تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طلب, مساعدة


لعليلي
2010-03-08, 19:48
مواضيع خاصة بـ : ( مواضع عسى في القرآن الكريم دراسة نحوية و دلالية )

أفيدوني من فضلكم اخواني الكرام وجزاكم الله خيرا

سجى فردوس
2010-03-09, 14:54
الحوار النبويّ في صحيح البخاريّ ـ دراسة نحويّة دلاليّة (دكتوراه) 2004 م
مقدمة الرسالة
موضوع هذا البحث هو "الحوار النبوي في صحيح البخاري (1)دراسة نحوية دلالية"
أمّا كون هذه الدراسة نحوية دلالية فذلك ؛ لأن " الدرس الحديث ينزع إلى عدم التفرقة بين الجانب النحوي والجانب الدلالي، إذ أصبحت الدلالة جزءا من النظرية النحوية " (2) ، بل " هناك تفاعل بين العناصر النحوية والعناصر الدلالية، فكما يمد العنصر النحوي العنصر الدلالي بالمعنى الأساس في الجملة الذي يساعد على تمييزه وتحديده، يمد العنصر الدلالي العنصر النحوي كذلك ببعض الجوانب التي تساعد على تحديده وتمييزه، فبين الجانبين أَخْذٌ وعطاء وتبادل تأثيري مستمر "(3)
وأظن أن دراسة الحوار النبوي دلاليا لا تعتمد - فحسب - على ما ورد في الحوار من تراكيب محددة الدلالة، كما هو ثابت في علم المعاني، كدلالة الثبوت للجملة الاسمية، ودلالة التجدد والاستمرار للفعل المضارع (4)، بل لابد من تأثير السياق ( وجود عناصر لغوية سابقة أو لاحقة - التنغيم ....) في تحديد دلالة الجملة، إذ " لا يُنكر أن دلالة السياق تجعل الجملة ذات الهيئة التركيبية الواحدة بمفرداتها نفسها إذا قيلت بنصها في مواقف مختلفة، تختلف باختلاف السياق الذي ترد فيه مهما كانت بساطة هذه الجملة وسذاجتها " (5)
والحوار النبوي مليئ بالسياق اللغوي الذي يسهم في تحديد دلالة الجملة، فقد تأتى سابقة أو لاحقة تصرف دلالة التركيب عما هو معهود له، كقول عمر بن الخطاب للنبي : ( كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت ؟ ) (6) حيث تعد الجملة الحالية ( وقد قلت ما قلت ) قرينة لغوية سياقية تصرف الاستفهام ( كيف ألبسها ؟ ) عن دلالة الاستخبار إلى دلالة الإنكار .
" وكذلك يقوم تنغيم الكلام المنطوق - وهو عنصر صوتي - بدور دلالي كبير يهدى إلى تفسير الجملة تفسيراً صحيحاً (7) سواء كان ذلك في تنغيم الكلمة أم التركيب، وإلى هذا أشار الدكتور حجازى فقال(8) : " إن التنغيم من الحقائق الصوتية في اللغات المختلفة، وهو مرتبط بالارتفاع والانخفاض في نطق الكلام نتيجة لدرجة توتر الوترتين الصوتيين مما يؤدى إلى اختلاف الواقع السمعي، ومن هنا نجد كلمات كثيرة تتعدد طرق تنغيمها لتؤدى وظائف دلالية مختلفة، فإذا كانت
( نعم ) للإجابة اختلف تنغيمها عنها للاستفسار، والتنغيم لا يقتصر على الكلمة الواحدة ، بل يتجاوزها إلى التركيب، فالتحية (سلام عليكم ) لها تنغيم يختلف عن التنغيم في حالة الغضب " .
وفى الحوار النبوي تراكيب يُسهم التنغيم في تحديد دلالتها على النحو المشار إليه، كقول النبي :لا تنُكح الأيِّم حتى تُستأمر ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن `(9) حيث يُؤدى بنغمة هابطة فيفيد خبرية الجملة، ويُؤدى بنغمة صاعدة فيفيد النهى .
واختيار صحيح البخاري مادة لهذا البحث يرجع إلى كونه أصحَّ كتاب بعد كتاب الله، إذ يُعد أصدق كتاب للحديث الشريف، وما ذاك إلا لاشتراط الإمام البخاري " أن يكون الراوي قد عاصر شيخه وثبت عنده سماعه منه " (10)، بالإضافة إلى الصدق والضبط وغير ذلك من شروط قبول الحديث .
ولا تتسع هذه الدراسة لتشمل جميع الأحاديث الحوارية التي تضمنتها الطبعتان المعتمدتان (11)، بل ستقتصر على الحوار النبوي (12) البالغ عدده 2788 حوارًا في 2441 حديثاً، وذلك لأن الحديث الواحد قد يضم عددًا من الحوارات(13) .
يهدف هذا التحديد لمادة البحث إلى :


- توحيد المستوى اللغوي .
- الكشف عما تميزت به لغة النبي في مواقف حوارية متعددة مع محاورين مختلفين .
- الكشف عما تميزت به لغة الصحابة متأثرين بالنبي في حوارهم معه .

طُبع صحيح البخاري طبعات متعددة اعتمدت على طبعتين منها :
- طبعة المكتبة العصرية - صيدا - بيروت - 1414 - 1991م - تحقيق محمد على القطب، تقع في خمسة مجلدات .
- طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - طـ 1 ، 1421 هـ- 2001م ، تقع في مجلد واحد .
هاتان الطبعتان متماثلتان تماما، مرقمتان من 1 : 7563(14)، منها 12 موضعاً ُذكر لكل موضع رقمان، يرجع سبب وضعهما - في تصوري - إلى أحد أمرين :


- رواية الحديث عن اثنين من الصحابة أو التابعين، يمثل هذا (15) قول البخاري :( حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبى هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنها أن رسول سُئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن. قال: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير ) .

- الشك في أحد الراويين، يمثل هذا (16) قول البخاري :


(حدثني عمرو بن على، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا همَّام، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أو عن رجل، عن أبى هريرة قال : كان النبي ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله).

بين يدىَّ دراسات سابقة تمت حول الحوار أو حول صحيح البخاري ، تنقسم إلى قسمين :-
أولاً : دراسات اتخذت الحوار موضوعاً لها، أذكر منها :
- الحوار في القرآن الكريم - خصائصه التركيبية وصوره البيانية، رسالة دكتوراه للباحث / محمد إبراهيم عبد العزيز شادي ، كلية اللغة العربية - المنصورة 1984 م
- آيات الحوار بين المرسلين وأقوامهم في القرآن الكريم - دراسة دلالية، رسالة ماجستير للباحث/ محب حسين محمود رزق، آداب طنطا 1998 م
. ركزت هاتان الدراستان على إبراز دلالات التراكيب المختلفة، مثل : الاستفهام - الأمر - النهى .... كما يُفهم من السياق .
- أسلوب الحوار في صحيح الإمام مسلم - دراسة بلاغية، رسالة دكتوراه للباحث / محمود السيد محمد أبو شلبي، كلية اللغة العربية - المنصورة 1998م . عرض فيها الباحث لاثنين وتسعين حديثاً فقط(17) موضحاً في كثير من المواضع مفردات الحديث، مركزا على إظهار القيم البلاغية المتعلقة بظواهر التعبير.
ثانياً : دراسات اتخذت صحيح البخاري مادة لها، أذكر منها :
- الحروف العاملة في صحيح البخاري - دراسة وصفية تحليلية، رسالة ماجستير للباحث/ المتولي محمود المتولي عوض - آداب المنصورة 1998 اقتصرت - كما أشار الباحث (18) على الأحاديث التي قالها النبي دون غيرها من الأحاديث الفعلية أو التقريرية أو أقوال الصحابة والتابعين، مركزة على مناقشة آراء النحاة إزاء إعمال بعض الحروف أو إهمالها.

- الجملة الطلبية في متن صحيح البخاري - دراسة نحوية دلالية - رسالة ماجستير للباحث/ عادل محمد مهدي، آداب طنطا 1998م، تناولت صيغ الأمر والنهى والاستفهام ..... مع إيضاح المعنى اللغوي والاصطلاحي لكل نوع، إلا أنها لم تقدم إحصاء للجملة الطلبية في صحيح البخاري ، كما لم تتعرض بوضوح لمناقشة الآراء النحوية في القضايا المختلفة .
- بناء الجملة في الحديث النبوي الشريف في الصحيحين - للباحث/ عودة خليل أبو عودة، دار البشير، عمَّان 1990م، تناولت أنواع الجملة : اسمية، فعلية، طلبية ........مركزة على ما تتضمنة من قضايا نحوية، لكنها لم تقدم إحصاء لكل نوع منها بل اكتفى الباحث يذكر مثال مُوضح .
يلحظ مما سبق أن صحيح البخاري لم ينل دراسة نحوية دلالية متخذة الأحاديث الحوارية مادة لها شاملة الجملة : اسمية، فعلية، طلبية ... مركزة على مناقشة القضايا النحوية مظهرة الدلالات المختلفة للتراكيب كما يُفهم من السياق .
من أسباب اختيار الموضوع :


- اتساع الحوار ليشمل كثيرًا من أنماط الكلام العربي ، إذ يضم أنواعًا مختلفة للجملة : اسمية، فعلية، طلبية، تركيبًا شرطيًا .
- اعتماد النحاة قديمًا وحديثًا على الحديث النبوي الشريف في إثبات قواعده متفقةً أو شاذةً عما ألفه العرب، كقول النبي : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار....`(19) .
- ندرة الدراسات اللغوية في مجال الحديث الشريف، إذ يَذكر أحد الباحثين (20): " لغة الحديث الشريف لم تحظ من الباحثين والدارسين إلا بجهود ضئيلة لا تكاد تُذكر قياسًا إلى ما أُلِّف في علوم الحديث الأخرى " .
- في الحوار فرصة لإظهار تراكيب لغوية تتضح فيها قضايا الرتبة والحذف واستعمالات لغوية قد تكون غير مألوفة .
- بلوغ الحديث النبوي مكانة عالية في الفصاحة، رغم ما فيه من أقوال لصحابة تعلموا أدب الحوار من القرآن العظيم وصحبة النبي الكريم .
- محاولة إثراء المكتبة العربية بهذا الموضوع ؛ لأن الدراسات السابقة للحوار اقتصرت علي الدراسات البلاغية أو تعرضت تعرضًا غير كامل للتوجيهات النحوية والمعاني الدلالية





من أهداف هذا البحث :


- مناقشة القضايا اللغوية المرتبطة بالجمل الحوارية، كقضايا الرتبة والحذف والفصل والتنازع والاشتغال .
- الوقوف على الأنماط المألوفة وغير المألوفة في أساليب الكلام العربي من خلال الجمل الحوارية في الحديث الشريف .
- الكشف عما تميّرت به لغة النبي في مواقف حوارية متعددة مع محاورين مختلفين .
- الكشف عما تميّزت به لغة الصحابة متأثرين بالنبي في حوارهم معه .
- إيضاح أثر الإشارات النبوية (احمرار الوجه ،تقطيب الجبين ،الإعراض بالوجه ،رفع البصر.....) في تحديد دلالة منطوق النبي أو منطوق الصحابي .
- إيضاح المعنى حين يُؤثر في إبراز الأوجه الإعرابية أو يُسهم في مناقشة القضايا اللغوية .


المنهج المتبع في الدراسة : تقوم الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقتضى دراسة التراكيب الواردة في الحوار النبوي في اتجاهين : الدراسة الوصفية ـ الدراسة التحليلية .
أما الدراسة الوصفية فتقدم إحصاءً للتراكيب المتشابهة بنيةً وإعرابًا .
وأما الدراسة التحليلية فتُظهر الأوجه الإعرابية متلوةً بالقضايا النحوية التي تطرحها تلك الأوجه، مع إضافة بعض التوجيهات النحوية المحتمَلة .
والاتجاه الدراسي الذي يقوم عليه هذا البحث هو الدراسة النحوية الدلالية
تتناول الدراسة النحوية ما في الأحاديث الحوارية من توجيهات لبعض(21) المفردات والجمل وأشباهها بهدف إيضاح المعنى من ناحية وإبراز القضايا النحوية من ناحية أخرى .
وتعُنى الدراسة الدلالية بإبراز الدلالات المختلفة لما يُوجه إلي النبي من تراكيب وما يصدر منه من أقوال يُسهم السياق في تحديدها .

أشير إلى أنني اتخذت الحوار المتضمن قولين أساسًا للتحليل، أ ما الحوار الذي تعددت أقواله فإن اتفق مفتتحه وجوابه مع الحوار المدروس ضُم إليه، وإلا دُرس منفصلاً
هذا بالإضافة إلى ذكر كلمتيْ ( المفتتح ـ الجواب ) مع كل حوار هادفًا إلى أمرين :


سهولة تقسيم الموضع الواحد، حيث يمكن أن يضم عددًا من الحوارات .
حمل المواضع المتفقة في المفتتح والجواب على نظيرها المدروس وإن تعددت أقوالها .

وقد فرضت طبيعة الدراسة تقسيم موضوعاتها إلى ما يلى :[ تمهيد وخمسة فصول وخاتمة ] .
أما التمهيد فإنه ينتاول أمرين :
أحدهما : مفهوم الحوار لغةً واصطلاحًا .
الآخر : موجز لقضية الاستشهاد بالحديث الشريف فى النحو العربي .
وأما الفصل الأول ( مفتتح الحوار جملة اسمية ) فإنه يتضمن مبحثين :
أحدهما : المفتتح جملة اسمية .
الآخر : المفتتح جملة اسمية منسوخة .
وأما الفصل الثاني ( مفتتح الحوار جملة فعلية ) ففيه مبحثان :
أحدهما : المفتتح جملة فعلية منطوقة .
الآخر : المفتتح جملة فعلية مقدرة .
وأما الفصل الثالث ( مفتتح الحوار جملة طلبية ) ففيه سبعة مباحث :
أولها : المفتتح جملة ندائية جوابها جملة اسمية منسوخة أو غير منسوخة .
ثانيها : المفتتح جملة ندائية جوابها جملة فعلية .
ثالثها : المفتتح جملة ندائية جوابها تركيب استفهاميّ .
رابعها : المفتتح جملة ندائية جوابها فعل أمر .
خامسها : المفتتح تركيب استفهاميّ ظاهر أو مقدر .
سادسها : المفتتح جملة أمرية فعلها منطوق أو مقدر .
سابعها : المفتتح جملة نهى أو عرض وتحضيض .
وأما الفصل الرابع : مفتتح الحوار تركيبًا شرطيًا .
وأما الفصل الخامس : هيئة النبيّ أثناء الحوار .
في كل مبحث مما سبق يتم التركيز على بضعة أمور :


- إيضاح التوجيهات الإعرابية لبعض المفردات والجمل وأشباه الجمل بهدف إبراز المعنى من ناحية وإيضاح القضايا النحوية من ناحية أخرى .
- إبراز الدلالات المختلفة لما تضمنه الحوار من أقوال .
- إظهار أثر الجملة الافتتاحية فيما تلاها من جمل أخرى، سواء كان الأثر نحويًا أم دلاليًا .
- ذكر مدخل لكل مبحث يوضح وصف تراكيبه ودلالاتها وقضاياها وعدد حواراته وصورها التي تقاسمت ما شُرح منها .
- ترتيب الصور داخل المبحث وفق الترتيب العام لمباحث الدراسة .
- إلحاق المواضع المتماثلة مع الموضع المدروس مكتفيًا بذكر أرقامها مشيرًا إلى مضمونها .

وأما الخاتمة فتُعنى ببيان أهم نتائج الدراسة، ويُركَّز فيها على :
- نتائج الدراسة النحوية موضحًا بها ما يتفق مع قواعد النحاة وما يخالف آراءهم .
- نتائج الدراسة الدلالية موضحًا بها :
* ،ما تميّزت به لغة النبي .
* ،دلالة هيئته صلى الله عليه وسلم أثناء حواره .
* ،دلالة التفاوت في إحصاء التراكيب المختلفة .
* ،ما تميّزت به لغة الصحابة الكرام .
بقي أن أشير إلى أمرين استوقفاني كثيرًا وأراهما مؤثرين في إثراء هذا البحث :
أحدهما : تعدّد الروايات واختلافها طولاً وقصرًا وتركيبًا، حتى إنّ بعض الأحاديث الحوارية ذُكرت بضع عشرة مرة، فكان التساؤل : كيف تُدرس هذه المواضع ؟ أتدرس في موضع واحد تجنبًا للتكرار أم في عدة مواضع ؟.
ولهذا آثرت دراسة المواضع الأكثر ذكرًا، الأوسع تركيبًا ؛ لتتاح فرصة إظهار الدلالات المختلفة للتركيب والتوجيهات الإعرابية للمفردات والجمل وأشباهها وما تتضمنه من قضايا نحوية تُثرى الموضع المدروس، مع عدم إغفال بقية المواضع، فقد أشرت إليها في الهامش مُظهرًا مدى اتفاقها واختلافها مع الحوار موضع الدراسة .
الآخر : عدم توفّر شروح صحيح البخاري على الجانب اللغوي للحديث النبوي بشكل مركزّ، بل إن كثير من شروح الأحاديث الحوارية موضع الدراسة خلا تمامًا من التوجيهات الإعرابية للمفردات والجمل وأشباهها، ولا أبالغ إذا قلت : لا يكاد الباحث يجد قضية لغوية مركزة في هذه الشروح .
ولهذا آثرت الرجوع إلى كُتُب إعراب القرآن للوقوف على تراكيب مماثلة في النص القرآني أسهمت في فهم الأوجه الإعرابية للمفردات والجمل وأشباهها وما تتضمنه من قضايا نحوية وُضحّت بالرجوع إلى مصادرها النحوية الأصيلة .
وقد أفادت الدراسة من جملة من المصادر والمراجع القديمة والحديثة مقسمةً إلى :
أولاً : كُتُبٌ في إعراب الحديث وشرحه، منها : إعراب الحديث النبوي للعكبري" ت 616 هـ "، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني " ت 852 هـ "، عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني " ت 855 هـ "، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني " ت 923 هـ "، روح التوشيح على صحيح البخاري للدمنتي، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد بن علاّن الصديقي " ت 1057 هـ " .
ثانيًا : كُتُبٌ من التراث اللغوي، منها : الكتاب لسيبويه " ت 180 هـ "، المفصَّل فى علم العربية للزمخشري " ت 538 هـ "، الإنصاف فى مسائل الاختلاف بين النحويين لابن الأنبارى " ت 575 "، شرح المفصَّل لابن يعيش " ت 643 هـ "، شرح كافية ابن الحاجب للأستراباذىّ " ت 686 هـ "، مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام " ت 761 هـ "، شرح التصريح على التوضيح للشيخ خالد الأزهري " ت 905 هـ "
ثالثًا : كُتُبٌ في إعراب القرآن وتفسيره ، منها : الكشاف للزمخشري " ت 528 هـ "، إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري " ت 616 هـ "، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي " ت 756 هـ "، الفتوحات الإلهية للعجيلي الشهير بالجمل " ت 1204 هـ " .
رابعًا : كُتُبٌ حديثية أفادت في التحليل النحوي ، منها : الأساليب الإنشائية في النحو العربي للأستاذ عبد السلام هارون، النحو الوافي للأستاذ عباس حسن، فى علم النحو للدكتور أمين على السيد، الجملة العربية ـ القسم الأول للدكتور إبراهيم بركات .
خامسًا : كُتُبٌ أفادت في الناحية الدلالية، منها : دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني " ت 471 هـ "، دلالات التراكيب للدكتور محمد أبو موسى، النحو والدلالة للدكتور محمد حماسة عبد اللطيف، البلاغة فنونها وأفنانها ( علم المعاني ) للدكتور فضل حسن عباس .
وأخيرًا ..... إن هذا البحث جزء بسيط من فضل الله الذي وسع كل شيئ، وقطرة من علمه الذي أحاط بكل شيئ .
وإذا كان من فضلٍ لأحد من العلماء على هذا البحث والباحث فإنه يعود إلى العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي الذي شرفني بتوجيهاته الرشيدة وملاحظاته السديدة، كما وجدت فيه عطف الآباء وسمت العلماء والحكماء وأمانة الأتقياء .
كما لا يُنسى فضل الأستاذ الدكتور إبراهيم بركات الذي كان أبًا روحيًا لهذا البحث، حيث هذَّب خطته ومنح الباحث كثيرًا من الآراء التي بها قوَّم الاعوجاج وصوَّب الأخطاء .
وللغوي الشاب الدكتور حسنى لبدة بصمة لا تُنكر حيث وجدت فيه صدق الكلمة وسلامة النفس ووضوح المنهج .
ولا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى كل من أسهم بإبداء رأى أو تقديم نصيحة أدت إلى تقويم اعوجاج في هذا البحث، وأخص بالذكر أساتذتي الأجلاء أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير ووافر الاحترام إلى أساتذتي الأفاضل أعضاء لجنة المناقشة لتفضلهم بقبول مناقشة هذا البحث ، ولما بذلوه من جهد في سبيل قراءته وتقويمه .


أساتذتي الأفاضل أعضاء لجنة المناقشة :
على ملتقى الفكر الإنساني وفى رحاب كلية الآداب جامعة المنصورة يُسعد الباحث أن يقف أمام أبوتكم الكريمة ويقدم لسيادتكم جهدًا بذله في موضوع : ( الحوار النبوي في صحيح البخاري ـ دراسة نحوية دلالية )، فإن يكن قد وُفِّق فهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء وهو غايته منذ اللحظة الأولى، وإن تكن الأخرى فحسبه أنه اجتهد مخلصًا النية والعمل .
وما توفيقي إلا بالله،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
هوامش المقدّمة
(1) الاسم الكامل للكتاب : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسُننه وأيامه .
ينظر : بهجة النفوس لابن أبي جمرة الأندلسي (699 هـ) ، تقديم وتعليق الطاهر محمد الطاهر الحامدي ـ هدية مجلة الأزهر لشهر جمادى الأولى 1423 هـ / 8 ـ مقدمة فتح الباري صـ 8 ،للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (773 ـ 852 هـ) ـ دار المنار ، ط 1 ،1419 هـ ـ 1999 م ـ التعريف بالجامع الصحيح للإمام البخاري ، مقال للدكتور أحمد عمر هاشم بمجلة منبر الإسلام ـ العدد الثاني ، صفر 1418 هـ ـ يوليه 1997 م ـ صـ 33
الإمام البخاري هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة (194 ـ 256 هـ) أول مَن اعتنى بجمع الصحيح ، وهو أمير المؤمنين في الحديث ، صنّف الجامع الصحيح في رويّة وأناة متحريّا العناية التامّة والدقّة الكاملة حيث مكث في تصنيفه ستة عشر عاما
ينظر : الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير (701 ـ 774هـ) ، دار التراث العربي ص 6 ـ التعريف بالجامع الصحيح صـ 33
(2) النحو والدلالة مدخل لدراسة المعنى النحوي الدلالي ، د. محمد حماسة عبد اللطيف ، دار الشروق ،ط 1 ،2000 ، ص 45 وينظر : علم الدلالة ، د. أحمد مختار عمر ، عالم الكتب ،ط 4 ،1993 ،ص 13
(3) النحو والدلالة ص 113
(4) البلاغة فنونها وأفنانها ـ علم المعاني ـ د. فضل حسن عباس ، دار الفرقان للنشر والتوزيع ، ط 7 ،2000 ،ص 94
(5) النحو والدلالة ص 113
(6) حديث رقم 2612 ـ 2619
(7) النحو والدلالة ص 113 ، وينظر : في التحليل اللغوي ـ منهج وصفي تحليلي ،د. خليل أحمد عمايرة ، مكتبة المنار ،الأردن ، الزرقا ، ط 1، 1987 ، ص 149
(8) مدخل إلى علم اللغة ، د. محمود فهمي حجازي ،دار الثقافة للطباعة والنشر بالقاهرة ، ط 2 ، 1978 ، ص 48
(9) حديث رقم 5136 ـ 6968
(10) الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ص 6
(11) أشير إلى الطبعتين قريبا
(12) يُعنى بالحوار النبوي : كل حوار كان النبي طرفا فيه ، سواء كان الحوار بين النبي وربه أم جبريل أم أحد أصحابه
(13) مثال ذلك : حديث رقم 3 ، حيث يتضمّن ثلاثة حوارات : حوار النبي مع جبريل في غار حراء ، حوار النبي مع خديجة عما حدث في الغار ، حوار النبي مع ورقة بن نوفل عما حدث في الغار
(14) اختُلف في عدد أحاديث صحيح البخاري ، حيث قال ابن الصلاح :جميع ما في البخاري بالمكرر 7275 حديثا ، وبغير المكرر 4000 حديثا ، أمّا ابن حجر فقال : جميع أحاديث الجامع الصحيح بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات 7397 حديثا ، بينما يبلغ عددها في الطبعتين المعتمدتين في هذه الدراسة 7443 حديثا
ينظر : الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ص 7 ، إرشاد الساري 1/40 ـ التعريف بالجامع الصحيح ص 38
(15) حديث 2153 ـ 2154
(16) حديث 5908 ـ 5909
(17) فهرس الرسالة ص 411 وما بعدها
(18) مقدمة الرسالة ص 302 ، الخاتمة ص 665
(19) صحيح البخاري ، حديث رقم 555 ـ 7429 ـ 7486
(20) بناء الجملة في الحديث النبوي الشريف في الصحيحين ص 45
(21) لا تتوقف الدراسة عند المفردات والجمل الواضح إعرابها تجنّبا للتكرار والإطالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

الخاتمة
موضوع هذا البحث :الحوار النبوي في صحيح البخاري _ دراسة نحوية دلالية
قد تمت دراسة في : مقدمة وتمهيد وخمسة فصول
في المقدمة اتضح ما يلي :


أهمية الجمع بين النحو والدلالة في دراسة واحدة.
حدود الموضوع وأسباب اختياره والأهداف التي يسعى الباحث إلى تحقيقها.
المنهج المتبع في الدراسة وأهم مصادرها .

رُكّز في التمهيد على :


تعريف الحوار من خلال كُتب اللغة ، والتفريق بينه وبين ألفاظ تُطلق ويُراد بها الحوار، مثل : المناقشة _ المناظرة _ المحاجَّة _ المراء ، بالإضافة إلى وضْع تعريف اصطلاحي للحوار انطلاقا من المفهوم اللغوي له.
الأقسام الرئيسية للحوارات النبوية في صحيح البخاري.
موجز لقضية الاستشهاد بالحديث الشريف في النحو العربي.

تضمن الفصل الأول( مفتتح الحوار جملة اسمية ) مبحثين :
أحدهما: المفتتح جملة اسمية، الآخر: المفتتح جملة اسمية منسوخة .
تناول الفصل الثاني ( مفتتح الحوار جملة فعلية ) مبحثين :
أحدهما : المفتتح جملة فعلية منطوقة الآخر : المفتتح جملة فعلية مقدرة
اشتمل الفصل الثالث : (مفتتح الحوار جملة طلبية) على سبعة مباحث:
أولها: المفتتح جملة ندائية جوابها جملة اسمية منسوخة أو غير منسوخة.
ثانيها: المفتتح جملة ندائية جوابها جملة فعلية
ثالثها : المفتتح جملة ندائية جوابها تركيب استفهامي
رابعها: المفتتح جملة ندائية جوابها فعل أمر
خامسها : المفتتح تركيب استفهامي ظاهر أو مقدر.
سادسها: المفتتح جملة أمرية فعلها منطوق أو مقدر.
سابعها : المفتتح جملة نهي أو عرض و تحضيض.
اختص الفصل الرابع بالحوار مفتتحه تركيب شرطي .
في كل مبحث مما سبق تم التركيز على بضعة أمور منها :-


إيضاح التوجيهات الاعرابية لبعض المفردات والجمل وأشباه الجمل بهدف إبراز المعني من ناحية وإيضاح القضايا النحوية من ناحية أخري.
إبراز الدلالات المختلفة لما تضمنه الحوار من أقوال.

عُني الفصل الخامس ( هيئة النبي أثناء الحوار) بإبراز دلالة هيئة النبي وأثرها فيما تلاها من قول النبي أو قول الصحابي.
هذا، وقد انتهت هذه الدراسة إلى مجموعة من الآراء (النتائج) أمكن تقسيمها إلى ستة أقسام:
الأول : ظواهر لغوية لم يشر إليها النحاة.
الثاني: ظواهر لغوية مؤيِّدة لآراء بعض النحاة.
الثالث: ظواهر لغوية متفقة مع آراء النحاة.
الرابع: ما تميزت به لغة النبي أثناء حواره.
الخامس: ما تميزت به لغة الصحابة رضي الله عنهم أثناء حوارهم معه .
السادس : ما تميزت به هيئة النبي أثناء حواره.

الأول : ظواهر لغوية لم يشر إليها النحاة
1 ـ كسر همزة "إنَّ" بعد الفاء الفصيحة في بداية الجملة المعلِّلة لأمر أو نهي أو حكم سابق ... الخ، وهذه أمثلة لها على الترتيب :-


قول النبي لرجل يعاتب أخاه في الحياء: دَعْهُ فإن الحياء من الإيمان (حديث: 6118)
قول النبي لعمر حين أردا أن يشتري فرسه الذي تصدَّق به : لا تشتره ولا تعد في صدقتك، وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه. ( حديث: 1490)
قول أعرابي معقِّباً عن إخبار النبي عن رجل استأذن ربَّه في الزرع : والله لا تجده إلاَّ قريشيا أو أنصاريَّا فإنهم أصحاب زرع (حديث: 2348)

2 ـ استعمال " أفعل " التفضيل غير مراد به التفضيل ، ذلك نحو:


قول النساء لعمر " أنت أفظُّ وأغلظ من رسول الله " ( حديث: 3294)
قـال الدمنتـي : " لم يُــرد بــه أفعـل تفضيــل دالاً علــى مشاركــة، فليس بـه فظاظـــة ولا غلظة")(?)
قول النبي : "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ( حديث: 1897)

3 ـ تعلُّق شبه الجملة الواقع خبراً بفعل غير ( يكون _ يستقر ) على نحو ما قرره النحاة، مثل:


كقول النبي : مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله. (حديث:2510)
حيث تقدير الكلام: من يتصدَّي لقتله .
قول صحابي : الرجل يقاتل للمغنم والرجل ..... فمن في سبيل الله"؟ ( حديث: 2810)

حيث تقدير الكلام : فمن يقاتل في سبيل الله.
4 ـ استخدام أسلوب (مالِ) أيْ : ما الاستفهامية متلوة بحــرف جــر متصــلٍ بــه ضميــر متكلـم أو مخاطب أو غائب ، من أمثلة ذلك:


قوله حين رجع من غار حراء: يا خديجة مالي؟ قد خشيت على نفسي. ( حديث: 6982)
قول النبي لأبي قتادة : مالك يا أبا قتادة؟ (حديث:4321)
قول رجل للنبي : أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة، قال القوم: ماله، ماله ( حديث:1396)

5 ـ تأكيد بعض الجمل الطلبية مثل:


تأكيد بعض جمل الاستفهام بالمعني دون اللفظ نحو قوله سائلا زينب بنت جحش عن أمر عائشة في حادثة الإفك : يا زينب ما علمت؟ ما رأيت؟ (حديث:2661)
تأكيد فعل الأمر بأسلوب قصر؟ نحو قول صاحبي نجران للنبي : ابعث معنا رجلاً أمينا، ولا تبعث معنا إلا أميناً (حديث:3480)

6 ـ الفصل بين المنادي وجواب النداء بجواب الصحابي، نحو قوله : يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال: ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار. ( حديث: 128)

الثاني : ظواهر لغوية مؤيّدة لآراء بعض النحاة
1 ـ استعمال اسم الإشارة باحتسابه اسماً موصولاً بمعني " الذي" وفاقاً للكوفيين ، بَدَا ذلك فى قول الصحابة : هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً (حديث :2444)
2 ـ حذف فعل القسم والمقسم به مع دلالة اللام الموطئة لجواب القسم عليهما، وكذلك اقتران جواب القسم باللام ونون التوكيد وجوباً خلافاً للكوفيين، حيث يعاقبون بينهما ، نحو قوله لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم .... (حديث :3456)
3 ـ خروج ( أرأيت ) عن معني ( أبصرت ) و( علمت ) إلى معني (أخبرني _ تنبَّه)، فهي بمعني أخبرني فى قول عُوَيمر العجلاني : يا رسول الله ، أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ (حديث : 5308)
وهى بمعني " تنبَّه " في قول مخنَّث لعبد الله بن أمية : يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا ، فعليك بابنة غيلان .... " (حديث:4324)
4 ـ دخول الواو على الخبر تشبيها له بالصفة لتفيد إلصاق معنى الخبر بالمبتدأ، نحو قوله : ما منكم من أحدٍ إلا وقد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار (حديث: 4945)
5 ـ العدول عن المصدر الصريح إلى المصدر المؤول ، إما :


لكوْن المصدر المؤول يسد مسد المفعولين، وليس المصدر الصريح كذلك، نحو قو ل النبي لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك .(حديث: 99)
لكوْن حرف الجر يُحذف كثيراً قبل المصدر المؤول ، نحو قول امرأة للنبي : أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج . (حديث: 324)
لاشتمال المصدر المؤول على (أن) المصدرية التي تخلِّص المضارع للاستقبال، نحو قوله إن هذا قد تبعنا فإن شئت أن تأذن له فأذن له " . (حديث:2081)

6 ـ إتيان همزة الاستفهام متبوعة بحرف عطف ، عاطف ما بعده على مقدَّر بينه وبين الهمزة وفاقا للزمخشري، ذلك نحو:


قول النبي لورقة بن نوفل حين أخبره بإخراج قومه له : أو مخرجيَّ هم ؟ ( حديث: 3)

إذ التقدير : أمعاديَّ ومخرجي هم؟


قول عائشة : يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد؟ (حديث: 1520)

إذ التقدير : أنمنع فلا نجاهد ؟
7 ـ وقوع الاستفهام خبرا ، نحو قول رجل للنبي : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُري مكانه ، فمن في سبيل الله؟ (حديث: 2810)
8 ـ وقوع الجملة القسمية خبراً ، نحو قول رجل: يا رسول الله إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فيها (حديث: 7159)
9 ـ استخدام (لعل) في إفادة الاستفهام، ومن أمثلة ذلك:


قول النبي لرجل خرج إليه ورأسه يقطُر : لعلنا أعجلناك ؟ فقال : نعم .( حديث: 180 )
قوله لكعب بن عُجرة : لعلك آذاك هوامُّك؟ قال : نعم يا رسول الله. (حديث:1814)

10 ـ حذف حرف النداء مع لفظ الجلالة والتعويض عنه بالميم وفاقا للبصريين ، نحو قوله : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة : فأكرم الأنصار والمهاجرة. (حديث:2961)
11 ـ حذف المستفهم عنه في بعض جمل الاستفهام مع دلالة السياق عليه ، نحو قوله لعقبة ابن الحارث حين أخبره بزعم المرأة أنها أرضعته وزوجته : كيف وقد قيل؟ (حديث: 88)
إذ التقدير: كيف اجتماعك بها بعدُ ... ؟
12 ـ حذف همزة الاستفهام مع عدم وجود "أَمْ" دليلاً عليها ، كما يذكر سيبوبه ومن وافقه ، نحو قوله للسيدة جويرية بنت الحارث وهى صائمة يوم الجمعة : أصمتِ أمس؟ قالت : لا ، قال : تريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا ، قال : فأفطري .(حديث:1986)

الثالث: ظواهر لغوية متَّفقة مع آراء النحاة
1 ـ وضْع الفعل موضع المصدر ، كقول النبي : يا معشر النساء تصدَّقن فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير. (حديث: 304)
2 ـ مجيء الخبر مقترنا بالفاء ، إما لتضمُّن المبتدأ معني الشرط ، أو باحتساب الفاء زائدة مطلقا على رأي الأخفش ، نحو قول النبي : كل شراب أسكر فهو حرام (حديث: 5855)
3 ـ التعبير في الخبر بضميرين يعودان إلى المبتدأ ، أولهما بلفظ الغيبة مراعاة للفظ،
والثاني بلفظ التكلم مراعاة للمعني ، نحو قول الأنصار يوم الخندق :
نحن الذين بايعـــوا محمداً على الجهاد ما حييــنا أبداً (حديث:2961)
4 ـ التعبير في الجملة الواقعة نعتا للخبر بأحد ضميرين ، مراعاة للاسم الظاهر (الخبر)، أو مراعاة للضمير الواقع مبتدأ أو اسما لإن ، نحو قول النبي لأبي ذر حين عيَّر غلامه : إنك امرؤ فيك جاهلية . ( حديث :30 )
5 ـ جواز ذكر التاء وعدمها في العدد إذا حُذف معدوده المذكَّر ، نحو قول مخنَّث لعبد الله بن أمية : (...إن فتح الله عليكم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان ، فإنها تُقبل بأربع وتُدبر بثمان (حديث:4324)
6 ـ الربط بالاسم الظاهر بدلاً من الضمير على الأصل تفخيما لشأنه وتعظيما لأمره ، نحو قول النبي حين أخبر بمنع ابن جميل وخالد بن الوليد الصدقة .. ، وأمَّا خالداً فإنكم تظلمون خالداً. (حديث: 1468)
7 ـ إجراء (لعل) مجرى (عسى) في اقتران خبرها نحو قول النبي حين سُئل عن سبب وضع جريدة رطبة على قبر رجلين يعذبان : لعله أن يخفَّف عنهما ما لم ييبسا ( حديث :1361)
8 ـ اجتماع شرطين تأكيداً ، نحو قول النبي : أيُّكم ما صلي بالناس فليوجز، باحتساب (أي) و(ما) شرطين في أحد توجيهيهما (?) ( حديث:7159)
9 ـ تقدم جواب النداء على حرف النداء والمنادي ، نحو قول أنس : أتكسر ثنيَّة الربيِّع يا رسول الله؟. (حديث:2703)
10 ـ توسط جملة النداء لجواب النداء، ومن أمثلة ذلك:


قول النبي : فصلوا أيها الناس في بيوتكم. ( حديث: 731 )
قول عمر : أو عليك يا رسول الله أغار؟ (حديث: 5227)

11 ـ إتيــان بعــض الجمــل الخبريـة تحمـل معني التمني ، نحو قول عتبان بن مالك للنبي : (..وددت أنك تأتي فتصلي من بيتي مكاناً أتخذه مصلى ... " (حديث: 1186)
12 ـ إتيان بعض الجمل الخبرية دالة على النهي ، نحو قول النبي : ألا إن الله بنهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفاً فليحلف بالله . (حديث: 6108)
13 ـ استعمال بعض الألفاظ المسموعة التي تحمل معني (الأمر _ المضارع)، نحو:


قول النبي للحسن بن على حين أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه : " كَخِ كخْ... ليطرحها . ( حديث: 1491)
قوله لأبي طلحة حين تصدق ببيرُحاء : " بَخْ ذلك مال رابح ... (حديث:1461)

14 ـ حذف ألف (ما) الاستفهامية عند دخول حرف الجر عليها ، نحو قول الصحابة للنبي حين شق جريدة ثم غرز في كل قبر واحدة : يا رسول الله لِمَ صنعت هذا" ؟ (حديث:1361)
وقد جاءت بعض الراويات بثبوت ألف (ما) رغم دخول حرف الجر عليها ، نحو قول أبى موسي الأشعري : قدمت على رسول الله وهو بالبطحاء ، فقال : أحججت؟ قلت : نعم ، قال بما أهللت؟ (حديث : 1724 )
15 ـ إتيان بعض الجمل الخبرية دالة على الأمر ، نحو قول النبي : أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي . (حديث :3799)
16 ـ حذف الفعل والفاعل في بعض جمل الأمر ، خاصة في مواضع الإغراء والتحذير، ذلك نحو


قول عمر مناديًّا النبي للصلاة: الصلاةَ، نام النساء والصبيان (حديث:569)
قول قريشيين للنبي حين أتاه أبو بصير مسلماً: العهدَ الذي جعلت لنا . (حديث: 2732)


الرابع : ما تميزت به لغة النبي أثناء حواره .
1 ـ التعبير بالجملة الاسمية دالة على: حكم عام _ تعليل لأمر سابق _ تعليل لحكم سابق، وهذه أمثلة لها على الترتيب :


قوله : أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إلا إله الله خالصا من قلبه. (حديث:99)
قوله : اعملوا فكل ميسرُ لما خُلق له . (حديث:4945)
قوله في خصومة سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام: هولك يا عبدُ، الولد للفراش وللعاهر الحجر (حديث: 2218)

2 ـ مجيء الجملة الاسمية المنسوخة : معللة لأمر سابق _ معللة لنهي سابق _ ممهدة لأمر تالٍ _ تقرر حكماً عاماً _ دالة على الرجاء _ دالة على الأمر أو النهي، وهذه أمثلة لها على الترتيب :-


قوله لرجل يعاتب أخاه في الحياء : دعه ، فإن الحياء من الإيمان (حديث: 6118)
قوله لعمر حين أراد أن يشتري صدقته: لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه (حديث:1490)
قوله حين أرسلت إليه ابنته تخبره باحتضار ابنها : إن الله ما أخذ وله ما أعطي، وكلُُّ عنده بأجل مسمي فلتصبر ولتحتسب . (حديث: 1284)
قوله حين سُبقت العضباء : إن حقاً على الله ألاَّ يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه.(حديث:6501)
قوله : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك (حديث: 2915)
قوله : إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية (حديث: 4199)

3 ـ ذكر الجملة الفعلية دالةً على : الأمر _ النهي ، ذلك نحو:


قوله : أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي . (حديث: 3799)
قوله : لعن الله الواصلة والمستوصلة (حديث: 5934)

4 ـ مجيء الاستفهام دالاً على : الاستخبار _ الإنكار _ التعجب _ التقرير
أما الاستفهام الاستخباري (الحقيقي ) فكان ممهِّدا لحكم يصدره النبي بناءً على إجابة المستخبَر، نحو قوله لرافع بن خديج : ما تصنعون بمحاقلكم ؟ قال : نؤاجرها على الرُّبع وعلى الأوسق من التمر والشعير قال : لا تفعلوا ازرَعُوها أو أزرِعُوها أو أمسكوها ... (حديث: 2339)
وأما الإنكار فكان على ضربين :
أحدهما : إنكار تعجبي ، نحو قوله لعقبة بن الحارث حين أخبره بزعم المرأة أنها أرضعته وزوجته : كيف وقد قيل ؟ (حديث: 5104)
الآخر : إنكار توبيخي ، نحو قول النبي لأبي ذر حين عيّر غلامه : أعيرته بأمه؟ (حديث:30)
وأما التعجب فيمثله قول النبي لخديجة حين رجع من غار حراء : يا خديجة ، مالي؟ ، قد خشيت على نفسي . (حديث:6982)
وأما التقرير فيمثله قول النبي جواباً على من سأله : يا نبي الله كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ ، قال : أليس الذي أمشاه على الرجلين قادراً على أن يُمشيه على وجهه يوم القيامة. (حديث:4760)
5 ـ الإكثار من فعل الأمر في المفتتح أو الجواب مقارنة بالنهي ؛ لأن ما يُطلب فعله أكثر مما يطلب تركه ، وقد جاء دالاً على :-
الإباحة، نحو قوله لمن ذبح قبل أن يحلق : اذبح ولا حرج. (حديث: 83)
الوجوب ، نحو قوله : اعملوا فكلُُّ ميسَّر لما خُلق له ( حديث: 4945 )
الإرشاد، نحو قوله لعقبة بن الحارث يرشده إلى فراق زوجته : دعها عنك. (حديث:5104 )
الندب، نحو قوله للصحابة حين أُخبر باقتتال أهل قباء: اذهبوا بنا نصلح بينهم (حديث: 2693)
التهديد، نحـو قوله لأبـي هريـرة حـين شكـا إليـه فقـره وعـدم وجـود ما يتـزوج بـه : يا أبا هريرة جفَّ القلم بما أنت لاقٍ فاختصِ على ذلك أو ذر. (حديث: 5076)
الرجاء ، نحو قوله حين أخبر أن عبيدا أبا عامر رُمى بسهم: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر (حديث: 2884 )
يلحظ أن: الأمر الموجَّه من الصحابة للنبي لم يخرج عن غرض الرجاء .
6 ـ التعبير بالتركيب الشرطي في المفتتح أو الجواب دالاً - كثيراً على: حكم عام - التنبيه والتوبيخ، ذلك نحو:


قول النبي : من حُوسب عُذب (حديث: 103)
قوله : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (حديث:2810)
قوله دالاً على التنبيه والتوبيخ ، حين طعن الناس في إمارة أسامة بن زيد : إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبلُ . (حديث:3730 )

7 ـ لم يخرج النهي - وهو قليل - عن دلالة التحريم أو التنزيه ،
التحريم، كقوله : لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصلُ حتى السحر. (حديث: 1963)
التنزيه، كقوله لرجل دخل الصف وهو راكع: زادك الله حرصاًَ ولا تعد. (حديث: 783)
8 ـ التعبير بالفاء مفصحة عن: شرط مقدر - علة أمر سابق - علة مضارع مَّضمن معني الأمر- معقَّبة لكلام محذوف - واقعة بين الأمر الصريح والمضارع المسبوق بلام الأمر، وهذه أمثلة لها على الترتيب :


قوله معقِّبا على تعجب الناس من إخباره بتكلُّم بقرة : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر، والتقدير : إذا كنتم تتعجبون فإني أومن به .... (حديث: 3471)
قوله للصحابة حين همُّوا برجل تقاضي النبي فأغلظ : دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً (حديث: 2306)
قوله : أوصيكم بالأنصار ، فإنهم كرشي وعيبتي . (حديث:3799)
قوله لرجل مريض : لا بأس، طهور إن شاء الله، قال : قلت طهور؟ كلا، بل هي حمي تفور على شيخ كبير تزيره القبور ، قال النبي : فنعم إذن (حديث: 3616)

والتقدير : إذا أبيت قولي فنعم يكون ما قلت


قوله : مروا أبا بكر فليصل بالناس (حديث: 664)

9 ـ الإيجاز بنوعيه من أبرز ما يميز قول النبي فى الحوار ،
أما إيجاز القصر فيمثله قول النبي : (اللهم هل بلغت) (حديث: 2597)، حيث يحتمل هذا القول أن يكون : استفهاماً تقريرباَّ للتوكيد، أو جملة فعلية مؤكدة؛ لأن (هل) بمعني (قد)
أما إيجاز الحذف ، فهو كثير، وقد يكون حرفا، أو كلمة أو جملة أو أكثر، مع وجود قرينة تعيِّن المحذوف ،نحو حذف : همزة الاستفهام وحدها _ همزة الاستفهام والفعل الذي دخلت عليه _ المشار إليه - اسم لا النافية للجنس _ خبر لا النافية للجنس _ متعلَّق الفعل - المنعوت - جواب الشرط _ فعل الشرط ، ..... الخ
10 ـ للإطناب صور قليلة في قول النبي أثناء حواره ، من ذلك :-
الإيضاح بعد الإبهام، نحو قول النبي لوفد عبد القيس : آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع : الإيمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة .... (حديث: 1398)
التذييل (?) : هو _ في تصوري _ ختم الحوار بجملة تعطي حكماً نهائياً لما تضمنه الحوار ، نحو قول عمران بن حصين :إن رجلا عضّ يد رجل فنزع يده من فيه فوقعت ثنيَّتاه ، فاختصموا إلى النبي فقال : يَعُضُّ أحَدُكم أخاه كما يعضُّ الفحل ؟ لا دية له . (حديث:6892)
11 ـ مجيء جواب النبي متمثلاً في عدة صور:
أ) التعُّلق بالمفتتح فحسب - على نحو ما سبق - سواء كان استفهاماً أو شرطا أو جملة اسمية أو جملة اسمية منسوخة أو أمراً أو نهياً .... إلخ.
ب) تضمُّن الجواب وزيادة ، نحو قول أبي موسي الأشعري : جاء رجل إلى النبي فقال : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ، والرجل يقاتل ليُري مكانه ، فمن في سبيل الله؟، قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله (حديث: 2810) .
جواب النبي غاية في البلاغة والإيجاز ، "لأنه لو أجاب السائل بأن جميع ما ذكره ليس في سبيل الله احتمل أن يكون ما عداه في سبيل الله ، وليس كذلك ، فعدَل إلى لفظ جامع عدل به عن الجواب عن ماهية القتال إلى حالة المقاتل ، فتضمَّن الجواب وزيادة ". (?)
ج) الجواب يغير ما طُلب منه، وبدا ذلك في قول طفيل بن عمرو الدوسي : يا رسول الله ، إن دوساً عصت وأبت فادع الله عليها، قال : اللهم اهد دوساً وائت بهم (حديث: 2937)
د) الجواب بأسلوب الحكيم، وبَدا ذلك في قول رجل للنبي : متي الساعة ؟ قال : وماذا أعددت لها؟ (حديث: 3688)
هـ) الجواب في جزأين: أحدهما للمخاطب خاصة ، والآخر للأمة عامة ، بَدا ذلك حين كلم أسامة النبي في شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقال النبي : أتشفع في حدٍ من حدود الله ؟، ثم قام فخطب ، قال : يا أيها الناس، إنما ضلّ من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد ... (حديث: 6788)
12 ـ التعبير بالقسم دالاًّ على: التحذير - تأكيد حدوث شيئ، ذلك نحو:


قوله : وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمدٌ يدها . (حديث: 6788)
قوله : لتتبعن سنن من قبلكم بشبراً بشير وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جُحر ضٍّب لسلكتموه . (حديث: 3456)


الخامس : ما تميزت به لغة الصحابة أثناء حوارهم مع النبي
1 ـ التعبير بالجملة الخبرية (اسمية _ اسمية منسوخة _ فعلية منطوقة _ فعلية مقدرة) دالة على الاستفهام الاستخباري (?) ؛ لأن الصحابي لم يُرد مجرد إخبار النبي ، وإنما يستخبره ، أي : يطلب منه أمراً أو نهياً ... ، يتناسب والموقفَ المعبَّر عنه بالجملة التي نطق بها الصحابي.
أما مثال الجملة الاسمية فقول أبي موسي الأشعري للنبي حين جعل نفسه بواباً لرسول الله : هذا عمر يستأذن ، (حديث: 3674)، حيث يمكن تقدير استفهام بعد الجملة السابقة : آذن له ؟ لذا جاء جواب النبي أمراً صريحا: ائذن له .
وأما مثال الجملة الاسمية المنسوخة فقول رجل للنبي : إني أخدع في البيوع (حديث: 2407)، حيث يمكن تقدير استفهام بعد الجملة السابقة : فماذا أفعل ؟
لذا جاء جواب النبي بمثابة إرشاد له في صورة تركيب شرطي: "إذا بايعت فقل: لا خلابة" .
وأما مثال الجملة الفعلية المنطوقة فقول الفقراء للنبي : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم: يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم (حديث: 843) ، حيث يمكن تقدير استفهام: فإلام ترشدناً؟؛ لذا جاء جواب النبي مرشداً إياهم بالتسبيح والتحميد والتكبير خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين .
وأما مثال الجملة الفعلية المقدرة فقول عمر بن الخطاب : حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه . (حديث: 1490) حيث يمكن تقدير استفهام : اشتريه؟
لذا جاء جواب النبي نهياً تحريمياًّ : لا تشتره ولا تعد في صدقتك.
أنبّه هنا إلى أن الجملة الخبرية غير الدالة على الاستفهام كانت تُردف باستفهام ، كي لا يُفهم أنها لمجرد الإخبار، ذلك نحو:


قول عائشة رضي الله عنها : نري الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد؟.(حديث: 1520)
قول يهودي لطم وجهه أحدُ الأنصار : أبا القاسم إن لي ذمة وعهداً فما بال فلان لطم وجهي؟ (حديث: 3414) -

2 ـ مجيء الجملة الاسمية المنسوخة دالة على : النهي - ممهدِّة لأمر تالٍ - موطِّئة لاستفهام استخباري تالٍ _ معللة لاِّستفهام سابق دال على النفي، وهذه أمثلة لها على الترتيب:


قول رجل يعاتب أخاه فى الحياء : إنك لتستحي (حديث: 6118)
قول طفيل بن عمرو: يا رسول الله، إن دوساً عصت وأبت فادع الله عليها (حديث: 2937)
قول امرأة للنبي : إني أنكحت ابنتي ، ثم أصابها شكوي فتمزق رأسها وزوجها يستحثني بها أفأصل رأسها ؟ (حديث: 5935).
قول عائشة للنبي حين خيرها : ففي أيّ هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. (حديث: 4785)

3 ـ مجيء الجملة الفعلية دالة على : التحسر - الإعجاب - الاستعطاف والشكوي،
وهذه أمثلة لها على الترتيب :


قول الصحابة حين بركت ناقة النبي : خلأت القصواء (حديث: 2731)
قول عائشة : دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل ثم قامت فخرجت، فدخل النبي علينا فأخبرته .(حديث: 1418)
قول أبى ذر الغفاري : إني ساببت رجلاً فشكاني إلى النبي (حديث: 2545)

4 ـ مجيئ الاستفهام دالاً على : الاستخبار - الإنكار - التعجب - التقرير
أما الاستخبار فهو الغالب ، لأن الإسلام كان بالنسبة لمن دخلوا فيه عالماَ مجهولا ، ولم يكن أمامهم بدٌ من التوجَّه إلى النبي بالسؤال رغبة في تكشُّف شفرات هـذا العالـم المجهـول ، إذ إن " السؤال وقود المعرفة الذي يدفعها نحو التوثُّب والارتقاء ، ومن سلك سبيل المعرفة فلا سبيل إلى مضيه بقدمٍ راسخة فيه بمعزل عن السؤال " (?) ، ومن أمثلته ما يلي:


قول الصحابة : يا رسول الله : كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ (حديث: 3370)
قول رجل : يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب ؟ (حديث: 1542)
قول عمر بن الخطاب : أيرقد أحدنا وهو جنب؟ (ح 287)

وأما الإنكار فيمثله قول الصحابة حين أخبرهم النبي بإتباع سنن من قبلهم: يا رسول الله اليهود والنصاري ؟ (حديث: 3456)
وأما التعجب فيمثله قول عثمان بن عفان وجبير بن مطعم : يا رسول الله ، أعطيت بني المطلب وتركتنا ؟ ونحن وهم منك بمنزلة واحدة. (حديث: 3140)
وأما التقرير فيمثله : قول عائشة للنبي حين قال : من حوسب عُذِّب ، أوليس يقول الله تعالى " فسوف يحاسب حساباً يسيراً" (حديث: 103)
5 ـ ندرة التعبير بالتركيب الشرطي ، فقد أتى دالاً على : القلق - الاستفهام ، ذلك نحو:


قول أبي بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا .. (حديث:3653)
قول رجل: يا رسول الله ، إذا جامع الرجل امرأته فلم ينزل (حديث: 293)

6 ـ التعبير بالقسم دالاً على : الثقة بفضل الله - تأكيد حدوث شيئ، ذلك نحو:


قول أنس بن النضر حين أمر النبي بكسر ثنية الرُبَيِّع : لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها (حديث: 2703)
قول رسول جرير مخبراً النبي عما آل إليه حال ذي الخلصة : والذي بعثك بالحق ، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف (حديث: 3020)

7 ـ استخدام (إن) بدلا من (إذا) في الشرط تنزيلاً للمتيقن منزلة الشاك، نحو قول رجل للنبي حين نظر إلى المرأة التي وهبت نفسها له ، ثم لم يقض فيها شيئا : يا رسول الله ، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها (حديث: 5030)
8 ـ مجييء جواب الصحابة متعلقاًَ بالمفتتح فحسب ، متمثلاً فى عدة صور :-
أ) استفهام تقريري : نحو قول عائشة حين قال النبي : من حوسب عُذب ، قالت: أوليس يقول الله تعالى " فسوف يُحاسب حسابا يسيراً" (حديث: 103)
ب)جملة اسمية تحمل معني الأمر أو النهي المتضمنين للرجاء، نحو قول أبي بكر للنبي حين أكثر من مناشدة ربه وعدَه : حسبُك ، فقد ألححت على ربك. (حديث: 2915)
ج)جملة ندائية جوابها أمر دال على الرجاء، نحو قول سعد بن عُبادة راجيا النبي أن يعفو عن أبن أُبَيّ : أ يْ رسول الله بأبي أنت اعفُ عنه واصفح (حديث: 6207)
د)تعجب يحمل دلالة الاستفهام الحقيقي، نحو قول رجل للنبي : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم!. (حديث:832)

السادس : ما تميَّزت به هيئٹ النبي أثناء حواره
1 ـ مجييء حركات ذات دلالة محددة ، قد تحدث وحدها أو مصحوبة بكلام ، نحو قول عُقبة : " صليت وراء النبي بالمدينة العصر ، فسلّم ثم قام مسرعاً فتخطَّي رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته ، فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته ، فقال : ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته ".( حديث: 851)
2 ـ مجييء حركات توكيدية مصاحبةً للكلام ، نحو قول عقبة الحارث : تزوجت امرأة فجاءت أمة سوداء ، فقالت : قد أرضعتكما ، وهى كاذبة ، فذكرت ذلك للنبي فأعرض عني ، قال : كيف وقد زعمت أن أرضعتكما ". (حديث: 2659)
3 ـ مجييء حركات توضيحية مصاحبة للكلام ، نحو قول النبي لزينب بنت جحش حين دخل عليها فزعاً: لا إله إلا الله ، ويلٌ للعرب من شرِّ قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها ... " (حديث: 3346)
4 ـ مجييء الهيئة ممهدة لحوار تالٍ ، نحو قول عائشة : حشوت للنبي وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة ، فجاء فقام بين البابين ، وجعل وجهه يتغَّير ، فقلت : ما لنا يا رسول الله؟ قال : ما بال هذه الوسادة؟...." (حديث: 3224)
5 ـ مجييء الهيئة معقِّبة لحوار سابق ، نحو قول العباس حين أُتي النبي بمال البحرين يا رسول الله أعطني ، إني فاديت نفسي وفاديت عقيلاً ، قال : خذ ، فحثا في ثوبه ، ثم ذهب يُقلُّه فلم يستطع ، فقال : مُر بعضهم يرفعه إلى قال : لا ..... ثم احتمله على كاهله فانطلق فمازال النبي يتبعه بصره حتى خفي عجبا من حرصه ". ( حديث: 3165)

Yara34
2010-03-09, 20:29
جزاك الله خيرا يا فردوس