ايت محمد
2007-12-17, 09:24
قصة عبد الله ابن حذافة السهمي
أخرج البيهقي وابن عساكر عن أبي رافع قال: وجّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً إلى الروم، وفيهم رجل يقال له عبدالله بن حذافة السهمي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأسره الروم، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا له: إن هذا من أصحاب محمد، فقال له الطاغية: هل لك أن تتنصّر وأشركك في ملكي وسلطاني؟ فقال له عبدالله: لو أعطيتني ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت. فقال له الطاغية: إذن أقتلك، قال: أنت وذاك، فأمر به فصلب، وقال للرماة: ارموه قريباً من يديه، قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه وهو يأبى، ثم أمر به فأُنزِل، ثم دعا بقِدر وصُبّ فيه ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي بها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى، ثم أمر به أن يلقي فيها، فلما ذُهِب به بكى، فقيل له: إنه قد بكى، فظن أنه قد جزع، فقال: ردّوه، فعرض عليه النصرانية فأبى، فقال: ما أبكاك إذن؟ قال: أبكاني أني قلت في نفسي تُلقى في هذا القدر فتَذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة من جسدي نفس تُلقى في الله. فقال له الطاغية: هل لك أن تقبِّل رأسي وأخلي عنك؟ قال له عبدالله: وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: وعن جميع أسارى المسلمين، قال عبدالله: قلت في نفسي: عدو من أعداء الله أقبِّل رأسه يخلي عني وعن أسرى المسلمين، لا أبالي. فدنا منه فقبّل رأسه، فدُفع إليه الأسارى، فقدم بهم على عمر رضي الله عنه بخبره، فقام عمر فقبّل رأسه.
هذه نماذج مشرّفة حصلت مع الأنبياء السابقين ومع من تبعوهم من المؤمنين وحصلت مع الرسول الكريم وصحابته الغُرّ الميامين.
لقد كُذب الرسل والأنبياء هم ومن آمن بهم كما أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوذي صحابته الكرام، فصبروا على ما كُذِّبوا وأوذوا حتى جاءهم نصر الله سبحانه، ولم يثنهم الإيذاء والعذاب والشدة عن تمسكهم بدينهم وعقيدتهم وعن المضي في حملها، وقد وقع بهم من البلاء الشيء الكثير، وصبروا حتى الموت كما حصل مع آل ياسر، وكما عُذِّب بلال وعمار وزنيرة وابن مسعود وخباب وغيرهم من الصحابة الكرام وابتلوا بالجوع والعطش والبطش والتعذيب الشديد، فلم يثنهم ذلك عن عقيدتهم شيئاً، وقد نُشر أصحاب الرسل السابقين بالمناشير ومشطوا بأمشاط الحديد وأُحرقوا بالنيران فما رجعوا عن دينهم وما استكانوا لأعداء الله وأعدائهم.
أخرج البيهقي وابن عساكر عن أبي رافع قال: وجّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً إلى الروم، وفيهم رجل يقال له عبدالله بن حذافة السهمي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأسره الروم، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا له: إن هذا من أصحاب محمد، فقال له الطاغية: هل لك أن تتنصّر وأشركك في ملكي وسلطاني؟ فقال له عبدالله: لو أعطيتني ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت. فقال له الطاغية: إذن أقتلك، قال: أنت وذاك، فأمر به فصلب، وقال للرماة: ارموه قريباً من يديه، قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه وهو يأبى، ثم أمر به فأُنزِل، ثم دعا بقِدر وصُبّ فيه ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي بها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى، ثم أمر به أن يلقي فيها، فلما ذُهِب به بكى، فقيل له: إنه قد بكى، فظن أنه قد جزع، فقال: ردّوه، فعرض عليه النصرانية فأبى، فقال: ما أبكاك إذن؟ قال: أبكاني أني قلت في نفسي تُلقى في هذا القدر فتَذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة من جسدي نفس تُلقى في الله. فقال له الطاغية: هل لك أن تقبِّل رأسي وأخلي عنك؟ قال له عبدالله: وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: وعن جميع أسارى المسلمين، قال عبدالله: قلت في نفسي: عدو من أعداء الله أقبِّل رأسه يخلي عني وعن أسرى المسلمين، لا أبالي. فدنا منه فقبّل رأسه، فدُفع إليه الأسارى، فقدم بهم على عمر رضي الله عنه بخبره، فقام عمر فقبّل رأسه.
هذه نماذج مشرّفة حصلت مع الأنبياء السابقين ومع من تبعوهم من المؤمنين وحصلت مع الرسول الكريم وصحابته الغُرّ الميامين.
لقد كُذب الرسل والأنبياء هم ومن آمن بهم كما أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوذي صحابته الكرام، فصبروا على ما كُذِّبوا وأوذوا حتى جاءهم نصر الله سبحانه، ولم يثنهم الإيذاء والعذاب والشدة عن تمسكهم بدينهم وعقيدتهم وعن المضي في حملها، وقد وقع بهم من البلاء الشيء الكثير، وصبروا حتى الموت كما حصل مع آل ياسر، وكما عُذِّب بلال وعمار وزنيرة وابن مسعود وخباب وغيرهم من الصحابة الكرام وابتلوا بالجوع والعطش والبطش والتعذيب الشديد، فلم يثنهم ذلك عن عقيدتهم شيئاً، وقد نُشر أصحاب الرسل السابقين بالمناشير ومشطوا بأمشاط الحديد وأُحرقوا بالنيران فما رجعوا عن دينهم وما استكانوا لأعداء الله وأعدائهم.