة
ومن مخلفات ذلك خبط كل ماهو افكار وقيم ومبادئ وحتى دين عرض الحائط

فكيف بذلك اخي الغزالي يستقيم حال الامم العربية وكيف نريد لانفسنا ان نتصدر العالم ونصلح احوالنا واحوال اسلاميتنا امام العالم
كل شيئ مختلط لابد من تصفيته من الشوائب حتى يرجع الكل الى نصابه الصحيح والا فسنظل نتخبط ضمن حلقة مفرغة ناكل بعضا بعضا ونخسر الخسارة تلوى الاخرى وشعوبنا تدفع الثمن الباهظ من ابنائها وافكارها وطموحاتها
ويبقى سؤالي الذي يطرح نفسه علي دوما اذا كان الحل لمعظلاتنا موجودا **خلع طلاق او حتى نفي** فكيف لنا ان نطبقه التطبيق السليم ونجني ثمارا يانعة من ورائه

طرح قيم يستحق الوقوف طويلا وطوييييييييلا بورك قلمك استاذي الجليل الغزالي الذي نقل فاحسن اختيار المنقول واوصله الينا باحسن وجه لاننا كلنا نشعر بالحسرة والخجل مع الاسف كوننا اصحاب دين اسلامي الذي كان مفروضا فينا كمعتنقيه ان نهب الاستقرار والسلام لشعوبنا العربية الاسلامية الممزقة فغدونا نحن انفسنا ممزقون من جراء الشهوات الجامحة والرغبة في الاستاثار بالسيطرة والحكم دون بعد نظر او وضع اهداف سامية نصب اعيننا


بارك الله فيك أخت شجون
ويحق لي أن أهنئك على الرؤية الشاملة
والسليمة والواضحة كما لا يحق لك أن تمنعيني
من الإعتراف لك بحسن اختيار العبارات ودقة نسجها
ولا أكون مبالغا لو قلت لك أنني جلست هاهنا لأتعلم منك
ولكنك في الأخير ورطتني يا أختي الكريمة بسؤالك
فلو كان أحدنا يعرف كيف يمارس هذا الخلع لكان
أغاثنا وأراحنا ولكنا نتنعم في ثماره اليوم
شكرا أختنا الكريمة وبارك الله لك في هذه الرؤية
فلا تحرمينا من جميل أفكارك
شكرا