sollo44
2010-03-14, 10:49
حل الشتاء هذا العام مبكرا . و ليس هناك أحد في حبه للشتاء مثل "سميرة". لأنه فصل الثلج و المعاطف الشتوية و الحساء الدافئ اللذيذ. لكن هذه المرة لن تشتكي من البرد في القسم مثل العام الماضي . لا هي و لا زملاؤها سيفعلون ذلك لأن المدير طالب بمدافئ لكل أقسام المدرسة و سرعان ما انتشر الدفء بين الصفوف كحنان الأم.و استلذ التلاميذ تلك النعمة الجميلة.
سميرة تلك الفتاة الرائعة البريئة. لقد وضعت مؤخرا في صندوق أحلامها ربيعها الثالث عشر و هي مسرورة بذلك في غبطة شديدة توحي برغبتها الولعة في بلوغ سن النضج. . . . .. و في القسم قال لهم المعلم :
- أيها التلاميذ سيأتي المفتش غدا صباحا لزيارتنا. عليكم بالمذاكرة و لا تخزوني أبدا أمامه و إلا سأعاقبكم بضرب مبرح !!
و كان له أنبوب غاز أبيض طوله حوالي" 40 سم" يضرب به التلاميذ النجباء و الأشقياء على حد سواء، و لطالما استخرجه من محفظته الجلدية ملوحا به في السماء قائلا في افتخار:
- لقد بدأت أضرب بهذا الأنبوب منذ سنة 1985 !!
المدفأة الجديدة ممتازة جدا و هي تقوم بعملها كما ينبغي. وفي أسفلها يوجد درج معدني صغير بدأ المعلم يستخدمه في تسخين إناء الماء من أجل صلاة الظهر.
- في المساء يأتي الحارس الإطفاء المدفأة ، و يتفقد نوافذ الأقسام و البيبان.فيظمن الأمن.
و سميرة مجتهدة لدرجة. و هي ذكية و عجيبة في حل مسائل الحساب و الجبر و لا وجد من قال عنها غير ذلك ، و كانت أيضا محبة للكتابة و المطالعة. فكتبت عن دميتها و عن صديقاتها و عن عيد الطفولة و دائما كانت ممتازة بحق !!. . . . . و ذات يوم سألهم المعلم عن طموحاتهم في المستقبل فمنهم من كان حلمه أن يصبح طيارا و منهم طبيبا و آخر آثر أن يكون عسكريا.....قالت سميرة في زهد يليق بالكبار:
- أحلم أن أصبح كاتبة.
فضحك المعلم منها ساخرا و قال : الكتابة هي أقصر طريق الى جهنم !! ثم نظر من زجاج النافذة و أشار الى بيتها الذي لا يبعد عن المدرسة كثيرا و قال :
- بيت أبيك أحسن لك !!
فضحك التلاميذ أجمعون ، و أمام سخريتهم طأطات سميرة رأسها و كانت لا تبتسم.
لاحظ التلاميذ أن الأستاذ أخرج الأنبوب من المحفظة و خبأه في درج المدفأة بعد ما أطفأها الحارس فاستغربوا و لكن براءتهم لم تدفع بهم الى اعتقاد ما لا يجوز.و عندما دق الجرس خرجوا جميعا من المدرسة و هم من السعادة في غاية.
- جاء الصباح و معه جاء المفتش و بدى التلاميذ في جلستهم أكثر هدوءا و انضباطا. و ألقى المعلم الدرس بنشاط في غير عادة و تعالى السؤال و الجواب و المفتش يبدي ملامح الرضى. و لكنه شعر بالبرد فقال:
- هلا طلبت من الحارس ان يوقد المدفأة . . . . . أشعر ببرد لاسع.
و جاء الحارس و اشعل المدفأة فعم المكان دفء بديع، فانطلقت أسارير التلاميذ و كانت سميرة تجلس في الطاولة الأولى تماما أمام مكتب الأستاذ و في حينها باغتها بسؤال لم تعمل له حسابا، فقامت من مكانها لكي تجيب، تذكرت سخرية الأمس فلم تشأ أن تعلق بكلمة أما الجميع فبقوا متسمرين ينتظرون جوابها الحاسم لكنها جلست مكانها و لم تفعل شيئا !!
نظر اليها المعلم بعيون غاضبة و توعدها في سره بعقوبة قاسية. و عندما انصرف المفتش صاح فيها حتى بلغ لعابه وجهها :
- لقد أخزيتني أمام المفتش و إنكي لتريدين عقوبة......... أحظري الأنبوب من درج المدفأة و سوف
ترين !! ...... سكت الجميع عن احداث الفوضى أما هي فنهظت متثاقلة و اتجهت الى المدفأة . يا إلاهي سميرة أيتها النجيبة كيف سيضربك ؟ و تطايرت في القسم نظرات تبتهل ليتوقف الظلم. و عندما أدخلت يدها في الدرج تنهدت بعمق و التفتت بعين دامعة الى الأستاذ و قالت :
- معلمي . . . . . . لقد ذاب الأنبوب !!
سميرة تلك الفتاة الرائعة البريئة. لقد وضعت مؤخرا في صندوق أحلامها ربيعها الثالث عشر و هي مسرورة بذلك في غبطة شديدة توحي برغبتها الولعة في بلوغ سن النضج. . . . .. و في القسم قال لهم المعلم :
- أيها التلاميذ سيأتي المفتش غدا صباحا لزيارتنا. عليكم بالمذاكرة و لا تخزوني أبدا أمامه و إلا سأعاقبكم بضرب مبرح !!
و كان له أنبوب غاز أبيض طوله حوالي" 40 سم" يضرب به التلاميذ النجباء و الأشقياء على حد سواء، و لطالما استخرجه من محفظته الجلدية ملوحا به في السماء قائلا في افتخار:
- لقد بدأت أضرب بهذا الأنبوب منذ سنة 1985 !!
المدفأة الجديدة ممتازة جدا و هي تقوم بعملها كما ينبغي. وفي أسفلها يوجد درج معدني صغير بدأ المعلم يستخدمه في تسخين إناء الماء من أجل صلاة الظهر.
- في المساء يأتي الحارس الإطفاء المدفأة ، و يتفقد نوافذ الأقسام و البيبان.فيظمن الأمن.
و سميرة مجتهدة لدرجة. و هي ذكية و عجيبة في حل مسائل الحساب و الجبر و لا وجد من قال عنها غير ذلك ، و كانت أيضا محبة للكتابة و المطالعة. فكتبت عن دميتها و عن صديقاتها و عن عيد الطفولة و دائما كانت ممتازة بحق !!. . . . . و ذات يوم سألهم المعلم عن طموحاتهم في المستقبل فمنهم من كان حلمه أن يصبح طيارا و منهم طبيبا و آخر آثر أن يكون عسكريا.....قالت سميرة في زهد يليق بالكبار:
- أحلم أن أصبح كاتبة.
فضحك المعلم منها ساخرا و قال : الكتابة هي أقصر طريق الى جهنم !! ثم نظر من زجاج النافذة و أشار الى بيتها الذي لا يبعد عن المدرسة كثيرا و قال :
- بيت أبيك أحسن لك !!
فضحك التلاميذ أجمعون ، و أمام سخريتهم طأطات سميرة رأسها و كانت لا تبتسم.
لاحظ التلاميذ أن الأستاذ أخرج الأنبوب من المحفظة و خبأه في درج المدفأة بعد ما أطفأها الحارس فاستغربوا و لكن براءتهم لم تدفع بهم الى اعتقاد ما لا يجوز.و عندما دق الجرس خرجوا جميعا من المدرسة و هم من السعادة في غاية.
- جاء الصباح و معه جاء المفتش و بدى التلاميذ في جلستهم أكثر هدوءا و انضباطا. و ألقى المعلم الدرس بنشاط في غير عادة و تعالى السؤال و الجواب و المفتش يبدي ملامح الرضى. و لكنه شعر بالبرد فقال:
- هلا طلبت من الحارس ان يوقد المدفأة . . . . . أشعر ببرد لاسع.
و جاء الحارس و اشعل المدفأة فعم المكان دفء بديع، فانطلقت أسارير التلاميذ و كانت سميرة تجلس في الطاولة الأولى تماما أمام مكتب الأستاذ و في حينها باغتها بسؤال لم تعمل له حسابا، فقامت من مكانها لكي تجيب، تذكرت سخرية الأمس فلم تشأ أن تعلق بكلمة أما الجميع فبقوا متسمرين ينتظرون جوابها الحاسم لكنها جلست مكانها و لم تفعل شيئا !!
نظر اليها المعلم بعيون غاضبة و توعدها في سره بعقوبة قاسية. و عندما انصرف المفتش صاح فيها حتى بلغ لعابه وجهها :
- لقد أخزيتني أمام المفتش و إنكي لتريدين عقوبة......... أحظري الأنبوب من درج المدفأة و سوف
ترين !! ...... سكت الجميع عن احداث الفوضى أما هي فنهظت متثاقلة و اتجهت الى المدفأة . يا إلاهي سميرة أيتها النجيبة كيف سيضربك ؟ و تطايرت في القسم نظرات تبتهل ليتوقف الظلم. و عندما أدخلت يدها في الدرج تنهدت بعمق و التفتت بعين دامعة الى الأستاذ و قالت :
- معلمي . . . . . . لقد ذاب الأنبوب !!