abla
2007-12-26, 17:41
أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح
بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك. قال العصفور: -لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن
تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟ - لا أدري..ما رأيك أنت ؟ -إني أراك مخلوقاً
مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك . - وما هو جنسي ؟ - إذا كنت لا
تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار . *** - أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية
مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك . قال الحمار : - لكي تفعل هذا..يجب
أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟ - ماذا تعتقد ؟ - قل عني حماراً يا ولدي، لكن
صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار . - فماذا أكون ؟ - إذا كنت لا تعرف ماذا
تكون..فأنت أكثر حموريّةً مني ! لعلك بغل . *** - أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون
قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا
أتألم ممّا أراه في هذا الوطن . قال البغل : - كُـنْ..مَن يمنعك ؟ - تمنعني ذلَّتي
وشدّة طاعتي . - إذن أنت لست بغلاً . - وماذا أكون ؟ - أعتقد أنك كلب . *** - أيها
الكلب الهُمام..أريد أن اطلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك . -
هل أنت كلب ؟ - لا أدري..طول عمري أسمع المسؤولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا
أستطيع النباح أو العقر . - لماذا لا تستطيع ؟ - لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم
الذين يبادرون إلى عقري دائماً . - ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً . - إذَن
فماذا أكون ؟ - هذا ليس شغلي..إعرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك . - بحثت كثيراً
دون جدوى . - ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر . ***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إنفِني من هذه الأرض أيها البحر
العظيم . إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد . قال البحر : - أأنت
زَبَد ؟ - لا أدري..ماذا تعتقد ؟ - لحظةً واحدة..دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن
أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً . أوووه..اللعنة..أنت مواطن عربي ! - وما
العمل ؟ - تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك
لانتحرت . - إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم . - آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك . -
كيف أنتحر إذن ؟ - أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء . - ليس في بيتي
كهرباء . - ألقِ بنفسك من فوق بيتك . - وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟ - ومن يعطيني ثمن الحبل ؟ - لا
تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك . - ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟! -
إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك
مُدويّاً . - أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ماهي هذه الطريقة ؟ - إبقَ
حَيّـاً ! ______________________ آسر
بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك. قال العصفور: -لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن
تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟ - لا أدري..ما رأيك أنت ؟ -إني أراك مخلوقاً
مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك . - وما هو جنسي ؟ - إذا كنت لا
تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار . *** - أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية
مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك . قال الحمار : - لكي تفعل هذا..يجب
أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟ - ماذا تعتقد ؟ - قل عني حماراً يا ولدي، لكن
صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار . - فماذا أكون ؟ - إذا كنت لا تعرف ماذا
تكون..فأنت أكثر حموريّةً مني ! لعلك بغل . *** - أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون
قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا
أتألم ممّا أراه في هذا الوطن . قال البغل : - كُـنْ..مَن يمنعك ؟ - تمنعني ذلَّتي
وشدّة طاعتي . - إذن أنت لست بغلاً . - وماذا أكون ؟ - أعتقد أنك كلب . *** - أيها
الكلب الهُمام..أريد أن اطلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك . -
هل أنت كلب ؟ - لا أدري..طول عمري أسمع المسؤولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا
أستطيع النباح أو العقر . - لماذا لا تستطيع ؟ - لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم
الذين يبادرون إلى عقري دائماً . - ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً . - إذَن
فماذا أكون ؟ - هذا ليس شغلي..إعرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك . - بحثت كثيراً
دون جدوى . - ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر . ***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إنفِني من هذه الأرض أيها البحر
العظيم . إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد . قال البحر : - أأنت
زَبَد ؟ - لا أدري..ماذا تعتقد ؟ - لحظةً واحدة..دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن
أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً . أوووه..اللعنة..أنت مواطن عربي ! - وما
العمل ؟ - تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك
لانتحرت . - إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم . - آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك . -
كيف أنتحر إذن ؟ - أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء . - ليس في بيتي
كهرباء . - ألقِ بنفسك من فوق بيتك . - وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟ - ومن يعطيني ثمن الحبل ؟ - لا
تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك . - ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟! -
إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك
مُدويّاً . - أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ماهي هذه الطريقة ؟ - إبقَ
حَيّـاً ! ______________________ آسر