تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الامبراطوريات صعودا وهبوطا


محمد محيى الدين
2007-12-16, 20:26
الامبراطوريات صعودا وهبوطا

لم يحدثنا التاريخ عن امبراطوريه قامت وانما حديث التاريخ وحكمه يقول لنا ان البشرية شاهدت امبراطوريات كثيرة زالت ثم زالت

فى مصر قامت امبراطوريات عده فى الزمن القديم كلها بدأت وقويت وانتشر نفوزها ثم بدأت تنحدر الى ان تنهار . والامبراطوريه الرومانيه القديمه ملآت الدنيا وشغلت الناس وقدمت للحضارة الانسانية فى مجال القانون والنظم السياسيه واانواع الفنون بل والرياضات البدنيه تراثا ضخما اثرى حياة البشرقرونا عديده ثم بدات الامبراطوريه الكبرى فى الانحدار ثم الانهيار
ومن الصعب تقديم موجزعن افكار جيبون عن اضمحلال الامبراطورية الرومانيه وسقوطها والذى انتهى صاحبه من كتابته عام 1787 فى مندينة لوزان بسويسرا والذى يقع فى ثلاثة اجزاء ونشر بأغلب لغات العالم الحيه ومنها اللغه العربية وهو من المراجع الاساسيه التى لخصت اسباب انهيار الامبراطوريات وخاصة الامبراطورية الرومانيه .
ومن الصعب تقديم موجز لإفكار جيبون ولكن يمكن القول ان السبب الاساسي فى انهيار الامبراطورية الرومانيه عنده لا ترجع الى عامل واحد وانما الى عوامل عده لعل فى مقدمتها الثراء الفاحش الذى اصاب عليه القوم واختفاء الطبقى الوسطى التى تحطضن قيم وعادات المجتمع ثم النزاع الدينى بين الباباوات ثم بينهم وبين الملوك والنزاع بين الرومان انفسهم ثم ظهور الدوله العثمانيه وغزوها للامبراطوريه العثمانيه وغزوها للقسطنطينيه وحروب البرابره وانهيار سيادة القانون الذى كان سمه اساسيه من سمات الامبراطوريه الرومانيه اذ على حد تعبير جيبون نفسه لم يكن يستطيع احد ان يعهد بحياته وامواله الى حمايه قانون لاحول له ولا قوه وذلك فى اواخر ايام الاميراطورية.
وقد يجوز لى ان اورد هذه العباره التى وردت اخرالجزء الثالث من كتاب جيبون والتى تدل على ما ال اليه حال الامبراطوريه اوتخر ايامها عند مقارنة ايام العداء مع الاجانب بعصور العداء الداخلى فأننا نقرر ان العداء الداخلى كان اشد تخريبا للامبراطورية وقد حرص على ذكرالفقرات لآنها قد تكون من الامورالعامه التى والاسباب المشتركه لآنتهاء الامبراطوريات وخرابها . وقد جاء الاسكندر الاكبر الذى كان بمثابة اعصار هز اركان المعموره ثم انتهى امره وامر الامبراطورية المقدونيه الى ما انتهى اليه امر غيرها من الاميراطوريات وقامت امبراطورية فارس .
ثم جاء العرب يحملون الاسلام وبنوا امبراطوريه لاتغرب عنها الشمس وبدأت ايضا فى الانهيارمع نهايه العصر العباسى .
وبدأ عهد المماليك ثم قامت الامبراطوريه العثمانيه لتبدأ اكبر قوة فى العالم لمدة خمسه قرون وتننهى بأن تصيح الرجل المريض .وتعاصرت الامبراطوريه العثمانيه مع الامبراطوريه
البريطانيه فترة من الزمن ثم كانت سببا من اسباب انهيار العثمانيين واستمرت الامبراطوريه البريطانيه لى ما بعد الحرب العالمية الثانية وانتهت ايضا وكانت الامبراطوريه الفرنسيه ولم يكن لها ايضا اى استمرار اوشرف اكثر من غيرها وجاء وريث جديد الى البشريه بعد انهيا ر الامبراطوريات السابقه جاء من العالم الجديد من الطرف الاخر للاطلسى من احفاد وابناء المهاجرين كانت الولايات المتحده الامريكيه .
افول القوى العظمى


وفى اعقاب الحرب العالمية الاولى وقيام الثورة البلشفيه وعلى مشارف الحرب العالميه الثانيه كان الاتحاد السوفييتى قوى عظمى وبانتهاء الحرب العالميه الثانيه اصبح هناك قوتين امريكا والاتحاد السوفييتى .

وظل العالم هكذا حتى اقترب القرن الماضى من نهايته وانهار الاتحاد السوفييتى بعد عمر لم يجاوز ستين عاما منذ قيامها وانفردت الولايات المتحده بالعالم اجمع .ومنذ حكم ريجان وحتى الان وبدأ التوجه الامبراطورى واضحا والذى لاشبه فيه ان التاريخ الانساني لم ير امبراطوريه تضاهى الامبراطوريه الامريكيه فى قوة اقتصادها ولاقوتها العسكريه ومع ذلك فأن السؤال يبقى واردا هل ستدوم الامبراطوريه الامريكيه ام سيجري عليها حكم التاريخ كما جري على غيرها من قبل وما الاسباب فى ذلك .
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فى القرن الماضى اصبح العالم كله مسرحا للاعب واحد كان طبيعيا ان يعتقد ذلك اللاعب ان توجهاته وسياساتة هى التى سوف تسود وتقود الى حيث يريد وهذا هو التوجه الامبراطورى بعينة الذى ساد عقيدة كل الإمبراطوريات فى التاريخ بدأ بالامبراطوريه االرومانيه انتهاء بالإمبراطوريه البريطانيه وهذا ما تمارسه الولايات المتحده الامريكية الان منذ ريجان والى الان .
وفى امريكا مدرسه تبشر بهذا التوجه الامبراطورى تسمى الصقور الجدد والتى تبرر ان مصلحة امربكا تبرر لها التصرف المنفرد وان ما تراه امريكا صوابا فهو صواب وهذه المدرسة الموجوده فى الحكم الان وفى بلد مثل الولايات المتحده الامريكيه لا يمكن ان تنفرد مدرسه واحدة بالفكر كله ففي مواجهة هذه البلد مدرسه اخرى تريد ان تحافظ على ما لدى امريكا من مثل تقليديه وسيادة القانون وليبراليه ولكن من الواضح ان المدرسه الاولى هى الاكثرنفوذا على الاقل فى الوقت الراهن يقول ايمانويل تود فى كتابه ما بعد الامبراطوريه ان ذلك الزمن الذى كانت الولايات المتحدة الامريكيه تجمع فيه ما بين القوة الاقتصادية والعسكريه والتسامح الفكرى والثقافى قد ولى واصبح بعيدا جدا
هل هو لاعب وحيد


واذا كاانت الولايات المتحدة هى الاعب الوحيد او الرئيسى على المسرح العالمى _ بما يسمح لها من اتباع هذا التوجة الامبراطورى _ فهل يخلو هذا المسرح من لاعبين اخرين ثم ما مصير هذا المسرح على المديين المتوسط والبعيد وعلى ضوء الاجابه على هذا التساؤل يمكن ان يتحدد مصير الامبراطوريه الامريكيه .

وابرز الاعبين الاخرين هى الصين وان كان ذلك فى صمت وخبث الذى يتأكد كل يوم وجوده الاقتصادى الفاعل على المسرح العالمى كله بل ان وجودة العسكرى ايضا بدا يتحرك وراء وجودة الاقتصادى . الصين تمثل تحديا حقيقيا الان من الناحيتين الافتصادية والعسكريه لقوة الولايات المتحدة ويوجد ايضا اليابان الت خرجت من الحرب العالميه الثانيه مدمرة اقتصاديا ومعنويا الا انها خلال نصف قرن اصبحت قوة اقتصادية جباره ويوجد ايضا من ناحية اخرى اوروبا التى تسعى الى التوحد هن طريق بناء الولايات بالرغم من بعض النكسات ونجد ايض روسيا التى بدأت تصحو من جديد وكل منهما له قوتة العسكريه والثقافيه والاقتصاديه على المسرح العالمى لايستهان بها .وتتوقف صورة المستقبل فى كثير من جوانبها على علاقة الولايات المتحدة الامريكيه بهؤلاء اللاعبين الاخرين على المسرح الدولى بصفه اساسيه وكذلك على تحو اقل علاقة الولايات المتحدة الامريكيه بكثير من دول العالم
فكيف ستسير الامور


ليس هناك احتمال واحد ولكن الاحتمال الغالب فى المدى المنظوران يستمر التوجه الامبراطورى وذلك يعنى ان يزداد العالم عنفا وعنفا مضادا وقد نشاهد ضربه استباقيه ضد ايران لمصلحة اسرائيل وستزداد الضغوط على سوريا يقول ايمانويل تود فى كتابه ما بعد الامبراطوريه دراسة فى تفكك النظام الامريكى وانة لامر غريب ان يرى المرء اهمية العلاقة مع اسرائيل الى جانب علاقة معاديه شاملة للولايات النتحدة الامريكيه مع العالم العربى وبصورة اوسع مع العالم الاسلامى حيث ان عقلانية هذه العلاقة امر عسير على الفهم ويرى الكاتب ان اى توجه عقلانى لابد ان يؤدى الى علاقه جيدة مع العالم العربى والاسلامى حيث توجد مصالح امريكيه واسعة ولكن التوجة الامبراطورى هو السبب فى ذلك وستزداد العلاقه توترا مع اوربا التى ستنموا اقتصاديا وتكنولوجيا وستخطو الى اتخاذ خطوات اكثر تقدما للتقارب مع اوروبا القديمه . وهناك التهديد الحقيقى القادم من الشرق الاقصى من الصين ذلك العملاق الرهيب القادم بلاشك الذى يزداد كل يوم خطوة للامام .

وستزداد امريكا بعدا عن القواعد الاخلاقيه فى السلوك كما ان سيادة القانون وكرامه الفرد التى كانت سمه من سمات الفرد الامريكى ستتراجع بدورها ايضا .
وسيزداد تهميش امريكا لمتظمة الامم التحدة وسيزداد حرصها على ان تقود العالم بقررات منفردة تتخذها بدون مراعاة لاى شرعيه دوليه وذلك بحسبان ان التوجه الامبراطورى يفترض ان التوجه الامبراطورى يفترض ان ما تراه امريكا صوابا فهو الصواب ولست انا الذى اقول هذا الكلام وانما يقوله اصحاب التوجة الامبراطورى انفسهم .


متى يبدأ الانهيار

ويقول لنا التاريخ ان الامبراطوريات عندما تفقد اساسها الاخلاقى والقانونى تؤذن بالانحدار

الخلاصة ان استمرار التوجة الامبراطورى سيزداد العالم تاثرا وعنفا وستزداد الكراهيه لآمريكا الدولة فى شتى انحاء العالم وليس فى المنطقه العربيه فحسب هذا عن الاحتمال الاول .
اما عن الاحتمال الثانى وهو ان تنتصر القوى العاقلة فى المجتمع الامريكى وهى قوى موجودة ومؤثرة سيؤدى ذلك بدورة الى مزيد من العقلانية والتوازن مع قوى العالم المختلفه سواء فى اوروبا اوالشرق الاقصى او حتى الشرق الاوسط وبالتالى ستختفى الضربات الاستباقيه ويستعيد التنظيم الدوى عافيته وتعود منظمه الامم المتحدة الى القيام بدورها ووظيفتها الحقيقيه فى المجتمع الدولى وتخرج عن ان تكون مجرد اداة فى يد الولايات المتحدة الامريكيه ويشاهد العالم نوع من العدل فى فى العلاقات الدوليه ولا تظل امريكا شاردة عن اى اتفاقيه دوليه التى توصل اليها العالم من اجل تخفيف التوتر القائم وتحقيق قدر اكبر من العدالة الدوليه .
اذا تحقق هذا الاحتمال فأن امريكا ستعود الى العالم وستصبح هى القوة الاولى فى العالم المعاصر وسيختفى من سياستها هذا التوجة الامبراطورى البغيض .
هكذا مع ذلك الاحتمالين ستنتهى هذه الامبراطوريه نتيجة التناطح مع العالم والاستعلاء عليه
واطريق الاخر سيؤدى الى زوبان الامبراطوريه لتصبح قطبا بين اقطاب العالم لان انفردا اى فطب بالعالم فذلك دليل على قرب نهايته

مقال للدكتور يحيى الجمل فى جريدة العربى

le fugitif
2007-12-17, 12:09
شكرا على النقل الجيد امريكا بدأ عدها التنازلي
لان ابن خلدون يشير فى مقدمته ان الظلم مؤشر بخراب العمران وامريكا كثر ظلمها

http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/51.gif

ammmmel
2007-12-17, 20:03
موضوع جدير بالنقاش قال تعالى :(وتلك الأيام نداولها )صدق الله العظيم ،وكما يقول المثل ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع وهذه سنة الحياة ودورتها.
عند ابن خلدون كانت دورة الحضارة على شكل مثلث عندما نصل القمة يبدأ الإنهيار وأول مؤشر للإنهيار تراجع العامل الأخلاقي وتكون الضربة القاضية بظهور حضارة جديدة لكن مثلث الحضارة الخلدونية اخترقه فلاسفة التاريخ ووجدوا له منفذا وهذا ما تعمل عليه أمركا اليوم فقد تم التوصل الى أنه بإمكان الإمبراطورية المتهلهلة أخلاقياوالمشتتة داخليا الإستمرار في ممارسة هيمنتها وسطوتها وذلك عن طريق القضاء على أي بوادر لصعود امبراطورية منافسة وبهذه الطريقة عند الوصول الى القمة يجب البقاء فيهاوأصبح المثلث شبه منحرف .
نقطة أخرى أود الإشارة إليها في موضوع الصعود والهبوط فقد توصل الفيلسوف تونبي من خلال دراسته لحركة صعود وانهيار الإمبراطوريات الى أن للحضارة محركات وهناك محرك أساسي لكل أمة فالمحرك الأساسي للغرب هو المادة والمصلحة أما للجنس الأصفر فهو العزلة أما الأمة الإسلامية فالدين هو محرك الحضارة فيها ولذلك فانه لمنع حضارة وأمبراطورية جديدة من القيام لابد من حرمانها من المحرك الخاص بها .
والظاهر أن ما تقوم به أمريكا هو اضعاف كل من حولها حتى تبقى في القمة لكن السؤالا المطروح الا متى ستتمكن من فعل ذلك لأنه كما يقال الضغط يولد الإنفجار وما تعتبره أمريكا اليوم وسيلة للحفاظ على مكانتها سيتحول في مرحلة ما الى السلاح الذي يقضي عليها .
في الأخير بدلا من انتظار سقوط أمريكا علينا أن نعمل على أن نكون الحضارة الصاعدة إن شاء الله لخيرنا وخير البشرية كلعا والسلام عليكم
أخي الهارب هذه العبارة لك :على وجه رب نحي الفار المهبول لي يشوف يقول راك في حالة هههههههههههههههههههههههههههههههههه.مجرد مزحة