جحلاط فيصل
2010-03-15, 17:21
العادة Habitude L’ هي اكتساب القدرة على آداء عمل ما بطريقة آلية
المشكلة : هل للعادة اثر سلبي أم ايجابي ؟
االآثار السلبية / للعادة اثر سلبي يعيق التكيف ،وما يبرر ذلك مايلي :العادة سلوك آلي يسبب الروتين و الملل والقلق و الركود ،وسلوك منغلق لا يتجدد،يستبد الإرادة و يقضي على المبادرات الفردية ، فيصبح الإنسان يكرر نفس الأفعال يوميا دون ابداع ولا تجديد يذكر ، فيكون شبيه بالآلة خالية منت كل معاني الحياة يقول الشاعر الفرنسي سولي برودوم S.Prudhome إن جميع الذين استولت عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات ) وبعض العادات تحدث تشوهات جسمية ،وينتج هذا عن كثرة استعمال عضلات معينة و إهمال العضلات الاخرى ، فنلاحظ مثلا أن الكتف الأيمن للنجار أعلى من كتفه الأيسر ، كذلك الأمراض المهنية ناتجة كلها عن العادة المكتسبة في العمل . والعادة تقضي على كل تفكير نقدي ، وتمنع كل تحرر من الأفكار القديمة من خرافات وأساطير التي تشكل عائقا أمام تقدم العلم وانتشاره ، لقدت لقى أصحاب نظرية مركزية الشمس لكوبرنيك وغاليلي معارضة شديدة من قبل رجال الكنيسة الذين تعودوا على نظرية مركزية الأرض لبطليموس ، ونفس العوائق تلقاها الأنبياء والرسل والمصلحين في تغيير أخلاق مجتمعاتهم ،/ والعادة تضعف الحساسية و تقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية الإنشائية ،فالمتعود على اللهو يرى الحياة كلها عبث ،والمتعود على البؤس يرى العالم كله شقاء ، والعادة أيضا عائق بيداغوجي لأن المتعود على الحفظ الآلي لا يتجاوب مع أسئلة الذكاء يقول جون جاك روسوJ.JROUSSEAU ( خير عادة أن لا نعتاد على شيئ)
** النقد/ ان هذه المساوئ لا تتعلق بطبيعة العادة ، بقدر ما تتعلق بضعف الإرادة ، فمن كانت إرادته قوية جعل من العادة أداة تكيف،ومن ضعفت إرادته استبدته العادة وجعات منه مجرد آلة*********
ب- الآثار الايجابية / إنها أداة تكيف ،و الدليل على ذلك أن من تعود على عمل ما ينجزه بسهولة وبإتقان وفي اقصر وقت مع بذل جهد ضئيل ، بخلاف غير المتعود عليه يجد صعوبة كبيرة في انجازه ،ويكثر الأخطاء ويرهق نفسه ،ويضيع الوقت فالعادة كما يرى آلان Alaine مصدر خبرة ونجاح . وإن تعلم عادة معينة يعني قدرتنا على القيام بها بطريقة آلية لا شعورية وهذا ما يحرر شعورنا وفكرنا للقيام بنشطات أخرى فحين نكتب مثلاً لا ننتبه للكيفية التي نحرك بها أيدينا على الورقة بل نركز جل اهتمامنا على الأفكار،إذاً فإن عاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها لمواجهة الصعوبات والظروف الأخرى وتساعدنا العادة على اكتساب مهارات جديدة،فالمتعود على سياقة سيارة يجد سهولة في سياقة شاحنة ، والمتعود على الآلة الراقنة لا يجد صعوبة في استعمال جهازا علام آلي . كذل كالعادة تنظم حياة الفرد فتتحول الى برنامج عمل محدد في أوقات معينة ، فهناك وقت الدراسة و وقت الاستراحة ، ثم وقت الغذاء و وقت التسلية ووقت الصلاة ..الخ وكل هذا يجعل المرء يشعر بالانتظام والفعالية في الحياة ،وعندما لا ننجز عملا تعودنا عليه في لحظة معينة نشعر بالقلق و النقص كالذي يسهى عن آداء صلاته ،أو يغيب عن الدراسة . فالعادة اذن نظام و استقرار .والعادات الاجتماعية تميز الأمم و المجتمعات وتقرب الأفراد بعضهم البعض ،وتقوي فيهم روح الانتماء و الأخوة و التضامن ، اذ لا معنى لأي مجتمع دون ان يفرض على افراده عادات معينة تبقي على أصالتهم وتحافظ على هويتهم التاريخية . والعادات الذهنية مهمة للحصول على المعرفة الصحيحة كالتعود على التساؤل و النقد و المناقشة واستعمال قوانين المنطق يقول ريكـــورRicoeur (لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه ، وانما فيما أفكر به ) لأن المواضيع تتغير و لكن طريقة التفكير تبقى ثابتة ، و أخيرا نرى ان العادات العضوية تمكن الجسم من التأقلم مع المحيط الجغرافي كالحرارة والبرودة والرطوبة ، فلون البشرة يتغير بتغير المناخ و المواسم وهذا دلالة واضحة على التكيف التلقائي مع الطبيعة
** النقد/ إن إظهار المحاسن لا يغطي المساوئ إذا كان الفرد يشكو من بعض العادات السيئة ويرغب في التخلص منها دون جدوى مثل التدخين فهذا يعني أن العادة ليست دائما سلوك حيوي تكيفي بل عائق في الحياة.*******************
الخلاصة / من خلال التحليل والمناقشة لمختلف الآراء يتبن لنا أن للعادة آثار سلبية و أخرى ايجابية ،وعلى المرء أن يتسلح بالإرادة والوعي ليتجاوز مساوئ العادة و يستفيد من محاسنها فيعوض العادات السيئة بعادات حسنة فالعادة داء ومنها الدواء يقول شوفاليChevallet ( العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها )
الأستاذ ج-ف
المشكلة : هل للعادة اثر سلبي أم ايجابي ؟
االآثار السلبية / للعادة اثر سلبي يعيق التكيف ،وما يبرر ذلك مايلي :العادة سلوك آلي يسبب الروتين و الملل والقلق و الركود ،وسلوك منغلق لا يتجدد،يستبد الإرادة و يقضي على المبادرات الفردية ، فيصبح الإنسان يكرر نفس الأفعال يوميا دون ابداع ولا تجديد يذكر ، فيكون شبيه بالآلة خالية منت كل معاني الحياة يقول الشاعر الفرنسي سولي برودوم S.Prudhome إن جميع الذين استولت عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات ) وبعض العادات تحدث تشوهات جسمية ،وينتج هذا عن كثرة استعمال عضلات معينة و إهمال العضلات الاخرى ، فنلاحظ مثلا أن الكتف الأيمن للنجار أعلى من كتفه الأيسر ، كذلك الأمراض المهنية ناتجة كلها عن العادة المكتسبة في العمل . والعادة تقضي على كل تفكير نقدي ، وتمنع كل تحرر من الأفكار القديمة من خرافات وأساطير التي تشكل عائقا أمام تقدم العلم وانتشاره ، لقدت لقى أصحاب نظرية مركزية الشمس لكوبرنيك وغاليلي معارضة شديدة من قبل رجال الكنيسة الذين تعودوا على نظرية مركزية الأرض لبطليموس ، ونفس العوائق تلقاها الأنبياء والرسل والمصلحين في تغيير أخلاق مجتمعاتهم ،/ والعادة تضعف الحساسية و تقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية الإنشائية ،فالمتعود على اللهو يرى الحياة كلها عبث ،والمتعود على البؤس يرى العالم كله شقاء ، والعادة أيضا عائق بيداغوجي لأن المتعود على الحفظ الآلي لا يتجاوب مع أسئلة الذكاء يقول جون جاك روسوJ.JROUSSEAU ( خير عادة أن لا نعتاد على شيئ)
** النقد/ ان هذه المساوئ لا تتعلق بطبيعة العادة ، بقدر ما تتعلق بضعف الإرادة ، فمن كانت إرادته قوية جعل من العادة أداة تكيف،ومن ضعفت إرادته استبدته العادة وجعات منه مجرد آلة*********
ب- الآثار الايجابية / إنها أداة تكيف ،و الدليل على ذلك أن من تعود على عمل ما ينجزه بسهولة وبإتقان وفي اقصر وقت مع بذل جهد ضئيل ، بخلاف غير المتعود عليه يجد صعوبة كبيرة في انجازه ،ويكثر الأخطاء ويرهق نفسه ،ويضيع الوقت فالعادة كما يرى آلان Alaine مصدر خبرة ونجاح . وإن تعلم عادة معينة يعني قدرتنا على القيام بها بطريقة آلية لا شعورية وهذا ما يحرر شعورنا وفكرنا للقيام بنشطات أخرى فحين نكتب مثلاً لا ننتبه للكيفية التي نحرك بها أيدينا على الورقة بل نركز جل اهتمامنا على الأفكار،إذاً فإن عاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها لمواجهة الصعوبات والظروف الأخرى وتساعدنا العادة على اكتساب مهارات جديدة،فالمتعود على سياقة سيارة يجد سهولة في سياقة شاحنة ، والمتعود على الآلة الراقنة لا يجد صعوبة في استعمال جهازا علام آلي . كذل كالعادة تنظم حياة الفرد فتتحول الى برنامج عمل محدد في أوقات معينة ، فهناك وقت الدراسة و وقت الاستراحة ، ثم وقت الغذاء و وقت التسلية ووقت الصلاة ..الخ وكل هذا يجعل المرء يشعر بالانتظام والفعالية في الحياة ،وعندما لا ننجز عملا تعودنا عليه في لحظة معينة نشعر بالقلق و النقص كالذي يسهى عن آداء صلاته ،أو يغيب عن الدراسة . فالعادة اذن نظام و استقرار .والعادات الاجتماعية تميز الأمم و المجتمعات وتقرب الأفراد بعضهم البعض ،وتقوي فيهم روح الانتماء و الأخوة و التضامن ، اذ لا معنى لأي مجتمع دون ان يفرض على افراده عادات معينة تبقي على أصالتهم وتحافظ على هويتهم التاريخية . والعادات الذهنية مهمة للحصول على المعرفة الصحيحة كالتعود على التساؤل و النقد و المناقشة واستعمال قوانين المنطق يقول ريكـــورRicoeur (لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه ، وانما فيما أفكر به ) لأن المواضيع تتغير و لكن طريقة التفكير تبقى ثابتة ، و أخيرا نرى ان العادات العضوية تمكن الجسم من التأقلم مع المحيط الجغرافي كالحرارة والبرودة والرطوبة ، فلون البشرة يتغير بتغير المناخ و المواسم وهذا دلالة واضحة على التكيف التلقائي مع الطبيعة
** النقد/ إن إظهار المحاسن لا يغطي المساوئ إذا كان الفرد يشكو من بعض العادات السيئة ويرغب في التخلص منها دون جدوى مثل التدخين فهذا يعني أن العادة ليست دائما سلوك حيوي تكيفي بل عائق في الحياة.*******************
الخلاصة / من خلال التحليل والمناقشة لمختلف الآراء يتبن لنا أن للعادة آثار سلبية و أخرى ايجابية ،وعلى المرء أن يتسلح بالإرادة والوعي ليتجاوز مساوئ العادة و يستفيد من محاسنها فيعوض العادات السيئة بعادات حسنة فالعادة داء ومنها الدواء يقول شوفاليChevallet ( العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها )
الأستاذ ج-ف