البحث هن العلم
2010-03-10, 10:18
لعلي أبدأ بقول ابن مالك الأندلسي حول حروف الجر
هاك حروف الجر وهي من إلى .:. حتى خلا حاشا عدا في عن على
مذ منذ رب اللام كي واو وتا .:. والواو البا ولعل ومتى
********************************************
من لابتداء الغاية
وحتى لانتهاء الغاية الزمانية والمكانية
من حروف الجر ( إلى ، حتى ) ومعناهما :
انتهاء الغاية مكانية
مثل قوله تعالى :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}
ومثل ( أكلت السمكة حتى رأسها )
أو زمانية
نحو قوله تعالى : { ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
قال ابن هشام : إنما يجر بحتى في الغالب آخر أو متصل با لآخر ) كما مثل
وعلى هذا لايقال : سهرت البارحة حتى نصفها
من حروف الجر ( من ) ولها سبعة معان
1 - التبعيض ( حتى تنفقوا مما تحبون ) ولهذا قرأ ابن مسعود ( بعض ماتحبون )
2 - بيان الجنس وأكثر ماتقع بعد ( ما ) و ( مهما ) لفرط إبهامهما نحو ( ما يفتح الله للناس من رحمة )
( مهما تأتنا به من آية ) وقد تقع بعد غيرهما نحو قوله تعالى ( ويلبسون ثيابا خضرا من سندس )
3 - ابتداء الغاية مكانية مثل قوله تعالى ( من المسجد الحرام ) أو زمانية نحو قوله تعالى ( من أول يوم )
4 - التنصيص على العموم أو تأكيد التنصيص عليه وهي الزائدة _ وسوف نتحدث عنها منفصلة إن شاء الله - ومن شروطها : أن تسبق بنفي أو شبهه ،وأن يكون مجرورها نكرة ومن ذلك فوله تعالى :
( مايأتيهم من ذكر ) ( هل تحس منهم من أحد ) ( هل من خالق غير الله ) .
5 - البدل : نحو قوله تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } .
6 - الظرفية : ومن ذلك قوله تعالى : { ماذا خلقوا من الأرض } { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة } .
7 - التعليل : ومن ذلك قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا}
وقول الشاعر :
يغضي حياء ويغضى من مهابته :::::: فما يكلم إلا حين يبتسم
ومعني التنصيص أي أن تنص ( من ) على العموم ،
وذلك إذا كان مدخولها من الألفاظ التي لا تدل على العموم بنفسها ،
نحو : ( ما جاءني من رجل ) فلولا مجيء ( من ) لجاز لنا أن نعتبر المنفي
مجيئه هو الرجل الواحد أو جنس الرجال ، ولولا مجيئها أيضا لجاز
لنا أن نقول : ما جاءني رجل بل رجلان ، فلما وجدت (من)
امتنع علينا أن نفهم أن المنفي مجيئه واحد وامتنع علينا
أن نقول : بل رجلان ، وأما التي تدل على تأكيد التنصيص على العموم
فهي التي يكون مدخولها من الألفاظ الدالة على العموم بنفسها
نحو ( ما جاءني من أحد ) فمجيء( من) هنا لتأكيد
هذا العموم ،
مسألة حروف الجرِّ في القرآن-
لأنها تعين على فهم كثير من آيات الكتاب العزيز و ذلك أن اختلاف حروف الجرِّ
تؤثر في المعني وتصريف الفعل بحرف من الحروف يفرده بمعنى لا يؤديه تصريفه
بحرف آخر و إن داناه أحياناً لأن كل حرف و جهة اختص بها دون سواه.
فمثلا: قول الله تبارك و تعالى حاكياً عن قول فرعون للسحرة لما آمنوا بموسى
"ولأُصلِّبنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخلِ" فإن كثيراً من المفسرين و النحاة قالوا بأن
"في" هنا بمعنى "على" أى لأصلبنكم على جذوع النخل و هذا المعنى لا شك أنه ظاهر من السياق ،
لكن المحققين من فقهاء اللغة يرون فيها معناً زائداًعن ذلك فيقولون أن "في
" أتت هنا بمعنى "على" –وهوالظاهر- حيث أن السحرة سوف سيصلبون على جذوع النخل وليس فيها،
ثم إن هناك معناً آخر غير ظاهر هو الذى من أجله استخدم القرآن حرف الجر "في"
و لم يستخدم حرف الجر "على" و هو إفادة معنى الظرفية الذي في حرف الجر "في"
و هذا يؤدى الى زيادة معنى وهو شد الوثاق عليهم حتى تتداخل أجزاء من أجساد هؤلاء السحرة التائبين فى جذوع النخل ،
و هذا معنى زائد عن كون السحرة مصلوبين على جذوع النخل كما يفيده حرف الجر "على" .
يقول أبو البقاء الكفوي في كلياته فيما نحن بسبيله :
(الفعل المتعدي بالحروف المتعددة لابد من أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على معنى الحرف الآخر،
وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف. فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق نحو رغبت فيه وعنه،
وعدلت إليه وعنه، وملت إليه وعنه، وسعيت إليه وبه. وإن تقارب معاني الأدوات عسر الفرق،
نحو قصدت إليه وله، وهديت إلى كذا ولكذا. فالنحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر.
أما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف ومعنى مع غيره،
فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال، وهذه طريقة إمام الصناعة: سيبويه).
وفي مثال آخر يقول الله تبارك و تعالى:
قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق، قل الله يهدي للحق ـ يونس / 35http://alassil.org/vb/images/smilies/smile.gif
وهدى كما يتعدى بالى لتضمينه معنى الانتهاء، يُعدَّى باللام للدلالة على أن المنتهى غاية الهداية،
وأنها لم توجه نحوه على سبيل الاتفاق، ولذا عُدّي بها ما أسند إلى الله).
والموضع الذي عُديت فيه الهداية باللام في التنزيل هو ما صح أن يكون المهدي إليه فيه غاية الهداية حقاً،
كالإيمان، والتي هي أقوم. ونور الله، والحق، وهكذا..
- قال المالقي في كتابه (رصف المباني في شرح حروف المعاني).
(والموضع الخامس أن تكون اللام بمعنى إلى، وذلك قياس، لأن إلى يقرب معناها من اللام، وكذلك لفظها)،
- ثم استدرك فقال: (وإن كان بينهما فرق من حيث أن إلى لانتهاء الغاية، واللام عارية عنها) .
- وأردف:
(فاستعمال أحدهما في موضع الآخر جائز) وأنت تعلم أن إغناء أحد الحرفين عن الآخر لا يعني أنهما على معنى.
- وهذا ما حمل أبا البقاء أن يقول:
(ثم أن فعل الهداية، متى عُدّي بالى تضمن الإيصال إلى الغاية المطلوبة فأتى بحرف الغاية.
ومتى عُدّي باللام تضمن التخصيص بالشيء المطلوب).
- يقول الشيخ مصطفى سلامة في كتابه "البرّ بحرف الجرِّ":
(( يلاحظ أن الحروف خلا ـ واو القسم ـ ، وتاء القسم ، وكي ، ومذ ، ومنذ ، حتي ـ قد يستعمل
بعضها بدلاً من الآخر .
* وهذا الاستعمال :
1ـ لا يفقد المبدل منه معناه ـ بل معناه موجود يعرف من السياق .
2ـ ان الحرف البدل معناه مقصود من لفظه .
وعليه فإن المعني أصبح مركباً من معنين
الاول ـ معني الحرف المنطوق الاصلي .
الثاني ـ معني الحرف المستور الاصلي .
* مثال :
* قال تعالي : " ولأصلبنكم في جذوع النخل" .
* ومعلوم : ان الصلب يكون علي جذوع النخل ، ولا فيها . فهذا المعني هو
* المستور ، ولم يفقد
* والمعني الآخر من الحرف المنطوق ـ في ـ فإن الاشارة الي الظرفية للتنبية علي شد الوثاق .
* فكأن المعني ولأصلبنكم علي جذوع النخل مشدودي الوثاق .
* فكما تري ان الحرف المنطوق تم به الاستغناء عن جملة ، وهذا يواكب لغة
العرب : من إيجاز ، واختصار
* وعلية فان إطلاق تسمية ـ التضمن ـ علي هذا الحرف لا تصح ، لأن الضمن هو الجزء من الشئ ،
والمعني المستور ليس جزءاً من المعني المنطوق .
• والذي أراه ان هذا الحرف يسمي " بالحرف المضاف علي الحرف الاصلي " .)) ا.ه
- و قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية :
((قال المحققون من أهل العربية أن حروف الجر لا تتعاقب حتى قال ابن درستويه:
في جواز تعاقبها ابطال حقيقة اللغة و إفساد الحكمة فيها و القول بخلاف ما يوجبه العقل و القياس.))
من معاني ( الباء )
1 - الاستعانة وعلامتها أن تكون داخلة على الآلة التي يصنع بها الفعل ، مثل :
( كتبت بالقلم )
و( ذبحت بالسكين )
و ( نجرت بالقدوم ) .
2 - التعدية مثل قوله تعالى :
{ذََهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ} البقرة ( 17) أي أذهبه .
3 -المصاحبة مثل قوله تعالى :
{وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ} المائدة (61) أي معه .
4 - التعويض وتسمى ياء المقابلة مثل
( بعتك هذا بهذا ) و ( كافأت إحسانه بالشكر ) .
5 - الإلصاق مثل
( أمسكت بمحمد ) .
6 - التبعيض مثل قوله تعالى :
{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } (الإنسان6) أي منها
.
7 - المجاوزة مثل قوله تعالى :
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }الفرقان59 أي عنه .
8 - الثامن الظرفية مثل قوله تعالى :
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ
مِنَ الشَّاهِدِينَ } (القصص44) أي فيه .
9 - البدل كقول بعضهم :
( ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة ) أي بدلها .
10 - الاستعلاء مثل قوله تعالى :
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ } آل عمران 75
أي على قنطار .
11 - السببية مثل قوله تعالى :
{ َفبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } المائدة (13)
12 - الزائدة للتأكيد مثل قوله تعالى :
{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195 .......
من معاني ( في )
1 - الظرفية حقيقة مكانية مثل قوله تعالى :
{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} أو زمانية مثل : { فِي بِضْعِ سِنِينَ } أو مجازية
مثل قوله تعالى :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21
2 - السببية مثل قوله تعالى :
{لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } النور14 أي بسببه
3 - المصاحبة مثل قوله تعالى :
{قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم} الأعراف 38 أي مع أمم
4 - الاستعلاء مثل قوله تعالى :
{وََلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } طه 71 أي : على جذوع
5 - بمعنى الباء مثل قول الشاعر :
ويركب يوم الروع منا فوارس : بصيرون في طعن الأباهر والكلى
أي بصيرون بطعن إلخ .....
اتمنى لكم كل الفائدة
وانتظر تشجيعكم
هاك حروف الجر وهي من إلى .:. حتى خلا حاشا عدا في عن على
مذ منذ رب اللام كي واو وتا .:. والواو البا ولعل ومتى
********************************************
من لابتداء الغاية
وحتى لانتهاء الغاية الزمانية والمكانية
من حروف الجر ( إلى ، حتى ) ومعناهما :
انتهاء الغاية مكانية
مثل قوله تعالى :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}
ومثل ( أكلت السمكة حتى رأسها )
أو زمانية
نحو قوله تعالى : { ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
قال ابن هشام : إنما يجر بحتى في الغالب آخر أو متصل با لآخر ) كما مثل
وعلى هذا لايقال : سهرت البارحة حتى نصفها
من حروف الجر ( من ) ولها سبعة معان
1 - التبعيض ( حتى تنفقوا مما تحبون ) ولهذا قرأ ابن مسعود ( بعض ماتحبون )
2 - بيان الجنس وأكثر ماتقع بعد ( ما ) و ( مهما ) لفرط إبهامهما نحو ( ما يفتح الله للناس من رحمة )
( مهما تأتنا به من آية ) وقد تقع بعد غيرهما نحو قوله تعالى ( ويلبسون ثيابا خضرا من سندس )
3 - ابتداء الغاية مكانية مثل قوله تعالى ( من المسجد الحرام ) أو زمانية نحو قوله تعالى ( من أول يوم )
4 - التنصيص على العموم أو تأكيد التنصيص عليه وهي الزائدة _ وسوف نتحدث عنها منفصلة إن شاء الله - ومن شروطها : أن تسبق بنفي أو شبهه ،وأن يكون مجرورها نكرة ومن ذلك فوله تعالى :
( مايأتيهم من ذكر ) ( هل تحس منهم من أحد ) ( هل من خالق غير الله ) .
5 - البدل : نحو قوله تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } .
6 - الظرفية : ومن ذلك قوله تعالى : { ماذا خلقوا من الأرض } { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة } .
7 - التعليل : ومن ذلك قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا}
وقول الشاعر :
يغضي حياء ويغضى من مهابته :::::: فما يكلم إلا حين يبتسم
ومعني التنصيص أي أن تنص ( من ) على العموم ،
وذلك إذا كان مدخولها من الألفاظ التي لا تدل على العموم بنفسها ،
نحو : ( ما جاءني من رجل ) فلولا مجيء ( من ) لجاز لنا أن نعتبر المنفي
مجيئه هو الرجل الواحد أو جنس الرجال ، ولولا مجيئها أيضا لجاز
لنا أن نقول : ما جاءني رجل بل رجلان ، فلما وجدت (من)
امتنع علينا أن نفهم أن المنفي مجيئه واحد وامتنع علينا
أن نقول : بل رجلان ، وأما التي تدل على تأكيد التنصيص على العموم
فهي التي يكون مدخولها من الألفاظ الدالة على العموم بنفسها
نحو ( ما جاءني من أحد ) فمجيء( من) هنا لتأكيد
هذا العموم ،
مسألة حروف الجرِّ في القرآن-
لأنها تعين على فهم كثير من آيات الكتاب العزيز و ذلك أن اختلاف حروف الجرِّ
تؤثر في المعني وتصريف الفعل بحرف من الحروف يفرده بمعنى لا يؤديه تصريفه
بحرف آخر و إن داناه أحياناً لأن كل حرف و جهة اختص بها دون سواه.
فمثلا: قول الله تبارك و تعالى حاكياً عن قول فرعون للسحرة لما آمنوا بموسى
"ولأُصلِّبنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخلِ" فإن كثيراً من المفسرين و النحاة قالوا بأن
"في" هنا بمعنى "على" أى لأصلبنكم على جذوع النخل و هذا المعنى لا شك أنه ظاهر من السياق ،
لكن المحققين من فقهاء اللغة يرون فيها معناً زائداًعن ذلك فيقولون أن "في
" أتت هنا بمعنى "على" –وهوالظاهر- حيث أن السحرة سوف سيصلبون على جذوع النخل وليس فيها،
ثم إن هناك معناً آخر غير ظاهر هو الذى من أجله استخدم القرآن حرف الجر "في"
و لم يستخدم حرف الجر "على" و هو إفادة معنى الظرفية الذي في حرف الجر "في"
و هذا يؤدى الى زيادة معنى وهو شد الوثاق عليهم حتى تتداخل أجزاء من أجساد هؤلاء السحرة التائبين فى جذوع النخل ،
و هذا معنى زائد عن كون السحرة مصلوبين على جذوع النخل كما يفيده حرف الجر "على" .
يقول أبو البقاء الكفوي في كلياته فيما نحن بسبيله :
(الفعل المتعدي بالحروف المتعددة لابد من أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على معنى الحرف الآخر،
وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف. فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق نحو رغبت فيه وعنه،
وعدلت إليه وعنه، وملت إليه وعنه، وسعيت إليه وبه. وإن تقارب معاني الأدوات عسر الفرق،
نحو قصدت إليه وله، وهديت إلى كذا ولكذا. فالنحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر.
أما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف ومعنى مع غيره،
فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال، وهذه طريقة إمام الصناعة: سيبويه).
وفي مثال آخر يقول الله تبارك و تعالى:
قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق، قل الله يهدي للحق ـ يونس / 35http://alassil.org/vb/images/smilies/smile.gif
وهدى كما يتعدى بالى لتضمينه معنى الانتهاء، يُعدَّى باللام للدلالة على أن المنتهى غاية الهداية،
وأنها لم توجه نحوه على سبيل الاتفاق، ولذا عُدّي بها ما أسند إلى الله).
والموضع الذي عُديت فيه الهداية باللام في التنزيل هو ما صح أن يكون المهدي إليه فيه غاية الهداية حقاً،
كالإيمان، والتي هي أقوم. ونور الله، والحق، وهكذا..
- قال المالقي في كتابه (رصف المباني في شرح حروف المعاني).
(والموضع الخامس أن تكون اللام بمعنى إلى، وذلك قياس، لأن إلى يقرب معناها من اللام، وكذلك لفظها)،
- ثم استدرك فقال: (وإن كان بينهما فرق من حيث أن إلى لانتهاء الغاية، واللام عارية عنها) .
- وأردف:
(فاستعمال أحدهما في موضع الآخر جائز) وأنت تعلم أن إغناء أحد الحرفين عن الآخر لا يعني أنهما على معنى.
- وهذا ما حمل أبا البقاء أن يقول:
(ثم أن فعل الهداية، متى عُدّي بالى تضمن الإيصال إلى الغاية المطلوبة فأتى بحرف الغاية.
ومتى عُدّي باللام تضمن التخصيص بالشيء المطلوب).
- يقول الشيخ مصطفى سلامة في كتابه "البرّ بحرف الجرِّ":
(( يلاحظ أن الحروف خلا ـ واو القسم ـ ، وتاء القسم ، وكي ، ومذ ، ومنذ ، حتي ـ قد يستعمل
بعضها بدلاً من الآخر .
* وهذا الاستعمال :
1ـ لا يفقد المبدل منه معناه ـ بل معناه موجود يعرف من السياق .
2ـ ان الحرف البدل معناه مقصود من لفظه .
وعليه فإن المعني أصبح مركباً من معنين
الاول ـ معني الحرف المنطوق الاصلي .
الثاني ـ معني الحرف المستور الاصلي .
* مثال :
* قال تعالي : " ولأصلبنكم في جذوع النخل" .
* ومعلوم : ان الصلب يكون علي جذوع النخل ، ولا فيها . فهذا المعني هو
* المستور ، ولم يفقد
* والمعني الآخر من الحرف المنطوق ـ في ـ فإن الاشارة الي الظرفية للتنبية علي شد الوثاق .
* فكأن المعني ولأصلبنكم علي جذوع النخل مشدودي الوثاق .
* فكما تري ان الحرف المنطوق تم به الاستغناء عن جملة ، وهذا يواكب لغة
العرب : من إيجاز ، واختصار
* وعلية فان إطلاق تسمية ـ التضمن ـ علي هذا الحرف لا تصح ، لأن الضمن هو الجزء من الشئ ،
والمعني المستور ليس جزءاً من المعني المنطوق .
• والذي أراه ان هذا الحرف يسمي " بالحرف المضاف علي الحرف الاصلي " .)) ا.ه
- و قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية :
((قال المحققون من أهل العربية أن حروف الجر لا تتعاقب حتى قال ابن درستويه:
في جواز تعاقبها ابطال حقيقة اللغة و إفساد الحكمة فيها و القول بخلاف ما يوجبه العقل و القياس.))
من معاني ( الباء )
1 - الاستعانة وعلامتها أن تكون داخلة على الآلة التي يصنع بها الفعل ، مثل :
( كتبت بالقلم )
و( ذبحت بالسكين )
و ( نجرت بالقدوم ) .
2 - التعدية مثل قوله تعالى :
{ذََهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ} البقرة ( 17) أي أذهبه .
3 -المصاحبة مثل قوله تعالى :
{وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ} المائدة (61) أي معه .
4 - التعويض وتسمى ياء المقابلة مثل
( بعتك هذا بهذا ) و ( كافأت إحسانه بالشكر ) .
5 - الإلصاق مثل
( أمسكت بمحمد ) .
6 - التبعيض مثل قوله تعالى :
{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } (الإنسان6) أي منها
.
7 - المجاوزة مثل قوله تعالى :
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }الفرقان59 أي عنه .
8 - الثامن الظرفية مثل قوله تعالى :
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ
مِنَ الشَّاهِدِينَ } (القصص44) أي فيه .
9 - البدل كقول بعضهم :
( ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة ) أي بدلها .
10 - الاستعلاء مثل قوله تعالى :
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ } آل عمران 75
أي على قنطار .
11 - السببية مثل قوله تعالى :
{ َفبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } المائدة (13)
12 - الزائدة للتأكيد مثل قوله تعالى :
{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195 .......
من معاني ( في )
1 - الظرفية حقيقة مكانية مثل قوله تعالى :
{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} أو زمانية مثل : { فِي بِضْعِ سِنِينَ } أو مجازية
مثل قوله تعالى :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21
2 - السببية مثل قوله تعالى :
{لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } النور14 أي بسببه
3 - المصاحبة مثل قوله تعالى :
{قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم} الأعراف 38 أي مع أمم
4 - الاستعلاء مثل قوله تعالى :
{وََلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } طه 71 أي : على جذوع
5 - بمعنى الباء مثل قول الشاعر :
ويركب يوم الروع منا فوارس : بصيرون في طعن الأباهر والكلى
أي بصيرون بطعن إلخ .....
اتمنى لكم كل الفائدة
وانتظر تشجيعكم