المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن عشبا..و كن شجرة..


nasma belle
2010-03-12, 16:55
بســم الله الـرحمــن الرحيــم.........
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،...........
ما اجمله من تشبيه...عبارة ترفع الهمم حتى تناطح السحاب.... .

" أيتها العُشبة الغضَّة تحت قدمي

عفوك عني

أنا أدوسك لحظة ،

و يدوسني الناس إلى الأبد "

بان مو - شاعر صيني

العشبة ، نبات أرضي ، و الأرضيُ موطوء ، و كل إنسان كان أرضيَّ الهمة سيوطأ . و متى استمر بأرضيته فهو مستديم طلبِ الوطءِ و راضٍ به .الأشجار ، نباتٌ أرضيٌ ، لكنه سماويُ القامة ، فلا يقدر أن يطأه أحد .



الناس كالنباتِ ، فمن كان قد منح نفسه العُشبيةَ فهو سيُعاملُ كما يُعامَلُ العُشبُ ، يؤكلُ ، و يوطأُ ، و يُجزُّ ، بل ربما أُحرقَ ، و ربكا كان أكلا لما يستحق و ما لا يستحقُ . و عندها لا يلُم أحداً .

و آخرون كنباتٍ كبيرٍ ، أشجارٍ فارعة الطول ، باسقة في السماء ، لا ينالها إلا من هو مثلها ، و الأشياء تجذب أشباهها ، منحوا أنفسهم أحوال الأشجار الكبرى ، معطاءة ، مُظلة ، مُلتجأٌ إليها ، فكانوا كذلك ، فعرفهم الناس بهذه ، و هم لزموا تلك الحال .



العُشبيون يغارون من الشجريين ، فلا يقفون عن بذل النقيصة بهم ، فإن تطاولَ العُشب ليصل الشجرة انقطع دون أن يُجاوز قدره ، و لا يمكن الوصول إليه إلا إذا انحنى الشَّجَريُّ إليه ، فيكون متنازلاً عن محله ، و من ترك مكانه فغيره أحق به .



بين العشبيين و الشجريين مفاوزُ معنوية ، و أُخرى حسية ، و لا تتم الحسية إلا بتمام المعنوية ، و كلٌّ يعطي الآخر و يُطعمه ، فعملية الحال بينهما : أعطني و أعطيك .



العُشبيةُ و الشَّجريةُ ، صفتان مكتسبتان ، و قد تكونان جِبِلِّيتان ، و لكن اكتسابهما أكبر و أشد ، فكلُ إنسان في حالةٍ فهو مكتسب إياها ، و كل امريء مُيسَّر لمسعاه ...

مما قرأت واعجبني

http://www.islamroses.com/ibw/style_images/pink[1]/pink_line.gif