المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدور الأربعة بين الضيق و السعة..الجنة


sousou24
2010-03-23, 20:25
قال تعالى:
لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ))







(4)




قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -:
(من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة )


الجنة

وجنات عدن زخرفت ثم أزلفت
لقوم على التقوى دواماً تبتلوا
بها كل ما تهوى النفوس وتشتهي
وقرة عين ليـس عنها تحول


والأن

هيا بنا أخوة الإسلام والإيمان نتنسم نسيم ا لجنة ، نتعرف عليها وعلي كل ما يقرب إليها من قول وعمل ، نتعرف علي أصحابها ، طعامها وشرابها ، ونعرف فضل الله علينا إذ هدانا إلى الإسلام وبعث فينا المعصوم – صلوات الله وسلامه عليه – نبيا و رسولا، هيا بنا معا ننسي النار بلهيبها ، وحميمها وغساقها ، هيا بنا نسي زقومها وفحيحها ، أشواكها وكلاليبها، هيا بنا ننسي صراخ أهلها وسواد وجوههم مع نعيم الجنة الذي وصفه المعصوم ـ صل الله عليه وسلم ـ بقوله أنه مالاعين رأت ولاأذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ، وتعالوا نتعرف هنا علي ما يفوق هذا النعيم لمن رضي الله عنهم وحباهم ما أوسع دار السلام ..! وما أطيب ريحها..!
أما عرضها فكعرض السماء والأرض وأما ريحها فيوجد من مسيرة مائة عام ففي الكتاب الكريم :
{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله }
وفي الحديث الشريف :
مسند أحمد( فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام )
وأصحاب الجنة هم من يبتليهم الله في أبدانهم بالأمراض والأسقام ،وبالمصائب والنوائب ، والخوف من الأعداء ، ويمتحنون امتحانا عسيرا في الدنيا حتي يستحقون الجنة ونعيمها ، قال تعالي :
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين معه متي نصر الله ألا إن نصر الله قريب }

أسماء الجنة


الاسم الأول : الجنة

وهو الاسم العام المتداول لتلك الدار وما اشتملت عليه من كل أنواع النعيم.
الاسم الثاني : دار السلام

يقول تعالي : { والله يدعو إلي دار السلام }
الاسم الثالث : دار الخلد.

الاسم الرابع : دار المقامة
يقول الله تعالي :

{ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ،الذي أحلنا دار المقامة من فضله لايمسنا فيها نصب }

الاسم الخامس : جنة المأوي
، يقول الله تعالى :
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى }

الاسم السادس : جنات عدن
، يقول تعالي :
{جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب}

الاسم السابع : دار الحيوان
، يقول الله تعالى :
{ وإن الدار الآخرة لهى الحيوان }

الاسم الثامن : الفردوس
، يقول الله تعالى :
{أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}

الاسم التاسع : جنات النعيم
، يقول الله تعالى :
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم }
الاسم العاشر : المقام الأمين
، يقول الله تعالى :
{إن المتقين في مقام أمين }
وعن عبد الله بن الحارث عن كعب أنه قال :
(ما نظر الله إلى الجنة إلا قال طيبي لأهلك فتزداد ضعفا حتى يدخلها أهلها )
حسن يزداد وجمال يتجدد ونعيم لا يفنى بأمر الواحد الأحد، فيالها من دار ، وياله من سعيد من يتنسم ريحها .
وعن جابر بن عبد الله أنه قال :
الترمذي( خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما فقال إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه اضرب له مثلا فقال اسمع سمعت أذنك، واعقل عقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل مائدة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه ، فالله هو الملك ، والدار الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول، فمن أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل ما فيها )

جواز المرور إالي الجنة ، والعقد الذي بين الله وعباده .

جواز المرور الي الجنة :
وهذا الجوازأن يأخذ المرء كتابه بيمينه ، قال تعالي :
{ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه . إني ظننت أني ملاق حسابيه .فهو في عيشة راضية . في جنة عالية }
وهذا المحظوظ ممن بدل الله سيئاتهم حسنات .

والعقد الذي بين الله تعالي وعباده:

جاء في محكم التنزيل :
{ إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }
والمجاهدون في سيبل الله هم التائبون ،العابدون ، الحامدون ، السائحون ( الصائمون ) ، الراكعون الساجدون .

أهل الجنة يساقون إلي الجنة كل جماعة تناسب بعضها بعضا ، قال الواحد الأحد في قرآنه :
{وسيق الذين اتقوا إلي الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}

وأهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد من قبل الله حيث يقول الله تعالي في محكم التنزيل :
(إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم . دعواهم فيها سبحانك ا للهم وتحيتهم فيها سلام وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )
وقال أيضا – سبحانه وتعالي ـ :
{ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} الأية .

آذان الجنة

إذا دخل أهل الجنة الجنة سمعوا آذانا لم يسمعوا مثله قط ، فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
ص.مسلم ( قال ينادى مناد أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ،وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، وذلك قول الله عز وجل " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون )


أبواب الجنة

إن لدار المتقين ثمانية أبواب ، ما بين مصراعي كل باب مسيرة أربعين سنة ، والله ليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام .
أحد هذه الأبواب يسمي الريان وهو باب خاص بأهل الصيام .
و حلق هذه الأبواب من ياقوت أحمر على صفائح من ذهب .
رو ى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
ص. مسلم( إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام )
وقال مرة صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن وفد الرحمن
( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب )

الشجرة العظيمة

عند باب الجنة مباشرة على يمين الداخل أو شماله ، أو أمامه شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان أعدت إحداهما لشرب الداخلين ، والأخرى لاغتسالهم فيشربون من الأولى لتجري نضرة أشعارهم أبداً .
وفي القرآن الكريم { وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً } .
قال أبو الدنياحدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا يحيى بن سليم
الطائفي حدثنا اسماعيل بن عبد الله المكي حدثنا أبو عبد الله أنه سمع الضحاك بن مزاحم يحدث عن الحرث عن علي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية(يوم يحشر المتقين ألى الرحمن وفدا) فقال صلى الله عليه وسلم ضمن ما قال في حديث طويل :
( عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً ) .
ويقول الرسول صلى الله عليه :
ص. بخاري( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ، ولا يتفلون . أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة . أزواجهم الحور العين . أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ) .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر رجل يدخل الجنة :
(" إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً ، فيقال له : ارفع رأسك مالك ؟ فيقول رأيت ربي ! فيقال له : إنما هو منزل من منازلك ، ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له . فيقال له : مه !! فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة . فيقول له : إنما أنا خازن من خزانك ، وعبد من عبيدك ، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر ، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها , تستقبله جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً ، فيقال له أشرف فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك .)
وإذا ضمت وفد الرحمن القصور ، وانتهوا إلى نعيم غمرهم بالسرور والحبور ، توافدت عليهم جموع الملائكة المهنئة لهم ، وهي تحمل أجمل التحف وأحسن الهدايا ، وتقول :
{سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار}
إن الجنة دار خلود وبقاء.. لا فيها بأس ولا شقاء, ولا أحزان ولا بكاء.. لا تنقضي لذاتها ولا تنتهي مسراتها.. كل ما فيها يذهل العقل ويسحر الفكر.. ويسكر الرشد.. ويصرع اللب.

هي نور يتلألأ, وريحانة تهتز.وقصر مشيد ونهر مطرد..وفاكهة نضيجة.. وزوجة حسناء جميلة.. وحلل كثيرة في مقام أبداً, في حبرة ونضرة,في دور عالية سليمة بهية تتراءى لأهلها كما يتراءى الكوكب الدري الغائر في الأفق.
عن أبي هريرة –t- قال:
الترمذي( قلت يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: من الماء قلت ما بناء الجنة؟ قال: لبنة من الفضة, ولبنة من ذهب, ملاطها [الملاط: الطين ]المسك الأذفر, وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت, وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لايموت ، لا تبلي ثيابه ، ولا يفني شبابه)
وعنه ًصلى الله عليه وسلم أنه قال :
ص. بخاري.مسلم( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير.فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة, ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد, ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة, ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان, فقال أبو بكر: يا رسول الله, ما على أحد من هذه الأبواب من ضرورة, فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ قال: نعم ! وأرجو أن تكون منهم)
واعلم أن مفتاح الجنة :
إنما هو توحيد الله جل وعلا وتحقيق لا إله إلا الله, فقد قال رسول اللهr:
مسند الإمام أحمد(مفتاح الجنة شهادة ألا إله إلا الله)
وسئل الحسن البصري:" أن ناسا ًيقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال :
( من قالها وأدى حقها وفرضها)

غرف الجنة

وأما غرف الجنة فلا تسل عن قوة بنائها وإحكام أركانها وبهاء منظرها وتلألؤ مظهرها. قال رسول الله r :
ص. مسلم(إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم, قالوا: يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال:
بلى, والذي نفسي بيده: رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين )
يقول الله جل وعلا:
) لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية(
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى:
(وهم في الغرفات آمنون)
الترمذي ( الغرفة من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها فصم و لا وصل ، و إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة منها كما تتراءون الكوكب الشرقي أو الغربي في أفق السماء ، و إن أبا بكر و عمر منهم و أنعما .)
وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال :
. (إن المتحابين في الله تعالى لعلى عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة يضيء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا . يقول أهل الجنة بعضهم لبعض : انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله عز و جل فإذا أشرفوا عليهم أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا . عليهم ثياب خضر من سندس مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله عز و جل .)
و ذكر الثعلبي من حديث عمران بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أهل عليين لينظرون إلى الجنة فإذا أشرف رجل من أهل عليين أشرقت الجنة لضياء وجهه فيقولون ما هذا النور ؟ فيقال أشرف رجل من أهل عليين الأبرار أهل الطاعة و الصدق )
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الترمذي(إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها ، فقام إلبه أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام و أطعم الطعام و أدام الصيام و صلى لله بالليل و الناس نيام)
و ذكر أبو نعيم الحافظ من حديث محمد واسع ، عن الحسن ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال :
( ألا أخبركم بغرف الجنة ؟ غرفاً من ألوان الجواهر يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها ، فيها من النعيم و الثواب و الكرامات ما لا أذن سمعت ، و لا عين رأت ، فقلنا : بأبينا أنت و أمنا يا رسول الله ، لمن تلك ؟ فقال : لمن أفشى السلام ، و أدام الصيام ، و أطعم الطعام ، و صلى و الناس نيام ، فقلنا : بأبينا أنت و أمنا يا رسول الله ، ومن يطيق ذلك ؟ فقال : أمتي تطيق ذلك ، و سأخبركم من يطيق ذلك ، من لقى أخاه المسلم فسلم عليه فقد أفشى السلام ، و من أطعم أهله و عياله من الطعام حتى يشبعهم فقد أطعم الطعام ، و من صام رمضان و من كل شهر ثلاثة أيام فقد أدام الصيام ، و من صلى العشاء الأخيرة في جماعة فقد صلى والناس نيام .)
وهذه الغرف مختلفة في العلو و الصفة بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال ، فبعضها أعلى من بعض و أرفع .
فائدة
عن أنس بن مالك قال :
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(إن في الجنة لغرفاً ليس لهامغاليق من فوقها و لا عماد من تحتها ، قيل يا رسول الله ، وكيف يدخلها أهلها ؟ قال : يدخلونها أشباه الطير، قيل : هي يا رسول الله لمن ؟
قال :( لأهل الأسقام و الأوجاع و البلوى )
عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
سنن أبي داود(إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
خيام الجنة

والجنة مساكن تتلألأ.. فكما أن غرفها كالكواكب الغائرة, فكذلك خيامها لآلئ مجوفة.قال رسول اللهr :
ص.مسلم( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً, للمؤمن فيها أهلون, يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)
وهذه الخيام غير القصور والغرف ، وهي موجودة في البساتين وعلى شواطئ الأنهار.
عن بن عباس أنه قال في تفسير )حور مقصورات في الخيام ( :
(الخيمة درة من لؤلؤة مجوفة طولها فرسخ وعرضها فرسخ ، ولها ألف باب من ذهب حولها سرادق دوره خمسين فرسخا يدخل عليه من كل باب منها ملك بهدية من الله عز وجل )
وعن مسروق عن عبد الله أنه قال :
(لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك ، لامزجات ولا زفرات ولابخرات ولا طماحات، حور كأنهن بيض مكنون )

قصور الجنة

أما قصور الجنة فهي من ذهب ولؤلؤ وزبرجد وفضة.. فلا يعلم حسنها وبهاءها إلا الذي خلقها وبناها سبحانه وتعالى.
عن الحسن قال : سألت عمران بن حصين و أبا هريرة رضي الله عنهما عن تفسير هذه الآية (و مساكن طيبة) فقالا : على الخبيرسقطت سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتاً من زبرجدة خضراء في كل بيت سيعون سريراً على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون ، و علىكل فراش سبعون امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام ، في كل بيت سبعين وصيفاً و وصيفة فيعطي الله تبارك و تعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي علىذلك كله.)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنه ليجاء للرجل الواحد بالقصر من اللؤلؤة الواحدة في ذلك القصر سبعون غرفة في كل غرفة زوجة من الحور العين في كل غرفة سبعون باباً يدخل عليه من كل باب رائحة من رائحة الجنة سوى الرائحة التي تدخل من الباب الآخر ، و قرأ قول الله عز و جل
) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين( .
عن بريد بن الخصيب قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا بلالاً فقال :
الترمذي(يا بلال بما سبقتني إلى الجنة ؟ فما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشتك أمامي فأتيت على قصر مربع مشرف من ذهب فقلت لمن هذا القصر قالوا لرجل عربي فقلت أنا عربي لمن هذا القصر قالوا لرجل من قريش . قلت أنا قرشي لمن هذا القصر . قالوا لرجل من أمة محمد. قلت : أنا محمد لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر بن الخطاب . فقال بلال يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين و ما أصابني حدث إلا توضأت عنده و رأيت أن لله تعالى ركعتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بهما
وكان سعيد بن المسيب يقول إن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال :
سنن الدارمي(من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له قصر في الجنة ، و من قرأها عشرين مرة بني له قصران في الجنة ، و من قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث قصور في الجنة . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا لتكثرن قصورنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الله أوسع من ذلك )
تربة الجنة:

أما تراب الجنة فهو المسك والزعفران والدرمكة البيضاء (الدقيق الحواري الخالص البياض).
مسند الإمام أحمد . عن أبي سعيد الخدري:
( أن النبي صلى اللهم عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم صدق)


عيون الجنة

قال تعالى:) إن المتقين في جنات وعيون(
) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا_عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (
(ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا _عيناً فيها تسمى سلسبيلا (
)إن المتقين في جنات وعيون _ادخلوها بسلام آمنين(
ولقد أحب الله عباده الصالحين فأورثهم الله تلك الجنات, تتفجر عيونها كل حين, تارة تمزج بالكافور فتكون باردة طيبة الرائحة,وأخرى بالزنجبيل فتكون حارة طيبة الرائحة .
وفي الجنة عينان
الأولى:عين الكافور.
قال تعالى:) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا _عينا ًيشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً (
وهذه العين يشرب منها المقربون الماء الخالص لأنهم أخلصوا الأعمال كلها لله.وأما الأبرار فيشربونه ممزوجاً لأنهم مزجوا.
الثانية:عين التسنيم .
قال تعالى:) إن الأبرار لفي نعيم _ على الأرائك ينظرون _ تعرف في وجوههم نضرة النعيم _يسقون من رحيق مختوم_ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون_ ومزاجه من تسنيم_عينا ًيشرب بها المقربون (

أنهار الجنة:
وبين تلك القصور الذهبية, والخيام البهية تجري أنهار عذبة لذة.. أعدها الله للمؤمنين ونوَّع أجناسها وشرابها, فمنها الماء ومنها العسل ومنها الخمر ومنها اللبن. قال تعالى :
)مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى (
) جنات تجري من تحتها الأنهار(
فماء الدنيا يأسن ويأجن من طول مكثه.. لكن مياه أنهار الجنة لا تأسن.. ولبن الدنيا تصيبه الحموضة إذا طال مكثه لكن لبن الآخرة لا يتغير طعمه, وخمر الدنيا كريهة المذاق كريهة الرائحة أما خمر الجنة ففيها من اللذة ما يبعث على الشرب, وعسل الدنيا تصيبه الأخلاط فلا يصفو, أما عسل الجنة فصاف لامع طري.
. وقد أخبرنا رسول الله r أنه في إسرائه رأى أربعة أنهار:
ص. مسلم (... يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان, فقلت: يا جبريل, ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة, وأما الظاهران فالنيل والفرات )
أما الكوثر فهو نهر من أنهار الجنة أعطاه الله سبحانه وتعالى لرسوله r:
) إنا أعطيناك الكوثر (
وعن أنس بن مالك عن النبي r :
ص.بخاري(بينما أنا أسير في الجنة, إذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف, فلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك, فإذا طيبه أو طينه مسك أذفر.)
وهذه الأنهار تنساب متفجرة من الأعلى ثم تنحدر في نزول, فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:"
ص.بخاري( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله , ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض, فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة, وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة)

درجات الجنة

يقول الله تعالي : :
) ومن يأته مؤمناَ قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى (
) من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماَ مدحوراّ_ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراَ_كلاّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراّ_انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاّ(
خلق الله الجنة وأورثها عباده الصالحين وجعلهم فيها متفاضلين متفاوتين, ولذلك كانت الجنة درجات يفضل بعضها بعضاَ, وكل ذلك كان فضلاََ من ربك وعدلاَ.. ليشمر ويثابر من اشتاقت نفسه إلى الجنة وعلت همته لأعلى درجاتها, في ذلك النعيم المقيم. فالإيمان والعمل الصالح هما طريق الفردوس فكلما كان إيمان الفردعالياَ ثابتاَ كانت منزلته رفيعة في تلك الدرجات, وإنما يتفاوت المؤمنون المتقون في ذلك بحسب إيمانهم وتقواهم .
عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الترمذي( الجنة مائة درجة ، كل درجة منها ما بين السماء و الأرض و إن أعلاها الفردوس و أوسطها الفردوس و إن العرش على الفردوس ، منها تفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس )
و ذكر ابن وهب قال : أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أنه سمع عتبة بن عبيد الضبي يذكر عمن حدثه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال يا رسول الله : كم في الجنة من درجة ؟ قال :
(مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض أول درجة منها دورها و بيوتها و أبوابها و سررها ، و مغاليقها من فضة ، و الدرجة الثانية دورها و بيوتها و أبوابها و سررها و مغاليقها من ذهب ، و الدرجة الثالثة دورها و بيوتها و أبوابها و سررها ، و مغاليقها من ياقوت و لؤلؤ و زبرجد ، و سبع و تسعون درجة لا يعلم ما هي إلا الله .)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سنن.ابن ماجة(يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه)
عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( درج الجنة على عدد آي القرآن ، لكل آية درجة . فتلك ستة آلاف و مائتا آية و ستة عشر آية ، بين كل درجتين مقدار ما بين السماء و الأرض ، و ينتهى به إلى أعلى عليين ، لها سبعون ألف ركن وهي ياقوتة تضيء مسيرة أيام و ليالي)
و قالت عائشة رضي الله عنها :
( إن عدد آي القرآن على عدد درج الجنة ، فليس أحد دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن)
فائدة
ص.مسلم سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟
قال:( هو رجل يجئ بعدما أدخل أهل الجنة الجنة. فيقال له: ادخل الجنة0 فيقول: أي رب؟ وكيف؟ وقد نزل الناس منازلهم, وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب, فيقول: لك ذلك ومثله, ومثله ومثله ومثله, فقال في الخامسة رضيت رب.فيقول: لك هذا و عشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسك ، قال(أي موسى): رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت, غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها, فلم تر عين, ولم تسمع أذن, ولم يخطر على بال بشر)
عن أبي صالح بن أبي هريرة عنه قال ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
مسند الإمام أحمد(إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يارب أنى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك .)
وقال الله تعالى :
) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيئ كل أمرئ بما كسب رهين (
عن بن عباس، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
( إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه)
وقال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم :
(إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال له إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بالإلحاق بهم)

أشجار و ثمار الحنة
ومن نعيم الجنة الخالد, كثرة الأشجار, ووفرة طيب الثمار, وغرائب الأطيار, فأشجارها لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها ، من كثرة أغصانها وطول عمودها وانسياب أركانها وأعوادها, ولقد أودع الله فيها من جمال الشكل وحسن المنظر وبهاء اللون ورونق المظهر وامتداد الظل وطيب الثمار مالا يخطر على بال ولا رأته عين ولا سمعته أذن.
ولا يظن أحد أن هذه الفاكهة هي نفسها التي نراها في الدنيا, بل إن فواكه الآخرة لا تشبه فواكه الدنيا سوى في الاسم فقط كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه .
أما شكلها ولونها و مذاقها فلا يعلم قدره و مقداره إلا الذي خلقها و أبدعها .
قال تعالى :
) إن للمتقين مفازاً _حدائق و أعناباً (
( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين _في سدر مخضود _وطلح منضود _وظل ممدود _وماء مسكوب _ وفاكهة كثيرة(
)يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب (
)وفاكهة مما يتخيرون (
)إن المتقين في ظلال وعيون _وفواكه مما يشتهون(
إنها فواكه كثيرة طيبة لا تنقطع فأشجارها دائمة العطاء وافرة الخضرة 00 ممتدة الظلال00 في كل حال . قد تشابهت أشكال ثمارها, بيد أن كنهها ومذاقها يختلف. وهذا من لطائف نضجها وعجائب قدرة الله في إبداعها, قال تعالى:
) كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً (
ومن تلك الأشجار ما إن ظلها ليسير فيه الراكب مائة عام وما يقطعه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ص. مسلم(إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها )
قال تعالى:) وظل ممدود(

ومن تلك الأشجار سدرة المنتهى: قال تعالى:
)ولقد رآه نزلة أخري _ عند سدرة المنتهي (
قال r في حديث الإسراء :
ص.بخاري (رفعت إلي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى)

ومن تلك الأشجار ما يخرج منها ثياب أهل الجنة.
قال بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث إن دراجا أبا السمح حدثه أن أباالهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r :
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أن رجلا قال له يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك.
قالـ صلى الله عليه وسلم ـ:
مسند الإما م أحمد(طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني قال له رجل وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها )
لأشجار الجنة بهاء وجمالً, أن سيقانها من الذهب قال رسول اللهr :
الترمذي(لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد, أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء, وأنها قيعان, غراسها: سبحان الله..والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر)
ومع كثرة أشجار الجنة وثمارها, فإن أهل الجنة يرغبون في الزرع, فعن رسول الله r :
ص.بخاري(أنه كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية: أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: أولست فيما شئت قال: بلى! ولكن أحب ان أزرع. فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال, فيقول الله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي يا رسول الله. لا تجد هذا إلا قرشياً أو أنصارياً. فإنهم أصحاب زرع. فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله r)


هيئة أهل الجنة
جعل الله أهل الجنة في أكمل صورة خلق عليها البشر, وهي صورة آدم عليه السلام,وما ذلك إلا لتكمل سعادتهم وغبطتهم في ذلك النعيم الخالد. وكما جمل الله صورهم فقد جمل أخلاقهم فكان أهل الجنة على خلق رجل واحد: قال رسول اللهr :
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم:
ص.مسلم( أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعا)

حدثناالأوزاعي عن هارون بن رباب عن أنس بن مالك ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
(يدخل أهل الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك ،وعلى حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة، وعلى لسان محمد صلي الله عليه وسلم)

وقال بن عباس رضي الله عنه :
(لسان أهل الجنة عربي )
ذكر الطبراني من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين سئل أينام أهل الجنة ؟ أنه قال :
( النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون )


فما أعذب تلك الحياة.. وما ألذ عيشها.. حياة كلها مودة وصفاء وألفة وإخاء.. ومحبة وصدق ووفاء, قال تعالى:
) وهدوا إلى الطيب من القول(
) لا تسمع فيها لاغية(
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين(
فلا نكد ولا شقاء. ولا بغض ولا حسد ولا تشاجر ولا حروب, وإنما هو مجتمع يسوده الهدوء والسكينة والألفة والرحمة.

نساء الجنة

الأعمال الصالحة مهور الحور العين
قال الله تعالى :
)و بشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار إلى قوله و لهم فيها أزواج مطهرة . (
عن أبي مسعود الغفاري :
(من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله حور مقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى ، و يعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منهن لون على ريح الآخر ، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء موشحة بالدر و الياقوت ، على كل سرير سبعون فراشاً على كل فراش أريكة ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها ، و سبعون ألف وصيف ، مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة لذة لا تجد لأوله ، و يعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر ، هذا بكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحسنات)
حسنهن
أما نساء الجنة فأعظم بجمالهن, فإنهن محورات العيون ملألآت الخدود, تكسوهن النضرة, ويملؤهن الجمال,أخاذات بنظراتهن, ساحرات بحسنهن, قاصرات بطرفهن.
قال تعالى:
)وحور عين_ كأمثال اللؤلؤ المكنون(:) كأنهن الياقوت والمرجان )
) كأنهن بيض مكنون(
أي تمازج بياض عيونهن بالسواد, وبياض أبدانهن بالنعومة
قال رسول الله r :
الترمذي( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )
عن بن عباس أنه قال :
(لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها، ولو أخرجت نصيفها( خمارها) لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة في الشمس لا ضوءلها، ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والآرض )
وعن يزيد الرقاشي أنه قال :
(بلغني أن نورا سطع في الجنة لم يبق موضع من الجنة إلا دخل من ذلك النور فيه ، فقيل ما هذا ؟ قال حوراء ضحكت في وجه زوجهها )
وقال الأوزعي عن يحيى بن أبي كثير :
( إذا سبحت المرأة من حور العين لم يبق شجرة في الجنة إلا ورددت )
ونساء الجنة كلهن أبكار لم يمسهن أحد من الإنس أو الجن قال تعالى:
) إنا أنشأناهن إنشاء_ فجعلناهن أبكاراً _عرباً أتراباً ( و(عرباً) جمع عروب وهن المتحببات إلى أزواجهن, وقال أبو عبيدة : العروب: الحسنة التبعل أي التي تحسن مواقعتها و ملاطفتها لزوجها عند الجماع وقال المبرد هي العاشقة لزوجها.
عن بن مسعود أنه قال :
( إن في الجنة حوراء يقال لها اللعبة كل حور الجنان يعجبن بها يضربن بأيديهن عل كتفها ويقلن طوبى لك يا لعبة لو يعلم الطالبون لك لجدوا ، بين عينيها مكتوب من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي)

مما خلقن ؟
روى البيهقي من حديث الحارث بن خليفة حدثنا شعبة حدثنا اسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
( الحور العين خلقن من الزعفران )
وعن أبي أمامة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
( خلق الحور العين من الزعفران )
أخلاقهن:

قال الله تعالي في حقهن :
) فيهن خيرات حسان(
) حور مقصورات في الخيام(
(وعندهم قاصرات الطرف عين(
فأخلاقهن فإنها رفيعة عالية, جمعت طلاوة الحياء والحشمة وحلاوة التودد والبسمة وقصر الطرف وحسن الإقبال وجمال الوجه ولطافة الإهلال.

غناءهن
ونساء الجنة, مع زهو جمالهن ورقة أبدانهن ونعومة شكلهن وسحرهن وحسنهن ومع ما تحلين به من دماثه الأخلاق وحسن العشرة, قد وهبن من الأصوات أحسنها و من الأغاني أعذبها وأطربها, قال تعالى:
) ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون_ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضةيحبرون( الحبرة: اللذة والسماع
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
الترمذي( إن في الجنة لمجتمعاً لحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن : ( نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، و نحن الراضيات فلا نسخط ، وطوبى لمن كان لنا وكنا له )

وهتاك مجتمعً آخر لحور العين يا له من مجتمع عجيب !! دونك النهر على حافتيه صفوف الحور العين يغنين بأصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون في الجنة لذة مثلها ) وقيل لأبي هريرة وما ذاك الغناء فقال ( إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الرب عز وجل)
نساء الجنة وأزواج الدنيا

ابن وهب قال : و حدثنا ابن زيد قال : يقال للمرأة من أهل الجنة و هي في السماء : أتحبين أن نريك زوجك من أهل الدنيا ؟ فتقول : نعم ، فيكشف لها عن الحجب و يفتح الأبواب بينها بينه حتى تراه و تعرفه و تعاهده بالنظر حتى تستبطئ قدومه و تشتاق إليه كما تشتاق المرأة إلى زوجها الغائب عنها .
و لعله يكون بينه و بين زوجته في الدنيا ما يكون بين النساء و أزواجهن من مكالمة أو مخاصمة فتغضبه زوجته التي في الدنيا فيشق ذلك عليها و تقول :
(ويحك دعيه من شرك أنما هو معك ليال قلائل)
عن معاذ بن جبل:
الترمذي( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا)
وعن عكرمة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
( إن الحور العين لأكثر عددا منكن يدعون لأزواجهن يقلن اللهم أعنه على دينك ، وأقبل بقلبه على طاعتك ، وبلغه بعزتك يا أرحم الراحمين )
قال بن المبارك حدثنا الأوزعي عن يحيى بن أبي كثير أنه قال :
(إن الحور العين يتلقين أزواجهن عند أبواب الجنة فيقلن طال ما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط، والمقيمات فلا نظعن ، والخالدات فلا نموت ،بأحسن أصوات سمعت وتقول أنت حبي وانا حبك ليس دونك تقصير ولا وراءك معدل )

مطاعم الجنة

يقول الله تعالي :
{ ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير ، قوارير من فضة قدروها تقديراً ، ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً ، عيناً فيها تسمي سلسبيلاً (
{ يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون } .
{ يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون ،وفاكهة مما يتخيرون ،ولحم طير مما يشتهون}
ويتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم ، واصفاً لهم فيقول:
ص.مسلم(إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون قالوا فما بال الطعام قال جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس )
ويقول صلى الله عليه وسلم :
( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان ، واحدة من فضة ، وواحدة من ذهب . في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها ، يأكل من آخره كما يأكل من أوله ، يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله ، ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء ، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ) .

الحلي والحلل

يقول الله تعالي :
{ أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك }
{ عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة )
{ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير } .
قال أبو الدنيا ، حدثنا محمد بن إدريس عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام الأسود ، قال سمعت أبا أمامة يحدث عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء ،إن شاء أبيض وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر ، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن).
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم:
مسند الإمام أحمد( من يدخل الجنة ينعم لا ييئس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)
وسأل بن عباس عن حلل الجنة فقال :

(في الجنة شجرة فيها تمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت اليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ، ثم تنطبق ترجع كما كانت )
قال أحمد بن منيع حدثنا الحسن بن موسى حدثنا بن أبي لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عد داود بن عامر بنسعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال:
(ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم )
وعن أبي أمامة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال عن أهل الجنة :
(مسورون بالذهب والفضة مكالمون بالدر،عليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة ، وعليهم تاج كتاج الملوك، شباب مرد مكحلون )

السرر والأرائك

قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى:
{ متكئين على فرش بطائنها من استبرق }
وقال : لقد أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر ؟ .
وقيل في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } :
( لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف )

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى:
(و فرش مرفوعة) قال :
الترمذي( ارتفاعها لكما بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام )
وعن بن عباس أنه قال: السرير مثل ما بين مكة وأيلة .
وقال الكلبي : طول السرير في السماء مائة ذراع فإذا أراد الرجل أن يجلس عليه تواضع له حتى يجلس عليه ، فإذا جلس عليه ارتفع إلي مكانه .
والسرر مرصوصة بجوار بعضها بعضا(وذلك معنى موضونة)، وقيل في تفسيرذلك قول آخر، موضونة أي منسوجة بقضبان الذهب مشتبكة بالدر والياقوت والزبرجد.
يقول الله تعالي :
{ والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين }
{ متكئين على فرش بطائنها من استبرق )
{ متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً }
{ وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لا غية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة }
الأرائك هى جمع أريكة ، والأريكة ـ في الصحاح ـ تعني سرير متخذ مزين في قبة أو بيت .
والنمارق هى الوسائد.
والزرابي هي البسط .
مبثوثة تعني مبسوطة منشورة .

خيل في الجنة

ويوجد خيول في الجنة من الياقوت الأحمر لها أجنحة تطيربالمرء حيث شاء .
.قال عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه كنت رجلاً أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل ؟ فقال:
( إن أدخلك الله يا عبد الرحمن ، كان لك فيها فرس من الياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت ) وقال فداه أبي وأمي صلى الله عليه وسلم :
( إن في الجنة لشجراً يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر تركبها أهل الجنة فتطير حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة ، يا رب بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها ، فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون )
الترمذي سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل في الجنة خيل؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(أن أدخلك الله فلا تشاء أن تحمل فيها على فرسمن ياقوتة حمراءيطير بك في الجنة حيث شئت)
فائدة :
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
ص.بخاري ( من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الآخرة )

زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا

إذا كان لأهل الجنة ما تشتهي أنفسهم فيها ولهم فيهاما يدعون فأي شيء أشهى على النفس من زيارة إخوان كان يربط بينهم في الدنيا حب الله والسير في الطريق إليه.
عن أبي الدنيا، حدثنا عبد الله حدثنا سلمة بن شيب حدثنا سعيد بن دينارعن الربيع بن صبيح عن الحسن عن انس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا دخل أهل الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً فيتكئ هذا ، فيقول أحدهما لصاحبه : أتعلم متى غفر الله لنا ؟فيقول صاحبه :نعم ،يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله تعالى فغفر لنا ).
الطريق إلى الجنة

إن الجنة لا تنال بالعمل.. وإنما هي فضل من الله ورحمة قال رسول اللهr :
ص.مسلم(لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة)
وأما قول الله جل وعلا :
{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }
فإن الباء في قوله (بما كانوا يعملون) سببية. أي بسبب أعمالهم فالله سبحانه جعل أعمالهم سبباً لفضله ورحمته حيث أدخلهم جنته.
وأما طريق الجنة
فهو كل ما يقربك من الله سبحانه من القربات والطاعات فقد ذكر الله جل وعلا طاعات وعبادات في كتابه العزيز جازى عليها بالجنة من عمل بها مخلصاً فمن ذلك :
الإيمان والعمل الصالح
فقد ذكر الله سبحانه في سورة العصر أن الإنسان خاسر إلا من أمن وعمل صالحاً فقال سبحانه:) والعصر_ إن الإنسان لفي خسر_ إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر(
وقال سبحانه: ) وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار(
الصلاة
قال تعالى:
) إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر( فالصلاة ناهية عن الإثم والمنكر الموجب للحرمان من الجنة. وهي الماحية للذنوب والخطايا كما قال رسول الله r :
ص.بخاري(أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات, هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس, يمحو الله بهن الخطايا )
وقال رسول الله r :
ص.مسلم( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها, وركوعها, إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة, وذلك الدهر كله .)

أداء النوافل:
فهي تقرب إلى الله بعد الفرائض, وتكسو المرء حلة الولاية لله سبحانه لأنها موجبة لحبه وحفظه, وهي علامة حبك لله وطاعتك وإخلاصك .
قال رسول الله r :
ص.مسلم(ما من عبد يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة –أو- إلا بنى له بيت في الجنة )

بر الوالدين :
قال رسول الله r :
ص.مسلم (رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة)
فطاعة أوامر الوالدين واجبة إن لم يكن فيهامعصية لله ،والإحسان إليهما في الدنيا يحسن الله إلى العبد الباربجنته وفضله وجوده, ، أماعقوقهمافهو من أكبر الكبائر فقد قرن الله طاعتهما بالتحذير من الشرك والأمر بتوحيده .قال تعالى :
) واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً(

التوبة
التوبة من أجل القربات والعبادات وهي منزلة لا يفارقها الصالحون في رحلتهم في هذه الحياة الدنيا, بل ولا الأنبياء والمرسلون. ذلك لأن الله تعالى أمر بها في كل وقت وحين وعلق الفلاح عليها. سبحانه وتعالى : فكل ابن آدم خطاء.. قال تعالى:
) وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون (
ولقد حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات وإلا كيف سيكون الاختبار و كيف يميز الصابر من الضاجر والمطيع من العاصي.
قال رسول اللهr :
الترمذي(قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها )

الصلاة علي الحبيب محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ

الصلاة علي الحبيب محمد – صلي الله عليه وسلم – أمرامن الله وعبادة ، وأن صلاة المرء عليه لن تعود بالفائدة إلا علي المرء نفسه فقد غفر الله لنبيه كل ماتقدم من ذنبه وما تأخر
سأل الصحابي الجليل أبوذر، النبي الكريم لماذا كان يردد من الليل حتي الصباح الأية الشريفة التي تقول : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " ؟
فأجابه بقوله الشريف :
مسند الإمام أحمد( إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لم يشرك بالله شيئا ) .
وفي رواية أخري حين تلا النبي – صلي الله عليه وسلم – هذه الأية فرفع يديه فقال :
( اللهم أمتي " و بكي ، فقال الله ياجبريل اذهب إلي محمد – وربك أعلم – فاسأله ما يبكيه ! فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بما قال وهو أعلم ، فقال الله : ياجبريل اذهب إلي محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ")
ساءت حال صحابى جليل لأن كان كل مايشغله هو أنه لن يري رسول الله – صلي الله عليه وسلم ـ بعد الموت حين يرفع مع النبيين ، فسأله عن ذلك، فسكت النبي ولم يرد عليه، حتي جاء الوحي ونزلت الأية الشريفة التي تقول :
)ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (
ولقد جاءت الكثير من الأحاديث الشريفة لتبين فضل الصلاة علي الهادي البشير – صلوات الله وسلامه عليه ـ منها :
ص .مسلم«من صلى علي واحدةً صلى الله عليه عشراً».
الترمذي«إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة»
«صلاة أمتي تعرض عليَّ في كل يوم جمعة فمن كان أكثره عليَّ صلاة كان أقربهم مني منزلة».
الترمذي«البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ».
سنن إبن ماجه«من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة».
الترمذي«رَغِمَ أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ»
ومنها حديث أبي بن كعب (( أنّ رجلاً قال يا رسول الله؛ إني أكثر الصلاة، فما أجعل لك من صلاتي؟ قال: «ما شئت»، قال الثلث، قال: «ما شئت، وإن زدت فهو خير» - إلى أن قال - أجعل لك كل صلاتي. قال: (إذاً تُكفى همك )

الفقراء والجنة

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
الترمذي(يد خل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا )
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
مسند الإمام أحمد(يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام)

المشتاقون إلى الجنة
تشهد أوراق التاريخ الإسلامي بالعديد من البطولات التي سطرت لأنفسها ولنا كثيرا من الصفحات ناصعة البياض ، ضحى أبطالها بأرواحهم كثمن زهيد مقابل جنة عرضها السماوات والأرض. جنة كانت بالنسبة لهم عروس يزفون إليها بحرقة واشتياق . جنة هانت معها الزوجة والولد والمال بل والدنيا كلها.
وفي السطور القليلة القادمة نقدم فقط بعض النماذج التي يجب أن نضعها دوما صوب أعيننا لعل وهجها الديني وشجاعتها التي فاقت الحد يصيبنا منها بعض الرذاذ .
1 ـ عكرمة بن أبي جهل..

ينادي في المسلمين حين ثقلت وطأة الروم عليهم قائلا:
" لطالما قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهدني الله الاسلام، افأفرّ من أعداء الله اليوم"؟؟
ثم يصيح:" من يبايع على الموت"..
فيبايعه على الموت كوكبة من المسلمين، ثم ينطلقون معا الى قلب المعركة لا باحثين عن النصر، بل عن الشهادة.. ويتقبّل الله بيعتهم وبيعهم،
فيستشهدون..!!
2 ـ عبد الله بن عمرو بن حرام

تقول صفحته البيضاء قبيل معركة أحد وبعدها الكثير والكثير .
في غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو.
وغمره إحساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح
ودعا إليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له:
" إني لا أراي إلا مقتولا في هذه الغزوة.
بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين.
واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وان عليّ دبنا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا".
كان حبّه للموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه.
ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..
قال عليه السلام لولده جابر يوما:
(يا جابرما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا ـ أي مواجهةـ)

ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الإسلام عبدالله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال:
" ابكوه..
أولا تبكوه..
فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!!
ثم هذا هو صديقه وصهره ، إنه

3 ـ عمرو بن الجموح
الصحابي الجليل .
تقول سطوره المضيئة في نفس الموقعة ، موقعة أحد ما يلي :
وبمثل ما كان عمرو بن الجموح يجود بماله في سبيل الله، أراد أن يجود بروحه وبحياته.. ولكن كيف السبيل؟
إن في ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال.
وانه له أربعة أولاد، كلهم مسلمون، وكلهم رجال كالأسود، كانوا يخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزو، ويثابرون على فريضة الجهاد.
(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون)
ولقد حاول عمرو أن يخرج في غزوة بدر فتوسّل أبناؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يقنعه بعدم الخروج، أو يأمره به إذا هو لم يقتنع.
وفعلا، أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام يعفيه من الجهاد كفريضة، وذلك لعجزه الماثل في عرجه الشديد.
بيد أنه راح يلحّ ويرجو.. فأمره الرسول بالبقاء في المدينة.
وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو الى النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل اليه أن يأذن له وقال له:
" يا رسول الله انّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد.
ووالله اني لأرجو أن، أخطر، بعرجتي هذه في الجنة".
وأمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه السلام بالخروج، فأخذ سلاحه، وانطلق يخطر في حبور وغبطة، ودعا ربه بصوت ضارع:
" اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي".
والتقى الجمعان يوم أحد.
وانطلق عمرو بن الجموح وأبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك والظلام.
كان عمرو بن الجموح يخطر وسط المعمعة الصاحبة، ومع كل خطرة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية.
كان يضرب الضربة بيمينه، ثم يلتفت حواليه في الأفق الأعلى، كأنه يتعجل قدوم الملاك الذي سيقبض روحه، ثم يصحبها إلى الجنة.
أجل.. فلقد سأل ربه الشهادة، وهو واثق أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب له.
واستشهد بالفعل وأمر الرسول العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدفن مع صهره وصديقه عبد الله بن عمر بن حرام.
4 ـ وهذا أنس بن النضر
، الذي غاب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر، فأقسم إن أراه الله يوما آخر مع الرسول العظيم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ليرن الله تعالي ما يصنع ،ويوم أحد لاقاه سعد بن معاذ فسأله إلى أين ؟ فقال واها لريح الجنة أجده دون أحد.
وقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية ، وحين نزلت الآية الشريفة التي تقول :
)من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه (
قالوا نزلت في النضر وفي أصحابه .
ثم هذا هو
5 ـ خالد بن الوليد سيف الله المسلول

في معركته مع الروم كان له هذا الحوار مع قائدهم .
(قبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد ليقول له بضع كلمات .
وبرز إليه خالد، حيث تواجها فوق جواديهما في الفراغ الفاصل بين الجيشين.
وقال ماهان قائد الروم يخاطب خالدا"
" قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجوع والجهد.
فان شئتم، أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير، وكسوة، وطعاما، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها".!
وضغط خالد الرجل والبطل على أسنانه، وأدرك ما في كلمات قائد الروم من سوء الأدب.
وقرر أن يرد عليه بجواب مناسب، فقال له:
" إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمت أنه لا دم أشهى وأطيب من دم الروم، فجئنا لذلك"..!
و لوى البطل زمام جواده عائدا إلى صفوف جيشه. ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال..
" الله أكبر"
كان جيشه يندفع كالقذيفة المصبوبة.
ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم.
فهذا أحدهم يقترب من أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه والقتال دائر ويقول:
" اني قد عزمت على الشهادة، فهل لك من حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغها له حين ألقاه"؟
فيجيب أبو عبيدة:
" نعم قل له: يا رسول الله إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا".
ويندفع الرجل كالسهم المقذوف.. يندفع وسط الهول مشتاقا الى مصرعه ومضجعه.. يضرب بسيفه، ويضرب بآلاف السيوف حتى يرتفع شهيدا..
واسمعوا معي ما قاله سيف الله المسلول خالد بن الوليد وهو يعبر في لحظة من أكثر اللحظات صدقا مع الله وقربا منه.
يقول خالد البطل المغوار كلمته الشهيرة:
" ما ليلة يهدى إلي فيها عروس، أو أبشّر فيها بوليد، بأحبّ اليّ من ليلة شديدة الجليد، في سريّة من المهاجرين، أصبح بهم المشركين".
ولذا فهو يندب حظه لحظة الموت ، وهو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقهر أصحاب الردّة، وسوّى بالتراب عرش فارس والروم، وقطع الأرض وثبا، في العراق خطوة خطوة، حتى فتحها للإسلام، وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للاسلام.
كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه..!
هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه:
" لقد شهدت كذا، وكذا زحفا، وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أورمية سهم.
ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"..!


خلود كل ما في الجنة

عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص.مسلم( ينادي مناد أن لكم أن تضحوا فلا تسقموا أبداً ، و أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً ، و أن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً ، و ذلك قوله عز و جل" و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ")

كلام الجنة وريحها
عن أنس عن النبي :
قال الطبراني حدثنا أحمد بن علي ثنا هشام بن خالد ثنا بقية عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لاعين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر،ثم قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون .)
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
عن أبي سعيد الخدري قال :
لما خلق الله الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و غرسها . قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون فدخلتها الملائكة . فقالت : طوبى لك منزل الملوك .
قال اسماعيل بن أبي خالدعن سعيد الطائي أنه قال أخبرت أن الله تعالى :
( لما خلق الجنة قال لها تزيني فتزينت ، ثم قال لها تكلمي فتكلمت فقالت : طوبى لمن رضيت عنه .)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال :
سنن. النسائي(من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما )
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
الترمذي( لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال : يا محمد اقرأ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غرسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر .)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر به و هو يغرس غرساً فقال :
إبن ماجة( يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ قال : غرساً قال : ألا أدلك على غراس خير من هذا ؟سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة )
عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه و سلم :
الترمذي(من قال سبحان الله العظيم و بحمده غرست له نخلة في الجنة )
نفقة بناء الجنة

ذكر الطبري في كتاب آداب النفوس قال : حدثنا الفضل بن الصباح قال : سألت النضر بن إسماعيل فحدثني عن حكيم بن محمد الأحمسي ، قال :
( بلغني أن الجنة تبنى بالذكر فإذا حبسوا الذكر كفوا عن البناء . فيقال لهم في ذلك فيقولون . حتى يجيئنا نفقة )
الذكر طاعة الله ، عز و جل في امتثال أمره و اجتناب نهيه .
قال سعيد بن جبير : الذكر طاعة الله فمن لم يطعه لم يذكره ، و إن أكثر التسبيح و التهليل وقراءة القرآن.
آخر أهل الجنة دخولا ، وآخر أهل النار خروجا

قال النبي صلى اللهم عليه وسلم:
ص.بخاري( إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار كبوا فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقول ذاك أدنى أهل الجنة منزلة)
و روي عن النبي صلى الله عليه و سلم ، أنه قال :
الترمذي(إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )
وقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم :
مسند الإمام أحمد(إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنان وسبعون زوجة وينصب له قبة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد كما بين الجابية وصنعاء)
وقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أيضا:
مسند الإمام أحمد( إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى على الله عز وجل فيقال لك ذلك ومثله معه إلا أنه يلقن فيقال له كذا وكذا فيقال لك ذلك ومثله معه فقال أبو سعيد الخدري قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فيقال لك ذلك وعشرة أمثاله
رضوان الله
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص.بخاري( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون لبيك ربنا و سعديك و الخير في يديك ، فيقول هل رضيتم ، فيقولون : و ما لنا لا نرضى يا رب و قد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول أفلا أعطيكم أفضل من ذلك ، فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من ذلك ، فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده .)
عن صهيب أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم تلا هذه الآية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال:
مسندالإمام أحمد(إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه قال فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر بأعينهم)
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( بينا أهل الجنة في نعيمهم إذا سطع لهم نور من فوقهم فإذا الرب سبحانه قد أشرف عليهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، و ذلك قوله تعالى سلام قولاً من رب رحيم قال : فإذا نظروا إليه نسوا نعيم الجنة حتى يحتجب عنهم ، فإذا احتجب عنهم بقي نوره و بركته عليه في ديارهم . )
فائدة
معني قوله في " ولدينا مزيد "
عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أهل الجنة لينظرون إلى ربهم في كل جمعة على كثيب من كافور لا يرى طرفاه ، و فيه نهر جار حافتاه المسك عليه جوار يقرأن القرآن بأحسن أصوات سمعها الأولون و الآخرون ، فإذا انصرفوا إلى منازلهم أخذ كل رجل بيد من شاء منهن ثم يمرون على قناطر من لؤلؤ إلى منازلهم فلولا أن الله تعالى يهديهم إلى منازلهم ما اهتدوا إليها لما يحدث الله إليهم في كل جمعة . )
و قال الحسن في قوله تعالى( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة ) قال : الزيادة النظر إلى وجه الله عز و جل و ليس شيء أحب إلى أهل الجنة من يوم الجمعة يوم المزيد لأنهم يرون فيه الجبار جل جلاله و تقدست أسماؤه .
مفتاح الجنة

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
مسند الإمام أحمد(مفتاح الجنة الصلاة ، ومفتاح الصلاة الطهور)
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حين بعثه إلى اليمن:
(إنك ستأتي أهل الكتاب فسيسألونك عن مفتاح الجنة فقل شهادة أن لا إله إلا الله)
و في البخاري :
و قيل لوهب : أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال : بلى . و لكن ليس مفتاح إلا و له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إلا لم يفتح لك .
الأسنان عبارة عن توحيد الله و عبادته جميعاً و عن توحيده أيضاً فقط .
و في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه و غيره عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
(من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قالت : و إن زنى و إن سرق ؟ قال و إن زنى و إن سرق)
و ذكر الطبراني من حديث موسى بن عقبة ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حضر ملك الموت عليه السلام رجلاً فنظر في كل عضو من أعضائه فلم يجد فيه حسنة ، ثم شق قلبه فلم يجد فيه شيئاً ، ثم فك عن لحيته فوجد طرف لسانه لاصقاً بحنكه يقول : لا إله إلا الله فقال : وجبت لك الجنة بقول كلمة الإخلاص .)
..................................................
وقفة لابد منها مع أختي المسلمة :
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الجنة ليست خاصة بالرجال دون النساء ، فقد قال الله تعالى مخبرا عن الجنة :
) أعدت للمتقين (ولم يحدد الرجال دون النساء، وقال تعالى أيضا :
)ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة( .
واعلمي أن الله حين أغرى الرجال وشوقهم إلى الجنة بذكر ما فيه من حور العين ، ولم يذكر مثل ذلك للمرأة لأن من طبيعة المرأة الحياء ، فكيف لله عز وجل أن يشوقهن بمايستحيين منه ؟ وكما هو معلوم فإن شوق الرجل إلي المرأة أشد من شوق المرأة إلي الرجل ، مصداقا لقول الحبيب محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه :
ص.بخاري( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )
واعلمي أنه بمجرد دخولك الجنة ستختفي من حياتك وإلى الأبد كل تعاسة وشقاء ، قال تعالى:
) لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ( ) وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون( ) رضي الله عنهم ورضواعنه(
واعلمي أن أحوال المرأة في الجنة لن تتعدى الآتي :
1ـ المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما في الجنة أعزب )
2 ـ ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة .
3 ـ ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة . قال الشيخ ابن عثيمين : فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال . أي فيتزوجها أحدهم .
4 ـ وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه .
5 ـ وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة .
6 ـ وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة لآخر أزواجها )
ولقول حذيفة – رضي الله عنه – لامرأته :
( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ) .
واعلمي أنه لاتعارض بين ما جاء في الحديث الشريف الذي يقول :
ص.بخاري( إني رأيتكن أكثر أهل النار ...)وبين الحديث الآخر الذي يقول :( إن أقل ساكني الجنة النساء )
قال القرطبي تعليقا على ذلك :
(يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال : لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر )
وتذكري أنه ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله .
وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم :
مسند الإمام أحمد( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)
.واحذري - كل الحذر – دعاة الفتنة و( تدمير ) المرأة من الذين يودون إفسادك وابتذالك وصرفك عن الفوز بنعيم الجنة . ولا تُغررنك عبارات وزخارف هؤلاء المتحررين ( من الدين ) والمتحررات ( من الفضيلة ) من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات )،كل هؤلاء أعوان إبليس ويد أعداء الدين الذين يسخرونهم بدعوى الحرية وحقوق الانسان لنشر الفسق والفسادوإشاعة الفحشاء والمنكر، فإنهم كما قال تعالى : ) ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ( .
أخوة الإسلام والإيمان
ها قد انتهت الرحلة مع جنة الله التي أعدها لعباده المؤمنين ، وإنها لحق سلعة غالية مصداقا لقول الحبيب محمد ـ صلي الله عليه وسلم :
الترمذي(من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة )
وإني لأتساءل إذا أراد أحدنا أن يتزوج ، فكم من المشكلات سوف تصادفه ، أولها المال اللازم لذلك الزواج بكل تكاليفه ،وثانيها الجهد والمعاناة المطلوبة لتحقيق ذلك ، وثالثهاالعروس التي سيزف إليهاهل أحسن هو اختيارها؟هل نافقه الأخرون حين استشارهم في أمرها وأمر دينها؟وهل ستكون عند حسن ظنه وتصبح خير متاع الدنيا كما أشار الحبيب محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي يقول فيه:
ص.مسلم(الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة )
وهل سيرى فيها بعد معاشرته لها الصفات التي حددهاالمعصوم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ
في حديثهالشريف الذي يقول فيه:
سنن إبن ماجة(ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله )
وإن تحققت فيها هذه الشروط ، فهل سيرزق منها بالولد الذي ستقر به عينه؟ ثم ماذا بعد ذلك عن البيت الذي سيؤيه وأسرته ؟ كم حجرة سيضم؟وأين يقع؟وكم سيتكلف؟وإذا تحقق له كل ذلك، فماذا عن فراق الأهل والأحبة؟ كيف سيكون إحساسه حين تمرض أمه التي قال المعصوم صلوات الله وسلامه عليه في حقهاحين جاءه جاهمة السلمي يستشيره في أمر الغزو فقال له :
سنن النسائي(هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)
وماذا عن والده الذي رباه ورعاه إذا مات أو مرض ؟وماذا عنه هو شخصياإذا ألمت به النوائب والمصائب ؟
ما أود قوله أن الحياة مهما أعطت فهناك ألف باب للهم والغم،وأنا علي يقين تام أنه ليس هناك ـ للمؤمن ـ لحظة خالصة من الألم والمرارة في هذه الحياة مهما تعددت دروب السعادة فيهاإلا تلك اللحظات النادرة التي ينعم بها أولياء الله بلذة القرب منه ويفيض عليهم برحماته فتهون في هذه اللحظة كل المتاعب وتزول كل الهموم .
وما أريده منكم ومن نفسي أن نعقد مقارنة بين ما سردته آنفا، وبين ما أعده الله لعباده الصالحين ، أكثر من زوجة في انتظارك يا أخي المؤمن اختارها ورشحها لك الواحد الأحد، قصوروغرف وخيم وخيل من العاطي الوهاب ، وخدم وحشم بلا عدد ولا حصر،ذهب وحلي وفرش وسررمن انتقاء الكريم الغني المغني .
طعام وشراب من كل صنف ولون ، وعيون وأنهار من الخمر واللبن والعسل، بعيدا عن كل الملوثات البيئية الطبيعية والصناعية وغيرها، وكل ذلك يأتيك دون عناء ولا نصب .
نعيم دائم بلا لحظة ألم واحدة ، خلود في بحور السعادة مع الأهل والولد،اجتماع بالوالدين دون فراق حين يمن الله علينا ويرفع درجات بعضنا كي يلتئم شملنابعيدا عن دنيا البلاءوالأوجاع والأسقام.
أري ومن المؤكد أنكم ترون معي أنه لاوجه للمقارنة .
إذن ، فمادامت المقارنة مستحيلة ، وإختيار الجنة أمر حتمي ومطلب منطقي ، فلماذا التسويف مع الله فى أمور الطاعة ؟ لماذا نتلكأ ونغدو مع الشيطان ونروح وهو يزين لنا القبيح ، ويقبح لنا كل ما فيه نجانتا ورضاء الإله الخالق؟لماذا الصراخ إن أصابنا مرض، أو فقدنا المال أو الولد؟لماذا العويل والشكوى إذا ضيق الله علينا بعض أمور حياتناـ إما بسبب خطايانا أو ليبتلينا ـ ليرى هل نصبر أم نجزع ؟
لماذا نقع في دائرة اليأس والإحباط مع تلك الأمور ونحن نعلم علم اليقين أن كل ذلك مقدر منذ الأزل ، وأن الصبر عليها هو ثمن لدخولنا الجنة ؟
أخوتي الأحبة :
لسنا ملائكة ، وتلك حقيقة نعلمهاولا يجهلها ـ وحاشاه في علاه ـ من أوجدناوألم بكل نقاط قوتنا وضعفنا.نحن بشر أيها السادة ، نحن بنو آدم وكل ابن آدم خطاء كما بين لنا المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الشريف الذي يقول فيه :
مسند الإمام أحمد(كل بني آدم خطاء فخير الخطائين التوابون )
وهذا هو مفتاح النجاة والفوز ، وأعني به التوبة ، علينا جميعا أن نخلص العمل لله ، نجاهد النفس والهوى قدر الطاقة ، وإن ضعفنا طرقنا باب التوبة بندم حقيقي ونية خالصة على عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى.
أخوتي الأحبة :
شيئ ماحاك في صدري وأحسست بدبيه فوق شفتي وخفق له قلبي ـ وأرجو من الله تعالى أن يكون خاليا من النفاق والرياء ـ هذا الشيء هو مجرد سؤال لابد من طرحه عليكم قبل أن أودعكم في أمان الله .سؤالي ببساطة يقول :
هل يكون دافعناالأول أو الوحيد كي نبذل كل الجهد في أمور الطاعة والعبادة هو طلب حور العين ، أوالتمتع بالقصور والحلي والثياب ، أوبحثا عن شراب وطعام أعدلناويقدمه لنا الخدم والحشم والغلمان في آنية الذهب والفضة ؟ أوحتى الفوزبكل ماوعدنا الله من نعيم الجنة ؟
هل يمكن أن يكون هذا هودافعناالأول أو الوحيد؟
أرى ـ وبكل ثقة ـ إن كان هذا حالنا وذاك دافعنا أننا نجحد حق الله ، وعلى المستنكر للتساؤل أن يجيب على سؤال آخر يقول:
كيف نلهث وراء النعم وننسى من وهبها لنا؟
أخوتي الأحبة :
لسنا ملائكة ـ أرددها مرة أخرى ـ ولسنا أولياء، ولكني أرى أن رضا الله هو الهدف الأسمى، الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا من وراء كل عمل وقول ، يجب علينا أن نفعل الخير ونتجنب الشرطاعة لله وارضاء له أولا وأخيرا ، وبعد ذلك يأتي كرمه وعفوه وفيوضاته التي لاحد لها .
وفي الختام
لكم مني تحية الإسلام ، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، ودعاء من الأعماق أن ينصر الله ديننا، في كل زمان ومكان رغم كيد الأعداء المتربصين به وبنا، وأمنية غالية أن يجمع الله بيننا أولا في كنفه ورضاه ، وبعد ذلك في فردوسه الأعلى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
تم بعون الله كتاب ( الجنة) الجزء الرابع والأخير من كتاب (الدور الأربعة بين الضيق والسعة)

هبة الكوثر
2010-03-23, 21:16
http://www.arabmobile.mobi/screensaver/data/media/18/Thanks_0193a.gif (http://www.arabmobile.mobi/screensaver/details.php?image_id=3251)
http://www.arabmobile.mobi/screensaver/data/media/18/Thanks_0197a.gif (http://www.arabmobile.mobi/screensaver/details.php?image_id=3255)

ب.علي
2010-03-23, 21:30
جَزَاكِ الله ُخَيْراً
أختنا sousou24
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


نسأل الله أن يرزقنا الفردوس الأعــلى
اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
----------
ملاحظة : هلا غيرت لون الخظ في الجزء الأخير من الموضوع
حتى تسهل قراءته

وفقك الله

sousou24
2010-03-26, 11:35
بارك الله فيك اخي ابو حسين