اخترت لكم

[الأستـ كريم ــاذ]

قال شاعر:
ألــوم صديقي وهــذا محال.
صديقي أحبُّــه كــلام يقال.
وهــذا كــلام بليـغ الجمـال.
محــال يقال الجمـال خيــال.

نستطيع قراءة هذه الأبيات أفقيا وعموديا.

يقول الإمام علي، كرم الله وجهه:
مودته تدوم لكل هــول ****** وهــل كل مودته تدوم

اقرأ البيت من الشمال إلى اليمين حرفا بحرف
تجده نفس البيت.

يقول شاعر بني ذبيان يمدح قومه

"حلِمـوا، فما ساءت لهم شيم
سمِــحوا، فما شحّت لهم منن.
سلمــوا، فلا زلّت لهم قدم
رشَدوا، فلا ضلّت لهم ســنن."

هي في المدح، لكن فيها تعريض وهجاء،
إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة
بحيث تبدا من قافية الشطر الثاني وتنتهي بأول كلمة من الشطر الأول
فتكون الأبيات كالآتي:

منن لهم شحت، فما سمــحوا
شيم لهم ساءت، فما حلمــوا.
ســنن لهم ضلّت، فلا رشدوا
قدم لهم زلت، فـلا سلمـوا.


قال الشاعر الأُمويُّ أبو دُلامة:

"إذا أتيت نوفـل بن دارم ****** أمين مخزوم وسيف هاشم
وجدته أظلم كل ظالم ****** على الدنانير والدراهم
وأبخل الأعراب والأعاجم ****** يضربه، وسـرّه المكاتم
لا يستحي من لوم كل لائم ****** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم ****** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم ****** إذا لم يكن من قدم بقادم"

هي في الحقيقة قصيدة مدح وثناء،
وإن شئنا أن تصبح قصيدة ذم وهجاء،
فلنقرأ صدور الأبيات دون أعجازها،
هــكذا:

إذا أتيت نوفل بن دارم ****** وجدته أظلم كل ظالم
وأبخل الأعراب والأعاجم ****** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم ****** يقرع من يأتيه سن النادم