تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اعتقال الاطفال الفلسطينيين انتهاك خطير ينتهك كل القوانين الدولية


أحلام سرمدية
2010-03-19, 15:53
عرض أكثر من 3500 فلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في ايلول عام 2000 للاعتقال ولا يزال 310 أطفال يقبعون في السجون ومراكز التحقيق والتوقيف الصهيونية، ويتعرضون للمعاناة كما غيرهم من المعتقلين الكبار، والاحتلال يضرب بعرض الحائط حقوق الأطفال المحرومين من حريتهم وتتعامل معهم كمشروع مخربين وتعرضهم لأقسى أنواع العذاب والمعاملة المهينة، ولربما يسعى الاحتلال لانتهاك حق الأطفال الفلسطينيين للاعتقاد السائد بأن الطفل الفلسطيني هو عدو الكيان الصهيوني غداً.

من جهته يؤكد المحامي سامر موسى منسق البرنامج القانوني في مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان على أن المواثيق الدولية تضمنت قواعد تحمي المعتقلين وبخاصة الأطفال تشمل الحماية العامة وحماية الحقوق أثناء الاعتقال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة في المواد "79 _ 125"، مشيراً إلى أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المواثيق ويستهدف الأطفال وينتهك حقوقهم قائلاً :"إن توثيقنا لحالات اعتقال الأطفال أكد على أن 90% منهم يتعرضون للتعذيب شأنهم كشأن الكبار" مضيفاً "إن الاحتلال يحرمهم من أدنى حقوقهم وأهمها عدم إخبار أهلهم بمكان اعتقالهم"، إضافة لاحتجازهم مع السجناء الجنائيين مما يساعدهم على تجنيد أطفال لا يدركون معنى الأمور جيداً".

من بين الأطفال الذين اعتقلوا مؤخراً هو الطفل الحسن 13 عاماً، والذي ذكر بأن جنديين اثنين اعتقلاه هو وأخيه الأمير 10 سنوات وفرقا بينهما، واصطحبا الحسن إلى مخفر للشرطة في جريات 4، وأخذوا يحققون معه، ودفعوه للتوقيع على أوراق باللغة العبرية، ونقلوه لسجن عوفر، ثم عرضوا على أهله بالإفراج عنه مقابل 5000 شيكل، بعدها تم عرضه للمحكمة، وأفاد الحسن أن المحققين سألوه عن علاقته برشق الحجارة والتعرض لجنودهم، فيما يوضح والد الطفل المعتقل "فضل المحتسب" أنهم أُخبروا باعتقال الحسن بعد يومين.

"هل نحن في روضة تحاكم الأطفال؟" هكذا بدأت المحامية ليئا تسيمل التي دافعت عن قضية الطفل الحسن حديثها عندما دخلت المحكمة، وقالت :"لا يحق لإسرائيل اعتقال طفل لا يتجاوز عمره 13 عاماً دون أخذ الموافقة من جهات الضبط والسلوك حسب القانون لديهم، لكنهم لا يهتمون للقانون عندما يتعلق الموضوع بطفل فلسطيني"، مفيدة أن الكيان لا يفرق بين الأطفال والكبار.

محمود جميل اليازجي نموذج آخر اعتقله الاحتلال وهو ابن 15 عاماً بتهمة إطلاق صواريخ، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات كما أفادت والدته والتي ناشدت المسئولين في الدول العربية للوقوف مع قضية الأطفال المعتقلين.

أما إيهاب دهمان شقيق الطفل المعتقل مصطفى محمد دهمان أوضح أن شقيقه يتعرض لضغوطات داخل المعتقل زادت بعدما منع الاحتلال الزيارات لأهالي معتقلي قطاع غزة، مما قلل التواصل بينهم، ويذكر أن الطفل دهمان اعتقل عندما كان عمره 15 وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.

ومن المؤكد أن الاعتقال يترك آثاراً نفسية على الأطفال وفي هذا السياق يرى د. فضل أبو هين أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى ورئيس مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات أن الاعتقال يؤدي للخوف والسلوك غير المنضبط للأطفال والادعاء بالمرض داخل المعتقل للهروب من واقعه، أما بعد خروجه من الاعتقال فإنه يصبح عدوانياً أو عصبياً أو يعاني من التوتر، مشيراً إلى أن اختلاف العمر واختلاف فترة الاعتقال من طفل لآخر يتبعه اختلاف في مدى التأثر مما يزيد المسئولية تجاه هؤلاء الأطفال لتأهيلهم من جديد بعد حياة المعتقل.

يذكر أن هذه الأقوال جاءت ضمن البرنامج المختص بقضايا المعتقلين والأسرى في إذاعة الإيمان بغزة "مشاعل الحرية"، والذي تقدمه الصحفية سعاد سكيك.د