المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو التوحيد ؟


الهيثم
2007-12-28, 20:56
"هو إفراد الله بما يختصُّ به. سواء بإفراده بتوحيد العبادة بأن لا تصرف إلا له وحده ، أو إفراده سبحانه وتعالى بأفعاله أي توحيد الربوبية كالخلق والرَزْق والتدبير ، أو إفراده بأسماءه الحسنى وصفاته العلى من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. وتوحيد الألوهية أو الإلهية الذي معناه إفراد الله بالعبادة أو لا معبود بحق إلا الله ، وهو معنى " لا إله إلا الله " هو الذي خلق الله الخلق من أجله فقال " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي يوحدون ، وهو أيضا الذي أرسل الله الرسل من أجله فقال " ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " ، وهو أيضا الذي أنزل الله من أجله القرآن فقال " ألم ، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ، ألا تعبدوا إلا الله " ، وهو أيضا الهدف من الجهاد في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " الحديث ، وهو الذي جعله الله شرطا لكل متطلبات المسلمين بل هي متطلب كل إنسان وهي الاستخلاف في الأرض وظهور الدين وتمكينه والأمن في الأوطان، فقال " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ".

وأخطأ من فسر معنى لاإله إلا الله بتوحيد الربوبية وذلك لأن كفار قريش كانوا موحدين جملة بالربوبية كما أخبر الله عنهم فقال " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " وقال " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ " والخلق والملك والتدبير كما في الآيات السابقات هم الجامع لتوحيد الربوبية وقد تبين إقرارهم وقولهم بتوحيد الله بها ومع ذلك فلم تنفعهم لأنهم صرفوا شيئا من العبادة لغير الله أي أخلّوا بتوحيد الألهية.

ولفظة التوحيد ذكرت في السنة كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما حين بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام كما في لفظ للبخاري " أن يوحدوا الله " ، وفي حديث آخر في شعائر الحج قوله " لبى بالتوحيد " ، وأما تقسيم التوحيد إلى هذه الأقسام الثلاثة فهو مبني على التتبع والاستقراء وهو دليل معتبر كما في تقسيم اللغة إلى اسم وفعل وحرف