المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو عمر الخيام؟؟؟ الآن فهمت لماذا تسمى بعض الحانات باسمه


أبو جابر الجزائري
2010-03-12, 14:39
السؤال :
من هو عمر الخيام وما هي عقيدته ؟ أرجو إعطائي نبذة عنه ؟ .


الجواب :

الحمد لله
1. هو : أبو الفتح ، عمر بن إبراهيم الخيَّامي النيسابوري ، شاعر ، فيلسوف ، من أهل نيسابور ، مولداً ووفاة .

2. ولد سنة 408 هـ ، في قرية نيسابور ، وتوفي ودفن فيها سنة 517 هـ ، وقيل : 515 هـ

3. كان عالماً بالرياضيات ، والفَلَك ، واللغة ، والفقه ، والتاريخ .

4. ولنبوغه في علم الفلك ، فقد عيِّن مديراً لمرصد بغداد ، ولشدة اهتمامه بالفلسفة قُرن اسمه باسم ابن سينا - الذي كان له مقالات كفرية تُخرج عن الإسلام - .
5. واشتهر كذلك بالشعر ، ومن أشهر أشعاره " الرُّباعيات " ، وهي مليئة بالكفر والإباحية والزندقة ، ولا عجب إذا علمنا اهتمام الغرب بطباعتها ونشرها ، وقد ترجموها إلى لغات عديدة مثل الإنجليزية ، والفرنسية ، والروسيَّة ، والألمانية ، وغيرها ، وقد استفاد الإنجليز في نشر الفاحشة والرذيلة والتي دعا إليها الخيَّام في " رباعياته " ، وقد نشروا ذلك في الدول التي استعمروها كالهند وإيران ، ناسبين ذلك الأمر إلى واحد من المسلمين بل ومن عظمائهم في زعمهم .
6. ومِن أشعاره في الخمر - من الرباعيات - :
إشرب الراَّح فهْي رُوح الرَّوْح
بلْسم النفس والحشا والمـروح
وإذا مـا دهـاك طـوفان هـمٍّ
فانْـجُ فيـها فـذي سفينة نوحِ
7. وفي إنكاره البعث بعد الموت يقول :
قُم قبل غارة الأسـى مبـِّكرَا
وادع بها ورْديَّةً تجـلو الدُّجَى
فلستَ يا هذا الغبـيُّ عسـجدَا
حتى تُوارى في الثرى وتُخرجا
= العسجد : الذهب .
8. وفي إباحياته وخلاعياته يقول :
ما اسطعتَ كن لبني الخلاعة تابعاً
واهدِم بناء الصـوم والصـلوات
واسمع عن الخيَّـام خيـر مقالة
إشرب وغنِّ وسِر إلى الخـيرات
9. وفي استهزائه بالشرع ووقاحته مع ربه ، وموقفه من التوبة ، يقول :
كلَّ يوم أنوي المتاب إذا ما
جاءني الليل عن كؤوس الشراب
فأتـاني فصلُ الزهـور وإنـي
فيه يا ربُّ تائـبٌ عـن متـابي
01. ويرى بعض الباحثين كالزِّركلي أنه تاب من ذلك وحجّ ، وبعضهم كعبد الحق فاضل يشكك في نسبة الرباعيات له !
وعلى كل حال : فالرباعيات لا تدل على أنه تاب ، لأن فيها المجاهرة بالكفر والتحلل من الفضائل ، وفيها التبرِّي من التوبة والإنابة ، بل لا تدل على أن صاحبها يؤمن بالله واليوم الآخر .
والتشكيك في نسبتها إلى الخيام لا يقْوى مع كثرة من نسبها إليه ودلَّل على ذلك ، والله أعلم بالحقائق ،
وانظر في ترجمته : " الأعلام " للزركلي 5 / 38 ، و "معجم المؤلفين " لعمر رضا كحالة 2 / 549 ، و " عمر الخيام بين الكفر والإيمان " لإحسان حقي ، و " ثورة الخيام " لعبد الحق فاضل . وصلى الله على نبينا محمد .








الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/ar/ref/5965/الزهور (http://www.islam-qa.com/ar/ref/5965/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D9%88%D8%B1)

...............................
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

بعد كتابتي لهذا الموضوع بفترة، اطّلعتُ على موضوع للشيخ سليمان الخراشي أنكر فيه ما جاء في الفتوى التي نقلتُها، حيث كتب موضوع برأ فيه الخيام ممّا اتّهم به، فرأيتَ من الأمانة نقلهُ، وربما أفردُ له موضوع مستقلا، إبراء للذمة
file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.png
براءة الخيام من رباعياته !!
في كثير من بلاد العالم فنادق ومطاعم وملاهٍ ومراقص تحمل اسم (عمر الخيام) فقط، وغالباً ما تكون هذه المواطن أمكنة للعبث، والانحراف، والإثم، والمحرمات كأن صاحبها يشير –بشكل خفي- إلى العلاقة الوطيدة بين هذه التسمية وسلوك الخيام وآرائه.. أو كأن صاحب هذا الملهى لم ير تسمية موحية بالانفلات والانحراف أفضل مما يوحيه اسم (عمر الخيام) في الشرق أو في الغرب. ويقف الباحث أمام هذه الظاهرة مستغرباً، متعجباً، مندهشاً، ويتبادر إلى ذهنه أن عمر الخيام يُضرب به المثل في تعاطي السرور والخمور والفجور وأنه طوال حياته، ما كان يبالي بجنة أو نار، أو حساب أو عقاب، وإنما كان أبيقوريا يغتنم الساعة التي هوفيها.. وبعدها فليكن الطوفان، ولولا ذلك ما اختاره صاحب الملهى الليلي، أو المقهى أو المشرب عنواناً.

ويزيد هذا الظن تأكيداً وتثبيتاً انتشار آلاف الكتب في شتى لغات العالم، فيها أشعار منسوبة إلى عمر الخيام، تدعى بـ(الرباعيات) ، كثيراً ما تكون –هذه الرباعيات- مطبوعة على ورق صقيل فخم، في كل صفحة رباعية واحدة بالفارسية والعربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والأوردية والأسبانية ومعظم لغات العالم، وفي الصفحة المقابلة صورة رمزية لرجل عجوز، طاعن بالسن، أشيب الشعر، لحيته تغطي نصف صدره، وأمامه غادة حسناء، غراء، فرعاء، مصقول عوارضها، تسكب من كوز بيدها خمراً في كأس، وتقدمها إلى العجوز وبيدها الأخرى آلة طرب، وفي إطار الصورة طيور وبلابل، وزهر وعنادل، وأشجار وثمار.

والغريب في الأمر أن كتب الرباعيات منتشرة في كل مكتبات العالم، وهي في طبعات تكاد لا تحصى، وفي لغات الدنيا قاطبة، وكثيراً ما تختلف رباعيات طبعة عن أخرى في اللغة ذاتها، أو في اللغات المختلفة، وليس من المستغرب أن يتجاوز عددها في شتى الطبعات ألفي رباعية، أو يزيد.
ويقف الباحث المدقق متسائلاً: أصحيح أن عمر الخيام، الفارسي، المسلم، كان رجلاً متهتكاً، أمضى حياته كما يصورون ويزعمون؟

أصحيح أنه نظم هذه الآلاف المؤلفة من الرباعيات الصارخة بالمجون والمعصية والفجور؟ بل كيف انتقلت هذه الأشعار الفارسية المحلية إلى معظم لغات العالم، ومن الذي نقلها، ونشرها، ورسمها وزينها وأرخص ثمنها ؟
ويعود الباحث إلى مراجعه، وكتب التراجم، يستقصي سيرة عمر الخيام ويستوضح شخصيته، ليعرفه على حقيقته، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنه.

المفاجأة الكبرى التي تبلغ حد الصدمة تبدو حين يبدأ بقراءة سيرة هذا الرجل، فيرى أن اسمه عمر، وكنيته أبو الفتح، ولقبه غياث الدين، ووالده إبراهيم النيسابوري، وشهرته: الخيام، أو الخيامي، لاشتغاله بصنع الخيام.
اتفق أكثر المؤرخين على أنه ولد في نيسابور من أعمال خراسان في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/ العاشر الميلادي، وتوفي قبيل انتهاء الربع الأول من القرن السادس الهجري الحادي عشر الميلادي، ويحدد خير الدين الزركلي في كتابه "الأعلام" وفاته بسنة 515 هجرية، الموافقة لسنة 1121 للميلاد.
أما عن دراساته فيذكر المؤرخون أن كتب الفلسفة اليونانية المترجمة شائعة، ومؤلفات أرسطو طاليس وأفلاطون وإقليدس وبطليموس وجالينوس وفيثاغور وزينون وأبيقور في الفلسفة الطبيعية والإلهية والرياضية، وما يتفرع عنها من منطق وطب وهندسة وأخلاق وسياسة وهيئة ميسرة بين الناس، والجدل محتدم حول آراء السفسطائيين والمشائين الرواقيين وغيرهم من أهل المذاهب الفلسفية كانت شائعة ومعروفة.

وفي عصره نضج علم الكلام، واشتد النـزاع العلمي بين الأشاعرة والمعتزلة والحنابلة (!) والجبرية، وشاعت آراء الباطنية، وكثر الإقبال على التأليف في مختلف العلوم والفنون، وذاعت رسائل إخوان الصفا، وتعددت الفرق والطوائف، وكثر الأطباء والفلاسفة، وظهر أبو علي ابن سينا، واشتد النـزاع بين الدين والفلسفة، وألف حجة الإسلام (!) الغزالي كتباً في الرد على الفلسفة، وعظم أمر التصوف، وكثر القائلون بالجدل ووحدة الوجود، وتفرد نفر بآرائهم الحرة فاتهموا بالزندقة والإلحاد وصفوة القول: عاش الخيام في وسط علمي، وفي بيئة علمية وفنية، فعاصر زمرة من الفلاسفة والأطباء والمهندسين والرياضيين والفلكيين من بناة الأرصاد، وتتلمذ على نوابغ عصره من العلماء، وتردد إلى بعضهم، وتردد بعضهم إليه، وكثرت بينه وبينهم المجادلات والمحاورات والمراسلات في علوم شتى، وكان لأولئك الذين تتلمذ لهم وتتلمذوا عليه مكانة علمية عظيمة في عصره.
معاصروه جميعاً وصفوه بأحلى وأجمل وأرفع ما وصف به الرجال والعلماء، رفاق دربه وأصحابه وأترابه كانوا من خيرة الناس وأفضلهم.
منهم الإمام أبو حامد الغزالي، مجدد المائة الخامسة للإسلام (!) ، وصاحب (إحياء علوم الدين) ومنهم الوزير نظام الملك، وزير ملوك السلاجقة، وباني المدارس النظامية في شتى أرجاء العالم الإسلامي، وجار الله محمود الزمخشري، صاحب التفسير المعروف باسم (الكشاف) وصاحب الكتب اللغوية، والإمام ظهير الدين البيهقي، صاحب كتاب (حكماء الإسلام). وكثيرون آخرون على هذا المستوى ناهيك عن صحبته لملوك عصره، أمثال جلال الدين ملكشاه، وألب أرسلان، وخاقان بخارى، وسواهم من أبناء مطلع القرن السادس الهجري.
مؤرخو عصره وصفوه بـ (الإمام) و(حجة الحق) و(وحكيم الدنيا وفيلسوفها) و(الدستور) و(ابن سينا الثاني) و(العالم الفلكي) و(الفقيه) و(العالم بالقراءات القرآنية) و(الزاهد) و(المتصوف).
تُرى: هل يمكن أن يوصف إنسان على هذا القدر من العلم، والخلق، والزهد، والتقوى، والحكمة، وحسن مجالسة وعارفوه بتلك الأوصاف الرائعة.

لم يقل أحد من تلاميذه وشيوخه وأصحابه ورفاق دربه إنه كان زنديقاً، أو سكيراً، أو منحرفاً ، حتى الشعر ذكروا أن له عدداً من الرباعيات في الزهد لا تزيد على بضع عشرة، جميعها أشادت به، وعرضت أشعاره بالعربية والفارسية، وهي قليلة ومحدودة، لا تتجاوز معاني الزهد، والشكوى من الأصحاب غير الأوفياء، والفقر، وهموم الحياة، والإيمان الكامل بالله الواحد الأحد، الفرد الصمد.
يشهد على ذلك ما جاء في ترجمة حياته بتلك الكتب التي كتبت في حياته، والكتب التي كتبت بعد وفاته بقليل، منها: (جهار مقاله) لتلميذه أحمد بن عمر النظامي السمرقندي و(حواشي جهار مقاله) و(الزاجر للصغار عن معارضة الكبار) للزمخشري، و(حكماء الإسلام) للإمام أبي القاسم البيهقي، و(نزهة الأرواح وروضة الأفراح) لشمس الدين محمد بن محمود الشهرزوري، و(فردوس التواريخ) لخسرو الأبرقوهي، و(عجائب المخلوقات) لعماد الدين زكريا القزويني، و(جامع التواريخ) لرشيد الدين، و(أخبار الحكماء) لجمال الدين علي بن يوسف القفطي، و(كامل التواريخ) لابن الأثير، وسواها، وجميعها أشادت به، وعرضت أشعاره بالعربية والفارسية القليلة والمحدودة.

ويثور في الذهن سؤال ضخم كبير: كيف نسب إلى هذا الرجل هذا الكم الهائل من الرباعيات، وهو لم يقل إلا بضع عشرة رباعية؟ وكيف جعلت الأشعار عمر الخيام زنديقاً أو كالزنديق، وهو رفيق أكابر العلماء ونظيرهم؟ وكيف انتقلت هذه الأشعار إلى لغات العالم؟ ولماذا صورته بهذه التصاوير؟ ولماذا بذلت الرباعيات هذه البذل، وغدت بمتناول كل يد؟
ونتساءل عن هذه الظاهرة التي انتشرت في العالم كله منذ ما يزيد على مئة عام من عصرنا، ونحاول أن نعرف العوامل التي دفعت إلى انتشار هذه الأشعار الماجنة لشاعر مسلم.

كان أول من عرف الخيام من الفرنجة توماس هايد أستاذ العربية والعبرية في جامعة أوكسفورد، وتبعه المستشرق النمساوي هامر برغستل سنة 1818م، ثم غرس دوتاسي، وفي القرن التاسع عشر ترجم السير كور أوسلي رباعيتين، وإدوارد هارن بعض رباعيات، والفرنسي نيقولا السفير في طهران، وشبهه بحافظ الشيرازي، وبلغ عدد المترجمين للرباعيات في القرنين الماضيين أكثر من عشرين مترجماً، ومعظمهم من اليهود، والمؤلفين في الأدب العبري.
وفي سنة 1859م نشر الشاعر الإنجليزي فيتز جيرالد الرباعيات شعراً، وبهذا الشعر انتشرت الرباعيات في جميع أصقاع العالم، وبدأ الناس يعرفون عمر الخيام، ويرددون شعره حتى راح يتغنى به آلاف الناس في شتى بقاع الأرض؟
وفي الحق: إن من يقرأ أشعار الإنجليزي فيتز جيرالد الرائعة المسبوكة بلغة كأنها السحر، ينجذب على مضمونها، ويسحر بأسلوبها وجمالها كل من يقرؤها.

وأعجب من هذا كله أن هذه الأشعار ترجمت من الإنجليزية إلى معظم لغات العالم، وما رباعيات الخيام العربية المغناة بالعربية، والتركية، والأوردية، والفرنسية، والروسية، وسائر اللغات الأخرى إلا ترجمة لرباعيات فيتزجيرالد، وليس لعمر الخيام الحقيقي يد فيها، ولا معرفة، ولا هو قالها، بل لم تكن تخطر له على بال، وهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
هذا التناقض العجيب بين رباعيات قال فيتز جيرالد إنها منسوبة لعمر الخيام ودراسة موضوعية رصينة لشخصية عمر الخيام تظهر لنا أن في الأمر سراً.

ويكشف العلماء والباحثون السر، ويربطون بين حركة الاستعمار التي قويت واشتدت في القرن الثامن عشر، وما رافقها من حملات تبشيرية (!) وتنصيرية.
زعم المبشرون أنهم وجدوا مخطوطة في جامعة أوكسفورد فيها رباعيات منسوبة إلى رجل يدعى بـ(الخيام) كلها زندقة، ودعوة إلى السكر والعربدة، وسرعان ما ترجمها إلى الإنجليزية اليهودي (توماس ماير)، ثم تلقفها (فون هامر النمساوي) ونقلها إلى الألمانية حتى إذا حلت سنة 1859 الميلادية وجدنا (فيتزجيرالد) اختار من الرباعيات ما شاء له الهوى، ونقلها بالمعنى شعراءً إلى الإنجليزية، وكانت –كما يقولون- أشعاراً رائعة، وفي غاية الجمال فأعجب بها الناس، وانتقلت من الإنجليزية إلى معظم لغات العالم، حتى إلى الفارسية والعربية، وولد من خلالها شاعر جديد، اسمه: عمر الخيام لا يمت بصلة إلى عمر الخيام الفارسي الأصيل المسلم بصلة إلا بصلة الاسم، لا أكثر.
وربح الاستعمار والمبشرون (!) ربحاً لا نظير له، فلقد أوهموا المشارقة (!) –بخاصة- أن من علمائهم الكبار من ينظم مثل هذه الأشعار، ويشرب هذه الخمور، ويفعل هذه الأفاعيل، إذن، فلا حرج عليهم أن يقلدوا عالمهم، ويتبعوا فلسفته شبراً بشبر، وذراعاً بذراع.
وانطلت الحيلة أو اللعبة على كثير من الناس، فإذا جمهور غفير من المخدوعين يسلك سلوك (خيام فيتزجيرالد) ويتفلت شيئاً فشيئاً من تعاليم الدين، ويغدو في آخر العمر مدمن شراب، مريد شيطان رجيم.
كان أول من نقلها إلى العربية وديع البستاني مترجماً لأشعار فيتزجيرالد، وأعقبه محمد السباعي المصري، ثم العراقي محمد الهاشمي نقلها من الفارسية، ومثله أحمد الصافي النجفي، وجميل صدقي الزهاوي، وأحمد زكي أبو شادي، وتوفيق مفرج.
لكن الطامة الكبرى هي التي ترجمها من الإنجليزية الشاعر المصري أحمد رامي، وكانت ترجمته من الجمال الفني والعبارات المغرية أشبه بترجمة فيتزجيرالد السحرية، وزادها حلاوة أسلوب وقبول عند كثير من دعاة الإلحاد غناء أم كلثوم لها، رغم تبديلها عدداً من الكلمات الأصلية.

وقد يقول قائل: ومن ناظم تلك الرباعيات المصورة المطبوعة، والتي وجدت في أكسفورد، وترجمها ماير وهامر وفيتز جيرالد وسواهم؟
والجواب سهل ويسير، فما أكثر دعاة الإلحاد في كل زمان ومكان، وما أكثر الوضاعين والمنتحلين والمختلقين، وهل من العسير أن ينحل الزنادقة والوضاعون والملحدون شعرًا على لسان عمر الخيام وغير الخيام ؟ وهل ننسى ما نحل على لسان الجاهليين، وكم وضع على لسان السموءل شعراً هو منه براء، وكم وضع على لسان الرسول الكريم أحاديث زعموا أنها نبوية، والنبي الكريم منها براء، ولم يسلم من الوضاعين والكذابين شاعر، أو حاكم، أو خليفة، أو نبي، حتى آدم عليه السلام قال شعراً، وأقوالاً وأفعالاً ما أنزل الله بها من سلطان، ولا خطرت على بال، ولا مرت على شفتي إنسان.
فهل ينتبه العقلاء إلى هذه المخاطر، والافتراءات، والأكاذيب على لسان نبينا العظيم، وعلى الشعراء، والحكام، والعلماء، ورجال الدين (!) ، والتاريخ العربي من أوله لآخره، ويدركون ما يحاك لهم هنا وهناك، وما يلبس الأعداء من لبوس؟ ) . انتهى مقال الأستاذ بكري .


ثم اطلعتُ على ما كتبه الباحث الراحل أنور الجندي - رحمه الله - في كتابه " أصالة الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب والعَلمانية والتنوير الغربي " ( ص 456-462) عن رباعيات الخيام ، وأظن الأستاذ بكري شيخ أمين قد استفاد منه . وأنا أنقله بطوله لأهميته :

قال - رحمه الله - :
أشعار عمر الخيّام

استطارت شهرة العالم الفلكي الإسلامي عمر الخيام فجأة، بعد أن كان واحداً من العلماء المسلمين في مجال الكشوف الجغرافية، ورصد الكواكب، فأصبح شاعراً خطيراً في مجال الدعوة إلى الخمر والإباحية والانطلاق، وذلك عندما نشر (فيتزجرالد) الشاعر الإنجليزي مجموعة من الشعر الفارسي الملفق عام 1589 نسبها إلى الخيام وقد جند الشاعر الإنجليزي (فيتزجرالد) عشرات من أساتذة الأدب في الجامعات الإنجليزية وفي مقدمتهم (أ.ج. آربرى) لهذه المؤامرة الخبيثة.
ومنذ ذلك الوقت حرصت القوى التغريبية على ترجمتها إلى اللغة العربية، فسلط عليها عدد كبير من الشعراء العرب الذين ترجموها، وفي مقدمتهم البستاني والزهاوي ورامي والصافي النجفي والسباعي وأبوشادي ومحمد الهاشمي.
وأولتها الصحف اهتماماً كبيراً، وقد تبع ذلك اهتمام بالغ وتركيز أشد خطورة على اسم "الخيام" دفعاً لهذا التيار الجديد وتعميقاً له، فصدرت طوابع البريد في مختلف أنحاء أوربا باسمه وصورته، وأنشأت الأندية الليلية الصاخبة تحت لوائه، وكتبوا اسمه على أطراف البطاقات، (كارت بوستال) تعظيماً وتكريماً لقصائد التحلل والمجون المنسوبة إليه.

كشف الزيف:
وقد كان لهذا التيار أثره في التعريف من جديد بالخيام في نظر الشرقيين (عرباً ومسلمين) بوصفه شاعراً ماجناً عربيداً يدعو إلى اللذة، وقد استمر ذلك زمناً طويلاً، قبل أن تكشف الدراسات الأصيلة، والأبحاث العلمية الخالصة من الزيف عن كذب هذه الدعاوى العريضة وفسادها، وتبين أن الخيام لم يكن هو قائل كل هذا الشعر الذي نسب إليه، ولم يكن هو في حياته إنساناً خليعاً ولا داعية إلى إباحية.

فيتزجرالد هل زيف ؟
إن المراجعات الدقيقة التي أجريت منذ اللحظة الأولى كشفت عن أن (فيتزجرالد) حين وصلته المخطوطات الفارسية والهندية لم تكن بالوضوح الذي يمركزها كلها حول عمر الخيام.
وإن هناك أخطاء بالغة في الترجمة، كذلك فإن هناك إشارة واضحة إلى أنه استوحى هذه النصوص ولم يترجمها، كذلك فإن الدكتور (ميلار) نشر مقالاً في جريدة المورننج بوست قال فيها: إن شخصية عمر الخيام محاطة بغلالة من غموض وإيهام، وقد نسجت حوله أساطير غامضة تدعو إلى الشك في وجوده، وجاء ببراهين أنكر فيها نسبة هذا الشعر إلى عمر الخيام.
وأشار الأستاذ (همايون) في مقال له ترجم في مجلة الثقافة 14 مارس 1939 إلى الشك في نسبة هذا الشعر إلى عمر الخيام، وأن عدداً كثيراً من قصائده منسوب إلى شعراء آخرين وكثير منهم أقدم عهداً من عمر الخيام، وهنا تبدو (دهشة) المراجعين لهذا التركيز على عمر الخيام، بينما هناك من شعراء إيران أمثال: حافظ وسعدي والعطار من لم تتهيأ لهم مثل هذه الفرصة.
وبدت الشكوك تتردد حول اتجاه هذه الرباعيات الخمسمائة المنسوبة إلى عمر الخيام وما تحمله من دعوة إلى التغزل بالخمر وحث الناس على تعاطيها والقول بأنها الدواء الناجح لآلام النفس، بينما تكشف حياة عمر الخيام عن شخصية رجل مسلم عميق الإيمان بالله، متصرف بكليته إلى العلوم الفلكية.
ومنذ ذلك الوقت الباكر كانت الإرهاصات كلها تشير بالشك، وأصبح الاتهام حول هذه الرباعيات واضحاً، بل إن واحداً من مترجمي هذه الرباعيات وهو أحمد حامد الصراف كتب تحت عنوان (هل كان عمر الخيام سكيراً) مقالاً في مجلة المقتطف 1925 حاول من خلاله أن يصل إلى مفهوم باطني زائف يختلف عن مفهوم الإسلام في موضوع العقاب والجزاء والمغفرة، والإرادة الجبرية مما تحمله فلسفات الغنوصية القديمة، ولكنه كان شاكاً في نسبة هذا الشعر إلى الخيام.
كذلك أشار لطفي جمعة (البلاغ 8 مايو) إلى أنه لم يهتد أحد بعد إلى العدد الصحيح لتلك الرباعيات ولم يتأكد أحد من صحة ما هو منسوب منها كذباً إلى الخيام، وقد استمر إلقاء الضوء على هذه الظاهرة سنوات طويلة لم يتوقف.
وقد أشار دكتور محمد موسى هنداوي في محاضرة له ألقاها في مارس 1928 إلى أن الرباعيات تحتوي على كثير من الاختلاف والانتحال، مما يجعل (الخيام) مفترى عليه في تاريخ الأدب.
ذلك العالم الرياضي العاقل المفلسف الحكيم المالك كل مشاعره، خاصة في الرباعية التي تدعو إلى احتساء الخمر وتمجيد الكأس إلى جوار رباعية أخرى فيها الاعتراف بالإله الواحد وفي الالتجاء إليه، فكيف تستقيم النـزوة الطائشة بجوار الحكمة السديدة.
إن الذين اتهموا أسرفوا في الاتهام حتى حاكموا الخيام عن رباعيات لم تثبت نسبتها إليه، فضلاً عن التزيد فيما نشروه.
وقد أشار إلى ما أورده (عبدالحق فاضل) في بحثه عن الخيام قوله: ومن الحق علي أن أنبه إلى أمر هو أني لست على يقين من أن هذه الرباعيات التي تقرأ هي رباعيات الخيام حقاً، فما من إنسان يسعه أن يجزم بأن معشار تلك الرباعيات التي تعد بالألوف والتي تكتظ بها النسخ المختلفة هي للخيام حقاً.
وقال الدكتور محمد عبدالهادي أبو ريدة في بحث مستفيض عن الخيام إن هذا العالم الفلكي اشترك في إصلاح التقويم الفارسي، وفي بناء المرصد للسلطان ملكشاه، والذي ترجع شهرته الكبرى عند المؤرخين المعاصرين إلى علو قدمه في الرياضيات وفي كثير من فروع العلم.
لذا نجد تلميذه نظامي يضعه في القسم الخاص بالمنجمين والفلكيين، لا في القسم الخاص بالشعراء، ويضعه البيهقي المؤرخ المعاصر للخيام والذي عرفه شخصياً بأنه الفيلسوف حجة الحق.
وهذان المؤرخان لا يذكران شيئاً يدل على أنه شاعر، فضلاً أن ينسبا إليه شيئاً من الرباعيات المنشورة التي تحمل اسمه.
ولكن بعد أن انقضى على وفاة الخيام أكثر من قرنين، أخذت تظهر مجموعات الرباعيات التي تنسب إليه، وأخذ حجمها يتزايد مع الزمن، وإن كان لم يذكر له قبل ذلك رباعيات ذات محتوى شكي إلحادي.
وإذا صرفنا النظر عما في مجموعات الرباعيات التي ليس لدينا ما يثبت نسبها للخيام إثباتاً يقينياً، لأن كثيراً منها كما بين ذلك تشوكوفسكي في بحث نقدي له عام 1898 حيث ينسب بحجة أقدم أو أحسن أو مساوية إلى شعراء آخرين، فإن ما في المراجع غير المباشرة، من رباعيات تنسب للخيام تدعو إلى الاعتقاد بأن له رباعيات من التي أضيفت إليه فيما بعد.
وهكذا تعددت الكتابات في رد نسبة هذا الشعر إلى الخيام حتى تصل إلى البحث الذي قال ( الكلمة الحاسمة ) في هذا الاتهام ، وهو " كشف اللثام عن رباعيات الخيام " للسيد أبو النصر مبشر الطرازي الحسني والذي يقول إنه لم تكن للخيام رباعيات تزيد على عدة رباعيات يقال إنه أنشأها ترفيها للنفس، وقد زاد عليها المغرضون رباعيات كثيرة، وضعوها أو أخذوها من هنا وهناك، ونسبوها إليه، هذه الرباعيات المتنكرة المخزية ليست من نظم عمر الخيام، لأنها لا تتفق ومكانته العلمية.
ويعجب السيد الطرازي (رحمه الله) كيف يعرف عمر الخيام لا عن طريق مكانته العلمية الحقة، وإنما عن طريق رباعيات مزعومة، عبروا عنها برباعيات الخيام ووصفوها بأنها فلسفة الخيام، فمنهم من قال إنه (أبيقوري النـزعة والميول)، ومنهم من سماه وايلد الشرق (نسبة إلى أوسكار وايلد الكاتب الجانح) ومنهم من ذهب إلى أنه معري المذهب، ومنهم من رأى أنه إباحي وأنه مستهزئ بأحكام الدين.
كما طعن فيه البعض بأنه (دهري) وزعم البعض أنه تناسخي وظن بعض أنه باطني، ولا أدري أو تشاؤمي، وجبري ، وادعى آخر أنه ثائر على كل شيء، على الدين وعلى الأخلاق وعلى العقل أيضاً.
وليس لهم دليل على ذلك إلا تلك الرباعيات التي نسبت إلى شخصه، وظنوا أنها من الحكيم عمر الخيام النيسابوري ومقولاته وآثاره.
ولقد كان عليهم أن يعرفوا الحكيم النيسابوري تحت ضوء الفحص العلمي الصحيح، والنقد التاريخي الموثوق معتمدين على آثاره ومقولاته.
ويصل السيد الطرازي إلى القول بانتحال تلك الرباعيات بدلائل كثيرة ولا سيما التناقض بين معانيها واتجاهاتها ، ويعجب أن يعرب عمر الخيام في ضوء رباعيات مترجمة على يد شاعر إنجليزي هو (إدوارد فيتزجرالد) تلك الترجمة التي قام بها عام 1856 ونشرها في الغرب على أوسع نطاق، وقد انساق المسلمون وراء تلك الفلسفة المزعومة والخداعة، وتأثروا بما فيها من المعاني المثيرة والاتجاهات المغرية والتحليلات الباطلة.
وكشف الباحث ما وراء هذه من هدف حين قال: إن أوائل الغربيين الذين اهتموا بالرباعيات إنما كانت تدفعهم فكرة استمعارية معتمدين في ذلك على محض مصادفة ساقها القدر وقد خدمهم المستشرق فيتزجرالد الذي تلقى الإشارة من قبل السادة الإنجليز.
ويقول دكتور محمد موسى هنداوي: أنا مع الطرازي في أن الاستعمار لا يترك وسيلة إلا استخدمها ولا سلاحاً إلا استعمله.
ويقول الطرازي:" وإن الأغراض المقنعة وراء هذا هي إشاعة روح فن الرباعيات عن طريق شعر منسوب إلى مسلم ورباعيات مسكرة خليعة فيها دعوة صريحة وصارخة إلى تناول الصهباء ومجالسة الغادة الحسناء وإمرار الحياة بالعطالة والجمود والكسل والخمول والحرية المطلقة التي لا قيود فيها وفي ذلك مهاجمة واضحة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف".
ويقول: إن الذين قاموا بذلك هم خواص الغربيين الماهرين ممن لهم علاقة بالتبشير المسيحي ومنهم المستشرق النمساوي هافر يرغستل الذي ترجم 25 رباعية منها وكلها تخالف تعاليم الإسلام وتخدش مقدساته وذلك في كتاب (تاريخ الدولة العثمانية).
ولقد وجدوا في هذه الرباعيات بغيتهم المنشودة في الطعن على الدين الإسلامي، والاستهزاء بتعاليمه المقدسة، ولا سيما الجرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستندين في ذلك إلى مقولات –ولو موضوعة- منسوبة إلى رجل عظيم من عظماء الشرق وعالم من علماء الإسلام، كما كسبوا مبالغ باهظة عن طريق بيع ترجماتهم وكتبهم في الشرق والغرب . ويقول الأستاذ الطرازي: كان فيتزجرالد الشاعر الماهر الإنجليزي قد تلقى الإشارة من قبل بعض ساسة الإنجليز، فقدم إلى المستعمر المحتال خدمة مشكورة، ولكن تحت ستار الخدمة للأدب الغربي، وذلك بترجمة تلك الرباعيات إلى النظم الإنجليزي، وحذا حذوه (زوكوفسكي) المستشرق الروسي وقد تفرد فيتزجرالد بميزة خاصة، فقد صور الرباعيات المستنكرة المخزية الخليعة بصورة خلابة، وضمنها في كلمات إنجليزية منظومة جذابة، بحيث تخلب قلوب أهل الشرق، ولا سيما الشباب الناشيء ورجال المستقبل، وتكسب اهتمامهم نحوها من حيث طلاوتها اللفظية أولاً، والشهوات والنـزعات النفسية، ثانياً.
وقد خدع فيتزجيرالد الشرق والشرقيين بهذه الخدعة السياسية في ثوب ثقافي أدبي.

ونجح معه الإنجليز بدهائهم المعروف في السياسة الاستعمارية في نشر هذه السموم الفتاكة بين أبناء الشرق عامة، وخاصة أبناء مستعمرة الهند، وجارتها إيران تحت ستار الأدب ، ودعاهم جميعاً إلى تناول الخمور ومغازلة الحسان وملازمة السرور والغناء ومجانية السعي والعمل، وحثهم على الإباحية والزندقة بدعوى الحرية المطلقة، الأمر الذي دفع الشرق إلى ما دفعه من التأخر وجعله مستعداً لقبول تدخل المستعمر في شئونه الاقتصادية أولاً، والسياسية ثانياً، ومما أدى إلى تأخر طائفة من الشرقيين، وفساد أخلاقهم، وابتعادهم عن كسب العلوم والفنون.
وقد تمكنوا ونجحوا في تنفيذ خدعتهم في صفوف أبناء الشرق، ودفعوهم إلى التقدير والإعجاب بتلك الترجمة الخادعة للرباعيات حيث سارعوا إلى ترجمتها إلى العربية والأوردية.
ولقد حاولت الرباعيات أن تحيي بذكاء ورقة تعاليم الباطنية وأتباع حسن الصباح من إباحية شرب الخمر وجميع الملذات، وإنكار النبوات والمعجزات، والقول بقدم العالم وإبطال القول بالمعاد والنشر من القبور، وكون الجنة هي نعيم الدنيا، ووصايا أخرى ترمي إلى هدم الشرائع وتثبيت دعائم الإلحاد.
ويؤكد الأستاذ الطرازي أنه ليس هناك أي سند تاريخي أو دليل علمي موثوق يثبت صدور تلك الرباعيات، ولا سيما المستنكرة الخليعة منها، عن الحكيم عمر الخيام النيسابوري، وأن هذه الرباعيات التي نسبوها إليه جمعوها من هنا وهناك وطبعوها في الشرق والغرب.

ولو كان للخيام رباعيات مثل هذه الرباعيات –ولا سيما المستنكرة الخليعة الخمرية- لما سكت عن روايتها المؤرخون الأقدمون، حيث لا توجد نسخة مدونة لرباعيات الخيام، إلا ما دون بعد مرور ثلاثة قرون ونصف قرن من وفاته، وهي النسخ المعروفة بنسخة بودليان المحفوظة في أوكسفورد، وهم لا يعرفون مصدر هذه النسخة التي أخذ منها صاحبها، الأمر الذي يدل على أنها موضوعة.

ويلخص الأستاذ عبداللطيف الجوهري معلقاً على كتاب الشيخ الطرازي أهم الخطوط العامة:
أولاً: انخداع الشرقيين ولا سيما الخياميين المتطرفين، رجاء تخليصهم مما سموه (فلسفة الخيام) التي دفعت بهم إلى حضيض الأهواء والأوهام وساقتهم نحو الفساد والانحلال، ورمت بهم في مسالك الجهل والضلال، مع التنبيه على لعبة أعداء الإسلام ورجال الاستعمار وما لهم من دور خفي دقيق في هذا المضمار.
ثانياً: لم يشر أحد من أصحاب التراجم إلى أن الخيام عرف بأنه يقرض الشعر حتى الإشارات الضعيفة التي وردت، تدل على أنه إن كان له شعر فلا يمكن بحال أن ينحدر إلى مستوى الرباعيات الخارجة، والتي تنسب إليه بلا حجة واضحة، وهو من هو، الحكيم الذي يجالس الخلفاء وينتج الرسائل في التوحيد والفقه والرياضات.
ثالثاً: رأي الغربيون أن معاني تلك الرباعيات وأهدافها متفقة مع أهواء الغرب في شرب الخمر ومصاحبة الغانيات وإمرار الحياة بحرية مطلقة مزعومة، ووجد المختصون بشئون التبشير النصراني في الغرب في هذه الرباعيات بغيتهم المنشودة، في الطعن على الدين الإسلامي والاستهزاء بتعاليمه القدسية، ولا سيما الجرأة على الرسول صلى الله عليه وسلم وجدوا بغيتهم عن طريق عظيم شرقي مسلم. ) . انتهى كلام الأستاذ أنور - رحمه الله - .
وليُلاحظ أنه كان من الأولى استبدال كلمة " الشرقيين " بـ " المسلمين " ، لكنه جرى على عادة أبناء عصره . والله الهادي .

عن موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/106.htm

رحيق القلوب
2010-03-12, 14:41
شكرااااااااااااااااااااااجزيلااااااااااااااااا


بارك الله فيك اخي على المعلومة

أبو جابر الجزائري
2010-03-12, 15:00
شكرااااااااااااااااااااااجزيلااااااااااااااااا


بارك الله فيك اخي على المعلومة


وفيكم بارك الله تعالى

محبة الحياة
2010-03-12, 15:10
شكرا على المعلومة
وبارك الله فيك

مالكس لقبايلي
2010-03-12, 15:25
والان انا ايضا فهمت لماذا
شكرا اخي على المعلومات بارك الله فيك
سلام

أبو جابر الجزائري
2010-03-12, 16:00
شكرا على المعلومة
وبارك الله فيك


وفيكم بارك الله تعالى وأحسن إليكم

المجهـول
2010-03-12, 16:04
بااااااااااااااااااااااااارك الله فيك أخي الكريم

وجزااااااااااااااااااك خيرا

أبو جابر الجزائري
2010-03-12, 16:19
شكرا على المعلومة
وبارك الله فيك

وفيكم بارك الله تعالى وأحسن إليكم

khadredouane
2010-03-12, 19:42
حقا معلومات قيمة كان لدي تصور خاطئ عن هذا الشخص جزاك الله كل خير

النيلية
2010-03-12, 19:44
بارك الله فيك اخي
لعله تاب
نسأل الله الهداية

طاهر القلب
2010-03-12, 22:55
بارك الله فيك على المعلومات القيمة

ميلود الأسمر
2010-03-12, 23:07
بارك الله فيك أخي

و.وحيد
2010-03-12, 23:18
السلام عليكم

والله اخي لماسمع عنه الا الاسم .اما وان تفضلت بما تفضلت تعرفت عليه ولو قليل
ولكن هل كان كافرا من الاول ام ارتد على الاسلام
على كل حال الله يعلم هل مات مسلما او كافرا

سلام

نسيم المؤمن
2010-03-12, 23:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبا جابر بارك الله فيك على جهدك وموضوعك القيم

ولكن أنا لدي رباعياته و استنتجت منها أنه تاب والله أعلم

وهذه آخر ماجاء فيها


يا عالم الأسرار علم اليقين
يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار فثنا الى
ظلك فاقبل توبة التائبين

والله أعلم أخي الكريم

بارك الله فيك مجددا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ب.علي
2010-03-13, 01:21
شكرا اخي أو جابر على المعلومة بارك الله فيك

V0LCAN0
2010-03-13, 01:37
ان لم اكن اخلصت في طاعتك
فإني اطمع في رحمتك
وإنما يشفع لي أنني
قد عشت لا اشرك في وحدتك

أبو جابر الجزائري
2010-03-13, 07:20
والان انا ايضا فهمت لماذا
شكرا اخي على المعلومات بارك الله فيك
سلام

بارك الله فيكم أخي الحبيب وأحسن إليكم

أم نور
2010-03-13, 08:58
شكراااااااااا على المعلومة المفيدة

أبو جابر الجزائري
2010-03-13, 09:51
بااااااااااااااااااااااااارك الله فيك أخي الكريم

وجزااااااااااااااااااك خيرا


وفيكم بارك الله تعالى وأحسن إليكم وشكرا على المرور

حمـ 0418 ــزة
2010-03-13, 13:35
بارك الله فيك اخ جابر على المعلومة
سلام

هبة الكوثر
2010-03-13, 14:01
http://www.arabmobile.mobi/screensaver/data/media/18/Thanks_0162a.gif (http://www.arabmobile.mobi/screensaver/details.php?image_id=3220)
بارك الله فيك على هدا الموضوع القيم ....يوجد ايضا له شعر طويل غنته ام كلثوم رباعيات الخيام ويقال والعهدة على الراوي ان قد تم العبث فيها من طرف يهودي حينما قام بترجمتها من الفارسية للعربية وفي كل بيت لايخلو عن حبه للخمر واالتغزل بام الخبائث مع انها قصيدة رائعة وفيها بعض الابيات الوحدانية وهده بعض ابياتها
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر
نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَر
هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن
تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر


***
أحسُّ في نفسي دبيب الفناء
ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء
يا حسرتا إن حانَ حيني ولم
يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء
***
أفق وهات الكأس أنعمُ بها
واكشف خفايا النفس مِن حُجبها
وروّ أوصالي بها قَبلَما
يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها
***
تروحُ أيامي ولا تغتدي
كما تهبُّ الريح في الفدفدِ
وما طويتَ النفس هماً عَلى
يومين : أمسْ المنقضى والغدِ
***
غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي
وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ
ولَستُ بالغافلِ حتى أرى
جمالَ دنيايَ ولا أجتلي
***
سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ
ما فتَّق النّوم كمام الشبابَ
أفق فإنَّ النّوم صنو الردى
واشرب فمثواكَ فراش الترابَ
***
قَد مزَّق البدرُ سنَار الظلام
فأغنم صفَا الوقت وهات المدام
واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا
يسري علينا في طباقِ الرغام
***
سأنتحي الموتَ حثيث الورود
ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود
هات أسقنيها يا مُنى خاطري
فغايةُ الأيام طولْ الهجود
***
هات أسقنيها أيهذا النديم
أخضَب مِن الوجهِ اصِفرار الهموم
وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطلى
وقدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم
***
إن تُقتلَع مِن أصلِها سُرحتي
وتصبحُ الأغصان قَد جفَّت
فصغْ وعاء الخمَر مِن طينتي
واملأهُ تسرِ الروح في جثتي
***
لَبستُ ثوبَ العيش لم أُستشَر
وحرتُ فيه بين شتّى الفِكَر
وسوفَ أنضو الثوب عنّي ولم
أُدرك لماذا جئتُ ، أينَ المقر
***
نمضي وتبقى العيشةُ الراضية
وتنمحي آثارُنا الماضية
فقَبل أن نَحيا ومِن بعدِنا
وهذه الدُنيا علَى ما هيه
***
طَوت يدُ الأقدار سفرَ الشباب
وصوَّحت تلكَ الغصون الرطاب
وقَد شدا طيرُ الصبى واختفى
متى أتى . يا لهفا . أينَ غاب
***
الدهرُ لا يعطي الَّذي نأمل
وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَل
ونحنُ في الدُنيا علَى همّها
يسُوقنا حادي الردى المُعجّل
***
أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَر
وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر
فما أطاَل النّوم عمراً ولا
قصَّر في الأعمارِ طول السهَر
***
اشرب فمثواكََ التراب المهيلِ
بلا حبيب مؤنسٍ أو خليل
وانشق عبير العيش في فجرهِ
فليسَ يزهو الورد بعدَ الذبولِ
***
كم آلم الدهر فؤاداً طعين
وأسلم الروح ظعين حزين
وليسَ ممَن فاتَنا عائدٌ
أسألهُ عن حالةِ الراحلين
***
يا دهرُ أكثرت البلى والخراب
وَسُمْتَ كُلّ الناس سوء العذاب
ويا ثرى كم فيكَ مِن جوهرٍ
يبينْ لو يُنبَش هذا التراب
***
وكم توالى الليل بعدَ النهار
وطالَ بالأنجمِ هذا المدار
فامشِ الهوينا إنَّ هذا الثرى
مِن أعينٌ ساحرةِ الأحورار
***
أينَ النديم السمح أينَ الصبوح
فقد أمضَّ الهمّ قلبي الجريح
ثلاثةٌ هنّ أحبُّ المُنى
كأسٌ وأنغامٌ ووجهٌ صبيح
ومما اعجبني هده الابيات الرائعة التي يناجي الله تعالي ان يغفر له
أهل الحِجا والفضل هذى العقول
قَد حاولوا فهَم القضاء الجليل
فحدّثونا بعض أوهامهم
ثم احتواهم ليلُ نومٍ طويل
***
يا عالم الأسرار علمَ اليقينْ
يا كاشف الضّرَ عن البائسينْ
يا قابل الأعذار فئنا إلى
ظلّك فأقبل توبةَ التائبينْ

ومن اراد قرائتها كاملة هنا
http://www.khayma.com/dlone/QQQ.htm

أبو جابر الجزائري
2010-03-18, 05:08
أشكر الإخوة الأحباب والأخوات الفضليات على التفاعل،
ربي يحفظكم جميعا ويرفع قدركم في الدنيا والآخرة
آمين، آمين، آمين


khadredouane (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=97421)
بنت جبيل (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=11)
طاهر القلب (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=227546)
ميلود الأسمر (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=152169)
وحيد المسلم (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=205443)
NASSIMO_FREE (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=200964)
أبوحسين (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=142497)
V0LCAN0 (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=237062)
أم نور
حمـ 0418 ــزة (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=86637)
agrokaouther (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=67911)

nonitto
2010-03-18, 06:46
السلام عليكم ، لا يوجد شخص روسي لم يسمع أو لم يقرأ كتبه ، هذا الشخص مشهور جدا في روسيا

ابن عربي
2010-04-10, 15:31
السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي الكريم اعلم أن أشعار العرب فيها من الدسائس ما لا يوصف ختى ان الدسائس مست المعلقات و كثير من أشعار الجاهليين ، و لم يسلم حتى امير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه منها و كذلك الشافعي رحمه الله . و لتعلموا ان هناك من يسعى في كل زمان و مكان من اجل النيل من عقائد المسلمين عن طريق تزييف الحقائق عند علمائهم و ادبائهم و شعرائهم و نسبتها إبهم لننا عندما نقرا هذه الأشعار و هذه القصص المنسوبة إليهم تستدرجنا و تستهوينا لن من قام بها او من قالها هم من المسلمين فنقبل بها و هذا هو مراد الفرس و الروم من الزمان الول للإسلام و هو التشكيك في كل مسلم و عربي حتى يتسنى لهم زعزعة عقيدتنا عن طريق أبناء جلدتنا لأننا لن نقبل مباشرة ان تاتينا هذه التلفيقات مباشرة من الغرب و إنتما بنسبتها إلى علمائنا و شعرائنا كما قلت.
‘ن عمر الخيام قد اختلف فيه كثيرا و لكن الأرجخ أنه لم يكن كما يدعي بعض المؤرخين شاربا لاهيا عابثا و انى يتسنى له ذلك و هو الذي صرف جل عمره في العلم و البحث في مسائل الرياضيات المعقدة حيث أنه اول من قام بحل المعادلات من الدرجة الثالثة هندسيا و هو من الوائل الذين تحصلوا على العدد التقريبي للعد 3.14 أي العدد "بي" كما تحصل عليه أبو الريحان البيروني. و قد شهد له الغربيون بهذا السبق بعد أن قاموا بالعملية الحسابية عن طريق الكنبيوتر و أثبتوا انه العدد الذي تحصل عليه أقرب إلى حساب الكمبيوتر.إنه أعجوبة من أعاجيب الزمان.
إنه من المشتغلين بالعلم و الفلسفة و التاريخ و الفقه كذلك فقد كتب بعض المسائل الدينية و الفقهية و ذلك لما كان يمتاز به من سعة الاطلاع و كثرة الفهم و غزارةة الحفظ ، و جودة التأليف و كان يصرف جل وقته في البحث و الاكتشافات و لو أنه كما نسب إليه كان ينشد الأشعار و يعاقر الخمر لما استطاع ان يؤلف أو يخلد اسمه في سجل الخالدين من العلماء و إنما ضيعوا و أحرقوا كتبه و أبقوا على رباعيات التي لو نظرنا إليها بعين بصيرة لوجدنا أنها هيام في الذات الإلهية و تصوف و شوق و مناجاة و عبادة روحية
قلت أبقوا على رباعياته التي كان يسري بها عن نفسه بين الحين و الحين و أضافوا إليها الكثير مما ينسب الآن إليه كذبا و زورا.
و بهتانا، و أنتم تعلمون أن جميع المخطوطات التي تتخدث عن رباعياه كلها محفوظة في جامعات الغرب و متاحفهم أو في أسطنبول و إيران و لكم بعد النظر عندما تاتينا المعلومات من الغرب و غيرهم كما اتت و حققت كتب قبلها كألف ليلة و ليلة و غيرها.

إن المتتبع للتاريخ ليرى عجبا عجابا كيف يتكالب علينا الأعداء و يسعون لهدم كل ما له صلة بحضارتنا و ثقافتنا الضاربة في أعماق التاريخ من أجل أن يشلوا من عزائمنا و يفتتوا هممنا حتى لا نقوم من رقدتنا و ننهض من سقوطنا.

و إليكم الكثير من أشعاره فاقرأوها بتمعن و ترو
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر
نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَر
هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن
تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر
***
أحسُّ في نفسي دبيب الفناء
ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء
يا حسرتا إن حانَ حيني ولم
يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء
***
أفق وهات الكأس أنعمُ بها
واكشف خفايا النفس مِن حُجبها
وروّ أوصالي بها قَبلَما
يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها
***
تروحُ أيامي ولا تغتدي
كما تهبُّ الريح في الفدفدِ
وما طويتَ النفس هماً عَلى
يومين : أمسْ المنقضى والغدِ
***
غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي
وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ
ولَستُ بالغافلِ حتى أرى
جمالَ دنيايَ ولا أجتلي
***
سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ
ما فتَّق النّوم كمام الشبابَ
أفق فإنَّ النّوم صنو الردى
واشرب فمثواكَ فراش الترابَ
***
قَد مزَّق البدرُ سنَار الظلام
فأغنم صفَا الوقت وهات المدام
واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا
يسري علينا في طباقِ الرغام
***
سأنتحي الموتَ حثيث الورود
ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود
هات أسقنيها يا مُنى خاطري
فغايةُ الأيام طولْ الهجود
***
هات أسقنيها أيهذا النديم
أخضَب مِن الوجهِ اصِفرار الهموم
وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطلى
وقدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم
***
إن تُقتلَع مِن أصلِها سُرحتي
وتصبحُ الأغصان قَد جفَّت
فصغْ وعاء الخمَر مِن طينتي
واملأهُ تسرِ الروح في جثتي
***
لَبستُ ثوبَ العيش لم أُستشَر
وحرتُ فيه بين شتّى الفِكَر
وسوفَ أنضو الثوب عنّي ولم
أُدرك لماذا جئتُ ، أينَ المقر
***
نمضي وتبقى العيشةُ الراضية
وتنمحي آثارُنا الماضية
فقَبل أن نَحيا ومِن بعدِنا
وهذه الدُنيا علَى ما هيه
***
طَوت يدُ الأقدار سفرَ الشباب
وصوَّحت تلكَ الغصون الرطاب
وقَد شدا طيرُ الصبى واختفى
متى أتى . يا لهفا . أينَ غاب
***
الدهرُ لا يعطي الَّذي نأمل
وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَل
ونحنُ في الدُنيا علَى همّها
يسُوقنا حادي الردى المُعجّل
***
أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَر
وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر
فما أطاَل النّوم عمراً ولا
قصَّر في الأعمارِ طول السهَر
***
اشرب فمثواكََ التراب المهيلِ
بلا حبيب مؤنسٍ أو خليل
وانشق عبير العيش في فجرهِ
فليسَ يزهو الورد بعدَ الذبولِ
***
كم آلم الدهر فؤاداً طعين
وأسلم الروح ظعين حزين
وليسَ ممَن فاتَنا عائدٌ
أسألهُ عن حالةِ الراحلين
***
يا دهرُ أكثرت البلى والخراب
وَسُمْتَ كُلّ الناس سوء العذاب
ويا ثرى كم فيكَ مِن جوهرٍ
يبينْ لو يُنبَش هذا التراب
***
وكم توالى الليل بعدَ النهار
وطالَ بالأنجمِ هذا المدار
فامشِ الهوينا إنَّ هذا الثرى
مِن أعينٌ ساحرةِ الأحورار
***
أينَ النديم السمح أينَ الصبوح
فقد أمضَّ الهمّ قلبي الجريح
ثلاثةٌ هنّ أحبُّ المُنى
كأسٌ وأنغامٌ ووجهٌ صبيح
***
نفُوسنا ترضى احتِكام الشراب
أرواحنا تفدى الثنايا العِذاب
وروح هذا الدنَّ نستّلهُ
ونستقيهِ سائِغاً مُستطَاب
***
يا نفسَ ماهذا الأسى والكدر
قَد وقعَ الإثم وضاع الحذر
هَل ذاقَ حلو العفوَ إلاّ الَّذي
أذنبَ والله عفَا واغتفر
***
نلبسُ بينَ الناس ثوب الرياء
ونحنُ في قبضةِ كفّ القضاء
وكم سعينا نرتجي مهرباً
فكانَ مسعَانَا جميعاً هباء
***
لم تَفتَحَ الأنفسَ باب الغيوب
حتى تَرى كيفَ تسأم القلوب
ما أتعس القلبَ الَّذي لم يَكد
يلتأم حتى أنكأتهُ الخطوب
***
عامل كاهليك الغريب الوفي
واقطع مِن الأهلِ الَّذي لا يفي
وعِف زلالاً ليسَ فيه الشفا
واشرب زعافَ السمّ لو تشتفي
***
أحسن إلى الأعداء والأصدقاء
فإنَّما أُنس القلوب الصفَاء
واغفر لأصحابكَ زلاّتهم
وسامح الأعداء تَمْحُ العِداء
***
عاشر مِن الناسِ كبار العقول
وجانب الجهّال أهل الفضول
واشرب نقيعَ السمّ مِن عاقلٍ
واسكب علَى الأرضِ دواء الجهول
***
يا تارك الخمرَ لماذا تلوم
دعني إلى ربي الغفور الرحيم
ولا تُفاخرني بهجرِ الطلى
فأنتَ جانِ في سوِاها أثيم
***
أطفىء لظَى القلب ببرد الشراب
فإنَّما الأيام مثلَ السحَاب
وعيشُنا طيف خيالٍ ، فَنل
حظّكَ منهُ قبلَ فوَت الشباب
***
بستانُ أيامك نامي الشجَر
فكيفَ لا تقطفُ غضّ الثمَر
اشرب فهذا اليوم إن أدبرت
به اللَّيالي لم يعدهُ القدر
***
جادت بساط الروض كفُّ السحَاب
فنزّه الطرفَ وهات الشراب
فهذه الخضرةَ مِن بِعدنا
تنمو علَى أجسادِنا في التراب
***
وإن توافِ العشب عندَ الغدير
وقَد كسَا الأرض بساطاً نضير
فامشِ الهوينا فوقهُ . إنه
غذّتهُ أوصالُ حبيبٌ طرير
***
يا نَفس قَد آدكِ حملُ الحزن
يا روح مقدور فُراق البدن
إقطف أزاهير المُنى قبلَ أن
يجفَّ مِن عيشك غضّ الفنن
***
يحلو ارتشاف الخمَر عندَ الربيع
ونشرُ أزهار الروابي يضوع
وتعذّب الشكوى إلى فاتنٍ
علَى شفا الوادي الخصيب الينيع
***
فلا تَتب عن حسوِ هذا الشراب
فإنَّما تَندمُ بعدَ المتَاب
وكيفَ تصحو وطيور الربى
صدّاحةٌ والروض غضّ الجناب
***
زخارفُ الدُنيا أساس الألم
وطالبُ الدُنيا نديم الندم
فكن خليَّ البال مِن أمرها
فكلُّ ما فيها شقاءٌ وهم
***
وأسعدْ الخلقْ قليل الفضول
مَن يهجر الناس ويرضى القليل
كأنهُ عنقاءَ عندَ السّهى
لا بومةٌ تنعبُ بينَ الطلول
***
مَن يحسبَ المال أحبَّ المُنى
ويزرع الأرضَ يريد الغِنى
يفارق الدُنيا ولم يُختَبر
في كدَّهِ أحوال هذى الدُنى
***
سرى بجسمي الغضَّ ماء الفناء
وسار في روحي لهيب الشقاء
وهمتُ مثلَ الريحَ حتى ذرَت
تُرابَ جسمي عاصفات القضاء
***
يامَن يَحارُ الفَهمُ في قدرتك
وتطلبُ النَفسُ حمى طاعتك
أسكرَني الإثمُ ولكنّني
صحوَت بالآمال في رحمتك
***
لم أشرب الخمَر ابتغاء الطرَب
ولا دعتني قلّةٌ في الأدب
لكنَّ إحساسي نزّاعاً إلى
إطلاق نفسي كانَ كلّ السبب
***
أفنيتُ عمري في اكتناهِ القضاء
وكشفُ ما يحجبهُ في الخفاء
فلم أجد أسرارهُ وانقضى
عمري وأحسستُ دبيب الفناء
***
أطاَل أهل الأنَفس الباصره
تفكيرهم في ذاتِك القادره
ولم تزلْ يا ربْ أفهامهم
حيرى كهذى الأنجمُ الحائره
***
لم يجنِ شيئاً مِن حياتي الوجود
ولن يضير الكون أنَّي أُبيد
وا حيرتي ما قالَ لي قائلٌ
ماذا اشتعالُ الروح ! كيفَ الخمود
***
إذا انطوى عيشي وحانَ الأجل
وسدَّ في وجهي باب الأمل
قَرَّ حبَاب العمر في كأسهِ
فَصَّبها للموتِ ساقي الأزل
***
إن لم أكنْ أخلصتُ في طاعتك
فإنّني أطمعُ في رحمتك
وإنَّما يشفعُ لي أنّني
قَد عشتُ لا أُشرك في وحدتك
***
يا ربْ هيىء سببَ الرزق لي
ولا تذقني منّةَ المُفضلِ
وابقني نشوانَ كيما أرى
روحي نَجتْ مِن دائِها المعضلِ
***
أفنيت عمري في ارتقابِ المُنى
ولم أذق في العيشِ طعم الهنا
وإنَّني أُشفقَ أن يَنقَضي
عمري وما فارقت هذا العَنا
***
لم يبرحَ الداء فؤادِي العليل
ولم أنل قصدي وحانَ الرحيل
وفات عمري وأنا جاهلٌ
كتابَ هذا الدهر جمّ الفصول
***
صفَا لكَ اليوم ورقَّ النسيم
وجالَ في الأزهارِ دمع الغيوم
ورجّعَ البلبل ألحانهُ
يقول هيّا اطرب وخلّ الهموم
***
الدرع لا تمنعُ سهم الأجل
والمال لا يدفعهُ إن نزل
وكلُّ ما في عيشنا زائلٌ
لا شىءَ يبقى غيرَ طيب العمل
***
اللهُ يدري كلُّ ما تُضمر
يعلمُ ما تُخفي وما تُظهر
وإن خدعتَ الناس لم تستطع
خدِاع مَن يطوي ومَن يَنشر
***
وإنَّما بالموت كلٌ رهين
فاطرب فما أنتَ مِن الخالدين
واشرب ولا تَحمل أسىً فادحاً
وخلّ حمل الهم للاحقين
***
رأيت خزّافاً رحاهُ تَدور
يجدُّ في صوغِ دنانِ الخمور
كأنهُ يخلطُ في طينها
جمجمة الشاهِ بساق الفقير
***
تمتلكُ الناس الهوى والغرور
وفتنةُ الغيدِ وسُكنى القصور
ولو تُزال الحجبُ بانت لهم
زخارف الدُنيا وعُقبى الأمور
***
إن الَّذي تأنس فيه الوفاء
لا يحفظ الودَّ وعهدَ الأخاء
فعاشر الناس علَى ريبةٍ
منهم ولا تُكثر مِن الأصدقاء
***
زاد الندى في الزهرِ حتى غدا
مُنحنياً مِن حملِ قطر الندى
والكُم قَد جمعَ أوراقهُ
فظلَّ في زهرِ الربى سيّدا
***
وأسعد الخلق الَّذي يُرزق
وبابهُ دونَ الورى مُغلق
لا سيَّد فيهم ولا خادم
لهم ولكن وادعٌ مُطلق
***
قلبي في صدري أسيرٌ سجين
تُخجلهُ عشرةُ ماءٍ وطين
وكم جرى عزمي بتحطيمه
فكانَ يَنهاني نداءُ اليقين
***
مصباحُ قلبي يستمدُ الضياء
مِن طلعةِ الغيدِ ذوات البهاء
لكنّني مثلَ الفراش الَّذي
يسعى إلى النّورِ وفيهِ الفناء
***
طبعي ائتناسي بالوجوه الحِسان
وديدني شرِبَ عِتاق الدِنان
فاجمع شتات الحظَّ وانعم بها
مِن قبلِ أن تطويكَ كفّ الزمان
***
تَعاقبُ الأيام يُدني الأجل
ومرّها يطويكَ طيّ السجِل
وسوف تَفنى وهي في كرّهِا
فقَضّ ما تغنمهُ في جذل
***
لا تَشغل البَال بماضي الزمان
ولا يآتي العيش قبلَ الأوان
واغنم مِن الحاضرِ لذّاتهِ
فليسَ في طبعِ اللَّيالي الأمان
***
قيلَ لدى الحشر يكون الحساب
فيغضب الله الشديدَ العقاب
وما انطوى الرحمن إلاّ علَى
إنالةِ الخير ومنح الثواب
***
كانَ الَّذي صوّرني يعلمُ
في الغيبِ ما أجني وما آثمُ
فكيفَ يجزيني علَى أنّني
أجرمتُ والجرمُ قضاً مبرمُ
***
هات اسقني كأس الطلى السلسلِ
وغنّني لحناً مع البلبلِ
فإنَّما الإبريق في صبهِ
يَحكي خرير الماء في الجدولِ
***
الخمَرُ في الكأسِ خيالٌ ظريف
وهي بجوفِ الدنّ روحٌ لطيف
أبعد ثقيل الظَّل عن مجلسي
فإنَّما للخمَر ظلٌ خفيف
***
بابُ نديمي ذو الثنايا الوضاح
وبيننا زهرٌ أنيقٌ وراح
وافتضَّ مِن لؤلؤِ أصدافها
فافترَّ في الآفاقِ ثغرُ الصباح
***
نارُ الهوى تمنعُ طيب المنام
وراحةُ النفس ولذُّ الطعام
وفاتر الحبُّ ضعيف اللّظى
منطفىء الشعلةَ خابي الضرام
***
القلبُ قَد أضناهُ عِشق الجمال
والصدرُ قَد ضاقَ بما لا يُقال
يا ربْ هل يُرضيك هذا الظما
والماءُ ينساب أمامي زُلال
***
خلقتني يا ربْ ماءً وطين
وصغتني ما شئتَ عزاً وهون
فما احتيالي والَّذي قَد جرى
كتبتهُ يا ربْ فوقَ الجبين
***
ويا فؤادي تلكَ دُنيا الخيال
فلا تنؤ تحتَ الهموم الثقال
وسلّم الأمر فمَحوَ الَّذي
خطّت يدُ المقدار أمرٌ مُحال
***
وإنَّما نحنُ رخاخ القضاء
ينقلنا في اللوحِ أنّى يشاء
وكلُّ مَن يفرغ مِن دورهِ
يُلقَى به في مستقّرِ الفناء
***
رأيتُ صفّاً مِن دنانٍ سرى
ما بينها همسُ حديثٍ جرى
كأنّها تسألُ : أينَ الَّذي
قَد صاغَنا أوباعَنا أو شرى
***
سطا البلى فاغتالَ أهلَ القبور
حتى غدوا فيها رُفاتاً نَثير
أينَ الطلى تتركني غائباً
أجهلُ أمر العيشَ حتى النشور
***
إذا سقاني الموت كأس الحمام
وضمَّكم بعدي مجال المدام
فأفردوا لي موضعي واشربوا
في ذكرِ مَن أضحى رهين الرجام
***
عن وجنة الأزهار شفَّ النقاب
وفي فؤادي راحةٌ للشراب
فلا تَنمْ فالشمس لما يزل
ضياؤها فوقَ الربى والهضاب
***
فكم علَى ظهرِ الثرى مِن نيام
وكم مِن الثاوينِ تحت الرغام
وأينما أرمي بعيني أرى
مشيّعاً أو لهزةً للحمام
***
يا ربْ في فهمك حَار البشرْ
وقصَّر العاجز والمقتدرْ
تَبعثُ نجواكَ وتبدو لهم
وهم بلا سمعٍ يعي أو بصَرْ
***
بيني وبينَ النفس حربٌ سجَال
وأنتَ يا ربي شديدَ المحُال
أنتظر العفو ولكنّني
خَجلان مِن علمك سوء الفعال
***
شقَّت يدُ الفجر سِتار الظلام
فانهض وناولني صبوح المدام
فكم تُحيّينا لهُ طلعةٌ
ونحنُ لا نملكُ ردَّ السلام
***
مُعاقروا الكأس وهم سادرون
وقائموا اللَّيل وهم ساجدون
غرقى حيارى في بحارِ الُنّهى
والله صاحٍ والورى غافلون
***
كُنّا فَصرنا قطرةٌ في عباب
عشنا وعُدنا ذرّةٌ في التراب
جئنا إلى الأرضِ ورحنا كما
دبَّ عليها النمل حيناً وغاب
***
لا أفضح السرّ لعالٍ ودون
ولا أطيل القول حتى يبَين
حالي لا أقوى علَى شرحها
وفي حنايا الصدر سرّي دفين
***
أولى بهذى الأعين الهاجده
أن تغتدي في أُنسها ساهده
تَنَّفَس الصبحُ فقم قبلَ أن
تحرمهُ أنَفَاسنا الهامده
***
هل في مجالِ السكون شىءٌ بديع
أحلى مِن الكأسِ وزهرُ الربيع
عجبتُ للخمّار هل يشترى
بمالهِ أحسنَ مما يبيع !0
***
هوى فؤادي في الطلى والحباب
وشجو أذني في سماعِ الرباب
إن يَصغْ الخزّاف مِن طينتي
كوباً فأترعُها ببرد الشراب
***
يا مدَّعي الزهدَ أنا أكرمُ
مِنكَ ، وعقلي ثملاً أحكمُ
تَستنزفُ الخلقَ وما أستقي
إلاّ دمُ الكرم فمَن آثمُ
***
الخمَرُ كالورد وكأس الشراب
شفّت فكانت مثل وردٍ مُذاب
كأنَّما البدر نَثا ضوءهِ
فكان حوَل الشّمس منهُ نقاب
***
لا تَحسبوا أنّي أخاف الزمان
أو أرهب الموت إذا الموت حان
الموت حقٌ . لَستُ أخشى الردى
وإنَّما أخشى فوات الأوان
***
لا طيبَ في الدُنيا بغيرِ الشراب
ولا شجيَّ فيها بغيرِ الرباب
فكّرت في أحوالهِا لم أجد
أمتعُ فيها مِن لقاءِ الصحاب
***
عش راضياً واهجر دواعي الألم
واعدل مع الظَالم مهما ظلَم
نهايةُ الدُنيا فناءٌ فَعش
فيها طليقاً واعتبرها عدم
***
لا تأمل الخلَّ المقيم الوفاء
فإنَّما أنتَ بدنيا الرياء
تحمَّل الداء ولا تلتمس
لهُ دواءً وانفرد بالشقاء
***
اليوم قَد طابَ زمان الشباب
وطابت النفس ولذَّ الشراب
فلا تَقُل كأس الطلى مُرّةٌ
فإنَّما فيها مِن العيشِ صاب
***
وليسَ هذا العيش خلداً مقيم
فما اهتمامي مُحدثٌ أم قديم
سنَترك الدُنيا فما بالنا
نضيّعُ منها لحظَات النعيم
***
حتَّامٌ يُغري النفس برقّ الرجاء
ويُفزع الخاطَر طيف الشقاء
هات اسقنيها لَستُ أدري إذا
صعَّدتُ أنفاسي رددتُ الهواء
***
دنياكَ ساعات سُراع الزوال
وإنَّما العُقبى خلود المآل
فهل تَبيع الخُلد يا غافلاً
وتشتري دنيا المُنى والضّلال
***
يامَن نسيتَ النار يوم الحساب
وعفَت أن تشربَ ماء المتَاب
أخافُ إن هبَّت رياح الردى
عليكَ أن يأنفَ مِنكَ التراب
***
يا قلب كم تشقى بهذا الوجود
وكلّ يوم لك همٌ جديد
وأنتِ يا روحي ماذا جنَتْ
نفسي وأُخراكِ رحيلٌ بَعيد
***
تناثرتْ أيام هذا العمرْ
تنَاثرُ الأوراق حوَل الشجرْ
فانعم مِن الدُنيا بلذّاتها
مِن قبلِ أن تسفيكَ كفّ القدر
***
لا توحشَ النفس بخوف الظّنون
واغنم مِن الحاضرِ أمَنْ اليقين
فقد تساوى في الثرى راحلٌ
غداً وماضٍ مِن ألوف السنين
***
مررتُ بالخزّاف في ضحوةٍ
يصوغُ كوب الخمَر مِن طينةٍ
أوسعَها دعّاً فقاَلت لهُ
هل أقفرَتْ نَفسُكَ مِن رحمةٍ
***
لو أنّني خُيَّرت أو كانَ لي
مفتاحُ باب القدر المقفلِ
لاخترتَ عن دنيا الأسى أنّني
لم أهبطَ الدُنيا ولم أرحلِ
***
هبطتُ هذا العيش في الآخرين
وعشتُ فيه عيشةَ الخاملين
ولا يوافيني بما ابتغي
فأينَ منّي عاصفات المنون
***
حكمكِ يا أقدار عين الضّلال
فأطلقيني آدُ نفسيَ العقال
إن تُقصري النّعمى علَى جاهلٍ
فلست مِن أهل الحِجا والكمَال
***
إذا سقاكَ الدهر كأس العذاب
فلا تُبنْ للناس وقعَ المصاب
واشرب علَى الأوتارِ . رنّانةٌ
مِن قبلِ أن تُحطّمَ كأس الشراب
***
لا بدَّ للعاشق مِن نشوةٍ
أو خفّةٍ في الطبعِ أو جنّةٍ
والصحو بابَ الحزن فاشرب تكنْ
عن حالةِ الأيام في غفلةٍ
***
أنا الَّذي عشتُ صريع العقار
في مجلسٍ تحييهِ كأسٌ تُدَار
فَعُد عن نصحي . لقد أصبحَت
هذى الطلى كلّ المُنى والخيَار
***
أعلمُ مِن أمري الَّذي قَد ظهَر
واسْتَشِفّ الباطن المستتر
عدمت فهمي أن تكنْ نشوتي
وراءها منزلةٌ تُنتَظَرْ
***
طارت بي الخمَر إلى منزلٍ
فوق السماك الشاهق الأعزلِ
فأصبحَتْ روحي في نجوةٍ
مِن طينِ هذا الجسد الأرذلِ
***
سئمتُ يا ربي حياةَ الألم
وزاد همّي الفقر لما ألمّ
ربي انتشلني مِن وجودي فقد
جعلتَ في الدُنيا وجودي عدَم
***
لم يخل قلبي مِن دواعي الهموم
أو تَرضَ نفسي عن وجودي الأليم
وكم تأدبتَ بأحداثهِ
ولم أزل في ليلِ جهلٍ بهيم
***
اللهُ قَد قدّر رزق العباد
فلا تؤمّل نيلَ كلّ المراد
ولا تُذِق نفسكَ مُرّ الأسى
فإنَّما أعمارنا للنفاد
***
إن الَّذي يعرف سرّ القضاء
يرى سواء سعده والشقاء
العيش فانٍ فلندع أمرهِ
أكانَ داءً مسَّنا أم دواء
***
يا طالب الدُنيا وقيتَ العثَار
دع أمل الربح وخوف الخسَار
واشرب عتيق الخمَر فهي التي
تفكَّ عن نفسك قيد الإسار
***
الكأس جسم روحهِ الساريه
هذى السلاف المزّةَ الصافيه
زجاجها قَد شفَّ حتى غدا
ماءً حوى نيرانها الجاريه
***
قَد ردّد الروض غناء الهزار
وارتاحت النفس لكأس العقار
تبّسم النّور فقم هاتها
نثأرُ مِن الأيامِ قبلَ الدمار
***
بي مِن جفاءِ الدهر همٌ طويل
ومِن شقاءِ العيش حزنٌ دخيل
قلبي كدنّ الخمَر يجري دماً
ومقلتي بالدمعِ كأسٌ تسيل
***
وكلّما راقبتُ حال الزمن
رأيتهُ يحرمُ أهل الفطن
سُبحان ربي . كلّما لاحَ لي
نجمٌ طوته ظُلمات المحَن
***
ماذا جنينا مِن متاعِ البقاء ؟
ماذا لقينا في سبيلِ الفناء ؟
هل تُبصر العين دُخان الألى
صاروا رماداً في أتونِ القضاء
***
تلكَ القصور الشاهقات البناء
منازلُ العزّ ومجلى السناء
قَد نعبَ البوم علَى رسمِها
يصيحُ : أينَ المجد ، أينَ الثراء
***
هوّن علَى النفس احتمَال الهموم
واغنم صفَا العيش الَّذي لا يَدوم
لو كانت الدُنيا وفَتْ للألى
راحوا لما جاءكَ دور النعيم
***
وإنَّما الدهرُ مُذيق الكروب
نعيمهُ رهنٌ بكفّ الخطوب
ولو درى الهمّ الَّذي لم يجىء
دنيا الأسى لاختار دار الغيوب
***
صبَّتْ علينا وابلات البلاء
كأنّنا أعداء هذا القضاء
بينا تَرى الإبريق والكأس قَد
تَبادلا التقبيل حوَل الدماء
***
تفتّح النوَّار صبّ المدام
واخلَع ثياب الزهد بين الأنام
وهاتها مِن قبلِ سطو الردى
في مجلسٍ ضمّ الطلى والغرام
***
حَار الورى ما بين كفرٍ ودين
وأمعنوا في الشكِ أو في اليقين
وسوف يدعوهم مُنادي الردى
يقولُ ليسَ الحق ما تسلكون
***
نَصبتَ في الدُنيا شرِاك الهوى
وقلت أجزي كلّ قلبٍ غوى
أتنصب الفخَ لصيدي وإن
وقعتُ فيه قلتَ غاصٍ هوى
***
أنا الَّذي أبدعت مِن قدرتك
فعشتُ أرعى في حمى نعمتك
دعني إلى الآثام حتى أرى
كيفَ يذوب الإثمُ في رحمتك
***
إن تُفصل القطرةُ في بحرها
ففي مداهُ منتهى أمرها
تقاربتْ يا ربْ ما بيننا
مسافةَ البُعد علَى قدرها
***
وإنَّما الدُنيا خيالٍ يزول
وأمرنا فيها حديثٌ يطول
مشرقها بحرٌ بعيد المدى
وفي مداهُ سيكون الأفول
***
جهلتِ يا نفسي سرّ الوجود
وغبتِ في غورِ القضاء البعيد
فصوَّري مِن نشوتي جنّةً
فربما أُحرمَ دار الخلود
***
يا ورد أشبَهتَ خدود الحسان
ويا طلى حاكيتَ ذوب الجمان
وأنتَ يا حظَّي تَنكَّرْتَ لي
وكُنتَ مِن قبلِ الأخَ المستعان
***
أولى بكَ العشق وحسو الشراب
وحَنَّةُ النّاي ونوح الرباب
فأطلق النفس ولا تتصل
بزخرُف الدُنيا الوشيك الذهاب
***
لا تَشغل البَال بأمر القدر
واسمع حديثي يا قصير النظر
تنحْ واجلس قانعاً وادعاً
وانظر إلى لعبِ القضاء بالبشر
***
يا قلب إن ألقيتَ ثوب العناء
غدوتَ روحاً طاهراً في السماء
مقامك العرش ترى حطَّة
أنكَ في الأرضِ أطلتَ البقاء
***
إن الَّذي يَذبل زهر الربيع
ينثر أوراقَ وجودي الجميع
والهمُّ مثل السمَّ ترياقهُ
في الخمَرِ فاشرب قدَر ما تستطيع
***
زجاجةُ الخمَر ونصف الرغيف
وما حوى ديوان شعرٍ طريف
أحبُّ لي أن كُنتَ لي مُؤنساً
في بلقعٍ مِن كلّ مُلكٍ منيف
***
أتَسمع الديكَ أطاَل الصياح
وقَد بدا في الأفقِ نور الصباح
ما صاحَ إلاّ نادباً ليلةً
ولَّتْ مِن العمرِ السريع الرواَح
***
علامَ تشقى في سبيلِ الألم
ما دمتَ تدري أنكَ ابن العدم
الدهرُ لا تجري مقاديرهُ
بأمرنا فارضْ بما قَد حكَم
***
تحملُ الداء كبير الرجاء
أنكَ يوماً ستنال الشفاء
واشكر علَى الفقر الَّذي إن يَرد
أصبحَت موفور الغِنى والثراء
***
ليتك يا ربي تُبيد الوجود
وتَخلق الأكوان خَلقاً جديد
فتُغفلَ اسمي أو تزيد الَّذي
قدّرتَ لي في الرزقِ بين العبيد
***
وصلتني بالنفس منذُ القدم
فكيفَ تفري شملَنا الملتئم
وكُنتَ ترعاني فماذا دعا
إلى اطراحي للأسى والألم
***
هات الطلى فالنفس عما قليل
توشكُ مِن فرطِ الأسى أن تسيل
عساي أنسى الهمَّ في نشوتي
مِن بعدِ رشفي كأسها السلسبيل
***
يا ساقي الخمَر أفق هاتها
ثمَّ اسقني سائلَ ياقوتها
فإنَّها تبعثُ مِن روحها
نفسي وتحيي ميّتَ لذّاتها
***
صبَّ مِن الإبريقِ صافي الدماء
واشرب وهات الكأس ذات النقاء
فليسَ بين الناس مَن ينطوي
علَى الَّذي في صدرها مِن صفَاء
***
أينَ طهور النفس عفُّ اليمين
وكيفَ كانت عيشةَ الصالحين
إن كُنتَ لا تَغفر ذنبي فما
فضلُكَ يا ربي علَى العالمين
***
ابدعتَ فينا بيَّنات العِبَر
وصغتنا يا ربْ شتّى الصور
فهل أطيق اليوم محوَ الَّذي
تركتهُ في خلقتي مِن أثر
***
طبائعُ الأنفس ركّبتها
فكيفَ تجزي أنفساً صغتها
وكيفَ تُفني كاملاً أو ترى
نقصاً بنفسٍ أنتَ صوّرتها
***
تُخفي عن الناس سنَا طلعتك
وكلُّ مافي الكون مِن صنعتك
فأنتَ مجلاهُ وأنتَ الَّذي
تَرى بديع الصُنع في آيتك
***
يا ربْ مهّد لي سبيلَ الرشاد
واكتب لي الراحةَ بعدَ الجهاد
وأحييِ في نفسي المُنى مثلما
يحيىَ موات الأرض صوب العهاد
***
لن يرجعَ المقدار فيما حكَم
وحملكَ الهمّ يُزيد الألم
ولو حزنتَ العمر لن يَنمَحي
ما خطّهُ في اللوحِ مُرّ القلم
***
ولىَّ الدجى قم هات كأسَ الشراب
كأنَّما الياقوت فيها مُذاب
واحرق مِن العودِ بخوراً وخذ
مِن غصنهِ المعطار واصنع رباب
***
الخمَرُ توليكَ نعيم الخلود
ولذّة الدُنيا وأُنس الوجود
تُحرقُ مثل النار لكنّها
تجعلُ نار الحزن ماءً بروَد
***
عيشي مِن أجلِ الطلى مستحيل
فإنَّها تشفي فؤادي العليل
ما أعذب الساقي إذا قالَ لي
تناول الكأس ورأسي يميل
***
أولى بهذا القلب أن يخفقا
وفي ضرامِ الحبّ أن يُحرَقا
ما أضيعَ اليوم الَّذي مَرّ بي
مِن غيرِ أن أهوى وأن أعشقا
***
سارع إلى الّلذات قبل المنون
فالعمر يطويهِ مرور السنين
ولَستُ كالأشجار إن قُلّمتْ
فروعها عادت رطاب الغصون
***
إنَّ الألى ذاقوا حياةَ الرغد
وأنجزَ الدهرُ لهم ما وعَد
قَد عصفَ الموت بهم فانطووا
واحتِضِنوا تحتَ تراب الأبد
***
نفسي خلت مِن أُنسِ تلكَ الصحاب
لما غدوا ثاوينَ تحتَ التراب
في مجلس العمر شربنا الطلى
فلم يفق منّا صَريعُ الشراب
***
ولَستُ مهما عشت أخشى العدَم
وإنَّما أخشى حياةَ الألم
أعارني الله حياتي وعن
حقوقهِ استرداد هذا النسَم
***
قالوا امتنع عن شربِ بنت الكروم
فإنّها تورث نار الجحيم
ولذّتي في شربِها ساعةٍ
تعدلُ في عينيّ جِنان النعيم
***
إن دارتْ الكأس ولذَّ الشراب
فكنْ رضيّ النفس بين الصحاب
واشرب فما يجدُ بكَ هجَر الطلى
إن كانَ مقدوراً عليكَ العذاب
***
شيئان في الدُنيا هما أفضلُ
في كلّ ما تنوي وما تعملُ
لا تتّخذ كلَّ الورى صاحباً
ولا تنل مِن ما يؤكلُ
***
لو كانَ لي قدرةَ ربٌ مجيد
خَلَقتَ هذا الكون خَلقاً جديد
يكون فيهِ غير دُنيا الأسى
دُنيا يعيشُ الحر فيها سعيد
***
إذا بلغتَ المجد قالوا زنيم
وإن لزمتَ الدار قالوا لئيم
فجانب الناس ولا تلتمس
معرفةً تُورث حَمل الهموم
***
خيرٌ لي العشق وكأس المدام
مِن ادعاءِ الزهد والاحتشام
لو كانت النار لمثلي خلَت
جنّات عدن مِن جميعِ الأنام
***
عبدكَ عاصٍ أينَ مِنكَ الرضاء
وقلبهُ داجٍ فأينَ الضياء
إن كانت الجنّةُ مقصورةً
علَى المطيعين فأينَ العطاء
***
أهل الحِجا والفضل هذى العقول
قَد حاولوا فهَم القضاء الجليل
فحدّثونا بعض أوهامهم
ثم احتواهم ليلُ نومٍ طويل
***
يا عالم الأسرار علمَ اليقينْ
يا كاشف الضّرَ عن البائسينْ
يا قابل الأعذار فئنا إلى
ظلّك فأقبل توبةَ التائبينْ

أبو جابر الجزائري
2010-04-11, 06:17
إلى الأخ الفاضل " ابن عربي " ،

قبل التعليق حول مداخلتك التي تستحق التأمل ومراجعة صحة ما نُسب للخيام، أرجوا من الأخ الفاضل توضيح حول الاسم الذي

اخترتَه : هل تقصد منه " ابن العربي المالكي " أو " ابن عربي صاحب الفتوحات " ، فإن كان الثاني فأرجوا تغيير الاسم، فالرجل كان باطنيا.

أما الأبيات التي ذكرتها فهي تأكد أنه كان سكيرا يحب الخمر، لا العكس

وشكرا على المرور

nihad25
2010-04-11, 07:19
شكرااااااااااااااااااااااجزيلااااااااااااااااا

أبو جابر الجزائري
2010-04-15, 16:33
شكرااااااااااااااااااااااجزيلااااااااااااااااا


وفيكم بارك الله تعالى وأحسن إليكم

ايمان العرب
2010-04-15, 16:52
http://abeermahmoud08.jeeran.com/986-Thanks-AbeerMahmoud.gif

ابن عربي
2010-06-24, 19:25
بسم الله

الأخ أبو جابر:
أنا استعرت اسم الفقيه المالكي:ابن عربي . هذا اولا ، و حتى ابن عربي الشاعر و المتصوف و الذي تدعوه انت باطنيا أو ربما قرأت عنه، فهناك من يراه عالما متصوفا زاهدا و هناك من يراه باطنيا له شطحات لا تخلو من سفه في الدين و غير ذلك ، و اقرأ له كتابه: رسالة الأنوار قستجد ان الرجل عالم فذ و فريد و غيرها من كتبه الكثيرة. و هذا ايضا ما قيل عن عمر الخيام . و أدعوك أن تقرأ أشعاره بروحك و قلبك قبل أن تحكم عليه. و الحق يقال انه قدم لعلم الفلك الكثير الكثير فلا يجب أن نغمطه حقه .
و شكرا جزيلا فردك يعني أنك ذو اطلاع و تحب المعرفة و تسعى لكشف الحقيقة .

باهي جمال
2010-07-15, 17:08
عندما قرات واطلعت على رباعيات الخيام ادهشني شيء واحد ليس الشعر ولكن الترجمة كيف يمكن ترجمة اشعار من لغة اعجمية الى اللغة العربية ويحافظ المترجم على وهج القصيدة وحرارة العاطفة واكثر من ذلك الوزن والقافية والروي وغير ذلك مما يعرفه المختصون

حلاوة_87
2010-07-15, 17:19
مشكور عن المعلومات..وعن نفسي كل ما اعرفه عنه هو اسمه فقط.

عمر ابو فاروق
2011-01-01, 23:19
أخي الحبيب ،، بارك الله فيك على الإفادة


من جهتي أنا لاأعرف عمر الخيام إلا من خلال مقتطفات من قصيدته رباعيات الخيام
وأيام الدراسة كنا نسمع بهذه الشخصية إنما فيها خلط في التسمية فمنهم من يسميه عمر الخيام ومنهم من يسميه عمر إقبال ، ولسنا ندري الصح من الخطأ

وعلى كل قال عمر الخيام في قصيدته المذكورة بيتين في غاية الحسن والجمال أدبيا و بلاغيا _ ولا أزكي قصيدته فيما عدا ذلك _ وهما :

إن لم أكنْ أخلصتُ في طاعتك
فإنّني أطمعُ في رحمتك
وإنَّما يشفعُ لي أنّني
قَد عشتُ لا أُشرك في وحدتك

جميلة 10
2011-01-02, 11:26
شكر ليك اخي ابو جابر على هذه المعلومة بارك الله فيك

نزهة الصمت
2011-01-02, 12:07
بارك الله فيك
الان فهمت ....ما لم افهمه
مشكور اخي الفاضل

مشكاة الهدى
2012-01-03, 12:02
السلام عليكم

الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ربما تاب لا احد يعلم
شكرا على الافادة

حميدو09
2012-01-03, 12:42
إنه رجل متصوف

لا يدرك معاني أشعاره إلا أقرانه

الباديسي
2012-01-21, 21:51
بارك الله فيك اخي على المعلومة

ابن عربي
2013-01-25, 16:35
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الشاعر المصري أحمد رامي هو الذي قام بكتاية رباعيات الخيام حسب الوزن و القافية و الروي العربي فقد أخذ اللألفاظ و ترجمها و أضاف لإليها وهجا و ألقا خاصا و وزنها على بحر السريع الذي تفعيلاته: فاعلاتن/ مستفعلن / فاعلن /0//0/0 /0/0//0 /0//0