ghezal mohamed
2010-03-17, 23:24
على ما يبدو ان أي مقالة او موضوع لا يتعلق بمصر او الجزائر في الآونة الاخيرة فانه لن يلقى الاهتمام الشعبي، وعندما يكون البلدان في خضم الكلمات، فان البعض يمتعض من كثرة الحديث عن الشقيقين وعن أحداث الشهور الماضية، لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير... أكبر من مصر وجزائر، انه عالم كرة القدم الجديد!
لا شك ان ما حدث بين مصر والجزائر فاق حدود كرة القدم، ولم نعد حتى نتحدث، كصحافة رياضية متخصصة، عن الامور الفنية وخطط اللعب وقدرات اللاعبين، بل امتدت الآراء في الجدل القائم والمستمر، لتلمس حدود الامجاد والكرامة والسياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية، ما قد ينم عن وسع أفق القارئ والمعلق، لكن الاهم الوسيلة الرهيبة التي سمحت بتبادل الآراء ونقل الافكار بسرعة عالية وانتشارها لتتخطى حدود الورق، انه عالم التكنولوجيا العصرية، حيث تلقى الكلمة آذانا فورية صاغية، والتفاعل مع الكاتب أصبح متاحاً باللحظة.
عالم جديد، تناقلت فيه نحو 4.1 تريليون رسالة نصية في عام واحد، وشوهدت مئات الملايين من الفيديوات، ليقحم عالم الانترنت خصوصيات الكثيرين، ويسرق أوقات التواصل الفعلي والجسدي لينحصر بين آلة وبشر، بين جهاز كومبيوتر ومستخدم يتعايش مع اصدقائه ويتواصل مع الغرباء وينقل افكاره وهمومه في ساعات قليلة وربما دقائق معدودة من على شاشة متقدة و"كيبورد" يعبر عن أحاسيسه بكلمات مقروءة وغير مسموعة.
أصبح عالم كرة القدم رهيباً، فالمسابقات تزيد ولا تقل، والبطولات المتلاحقة تحير المتابعين، وكأن رسالة الفيفا الى العالم "استمتعوا باللعبة في كل يوم من ايام السنة"، ليقضم الهوس بهذه اللعبة شريحة كبيرة من كعكة الـ400 مليون مستخدم في المنتدى الاجتماعي الشهير "فيس بوك"، لكن السؤال الاهم: هل نحن حقاً بحاجة الى كل هذه البطولات والمباريات المتلاحقة؟ هل أصبح التواصل عبر الاسلاك واللاأسلاك لغة كرة القدم الجديدة؟
أبرز مثال على ان كرة القدم أصبحت أهم من السياسة والاقتصاد ومناحي الحياة الاخرى، سرعة وصول الخلافات الى درجة الغليان بين المصريين والجزائريين، فالاختلاف على صفقات اقتصادية لم يحرك ساكناً بين الطلبة والعمال الكادحين في البلدين، ولا اختلاف رؤى وزيرين قاد الى شرارة قابلة للاشتعال، بل تأثرت العلاقات السياسية والاقتصادية بسبب مباراة في كرة القدم!
كيف تسرق العقل والقلب من ابن الشارع؟ عن طريق استئثار عاطفته وغيرته، وهذا لن يأتي الا عن طريق جلدة منفوخة يجري خلفها 22 رجلاً... قائد منتخب انجلترا ريو فيردناند صرح قبل فترة بكلمات اعتبرت متعجرفة لكنها واقعية، حيث قال: "لمن تعتقدون ان الفتيان وطلاب المدارس واليافعين سينصتون باهتمام اذا تحدثت أنا أم رجل السياسة؟". الاجابة معروفة.
جوزف بلاتر نجح في جعل الفيفا من الهيئات التي تدر ربحا كبيراً، مثلما يفعل ميشيل بلاتيني اليوم، عندما يخترق حصون العائلات والاطفال لجذب أكبر شريحة ممكنة لمشاهدة مسابقاته، فبدلاً من اقامة الدور 16 من دوري أبطال اوروبا في ليلتين ذهابا ومثلهما ايابا، فانه وزع المباريات على ستة اسابيع بحيث يمنح الفرصة لمشاهدة كل الاندية العملاقة، مثلما بدل موعد المباراة النهائية من ليلة الاربعاء التقليدية الى ظهيرة السبت، التي يمكن خلالها للصغار واليافعين مشاهدة المبارا ة بدل الخلود الى النوم في ليلة الاربعاء اثناء سير المباراة.
هل وصلنا مرحلة التشبع من كرة القدم؟ على ما يبدو ان عالم التكنولوجيا الجديد فتح ابوابا لاستيعاب المزيد... ولهذا السبب سيستمر صب الوقود على خلافات الشقيقين الى مدى غير منظور.
لا شك ان ما حدث بين مصر والجزائر فاق حدود كرة القدم، ولم نعد حتى نتحدث، كصحافة رياضية متخصصة، عن الامور الفنية وخطط اللعب وقدرات اللاعبين، بل امتدت الآراء في الجدل القائم والمستمر، لتلمس حدود الامجاد والكرامة والسياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية، ما قد ينم عن وسع أفق القارئ والمعلق، لكن الاهم الوسيلة الرهيبة التي سمحت بتبادل الآراء ونقل الافكار بسرعة عالية وانتشارها لتتخطى حدود الورق، انه عالم التكنولوجيا العصرية، حيث تلقى الكلمة آذانا فورية صاغية، والتفاعل مع الكاتب أصبح متاحاً باللحظة.
عالم جديد، تناقلت فيه نحو 4.1 تريليون رسالة نصية في عام واحد، وشوهدت مئات الملايين من الفيديوات، ليقحم عالم الانترنت خصوصيات الكثيرين، ويسرق أوقات التواصل الفعلي والجسدي لينحصر بين آلة وبشر، بين جهاز كومبيوتر ومستخدم يتعايش مع اصدقائه ويتواصل مع الغرباء وينقل افكاره وهمومه في ساعات قليلة وربما دقائق معدودة من على شاشة متقدة و"كيبورد" يعبر عن أحاسيسه بكلمات مقروءة وغير مسموعة.
أصبح عالم كرة القدم رهيباً، فالمسابقات تزيد ولا تقل، والبطولات المتلاحقة تحير المتابعين، وكأن رسالة الفيفا الى العالم "استمتعوا باللعبة في كل يوم من ايام السنة"، ليقضم الهوس بهذه اللعبة شريحة كبيرة من كعكة الـ400 مليون مستخدم في المنتدى الاجتماعي الشهير "فيس بوك"، لكن السؤال الاهم: هل نحن حقاً بحاجة الى كل هذه البطولات والمباريات المتلاحقة؟ هل أصبح التواصل عبر الاسلاك واللاأسلاك لغة كرة القدم الجديدة؟
أبرز مثال على ان كرة القدم أصبحت أهم من السياسة والاقتصاد ومناحي الحياة الاخرى، سرعة وصول الخلافات الى درجة الغليان بين المصريين والجزائريين، فالاختلاف على صفقات اقتصادية لم يحرك ساكناً بين الطلبة والعمال الكادحين في البلدين، ولا اختلاف رؤى وزيرين قاد الى شرارة قابلة للاشتعال، بل تأثرت العلاقات السياسية والاقتصادية بسبب مباراة في كرة القدم!
كيف تسرق العقل والقلب من ابن الشارع؟ عن طريق استئثار عاطفته وغيرته، وهذا لن يأتي الا عن طريق جلدة منفوخة يجري خلفها 22 رجلاً... قائد منتخب انجلترا ريو فيردناند صرح قبل فترة بكلمات اعتبرت متعجرفة لكنها واقعية، حيث قال: "لمن تعتقدون ان الفتيان وطلاب المدارس واليافعين سينصتون باهتمام اذا تحدثت أنا أم رجل السياسة؟". الاجابة معروفة.
جوزف بلاتر نجح في جعل الفيفا من الهيئات التي تدر ربحا كبيراً، مثلما يفعل ميشيل بلاتيني اليوم، عندما يخترق حصون العائلات والاطفال لجذب أكبر شريحة ممكنة لمشاهدة مسابقاته، فبدلاً من اقامة الدور 16 من دوري أبطال اوروبا في ليلتين ذهابا ومثلهما ايابا، فانه وزع المباريات على ستة اسابيع بحيث يمنح الفرصة لمشاهدة كل الاندية العملاقة، مثلما بدل موعد المباراة النهائية من ليلة الاربعاء التقليدية الى ظهيرة السبت، التي يمكن خلالها للصغار واليافعين مشاهدة المبارا ة بدل الخلود الى النوم في ليلة الاربعاء اثناء سير المباراة.
هل وصلنا مرحلة التشبع من كرة القدم؟ على ما يبدو ان عالم التكنولوجيا الجديد فتح ابوابا لاستيعاب المزيد... ولهذا السبب سيستمر صب الوقود على خلافات الشقيقين الى مدى غير منظور.