المعزلدين الله
2010-03-20, 02:05
أساليب ابادة الشعوب المشاغبة
أساليب ابادة الشعوب المشاغبة
هيفاء زنكنة
3/20/2010
http://www.alquds.co.uk/today/19qpt78.jpg
اخبرتني الصحافية البريطانية جولي فلنت، صاحبة التقارير المعروفة في صحف 'الغارديان' و'الاوبزرفر' و'الاندبندنت'، بانها وعدت النحاتة العراقية الراحلة نهى الراضي، بان تبحث وتكتب وتحاول كسر حاجز الصمت العالمي المحيط باستخدام اليورانيوم المنضب ضد الشعب العراقي.
وقد ماتت نهى في بيروت وهي تؤكد حتى النفس الاخير بان سبب اصابتها بسرطان نادر المثيل، كما غيرها من العراقيين، هو اليورانيوم المنضب والتلوث الذي نتج عنه و'القصف الذي سمم كل شيء' حسب تعبيرها. وقامت الصحافية البريطانية، وفاء بوعدها، باجراء لقاءات مع ثلاثة من اكبر العلماء المختصين في بريطانيا حول الموضوع، وحسبما اخبرتني ' قضيت ساعات معهم للتأكد من كل كلمة ومعلومة عن الموضوع، وهو موضوع موثق تماما'، غير ان صحيفة 'الغارديان' لم تنشر الموضوع. تقول جولي بان نهى تحدثت عن اقامة دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة، على الرغم من علمها بانها مهمة شبه مستحيلة، فبعد 43 عاما من رش الطائرات الحربية الامريكية جنوب فيتنام بالسموم القاتلة، واصابة السكان بالامراض الغريبة وولادة الاطفال المشوهين لا تزال الادارة الامريكية تنكر بان السموم سببت ذلك. وفشلت كل المحاولات لمقاضاة الحكومة الامريكية.
وتقوم مجموعات حقوقية عراقية وامريكية واوروبية، منذ منتصف التسعينات وحتى الآن، بالمطالبة باجراء تحقيق في استخدام اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض وغيرهما فضلا عن تحديد المواقع بدقة لحماية السكان من التأثير القاتل بعيد المدى ( يستمر تأثير اليورانيوم الاشعاعي وكونه معدنا ساما ثقيلا على مدى مئات السنين باقل التخمينات). ومن المعروف ان شركة التطبيقات العلمية الدولية 'سياك'، المكلفة من قبل البنتاغون بكتابة تقرير حول استخدام اليورانيوم المنضب، كانت قبل شهور فقط من حرب عام 1991، قد حذرت من أن 'الآثار القريبة المدى للجرعات العالية يمكن ان تؤدي الى الوفاة، في حين أن الآثار الطويلة الأجل للجرعات الصغيرة من المحتمل ان تؤدي الى الاصابة بالسرطان. 'غير ان الادارة الامريكية لم تعمم التقرير في حينه، واستمرت هي والحكومة البريطانية برفض اجراء اي تحقيق مستقل وذلك دفعا لتحمل المسؤولية وما ينتج عن ذلك من وجوب تنظيف البيئة (تتجاوز التكلفة مليارات الدولارات) ودفع التعويضات للمرضى والمشوهين والقتلى.
وقد حظت جريمة استخدام الاسلحة وتأثيرها المدمر على الناس والبيئة، اخيرا، ببعض الاهتمام الاعلامي اثر بث قناة سكاي نيوز تحقيقا عن تزايد اعداد ولادة الاطفال المشوهين في الفلوجة وقد تلا التقرير نشر صحيفة الغارديان البريطانية لتقرير يبحث الموضع ذاته، مما دفع الصحافي جون سمبسون، من البي بي سي، الى زيارة الفلوجة وتقديم تقرير مماثل. حيث أكد عاملون في المجال الطبي العراقي شكوكهم بمسؤولية الولايات المتحدة لاستخدامها مواد سامة في أسلحتها. وتم ذكر اليورانيوم المنضب في التقرير وان ركز بالدرجة الاولى على استخدام الفسفور الابيض.
وقد سارع متحدث باسم الجيش الامريكي الى الانكار والقول بانه: 'لا توجد دراسات حتى الان تشير الى ان القضايا البيئية تؤدي الى مشكلات صحية معينة. 'وحسب تعليق منظمة 'التحالف العالمي لمنع اليورانيوم المنضب'، لم ينكر المتحدث استخدام أسلحة اليورانيوم. ومع ذلك، وعلى الرغم من تقديم العديد من طلبات الحصول على المعلومات، لا يزال الجيش الامريكي يرفض الكشف عن مقدار ما اطلق من عتاد اليورانيوم في الفلوجة، كما رفض الكشف عن مقدار واماكن ما اطلقه في ارجاء أخرى من البلاد. لا غرابة، اذن، ان يصبح من المستحيل تقريبا دراسة إذا كانت هذه المشاكل الصحية مرتبطة بالتعرض لأسلحة اليورانيوم.
غير ان تقرير البي بي سي، كونه صادرا من مؤسسة بريطانية رسمية، أدى الى تفعيل المطالبة باجراء تحقيق حول استخدام اليورانيوم وغيره، كما قام عدد من اعضاء البرلمان البريطاني من حزب العمال، والحزب الليبرالي الديمقراطي والمستقلين بتقديم طلب لمناقشة موضوع ولادة الاطفال المشوهين في الفلوجة وتوجيه الاتهام الى القوات الامريكية لانتهاكها الفظيع لحقوق الانسان. وقد جاء في نص الطلب رقم 1020 'ان البرلمان ينظر بقلق الى ما اشار اليه مراسل البي البي سي جون سيمبسون، عن وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين ولدوا بعيوب خلقية خطيرة في بلدة الفلوجة العراقية، كما يلاحظ أن التقرير يذكر بان عدد المولودين بعيوب خلقية في القلب هو 13 أضعاف معدل الموجود في أوروبا، وأن هناك اطفالا ولدوا بلا اطراف أو مشوهين او مصابين بالشلل أو عطب الدماغ، وان مسؤولين في المدينة حذروا النساء من انجاب الاطفال؛ كما يلاحظ بأنه، خلال الهجوم الامريكي على الفلوجة، تم استخدام الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، كما انه وبعد انتهاء القتال تم دفع ركام المباني المهدمة إلى النهر، ملوثة إمدادات المياه؛ يلاحظ أيضا أنه لم يتم اجراء تحقيق مستقل مناسب من قبل خبراء طبيين لتحديد سبب هذه العيوب الخلقية، ونعتبر أن هذا نتيجة الفعل العسكرى الامريكى مما يجعله انتهاكا فظيعا لحقوق الإنسان'. ويعتبر تقديم الطلب للنقاش في البرلمان البريطاني خطوة ايجابية، حتى اذا لم تتم مناقشة الموضوع، لانه سينبه الرأي العام البريطاني وغيره الى جريمة ابادة بحق شعب بكامله. وهي جريمة تحاول وزارة الدفاع البريطانية والامريكية تغييبها بكل الطرق الممكنة. وتتم الابادة اليومية المستمرة للتخلص من ابناء الشعب بمساعدة وكلاء الاحتلال من الساسة العراقيين ونواب البرلمان السابق واللاحق الصامتين (تذكروا بان اياد علاوي كان وكيل المحتل اثناء مجزرة الفلوجة) وكأن غبار الموت البطيء المتناثر مع كل هبة ريح في ارجاء البلاد شمالا وجنوبا، سيستهدف ابناء طائفة دون غيرها او اطفال عرق دون غيره.
هنا اجد ان من حق الكثيرين، وأنا منهم، أن يعتقدوا أن غبار الموت البطيء في العراق وسواه أمر يتم التغاضي عنه عالميا عن عمد، بل التعويل عليه من قبل الجهات العنصرية في الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والصهاينة. فالمعروف أن امريكا هي الان الدولة الاكثر انتهاكا للقانون الدولي، وصاحبة اطلاق اكبر عدد من الفيتو في مجلس الأمن لحماية ربيبها المحتل الصهيوني . وهي، وهنا مكمن الخطورة الحقيقية، الدولة التي لا تتورع عن استخدام الاسلحة، على اختلاف انواعها، لتفريغ مناطق من العالم من السكان المناوئين لسياستها، وبمرأى من العالم وتحت غطاء الشرعية الدولية كما فعلت في العراق حين استخدمت، فضلا عن المعروف من الاسلحة، أسلحة ذات تأثير قاتل على المدنيين بعد انتهاء الحرب، كما هو اليورانيوم المنضب (منذ 1991 وحتى 2006) والفسفور الابيض (كما في الفلوجة 2004 و2005) فضلا عن تجربة انواع جديدة من النابالم المتطور والقنابل الحرارية (في 2003 والفلوجة 2004).
بل انها، ايضا، امريكا سوق السلاح، مالكة ترسانة آلة الحرب الاكبر في العالم، مشرعنة التعذيب والغزو ودمقرطة البلدان بالصدمة والترويع. انها المسؤولة عن شن ما يزيد على الاربعين حربا وغزوا والمساهمة في اسقاط نظم ديمقراطية حقيقية منذ عام 1945 وحتى اليوم. وهي صاحبة القواعد العسكرية المتناثرة كالبثور على وجوه بلدان العالم من اليابان الى دول الخليج مرورا بالعراق، الدولة الاحدث في احتضان القواعد العسكرية الامريكية. فلماذا نستغرب أن لا تسير هذه الدولة، تحت حجة 'لا توجد دراسات 'في درب أستخدام أسلحة الدمار الشامل البطيئة، سواء للتخلص من نفاياتها النووية، أو لتمويل إقتصادها العسكري، أو حتى للابادة الجماعية لأمم صعبة المراس لا يتلاءم وجودها مع 'ما ينبغي أن يكون'؟ ولماذا لا يعي المعترضون الذين ما زالت لديهم الثقة بالحضارة الأمريكية، بدون تمييز طالحها من صالحها، أن هذا يتماشى تماما مع أهم جوانب العنصرية، امريكية كانت أم ألمانية أم صهيونية، بأن الآخرين أقل من مستوى البشر؟
أساليب ابادة الشعوب المشاغبة
هيفاء زنكنة
3/20/2010
http://www.alquds.co.uk/today/19qpt78.jpg
اخبرتني الصحافية البريطانية جولي فلنت، صاحبة التقارير المعروفة في صحف 'الغارديان' و'الاوبزرفر' و'الاندبندنت'، بانها وعدت النحاتة العراقية الراحلة نهى الراضي، بان تبحث وتكتب وتحاول كسر حاجز الصمت العالمي المحيط باستخدام اليورانيوم المنضب ضد الشعب العراقي.
وقد ماتت نهى في بيروت وهي تؤكد حتى النفس الاخير بان سبب اصابتها بسرطان نادر المثيل، كما غيرها من العراقيين، هو اليورانيوم المنضب والتلوث الذي نتج عنه و'القصف الذي سمم كل شيء' حسب تعبيرها. وقامت الصحافية البريطانية، وفاء بوعدها، باجراء لقاءات مع ثلاثة من اكبر العلماء المختصين في بريطانيا حول الموضوع، وحسبما اخبرتني ' قضيت ساعات معهم للتأكد من كل كلمة ومعلومة عن الموضوع، وهو موضوع موثق تماما'، غير ان صحيفة 'الغارديان' لم تنشر الموضوع. تقول جولي بان نهى تحدثت عن اقامة دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة، على الرغم من علمها بانها مهمة شبه مستحيلة، فبعد 43 عاما من رش الطائرات الحربية الامريكية جنوب فيتنام بالسموم القاتلة، واصابة السكان بالامراض الغريبة وولادة الاطفال المشوهين لا تزال الادارة الامريكية تنكر بان السموم سببت ذلك. وفشلت كل المحاولات لمقاضاة الحكومة الامريكية.
وتقوم مجموعات حقوقية عراقية وامريكية واوروبية، منذ منتصف التسعينات وحتى الآن، بالمطالبة باجراء تحقيق في استخدام اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض وغيرهما فضلا عن تحديد المواقع بدقة لحماية السكان من التأثير القاتل بعيد المدى ( يستمر تأثير اليورانيوم الاشعاعي وكونه معدنا ساما ثقيلا على مدى مئات السنين باقل التخمينات). ومن المعروف ان شركة التطبيقات العلمية الدولية 'سياك'، المكلفة من قبل البنتاغون بكتابة تقرير حول استخدام اليورانيوم المنضب، كانت قبل شهور فقط من حرب عام 1991، قد حذرت من أن 'الآثار القريبة المدى للجرعات العالية يمكن ان تؤدي الى الوفاة، في حين أن الآثار الطويلة الأجل للجرعات الصغيرة من المحتمل ان تؤدي الى الاصابة بالسرطان. 'غير ان الادارة الامريكية لم تعمم التقرير في حينه، واستمرت هي والحكومة البريطانية برفض اجراء اي تحقيق مستقل وذلك دفعا لتحمل المسؤولية وما ينتج عن ذلك من وجوب تنظيف البيئة (تتجاوز التكلفة مليارات الدولارات) ودفع التعويضات للمرضى والمشوهين والقتلى.
وقد حظت جريمة استخدام الاسلحة وتأثيرها المدمر على الناس والبيئة، اخيرا، ببعض الاهتمام الاعلامي اثر بث قناة سكاي نيوز تحقيقا عن تزايد اعداد ولادة الاطفال المشوهين في الفلوجة وقد تلا التقرير نشر صحيفة الغارديان البريطانية لتقرير يبحث الموضع ذاته، مما دفع الصحافي جون سمبسون، من البي بي سي، الى زيارة الفلوجة وتقديم تقرير مماثل. حيث أكد عاملون في المجال الطبي العراقي شكوكهم بمسؤولية الولايات المتحدة لاستخدامها مواد سامة في أسلحتها. وتم ذكر اليورانيوم المنضب في التقرير وان ركز بالدرجة الاولى على استخدام الفسفور الابيض.
وقد سارع متحدث باسم الجيش الامريكي الى الانكار والقول بانه: 'لا توجد دراسات حتى الان تشير الى ان القضايا البيئية تؤدي الى مشكلات صحية معينة. 'وحسب تعليق منظمة 'التحالف العالمي لمنع اليورانيوم المنضب'، لم ينكر المتحدث استخدام أسلحة اليورانيوم. ومع ذلك، وعلى الرغم من تقديم العديد من طلبات الحصول على المعلومات، لا يزال الجيش الامريكي يرفض الكشف عن مقدار ما اطلق من عتاد اليورانيوم في الفلوجة، كما رفض الكشف عن مقدار واماكن ما اطلقه في ارجاء أخرى من البلاد. لا غرابة، اذن، ان يصبح من المستحيل تقريبا دراسة إذا كانت هذه المشاكل الصحية مرتبطة بالتعرض لأسلحة اليورانيوم.
غير ان تقرير البي بي سي، كونه صادرا من مؤسسة بريطانية رسمية، أدى الى تفعيل المطالبة باجراء تحقيق حول استخدام اليورانيوم وغيره، كما قام عدد من اعضاء البرلمان البريطاني من حزب العمال، والحزب الليبرالي الديمقراطي والمستقلين بتقديم طلب لمناقشة موضوع ولادة الاطفال المشوهين في الفلوجة وتوجيه الاتهام الى القوات الامريكية لانتهاكها الفظيع لحقوق الانسان. وقد جاء في نص الطلب رقم 1020 'ان البرلمان ينظر بقلق الى ما اشار اليه مراسل البي البي سي جون سيمبسون، عن وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين ولدوا بعيوب خلقية خطيرة في بلدة الفلوجة العراقية، كما يلاحظ أن التقرير يذكر بان عدد المولودين بعيوب خلقية في القلب هو 13 أضعاف معدل الموجود في أوروبا، وأن هناك اطفالا ولدوا بلا اطراف أو مشوهين او مصابين بالشلل أو عطب الدماغ، وان مسؤولين في المدينة حذروا النساء من انجاب الاطفال؛ كما يلاحظ بأنه، خلال الهجوم الامريكي على الفلوجة، تم استخدام الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، كما انه وبعد انتهاء القتال تم دفع ركام المباني المهدمة إلى النهر، ملوثة إمدادات المياه؛ يلاحظ أيضا أنه لم يتم اجراء تحقيق مستقل مناسب من قبل خبراء طبيين لتحديد سبب هذه العيوب الخلقية، ونعتبر أن هذا نتيجة الفعل العسكرى الامريكى مما يجعله انتهاكا فظيعا لحقوق الإنسان'. ويعتبر تقديم الطلب للنقاش في البرلمان البريطاني خطوة ايجابية، حتى اذا لم تتم مناقشة الموضوع، لانه سينبه الرأي العام البريطاني وغيره الى جريمة ابادة بحق شعب بكامله. وهي جريمة تحاول وزارة الدفاع البريطانية والامريكية تغييبها بكل الطرق الممكنة. وتتم الابادة اليومية المستمرة للتخلص من ابناء الشعب بمساعدة وكلاء الاحتلال من الساسة العراقيين ونواب البرلمان السابق واللاحق الصامتين (تذكروا بان اياد علاوي كان وكيل المحتل اثناء مجزرة الفلوجة) وكأن غبار الموت البطيء المتناثر مع كل هبة ريح في ارجاء البلاد شمالا وجنوبا، سيستهدف ابناء طائفة دون غيرها او اطفال عرق دون غيره.
هنا اجد ان من حق الكثيرين، وأنا منهم، أن يعتقدوا أن غبار الموت البطيء في العراق وسواه أمر يتم التغاضي عنه عالميا عن عمد، بل التعويل عليه من قبل الجهات العنصرية في الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والصهاينة. فالمعروف أن امريكا هي الان الدولة الاكثر انتهاكا للقانون الدولي، وصاحبة اطلاق اكبر عدد من الفيتو في مجلس الأمن لحماية ربيبها المحتل الصهيوني . وهي، وهنا مكمن الخطورة الحقيقية، الدولة التي لا تتورع عن استخدام الاسلحة، على اختلاف انواعها، لتفريغ مناطق من العالم من السكان المناوئين لسياستها، وبمرأى من العالم وتحت غطاء الشرعية الدولية كما فعلت في العراق حين استخدمت، فضلا عن المعروف من الاسلحة، أسلحة ذات تأثير قاتل على المدنيين بعد انتهاء الحرب، كما هو اليورانيوم المنضب (منذ 1991 وحتى 2006) والفسفور الابيض (كما في الفلوجة 2004 و2005) فضلا عن تجربة انواع جديدة من النابالم المتطور والقنابل الحرارية (في 2003 والفلوجة 2004).
بل انها، ايضا، امريكا سوق السلاح، مالكة ترسانة آلة الحرب الاكبر في العالم، مشرعنة التعذيب والغزو ودمقرطة البلدان بالصدمة والترويع. انها المسؤولة عن شن ما يزيد على الاربعين حربا وغزوا والمساهمة في اسقاط نظم ديمقراطية حقيقية منذ عام 1945 وحتى اليوم. وهي صاحبة القواعد العسكرية المتناثرة كالبثور على وجوه بلدان العالم من اليابان الى دول الخليج مرورا بالعراق، الدولة الاحدث في احتضان القواعد العسكرية الامريكية. فلماذا نستغرب أن لا تسير هذه الدولة، تحت حجة 'لا توجد دراسات 'في درب أستخدام أسلحة الدمار الشامل البطيئة، سواء للتخلص من نفاياتها النووية، أو لتمويل إقتصادها العسكري، أو حتى للابادة الجماعية لأمم صعبة المراس لا يتلاءم وجودها مع 'ما ينبغي أن يكون'؟ ولماذا لا يعي المعترضون الذين ما زالت لديهم الثقة بالحضارة الأمريكية، بدون تمييز طالحها من صالحها، أن هذا يتماشى تماما مع أهم جوانب العنصرية، امريكية كانت أم ألمانية أم صهيونية، بأن الآخرين أقل من مستوى البشر؟