المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدث في رمضان... مذبحة الحرم الابراهيمي


أبو سليم الأثري
2010-03-14, 11:51
حدث في رمضان... مذبحة الحرم الابراهيمي

مكان وقوع الجريمة: مدينة الخليل – داخل الحرم الإبراهيمي الشريف.

الزمان : يوم الجمعة 14رمضان 1414هـ (25-02-1994) اثناء السجود في صلاة الفجر .
هوية المجرم: شيطان مستوطن لعين يدعى باروخ غولدشتاين (42 عاماً).

http://alharary.com/vb/imgcache/22562.imgcache.jpg


في يوم الجمعة 2-02-1994 وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل كل ظلام الحقد الصهيوني في صدره وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة .....

لقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور (29 شهيداً) وعشرات الجرحى....

لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة....

باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر( 42 عاماً) وهو احد مؤسسي حركة كاخ كان قد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية الى الكيان الصهيوني عام 1980 حيث سكن في مستوطنة كريات اربع المقامة على أراضي مدينة الخليل. وذكر عنه انه وعندما كان يعمل طبيباً في الجيش الصهيوني فإنه كان يرفض معالجة غير اليهود بما فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز العرب ممن حاربوا الى جانبه في جيش الكيان الصهيوني......

بعض من نجا من تلك المجزرة مازالوا يعانون جراء إصابتهم فيها، ولازال شهود العيان يتذكرون ذلك الفجر الرهيب في مدينة الخليل. يقول شريف بركات (37 عاما) شقيق الشهيد سفيان بركات "كنت أصلي في الصف الأخير في الحرم، وبعد أن أنهى الإمام قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى، سمعت صوتاً بالعبرية معناه "هذه آخرتهم"، وعندما هممنا بالسجود سمعت صوت إطلاق النار من جميع الجهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم بدأ يتهدم علينا.. فلم أتمكن من رفع رأسي حينها وطلبت الشهادة".

وأضاف بركات "رأيت رأس أحد المصلين قد انفجر وتطايرت دماغه ودماؤه على وجهي، بعد ذلك بدأ الناس بالتكبير، وبدأ الذين لم يصابوا بنقل الجرحى، وحملت طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فوجدت الباب مغلقا ولم يسمح لي الجندي بإخراجه، وبعد ذلك اكتشفت أني مصاب في صدري فتوجهت إلى سيارة الإسعاف التي حملتني إلى المستشفى".

أما عبد المنعم زاهده وهو شقيق اثنين من الشهداء هما نادر ومحمد فيروي قصة المجزرة قائلاً "مجزرة الحرم الإبراهيمي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولن أنسى ذلك اليوم ما حييت، لقد سقط خمسة شهداء في مجزرة أخرى بعد ساعات من تبرعهم بدمائهم للجرحى".

ويقول الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين "إن المجزرة يوم لا ينسى في تاريخ مدينة خليل الرحمن الباسلة التي خرجت غاضبة ثائرة، وخرجت معها جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان في القدس والضفة وفي غزة، وامتدت الشرارة إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48 في مسيرات ومظاهرات ومواجهات دامية، فتصدت لهم قوات الاحتلال وجنودها المدججون بالسلاح، وفتحوا عليهم النار فسقطت كوكبة جديدة من الشهداء غيلة وغدراً".

وأضاف "إن المجزرة كانت مخططاً مدروساً لتحقيق هدف مرسوم، هو تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف، وقلب مدينة خليل الرحمن، فبعد انقضاء فترة حظر التجول الذي فرض على المدينة لأكثر من شهر، وبعد إغلاق الحرم في وجه المصلين المسلمين لأكثر من شهرين، فوجئ أهل المدينة بتقسيمه وتهويد الجزء الأكبر منه، وتحديد عدد المصلين وأوقات دخولهم إليه، بينما يسمح لليهود بالدخول والخروج متى شاؤوا، وبتشديد الإجراءات في قلب المدينة".

وتابع "لكن هذه المدينة الصامدة، التي شهدت مذبحة الفجر، وعاودت الوقوف بثبات، ستبقى عربية إسلامية بجهود أبنائها المخلصين الأوفياء، الذين يعاهدون الله على التمسك بها والدفاع عنها، ومواصلة إعمارها والتسوق من أسواقها والمواظبة على الصلاة في مسجدها الإبراهيمي الشريف، ليبقى عامراً بالمؤمنين، يصدع من على مآذنه صوت الحق الله أكبر، فهو مسجد خالص للمسلمين بجميع بنائه وحجراته وأروقته وأبوابه، ولا حق لليهود فيه من قريب أو بعيد، فلن تزيدهم المجازر إلا إصراراً على رفض الانكسار، لأنهم موقنون بأن الحياة الطبيعية لمدينة الأنبياء والصالحين لن تعود إلا برحيل آخر مغتصب وجندي محتل عن أرضها المباركة".

وقبل أيام قليلة أعلن الكيان الصهيوني الغاصب قرارا باطلا بضمّ المسجد الابراهيمي المبارك ومسجد بلال الى لائحة التراث اليهودي..........

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا
يا مغيث المستغيثين أغثنا يا مغيث المستغيثين أغثنا
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




</I>
</B></I>