مشاهدة النسخة كاملة : مسألة قول ( لو )
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنْ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
نستخلص من هذا الحديث أن الانسان اذا فاته شيئ من الماضي لا يقل لو أني فعلت كذا كان كذا و كذا
و لكن هناك مسألة و هو قول النبي صلى الله عليه و سلم في عمه أبي طالبلما ذكر عذابه : "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار "
فمن منكم لديه علم بالمسألة فليتفضل و مع التبسيط بارك الله فيكم
أبو صهيب الجزائري
2010-03-08, 11:59
السلام عليكم
بارك الله فيك على الطرح سئل الشيخ ابن العثيمين في هذه المسألة وجاءت بعبارة أخرى بفضل فلان وأجاب :
هل هذه العبارة صحيحة "بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا"؟
هذه العبارة صحيحة، إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له فضل على أخيه إذا أحسن إليه، فإذا كان للإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي، فلا بأس أن يقال: هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعاً وحساً، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عمه أبي طالب: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، وكان أبو طالب يعذب في نار جهنم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذاباً -والعياذ بالله- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".
أما إذا أضاف الشيء إلى سبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركاً، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئاً إلى أحدٍ من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب المناهي اللفظية.
وسئل الشيخ كذلك
ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة: "لولا الله وفلان"؟
وأجاب رحمه الله
قرنُ غير الله بالله في الأمور القدرية بما يفيد الاشتراك وعدم الفرق أمر لا يجوز، ففي المشيئة مثلاً لا يجوز أن تقول: "ما شاء الله وشئت" لأن هذا قرنٌ لمشيئة الله بمشيئة المخلوق بحرف يقتضي التسوية وهو نوع من الشرك.
لكن لابد أن تأتي بـ: "ثم" فتقول: "ما شاء الله ثم شئت" كذلك أيضاً إضافة الشيء إلى سببه مقروناً بالله بحرف يقتضي التسوية ممنوع فلا تقول: "لولا الله وفلان أنقذني لغرقت" فهذا حرام ولا يجوز لأنك جعلت السبب المخلوق مساوياً لخالق السبب.وهذا نوع من الشرك، ولكن يجوز أن تضيف الشيء إلى سببه بدون قرن مع الله فتقول: "لولا فلان لغرقت" إذا كان السبب صحيحاً وواقعاً ولهذا قال الرسول، عليه الصلاة والسلام، في أبي طالب حين أخبر أن عليه نعلين يغلي منهما دماغه قال: "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، فلم يقل: لولا الله ثم أنا مع أنه ما كان في هذه الحال من العذاب إلا بمشيئة الله، فإضافة الِشيء إلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائز وإن لم يذكر معه الله عز وجل، وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائز بشرط أن يكون بحرف لا يقتضي التسوية كـ: "ثم"، وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعاً أو حسّاً بحرف يقتضي التسوية كـ: "الواو" حرام ونوع من الشرك، وإضافة الشيء إلى سبب موهوم غير معلوم حرام ولا يجوز وهو نوع من الشرك مثل العقد والتمائم وما أشبهها فإضافة الشيء إليها خطأ محض، ونوع من الشرك لأن إثبات سبب من الأسباب لم يجعله الله سبباً نوع من الإشراك به، فكأنك أنت جعلت هذا الشيء سبباً والله تعالى لم يجعله فلذلك صار نوعاً من الشرك بهذا الاعتبار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم
أم سهيــر
2010-03-08, 15:31
شكراااااااا بارك الله فيك
لقاء الجنة
2010-03-08, 18:48
بارك الله فيك...
AZIZGUIR78
2010-03-08, 23:00
شكرا بارك الله فيك
سئل فضيله الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ...
ما حكم أستعمال كلمه لو ؟؟؟؟؟
فأجاب بقوله : استعمال لو فيه تفصيل على الوجوه التاليه :
الوجه الأول : أن يكون المراد بها مجرد الخبر فهذه لابأس بها مثل أن يقول الإنسان لشخص لو زرتني لأكرمتك أو لو علمت بك لجئت إليك .
الوجه الثاني : أن يقصد بها التمني فهذه على حسب ما تمناه إن تمنى بها خيراً فهو مأجور بنيته وإن تمنى بها سوى ذلك فهو بحسبه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي له مال ينفقه في سبيل الله وفي وجوه الخير ورجل أخر ليس عنده مال قال لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( هما في الأجر سواء )) والثاني رجل ذو مال لكنه ينفقه في غير وجوه الخير فقال رجل أخر لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هما في الوزر سواء )) فهي إذا جاءت للتمني تكون بحسب ما تمناه العبد إن تمنى خيراً فهي خير وإن تمنى سوى ذلك فله ما تمنى .
الوجه
الثالث : أن يراد بها التحسر على مامضى فهذه منهي عنها لأنها لاتفيد شيئا وإنما تفتح الأحزان والندم وفي هذه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا فإن(( لو)) تفتح عمل الشيطان )) . وحقيقة أنه لافائدة منها في هذا المقام لأن الإنسان عمل ماهو مأمور به من السعي لما ينفعه ولكن القضاء والقدر كان بخلاف مايريد فكلمة (( لو )) في هذا المقام إنما تفتح باب الندم والحزن ولهذا نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الإسلام لايريد من الإنسان أن يكون محزونا ًومهموماً بل يريد منه أن يكون منشرح الصدر وأن يكون مسرورا طليق الوجه ونبه الله المؤمنين لهذه النقطة بقوله: ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) المجادلة 10 .
وكذلك في الأحلام المكروهة التي يراها النائم في منامه فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أرشد المرء إلى أن يتفل عن يساره ثلاثة مرات وأن يستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وأن ينقلب إلى الجنب الآخر وألا يحدث بها أحدا لأجل أن ينساها ولاتطرأ على باله قال فإن ذلك لايضره ، والمهم أن الشرع يحب من المرء أن يكون دائما في سرور ودائما في فرح ليكون متقبلا لما يأتيه من أوامر الشرع لأن الرجل إذا كان في ندم وهم وفي غم وحزن لاشك أنه يضيق ذرعا بما يلقى عليه من أمور الشرع وغيرها ، ولهذا يقول الله تعالى لرسوله دائما: ( ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون ) النحل 127. ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) الشعراء 3 . وهذه النقطة بالذات تجد بعض الغيورين على دينهم إذا رأوا من الناس مايكرهون تجدهم يؤثر ذلك عليهم حتى على عبادتهم الخاصة ولكن الذي ينبغي أن يتلقوا ذلك بحزم وقوة ونشاط فيقوموا بما أوجب الله عليهم من الدعوة إلى الله على بصيرة ثم إنه لايضرهم من خالفهم .
مجموع
فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الأول - جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان
صفحة ( 125) .
السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القويُّ خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا و كذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان. و السؤال هنا عن كلمة "لو"
إذا استعملت من باب محاسبة النفس كأن أقول مثلا لو أنني ذاكرت أكثر لنجحت في الامتحانات أو لو عملت بشكل أفضل لكسبت مالا أكثر ، لو وفرت زمنا لحفظت القرآن وما شابه ذلك، هل يكون ذلك اعتراضا على هذا الحديث أو اعتراضا على القدر. أرجو التفصيل و جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نقل ابن حجر في الفتح عن القرطبي أنه قال في المفهم: محل النهي عن إطلاقها ـ يعني لو ـ إنما هو فيما إذا أطلقت معارضة للقدر مع اعتقاد أن ذلك المانع لو ارتفع لوقع خلاف المقدور؛ لا ما إذا أخبر بالمانع على جهة أن يتعلق به فائدة في المستقبل، فإن مثل هذا لا يختلف في جواز إطلاقه، وليس فيه فتح لعمل الشيطان، ولا ما يفضي إلى تحريم.
وقال النووي في شرح مسلم: أما من قالها تأسفا على ما فات من طاعة الله تعالى أو ما هو متعذر عليه من ذلك ونحو هذا فلا بأس به. وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث. والله أعلم.اهـ
وبناء عليه نقول: إن كان استعمال (لو) في لوم النفس على تفويت أمر محمود فلا بأس بذلك، وإن كان على تفويت أمر غير محمود فإنه داخل في النهي.
ولتتمة الفائدة نذكر ما قاله الشيخ ابن عثيمين في استعمالات (لو) وحكم كل استعمال، فقال قال في شرح كتاب التوحيد:
1- الاعتراض على الشرع وهو محرم، كقول المنافقين: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا {آل عمران: 168}
2- الاعتراض على القدر وهو محرم أيضا، كقوله تعالى: لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا {آل عمران: 156}
3- الندم والتحسر وهو محرم أيضا، كحديث: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومن استعمل ليت لمعنى من هذه المعاني المحرمة فهي حرام.
4- الاحتجاج بالقدر على المعصية وهو محرم، كقول المشركين: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا {الأنعام: 148} وقولهم: لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ {الزخرف: 20}
الخير المحض وهذا جائز، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي. متفق عليه عن جابر. اهـ بتصرف.
والله أعلم.
المصدر
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=71197&Option=FatwaId
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir