المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة السلفية نطرة من الداخل


بلقاسمي الجزائري
2010-03-12, 19:54
السلفية لم تعد خفية وبعد انتشارها في جل البلاد العربية والإسلامية لم تعد سلفية واحدة موحدة بل صارت سلفيات وطفت الخلافات بينها على سطح الساحات خصوصا المواقع الإلكترونية وقد اخترت لكم هذا المقال الممتاز الذي يرصد هذه الحركة

عرفت مصر ظهور التوجهات والاتجاهات السلفية بالمعنى العام مع بواكير ظاهرة الصحوة الإسلامية في مفتتح القرن الفائت، غير أن خارطة الاتجاهات السلفية شهدت مع توالي السنين حالة من التنوع في الأفكار والرؤى، وبرغم التصاعد السلفي في المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام -ومن بينها مصر- فقد ظلت هذه الخارطة السلفية تتسم بتعقد وتداخل الخيوط إلى الحد الذي بات معه


الشيخ جمال المراكبي رئيس جمعية أنصار السنة
من الصعوبة بمكان الإحاطة الدقيقة بمكونات الخارطة السلفية في الساحة المصرية، والوقوف على أفكارها ورموزها، واتجاهاتها وقواها من روابط الوصل ومحددات الافتراق والتمايز.

هذه المحاولة -والتي أتت كحصيلة مراكمة ومتابعة للملف السلفي في الحالة المصرية على أكثر من صعيد- حاولت رسم ملامح للخريطة السلفية تجلي غموضها، وتكشف الكثير من تفاصيلها.

جماعة أنصار السنة المحمدية

التأسيس:

تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية في مدينة القاهرة على يد الشيخ محمد حامد الفقي الذي نشأ في بيئة أزهرية محافظة حتى بلغ سن الثامنة عشرة، فاستفزه ما كانت تعج به البيئة المصرية وقتها؛ مما رآها شركيات وبدعيات وخرافات، أرجعها هو إلى تسلط التصوف والصوفية على المناحي الفكرية والمؤسسات الدينية.

كان الفقي من علماء الأزهر، كما كان من مرتادي (الجمعية الشرعية), لكنه اختلف مع شيوخها حول قضية (الأسماء والصفات) وهي من قضايا العقيدة التي تختلف حولها بعض الفرق الإسلامية (كالمعتزلة والأشاعرة والجهمية والشيعة وغيرهم) مع أهل السنة والجماعة.

وما إن حصل الفقي على شهادة العالمية من الأزهر (الدكتوراه) حتى انطلق ومجموعة التفت حوله إلى الدعوة إلى التوحيد الخالص والدفاع عن السنة في المساجد والمقاهي والمنتديات، فذاع صيته، وكثر أنصاره حتى حدثت احتكاكات ومضايقات متبادلة بينه وبين الطرق الصوفية، فاتجه إلى العمل الجماعي المنظم من خلال إنشاء جمعية تحمل منهجهم وتنشر مبادئهم، ووضع لها قانونا، وكون لها إدارات، وبلغ أتباعه الآلاف.

بعد وفاة الشيخ الفقي تعاقب على جماعة أنصار السنة عدد من الرؤساء حتى عام 1969، وهو العام الذي أدمجت فيه الحكومة المصرية جماعة أنصار السنة في الجمعية الشرعية، واستمرت الجماعة على هذا الحال حتى جاء عام 1972، فأعيد إشهار الجماعة مرة أخرى على يد الشيخ رشاد الشافعي (المؤسس الثاني)، مستفيدة من أجواء حالة الانفتاح السياسي التي سمح بها الرئيس السادات.
وينتشر أعضاء الجمعية في كل محافظات مصر، ولها في مصر قرابة مائة فرع وألف مسجد.

الهيكل الإداري

ـ الرئيس العام للجماعة: وهو الذي ينتخب من قبل الجمعية العمومية للجماعة.

ـ الجمعية العمومية للجماعة: ويمثل فيها عن كل فرع عضوان فقط، ما عدا القاهرة؛ حيث يمثلها خمسة عشر عضوا، والإسكندرية ويمثلها سبعة أعضاء؛ وذلك لاتساعهما وكثرة عدد الفروع بهما.

ـ مجلس إدارة الجماعة: وهو الذي ينتخب من بين أعضاء الجمعية العمومية للجماعة، ويتكون من الرئيس ونائبه، والوكيل، والسكرتير العام، وأمين الصندوق، وعشرة من الأعضاء.

ـ الهيئة التنفيذية: وهي المعينة من قبل أعضاء مجلس الإدارة، وتشمل إدارات: التخطيط، والمتابعة، والدعوة، والإعلام، والبحث العلمي، والمشروعات الدعوية والإغاثية، والمالية، والعلاقات العامة، والفروع، والشباب، والشئون القانونية.

أهم الرموز

من الرؤساء: الشيخ محمد حامد الفقي - عبد الرزاق عفيفي- عبد الرحمن الوكيل - رشاد الشافعي - محمد علي عبد الرحيم - صفوت نور الدين.

ومن العلماء: الشيخ عبد الرزاق حمزة عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقا، والشيخ أبو الوفا درويش رئيس فرع الجماعة بسوهاج، والدكتور محمد خليل هراس أستاذ العقيدة بجامعتي الأزهر وأم القرى، والشيخ محمد عبد الوهاب البنا المدرس بالحرم المكي، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام الحرم المكي ومؤسس ومدير دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة.

المنهج

قامت هذه الجماعة على دعوة الناس إلى التوحيد الخالص المطهر من جميع أنواع الشرك، والدعوة إلى صحيح السنة بفهم السلف الصالح، وإرشاد الناس إلى نصوص الكتاب، والدعوة إلى مجانبة البدع والخرافات ومحدثات الأمور، كما تدعو إلى أن الإسلام دين ودولة، وعبادة وحكم، وصالح لكل زمان ومكان، ومن ثم يجب الدعوة إلى إقامة المجتمع المسلم، والحكم بما أنزل الله، فكل شرع غيره في أي شأن من شئون الحياة معتد عليه سبحانه، منازع إياه في حقوقه، ويجب في ذلك اتباع السياسة الحكيمة دون استعجال أو صدام لإقامة شرع الله تعالى في الأرض.

كما تعتقد الجماعة أن النظام الديمقراطي نظام كافر؛ لأنه يعطي الإنسان حق التشريع الذي هو حق خالص لله، وأن نظام الإسلام له ذاتية خاصة، فليس له علاقة بالنظم الغربية الحديثة، لكن الجماعة ترى أن الانتخابات بالترشيح وبالتصويت وسائل جائزة في حد ذاتها؛ لأن مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرهم في الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز، مع مراعاة الضوابط الشرعية إذا ترجحت المصالح على المفاسد.

وفي مجال أصول الدعوة، ترى الجماعة شرعية العمل الجماعي، ولا تقر التحزب لغير السنة والجماعة، وتقر التنظيم بالضوابط الشرعية.

وترى الجماعة أن إقامة الدولة الإسلامية (التمكين) لا يتحقق إلا بنشر التوحيد الخالص؛ فهو شرط لتحقيق وعد الله بالنصر وعودة الخلافة، وترفض بشدة العمل المسلح ضد الحكومات، وتعتبره خروجا لا ينتج عنه إلا اتساع دائرة الفتن.

التمايزات

على المنهج السابق تعمل جماعة أنصار السنة، لكن الملاحظ أن خطابها الرسمي يغرق كثيرا في تفاصيل العقيدة، ويعطي اهتماما لمحاربة البدع، لكنه لا يتطرق كثيرا لقضايا إشكالية في البيئة المصرية مثل قضية الحاكمية، كما يبتعد هذا الخطاب تماما عن السياسة، لكن المنهج الكلي للجماعة، والذي يقر العمل الجماعي المنظم -بضوابط- والذي تحدث عن وجوب إقامة شرع الله، بل الحكم بالكفر على من لا يطبقه، جعل من هذه الجماعة إطارا فضفاضا سمح بمساحة من العمل تحت لافتتها لجميع التيارات السلفية في مصر تقريبا من علميين وحركيين ومداخلة، وإن بقيت السيطرة على مفاصل الجماعة للتيار المدخلي المصري بحكم تماهيه مع الأجهزة الأمنية التي تفرض رقابة صارمة على الجماعة، وتتدخل في كثير من تفاصيل حركتها؛ مما أبعد سلفية الإسكندرية الذين بدءوا نشاطهم ضمن إطار الجمعية، إلا أنهم ابتعدوا عنها لرغبتهم في العمل في مساحة واسعة وبعيدة عن مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى بعض المآخذ الشرعية على الجمعية.

ومع ذلك فقد شهدت الجماعة مؤخرا صراعا داخليا نشب بين تياراتها على إثر صدور كتاب للشيخ عادل السيد بعنوان: (الحاكمية والسياسة الشرعية عند علماء أنصار السنة) اتهم فيه السلفية السياسية ودعاة المدرسة السكندرية وحتى السلفية الجهادية باختراق المنهج العقائدي لأنصار السنة مستغلين الظرف السياسي المحلي والدولي الذي تمر به البلاد لتشويه سمعة السلفية الحقيقية من خلال تداخل السياسي بالعقائدي بين المنتمين لجماعة أنصار السنة.

(الدعوة السلفية)

النشأة:

في سبعينيات القرن الماضي بلغ النشاط الطلابي في الجامعات ذروته، وظهر ما وصف بالصحوة الإسلامية على يد ما كان يعرف بالجماعة الإسلامية التي ذهب معظمها للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن نفرا من هؤلاء الطلبة في جامعة الإسكندرية على رأسهم محمد إسماعيل المقدم رفضوا الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين متأثرين حينها بالمنهج السلفي القادم من الجزيرة العربية، وذهبوا ليكونوا نواة لدعوة سلفية أخذت في النمو بعد انسحاب الطلاب المتأثرين بالمنهج السلفي من الجماعة الإسلامية التي كان قد أحكم الإخوان قبضتهم عليها، وبدأ التنافس شديدا بين هؤلاء الشباب السلفيين والإخوان على ضم الطلاب والسيطرة على المساجد، وبلغ ذروة الصدام عام 1980، على أثره قرر هؤلاء السلفيون العمل بطريقة منظمة، فكونوا ما يشبه باتحاد الدعاة، ثم أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك اسم (المدرسة السلفية)، وأصبح محمد عبد الفتاح (أبو إدريس) قيم هذه المدرسة أسوة بالمدارس العلمية التي كانت قائمة في عصور الازدهار في التاريخ الإسلامي، ورفضوا لفظ الأمير؛ لاعتبارهم أنه يقتصر على إمارة الدولة.

وبعد عدة سنوات من العمل الحركي والجماهيري أطلقوا على منظمتهم (الدعوة السلفية) بعد انتشارهم في كل أنحاء مصر، وكثرة أتباعهم الذين يقدرون بمئات الآلاف، لكنهم يشتهرون بمسمى هو (سلفيو الإسكندرية).

الرموز


من اليمين الشيخ أحمد فريد ومحمد إسماعيل المقدم

ومن رموزهم: محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، وسعيد عبد العظيم، ومحمد عبد الفتاح، وياسر برهامي، وأحمد حطيبة، ومحمود عبد الحميد، وأبو إدريس، كما ينتمي الثلاثي الشهير: محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحويني، إلى مدرسة الدعوة السلفية، وإن غلب عليهم الجانب العلمي الوعظي، ومراعاتهم لمقتضيات العمل في الفضاء الإعلامي.

المنهج

يدعو هؤلاء السلفيون إلى العودة لأخذ الإسلام من أصليه: الكتاب، والسنة، بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ويهتمون بمسائل التوحيد وتصحيح العقيدة، والنهي عن البدع والخرافات، ويدعون كل من التزم بهذا المنهج إلى الاجتهاد في طلب العلم الشرعي؛ حتى يتسنى للمسلم معرفة الأوامر والنواهي في الفروض والسنن والواجبات، كما يهتمون بكتب التراث، ونقولات الأئمة من أصحاب المذاهب والفقهاء؛ ولذا يطلق عليهم أيضا (السلفية العلمية).

إلا أنهم ينفون عن أنفسهم تهمة "الرجعية"؛ إذ لا تتعارض السلفية مع التقدم؛ لأن التقدم في الإسلام تقدم أخلاقي يمضي قدما في تحقيق الرسالة التي نيطت بهذه الأمة، مع الأخذ بأسباب العمران المادي في نواحي الحياة كلها، وأن المفهوم الإسلامي للحضارة أرقى بكثير من التصور الغربي، لكن الشائع عن هؤلاء السلفيين أنهم يتبنون إستراتيجية لتغيير المجتمع تمر بأربع مراحل:

أولا: التصفية: وهي تصفية عقائد المسلمين من كل ما يعتبرونه مخالفة شرعية، وإقناعهم بالمنهج السلفي في الحياة، وأن يقوم علماء المسلمين بتنقية الكتب الشرعية كلها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والآراء الفقهية التي تخالف الحديث الصحيح.

ثانيا: مرحلة التربية: وهي التي تجعل من الفرد سلفيا صالحا؛ حيث يتم دعوة وتربية أغلبية المسلمين على هذه الكتب الصافية من أي أخطاء، وبعدها تأتي مرحلة التمكين الشامل دون انتخاب أو انقلاب.

ثالثا: المفاصلة: حيث يعلن المؤمنون انفصالهم عن الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ويعلنون أن هؤلاء الحكام على باطل، وينذرون الحكام وأعوانهم بالرجوع عن باطلهم، وإلا سيواجهون جهادا إسلاميا من أهل الحق، ويطالب كل المسلمين بتحديد موقفهم بشكل واضح إما مع أهل الحق، وإما مع أهل الحكم، وهنا حكمهم هو حكم أهل الباطل.

رابعا: الجهاد: وهو في حالة إذا ما رفض الحكام الالتزام بالإسلام بعد الإنذار السابق فحينئذ يجاهدهم أهل الحق؛ لأن الصفوف في هذه الحالة ستكون قد تمايزت، فصار بعض الشعب مع الحق وبعضه مع الباطل، وهنا سيكون الفريقان المتصارعان واضحين لا لبس فيهما, فلا يقع ضحايا لا علاقة لهم بالصراع، بل يكون أي إنسان إما مع هذا الفريق أو ذاك.

التمايزات

يؤمن أصحاب مدرسة الدعوة السلفية -كما يؤمن أنصار السنة المحمدية- بالعمل الجماعي التنظيمي العلني، لكن أصحاب الدعوة السلفية يرفضون العمل من داخل مؤسسات الدولة الرسمية؛ ولذا فهم يرغبون في إنشاء تنظيم علني لكن لا يخضع لإشراف الدولة لسببين:

الأول: لأنهم يعتبر أن مؤسسات الدولة غير إسلامية، والعمل تحت لوائها يعد بمثابة دخول للعبة السياسية التي يرفضون المشاركة فيها.

والثاني: أنهم لا يودون الخضوع للرقابة الأمنية، ولا للتوجيهات الحكومية في ممارستهم لدعوتهم.

وبالفعل أنشأ سلفيو الإسكندرية تنظيما كاملا، له فروع ومسئولون، وذو آلية ونظام صارم، لكن عندما بدأ في التوسع شرعت الأجهزة الأمنية في محاولة تفكيكه، وتم توقيف محمد عبد الفتاح أبو إدريس (قيم الدعوة السلفية)، وسعيد عبد العظيم (المشرف على المجلس التنفيذي للدعوة السلفية)، وتم وقف مجلة «صوت الدعوة»، وإغلاق معهد إعداد الدعاة، ولم يبق لهم من مجالات العمل سوى الجامعة، ولم تعترض الأجهزة الأمنية على مساحة العمل هذه إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ حيث ضيق الأمن عليهم الخناق؛ فلم يسمح لهم بالسفر والعمل حتى خارج الإسكندرية، وخير قادة المدرسة السلفية في الإسكندرية بين حل التنظيم أو اعتقال جميع قياداتهم في الخارج، فاختاروا الأول.

وإذا كانت جماعة أنصار السنة لا ترى بأسا في المشاركة السياسية في النظام السياسي غير الإسلامي على اعتبار أن مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرهم في الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز، مع مراعاة الضوابط الشرعية، فإن سلفيي الإسكندرية يفتون بحرمة هذه المشاركة على اعتبار أن موازين القوى الحالية عالميا وإقليميا ومحليا لا تسمح لهم بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم لا يمكن التنازل عنها.

لكن موقفهم القاضي بعدم المشاركة السياسية لا يعني عندهم عدم الانشغال بالسياسة؛ فخطابهم السلفي يتناول السياسة من جهة التأصيل الشرعي والعقدي، فهم يسعون إلى إصلاح السياسة والحكم، ويتقاطع خطابهم مع القضايا الحياتية واليومية وإبداء الرأي فيها، على عكس أنصار السنة.

ومع أن سلفيي الإسكندرية يؤمنون بأن السرية منهج نبوي استخدمه كثير من الأنبياء، إلا أنهم لا يرون الآن حاجة للعمل السري؛ لأنهم تمكنوا من دعوتهم العلنية، وأن السرية أضر من العلانية في هذا الزمان -على حد تعبير ياسر برهامي- لأنها قد تؤدي إلى الصدام مع الدولة؛ وهو الأمر الذي يرفضونه، كما يؤمن سلفيو الإسكندرية بكفر الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله، لكنهم لا يكفرونه عينيا، أي لا يقولون إن الحاكم فلانا كافر إلا بعد أن تقام عليه الحجة، فإذا امتنعت فلا.

(السلفية المدخلية)

النشأة:

التيار السلفي المدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي المدخلي في المملكة العربية السعودية، والذي كان قد برز إبان حرب الخليج الثانية 1991، والتي كانت نتيجة لغزو العراق تحت حكم صدام حسين للكويت، وبدأ هذا التيار في الظهور كتيار مضاد للتيارات المعارضة لدخول القوات الأجنبية كالإخوان والسرورية فذهبت أبعد مما ذهبت إليه مؤسسات الدولة الرسمية مثل هيئة كبار العلماء، والتي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية على أساس أن فيها مصلحة، إلا أنهم لم يجرموا من حرم دخولها أو أنكر ذلك، فجاء الجامية واعتزلوا كلا الطرفين وأنشئوا فكرا خليطا يقوم على القول بمشروعية دخول القوات الأجنبية، وفي المقابل يقف موقفا معاديا لمن يحرم دخولها أو ينكر على الدولة ذلك، وهذا على أساس مرجعية سلفية تتمترس في أدلة من القرآن والسنة ويعرفون بـ"الجامية" نسبة لمحمد أمان الجامي الإثيوبي الأصل، وهو المؤسس الحقيقي لهذا التيار، ويلقبون أيضا بـ"المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي وهو أحد رموز هذا التيار في المملكة العربية السعودية.

المنهج


أسامة القوصي
لم يختلف المداخلة عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم، وإن كان فاسقا، إلا أن المداخلة -خلافا لكثير من التيارات السلفية- يعتبرون أنه لا يجوز معارضة الحاكم مطلقا، ولا حتى إبداء النصيحة له في العلن، ويعتبرون ذلك أصلا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجا على الحاكم المسلم، كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى مثل منصب المفتي مثلا أو بمؤسسة الأزهر، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين، فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها، ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج".

كما تتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان، ومن ثم فهي تشن هجوما حادا على الجماعات الإسلامية وتصفها بالحزبية؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم، ومن ثم فهم "خوارج "على النظام، ومبتدعة في الدين، وهجومهم عليهم يهدف إلى إنهاء الفرقة في الأمة، والتفافها حول سلطانها.

ويعتبر المداخلة أن الحكم بما أنزل الله أمر فرعي، وليس أصلا من أصول العقيدة، وبذلك فإن من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية لا يكون قد ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول.

وأبرز رموزها:

محمود لطفي عامر - أسامة القوصي - محمد سعيد رسلان - طلعت زهران - أبو بكر ماهر بن عطية - جمال عبد الرحمن - علي حشيش - عبد العظيم بدوي.

التمايزات

يعتبر المداخلة أنهم الطائفة المنصورة، وأن منهجهم هو منهج أهل السنة والجماعة؛ ولذا فهم يتصفون بالحدة في نقدهم لمخالفيهم إلى درجة يصفها البعض "بالتجريح"، فيكاد يكون الهجوم المدخلي قد نال كل الرموز السلفية وتياراتها في مصر تقريبا، فكل من يخالف منهجهم هاجموه، وهم في ذلك يحتسبون الأجر عند الله؛ لأن كشف زيغ المخالفين وانحرافهم عن العقيدة السلفية واجب شرعي يثابون عليه، وبالطبع فكل من ليس على منهجهم فهو ليس على المنهج السلفي وفهم السلف، لكن يبدوا أن الهجوم على السلفية الحركية والعلمية كان الأشرس؛ فكثيرا ما ينتقد محمد سعيد رسلان السلفيين الحركيين، ويصفهم بأنهم أهل ثورة وفتن، ومن أهل إحداث القلق والفوضى، ثم يهون من نتيجة دعوتهم ويصفها بالفشل في كل البلاد التي عملوا فيها والتي أوصلوها للخراب والدمار.

أما محمود لطفي عامر فقد نذر نفسه للهجوم على رموز السلفية العلمية، وسلفيي الإسكندرية بمجموعة من الخطب وكثير من المقالات وصفهم فيها بأنهم قطبيون، واعتبر أن ما يقولونه ليس من منهج أهل السنة، ووصف عامر: محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، ومحمد إسماعيل المقدم بأنهم "قوم مراوغون مخادعون يريدون طمس الحقائق بزيف العواطف والتعصب والهوى".

(السلفية الحركية)

النشأة:

في ذات الوقت الذي نشأت فيه الدعوة السلفية في الإسكندرية، كان هناك في حي شبرا في القاهرة مجموعة من الشباب شكلت تيارا آخر، أطلق عليه فيما بعد: السلفية الحركية، وكان أبرزهم الشيخ فوزي السعيد.

أهم الرموز:

الدكتور محمد عبد المقصود، والدكتور سيد العربي، والشيخ فوزي السعيد، والشيخ نشأت إبراهيم.

المنهج


د. محمد عبد المقصود

يكاد يتطابق منهج السلفية الحركية مع منهج الدعوة السلفية (مدرسة الإسكندرية)، إلا أن السلفيين الحركيين لا يكتفون بتكفير الحاكم حكما فقط، ولكن يذهبون إلى تكفيره عينيا إذا لم يحكم بما أنزل الله، ويجهرون بذلك في خطابهم الدعوي، كما يعتقدون أن مظاهر المجتمعات الإسلامية الآن من تبرج وسفور ومعاص كلها من أمر الجاهلية، لكن لا يكفر بها، وأي انحراف عن الشريعة بزيادة أو نقصان فهو أمر الكفر، وما خالف الإسلام فهو جاهلية في الكبيرة والصغيرة، وأن الكفر المراد في الآية الكريمة {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، يقصد به الكفر الأكبر لا الأصغر، بل إن الذي لا يروج للكفر أيا كان فهو كافر، كما يعتقدون بحرمة المشاركة في المجالس النيابية؛ لأنها تتحاكم إلى غير شرع الله، وتجعل الدستور الذي وضعته حاكما لشريعة الله عز وجل وهذا كفر.

ودائما ما يشن الحركيون هجوما عنيفا على التيارات السلفية التي يرون أنها تهون من مفهوم المعصية، ويحصرون مفهوم الكفر في دائرة تكذيب الدين أو الجحود، ويصفونهم بـ(مرجئة العصر).

التمايزات

يتفق السلفيون الحركيون مع سلفية الإسكندرية ومع جماعة أنصار السنة في مشروعية العمل الجماعي بضوابط وشروط، منها: عدم التحزب أو التعصب لفكرة بعينها -غير كلام الله ورسوله- يوالي أصحابها عليها ويعادون، كما لا يضعون الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة ضمن الفرق النارية الثنتين وسبعين؛ لأنهم يفرقون بين الجماعات والفرق؛ فالجماعات أصولها هي أصول أهل السنة والجماعة، لكنهم ينفون عن هذه الجماعات أن يكونوا هم الطائفة المنصورة، بل هم من الفرقة الناجية فقط، ومع ذلك فالسلفية الحركية ترفض تكوين جماعة خاصة بهم؛ كي لا تزيد افتراق الأمة، لكن تشجع أتباعها على التعاون مع جميع الجماعات العاملة على الساحة فيما اتفقوا عليه، وتعتزلهم فيما تفرقوا فيه وفرقوا الأمة بسببه؛ ولذلك فلا يرفض هؤلاء السلفيون العمل مع أي جماعة أو تنظيم أراد أن يقيم دولة الإسلام، أو أن يعيد دولة الخلافة، ومن هنا تأتي تسمية هذا التيار بالحركي.

الحركيون والدولة

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قام رموز تيار السلفية الحركية بالتبرير في أكثر من محاضرة لهم بالهجوم الذي قامت به القاعدة، وامتدح بعضهم أسامة بن لادن، ووصفوا الولايات المتحدة الأمريكية بالطاغوت الأكبر، وأفتوا بأن جهادها كجهاد إسرائيل، وبعدها تعرض هذا التيار لحصار أمني شديد، وتم اعتقال الشيخين نشأت إبراهيم وفوزي السعيد، وقدما مع مجموعة من الشباب السلفيين بتهمة تشكيل تنظيم أطلق عليه (الوعد)، لكن هناك من يرى أن دور الشيخين لم يتعد الإفتاء لعدد من هؤلاء الشباب بجواز جمع التبرعات وتهريبها للفلسطينيين، كما أفتوا بجواز الانتقال للأراضي المحتلة للمشاركة في المقاومة المسلحة هناك، وعلى إثر ذلك قام هؤلاء الشباب بجمع عدة تبرعات وهربوها لغزة، كما حاولوا التدرب على السلاح بهدف الانتقال لغزة للمشاركة في القتال.

ومع أن الشيخين قد أفرج عنهما بعد عدة سنوات من الاعتقال؛ إلا أن رموز هذا التيار ممنوعون من التعبير عن آرائهم في أي مكان، سواء في المساجد، أو في الصحف، أو الفضائيات، أو حتى في جلسات خاصة.

الجمعية الشرعية

النشأة:


الدكتور فؤاد على مخيمر

أسس الشيخ محمود خطاب السبكي الجمعية الشرعية عام 1912 تحت اسم "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية"، وكان دافعه في ذلك رؤيته للواقع المصري المضطرب في ظل الاستعمار الذي نتج عنه تنحية الشريعة الإسلامية عن الحياة العامة، وتغيير مسار التعليم ومناهجه، وبدايات حملة التغريب التي ظهرت في تلك الفترة، وما صاحبها من دعوات تقلل من قيمة المرأة ومكانة الشريعة الإسلامية في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وظهور وتفشي البدع والخرافات.

وبرغم أن الهدف الأساسي الذي سعت إليه الجمعية عند إنشائها هو الوعظ والإرشاد والدعوة إلى الالتزام بالسنة ومحاربة البدعة، فإن هدف تدعيم قيمة التعاون والتكافل بين أبناء الشعب شغل بال السبكي منذ لحظة التأسيس الأولى.

وتنتشر فروع الجمعية في جميع أنحاء جمهورية مصر، وتعتبر من أقوى وأبرز المنظمات العاملة في العمل الخيري، ليس فقط لأنها تمتلك أكثر من 350 فرعا في مختلف أنحاء البلاد، بل لامتلاكها بيئة خدمية اجتماعية واقتصادية تغطي أنحاء البلاد، ورئيسها حاليا هو الدكتور محمد المختار محمد المهدي، وهو من علماء الأزهر.

الرموز:

1- الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، وهو مؤسس الجمعية، كان من علماء الأزهر، وله عدد من المؤلفات، منها كتاب "الدين الخالص".

2- الشيخ أمين محمود محمد خطاب السبكي، وهو نجل "السبكي" المؤسس، وتولى رئاسة الجمعية بعد رحيل والده، وظل الشيخ أمين رئيسا لها حتى وفاته، وقام بتحقيق مؤلفات والده، ومن مؤلفاته: "إرشاد الناسك إلى عمل المناسك".

3- الشيخ عبد اللطيف مشتهري، وهو من أشهر رؤساء الجمعية بعد مؤسسها، وشهد عهده انطلاقة كبرى للجمعية وأنشطتها في مصر، وكان من العلماء ذوي المكانة.

4-الشيخ الدكتور فؤاد علي مخيمر: وهو من علماء الأزهر، وكان من المتجردين لعمل الجمعية، حتى إنه ترك بيته بعد تولي رئاستها، وسكن في مقر الجمعية حتى يباشر مصالح المسلمين، ومن مؤلفاته: "السنة والبدعة بين التأصيل والتطبيق"، و"الشباب وقضايا العصر".

الأهداف:

إلى جانب أن هذه الجمعية نادت بالدين الإسلامي ككل لا يتجزأ، وإلى إحياء السنة ومحاربة البدعة، فإنها حددت عددا من الأغراض وراء إنشائها، منها: نشر التعاليم الدينية الصحيحة والثقافة الإسلامية لإنقاذ المسلمين من المعتقدات الفاسدة، وكذلك فتح الكتاتيب لتحفيظ القرآن، وإنشاء المساجد، والقيام بواجب الرعاية الاجتماعية من خلال إعانة المنكوبين، وإنشاء المستشفيات لمعالجة الفقراء، وتحقيق مبدأ التضامن الاجتماعي من خلال رؤية إسلامية.

التمايزات:

آمن الشيخ السبكي بالعمل الجماعي المنظم البعيد عن السياسة، وعمل بمبدأ (الانشغال بالسياسة وعدم الاشتغال بها)، فدائما ما كان يؤكد أن جمعيته لا تتعرض للأمور السياسية التي يختص بها أولو الأمر، ولعل هذا النهج في العزوف عن العمل السياسي هو ما هيأ لها أسباب الاستمرار، ولم يحفز السلطة على مناهضة أنشطتها، ومع أن هذا منصوص عليه في ميثاق الجمعية، فإن البعض يرى أن الجمعية قد انحرفت عن هذا المبدأ ولو قليلا، إلا أنها لسبب أو لآخر قامت عبر الحاج عيسى عاشور صاحب دار الاعتصام للنشر بإصدار مجلة (الاعتصام)، واتفق مع الجمعية الشرعية على اعتبار المجلة لسان الجمعية الشرعية, وظلت هذه المجلة تكتب عن السياسة وكأنها إحدى صحف المعارضة؛ مما دفع رئيس مصر السابق أنور السادات إلى وضعها في زمرة الصحف والمجلات التي صادرها ضمن القرارات التي أصدرها ضد جميع قوى المعارضة المصرية في 5 سبتمبر 1981م, لكن الجمعية الشرعية أصدرت في السنوات الأخيرة مجلة باسم «التبيان» وهي تنحو منحى سياسيا أشبه بالاعتصام، لكن الاتجاه الإخواني الذي تميزت به الاعتصام خفت قليلا في التبيان، وإن ظل بارزا بها, ويعكس التوجه السياسي لهاتين المجلتين -برغم تعبيرهما عن جمعية تنأى بنفسها عن السياسة- حالة عدم الاقتناع بالالتزام الحرفي لقاعدة عدم الاشتغال بالسياسة التي كان محمود خطاب السبكي قد التزم بها منذ تأسيس جماعته، كما يعكس أيضا اختراق جماعة الإخوان المسلمين للجمعية.

السلفيون المستقلون

النشأة:

هذا التيار يعد امتدادا للتيار السلفي القديم في مصر منذ العصور الوسطى، وقد مثله العديد من المجموعات والجمعيات منذ بدايات القرن العشرين مثل جمعية الهداية التي قادها الشيخ محمد الخضر حسين، وكانت تقوم على الدعوة إلى الالتزام بالسنة ومحاربة البدع، وكان منتموها يهتمون بالهدي الظاهر في المسائل المتعلقة بشكل الملابس واللحية وشعر الرأس والحجاب، وغيرها من هذه الأمور.

ثم امتد هذا التيار إلى سبعينيات القرن الماضي متأثرين أيضا بالتيارات السلفية القادمة من المملكة السعودية، لكنهم لم يجمعهم تنظيم معين ولا يسعون لذلك، ولا يجمعهم إلا شيخ يتتلمذون على يديه، ويلتفون حوله حتى كونوا عددا من المجموعات تلتف حول عدد من المشايخ.

أهم الرموز:

أشهر هذه المشايخ وأكثرهم شعبية هو أسامة عبد العظيم أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، ويقال إن أتباعه يزيدون عن مائة وخمسين ألفا من النشطاء منتشرين في معظم أنحاء مصر، ويعتبر الشيخ محمد مصطفى الدبيسي ثاني أهم رموز هذا التيار، ويعد بمثابة النائب لأسامة عبد العظيم.

المنهج:

يؤمن هذا التيار بالتغيير القاعدي؛ فهم يفسرون قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} بأن واقع الأمة الإسلامية لن يتغير إلا إذا غير كل فرد من نفسه وأصلح من حالها وفق معايير الإسلام، ثم يبدأ في تغيير من حوله من أهله وجيرانه وزملائه في العمل فيغيرون هم أيضا بنفس الطريقة، وهكذا تنصلح الأمة، ثم إن شأنهم كشأن باقي الفصائل السلفية يدعون إلى تنقية الدين من البدع، وبدأت تتطور وسائل هذا التيار في نشر الدعوة من الخطابة وإلقاء الدروس إلى الدخول في الفضاء الإلكتروني والإعلامي.

التمايزات:

لا يؤمن هذا التيار بالعمل الجماعي التنظيمي، كما أنه لا يشتغل بالسياسة ولا ينشغل بها أصلا، لكن هناك من أكد أن رموز هذا التيار يبدون آراءهم في الشأن السياسي في جلسات سرية لأتباعهم المقربين، ويقتصر كلامهم السياسي على شرح تصوراتهم للواقع السياسي ومشكلاته، ويعتبرون هذا الكلام من الأسرار التي يكون من المحظور على الجميع إذاعتها خارج نطاق الذين حضروا هذه الجلسات، وقيل أيضا إن أكثر هذا التيار لا يمانع من المشاركة في التصويت في الانتخابات النيابية وغيرها من أنواع الانتخابات لدعم محاولات الإصلاح، وهم في ذلك يتفقون مع أنصار السنة وجماعة الإخوان المسلمين.


*صحفي مهتم بشئون الحركات الإسلامية

نقلا : اسلام اون لاين

أبو معاوية الفهري
2010-03-12, 22:53
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقاسمي الجزائري http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=2431526#post2431526)
بغض النظر عن غربة المناسبة عن قيمنا وتاريخنا وبغض النظر عن تعوّد العالم على الاحتفال في هذا اليوم بالمرأة مستعرضا تاريخ نظالها واهم حقوقها التي نالتها عبر العصور سواء بفضل جهدها الذاتي أو بمساعدة الرجل
فالأهم من هذا وذاك هو النقاش في ما هي الحقوق التي مازالت لم تنلها المرأة الجزائرية المسلمة؟
وماهي ضريبة خروجها من بيتها لغير ضرورة أو المكاسب التي تجنيها معاملة ؟

أحلام (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=6706) مشرف منتديات عامة للترفيه و التسلية



أرى أن الآن وصلنا زمن الرجل هو من عليه أن يطالب بحقوقه،

أما المرأة فقد خرجت من قوقعتها وتمكنت من فرض نفسها بطريقة "سخيفة"...

وصلنا إلى زمن اختلفت فيه الموازين،

وأصبح بعض النساء نمد لهم بالأنوثة كجنس فقط يوضع في بطاقة التعريف لا غير...

أظن أن خروجها من بيتها هي من أرادته واختارته...

مثلا لو نأخذ حيوان عشبي ونطعمه لحما، ونداومه على هذا سيخرج من طبيعته وغريزته التي خلقه عليها الله أترككم تتخيلون النتيجة...

أظن أن القارئ يمكنه ربط المثال بالموضوع ليفهم قصدي...

شكرا لتدخلكم جميعا.

قلت : هذا يبين فساد فهمك وانك غير مأهل ان تكتب في هذه المسائل

واكتفي بالتنبيه أنك وقعت في خطأ شنيع حين جعلت خلاف الشيعة الجهمية والشيعة من الفرق الاسلامية
وهذا يدل على جهلك بأقوال الجهمية والشيعة في العقيدة

ولا داعي لان نفتح هذا الباب

فإذا كنت لم تعرف واقع الجهمية والشيعة و أقوالهم الكفرية في العقيدة بإجماع اهل السنة والجماعة

فكيف تعرف المنهج والعقيدة السلفية مع انك متناقض فيما نقلت

فقد نقلت عن الصحافي المجهول قوله و الحمد لله الذي كان مايبطل اتهاماته في قوله :


يدعو هؤلاء السلفيون إلى العودة لأخذ الإسلام من أصليه: الكتاب، والسنة، بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ويهتمون بمسائل التوحيد وتصحيح العقيدة، والنهي عن البدع والخرافات، ويدعون كل من التزم بهذا المنهج إلى الاجتهاد في طلب العلم الشرعي؛ حتى يتسنى للمسلم معرفة الأوامر والنواهي في الفروض والسنن والواجبات، كما يهتمون بكتب التراث، ونقولات الأئمة من أصحاب المذاهب والفقهاء؛

يكتب بماء من ذهب

قلت : فهذه تزكية للمنهج السلفي ليس بعدها تزكية وكما قيل شهد شاهد من اهلها, وهذا يبين انهم يدعون دعوة الحق فمن ثبت على هذا المنهج فهو السلفي ومن خالف ينسب إلى مخالفته إما خروج او تكفير او ارجاء او تصوف او اعتزال أو تجهم أو الرفض أو علمنة او ..... من البدع المضللة أو المكفرة

وهداني الله واياك يا بلقاسمي للحق والعمل به ..

أقوال السلف في وجوب التمسك بالسنة والحذر من البدع.
تمهيد
وردت عن السلف الكرام أقوال كثيرة في الحث على التمسك بكتاب الله تعالى وأن الهدى والخير والفلاح كله في ذلك وأنه يجب على كل المسلمين الرجوع إلى كتاب الله والتمسك به في كل أحوالهم واختلافاتهم كما قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59].

وهذا هو منهج كل من جاء بعد السلف الكرام من التابعين ومن تبعهم من علماء المسلمين وعامتهم وفي كتب شيخ الإسلام رحمه الله وتلميذه ابن القيم وغيرهما كالطبري وابن كثير وأهل الحديث كالشيخين وغيرهما ممن تزخر بأقوالهم المكتبات الإسلامية في كتبهم من الأقوال والشروحات ما لا مزيد عليه في وجوب التمسك بكتاب الله والعمل به والرجوع إليه.وعلى هذا "فقد اتفق المسلمون سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين بين الأئمة والمجتهدين هو الرد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الناطق بذلك الكتاب العزيز {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59] ومعنى الرد إلى الله سبحانه الرد إلى كتابه ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم الرد إلى سنته بعد وفاته وهذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين"
.
- وهم يؤكدون أن الخير كله فيها وأن الشر كله في الابتعاد عنها وفي الابتداع الذي يسببه اتباع الهوى والبعد عن السنة والسير خلف التأويلات الباطلة التي هلك بسببها الكثير ممن جرفتهم التيارات المنحرفة ومن تلك الأقوال.

- قال عبد الله بن مسعود "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم" .-
وعن معاذ بن جبل من كلام له رضي الله عنه قال : "فإياكم وما ابتدع فإنما ابتدع ضلالة" .-

وقال حذيفة: اتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً وإن تركتموه يميناً وشمالاً فقد ضللتم ضلالاً بعيداً"

.- وعن عبد الله بن مسعود قال: يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا يعني الإصبع فإن تركتموهم جاؤوا بالطامة الكبرى وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة وإن آخر ما يتركون الصلاة ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة

.- وعن عبد الله بن الديلمي قال : إن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة

.- وعن حسان بن عطية قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة

- وعن عمر بن عبد العزيز قال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله عزّ وجلّ واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا فقد اهتدى ومن استبصر بها بصر ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله عزّ وجلّ ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا
.
- وأقوالهم في هذا الصدد كثيرة وإنما تلك أمثلة يكتفي بها طالب الحق الحريص على سلامة دينه من غوائل أقوال أهل الباطل الذين يقدمون البدع على السنة ويحلونها محلها ويعتبرونها ديناً يجب اتباعه.

استدلالهم على وجوب العمل بما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم:

يعمل السلف بما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصحابة أفقه وأعرف بما يقولون وقد زكاهم الله ورسوله وبذلك تعتبر أقوالهم وأفعالهم سنة يجب العمل بها وخصوصاً الخلفاء الراشدين منهم.

ومما ورد في وجوب العمل بما صح عن الصحابة:-

جاء عن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ)) .

- وعن خصوص أبي بكر وعمر رضي الله عنهما جاء قوله صلى الله عليه وسلم : ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر))

وهذا يدل على مزيد فضلهما ووجوب الاقتداء بهما.

وعلى هذا أجمع السلف وهو من أسس عقائدهم وقد مدح الله السلف الكرام من الصحابة ومن سار على نهجهم بقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة:100]
فهم السابقون الأولون وأصحاب الشرف العظيم في وقوفهم إلى جانب نبيهم في ساعة العسرة وفدائهم له بأموالهم وأنفسهم وهم أول المجاهدين في سبيل الله من هذه الأمة.

وكانت نسبتهم في البداية بالنسبة إلى نسبة الكفار كنسبة الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود فإن الأرض كلها على الشرك وعبادة الأصنام.

فاستعذبوا العذاب في سبيل نشر النور إرضاءً لله تعالى وقرباً إليه ولا يوجد مسلم على ظهر الأرض إلا وهو مدين للصحابة بالشكر والتقدير على نصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فتوحاتهم التي عمت أكثر البقاع في عهودهم المجيدة.

وتلك الحقيقة يعيها كل مسلم إلا من فسدت فطرته وانحرف واتبع هواه كالرافضة الذين ذهبوا يسبونهم ويكفرونهم مضادة للآية الكريمة: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر:10] ولهذا فقد كان ابن حزم رحمه الله حينما يدحض النصرانية ويثبت لهم تحريف كتابهم يستدلون عليه أن المسلمين أيضاً أثبتوا أن في القرآن تحريفاً وزيادةً ونقصاً فيقول لهم لا تحتجوا بكلام الرافضة واحتجوا بكلام المسلمين أو نحو ذلك لمعرفته التامة بأنه لا يمكن أن يقدم مسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً أن يدعي بأن هذا القرآن الموجود بين أيدينا قد تخلى الله عن وعده بحفظه أو أنه سلط عليه من يغيره ويبدله فإن من اعتقد حدوث هذا فقد خرج عن الإسلام إن كان يدعيه وكفر به.

وقوف السلف عند حدود النص

أما بالنسبة لوقوف السلف عند حدود النص وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه فهذا دليل من أقوى الأدلة على عمق فهمهم وقوة ذكائهم وحرصهم على ما ينفعهم في دينهم, به يظهر صدق متابعتهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام وحرصهم على إقامة سنته والبعد عن ما يكدرها فقد علموا أن العقل من أكبر نعم الله على عباده وأن الله جعله عوناً لصاحبه وربط الله به كثيراً من القضايا ونوّه به وبعلو شأنه ولكن السلف مع هذا يعلمون علم اليقين أن العقل له حد ينتهي إليه فإذا تجاوزه انقلب إلى الجهل والحمق سنة الله في خلقه وإن تكلف الأمور التي لا سبيل لمعرفتها إلا عن طريق النص يعتبر تعدياً وظلماً وقد يجر إلى القول على الله بغير علم والكذب عليه مع أنهم ليسوا في حاجة إلى ذلك فإن السنة واضحة ونهج من سبقهم فيها واضح وقد يجر كذلك إلى إحداث البدع وهو الأمر الذي ينفر منه السلف أشد نفور ويحذرون منه أشد تحذير فطالما جر عدم الوقوف عند النصوص إلى إحداث البدع والخرافات بل وإماتة كثير من السنن كما هو الحال عند أصحاب الأهواء وعباد العقول وتقديمهم لها على النصوص,. وكم من الفظائع والمآسي ارتكبت بسبب عدم فهم النصوص كما يحدثنا عنها التاريخ بل وإن تكفير أهل البدع بعضهم بعضاً ودليلهم واحد لهو أقوى الأدلة على مضار عدم فهم النصوص إذ إنه لا يوجد أي نص يؤدي إلى تكفير العاملين به بعضهم بعضاً وهو أمر معروف بداهة.

إعراض السلف عن أهل البدع

أما إعراضهم عن أهل البدع وعن مخالطتهم فقد أصبح أمراً معلوماً بالضرورة عند أهل السنة فقد حذروا من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم لعلمهم أن أصحاب البدع يوردون شبهات يضللون بها العامة قال تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ} [الأنعام:68].
وقال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ} [النساء:140].وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) .

وفي رواية: ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))
. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من رغب عن سنتي فليس مني)) .

وهذه الآيات والأحاديث كلها تدل على وجوب الإعراض عن المبتدعين وعن أقوالهم وما يحدثونه في دينهم بأهوائهم التي يقدمونها على السنة ومن هنا كانت نفرة أهل السنة عن أهل البدع اتباعاً لأمر الله وأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم ونصحاً لأنفسهم ولغيرهم.
وقد أكد السلف التحذير من أهل البدع ووجوب البعد عنهم.- قال ابن مسعود رضي الله عنه: وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم عليكم بالعلم وإياكم والبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق

.- عن مجاهد قال: قيل لابن عمر: إن نجده يقول كذا وكذا فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء

. وعن تحذيرهم من سماع كلام القدرية جاء عن أبي أمامة الباهلي قال: "ما كان شرك قط إلا كان بدؤه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا بدؤه تكذيب بالقدر وإنكم ستبلون بهم أيتها الأمة فإن لقيتموهم فلا تمكنوهم من المسألة فيدخلوا عليكم الشبهات"

- وعن تحذيرهم من الدخول في الخصومات مع أهل الأهواء جاء رجل إلى الحسن البصري فقال : "يا أبا سعيد إني أريد أن أخاصمك. فقال الحسن: إليك عني فإني قد عرفت ديني إنما يخاصمك الشاك في دينه"

- وعن بغض أهل الأهواء وحب الابتعاد عنهم قال أبو الجوزاء : "لئن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم" .
يعني أهل الأهواء.

- وكان الحسن يقول : "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"

.وكان ابن طاوس جالساً فجاء رجل من المعتزلة قال: فجعل يتكلم قال فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أي بني أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر راوي الخبر يعني أن القلب ضعيف

.وروى الدارمي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال : "إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة"

.وكان الشافعي ينهى النهي الشديد عن الكلام في الأهواء ويقول : "أحدهم إذا خالف صاحبه قال كفرت والعلم فيه أنما يقول أخطأت" .
وقال علي بن المديني : "من قال فلان مشبه علمنا أنه جهمي ومن قال فلان مجبر علمنا أنه قدري ومن قال فلان ناصبي علمنا أنه رافضي"
.
وقد رويت عن السلف من النصوص الكثيرة ما لا يحتمل المقام ذكرها هنا وكلها تهدف إلى أمر واحد هو اجتناب أهل البدع والتحذير منهم امتثالاً لقول الله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:68]. وقوله تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء:140].

وفي عدم مجالستهم حماية للعقيدة وحماية لقلوبهم لئلا تميل إلى شيء من شبهات أهل الباطل وحتى لا تنتشر أفكارهم بين الناس وفيه كذلك قيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن أهل البدع إن لم يجدوا من يرد عليهم تمادوا في باطلهم وضعف في نفوس الناس الإحساس بوجوب تغيير المنكر بل يستمرئون بعد ذلك وقد يعترض البعض فيقول إن مجالستهم ومناظرتهم فيها إقامة للحجة عليهم ودعوة لهم للرجوع أو يقول قد ناظر بعض السلف أهل الباطل كما فعل ابن عباس مع الخوارج وعمر بن عبد العزيز معهم أيضاً والمناظرة المشهورة لعبد العزيز الكناني مع بشر المريسي وغير ذلك والجواب والله أعلم أن مناظرة السلف لأهل البدع تعتبر بالجملة قليلة ولا يناظرونهم إلا إذا رأوا أن المصلحة تقتضي ذلك وفي مجامع عامة وعلنية.

وهي أيضاً لا تكون إلا مع من يرجى منه الرجوع أما المعاندين منهم المصرين على بدعهم الداعين إليها فإنهم كانوا يحذرونهم ويحذرون منهم وهذا من باب الحزم وإنكار المنكر والبعد عن الشر قبل الوقوع فيه فإن مجالسة أهل البدع والاستماع لكلامهم قد يجذب الشخص إليهم وقد يتشوش فكره بكلامهم فإذا حسم الشر من أوله كان أضمن لسلامته ومن هنا فإنه يجب الحذر من قراءة كتب المخالفين والاستماع لخطبهم وكلامهم قبل أن يحصن الشخص نفسه بالقراءة عنهم ومرد شبهاتهم.وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن من وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه)) .

يوسف زكي
2010-03-12, 23:20
بارك الله فيك الأخ الفاضل أبا معاوية على هذا التوضيح فقد كثر اللغط حول المنهج السلفي خاصة في الآونة الأخيرة مع ظهور المد التكفيري المبيح للدماء و غيره . فصار الجو رطبا و الوسط خصبا لبث الإتهامات الباطلة و سارع المشككون إلى التقسيم الزائف و التعريف الحائف .و جندت الأقلام. وكثر الأتهام ...و لكن الله غالب على أمره ......


فالسلفية منهج حياة متكامل، وصياغة للحياة كما لو كان السلف الصالح -وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية- يعيشون في زماننا.

السلفية عقائد، وأخلاق، وآداب، وأعمال، وأقوال، موافقة لما كان عليه سلف الأمة.

السلفية هي الامتداد الطبيعي للإسلام الخالي من البدع، والشبهات والشهوات.

و هناك من يتساءل لماذا لا يكفي اسم الإسلام؟ فالمولى عزوجل يقول : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)(الحج).

فالجواب: كان يكفي اسم الإسلام لو لم تفترق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كما أخبر المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، لكن لما افترقت الأمة، وظهرت فيها البدع التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لابد لمن تمسك بهدي الجماعة الأولى وما كانت عليه أن يتميز باسم ومنهج.

قيل للإمام أحمد: "ألا يسعنا أن نقول القرآن كلام الله ونسكت فقال: كان هذا يسع من قبلنا". أي: قبل ظهور قول المعتزلة بأن القرآن مخلوق.

فكان يكفي المسلم أن يقول القرآن كلام الله، ولكن بعد ظهور البدعة لا يكفيه ذلك حتى يقول القرآن كلام الله غير مخلوق.

فاسم الإسلام كان يكفي عندما كانت الأمة جماعة واحدة، وقبل ظهور البدع.

قال عبد الله بن مسعود: "إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستُحدِثُون ويُحدَثُ لكم، فإذا رأيتم محدَثةً فعليكم بالعهد الأول".

وقال الإمام مالك: "لم يكن شيء من هذه الأهواء، على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمر، وعثمان".

فالبدع ظهرت في آخر عهد الصحابة -رضي الله عنهم- مصداقاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: [/color[color=#FF0000]](فإنه من يعش منكم فسيرى اختلا فاً كثيراً)(رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

ولذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن الجماعة. فقال: "أبو بكر وعمر. فقيل قد مات أبو بكر وعمر. فقال: فلان وفلان. فقيل: قد مات فلان وفلان، فقال: أبو حمزة السكري جماعة".

فالسلفية هي التمسك بهدي الجماعة الأولى التي أمامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنحن ننتسب إلى هذه الجماعة عبر القرون والأجيال، ففي الصفوف الأولى منها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة، بدر وأهل الحديبية، ومنها أئمة الفقه، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

وأئمة التفسير كابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن كثير، وغيرهم من الذين حافظوا على عقيدة الصحابة، وفهم الصحابة للكتاب والسنة والذين نفضوا الغبار عن منهج أهل السنة والجماعة، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب، ومحمد بن عبد الوهاب والألباني وابن باز -
رحم الله الجميع-، وجمعنا بهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

أبوعبد الباسط
2010-03-12, 23:27
الصراحة أن السلفية كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تحاول رسم خريطة للإسلام غريبة الشكل مشوهة الأطراف
أي سلفية تقصدون
اهتمام بالمستحبات وإهمال متعمد للواجبات ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد والطغيان
تفرقة المسلمين من خلال الطعن في كل الفرق والعلماء إلا علماءهم
الجرح والتجريح عندهم مبدأ من المباديء لم يكن كذالك في يوم من الأيام
لم يلتزموا بقواعد أصول الفقه ولا أبجديات الفقه
بل تري الواحد منهم لايعرف تكوين جملة بسيطة يحاول الأخذمباشرة من الكتاب والسنة.ياسلام لمن يفعلها حتي جحا
ليس هناك سلفية واحدة بل آلاف السلفيات كالقطة تلد أولادها ثم حين تجوع تأكلهم واحدا واحدا
أغلب المنتسبين إلي السلفية أصحاب سوابق عدلية ومعقدون نفسيا ويهاجمون غيرهم وليس عندهم انفتاح ولا انضباط.
وهلم جرا

أبو معاوية الفهري
2010-03-13, 02:14
اهتمام بالمستحبات وإهمال متعمد للواجبات ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد والطغيان
تفرقة المسلمين من خلال الطعن في كل الفرق والعلماء إلا علماءهم


طيب بغض النظر عن الشيخ الذي ذكرته فقد أفضى لما قدم والعبرة بأقوال علماء الحديث فهم ادرى بالسنة من غيرهم

فهل انت تأيد تقتيل الجيش والشرطة في بلد الجزائر ؟؟؟؟؟؟؟

لأن علماء السنة يحذرون من التكفيريين و التفجير والتقتيل ولايبيحون المنكر ولايجوزونه بل يغيرون المنكر بالطرق الشرعية المعروفة التي ارشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم

واما قولك الاشتغال بالمستحبات فهذا كذب صراح بل نجد الطوائف المخالفه للمنهج السلفي هم الذين يخالفون هذا المبدأ فتجدهم لايشتغلون بالتوحيد بل بعضهم يقزمه و يجعلونه سببا للفرقة لانه يفرق بين الموحد والمشرك وهو دعوة الرسل والانبياء وهو اول ما امر الله به من العلم
قال تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله فاول معروف هو التوحيد واول منكر ينكر هو الشرك

إخوة الايمان والله أسأل كل منصف غيور مًن مٍن العلماء تجدونه يدعوا إلى التوحيد ويهتم به ويحذر من الشرك ويعادي عليه ؟؟؟؟

الجواب نتركه للقارئ ... والوقع يشهد بذالك بل نقول لك إيتنا بكلمة عن الشيخ المذكور فيها ان كار عبادة قبر البدوي الذي يحج إليه أكثر من ثلاث ملايين في مصر في السنة

وأما ردود اهل السنة بعضهم على بعض فهذه الردود لنصرة السنة وحماية للدين ..... وهذا موجود عند الأئمة......وطالب الحق يطلب الدليل ويسعى لإصابة الحق ...... وليس هم علماء السنة إلا نصرة السنة ففرق بين من هو محار للسنة مستصغر لها معاد لأهلها وبين من محب لها عامل بها وداع إليها

و من هو ساكة عن اهل شرك القبور وساكت عن التكفيرين كبلادن المفسد في الارض والظواهري ومنظرييهم المفسدين في الارض وشيعي الكفر لأاهل السنة والساب للصحابة حسن نصر اللات

وإن زدت زدناك يا أبو عبد الباسط ومنهج الاخوان المفلسين لا يخفى على كل شاب وشابة فطنة فولاءهم على قواعد حزبية وليس نصوص شرعية وهذا معلوم وهي شهادة اعيان من أصحاب تنظيم اخوان المسلمين

و التوفيق من الله

وفي الختام وفيكم بارك الله أخي يوسف وجزاك الله خيرا على ماأفدت واجدت فجزاك الله خيرا عن اهل السنة خيرا وبارك الله فيك

.

lolati
2010-03-15, 11:53
لا سلفية لا طائفية ولاهم يحزنون والله من كثر ما تعددت الفتاوي بدأنا نشك في ديننا واسلامنا
هذا يفتي وذاك يفتي والاخر يفتي هذا حلال وهذا حرام , هذا يعتمد على الشيخ الفلاني والاخر على الامام الفلاني , هذا يتبع المذهب الفلاني والاخر مذهب فلان, والله سئمنا وتعبنا في طعن العلماء والتجريح فيهم ووالله سوف نحاسب عليهم يوم القيامة كما ان هناك البعض من السلفين يطعنون في الشيوخ والدعاة ولا ادري لماذا ,والله غريب امرنا يا مسلمين نتفرق ونتضارب في الاراء وكل شيء واضح قد بينه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل
لهذا انا ادعوا كل شخص ان يترك الجماعات وليرجع الى سنة الرسول والقران الكريم وليقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم وليهتدي بهديه لا سلفية ولا طائفية كفانا تفرقة
لا اكراه في الدين
والله بقدر ما كثرت واختلفت الفتاوي بقدر ما كثرت الفتن في كل مكان
الدين جاء سهل ,وسط, فلما التشدد والتنفير والرسول قال بشروا ولا تنفروا
اخواني دعكم من الجماعات لان الواضح انها تضلنا اكثر مما تنير طريقنا
كل واحد يرجع للسنة والسيرة وسير الصحابة والقران الكريم
هذا هو الاصح والاصل

dahmani28
2010-03-15, 16:07
السلام عليكم

المسالة وما فيها : تعيش ما كتبه الله لك ....... تموت ........ تبعث .......... تحاسب ...... ثم إما جنة وإما نار

والحساب حسنات وسيئات في الميزان......

من غلبت حسنات سيئاته دخل الجنة ومن غلبت سيئاته حسانته دخل النار (إلا أن يشاء الله)

وعليه كل واحد يحاسب نفسه قبل ان يحاسب ..... فإنه سيحاسب وحده.......

فأنظر أخي ما أعددت لذلك اليوم .......

اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا

نينا الجزائرية
2010-03-15, 16:16
جزاكم الله خيرا

أبو معاوية الفهري
2010-03-15, 17:19
لا سلفية لا طائفية ولاهم يحزنون والله من كثر ما تعددت الفتاوي بدأنا نشك في ديننا واسلامنا
هذا يفتي وذاك يفتي والاخر يفتي هذا حلال وهذا حرام , هذا يعتمد على الشيخ الفلاني والاخر على الامام الفلاني , هذا يتبع المذهب الفلاني والاخر مذهب فلان, والله سئمنا وتعبنا في طعن العلماء والتجريح فيهم ووالله سوف نحاسب عليهم يوم القيامة كما ان هناك البعض من السلفين يطعنون في الشيوخ والدعاة ولا ادري لماذا ,والله غريب امرنا يا مسلمين نتفرق ونتضارب في الاراء وكل شيء واضح قد بينه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل
لهذا انا ادعوا كل شخص ان يترك الجماعات وليرجع الى سنة الرسول والقران الكريم وليقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم وليهتدي بهديه لا سلفية ولا طائفية كفانا تفرقة
لا اكراه في الدين
والله بقدر ما كثرت واختلفت الفتاوي بقدر ما كثرت الفتن في كل مكان
الدين جاء سهل ,وسط, فلما التشدد والتنفير والرسول قال بشروا ولا تنفروا
اخواني دعكم من الجماعات لان الواضح انها تضلنا اكثر مما تنير طريقنا
كل واحد يرجع للسنة والسيرة وسير الصحابة والقران الكريم
هذا هو الاصح والاصل


الله يهديك أختنا هنا ترفضين المنهج السلفي وهو منهج اهل السنة والجماعة وهو منهج أهل الحديث ومنهج القرون المفضلة قبل ان تكثر الاهواء والبدع

هذا ولكن نجدك في مكان آخر تمدحين حسن نصر اللات الذي يبغض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ويدين بعقيدة تطعن في عاشئة ام المؤمنين رضي الله عنها ....... ويكفر الوهابية والباديسية لانهم يدعون لترك عبادة القبور وتوحيد الله في العبادة و اتباع السنة الصحيحة

فهذا تناقض منك عجيب تقبلين بالشيعة الذين خطرهم لايخفى إلا على جاهل غارق في الجهل أو متجاهل واعجب منك كيف يخفى عليك هذا وانت تدخلين النت فأهل النت لايخفى عليهم كلام الشيعة في كتاب الله و أنه محرف وفي الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين
وان خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما باطلة

ولايخفى كذالك فعل الشيعة في تمهيدهم الطريق ومساعدتهم للتاتار في غزو بلاد المسلمين
وكذالك ما يقع لإخواننا اهل السنة في العراق الجريح من تقتيل وتحريق وانتهاك لاينتطح فيه عنزان

فنسأل الله السلامة من المغالطات
ولقد وجدتك تهدمين هذه القاعدة التي ذكرتها بقولك ليرجع الى سنة الرسول والقران الكريم وليقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم وليهتدي بهديه

فأقول لك لعلك لاتتعلمين ان كثيرا ممن زين لهم الشيطان أعملهم يخالفون هذه الكلمة ويخرجون عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام

أسألك أيسع العارف أن فلان خالف النبي صلى اله عليه وسلم أن لاينكر عليه وان لاينصحه وكذالك ألا يسعه ان يحذر ممن أراد ان يخرج الناس من السنة إلى البدعة انتصارا للتوحيد والسنة

و علما ان كلامك الآنف هو طعن في جميع المسلمين من عصر الأئمة إلى زمننا ولم تدعي أحدا لانه لايكاد يوجد عالم إلا و هو على مذهب احد الأئمة وان خرج عليه ببعض المسائل ظهر فيها الدليل

و كذالك كلامك هذا مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
ولقوله طوبى للغرباء قيل من هم يارسول الله قال أناس صالحون في اناس سوء كثير من يعصهم أكثر مما يطيعهم
وفي الرواية الذين يصلحون ما أفسد الناس أي في الدين
ولقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري (http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري (http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 7311
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فهذه النصوص تدل على انه لايخلوا زمان من دعات الحق الذين هم على هدي النبي وصحابته الكرام
والعامي مطالب أن يعرف الحق مجملا ويطلبه من اهله

و ارجوا من اختي ايتسع صدرها الى الحق

والله ولي التوفيق

*(بحر ثاااائر)*
2010-03-15, 21:40
أقلوا عليهم من اللوم ـ لا أبا لأبيكم ـ **** أو سدوا المكان الذي سدوا

lolati
2010-03-16, 17:42
[QUOTE=أبو معاوية الفهري;2474285]الله يهديك أختنا هنا ترفضين المنهج السلفي وهو منهج اهل السنة والجماعة وهو منهج أهل الحديث ومنهج القرون المفضلة قبل ان تكثر الاهواء والبدع

هذا ولكن نجدك في مكان آخر تمدحين حسن نصر اللات الذي يبغض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ويدين بعقيدة تطعن في عاشئة ام المؤمنين رضي الله عنها ....... ويكفر الوهابية والباديسية لانهم يدعون لترك عبادة القبور وتوحيد الله في العبادة و اتباع السنة الصحيحة

فهذا تناقض منك عجيب تقبلين بالشيعة الذين خطرهم لايخفى إلا على جاهل غارق في الجهل أو متجاهل واعجب منك كيف يخفى عليك هذا وانت تدخلين النت فأهل النت لايخفى عليهم كلام الشيعة في كتاب الله و أنه محرف وفي الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين
وان خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما باطلة

ولايخفى كذالك فعل الشيعة في تمهيدهم الطريق ومساعدتهم للتاتار في غزو بلاد المسلمين
وكذالك ما يقع لإخواننا اهل السنة في العراق الجريح من تقتيل وتحريق وانتهاك لاينتطح فيه عنزان

فنسأل الله السلامة من المغالطات
ولقد وجدتك تهدمين هذه القاعدة التي ذكرتها بقولك ليرجع الى سنة الرسول والقران الكريم وليقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم وليهتدي بهديه

فأقول لك لعلك لاتتعلمين ان كثيرا ممن زين لهم الشيطان أعملهم يخالفون هذه الكلمة ويخرجون عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام

أسألك أيسع العارف أن فلان خالف النبي صلى اله عليه وسلم أن لاينكر عليه وان لاينصحه وكذالك ألا يسعه ان يحذر ممن أراد ان يخرج الناس من السنة إلى البدعة انتصارا للتوحيد والسنة

و علما ان كلامك الآنف هو طعن في جميع المسلمين من عصر الأئمة إلى زمننا ولم تدعي أحدا لانه لايكاد يوجد عالم إلا و هو على مذهب احد الأئمة وان خرج عليه ببعض المسائل ظهر فيها الدليل

و كذالك كلامك هذا مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
ولقوله طوبى للغرباء قيل من هم يارسول الله قال أناس صالحون في اناس سوء كثير من يعصهم أكثر مما يطيعهم
وفي الرواية الذين يصلحون ما أفسد الناس أي في الدين
ولقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري (http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري (http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 7311
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فهذه النصوص تدل على انه لايخلوا زمان من دعات الحق الذين هم على هدي النبي وصحابته الكرام
والعامي مطالب أن يعرف الحق مجملا ويطلبه من اهله

و ارجوا من اختي ايتسع صدرها الى الحق

والله ولي التوفيق[/QUOTE
شكرا لك اخي الفاضل لكني اود ان احيطك علما الى اني لم اطعن في عالم او شيخ ولك ان ترجع لتقرأ كلامي جيدا فانا قلت بان هناك من يطعن في العلماء والشيوخ وسنحاسب عليهم يوم الحساب وان هناك البعض ممن يدعون السلفية في وقتنا الحالي من يطعن في البعض من الشيوخ والدعاة وربي يهديهم مثل شيخنا حفظه الله القرضاوي وعائض القرني ووو القائمة طويلة واني اتكلم من منطلق ادلة وحجج وليس من فراغ او كلام سمعته وانا اردده وانا كل ما قصدته بكلامي هو ان نتخذ موقف الوسطية في تعاملاتنا اليومية فالدين دين يسر كما انه جاء وسطا فلا اكراه في الدين ......اما فيما يخص كلامي حول حسن نصرالله فهو فعل ماعجز عنه السنيين وانا لا اؤيد الشيعة فانا ادرك تماما مدى خطورتها على المجتمع الاسلامي لكني لا اكفرهم ( الامر خطير جدا فالمسالة مسألة تكفير ولابد من الحذر ) .
انا ان تكلمت عن الشيعة فمن باب التقريب والوقوف في وجه العدو الحقيقي الذي هو اليهود ...فالشيعة هي من يرهب العدو بمناوراتها العسكرية وهي من تدعم فلسطين وهي من تقف مع المقاومة وهي من ترفض الجلوس مع المحتل على طاولة التفاوض بالمقابل حكامنا السنيين يدعمون برامج ستار اكاديمي وينشرون الفساد واللاخلاقية في المجتمعات ويبنون جدارا ضد فلسطين وبلمناسبة ماذا فعل هؤلاء آل سعود والسلفيون الذين يدعون الدفاع عن السنة لاخواننا العراقيين وحتى الفلسطنيين ....اين فتاويهم فيما يجري في فلسطين ام انهم ينتظرون ما يملى عليهم من الامريكان والبريطانيين ؟؟ لما يجلسون للتفاوض مع اليهود مع انهم يقتلون ويذبحون المسلمين في كل لحظة ؟؟ اليوم الاقصى محاصر والمستوطنات تزيد يوما بعد يوم ولازالوا يطالبون بإتفاق السلام مع الصهاينة ؟؟
ما سبب صمتهم امام بناء الجدار وهل لهم يد في تمويله وبناءه ؟؟ لماذا تظهر الفتاوى الهامشية من قبل أقطاب السلفية كلما تأزم الوضع في فلسطين ولا تصدر فتاوى حول مسائل تتعلق بمصير الأمة
هل النقاب أهم من حصار غزة ؟؟؟

ابراهيم زياني
2010-03-16, 18:04
العلم والدعوة السلفية


بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................... أما بعد ،،،
فإن فضائل العلم الشرعي كثيرة، والأدلة في علو مرتبته عديدة، وأكثرَ أهلُ العلمِ الكلامَ في فضائله في مصنفات مفردة وتبعاً ، وذكر الإمام ابن القيم في كتابه العظيم " مفتاح دار السعادة " أكثر من خمسين ومائة فضيلة للعلم .
ومن فضائله قوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون ) فنفى التسوية بينهما، كما نفاها بين أصحاب النيران وأصحاب الجنان كما قال تعالى (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ )
ومن فضائله قوله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )
ومن فضائله أن أهل العلم هم أهل خشيته وهم خير البرية كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )
والذين خشوا ربهم حقاً هم أهل العلم كما قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فبهذا كانوا خير البرية إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة في فضائل العلوم الشرعية .
ومن فضائله قوله تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
ففيها بيان فضل العلم من أوجه:
الوجه الأول/ استشهدهم دون أحد من البشر .
الوجه الثاني/ قرن شهادتهم بشهادته .
الوجه الثالث/ قرن شهادتهم بشهادة الملائكة .
الوجه الرابع/ أن هذا الإشهاد متضمن لتزكيتهم .
الوجه الخامس/ استشهدهم على خير مشهود .
قال القرطبي في تفسيره (4/41): في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا )فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم ا.هـ
قال ابن رجب في شرح حديث أبي الدرداء (1/36): وروي عن أبي الدرداء قال: مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة " ويروى عن أبي هريرة مرفوعاً :" لأن أفقه ساعة أحب إلي من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح " وعنه قال:" لأن أعلم باباً من العلم في أمر أو نهي أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله عز وجل " وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:" تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها "
وصح عن أبي موسى الأشعري أنه قال:" لمجلس أجلسه مع عبد الله بن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة " وعن الحسن قال:" لأن أتعلم باباً من العلم فأعلمه مسلماً أحب إلي من أن تكون لي الدنيا كلها أجعلها في سبيل الله عز وجل " وعنه قال:" إن كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيراً له من الدنيا وما فيها ، لو كانت له فيجعلها في الآخرة " وعنه قال:" مداد العلماء ودم الشهداء مجرى واحد "
وعنه:" ما من شيء مما خلق الله أعظم عند الله في عظيم الثواب من طلب علم لا حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة ولا عتق ، ولو كان العلم صورة لكانت صورته أحسن من صورة الشمس والقمر والنجوم والسماء "
قال الزهري: تعلم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة . وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة : ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم . قال الثوري: لا نعلم شيئاً من الأعمال أفضل من طلب العلم والحديث لمن حسنت فيه نيته . قيل له: وأي شيء النية فيه ؟ قال: يريد الله والدار الآخرة . وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة نافلة . ورأى مالك بعض أصحابه يكتب العلم ثم تركه وقام يصلي ، فقال : عجباً لك ! ما الذي قمت إليه بأفضل من الذي تركته . وسئل الإمام أحمد : أيما أحب إليك أن أصلي بالليل تطوعاً أو أجلس أنسخ العلم ؟ قال: إذا كنت تنسخ ما تعلم أمر دينك فهو أحب إلي . وقال أحمد أيضاً : العلم لا يعدله شيء . وقال المعافى بن عمران : كتابة حديث واحد أحب إلي من قيام ليلة . ا.هـ
وقال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة" (1/503): وقال المزني سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. وقد روى هذا الكلام عن الشافعي من وجوه متعددة . وقال سفيان الثوري: من أراد الدنيا والآخرة فعليه بطلب العلم . وقال عبدالله بن داود: سمعت سفيان الثوري يقول: إن هذا الحديث عز فمن أراد به الدنيا وجدها، ومن أراد به الآخرة وجدها . وقال النضر بن شميل: من أراد أن يشرف في الدنيا والآخرة فليتعلم العلم، وكفى بالمرء سعادة أن يوثق به في دين الله، ويكون بين الله وبين عباده. وقال سهل التستري: من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول: يا فلان إيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا ؟ فيقول: طلقت امرأته. ويجيء آخر فيقول: حلفت بكذا وكذا؟ فيقول: ليس يحنث بهذا القول. وليس هذا إلا لنبي أو عالم فاعرفوا لهم ذلك ا.هـ
وقال في " مدارج السالكين " (2/471): ويكفي في شرفه أن فضل أهله على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وأن الملائكة لتضع لهم أجنحتها وتظلهم بها . وأن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر، وحتى النمل في جحرها. وأن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير. ولقد رحل كليم الرحمن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام في طلب العلم هو وفتاه حتى مسهما النصب في سفرهما في طلب العلم حتى ظفر بثلاث مسائل وهو من أكرم الخلق على الله وأعلمهم به ، وأمر الله رسوله أن يسأله المزيد منه فقال (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ا.هـ
وإن أحرص الناس على العلم الشرعي واعتقاد الحق والعمل به هم السلفيون لعلمهم أن دعوتهم قائمة على الاتباع وعلى تحقيق مراضي الله، وهذا لا يحصل إلا بالعلم الذي به يعرف الاتباع وتحقيق مراضي الله .


وأنبه على بعض المهمات في العلم وطلبه :
التنبيه الأول/ أهم العلوم علم التوحيد بأنواعه الثلاثة لأنه متعلق بالباري سبحانه ، وشرف العلم بشرف المعلوم
قال ابن تيمية في كتابه النبوات : وأن شرف العلم بشرف المعلوم وهو الرب ا.هـ
قال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة " (1 / 86): وهو أن شرف العلم تابع لشرف معلومه لوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه، ولشدة الحاجة إلى معرفته وعظم النفع بها. ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين وقيوم السموات والأرضين الملك الحق المبين الموصوف بالكمال كله المنزه عن كل عيب ونقص وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله ولا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأفضلها ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات ا.هـ
وكم يكون نقصاً أن ترى أقواماً يشار إليهم بالبنان في علم أصول الفقه أو الفقه أو الحديث أو مصطلح الحديث، وإذا باحثتهم في مسائل توحيد الإلهية أو الأسماء والصفات رأيت ضعفاً وإجمالاً في معرفة ومسائله.
إن أحق ما يعتنى بمسائله ويكثر من تدريسه علم التوحيد بأنواعه الثلاثة وخير ما كتب من المتون في توحيد الإلهية كتب الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ككتاب التوحيد وكتاب القواعد الأربعة وثلاثة الأصول وكشف الشبهات .
أما في توحيد الأسماء والصفات فخير ما كتب من المتون المختصرة العقيدة الواسطية.
وطالب العلم لا يقف عند هذا الحد بل يقرأ بعد ذلك كتباً أخرى لشيخ الإسلام ثم كتب الذين جاؤوا بعد السلف وجمع شتات كلامهم ككتاب الإبانة الكبرى والصغرى لابن بطة، والشريعة للآجري، ثم الكتب التي قبلها ككتاب السنة لابن أبي عاصم، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد وأمثالها، وبينت هذا أكثر في مناقشة أحد إخواننا السلفيين في رده على كتابي قواعد ومسائل في توحيد الإلهية
http://www.islamancient.com/books,item,65.html
فكان مما ذكرته: إن من أهم المهمات أن يعتني طلاب علم أهل السنة السلفيين بدراسة مسائل التوحيد والاعتقاد ؛ دراسة تحقيق وتمحيص ، وأن يتمكنوا أشد التمكن فيقرؤوا " كتاب التوحيد " للإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله ، وشروحه كـ "تيسير العزيز الحميد " و" فتح المجيد " و" قرة عيون الموحدين " و" القول المفيد " . وأن يكثروا من قراءة كتب أئمة الدعوة النجدية السلفية كـ" الدرر السنية " و"الرسائل والمسائل النجدية " ، وكتب الردود التي أفردوها على المخالفين كـ" مصباح الظلام " وكتاب " التأسيس والتقديس " وكتاب " القول الفصل النفيس " . ويقرؤوا كتاب "صيانة الإنسان " للهندي محمد بشير السهسواني، فما أحسنه من كتاب، ويقبلوا بكليتهم على كتب الإمام المحقق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فيقرؤوا العقيدة الواسطية وشروحها مثل " التنبيهات السنية " و" الروضة الندية " وشرح شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ، ويقرؤوا " الفتوى الحموية " ويتفهموا كتاب " التدمرية " فهو خلاصة ردوده على المتكلمين ، ثم يقبلوا على كتبه العظام مثل " منهاج السنة " و" درء تعارض العقل والنقل" و" بيان تلبيس الجهمية " و" الجواب الصحيح " و"مجموع فتاواه" و"الرد على البكري " و" الأخنائية " و" الاستقامة" وكل ما تيسر من تأليفه وتصنيفه .
ويقرؤوا كتب الإمام ابن القيم ومن أنفسها " الصواعق المرسلة " مع مختصرها ، ويقرؤوا " شرح الطحاوية " لابن أبي العز الحنفي ، ثم بعد ذلك ينهلوا من علم السلف وكتبهم مثل " الإبانة الكبرى " " والصغرى " و" الشريعة " للآجري وكتاب " السنة " للخلال و" السنة " لعبدالله بن الإمام أحمد و" كتاب التوحيد " لابن خزيمة و" الإيمان " لابن منده ، وكتابي الإمام عثمان بن سعيد الدارمي " الرد على الجهمية " و" الرد على بشر المريسي " فهما من أنفس الكتب وأقواها حجة وبياناً للمحجة . وقد أوصى الإمام ابن تيمية تلميذه ابن القيم بهما .
وما تيسر من كتب أئمة السنة السابقين واللاحقين ، فإن من وفق لهذا مع الضبط والتحرير ، وفق لخير كثير .
فهلموا إلى ذلك يا شباب السنة فما أحوج السنة وأهلها إليكم ا.هـ
يا لله كم هو نقص أن ترى معلماً سلفياً لا يربى طلابه على الحماسة والحرقة على التوحيد تعلماً وتعليماً .


التنبيه الثاني/ إن تحقيق العلم وضبط مسائله والتأصيل فيه من أهم المهمات كما أخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلوم وفضله عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: قيمة كل امرئ ما يحسنه .
وقد ظن بعض من لا يدري أن طريقة السلف إجمال في العلم وعدم تحقيق مسائله وطلب دقيقه وهذا ظن سوء بهم وتنقص لهم فجعلهم كالأميين الناقصين في العلم كما قال تعالى (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيّ ) وهؤلاء لم يقفوا عند حد هذا الظن بل صاروا يدعون إلى طريقة الإجمال في العلم وعدم طلب دقيقه .
فهم جمعوا بين الكذب على السلف والدعوة إلى ما يخالف حال العلماء من السلف ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان .
وإن من ظن هذا بالسلف فقد نادى على نفسه بالجهل وأظهر سوءة جهله ، قال الإمام الشافعي :من طلب علماً فليدقق لئلا يضيع دقيق العلم . " البيان " للعمراني (1/60)
ولا أدل على ذلك من مطالعة كلام الإمام مالك في المدونة والشافعي في الأم والإمام أحمد في مسائله المتعددة ، ثم من تبع السلف بإحسان كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم .
يا سبحان الله ألم ير مدعي هذه المقالة حجج الإمام أحمد في الرد على الزنادقة والجهمية والإمام عثمان بن سعد الدارمي في رده على بشر المريسي .
إن الذي دفع بعضهم إلى نسبة هذا إلى السلف هو الإعذار والمخادعة لنفسه الكسولة الجهولة بأنه يكفي الإجمال وعدم التدقيق في العلم، وأن هذا هو حال السلف - كما يزعم -
أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرد على البكري" (2 / 729): والعلم شيئان إما نقل مصدق وإما بحث محقق وما سوى ذلك فهذيان مسروق ا.هـ
فاحرصوا طلاب العلم على النقولات المصدقة وتحصيل الأقوال المحققة .


التنبيه الثالث/ إن من أهم العلوم لإدراك منزلة الاجتهاد هو معرفة علم أصول الفقه ومعرفته هو الشرط الأساس لكل مجتهد.
قال الشوكاني في " إرشاد الفحول " (1/421): الشرط الرابع: إن يكون عالماً بعلم أصول الفقه لاشتماله على نفس الحاجة إليه، وعليه إن يطول الباع فيه، ويطلع على مختصراته ومطولاته بما تبلغ به طاقته، فان هذا العلم هو عماد فسطاط الاجتهاد وأساسه الذي تقوم عليه أركان بنائه، وعليه أيضا أن ينظر في كل مسألة من مسائله نظراً يوصله إلى ما هو الحق فيها فإنه إذا فعل ذاك تمكن من رد الفروع إلى أصولها بأيسر عمل، وإذا قصر في هذا الفن صعب عليه الرد وخبط فيه وخلط . قال الفخر الرازي في المحصول وما أحسن ما قال: أن أهم العلوم للمجتهد علم أصول الفقه انتهى. قال الغزالي إن أعظم علوم الاجتهاد يشتمل على ثلاثة فنون الحديث واللغة وأصول الفقه ا.هـ
ومرادي علم أصول الفقه العملي لا النظري ولا الكلامي، فإنه يصح للمجتهد أن يكون مجتهداً مع كونه مقلداً في علم الحديث بخلاف علم الأصول، فإنه لا يصح أن يكون مجتهداً وهو لا يعرف أصول الفقه العملي .
وليس معنى هذا التزهيد في علم المصطلح وبقية علوم الآلة ، ولكن بيان منزلة علم أصول الفقه وقد حاولت تقريبه بشرح ميسر على كتاب الأصول من علم الأصول لشيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
http://www.islamancient.com/lectures,item,242.html
ثم بشرح أوسع وأكثر في إيراد المسائل الأصولية في شرح على متن الورقات
http://www.islamancient.com/lectures,item,249.html


التنبيه الرابع / إن دراسة الفقه على المتون الفقهية أنفع من دراسته على كتب أحاديث الأحكام كبلوغ المرام وعمدة الأحكام .
وذلك لأمور منها أن الفقه أرتب في ذكر المسائل، فتجد مسائل المياه مجموعة مرتبة. وأيضاً مسائل المتون الفقهية أكثر من مسائل الكتب الحديثة، وذلك أنها تذكر المسائل التي دل عليها القرآن والسنة والإجماع والقياس الصحيح وهكذا ...
أما متون أحاديث الأحكام؛ فإنها تذكر المسائل التي دل عليها دليل السنة فحسب . إلى غير ذلك من الأسباب في تفضيل دراسة الفقه عن طريق المتون الفقهية مع العلم أن حفظ كتب أحاديث الأحكام أولى من حفظ متون الفقه، ثم إن تعصب دارس هذه المتون إليها لا يجوز بحال وإنما يدرسها صاحبها كالفهرس الجامع المرتب لمسائل الفقه .
وقد بينت ذلك وبعض ما يعين على تأصيل العلم في درس مسجل بعنوان ( مهمات في طلب العلم )
http://www.islamancient.com/lectures,item,239.html
ومما ينبغي أن يعلم أن انتساب الرجل إلى مذهب معين لبيان أنه تفقه عليه بلا تعصب ليس مذموماً ، فإن هذا من باب الإخبار كانتساب الرجل إلى قبيلته ، وقد درج على هذا كثير من العلماء المحققين السلفيين من الماضين والمعاصرين .
وكثير ممن يدرس الفقه على أحاديث الأحكام فحسب يحصل عنده نقص كبير في تصور مسائل الفقه ولا يستطيع في كثير من الحالات إفادة العامة وإفتائهم لأنه لم يدرس أكثر مسائل الفقه .


التنبيه الخامس/ إن الرد على المخالف أصل عظيم من أصول الإسلام وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ودرج عليه سلفنا تبعاً لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، لكن هذا الرد لا يكون إلا بسلاح العلم ومن لم يكن ذا علم لم يجز له ركوب هذا المركب الصعب العظيم الأجر .
إنه بنور العلم والوحي يتبين ما يلزم الرد عليه مما لا يلزم، وبنور العلم والوحي يكون الرد مقنعاً ،وبنور العلم و الوحي يكون الرد موافقاً للشريعة بعيداً عن الأخطاء العقدية والعلمية .
إنه بنور العلم والوحي لا يكون الرجل مقلداً غيره ، ومن أسوأ مضار التقليد غير المشروع أن يكون المرء غالياً في الأشخاص متعصباً لهم .
اللهم إنا نسألك بما أنت أهله أن تجعلنا وإخواننا فرساناً للسنة نذود عن حياضها على ما يرضيك عنا .


التنبيه السادس/ إن العلم إذا أطلق في الشرع على وجه الثناء والمدح فإن المراد به علم الكتاب والسنة كقوله (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) فلا يطلق على علم الطب ولا علم الهندسة ولا غيرهما .
ومما يوضح أن العلم الشرعي لا يطلق على هذه العلوم الدنيوية أن رسول اله صلى الله عليه وسلم لم يرسل طبيباً ولا مهندساً وإنما أرسل بالوحي وهو العلم الشرعي قال تعالى (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ )
ومما أحب تأكيده أنه بمقتضى الوحي -وهو العلم الشرعي- لا بمقتضى الحماسة والعاطفة يكون الحكم على الناس سواء كانوا جمعات أو أفراداً .
وكم ضل أقوام في هذا الباب بسبب حماساتهم وغلوهم في تقليد بعض المشايخ التقليد المذموم حتى أخرجوا من ثبتت سلفيته عن السلفية والسنة مع أنه لا حجة معهم إلا الغلو في التقليد، وإذا أبينت لهم الحجة ردوها بحجة التقليد الذي لا قيمة له في مقابل الأدلة الشرعية .
وأذكر إخواني بعدم إكثار المجادلة في مسائل العلم وأن يكونوا حذرين في هذا فإنه يقسي القلوب من جهة ويورث البغضاء والانتقام للنفوس من جهة أخرى إلا من رحم الله وقليل ما هم ، وليس معنى هذا عدم مباحثة العلم ومذاكرته فإنه مطلب عظيم لكن المجادلة والمطالبة شيء والمباحثة شيء آخر .
قال الإمام الآجري في كتابه "الشريعة" (1 / 63): قال محمد بن الحسين : فإن قال قائل : هذا الذي ذكرته وبينته قد عرفناه ، فإذا لم تكن مناظرتنا في شيء من الأهواء التي يذكرها أهل الحق ، ونهينا عن الجدال والمراء والخصومة فيها ، فإن كانت عن الفقه في الأحكام مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والنكاح والطلاق ، وما أشبهه ذلك من الأحكام ، فهل مباح لنا أن نتناظر فيه ونتجادل ، أم هو محظور علينا ، عرفنا ما يلزم فيه؟ كيف السلامة منه؟
قيل له : هذا الذي ذكرته ما أقل من سلم من المناظرة فيه ، حتى لا يلحقه فيه فتنة ولا مأثم ، ويظفر به الشيطان .
فإن قال : كيف ؟ قيل له : هذا ، قد كثر في الناس جداً في أهل العلم والفقه في كل بلد يناظر الرجل لرجل يريد مغالبته ، ويعلو صوته ، والاستظهار عليه بالاحتجاج ، فيحمر لذلك وجهه ، وتنتفخ أوداجه ، ويعلو صوته ، وكل واحد منهما يحب أن يخطىء صاحبه ، وهذا الرأي من كل واحد منهما خطأ عظيم ، لا تحمد عواقبه ولا تحمده العلماء من العلماء ، لأن مرادك أن يخطىء مناظرك خطأ منك ، ومعصية عظيمة ، ومراده : أن تخطىء خطأ منه ، ومعصية ، فمتى يسلم الجميع له ؟
فإن قال قائل : فإنما نتناظر لتخرج لنا الفائدة ؟ . قيل له : هذا كلام ظاهر، وفي المناظرة غيره . وقيل له : إن أردت وجه السلامة في المناظرة لطلب الفائدة ، كما ذكرت ، فإذا كنت أنت حجازياً ، والذي يناظرك عراقياً ، وبينكما مسألة ، تقول أنت ، ويقول هو، بل هو حرام ، فإن كنتما تريدان السلامة ، وطلب الفائدة ، فقل له : رحمك الله ، هذه المسألة ، قد اختلف فيها من تقدم من الشيوخ ، فتعال حتى نتناظر فيها مناصحة ، لا مغالبة ، فإن يكن الحق فيها معك اتبعتك ، وتركت قولي ، وإن يكن الحق معي اتبعتني وتركت قولك ، لا أريد أن تخطىء ولا أغالبك ، ولا تريد أن أخطىء ولا تغالبني .
فإن جرى الأمر على هذا فهو حسن جميل ، وما أعز هذا في الناس .
فإذا قال كل واحد منهما : لا نطيق هذا ، وصدقا عن أنفسهما . قيل لكل واحد منهما : قد عرفت قولك وقول أصحابك واحتجاجهم ، وأنت فلا ترجع عن قولك ، وترى أن خصمك كذلك ، فما بكما إلى المجادلة والمراء والخصومة حاجة إذاً . كل واحد منكما ليس يريد الرجوع عن مذهبه ، وإنما مراد كل واحد منكما أن يخطىء صاحبه، فأنتما آثمان بهذا المراء ، وأعاذ الله تعالى العلماء الفضلاء عن هذا المراد .
فإذا لم تجر المناظرة على المناصحة فالسكوت أسلم ، قد عرفت ما عندك وما عنده وعرف ما عنده وما عندك . والسلام ا.هـ


التنبيه السابع/ إننا مأمورون أن نقيد أفهامنا للقرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان كما قال تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )
وهذا شامل لمسائل الاعتقاد والفقه والتعبد والسلوك ، ومن التناقض أن نتمسك بفهم السلف في باب الاعتقاد والدعوة إلى الله ونهمله أو نكاد في باب الفقه .
ومن المذاهب البدعية التي أنكرها السلف مذهب داود الظاهري ومن تبعه من الظاهرية لأسباب أربعة ذكر ابن القيم في " أعلام الموقعين " وهي رد القياس الصحيح والجمود على ظاهر النص والتوسع في الاستصحاب وجعل عقود المسلمين وشروطهم على البطلان حتى يدل دليل على ذلك .
وزاد ابن رجب في " فضل علم السلف على الخلف " سبباً خامساً مهماً وهو ترك اتباع السلف وإحداث أقوال خلاف أقوالهم ، فقال ص44: وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم، فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله. ا.هـ
ويزاد على ذلك سببٌ سادسٌ وهو توسعهم في العموم . لذا قال الإمام ابن تيمية في الظاهرية في كتابه " منهاج السنة " (5/ 178) : وكذلك أهل الظاهر كل قول انفردوا به عن سائر الأمة فهو خطأ. ا.هـ
وإذا أردت أن تقف على إنكار أئمة السنة على داود الظاهري مذهبه الفقهي فطالع ترجمته في " الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم وهي موجودة في " لسان الميزان" لابن حجر فلا أدري كيف يرضى من جعل السلف الصالح قدوته منهج داود بن علي الظاهري والظاهرية كابن حزم .
التنبيه الثامن/إن من أوتي همة وفهماً الأحرى به أن يستغل عمره وحياته وأنفاسه في تحصيل العلم الذي هو ميراث الأنبياء ، يا له من تضييع فرصة عظيمة كان بالإمكان تداركها وتحصيلها ألا وهو طلب العلم لمن كان قادراً مهيئاً .
وأشد من هذا تضييعاً وتفويتاً للفرصة أن يكسل في طلب العلم من حصل كثيراً من العلم وأصل نفسه ، قال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1 / 110): وأعظم النقص وأشد الحسرة نقص القادر على التمام وحسرته على تقويته، كما قال بعض السلف: إذا كثرت طرق الخير كان الخارج منها أشد حسرة، وصدق القائل :
ولم أر في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام
فثبت أنه لا شيء أقبح بالإنسان من أن يكون غافلاً عن الفضائل الدينية والعلوم النافعة والأعمال الصالحة، فمن كان كذلك فهو من الهمج الرعاع الذين يكدرون الماء ويغلون الأسعار إن عاش عاش غير حميد، وإن مات مات غير فقيد فقدهم راحة للبلاد والعباد، ولا تبكي عليهم السماء، ولا تستوحش لهم الغبراء ا.هـ


التنبيه التاسع/أدعو نفسي وإخواني إلى استغلال الأوقات والتجمعات في إثارة مسائل العلم وتذاكرها حتى تصير مجالسنا مجالس علم مع عدم إغفال تذاكر أحوال المخالفين ليجتنبوا وتزداد بغضاؤهم .
فإن مما تمايز به مشايخ السلفيين وطلابهم العناية بالعلم تعلماً وتعليماً وإقامة الدروس وحفظ القرآن والحديث ومتون العلم في التوحيد وغير ذلك، فدوموا على ذلك أيها السلفيون واجعلوا دراسة العلم شعاركم ومذاكرته دأبكم .
أسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ودعوة إليهما وصبراً على الأذى فيه إنه ولي ذلك.
وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتبه
عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://www.islamancient.com (http://www.islamancient.com/)/ (http:///)24/ 2 / 1431 هـ