تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دورة تأهيل المقبلين على الزواج


ترياااق
2010-03-22, 13:52
http://i47.servimg.com/u/f47/12/47/24/01/5123.gif


http://www.w6w.net/album/35/w6w2005041313542462552a7b8.gif
الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة

دورة تاهيل المقبلين على الزواج[1]

فضيلة شيخنا أبي جابر عبد الحليم توميات الجزائري حفظه الله وسدد خطاه
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
شكر الله سعي الأخت ورده على تنسيقها الموضوع وجزاها خيرا
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن هذا التّساؤل، فإنّي أودّ أن أنوّه بمثل هذه المواضيع
فإنّ الوعي بحقيقة الحاياة الزّوجيّة والتّأهّل لها بقد الإمكان علميّا وتربويّا من أهمّ خطوات النّجاح والوصول إلى شاطئ النّجاة والفلاح.
وقد كنت قبل سنوات راسلت بعض الجهات الرّسميّة أناشدهم فيها بضرورة أخذ هذا الموضوع بعين الجدّ والاهتمام.
فاقترحت عليهم- وفّقهم الله لكلّ خير - أن يشترطوا لكلّ من المتعاقدين زيادةً على الوثائق الرّسميّة والفحص الطبيّ:
( شهــادة تخـرّج من دورة تأهيـليّـة للزّواج ).
وللفائدة
فإنّي تحمّست لهذه الفكرة يوم رأيت أثناء حجّي لبيت الله الحرام الإندونسيّين والمالزيّين في أعلى مراتب الانضباط، والتحلّي بالآداب، وحين بحثت عن السرّ في ذلك قيل لي: إنّ من الوثائق المطلوبة لأخذ تأشيرة الحجّ: شهادة تخرّج من دورة لتعليم أحكام الحجّ وآدابــــه! وحِين عُرِف السّبب بطل العجب.
فقلت في نفسي: ينبغي أن تُعمّم هذه الخطوة الطيّبة في جميع البلدان.
ثمّ توسّعت الفكرة إلى أن تُنقل إلى أهمّ مرحلة من مراحل الحياة، ألا وهي الحياة الزّوجيّة، لما رأيته من مشكلات طفَت على سطح بيوت المسلمين.
فعسى أن يوفّق الله من يُجسّد هذه الفكرة على أرض الواقع....

------------------------
[1] - هي عبارة عن أسئلة لفضيلة الشيخ ، جمعناها و رتبناها .. تصلح لتخاذها منهج تعليمي في دورات مثل هذة



يتبع بإذن الله تعالى

amine-maghnawi
2010-03-22, 15:56
شكرااااااااااااااا على الموضوع

ميلود الأسمر
2010-03-22, 20:40
http://farm3.static.flickr.com/2401/2459561022_6834fa9daf_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)

ترياااق
2010-03-22, 23:01
http://up.arab-x.com/Mar10/tFT79878.gif

و فيكم بارك الله
...
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

سؤال : هل يجوز خطبة المرأة للرجل وهل يتنافي مع القوامة ؟

http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
فما قد تفعله المرأة من ذلك لا يُسمّى ( خِطْبَةً ) اصطلاحا، وإنّما يقال: عرضت نفسها، ثمّ يخطِبها الرّجل من أهلها.
ولا شكّ أنّ عرض المرأة نفسها على الرّجل ليخطِبها من أهلها خلافُ الأصل، لذلك نرى عائشة رضي الله عنها تقول في المرأة الّتي وهبَت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم-كما في الصّحيحين-: أَمَا تَسْتَحْيِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ ؟! حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ }، فَقُلْتُ: إِنَّ رَبَّكَ لَيُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ.
لذلك، فإنّه من النّاحية الفقهيّة لا يحْرُمُ على المرأة أن تعرِض نفسهاعلى الرّجل، ولكن بشروط:
الشّرط الأوّل: أن يعرضها وليّها على الرّجل، فليست هي الّتي تذهب وتحدّث الرّجل في ذلك. لأنّ ذلك مظنّة الفتنة.
ومن أراد أن يقيس على حادثة من وهبت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهو قياس مع الفارق، أو قياس فاسد الاعتبار.
أمّا كونه قياسا مع الفارق، فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم فوق كلّ الشّبهات، ولا سبيل للفتنة إلى قلبه. زِدْ على ذلك أنّ حديثها إليه كان وسْط الملأ وأي: ملأ ؟
أمّا كونه فاسد الاعتبار، فلأنّ ومن شروط المقيس عليه ألاّ يكون خاصّا.
وهذه المرأة وهبَتْ نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أي: من دون مهر. وقد اتّفق الفقهاء على أنّ هبة المرأة نفسها دون مهر لا يحلّ، وإنّما هو خاصّ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم [انظر " تفسير ابن كثير "].
الشّرط الثّاني: ألاّ يكون العُرفُ يقبّح ذلك، فإن كان النّاس يعتبرون المرأة الّتي تفعل ذلك قد خرجت عن حدود الأدب، أو الشّرع في زعمهم، فإنّه يُتَّقى ذلك، لأنّ سمعتها من أعظم ما يجب الذبّ عنه، ودرء المفاسد اولى من جلب المصالح.
وقد ذكر علماء السّيرة أنّ خديجة عرضت نفسها على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصحّ -كما في " المسند "- أنّه صلّى الله عليه وسلّم ذهب لخطبتها.
وما زال المسلمون يعظّمونها لذلك، وما رأوا في ذلك غضاضة, بل رأوه من حرصها على الزّوج الصّالح.
فإذا كان الحال قائما على هذين الشّرطين فلا بأس.
ولا يُعتبر ذلك أبدا خدشا في قوامة الرّجل، لأنّ القوامة شيءآخر، وهو أن يكون هو من يقوم على شؤونها من الإنفاق وإدارة بيت الزّوجيّة..
يتبع بإذن الله تعالى ...

ترياااق
2010-03-23, 14:15
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : اي الكتب تنصحون الشباب الاطلاع عليها لزيادة وعية بالحياة الزوجية ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

الجـــواب
أحسن ما ؤلف في إدارة الحياة الزّوجيّة من كتب المعاصرين :
1) كتاب " حُسن العشرة " لفؤاد بن عبد العزيز الشلهوب، فهو كتاب نافع جدّا.
2) وكتاب " الزّواج الإسلاميّ السّعيد أو ( تحفة العروس )"، لمحمود مهدي استانبولي.
فهو كتاب قد وضع المؤلّف يده على كثير من الأمور الّتي من شأنها أن تُسعٍد الزّوجين في عُشّهما.
أمّا غير المتزوّج فلا أنصحه بقراءته، إلاّ إذا لم يبق على زواجه أكثر من شهر، فلا بأس به حينئذ.
والله تعالى أعلم...
يتبعـ ـ ـ ـ ـ ـ

toha4580
2010-03-23, 14:55
بارك اله فيك على الموضوع

ترياااق
2010-03-23, 15:19
بارك اله فيك على الموضوع
..
..
وفيك بارك الله ..... مشكور على المرور الطيب بصفحتي

ترياااق
2010-03-25, 01:53
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : لماذا نتزوج او ماهي نوايا الزواج ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
ما الغاية من الزّواج ؟
فالسّؤال كبير، فأرجو أن يكون الجواب قريبا منه إن شاء الله.
فقد جاءت الشّريعة الغرّاء بالحثّ على الزّواج وتعظيم أمره، وإظهار أثره في أكثر من موضع في الكتاب والسنّة، فله أهمّية عظيمة في حياة المرء عموما والمسلم خصوصا.
لذلك لن نذكر الحِكَم والغايات الّتي يشترك فيها المسلم والكافر والبرّ والفاجر، كامتداد البشريّة، ونحو ذلك، فإنّ الكافرين يعيش الرّجل والمرأة معاً سنوات قبل أن يتزوّجا ! وحين سألت أحدهم فقلت: لماذا تتزوّجون إذن ؟ قال: لنقلّص من دفع الضّرائب !؟ لأنّ الحكومات الغربيّة لا تأخذ من المتزوّجين كما تأخذ من غيرهم !؟
إنّما نتحدّث عن الأمور الّتي لا بدّ أن يعلمها المسلم، ويستحضِرها وهو مقبل على هذه الحياة السّعيدة، فأعظم غاياته:
1- الغاية الأولى: تحقيق العفّة.
ففي الصّحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
ووجه الدّلالة من قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ): أي يزيد المؤمن غضّا للبصر، ويزيده ثباتا لإحصان فرجه. قال ابن دقيق العيد: " إنّ التّقوى سبب لغضّ البصر وتحصين الفرج .. وبعد حصول التّزويج يضعف هذا العارض فيكون أغضّ وأحصن ممّا لم يكن ".
وقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم رَأَى امْرَأَةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا-تدلك وتدبغ جلدا-، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
أمّا من لم يستطع فعليه بأن يُكثِر من الصّيام كما أمر عليه الصّلاة والسّلام، وشبّه قوّة أثره بالوِجـاء، وهو الخِصـاء.
2- الغاية الثّانية: الزّواج مكمّل لخصائص الرّجولة والأنوثة:
فكثير من الخصائص تكتمل وتتحقّق في ظلال الحياة الزّوجيّة، مثل العواطف النّبيلة الّتي يشعر بها كلّ واحد تُجاه الآخر، ومنها مشاعر الأبوّة والأمومة، ومشاعر العطف والحنان، وغير ذلك.
ومن الخصائص الّتي يتمّمها الزّواج: القيام على الشّيء، وهو ( المسؤوليّة ) الّتي يستشعِرها كلّ من الزّوجين في حقّ الآخر، فهو مسئول في الدّنيا والآخرة، كما في الحديث: (( وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
لذلك كان سلف هذه الأمّة يَرَوْنَه كـمـالا لا همّـاً، وشرفـا لا غمّـاً، ففي صحيح البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.
ويقصد بذلك النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدليل رواية الإمام أحمد: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك سُمّي غير المتزوّج عَزَباً، قال ابن الأثير: " وهو البعيد عن النّكاح ".
وذكر ابن الجوزي رحمه الله في " تلبيس إبليس " (ص330) عن الإمام أحمد أنّه قال:" ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء، النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج أربع عشرة امرأة، ومات عن تسع .. لو كان بشر بن الحارث تزوّج كان قد تمّ أمره كلّه ... وقد كان النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصبح وما عندهم شيءٌ، وكان يختار النّكاح ويحثّ عليه، وينهى عن التبتّل، فمن رغب عن فعل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو على غير حقّ، ويعقوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ في حزنه قد تزوّج ووُلِد له، والنبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ ))" اهـ.
3- الغاية الثّالثة: تكثير الأمّة وحفظها:
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ )) [رواه أبو داود عن معقِل بن يسار].
لذلك قدّم كثير من العلماء كتاب " النّكاح " في مؤلّفاتهم على أحكام الجهاد، لأنّ الجهاد-وإن كان من أسباب الحفاظ على حوزة الإسلام والمسلمين- إلاّ أنّ النّكاح هو الّذي تتكاثر به الأمّة الإسلاميّة، وهو الّذي يوجِد الرّجال المجاهدين الّذين يحفظون الدّيار، ويقومون بواجب العبوديّة لله ربّ العالمين، وقد قرّر كثير من أهل العلم - كما في " حاشية ابن عابدين " و" تحفة الفقهاء "(2/118)- أنّ " الاشتغال بالنّكاح مع الحفاظ على الفرائض أفضل من التخلّي لنوافل العبادات، لما يشتمل عليه من القيام بمصالحه، وإعفاف النّفس عن الحرام، وتربية الولد، ونحو ذلك ".
وذكر ابن الجوزيّ أيضا عن الإمام أحمد قال:" لو ترك النّاس النّكاح لم يَغزُوا ولم يحجّوا، ولم يكن كذا وكذا ".
4- الغاية الرّابعة: تحقيق التّرابط بين الأُسر والقبائل:
وبذلك تتحقّق أواصر المحبّة بين المسلمين، وإلى ذلك أشار قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} [الفرقان:54]. فلا ينبغي للمسلم أن يغفُل عن هذا المقصِد فإنّه مهمّ جدّا، لأنّنا نرى كثيرا من إخواننا بعد المصاهرة ينقلبون أعداء لأصهارهم !
5- أنّه من سنن المرسلين: لقوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد: من الآية38]، ولذلك حرّم الله تعالى الخِصاء والتبتّل:
أمّا الخِصاء فهو الشق على الأنثيين وانتزاعهما، وقد روى الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه سئل عن الخصاء، فكرهه، وقال: " فيه أنزِل قوله تعالى:{ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}".
ومن الخِصاء لدى الفقهاء تعاطِي الأدوية المُذهبة للشّهوة.
أمّا التبتّل: فهو الانقطاع عن النّكاح وما يتبعه من الملاذّ إلى العبادة وهو منهيّ عنه، وهو من الأمور الّتي أحدثها عُبّاد النّصارى كما في قوله تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: من الآية27]، وروى البخاري عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا ".
أمّا التبتّل المأمور به في قوله تعالى:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فقد فسّره مجاهد فقال: أخلص له إخلاصا، وهو تفسير معنى، وإلاّ فأصل التبتّل الانقطاع، والمعنى انقطع إليه انقطاعا. ومنه: ومريم البتول لانقطاعها إلى العبادة.
6- أنّه من إظهار نعمِ الله على العبد: والله يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، وممّا يدلّ على أنّه من النّعم، أنّ الله جعل الزّواج من نعيم أهل الجنّة: قال تعالى:{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54]، وقال:{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الطّور:20]، وقال:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: من الآية25]، وقال:{ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [يـس:56]. قال البُلقيني رحمه الله-كما في " مغني المحتاج " (3/124)-: " النّكاج شُرِع من عهدِ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ، واستمرّت مشروعيّته، بل هو مستمرّ في الجنّة ".
فهذا ما تيسّر إعداده، ويسّر الله علينا إيراده، وفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.
يتبعـ ـ ـ ـ ـ ـ ان شاء الله ...

ترياااق
2010-03-26, 19:30
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : لماذا أطلق لفظ الميثاق الغليظ على الزواج ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

الجـــواب
معنى الميثاق الغليظ.
فقد جعل الله تعالى الزّواج من الآيات، ولا شكّ أنّ ذلك يدلّ على أنّه تعالى عظّم هذه العلاقة الّتي تقع بين الزّوجين، فقال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]، فسمّاه آية في أوّل الآية وآخرها..
حتّى وهو يتحدّث عن الطّلاق اعتبره آية، فقال:{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا }، من أجل ذلك جاء في الحديث الحسن: (( ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ )) [رواه أبو داود والتّرمذي].
فتعظيما لشأنه أيضا سمّاه ميثاقا غليظا، فقال تعالى:{ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } [النّساء: 21].
وكلمة ( الميثاق ) معناها: العهد الّذي يُقسَمُ عليه، فقد روى الطّبريّ عن قتادة والسدّي وغيرهما أنّهم كانوا يُنكِحُون على قولهم: بالله عليك، لتمسكَنَّ بمعروف أو لتسرِّحنَّ بإحسان!. فيقول: نكحت.
ولمّا كان هذا العقد والعهد يؤخذ بحضرة الشّهود سمّاه الله تعالى ( غليظا )....
يتبعـ ـ ـ ـ ـ إن شاء الله ـ ـ ـ ـ

أبو غزلان
2010-03-26, 20:53
شكرااااااااااااااا على الموضوع

ترياااق
2010-03-28, 10:51
بارك الله فيك على المرور الطيب .. نكمل على بركة الله ......
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : ما المقصود وصف النّساء بأنّهنّ ( ناقصات عقل ودين ) ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

الجـــواب
معنى: ناقصات عقل ودين
فقد روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم قَالَ- وذلك في خطبة العيد-: ((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ )).
فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ: (( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ !)).
قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:
(( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟)) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا )).ثمّ قال:
(( أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )).
أمّا نقصان العقل:
فلا يشكّ أحدٌ أنّ الرّجل في الغالب الأعمّ أعقل من المرأة، [والمقصود من قولنا: الغالب، هو جنس الرّجل، لا جميع الرّجال، وإلاّ فقد يوجد من آحاد النّساء ما يفوق آحاد الرّجال، ولكنّ الحكم للغالب كما هو مقرّر]. فالرّجل يتّصف بكمال نسبيّ، لأنّه أضبط من المرأة لعاطفته، وأربطُ لجأشه، وأكثر إحكاما لما يراه ويسمعه ويعيشه ويتأثّر به، بخلاف غالب النّساء فإنّهنّ لا يضبطْن ذلك كلّه.
وهذا أمرٌ تسلّم به المرأة المؤمنة، الّتي سمعت الله يقول:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، أمّا غيرها فقُلْنَ: بل درجتهما سواء !
المؤمنة تسلّم بذلك لأنّها سمعت الصّالحات يقلنَ:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}، وغيرها قُلْنَ: بل هما سواء !
المؤمنة تسلّم بذلك لأنّها سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ )) [متّفق عليه].
قال أهل العلم في شرح قولهنّ: ( وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا ؟):
نفس السّؤال دالّ على النّقصان ؛ لأنّهن سلّمن بما نُسِب إليهنّ من الأمور الثّلاثة: الإكثار، والكفران، وإذهاب لبّ الرّجل الحازم، ثمّ استشكلن كونهنّ ناقصات !.
ولكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما أجابهنّ جوابا شديدا، ولكنّه أتى بأرقّ عبارة، من باب: والحرّ تكفيه الإشارة، فضرب لهنّ مثلا من الأحكام الشّرعيّة المسلّم بها، فدلّهنّ على أنّه بسبب نقصان العقل أن جعل الله شهادتها على النّصف من شهادة الرّجل.
قال تعالى:{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة:من الآية282].
ذلك، لأنّ المرأة ملازمة للبيت، ويقلّ خروجها، فتكون قليلة الاستيعاب للمعاملات التّجارية، ممّا قد يوقعها في الخطأ، والحقوق لا تقبل ذلك.
ولهذا المعنى، ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ شهادة المرأة لا تُقبل في الجنايات، لأنّ قلّة خروجها، يمنعها من حضور الجنايات، ولو حضرتها فإنّها يطير جأشها، بل إنّها إن لم تقدر على الفرار فإنّها تغمّض عينيها وتصرخ وغير ذلك ممّا يمنع من قبول شهادتها، وصدق القائل:
( كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جرّ الذّيول )
ومن المسلّم أنّ الحدود تدرأ بالشّبهات، وهذا هو المعنى الملاحظ، لا إهانتها، بدليل أنّ الشّرع أمر بقبول شهادتها وحدها فيما هو من اختصاصها كالولادة، والثّيوبة والبكارة، وفي العيوب الجسديّة لدى المرأة، وفي الرّضاع.
أمّا نقصان دينها:
فالمرأة في - الأعمّ الغالب - لخصائص كونيّة وحسّية -، لا تتحمّل التّكاليف الّتي كُلّف بها الرّجل، فلم يُوجِب عليها الجهاد، ولا شهود الجمع والجماعات، ولا كلّفها بالقِوامة، ومن ذلك أنّه لم يُوجِب عليها قضاء الصّلاة إذا تركتها زمن الحيض والنّفاس، فمن هذه الحيثيّة يكون دينُها أنقص من الرّجل. ولكنّ العلماء اختلفوا: هل تُثاب على صلاتها لأنّها تركتها من غير إرادتها ؟
فمنهم من أخذ بظاهر الحديث فلم يقل بأنّها تثاب.
ومنهم من قاس على تركها صلاة الجماعة، فقد عوّضها الله تعالى بأن جعل أفضل صلواتها ما كان في قعر بيتها. كما قاسوا على المريض والمسافر، فإنّهما يثابان على أعمالهما الّتي تركاها حال المرض والسّفر،
والله أعلم.

ترياااق
2010-03-29, 13:07
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
ما هي الأوجه الأخرى للقوامة التي منها الإنفاق؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

الجـــواب
مظاهر قوامة الرّجل.
معنى القوامة هي القيام على الشّيء، وعلم أنّ كلمة ( القوم ) في اللّغة هم ( الرّجال ) خاصّة، وإنّما يدخل النّساء معهم تغليبا، بدليل قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ }، فقابل القوم بالنّساء ممّا يدلّ على أنّ القوم هم الرّجال.
ومظاهر قوامة الرّجل على المرأة سواء كان زوجا، أو أبا، أو وليّا بالقرابة:
1) الإنفاق، لقوله تعالى:{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }.
2) وحقّ الطّاعة، لذلك قال بعد ذلك:{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }، فمعنى: قانتات: طائعات. فتأتمر بأمره في غير معصية الله، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه.
3) الولاية: فالرّجل وليّ المرأة لا العكس، فلا تتزوّج إلاّ بإذنه، ولا تتصرّف في ماله إلاّ بإذنه كذلك، وغير ذلك.
4) عصمة الزّواج: فالله تعالى قد جعل العصمة في يد الزّوج، فقال:{ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}. وذلك لأنّه هو الّذي أعطى المهر، وهو الّذي – إن حصل الطّلاق – لزمته المتعة ونفقة العدّة وغير ذلك، فإن طلّق يكون هو الّذي أضرّ بنفسه، أمّا ولو كان الأمر بيد المرأة تكون قد أضرّت به.
هذا ما استحضرته من مظاهر القوامة،
والله أعلم.

ghezal mohamed
2010-03-29, 14:52
مشكور على الموضوع

ترياااق
2010-03-31, 04:12
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : ما أهمّية الخطوبة ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
أوّل خطوات النّجاح: استخارة المولى تبارك وتعالى، وحسن الظنّ به، فكلّ ما يقدّره للعبد بعد ذلك فهو خير له.
والخطوة الثّانية للنّجاح: هو الالتزام بأحكام الشّريعة في جميع الأمور، فإنّ الله تعالى يقول في سورة واحدة تعالج مشكلات البيوت الإسلاميّة:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }، ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ثمّ قال:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }. فجميع الأمور مبناها على تقوى الله والتوكّل عليه.
وقال الله تعالى في الحديث القدسيّ: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ )) [رواه أحمد بسند صحيح كما في "الصّحيحة" (1663)]، وفي رواية الحاكم: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ )).
فإذا استَخَرتِ، واتّقيت الله ما استطعْتِ، فظُنّي بالله خيرا تجِدي خيرا، إن شاء الله.
.[أمّا (الخطوبة) فلا أعلم لهذا المصدر أصل، إلاّ على ألسنة أهل المشرق].
والخطبة:" وعْدٌ بالزّواج "، ليس غير، فهي من مقدّمات الزواج.
وتظهر أهمّية الخِطبة في أمور كثيرة منها:
1- أنّ الله شرعها قبل الارتباط بعقد الزوجيّة، ليتعرّف كلّ من الزّوجين على صاحبه، ويكون الإقدام على الزّواج على هدى وبصيرة.
2- لقوّة هذا الوعد، فإنّه يحرُم على غير الخطيب التقدّم إلى خِطبتها، لما رواه البخاري ومسلم-واللّفظ له- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ )).
3- ولقوّة الوعد أيضا وأثره على النّفس، حرّم الله أيضا خطبة المرأة المعتدّة حتّى تنقضِي عدّتها، فقال تعالى:{ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } [البقرة من الآية: 235].
تنبيه:
إذا رأى الخاطب خطيبته، ورأت الخطيبة خطيبها، وسأل عنها وعن أهلها، وسأل وليّها عنه وعن أهله، ورضِي كلّ منهما بالآخر، كانت الخِطبَةُ وعداً بالزّواج فقط-كما ذكرنا آنفا-، وظلّت أجنبيّة عليه، وهو أجنبيٌّ عنها، لا يحلّ محادثتها فضلا عن الخلوة بها أو الخروج معها كما هو شائع في كثير من المجتمعات الإسلاميّة.
فإذا تقرّر لديك ذلك –أختي السّائلة- تبيّن لك –حفظك الله ورعاك-

ترياااق
2010-04-02, 16:15
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
وكيف للخطيبين معرفة عـقـلـيّـة وطـريـقـة تـفـكـيـر الآخـر ؟! ...
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجواب:
أوّلا: أنّ المطلوب معرفته هو الدّين والخلق، أمّا العـقـلـيّـة وطريـقـة التّـفـكـيـر ! إمّا أن تكون موافقةً للدّين والخلق فتحقّق المقصود. وإمّا أن تصادمهما فالفسخ موجود.
وإن كان المقصود بالعقليّة شيء آخر: طريقة المزاح .. حسن أو ضعف المزاج .. ونحو ذلك، فذاك ليس من الضّروريّات الّتي من أجلها يباح الكلام بين الرّجل والمرأة.
ثانيا: يمكن معرفة ذلك كلّه من خلال سؤال كلّ منهما عن الآخر.
والله أعلم.

/ام عبد الرحمن/
2010-04-02, 21:03
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع طيب و قيم و بالاضافة الى الكتب المدكورة نضيف اضافة صغيرة اداب الزفاف للمحدث ناصر الدين الاباني رحمه الله و تحفة العروسين كلى الكتابين يحويان اداب و احكام لابد من تعلمها ...
و لوكانت موضوعات متفرقات لكان احسن و الله اعلم
بارك الله فيكم و وزادكم من فضله

احمد الصادق
2010-04-03, 10:25
بارك الله فيك على التذكير .....................جزاك الله كل خير ........................وفقك الله لما يحبه ويرضاه

كريمة عضو جديد
2010-04-03, 16:40
بارك الله فيك على الموضوع الرائع

ترياااق
2010-04-06, 22:49
/ام عبد الرحمن/ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع طيب و قيم و بالاضافة الى الكتب المدكورة نضيف اضافة صغيرة اداب الزفاف للمحدث ناصر الدين الاباني رحمه الله و تحفة العروسين كلى الكتابين يحويان اداب و احكام لابد من تعلمها ...
و لوكانت موضوعات متفرقات لكان احسن و الله اعلم
بارك الله فيكم و وزادكم من فضله
..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله أختنا أم عبد الرحمن وجزاك الله خيرا على الاضافة بالنسبة للكتب
..
بارك الله فيك على التذكير .....................جزاك الله كل خير ........................وفقك الله لما يحبه ويرضاه
..
وفيك بارك الله أخي أحمد وجزاك الله بالمثل ..... اللهم آمين واياااك
...
بارك الله فيك على الموضوع الرائع
..
وفيك بارك الله أختنا كريمة

وشكرا على مروركم الطيب

ترياااق
2010-04-06, 22:53
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

سؤال : هل يجوز له أن يخرج مع زوجته و هو عاقد عليها عقد مدني و شرعي، لكن لم يتم البناء بعد ؟

http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif



الجـــواب

فيُعتبر العقد الشرعيّ - بما فيه المدنيّ - اليوم وحده غيرَ كافٍ لأن يخرج الرّجل مع المرأة، أو يختلي بها وغير ذلك، فضلا عمّا هو أكثر من ذلك ..

وذلك لأمور ثلاثة:

- الأوّل: أنّ المرأة لا تُصْبِحُ زوجة في العُرف حتّى تُزفّ إلى زوجها، بدليل أنّها ما زالت تحت كنف والدها، ينفق عليها وتطيعه ما دامت تحت كنفه. وقد سألت أحدَهم قائلا: لم تخرج معها ؟ قال: زوجتي ! ثمّ تحدّثنا قليلا، ثمّ سألته قائلا: لماذا لا تنفق عليها ؟ فقال: هي ليست زوجتي !

- الثّاني: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( فَرْقُ مَا بَيْنَ النِّكَاحِ وَالسِّفَاحِ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ ))، والسّفاح هو الزّنا.. وفي رواية الإمام أحمد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوْتُ وَضَرْبُ الدُّفِّ )).

كأنّه يقول لك: إذا أردت أن تفرّق بين العلاقة الشّرعيّة وغير الشّرعيّة فأَعْلِن النّكاح ..

فالّذي يكتفي بمجرّد العقد ثمّ يخلو بالمرأة أو يخرج معها فهو مخالف لهدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..

- الثّالث: المفاسد الّتي صارت تترتّب من وراء التّساهل في هذا الأمر، وإليك بعضها:

1- انشغال البال، فإنّ أكثر من تجاوز الحدّ، وتحدّث إلى من عقد عليها، يُقسِم أنّه ما عاد كما كان ! فهجر القرآن ! ومجالس ذكر الرّحمن ! همّه الأوحد هو الكلام والخروج ونحو ذلك.

2- وطء الرّجل للمرأة قبل موعد زفافها، ممّا أحدث مشكلات عدّة ..

3- قد يعلق الولد، ثمّ يحدث فسخ ولا يشكّ عاقل في مغبّة ذلك .!

4- حتّى ولو لم يُفسخ العقد، فإنّ النّاس تجهل أكثر أحكام الشّريعة، فالعامّة لا يفرّقون بين الخِطبة والعقد (الفاتحة)، فلربّما شاع لديهم أنّه يجوز أن يخرج الخطيب مع خطيبته. !!

5- نتيجة الخلاف بينهما: فالرّجل إذا زُفّت إليه المرأة، وعاشت تحت كنفِه في بيته، يكون من الصّعب جدّا فراقها. لأنّه أقام عرسا، وأنفق الأموال الطّائلة، وسمع بزواجه الجماهير الهائلة.

أمّا لو حدث أدنى خلافٍ بينهما قبل الزّفاف، فإنّ الفسخ يسهُل عليهما جدّا.

نينا الجزائرية
2010-04-06, 22:57
لحظات عمرك حين تناجي ربك بخضوع وذل ودموع كالأنهار وبقلب ملؤه الشوق الى رؤياه أجمل لحظات عمرك حين تحزن بصدق على مافاتك من عمرك من دون أن تستفيد منه فتبادر الى التعويض أجمل لحظات عمرك حين تستيقظ في الصباح وقد محا الله خطياك

mostefa82
2010-04-07, 08:01
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك أخي الكريم على طرح الموضوع.
و أنا مع الفكرة و انشاء الله تتجسد في الواقع.لأنه حقيقة تنقصنا ثقافة زوجية اسلامية.و اظن أن 65 بالمائة من الشباب العربي المسلم لا يعرف في الزواج الا .......
شكرا لك أخي الكريم

رماس الجزائري
2010-04-07, 12:24
بارك الله فيك

ترياااق
2010-04-09, 14:38
لحظات عمرك حين تناجي ربك بخضوع وذل ودموع كالأنهار وبقلب ملؤه الشوق الى رؤياه أجمل لحظات عمرك حين تحزن بصدق على مافاتك من عمرك من دون أن تستفيد منه فتبادر الى التعويض أجمل لحظات عمرك حين تستيقظ في الصباح وقد محا الله خطياك
..
مشكورة أخت نينا على المرور الطيب وعلى هذه الكلمات الطيبة
..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك أخي الكريم على طرح الموضوع.
و أنا مع الفكرة و انشاء الله تتجسد في الواقع.لأنه حقيقة تنقصنا ثقافة زوجية اسلامية.و اظن أن 65 بالمائة من الشباب العربي المسلم لا يعرف في الزواج الا .......
شكرا لك أخي الكريم
..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي مصطفى
..
وفيك بارك الله أي نعم كما ذكرت شبابنا يجهلون الكثير من أمور ديننا وخاصة فيما يتعلق الأمر بالزواج فكيف من يريد بناء أسرة وأساسه معوج فتكون حياته غير سوية
..
[quote][رماس الجزائري بارك الله فيك /quote]
..
وفيك بارك الله رماس وشكرا على المرور الطيب

ترياااق
2010-04-09, 14:43
http://www.deph.info/index.php/1010110A/980dd4800456802230e8c7145c9c2a2f70ea79692a52babca2 67e5fe51192f1ff8a274f249314882976798653220665decac 71aaae8015882
سؤال :ما هو الحب بالمنظور الإسلاميّ ؟
http://www.deph.info/index.php/1010110A/980dd4800456802230e8c7145c9c2a2f70ea79692a52babca2 67e5fe51192f1ff8a274f249314882976798653220665decac 71aaae8015882

الجـــواب
حبّ الرّجل للمرأة، أو حبّ المرأة للرّجل، أمر لا يستأذن القلب، ولكنّ الشّريعة قوّمت هذا الشّعور وضبطته حتّى لا يكون بابا للفاحشة، واستباحةً لما حرّمه الله.
فالله تعالى قد حرّم اتّخاذ الأخدان، وأن يكون للرّجل عشيقة وأن يكون للمرأة عشيق، فهذا سبيل الشّيطان، وهو أقرب الطّرق وأسهل السّبل للفواحش، قال تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32].
فالزّنا من الفاحشة الظّاهرة، والعشق من الفاحشة الباطنة، وقد قال تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: من الآية151]، وقال:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: من الآية33]، وقال:{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام:120].
ولا يُعلم مرض يصيب القلوب بعد الشّرك بالله مثل العشق، لذلك ينبغي للمسلم والمسلمة أمران:
1- كتم هذه المشاعر وعدم البوح بها، لأنّها مفسدة من أعظم المفاسد، وتهدم صروح العفّة والطّهارة.
2- الزّواج إن أمكن ذلك، فقد روى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ )).

ترياااق
2010-04-10, 15:01
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : هل يعتبر الحب قبل الزواج مؤشرا على الحب بعده ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
إذا تحدّثنا عن الحبّ قبل الزّواج، فإنّنا نتحدّث عن ذلك الحبّ الخالي عن المحظور، بأن كتم مشاعره، وتقدّم إلى خطبتها، وأتى البيوت من أبوابها، هذا الحبُّ ليس مؤشّرا على الحبّ بعده لما سيأتي ذكره في الجواب عن السّؤال التّالي.
أمّا الحبّ القائم على أحلام اليقظة، والاسترسال وراء مشاعر سنّ المراهقة، وأن يعيش كلاهما في ظلام العشق والغرام ونحو ذلك من المعاصي والآثام، فهذا فاسد، وما بُنِي على فاسد فهو فاسدٌ. والواقع يشهد بذلك.
وقد يقول قائل: إنّي أعرف أزواجا كانوا على علاقة قبل الزّواج، وهما اليوم في قمّة السّعادة الزّوجيّة !!
فالجواب عن هذا يحتاج إلى معرفة معنى السّعادة .. وذلك في مقال مفرد.
فاعلم أنّ هؤلاء سعداء في شقائهم .. كحال زوجين كافرين في ديار الغرب، تراهم متّفقين على الكفر يستمتع هذا بالآخر، لأنّهما اجتمعا على المعصية والكفر.
لكن متى رجع أحدهما إلى الله، وتاب إلى مولاه، ورفض الآخر، فعندئذ تغيب تلك الفرحة عن القلوب، وتزول الابتسامة عن الوجوه، ويُهدم البيت السّعـيـد، إلاّ أن يهدي الله الطّرف الآخر إلى الطّريق الرّشيد.
السّعادة الحقيقيّة الدّائمة هي الّتي تكون تحت ظلال كتاب الله، ورحاب سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ..

ترياااق
2010-04-11, 23:42
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
هل بالحب وحده يستمر الزواج ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

الحبّ أحد دعائم البيت السّعيد، ولكنّ ثمّة دعائم أخرى لا بدّ منها:
- منها الرّحمة: قال تعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }، فذكر ( المودّة ) وهي الحبّ، و( الرّحمة ) وهي أن يقوم كلّ منهما على مصلحة الآخر، فيتبادلان العطف، والحنان، والاهتمام بما يسرّ الآخر، وغير ذلك من مظاهر الرّحمة.
والرّحمة لها أثرها على النّفوس إلى حدّ لا يُتصوّر.
والمرأة تلحَظُ ذلك بقوّة، حتّى إنّ عائشة تقول في حادثة الإفك المريعة:" وَكَانَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ! إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: (( كَيْفَ تِيكُمْ )) لاَ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ "..
- قيام كلّ من الزّوجين بواجباته تُجاه الآخر: فواجب الرّجل هو حمايتها، والإنفاق عليها بالمعروف، وتعليمها وتذكيرها بالله، وغير ذلك. وكذلك الزّوجة تراعِي أعظم واجباتها تجاه زوجها، كالطّاعة في المعروف، والخدمة الواجبة، وغير ذلك ممّا يندرج تحت الحقوق والواجبات.
- إتقان فنّ الحياة الزّوجيّة: فلا بدّ زيادة على ما ذُكِر، أن يكون كلّ منهما يُحسِن المعاشرة، وذلك بمراعاة أشياء ليست من الواجبات في شيء، ولكن من شأنها أن تزيد الحبّ توكيدا، والمودّة نوطيدا.
وكلّ عنصر من هذه العناصر يحتاج إلى كلام طويل، والجواب مبنيّ على الاختصار ما أمكن.

ترياااق
2010-04-16, 03:21
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : هل يأتي الحب الحقيقي بعد الزواج ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif

الجـــواب
من يقول: إنّ الحبّ يكون قبل الزّواج، فذلك يعنِي أنّه يُبيح العلاقة بين الرّجل والمرأة من غير مسوِّغٍ شرعيّ، ويقال له: أترضاه لأختك ؟ أترضاه لأمّك ؟ فكيف ترضاه لأخت أو أمّ أخيك المسلم ؟!!
فأقول: إنّ الحبّ الحقيقيّ يكون بالعشرة .. ولا يزال ينمو مع طول العِشرة ..
ينمو الحبّ بينهما وهما يتعاونان على بناء البيت المسلم القائم على الطّاعة، بعيدا عن الفسوق والخلاعة ..
ينمو وهما يتقاسمان أفراح الحياة وأقراحها ..
ينمو وهما يتعارفان كلّ يوم على بعضهما أكثر فأكثر ..
ينمو وهما يتشاوران في حلّ بعض مشكلات الأهل والأقارب والأصدقاء ..
ينمو وهما يتبادلان مهامّ تربية الأولاد ..
ينمو وهما في كلّ مرّة يستسمح أحدهما الآخر إذا أخطأ في حقّ صاحبه ..
ينمو وكلّ منهما يقوم على شؤون الآخر إذا حزِن، أو مرض، أو أصيب بمُصَاب ..
ينمو ولا يكمل نموّه حتّى تكتمل نظرة كلّ منهما للآخر في كثير من شؤون الحياة ..
وخـذها مـنّـي فـائـدة -أخي القارئ أختي القارئة- فإنّ الحبّ الحقيقيّ الصّحيح الّذي سمّاه الله ( مـــودّة) لن تراه في جنبات بيتك حتّى تمرّ عليه السّنون والأعوام.
سترى نفسك -أخي الكريم- مع الأيّام ومع مرور الأعوام لا تستغني يوما واحدا عن زوجتك .. ترغب في أن تكون في البيت .. تستمع إلى خطاها وهي تقوم بشؤون البيت .. فتتعجّب حينها: كيف أودَع الله هذا المخلوق الرّقيق هذه القوّة الهائلة في السّيطرة على المشاعر ؟!
كيف تقوم دعائم بيت كامل على عاتق ذلك المخلوق الضّعيف الّذي يفرّ فزِعًا من رؤية فأر !!
وستريْنَ -أختي الكريمة- مع الأيّام، ومرور الأعوام، أنّ زوجك هو جنّتك الّتي عجّلها الله لك في الدّنيا ..
وأنّك تركت الأب والأخ والأمّ والأخت لتجِدي ذلك كلّه في زوجك ..
فحينها تتعجّبين: كيف أودع الله هذا المخلوق العنيف ذلك الشّعور الرّهيف ؟!
كيف أجد الرّاحة والطّمأنينة، والسّعادة والسّكينة، مع هذا المخلوق الممتلئ غضبا لأتفه الأسباب .. ولا يفتح للحوار أيّ باب ؟!
وهكذا الحياة الزّوجيّة .. جنّة غنّاء .. تجتاحها الرّياح أحيانا .. ولكن يثبُت أمامها من علمَ أنّ العواطف لا تنمو إلاّ مع العواصف .. وأنّ المودّة ستنمو مع الأيّام، والآمال والآلام.
والله الموفّق.

ترياااق
2010-04-20, 17:33
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :هل من الحكمة أن تستمرّ الخطبة لمدة طويلة ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
فالخِطبة - كما سبق أن ذكرنا - وعْدٌ بالزّواج فقط، وبما أنّ المرأة تظلّ أجنبيّة عن الرّجل، والرّجلُ أجنبيّا عن المرأة، فإنّ تأخّـر استمرار الخِطبة لمدّة طويلة لا يضرّ.
فإنّ بعض النّاس يُعجِّل بالخِطبة يريد أن تكون المرأة من نصيبه ويضمن ألاّ يتقدّم إليها أحدٌ. فإن لم تتضرّر المرأة بذلك فلا بأس، وإن تضرّرت من ذلك فلها أن تفسخ هذه الخِطبة، ولا شيء في ذلك.

ترياااق
2010-04-21, 20:53
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : كم مسموح به شرعا رؤية المخطوبة و الجلوس إليها, مع العلم أنّه في حضور محرم لها ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
الأصل هو غضّ البصر عن المرأة لقوله تعالى:{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }، ولكنّ الله أباح النّظر إلى وجه المرأة للحاجة في مواطن محدودة.
والمواطن الّتي أبيح النّظر إلى وجه المرأة فيها:
1) المعاملة: كالبائع يبيع الشّيء للمرأة، فلا بدّ أن يعرف لمن باع ذلك الغرض، حتّى إذا حدثت هناك مشاحّة أو خلاف ومقاضاة، كان على دراية بمن عاملها.
2) الشّهادة: فلو طلبت المرأة من الرّجل الأجنبيّ أن يشهد لها، كان لزاما أن ينظر إلى وجهها، ليشهد بالحقّ.
3) الخِطبة: لما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ؟)) قَالَ: لَا، قَالَ: (( فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا )).
وفي كلّ هذه المواطن يشرع النّظر بقدر الحاجة، فلا يحلّ له أن ينظر إلى ما يفوق الحاجة:
فالبائع ينظر ليعرف من يعاملها، ومن دُعِي إلى الشّهادة ينظر حتّى يتعرّف على من يشهد لها، والخاطب ينظر إلى المرأة بقدر ما يطمئنّ إلى أنّها أعجبته، فلا يُطيل الجلسة والكلام إلاّ بقدر الحاجة.
فإن نظر، ثمّ تردّد، وأراد أن ينظر مرّة أخرى، جاز له ذلك.
فما شُرعَ النّظر إلاّ من أجل الاطمئنان، أمّا الّذين يسترسلون في الحديث عن الأمور الّتي تُعجِب والأمور الّتي لا تُعجِب، فإنّ ذلك يَتَعرّف كلّ منهما عليه عن طريق السّؤال.
والله أعلم.

amine-maghnawi
2010-04-26, 22:36
شكرااااااااا اختي الكريمة على الموضوع المفيد ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك


اني في حاجة لدعائكم فلا تبخلواعلي ادعوا لي التوفيق ان مقبل على شيئ


يحدد مستقبلي

~ تــــــــــيمـــــاء ~
2010-04-26, 22:43
بارك الله فيك على الافادة الطيبة

ترياااق
2010-04-27, 16:03
amine-maghnawi شكرااااااااا اختي الكريمة على الموضوع المفيد ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك


اني في حاجة لدعائكم فلا تبخلواعلي ادعوا لي التوفيق ان مقبل على شيئ


يحدد مستقبلي..
وفيك بارك الله أخي أمين على كل حال أنا أخ ولست أخت
..
الله يوفقك لما يحبه ويرضاه وأنصحك بصلاة الاستخارة ماخاب من استخار
..
الناصرة 3 بارك الله فيك على الافادة الطيبة..
وفيك بارك الله وشكرا على المرور الطيب

ترياااق
2010-04-27, 16:06
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :كيف تتعامل الزّوجة مع زوجٍ مختلف عنها في الثّقافة والبيئة ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
فلا بدّ من توضيح أمرين مهمّين:
• النّقطة الأولى: تحديد معنى الثّقافة.
فثقافة المرء إمّا أن تكون ثقافةً خاضعَةً للشّريعة، أو لا تكون، لأنّ الثّقافة هي العلم المكتسَب، فإن كان واجبا أو مستحبّا وجب أو استُحبّ تحصيله، وإن كان مباحاً كالتوسّع في معرفة علم التّاريخ والاجتماع ونحوهما، فهو مباح، وإن كان محرّما كتعلّم الفلسفة وعلم الكلام وما يسمّونه بالفنون – كالرّسم والموسيقى ونحوهما- فهو محرّم.
إذا كانت الثّقافة بهذا المفهوم، فإنّه يدخل ذلك تحت قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ))، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )) فكلّ من الرّجل والمرأة ينبغي له أن ينتقِي من أوّل يوم مَنْ ثقافتُه تلك لا تتصادم مع الشّريعة الإسلاميّة.
ويوم فصلوا ( المؤسّسات الثّقافية ) عن الدّيــن، خرجوا علينا بالويلات والمنكرات، حتّى إذا أُنكِر عليهم، قَالوا: إنّـها فـن ثقـافـة !! وهي ليست إلاّ عفـن وسخـافـة.
أمّا إن قصدوا بالثّقافة ما يكتسبه المرء من عادات وتقاليد بحكم بيئته، فكيف تتعامل المرأة مع زوجها وكذا الرّجل مع زوجته إن كان يختلفان في الحالة الاجتماعيّة أو في العادات والتّقاليد ؟
فهذا يتّضح من النّقطة الثّانية إن شاء الله.
• النّقطة الثّانية: الكفاءة إن لم تكن واجبةً فهي مستحبّة بشدّة.
ومعنى الكفاءة أن يُكافِئ ويُماثِل أحد الزّوجين الآخر في النّسب، والحالة الاجتماعيّة من الفقر والغنى، والمستوى العلميّ، ونحو ذلك ممّا هو معتبر في كثير من الأعراف.
أمّا الحسب: فكان النّاس - ولا يزالون على ذلك في كثير من الأوساط - لا يزوّجون النّسيبة إلاّ من مثيلها، والنّسيب إلا من مثيلته، حتّى ذهب جمهور أهل الفقهاء إلى اعتبار الكفاءة بالحسب، بل ذهب كثير من الشّافعيّة إلى فسخ نكاح المولى إذا تزوّج عربيّة.
وخالف في ذلك الإمام مالك ورأى أنّ الكفاءة في الحسب لا تُعتبر كما في " الشّرح الصّغير "(2/399) و" بداية المجتهد " (2/16)، وهي رواية عن الإمام أحمد.
وهو الصّواب فإنّ الله أبطل هذا الأمر بقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: من الآية13]، وبقوله صلّى الله عليه وسلّم-فيما رواه مسلم أَنَّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ )).
بل إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-وهو أعلى النّاس نسبا وأعظمهم حسبا-تزوّج صفيّة بنت حُييّ وهي يهوديّة، وزوّج زيدا-وهو مولاه- زينب بنت جحش الأسديّة، ثمّ تزوّجها وهو قرشيّ، وأمر فاطمة بنت قيس القرشيّة أن تنكح أسامة مولاه، وغير ذلك من الأحاديث والآثار.
ولكن يبقى الأمر مستحبّا، وذلك إذا جرى العرف على احتقار بعض الأنساب، وذلك للنّفرة الّتي تقع بين أهل الزّوجة والزّوج، بل وبين الزّوجين مع الأيّام.
أمّا الحالة الاجتماعيّة: فيُستحبّ أن يتزوّج الرّجل امرأة من طبقته، لأنّ ذلك أدْعَى إلى التّفاهم، بخلاف ما لو تزوّج غنيّةً، فإنّها تكون قد اعتادت على نمطٍ معيّن من المعيشة، إذ عاشت مخدومةً لا خادمة، فمع الأيّام تحدُث نفرة كبيرة بينهما بسبب تلك النّقلة غير المألوفة.
بل كلّ من جالسته من فقهاء الشّام كانوا ينصحون بأكثر من ذلك، وهو أن يتزوّج الرّجل امرأةً من بلده، تعرف طباعه وعاداته، وذكروا أنّه من النّادر أن ينجح زواج بين المختلفين بلدا.
أمّا المستوى الثّقافي: فمن المستحبّ أيضا – استحبابا مؤكّدا – أن يتزوّج المتعلّم من متعلّمة مثلِه، وكذا المرأة المتعلّمة تتزوّج من رجل مثلها، وقد تغتفر المفارقة الكبيرة إن كان الرّجل أكثر علما وثقافة من المرأة.
ذلك لأنّ المتعلّم يكون ذو نفسٍ طموحة جدّا، يريد أن تكون زوجته مثله، يفخر بها بين أهله .. يرغب في أن تكون هي السّاعدَ والمساعدَ الأكبر في تعليم الأولاد وتثقيفهم، فإن لم يجد بُغيَته فركها، ونفرت نفسه منها.
وكذا الأمر بالنسبة للمرأة، فإنّها تودّ لو يكون جلّ حديثها إلى زوجها دائرا في محادثات علميّة ثقافيّة .. يساعدها في تعليم أولادها .. تفخَر به بين أهلها وأقربائها ..
وأغلب الأزواج الّذين أعرفهم دون نسائهم في المستوى الثّقافي، إذا تشاجروا، وجدت أنّ الزّوج يشعر بعقدة نقص تُجاه زوجته، ويسوّل له الشّيطان أنّها ترى نفسها أحسن منه ... الخ من وحي الشّيطان الّذي همّه الأوحد هو أن يفرّق بين الزوجين.
ونحن نعلم – بحكم ما درسناه وتعلّمناه – أنّه لا ينبغي أن يكون شيء من ذلك كلّه .. ولكنّه الواقع، وليس له من دافع.
ويأتي الآن الجواب عن سؤالك – وكان لا بدّ من إيضاح تيكما النّقطتين -:
فإنّ المرأة، إن اختلفت عن زوجها في أحد هذه الأمور الّتي تفرضها البيئة، أو المسيرة العلميّة لأحدهما، فإنّه ينبغي لها أن تتنازل وتتواضع، فتُظهِر له دوما أنّه أجلّ منها، وأنّه معلّمها، وأنّها تحمد الله تعالى على أن جمع بينهما، فـ(( مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ ))، وما دامت ولا استمرّت عِشْرَةٌ بين اثنين أبدا إلاّ بتنازل أحدهما عن حقّه.
أمّا أن تؤذيه بأن ترميَه بالجهل، أو الانحطاط في الرّتبة، أو تُعيّرَه بحسبه أو جهته، فربَّ كلمة أجّجت نارا لا تخمد، وحربا لا تُوأَد .. فإنّ الكلام الجارح يزيل المودّة والمحبّة، وصدق من قال:
خـذي العفو منّي تستديمي مودّتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإنّي رأيت الحبّ في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهـب
أمّا الاختلاف في العادات والتّقاليد بحكم الاختلاف الجهويّ: فهذا لا يضرّ، ومن المُشَاهَد على أرض الواقع أنّ المرأة تتنازل عن عاداتها من أجل إرضاء زوجها، وتنشئة الأولاد على ذلك، حتّى لا يحدُث لديهم تعارض واصطدام في التّوجيه

ترياااق
2010-04-29, 21:00
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :كيف يمدح أحد الزّوجين الآخر ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

فلم أفهم السّؤال جيّدا ، وما المقصود بالمدح ؟ وأين الإشكال حتّى نبحث عن كيفيّة مدح الزّوجين أحدهما للآخر ؟
ذلك لأنّ مدح الزّوجين للآخر أمر فِطريّ، ورغّب الشّرع فيه حتّى تدوم المودّة، وتزداد المحبّة، وكما قيل: ( لكَ العين ولها الأذن ).
فالمرأة ينبغي لها أن تسرّ ناظري الزّوج باهتمامها بنفسها وهندامها، وترتيب بيتها، وتحسين طبخها، لأنّ الزّوج يؤثّر فيه كثيرا ما يراه البصر.
وفي المقابل، ينبغي له أن يُكثِر من مدحها وشكرها، ويُطربها بالثّناء عليها وعلى حسن قيامها بشؤونه وشؤون بيته وأولاده، فإنّ المرأة لا تُسرّ بشيء كما تُسرّ بكلمة الثّناء.
أمّا كيف ؟ فالأمر راجع لفطنة كلّ منهما، واختيار الألفاظ المؤثّرة في كلّ منهما، ونحن ننصح بلا تكييف ولا تمثيل.
وما لم يُقدّره الشّرع فإنّ مرجعه إلى العرف والعادة.

ترياااق
2010-04-30, 16:10
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :هل المهر حق للمرأة أم لأهلها ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
المهر من حقّ المرأة بلا خلاف، وهي الّتي تملكه، لقوله تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً} [النساء:4].
والصّدُقات جمع صدُقة، وهو من أسماء المهر، مثل الصِّداق-بالكسر والفتح-، مشتقّ من الصّدق، وسمّي بذلك لأنّه توكيد لأحقّية الاستمتاع بالمرأة، كما سمّيت الزّكاة (صدقة) لأنّها دليل على الإيمان: (( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ )).
ووجه الدّلالة من الآية على أنّ المهر ملكٌ للمرأة من وجوه:
سمّاه ( نِحْلَةً ): والنِّحلة هي العطاء، تقول: نحلت فلانا شيئا أعطيته، فهو هبة وعطيّة من الله تعالى للمرأة.
وقال: ( صدُقاتهنّ ): فأضاف المال إليهنّ.
وقال: ( طِبْن لكم ) أي: أرجعن لكم عن طيب نفس المهرَ أو بعضا منه، ولو لم يكن ملكها لما علّق الأمر برضاها.
وفي المخاطب بهذه الآية قولان:
1- أنّه للأزواج: قاله ابن عبّاس رضي الله عنه، وقتادة، وابن زيد، وابن جريج، أمرهم الله تعالى بأن يتبرّعوا بإعطاء المهور نحلة منهم لأزواجهم.
2-وقيل: الخطاب للأولياء، قاله أبو صالح، وكان الوليّ يأخذ مهر المرأة ولا يعطيها شيئا، فنُهوا عن ذلك، وأمروا أن يدفعوا ذلك إليهنّ.
والصّواب أنّ الخطاب للأزواج.
ويمكن أن يقال: إذا حرُم على الزّوج أن يأخذ المهر وزوجته تحت عصمته وولايته، فمن باب أولى أنّه لا يحلّ لأهلها أخذه وهي قد خرجت عن ولايتهم.
فما شاع في بعض المناطق أنّ الأهل يأخذون مهر البنت، فهو من عمل الجاهليّة، وأكل أموال النّاس بالباطل.

زهرة الجزائر 07
2010-05-07, 01:49
بارك الله فيك على الموضوع
وجزاك الله ما تتمنا

ترياااق
2010-05-07, 18:47
بسـم الله الرحمـن الرحيـم
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..
أما بعـد
http://www.upislam.com/images/jkjzkh4pwicybd6dieo.gif
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :كيف تتصرف الفتاةُ وزوجه اتجاه أهلها الذَين يريدون المهر ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

لا بدّ لمعالجة هذه المشكلة أن يقوم أهل الحلّ والعقد في البلدة بنُصح أهلها، وتذكيرهم بما شرعه الله تعالى في كتابه، ومن قواعد الشّريعة أنّ ( الثّـابـت لا يسـقـط ).
وإن أرادت الفتاة أن تتنازل عن مهرها أو بعضِه، اتّقاء الفتنة واتّقاء القطيعة، فيجوز لها ذلك، لقوله تعالى في الآية السّابق ذكرها: { فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً }.
ولكن إن تنازلت عن مهرها، فليس لها أن تعود في ذلك، لأنّ من قواعد الشّريعة أيضا: ( السّـاقـط لا يعـود ) .

ترياااق
2010-05-08, 17:33
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : كيف ينسق الزوجان معاً لتربية أبنائهما ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
تربية الأولاد وتأديبهم من أجلّ القربات، ومن أشرف المهمّات، فالأولاد وصيّة الله، وفطرة الله، وأمانة الله، من أحسن تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم انتفع بهم في الدّنيا والبرزخ والآخرة.
ومن أضاعهم، وأساء تربيتهم، كان من الفئة الخاسرة { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }.
أمّا كيف ينسّق الوالدان معاً للقيام بهذه الرّسالة، فلا بدّ من:
1- توحيد الإمارة:
أنّ الزّوج بمثابة الأمير، والزّوجة بمثابة الوزير، فلا بدّ أن تخضع المركب إلى ربّان واحدٍ، لأنّه إذا تعارض الرأيان، وتصادم القولان، غرقت المركب.
2- تحقيق الاستشارة: وإذا اعتبر الزّوج زوجته وزيرته، فلا بدّ أن يستشيرها، ويحاورها، كما يستشير الأمير وزيره.
وخاصّة أنّ المرأة هي أقرب جليس للطّفل منذ صِغره، فهي خير من يعلم حاله ومقاله، وتغيّره أو استقراره، فلا ينبغي أن يُهمِل الرّجل رأي زوجته.
3- الحذر من الخصومة أمام الأطفال: فإذا أرادا التّخاصُم، فما عليهما إلاّ أن يبتعِدا عن الأطفال، لأنّ التّشاجر أمامهم يُفقِدهم الثّقة في الوالدين. وإذا فقد الولد الثّقة في والديه طلبها بـ( الخـارج !).
4- الموازنة بين الشّدّة والرّفق: فلو كان كلّ من الوالدين شديدا، لجأ الطّفل إلى الكَبتِ، ويتّخذ عالمه السرّي الخاصّ، ولجأ إلى تصحيح الخطأ بخطأ مثله أو أكبر، والتمس الحنان أيضا في ( الخـارج !).
فلا بدّ أن يكون أحدهما - وغالبا يُطلب ذلك من المرأة - بحرا من الرّفق واللّيونة، حتّى إذا ما أخطأ الطّفل سهُل عليه البوْح بسرّه، والاعتراف بخطئه.
5- يجِب أن يظنّ الطّفل ويعلم أنّ والدته تكتُم عليه، وأنّها لا تُخبِر زوجها بكلّ أخطاء الطّفل، وذلك لأمور:
- حتّى يجِد دائما الدّفء والحماية عند والدته.
- وحتّى يزداد بها ثقةً.
- وحتّى لا يرى نفسه سقط من عين والده، ومعلوم أنّ الطّفل يحبّ أن يُشبِه والده، فإذا صحّح خطأه فلا داعِي لإخبار الوالد.
6- يجب على الزّوج أن يكون كما قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئِل عن العـاقـل ؟ قال: الفَطِـن المتغـافـل.
7- من الأمور المهمّة أن يُربّى الولد من الصّغر على تصحيح خطئه بنفسه، فينبغي أن يجمع هو بنفسه ما كسره، ويُنظّف ما لطّخه، وغير ذلك من الأمور الّتي يقدِر على تصحيحها.
وإن كان الخطأ معنويّا، فمن الوسائل المهمّة في التّربية العقاب بكتابة عهد بألاّ يفعل ذلك مرّة أخرى مائة مرّة أو نحو ذلك، وهي طريقة كانت مجديةً جدّا، فلا ندري ما خبرُها ؟
أمّا أن يلجأ الوالد إلى الضّرب، والصّراخ، ثمّ يُترك الولد دون تصحيح للخطأ، فهذا قد وقع في خطأين، ففاق ولده في عدد الأخطاء.
هذا ما تيسّر لي استحضاره، والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم

ترياااق
2010-05-11, 00:35
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : كيف يتصرّف الزّوجان في حالة الخلاف والشّقاق ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
ينبغي أن يستحضرا:
1- أنّ هذا الخلاف طبيعيّ، فالزّوجان شأنهما شأن كلّ مسلمين متصاحبين، وقد سمّى الله الزّوجة صاحبة، فقال: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}، فإنّه بحكم شدّة القرب، والمعاشرة اليوميّة، وما قد يتأثّر به كلاهما أو أحدهما من هموم الدّنيا ومنغّصاتها، قد يحدُث بينهما شِقاق ونزاع. فلا ينبغي أن يهوّل كلّ منهما من ذلك، .
2- التّحاكم إلى كتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لقوله تعالى:{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ }، ولو تحاكم كلّ مختلفين إلى الحقّ، ورجعا إليه، لزال الخلاف، وساد الائتلاف.
3- الكِتمان: فلا يليق أن يصِل الخلاف والشّقاق إلى أهل الزّوج أو أهل الزّوجة، وذلك لأمرين:
- حتّى لا تتزعزع مكانة أحدهما عند أهل الآخر.
- وحتّى لا يستغلّ من لا يخشَى الله هذا الخلافَ، فيؤجّج ناره، ويزيد أواره.
4- التّطـاوع: حين بَعَث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم معاذَ بنَ جبل وأبا موسَى الأشْعريّ رضي الله عنهما قـال: ( تَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا )، ومعنى التّطاوع: هو أن يقابل كلّ منهما عَرْضَ الآخر واقتراحَه بالقَبول، لا كما هو حال كثير من النّاس، مبنى حياته على المخالفة.
5- كونـي من نساء أهل الجنّة: فقد روى الطّبراني عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أَلَا أُخْبِرِكُمْ بِنِسَائِكُمْ فِي الْجَنَّةِ ؟ )). قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولُ اللَّهِ ! قَالَ: (( كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا أَوْ غَضِبَ زَوْجُهَا قَالَتْ: هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ لاَ أَكْتَحِلُ بِغَمْضٍ حَتَّى تَرْضَى )).
والله أعلم

ترياااق
2010-05-11, 16:40
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : كيف تتصرف المرأة إذا كان زوجها بخيلا، أو عنيدا، أو عنيفاً ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

إنّ كثيرا من الطّباع من الصّعب – وليس من المستحيل – التغلّب على النّفس لإزالتها، والبُعد عن زلاّتها، لذلك يُعدّ من عظيم الجهاد، صبر المرأة على زوج له مثل هذه الطّباع.
وعليها بما يلي:
1- الدّعـاء: وليس ثمّة أذهب لسوء الطّباع من الدّعاء، ذلك لأنّه:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:178].
وفي مسند الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )). قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ.
ومن طِباع النّساء مثلا شـدّة الغـيـرة، فيوم خطَبَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّ سلمة رضي الله عنها، قالت: إِنَّ لِي بِنْتًا، وَأَنَا غَيُورٌ ". فَقَالَ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ))..
2- الصّبرُ: فـ( مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ عَطَاءً أَفْضَلَ وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ )). ولقد بُلِيَت أمّهاتنا – وكُنّ أمّيات لا علم لهنّ بشرعٍ ولا شيء -، وضربْنَ أرْوَع المُثُل في الصّبر. فالمتعلّمة والقارئة لفضل الصّبر والصّابرات ينبغي أن تكون أكثر صبرا.
3- الموقف من البخل إلى جانب ما ذكرناه:
أ‌) أن تسأل الله الّذي لها، وتؤدّي الحقّ الّذي عليها.
ب‌) إن قصّر في الكماليّات فلا سبيل لها عليه، وإن فرّط في الواجبات فتأخذ ما يكفيها هي وبنيها بالمعروف.
4- الموقف من عناد الزّوج وعنفه إلى جانب ما ذكرناه:
أ‌) ألاّ تُجاَدله، فجدال المرأة للرّجل العادي الطّباع، يثير غضبه ويثير لهبه، فكيف بالعنيف والعنيد.
ب‌) إن أرادت مخالفته لرأيه، فلتُخالفه وقت هدوئه وانبساطه إليها، فتطرح عرضها بألطف عبارة وأحسن إشارة.
تنبيه مهمّ جدّا: ( العبِرة بالبداية )..
قد يتعجّب الكثيرون من هذه الكلمة ! كيف تكون العبرة بالبداية، والجميع يعلم أنّ العبرة بالخاتمة ؟!
فأقول لك: لا تعجب، فأنا لا أقصد المصير إلى الله، وخروجه من دنياه على أخراه ..
إنّما أقصد أوّل أيّام الحياة الزّوجيّة ..
فكلّ من حرِص على أن يكون بينه وبين زوجته مجلس علم ومذاكرة، فيجعلا مجلسين أو أكثر في الأسبوع يتذاكران فيه كتابا في التّوحيد، ثمّ في التّزكية، أو سير السّلف الصّالح، أو الفقه، أو شرح أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو غير ذلك .. من حرِص على ذلك أوّل الأيّام، ولم يـنـقـطـعـا عن ذلك، فإنّهما يسهُل يجنيَان أعظم الثّمرات، وأشهى الطيّبات، من ذلك:
1- القدرة على الحوار – وانعدامه من أجلّ المشكلات لدى كثير من الأزواج -، فبمدارستهما يتعوّدا على الحوار والمناقشة، ويتعوّد الرّجل على قبول مطارحات الزّوجة وأفكارها.
2- التّقدير والاحترام- ما يُسمّى عندنا بـ( القْـدَر )-، فإنّ المرأة عند ذلك تحترم الرّجل لأنّها ترى فيه المعلّم والموجّه، فمهما أخطأ في حقّها ذاب كلّ ذلك في بحر منّته وفضله عليها. وكذلك هو يحترمها لأنّه لا يريد أن يخالف ما يأمرها به ويعلّمها إيّاه.
فمن سار على هذا النّهج من أوّل أيّامه، استطاع أن يأخذ بزمام السّعادة الزّوجيّة المنشودة.
ولكنّ أكثر الأزواج ابتعدْن عن ذلك في الأيّام الأولى فوجدوا صعوبة في فعله، ورأوه أنّه موقف ضعف !! وأنّه لفرط العيوب الّتي رأتها منه المرأة لا يستطيع أن يعلّمها !! وغير ذلك ممّا يوحي به الشّيطان إليه.
ولكن .. تذكّر أيّها الزّوج: ( ما أنزل الله من داء إلاّ وأنزل له الدّواء، إلاّ السّام- وهو الموت- )

abou wassim
2010-05-17, 11:50
بارك الله فيك على الموضوع

ترياااق
2010-07-02, 17:38
وفيك بارك الله أخي أبو وسيم

ترياااق
2010-07-02, 17:41
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال:كيف تبنى الثقة بين الزوجين ويحافظا عليها؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ الثّقة في الخطاب الشّرعيّ هي " حسن الظنّ بالآخر "، وهي أعظم دعائم وأركان دوام العِسرة الحسنة بين الزّوجين.
فكيف تُبنى الثّقة ؟ وكيف يُحافَظ علها ؟ فذلك يتمّ بأمور:
1- بمعرفة حكم ثقة كلٍّ منهما في الآخر: لأنّ المسلم يُصلِح البناء ويرأب الصّدع إذا علِم حكم الله في ذلك.
فإذا كان ظاهر كلّ من الزّوجين الخير والصّلاح، فلا بدّ أن يعلم الزّوج، وتعلم الزّوجة أنّ مجرّد الظنّ السّيئ بالآخر قد حرّمه الله، ويجب على العبد دفعُه ما أمكن.
فإن تكلّم به اشتدّت حرمته وعظمت، لذلك قال تعالى وهو يسدّ الطّريق إلى ذلك:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}، وذلك لقبح سوء الظنّ وقُبح آثاره على النّفس والجماعة.
2- بالنّظر إلى سوء عاقبة انعدام الثّقة:
قال العلماء: ( سوء الظنّ مفتاح كلّ شرّ، ومغلاق لكلّ خير )، وذلك لما يلي:
* فهو يقود إلى التجسّس، والتجسّس يقود إلى الغيبة، وكلّ ذلك يجرّ إلى العداوة والبغضاء والاختلاف والتّدابر، لذلك قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}.
فحذّر من سوء الظنّ، ثمّ من التجسّس لأنّ الأوّل طريق الثّاني.
* وأنّه مفتاح إلى اتّهام النّاس بالباطل، وحادثة الإفك خير مثال على ذلك، فأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أصفى النّساء سريرة، وأنقاهم خلقا وسيرة، تخلّفت عن القافلة، ورآها صفوان بن المعطّل رضي الله عنه، وهو من أتقى الرّجال، فكان الواجب أن يُحْسَنَ بهما الظنّ، ولكنّ المنافقين ومن وقع في حبائلهم أساءوا الظنّ فزلزلت المدينة بالإفك زلزالا شديدا، قال تعالى:{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)}[النّور].
* وجعله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكذب الحديث.
* أنّه يَحْرُم العبد من كثير من الخير، فيحرمه من العيش في السّكينة والطّمأنينة، فيبقى ينظر إلى من حوله نظرة عداء، جاء في " بهجة المجالس ": قيل لبعض العلماء:من أسوأ النّاس حالا ؟ قال: من لم يثق بأحد لسوء ظنّه، ولم يثق به أحدٌ لسوء فعله ".
3- [B]اتّقاء مواطن التُّهَم:
فينبغي لكلّ من الزّوجين أن يتّقِي مواطن التّهم، فإنّ القلوب ضعيفة، والشّبهات خطّافة. وإذا أحسّ أحدهما أنّه أتى بشبهة، فعليه أن يطرحها على الآخر بصراحة متناهية، كما فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم كان مع زوجه صفيّة، ومرّ عليه صحابيّان، فقَالَ لَهُمَا:
(( تَعَالَيَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ )) قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا )).
وفي الصّحيحين أيضا عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( مَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ )).
فلا يليق أن يُلقِي أحد الزّوجين بنفسه في شبهة، ثمّ لا يبيّن وجه الحقّ فيها، ثمّ يقول للآخر: أين الثّقة ؟ أين حسن الظنّ ؟
فهذا خطأ، لأنّه هو من عرّض نفسه للتّهمة، فلا يلومنّ إلاّ نفسه.
والله تعالى أعلم، وأعزّ وأكرم

أميرة الشوق
2010-07-02, 17:48
شكرا لك أختي ترياق إنهام ن أجمل الدورات التي قام بها الشيخ و قد حضرتها و الآن طبع جزءا منها تشكرين.

ترياااق
2010-07-03, 13:58
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال:كيف يتعامل كل طرف مع الغيرة الزّوجيّة ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
الغيرة نوعان:
1) النّوع الأوّل: غيرة مشروعة محمودة.
وهي الّتي تحمِل الزّوج على حبّ زوجته، والزّوجة على حبّ زوجها، ولولا الغيرةُ ما تحرّكت القلوب ولا الجوارح، وما حُرِست الدّيار، ولا حُمِيت الذّمار، كما قال ابن القيّم رحمه الله:" إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبّة, بل ترحّل الدّين كلّه ".
وذمّ الله تعالى من خلا قلبه من هذه الصّفة، فقد روى النّسائي وغيره عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ: العَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجُلَةُ النِّسَاءِ )).
في رواية قَالُوا: فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ: (( الَّذِي لاَ يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ )).
ومن أنفس ما حفظه لنا علماؤنا قصّة تكتب بماء الذّهب-وقد ذكرها ابن الجوزي في " المنتظم "، وابن كثير في " البداية والنّهاية "- في أحداث 686 هـ:
جرت لامرأة اختصمت مع زوجها إلى قاضي الرّي، ادّعت على زوجها صداقا قدره 500 دينار، وقالت: ما سلّمه لي أبدا. فأنكر الزّوج، فجاء الشّهود الّذين حضروا مجلس العقد، فقال الشّهود: " نريد أن تُظهر لنا وجهها حتّى نعلم أنّها الزّوجة "..
ومن المقرّر أنّ هذا من المواطن التي أباح الله فيها النّظر إلى المرأة، إذ لا يخفى عليكم أن نظر الرجل إلى المرأة محرّم إلاّ في مواطن ضيّقة كالخِطبة والمعاملة كبيع وإجارة، وفي الشهادة كما في قصّتنا هذه .. لكن ..
لمّا سمع الزّوج ذلك صرخ .. صرخ وقال:" لا تفعلوا هي صادقة فيما تدّعيه ".
إنّه يريد صيانة زوجته من أن يراها الرّجال ..
فلمّا رأت الزّوجة ذلك منه، وأنّه ما أقرّ إلاّ ليصون وجهها، قالت:" هو في حِلٍّ من صداقي في الدّنيا والآخرة "..
لذلك قال ابن الجوزيّ رحمه الله قبل أن يذكرها: " ومن عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السّنة .." ثمّ روى القصّة بسنده. ولذلك قال قاضي الريّ: "اكتبوها في مكارم الأخلاق ".
2) النّوع الثّاني: غيرة ممنوعة مذمومة.
وهي الّتي يصحبُها سوء الظنّ، والتجسّس، والاتّهام بالباطل، فهذه من الشّيطان، يريد أن يفرّق بين المرء وزوجه، فقد روى أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَقُولُ: (( مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ: فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ )). أي: الغيرة المحمودة إن كانت هناك شبهة كما ذكرنا في الجواب عن السّؤال السّابق، والمذمومة إن لم يكن ثمّة ما يدعو إليها.
فكيف يتعامل الزّوجان تجاه هذه الغيرة، فعليهما بـ:
أ‌) الدّعاء: فقد روى الإمام أحمد-وهو في صحيح مسلم بألفاظ أخرى- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم فَخَطَبَنِي ... فَقُلْتُ: إِنَّ لِي بِنْتًا، وَأَنَا غَيُورٌ ؟. فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ))..
ب‌) حسن الظنّ - كما سبق تفصيله في الجواب عن السّؤال السّابق-.
ت‌) حمل النّفس على تقبّل الغيرة: فإنّ الغيرة طبعٌ، وإذا اشتدّت فينبغي توطين النّفس على قبولها، لأنّ الشّدة تقابل باللّين، والنّار تقابل بالماء، وما على الأزواج إلاّ أن يقرءوا قصص أمّهات المؤمنين وغيرتهنّ على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
بل إنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها دعت على نفسها بالموت !! روى البخاري عنها أنّها رضي الله عنه ( رَكِبَتْ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ، وَتَقُولُ: " يَا رَبِّ ! سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي ".
ث‌) إظهار المشاعر:
فلا بدّ في هذه الحالة أن يزيد كلّ منهما من إظهار مشاعر المودّة ومحبّة والإعجاب تجاه الآخر، فإنّ ذلك ممّا يُطفِئ بشدّة نار الغيرة، ويخفّف من لهيبها, ولكنّ أغلب البيوت اليوم لا تعاني من فقر الدم، بقدر ما تعاني من فقر المشاعر.
نسأل الله التّوفيق والهداية

ترياااق
2010-07-06, 11:08
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال:ما هي أفضل أوقات الحوار بين الزّوجين ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب

* فإنّ الحوار بين الزّوجين من متطلّبات الحياة اليوميّة، ليس له وقتٌ معيّن، فمتى دعت الحاجة إلى النّقاش والمحاورة وتبادل الأفكار، والتّشاور، فذلك وقته.
* لكن، ربّما حدث طارئ مهمّ، يحتاج إلى إعمال الفكر، وهدوء النّفس، فهنا يكون أحسن وقت للحِوار، الوقت الّذي يكون فيه كل من الزّوجين قد خلا ذهنهما من المشاغل اليوميّة.
ولتَحْذر المرأة من الخوض في المسائل الكبار والزّوج تعِبٌ يريد النّوم، أو جائع، فإنّ ذهاب النّوم ملهبة، ودوام الجوع مغضبة.
* وتذكّروا أنّنا ذكرنا فيما سبق من الإجابات عن هذه الأسئلة، أنّه ينبغي أن يجعل الزّوجان ساعة أو أقلّ من ذلك، يتدارسان فيها كتابا نافعا، كتفسير كتاب الله، أو شرح أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو دراسة كتاب في العلوم الشّرعيّة، فإنّ تبادل المعارف في العلوم الشّرعيّة، يفتح الطّريق إلى الخوض في نقاط مهمّة تتعلّق بحياة الزّوجين.
والله أعلم.

ترياااق
2010-07-06, 22:29
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال : ما هي أهم وسائل حسن الاختيار ؟
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجـــواب
أرجو كلمة إلى نساء الإسلام ليعرفن مدى الدّور المهم المنوط بهنّ في الزّواج الإسلاميّ السّعيد.
• الجواب:
فالحديث إلى النّساء حديث يطول، ويحتاج إلى غيري ممّن يُحسِن الكلام فيصول ويجول، فنسأل الله الإعانة والتّوفيق.
الحديث إلى من يقال عنهنّ: إنّهنّ نصف المجتمع، والحقّ أنّها تربّي النّصف الآخر، فهي المجتمع كلّه:
إن كنت أمّا فأنت المربّية للأجيال، وأنت الصّانعة للأبطال
وإن كنت بنتا فأنت صـرح تعلّـق عليه كـلّ الآمـال
وقد أنـزل الله فيـك قرآنا يُـتلـى إلـى يـوم المـآل
وإن كنت زوجة فأنت السّكن... وأنت الفيئ والظّـلال
أمّا الزّوجة .. فنقول لها: كوني لزوجك خـيـر لـبـاس ..
فقد شبّه الله تبارك وتعالى المرأة باللّباس: فقال:{ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ }، لماذا ؟
• أوّلا: لأنّ من طبيعة المرأة أن تعتني بلباسها:
فكذلك زوجها، عليها أن تخدمه خدمة الأمة لسيّدها .. وقد قالت الأمّ الصّالحة لابنتها وهي تعِظُها ليلة زفافها: ( كونِي له أمةً، يكُنْ لكِ عبدا ).
• ثانيا: أنّ اللّباس ساتر للعورة:
فينبغي للمرأة أن لا تكشف سرّ زوجها، ولا تحدّث به أحدا من أهلها، لأنّ ذلك يُنزل من مقامه في نظرهم، ويثير العداوة بينه وبينهم، ومن وصايا تلك المرأة الصّالحة أيضا لابنتها:" لا تفشي لـه سراً، ولا تعصي لـه أمراً، فإنك إنْ أفشيت سرّه، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره ".
• ثالثا: لأنّ اللّباس زينة، فينبغي للمرأة أن تُزيّن حياة زوجها، لأنّها لباسه، وقد كان أحد السّلف كلّما دخل بيته قال:" ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله " فسئل عن ذلك ؟ فقال: ألم يقل الله تعالى:{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } ؟ قيل: بلى. قال: فإنّ زوجتي جعلت بيتِي جنّة !!!!
• رابعا: أنّ اللّباس مصدر الدّفء، فينبغي للمرأة أن تكون مصدر دفء الرّجل، وهو ما تحقّقه له من السّكينة والطّمأنينة، وصدق من قال: لا يُسمّى البيت مسكناً حتّى تدخله الزّوجة. لأنّ السّكن من السّكينة.
• خامسا: ولأنّ اللّباس أقرب شيء إلى العبد، فكذلك المرأة، لا بدّ أن تعمل لأن تكون أقرب النّاس إليه، يقاسمها سرّه، ويشاطرها أمره، وقد سمّاها الله في القرآن ( صاحبة )، فعليها أن تُحسِن الصّحبة.
الشّــاهـــد .. أنّ المرأة إذا أقبلت على الحياة الزّوجيّة، فينبغي لها أن تستعدّ إلى أنّها ستحمل عِبئا كبيرا، وأمرا عظيما، وكثيرا ما أشبّهها بسـائـق السـيّارة .. فالسّائق لا ينظر أمامه فحسب، ولكنّه ينظر أيضا خلفه وعن يمبنه وشماله، وإلى مؤشّر الحرارة، ومؤشّر البنزين، وغير ذلك.
ورضي الله عن تلك الصّحابيّة الّتي عرفت قدرها .. فقد روى البزّار بإسناد جيِّد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ بِابْنَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي هَذِهِ أَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ، فَقَالَ لهَاَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( أَطِيعِي أَبَاكِ )).
فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَوْجَ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ قَالَ:
(( حَقُّ الزَوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةً فَلَحَسَتْهَا أَوْ اِنْتَثَرَ مَنْخِرَاهُ صَدِيدًا أو دَمًا ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ )).
قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا !
فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لاَ تُنْكِحُوهُنَّ إِلاَّ بِإِذْنِّهِنَّ )).
[وهو في " صحيح التّرغيب والتّرهيب " (1934)].
ولكن، لا بدّ أن لا يغفل الرّجل عن الشّطر الثّاني لآية، فقد قال تعالى:{ وأَنْتَمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }،

والله الموفّق.

faiza0986
2010-07-07, 22:40
اريد طرح سؤال في الحقيقة يخصني وعلاقتي مع خطيبي قبل خطبتي كان مصلي ولا يصر كثيرا على مكالمتي عبر الهاتف كان غير عنيف معي لكن بعد شهر من الخطبة اصبح لا يصلي و يريد الكلام معي في كل وقت وانا لا اريد كثرة الكلام والشئ الذي لا احتمله هو ترك الصلاة وعندما اصارحه بهاذا يقول لي هذا من خصوصياتي لا دخل لكي فيما يخص صلاتي و عن الهاتف عندما لا اريد كثرة الكلام يقولي كرهتيني و لا تستطيعي تحملي مع اني و الله العظيم اريد ان اكون حلاله اليوم قبل الغد ارشدوني ارجوكم اريد اقناعه لشرع ربنا

صيد الصيد
2010-07-08, 12:46
جزكم الله خيرا

ترياااق
2010-08-24, 02:36
http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
سؤال :قوله تعالى:{ وَأُحْضِرَتْ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }، وردت هذه الآية في ذكر الصلح بين الزّوجين، فما المقصود بالشح في هذه الآية ؟


http://up2.m5zn.com/photo/2009/2/25/01/0wp95cacn.gif/gif
الجواب:
ممّا يعتبر من أحكام النّساء الّتي يسأل عنها هو حكم المرأة التي تكون تحت رجل يبغضها، أو تظنّ أنّه يبغضها، فقال تعالى في أوّل سورة ( النّساء ):{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: من الآية19]، وهذا أمر للزّوج بالإحسان.
فإذا أراد المفارقة ولم ترض المرأة بها، فما الحكم ؟
نزل لعلاج ذلك قوله تعالى:{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ }.
والمراد بالصّلح:
هو أن تُصالح المرأة زوجها على أنّه إن أبغضها، فلا يطلّقها، وتتنازل عن نفقتها، أو تتنازل للزّوجة الأخرى عن أيّامها.
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:{ وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}: هِيَ الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، تَقُولُ لَهُ: أَمْسِكْنِي وَلَا تُطَلِّقْنِي ثُمَّ تَزَوَّجْ غَيْرِي، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.
فقوله تعالى:{ وَأُحْضِرَتْ الأَنْفُسُ الشُحَّ }: وهذه جملة معترضة، يريد الله من خلالها أن يُذكّر كلاّ من الزّوجين أنّ مبنى الحقوق على المشاحّة، وكلّ نفس تدعو صاحبها إلى الشحّ - وهو غاية البخل -، فينبغي إخضاعها إلى المسامحة.
ولمّا كان هذا الخلق قبيحا في نفسه لم يُسنِده الله إلى نفسه، فالّذي أحضره هو الشّيطان الّذي لا يسعد بمثل ما يسعد عند افتراق الزّوجين.
والشحّ الواقع سببه أنّ كلاّ من الخصمين يريد أن يُبقِي لنفسه بعض الحظوظ. فليس من السّهل أن تتنازل المرأة عن بعض أيّامها لضرّتها، أو أن تتنازل عن نفقتها ليبقى معها زوجها.
ونظير ذلك: تذكير الله تعالى للزّوجين حال الطّلاق بأنّ الرّزق من عنده، فما عليهما إلاّ أن يخافا الله في أمره، فقال تعالى في سورة ( الطّلاق ):
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }.
{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }.
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }.
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }.
حتّى قال:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }.
كلّ ذلك، لأنّ مقاطع الحقوق، يصحبها كثير من العصيان والعقوق، فذكّر الله تعالى بالخوف منه، والعمل بطاعته.
والله أعلم.

n@im@
2010-10-23, 17:33
باااارك الله فيك جزيت الفردوس الاعل أخي

طرح جد مميز