هالي
2007-12-28, 21:06
بذل الجهد للدين
طرحت هاذا الموضوع لأنه أعجبني كثيرا فأرجوا من الاخوة الكرام قرائته حتى الأخير ويبدوا رأيهم فيه . أخوكم في الله هالي .
بذل الجهد للدين
بقلم/ أ . ندى بنت عبدالله الزيد
الحمد لله معز دينه وناصر عباده وسبحانه اطلع على الأفئدة فوجد منها ما هو محط لمحبته فزاد فيها من ينابيع الخير والعطاء والاستعداد للبذل للدين فقدموا الأرواح والأبدان في سبيل نصرة دينه انظر إلى همة الأنصار في بيعة العقبة حيث اخذوا على أنفسهم أن يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يمنعوا منه نساءهم وأبناءهم وأموالهم , ولم يكن البذل خاص بالمقتدرين وخاصة الناس ،بل كل يبذل ما يستطيع ، امرأة تشارك بالأجر في قم المسجد في عهده صلى الله عليه وسلم، ومثلها همة أمراة في بذل ما تملك فقصت جدائلها لتكون لجام فرس في سبيل الله , والأمر لا يقف عند هذا الاستعداد للبذل بل يتعداه إلى الشعور بالفرح والسرور في ذات الله ، محمد بن أحمد (ابن رزقويه) يقول: ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ، ولكن لذكر الله ولقراءتي عليكم الحديث . ولكن ما لسبيل للحصول على هذه الميزة ، و أنها لميزة في الدنيا لما يصاحبها من شعور بلذة وحلاوة الإيمان ، وانشراح في الصدر الذي عبر عنه أحد العارفين بقوله: "لو يعلم الملوك ما نحن فيه من سعادة لجلدونا عليها بالسيوف"، وميزة أخرى عند الفوز بالدرجات العلا في جنان الخلد بجوار المنعم المنان , الطريق سهل لمن سهله الله عليه ويبدأ بالدعاء أن يمنحك الله محبته ومحبة دينه، وأن يستعملك في طاعته.
وثانيها / متابعة الفكرات والخطرات ونبذ مالم يوصل إلى طاعة الله , وإشغال النفس بمعالي الأمور، وفي ذلك يقول أحد الدعاة "الفكر لا يحد ،واللسان لا يصمت ،والجوارح لا تسكن فإن لم تشغلها بالعظائم ،شغلتها الصغائر ، وأن لم تعملها في الخير عملن في الشر".
وثالثها / مخالفة هوى النفس وعدم الركون إلى سفاسف الأمور يقول الداعية محمد راشد: [ إن في النفوس ركوناً إلى اللذيذ والهين ونفوراً من المكروه والشاق فارفع نفسك ما استطعت إلى النافع الشاق، ورضها وأسسها على المكروه الأحسن حتى تألف جلائل الأمور وتطمح إلى معاليها ،وحتى تنفر من كل دنية وتربأ عن كل صغيرة،علمها التحليق تكره الإسفاف عرّفها العز تنفر من الذل وأذقها اللذات الروحية العظيمة تحقر اللذات الحسية الصغيرة".
و رابعها / مصاحبة أصحاب الهمم العالية في الحفاظ على أوقاتهم وسعيهم إلى بذل الجهد في الدين وقراءة سير أهل الهمم العالية ،والتأمل في مواقفهم كأبي بكر بإنفاقه كل ماله عندما دعي للإنفاق ، وكبذل عمر الخطاب من نفسه لإحقاق العدل بين رعيته، وفي سعي السلف في طلب العلم وتحمل مشقة السفر من أجل الحديث ، ولنا في العلامة بن باز رحمه الله من استغلال وقته حتى في الطريق لمدارسة العلم وبذله للناس.
و خامسها / البعد عن التسويف مدخل إبليس حيث يلبس للعبد أن البذل خاص بأناس لهم صفات خاصة لا يصل إليها عامة الناس، والأصل أن الكل يبذل حسب طاقته وإمكانياته ،ومواهبه التي وهبها له الله فكل ميسر لما خلق له, ولا يمنعك الوقوع بذنب من البذل للدين ألم تسمع ببغي من بغايا بني إسرائيل غفر الله لها بشربة ماء سقت بها كلبا عطشا.
وهذه بعض صور بذل الجهد للدين بينها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:-
1- بذل الجهد على الكافر لعله يهتدي كما قال سبحانه : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} (3) سورة السجدة
2- بذل الجهد على العاصي ليكون مطيعا ،وعلى الغافل ليكون ذاكراً، كما قال سبحانه :( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( آل عمران ) أيه : 104.
3- بذل الجهد على الصالح ليكون مصلحا ، وعلى الذاكر ليكون مذكرا.قال الله تعالى:( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر( 3) ) (العصر ) ، وقال الله تعالى :{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ } ( الغاشية ) أيه (21)
كما يبذل التاجر بماله والعالم بعلمه ,والقوي ببدنه وطالب العلم بمساندته لمعلمة ,ومن يتقن الحاسب بتذليله للدعوة وهكذا .
و أن من المهم المعرفة بأن البذل للدين طريق قد تكون فيه عقبات فعلى سالكه الصبر، والثبات ،والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم التمعن في سيرته وثباته واستعداده للتضحية ,فقد أوذي بأبي وأمي في نفسه وأهله ,ورسخ رسوخ الجبال حتى أتم الله دينه.
وهذه بعض من محنه علها تكون منارات في سبيل الباذلين الجهد لله .
* ترمى عليه الأوساخ وهو ساجد عند الكعبة في موضع هو أحب موضع لله فما وهن وما ضعف.
* يبتلى بفقد أحبابه ومسانديه ,وهو في أشد الحاجة لهم (لكن سند الله هو الأقوى) زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب فما وهن ولا ضعف .
* يعرض نفسه للقبائل في مواسم الحج لتقبله ودعوته, وعمه أبو لهب خلفه يقول عنه كاذب ,ومجنون فما وهن ولا ضعف .
* يخرج من أهله ودياره التي أحبها وترعرع فيها طريدا فما وهن ولا ضعف.
* تكسر رباعيته ويشج رأسه ويرى مصرع أحب الناس له عمه حمزة فما وهن ولا ضعف .
* تتجمع عليه الأحزاب ويكيد اليهود له المكائد فما وهن ولا ضعف .
السر في كل ذلك إيمانه بربه وتثبيته له وثقته بدينه, ونصرة الله له واستعداده للتضحية في ذات الله، وبعد السباق السباق والمبادرة المبادرة وبذل الجهد للدين ,ولا يسبقك أحد للميدان واسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته ويفتح علينا سبل الخير .
طرحت هاذا الموضوع لأنه أعجبني كثيرا فأرجوا من الاخوة الكرام قرائته حتى الأخير ويبدوا رأيهم فيه . أخوكم في الله هالي .
بذل الجهد للدين
بقلم/ أ . ندى بنت عبدالله الزيد
الحمد لله معز دينه وناصر عباده وسبحانه اطلع على الأفئدة فوجد منها ما هو محط لمحبته فزاد فيها من ينابيع الخير والعطاء والاستعداد للبذل للدين فقدموا الأرواح والأبدان في سبيل نصرة دينه انظر إلى همة الأنصار في بيعة العقبة حيث اخذوا على أنفسهم أن يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يمنعوا منه نساءهم وأبناءهم وأموالهم , ولم يكن البذل خاص بالمقتدرين وخاصة الناس ،بل كل يبذل ما يستطيع ، امرأة تشارك بالأجر في قم المسجد في عهده صلى الله عليه وسلم، ومثلها همة أمراة في بذل ما تملك فقصت جدائلها لتكون لجام فرس في سبيل الله , والأمر لا يقف عند هذا الاستعداد للبذل بل يتعداه إلى الشعور بالفرح والسرور في ذات الله ، محمد بن أحمد (ابن رزقويه) يقول: ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ، ولكن لذكر الله ولقراءتي عليكم الحديث . ولكن ما لسبيل للحصول على هذه الميزة ، و أنها لميزة في الدنيا لما يصاحبها من شعور بلذة وحلاوة الإيمان ، وانشراح في الصدر الذي عبر عنه أحد العارفين بقوله: "لو يعلم الملوك ما نحن فيه من سعادة لجلدونا عليها بالسيوف"، وميزة أخرى عند الفوز بالدرجات العلا في جنان الخلد بجوار المنعم المنان , الطريق سهل لمن سهله الله عليه ويبدأ بالدعاء أن يمنحك الله محبته ومحبة دينه، وأن يستعملك في طاعته.
وثانيها / متابعة الفكرات والخطرات ونبذ مالم يوصل إلى طاعة الله , وإشغال النفس بمعالي الأمور، وفي ذلك يقول أحد الدعاة "الفكر لا يحد ،واللسان لا يصمت ،والجوارح لا تسكن فإن لم تشغلها بالعظائم ،شغلتها الصغائر ، وأن لم تعملها في الخير عملن في الشر".
وثالثها / مخالفة هوى النفس وعدم الركون إلى سفاسف الأمور يقول الداعية محمد راشد: [ إن في النفوس ركوناً إلى اللذيذ والهين ونفوراً من المكروه والشاق فارفع نفسك ما استطعت إلى النافع الشاق، ورضها وأسسها على المكروه الأحسن حتى تألف جلائل الأمور وتطمح إلى معاليها ،وحتى تنفر من كل دنية وتربأ عن كل صغيرة،علمها التحليق تكره الإسفاف عرّفها العز تنفر من الذل وأذقها اللذات الروحية العظيمة تحقر اللذات الحسية الصغيرة".
و رابعها / مصاحبة أصحاب الهمم العالية في الحفاظ على أوقاتهم وسعيهم إلى بذل الجهد في الدين وقراءة سير أهل الهمم العالية ،والتأمل في مواقفهم كأبي بكر بإنفاقه كل ماله عندما دعي للإنفاق ، وكبذل عمر الخطاب من نفسه لإحقاق العدل بين رعيته، وفي سعي السلف في طلب العلم وتحمل مشقة السفر من أجل الحديث ، ولنا في العلامة بن باز رحمه الله من استغلال وقته حتى في الطريق لمدارسة العلم وبذله للناس.
و خامسها / البعد عن التسويف مدخل إبليس حيث يلبس للعبد أن البذل خاص بأناس لهم صفات خاصة لا يصل إليها عامة الناس، والأصل أن الكل يبذل حسب طاقته وإمكانياته ،ومواهبه التي وهبها له الله فكل ميسر لما خلق له, ولا يمنعك الوقوع بذنب من البذل للدين ألم تسمع ببغي من بغايا بني إسرائيل غفر الله لها بشربة ماء سقت بها كلبا عطشا.
وهذه بعض صور بذل الجهد للدين بينها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:-
1- بذل الجهد على الكافر لعله يهتدي كما قال سبحانه : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} (3) سورة السجدة
2- بذل الجهد على العاصي ليكون مطيعا ،وعلى الغافل ليكون ذاكراً، كما قال سبحانه :( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( آل عمران ) أيه : 104.
3- بذل الجهد على الصالح ليكون مصلحا ، وعلى الذاكر ليكون مذكرا.قال الله تعالى:( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر( 3) ) (العصر ) ، وقال الله تعالى :{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ } ( الغاشية ) أيه (21)
كما يبذل التاجر بماله والعالم بعلمه ,والقوي ببدنه وطالب العلم بمساندته لمعلمة ,ومن يتقن الحاسب بتذليله للدعوة وهكذا .
و أن من المهم المعرفة بأن البذل للدين طريق قد تكون فيه عقبات فعلى سالكه الصبر، والثبات ،والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم التمعن في سيرته وثباته واستعداده للتضحية ,فقد أوذي بأبي وأمي في نفسه وأهله ,ورسخ رسوخ الجبال حتى أتم الله دينه.
وهذه بعض من محنه علها تكون منارات في سبيل الباذلين الجهد لله .
* ترمى عليه الأوساخ وهو ساجد عند الكعبة في موضع هو أحب موضع لله فما وهن وما ضعف.
* يبتلى بفقد أحبابه ومسانديه ,وهو في أشد الحاجة لهم (لكن سند الله هو الأقوى) زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب فما وهن ولا ضعف .
* يعرض نفسه للقبائل في مواسم الحج لتقبله ودعوته, وعمه أبو لهب خلفه يقول عنه كاذب ,ومجنون فما وهن ولا ضعف .
* يخرج من أهله ودياره التي أحبها وترعرع فيها طريدا فما وهن ولا ضعف.
* تكسر رباعيته ويشج رأسه ويرى مصرع أحب الناس له عمه حمزة فما وهن ولا ضعف .
* تتجمع عليه الأحزاب ويكيد اليهود له المكائد فما وهن ولا ضعف .
السر في كل ذلك إيمانه بربه وتثبيته له وثقته بدينه, ونصرة الله له واستعداده للتضحية في ذات الله، وبعد السباق السباق والمبادرة المبادرة وبذل الجهد للدين ,ولا يسبقك أحد للميدان واسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته ويفتح علينا سبل الخير .