مشاهدة النسخة كاملة : *** ماذا تعرف عن:محمد البشير الإبراهيمي ***
عمي صالح
2007-12-16, 04:45
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد البشير الإبراهيمي
1- المولد والنشأة
ولد محمد البشير الإبراهيمي بتاريخ 19 جويلية 1889 برأس الوادي " سطيف" تعلّم بمسقط رأسه على يد والده وعمه، ثم رحل سنة 1911 إلى الحجاز واستقر بالمدينة المنورة أين تلقى تكوينا عاليا في اللغة والفقه والعلوم الإسلامية، ومن المدينة انتقل إلى دمشق التي استفاد من مدارسها ومشايخها، ولدى عودته إلى الوطن استقر بمدينة سطيف وبها باشر مهمة التربية والتعليم وكان على اتصال وثيق مع الشيخ عبد الحميد بن باديس .
2- النشاط الإصلاحي
بدأ الشيخ البشير الإبراهيمي مهمته من خلال مهنة التعليم التي كان يرى فيها وسيلة فعالة من أجل إصلاح أوضاع الجزائر، بتوعية الشعب وتعليمه مبادئ دينه ولغته حتى يكون مستعداّ للدفاع عنها أمام المستعمر، وساهم مع بن باديس في تأسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931 وعيّن نائبا للرئيس، كما اختير لتمثيل الجمعية في الغرب الجزائري بعد أن كلف بإدارة مدرسة دار الحديث بتلمسان، ونظرا لنشاطه المعادي للاستعمار اعتقل من طرف الإدارة الفرنسية و نفي إلى آفلو بالأغواط و رغم تواجده بالمنفى إلا أنه اختير رئيسا لجمعية العلماء بعد وفاة بن باديس. أطلق سراحه سنة 1943، وأعيد اعتقاله بعد تنديده بمجازر 08ماي 1945 بعد إطلاق سراحه ثانية واصل نشاطه الدعوي، على نهج بن باديس و كان يكتب افتتاحية جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء، كما أصدر جريدة الشاب المسلم باللغة الفرنسية. انتقل سنة 1952إلى المشرق العربي و استقر بالقاهرة وبقي هناك إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية إذ أصدر بيان جمعية العلماء المسلمين، الداعي إلى إلتفاف الشعب بالثورة التحريرية.و في مصر كان له نشاط لصالح القضية الجزائرية إلى غاية الاستقلال. توفي في 20ماي 1965.
نترقب الدعاء للجميع بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الهي ماذا اقول لك يا اخي كثيررون هم الذين يجهلون مقام هذه الشخصية الفذة والعظيمة التي كانت كالشمعة تذوب لتضيئ الآخرين ان من قرا آثار البشير الابراهيمي فكانما وقع عبى كنز فارجو من كل الشباب ان يهتمو بهذه الشخصية والاضطلاع على اعمالها ايها البشير انك حي في قلوبنا خلدتك اعمالك ومواقفك
بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع .
اللهم أرزقه و إيانا جنة الفردوس .آآآآآآآآمييييييييين
عمي صالح
2007-12-16, 20:14
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخوين وبارك الله فيكما
أما الأخت أنصحها بأن تتطلع على خطبة له بتاريخ 10/12/1939 بمنتدان هذا
بعنوان حكم العيد لمحمد البشير الابراهيمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السمروني
2007-12-16, 20:30
بارك الله فيم على إخياء هذه المعالم وننتظر منك المزيد
عمي صالح
2007-12-30, 14:12
بارك الله فيم على إخياء هذه المعالم وننتظر منك المزيد
مشكور أخي السمروني
SALIM-DZ
2007-12-30, 14:49
رحم الله شيخنا محمد البشير الابراهيمي
ولك جزيل الشكر يا أخ صالح أصلحك الله وايانا ان شاء الله رب العالمين.
أم إدريس
2007-12-30, 15:21
رحمه الله وأحسن إليه وجمعنا به في جنات النعيم..آمين
وجزاك الله خيراًأخي صالح بوغرارة ..
عمي صالح
2007-12-31, 03:05
بسم الله الرحمن الرحيم ــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى يا رعاكما الله: كل من: سمير وأم ادريس
الشكر الجزيل وأن تتبوآ مقعددكما من الجنة وجمعا إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواتي سماعيل
2007-12-31, 15:14
رحم الله شيخنا الابراهيمي و أسكنه فسيح جنانه
عمي صالح
2008-01-01, 16:37
بسم الله الرحمن الرحيم ــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جنانه ورحم الله لمن دعا وقرأ له ولأمثاله بن باديس.الشيخ العربي التبسي . . . .شكرا أخي سعد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمي صالح
2009-04-12, 13:05
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزأك الله خيرا. أسعدني مرورك الكريم. وملاحظاتك القيمة. بارك الله فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمي صالح
2009-05-21, 15:53
رحم الله شيخنا الابراهيمي و أسكنه فسيح جنانه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزأك الله خيرا. أسعدني مرورك الكريم. وملاحظاتك القيمة. بارك الله فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايمان البصائر
2009-06-22, 14:45
السلام عليكم لقد سررت جدا لاني وجدت من كتب عن شخصية الشيخ البشير الابراهيمي تلك الشخصية التي تشهد ذاكرتي لها نصا كنا قد درسناه بالصف الابتدائي ومن ابرز ما حفر عنه بذاكرتي انه وجه كتاباته للتصدي لكل طمس لهويتنا من قبل المستعمر وكنت انوي الكتابة عنه لكن موضوعك يبدو ثريا
جزاك الله خيرا
عمي صالح
2009-07-23, 00:56
السلام عليكم لقد سررت جدا لاني وجدت من كتب عن شخصية الشيخ البشير الابراهيمي تلك الشخصية التي تشهد ذاكرتي لها نصا كنا قد درسناه بالصف الابتدائي ومن ابرز ما حفر عنه بذاكرتي انه وجه كتاباته للتصدي لكل طمس لهويتنا من قبل المستعمر وكنت انوي الكتابة عنه لكن موضوعك يبدو ثريا
جزاك الله خيرا
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزأك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الحبيب
جزاك الله خير الجزاء
عمي صالح
2009-09-17, 14:24
بارك الله فيك أخي الحبيب
جزاك الله خير الجزاء
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزأك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
عيسىالبوسعادي
2009-09-17, 14:33
http://3ashegaldam3ah.jeeran.com/%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%8B%20%D9%84%D8%A5%D8%A 8%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%83.gifاسم جامع في بوسعادة هاااااااااااااااااااااااايل
حياته وأصول دعوته الإصلاحية
نشأة التبسي وطلبه للعلم
ولد العربي بن بلقاسم بن مبارك بن فرحات التبسي بقرية " ايسطح " النموشية (نسبة إلى قبيلة النمامشة الأمازيغية الكبيرة ) جنوب غرب " تبسة "-وتبعد عنها بنحو مائة وسبعة عشرة كيلو متر- وذلك في سنة 1312 (1895م). في عائلة فلاحية فقيرة، وكان والده إلى جانب عمله في الزراعة يتولى تحفيظ القرآن لأبناء القرية في الكتاب.
ابتدأ العربي التبسي حفظ القرآن على يد والده في مسقط رأسه وقد توفي والده حوالي سنة1320 (1903م) ، وفي سنة1324 (1907 م) رحل إلى زاوية ناجي الرحمانية بـ" الخنقة " جنوب شرق "خنشلة" فأتم بها حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات، ثم رحل إلى زاوية مصطفى بن عزوز بـ" نفطة " جنوب غرب تونس في سنة 1327 (1910م) ، وفيها أتقن رسم القرآن وتجويده ، وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد ، وفي سنة 1331 (1914م) التحق بجامع الزيتونة بتونس العاصمة حيث نال شهادة الأهلية واستعد لنيل شهادة التطويع ولم يتقدم إلى للامتحان، و رحل إلى القاهرة حوالي سنة 1339 (1920م) ومكث فيها يطلب العلم في حلقات جامع الأزهر ومكتباتها الغنية إلى سنة (1927م)، ثم رجع في السنة نفسها إلى تونس وحصل على شهادة التطويع ( العالمية ).
نشاطه الدعوي
نشاطه قبل تأسيس الجمعية
عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام (1347) الموافق لـ (1927م) ليبدأ نشاطه الدعوي في مدينة " تبسة " التي أصبح ينسب إليها ، وذلك في مسجد صغير يدعى " مسجد ابن سعيد " فبدأ الناس يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم حتى ضاق بهم هذا المسجد ، فانتقل بعدها إلى الجامع الكبير الذي تشرف عليه الإدارة الحكومية ، لكن سرعان ما جاءه التوفيق عن النشاط من الإدارة بإيعاز من الطرقيين ، فعاد إلى المسجد العتيق " ابن سعيد " ليواصل نشاطه بالرغم من ضيقه بالناس الذين استجابوا لدعوة الإصلاح واقتنعوا بها. وكانت دروس الشيخ للعامة تلقى بعد صلاة العشاء فترى الناس يسرعون من معاملهم ومنازلهم لأداء الصلاة وسماع الدرس فيمتلئ بهم المسجد، وكانت طريقة الشيخ أن يختار نصا قرآنيا أو نبويا يناسب موضوعه، فيفسره تفسيرا بارعا يخلب ألباب السامعين ، فيريهم حكمة الشرع ومعانيه السامية، ثم يتدرج إلى بيان الأمراض الاجتماعية فيشرحها ويبين أسبابها وعواقبها في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك نقضه لبدع الطرقيين الضالين وتنبيهه على إفسادها للعقيدة الإسلامية وسلبها لعقول الناس ، فيظهر بطلانها ويكشف حقيقة أدعياء التصوف الدجالين .
ولما لاحظ الفرنسيون نشاط الشيخ والتفاف الناس حوله ، أخذوا في مضايقته ومضايقة أنصاره حتى في ذلك المسجد الصغير الخارج عن إدارتها ، ولما تفاقم الأمر نصحه الشيخ ابن باديس بالانتقال إلى مدينة "سيق" في الغرب الجزائري التي أبدى سكانها استعدادا لقبول إمام من أئمة الإصلاح ، فانتقل إليها بداية سنة 1930م، ففرح أهلها بقدومه وأقبلوا على دروسه واستفادوا من علمه وخلقه وتوجيهاته فمكث فيهم إلى آخر سنة 1931م ، وفي هذه المدة تمكن من بث الدعوة الإصلاحية السلفية ليس في مدينة سيق فحسب، ولكن في أنحاء كثيرة من الغرب الجزائري.
دعوته إلى إنشاء الجمعية
لقد كان تأسيس جمعية للعلماء والدعاة العاملين على ساحة الدعوة تجمع الجهود لتصب في اتجاه واحد، وتوقظ الأمة وتنشر فيها الوعي والعلم وتجدد لها أمر دينها أمنية من أماني الشيخ العربي التبسي ، وقد كان ممن هيأ الأجواء لتأسيسها بمجموعة من المقالات نشرت له في الشهاب ومن أصرحها في ذلك المقال الذي نشره سنة (1926) بعنوان " أزفت ساعة الجماعة وتحرم عصر الفرد "والذي قال فيه :« فإن هذا العصر عطل الفرد ونبذ حكمه ، وأمات مفعوله، وتجاهل وجوده، فأينما أملت سمعك أو أرسلت نظرك في الشرق أو الغرب، لم تجد إلا أمة فحزبا فهيأة منها وإليها كل شيء، فهي التي تذب عن الهيأة الاجتماعية، وتحرس الأمة في نوائب الدهر وعادية الأيام ، وتغار على كرامتها وحسن الحديث عنها ، وتأخذ بيدها قبل أن تغرق عند هبوب السماسم ولفح الأعاصير ، وتكون لسانها الناطق بطلباتها ، وحسها المتألم لألمها »[المقالات (1/55)]. وقد تألم الشيخ أكثر لعدم شعور الأمة بحالها المزري ولطول نومها وسباتها ، تألم ألما لم يقدر على كبته فسطر مقالات عناوينها صيحات، أراها لا تزال صالحة أن يخاطب بها أهل زماننا فقال : «هذه جزائركم تحتضر أيها الجزائريون فأنقذوها». وقال:« ألا أيها النوام هبوا ». وقال: « الجزائر تصيح بك أيها الجزائري أينما كنت ». واسمع إلى هذه الكلمات المعبرة التي أبيت إلا نقلها :« بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه ، الذي أمر بالجماعة وحث عليها ، بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله . والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرأ مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة لكان له عند الله العذر . أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة ؟ …»[المقالات (1/60-61)]. وتحقق ذلك الأمل في 5 ماي 1931م بتأسيس جمعية العلماء المسلمين.
أهم نشاطاته بعد إنشاء الجمعية
-في سنة 1932م ألح عليه سكان مدينة "تبسة" بأن يرجع إليهم فاشترط عليهم تأسيس مدرسة ومسجد فوافقوا على شرطه ، فرجع وأسس " مدرسة تهذيب البنين والبنات " التي جهزت تجهيزا عصريا، وبلغ عدد تلامذتها عام افتتاحها 1934م خمسمائة تلميذ ، وبجانب المدرسة بنى مسجدا جديدا لا يخضع لمراقبة الإدارة .
-وفي سنة 1935م تم تعيينه كاتبا عاما للجمعية خلفا للعمودي كما كان رئيس لجنة الفتوى فيها.
-وفي1940 انتخب الشيخ التبسي نائبا لرئيس الجمعية الجديد الإبراهيمي الذي كان منفيا في "أفلو" ، وابتدأ التدريس في الجامع الأخضر في السنة نفسها .
-وفي سنة 1942م قررت جمعية التربية والتعليم بقسنطينة نقل نشاطها الذي كان بالجامع الخضر إلى تبسة نقلا مؤقتا ليشرف عليه الإمام التبسي عن قرب.
-وبعد افتتاح معهد عبد الحميد بن باديس عام 1947م انتقل إلى قسنطينة بعد أن أسندت إليه مهمة إدارته وقد بقي على رأسه إلى يوم غلقه سنة 1956م. ولم يكن انتقاله إلى قسنطينة أمرا سهلا بالنسبة لسكان تبسة ، قال الشيخ الإبراهيمي: « أرضينا سكان تبسة الكرام الذين كانوا يعدون انتقال الأستاذ التبسي عنهم كبيرة يرتكبها من يتسبب فيها ، وأقنعناهم بأن الشيخ العربي رجل أمة كاملة لا بلدة واحدة ورجل الأعمال العظيمة لا الأعمال الصغيرة فاقتنعوا، وأمنا لهم مشاريعهم العلمية والدينية بإيجاد من يخلف الأستاذ فيها فرضوا مخلصين …».
-وفي نوفمبر 1950م ذهب إلى فرنسا للمطالبة تحرير التعليم في الجرائر مع الإبراهيمي ، فلما رأى حال العمال الجزائريين هناك وحاجتهم إلى التعليم، لفت الأنظار إلى القضية ودفع بالجمعية إلى تنظيم الدعوة في فرنسا.
-وفي سنة 1952م رحل الإبراهيمي إلى المشرق فتولى رئاسة الجمعية نيابة عنه إلى أن توقف نشاطها. و بعد غلق معهد ابن باديس انتقل إلى العاصمة لإدارة شؤون الجمعية فيها وما بقي من مدارسها ومساجدها، واستأنف دروس التفسير للعامة في مسجد "حي بلكور" الذي كان يكتظ بالمستمعين على الرغم من ظروف الحرب، وبقي في العاصمة إلى أن اختطف رحمه الله.
من أصول دعوته
العقيدة وبدعة الكلام
أما عقيدته فهي إن شاء الله عقيدة السلف الصالح، وإن إنكاره لمظاهر الشرك أمر مشهور وقد قال وهو يقرظ رسالة الشرك ومظاهره ويثني على صاحبها الشيخ الميلي: «خدم بها الإسلام ونصر بها السنة وقاوم بها العوائد الضالة ، والخرافات المفسدة للعقول »، وكذلك دعوته إلى أخذ العقيدة من الكتاب والسنة واعتماد فهوم السلف الصالح دعوة ظاهرة ، قال رحمه الله: « بهذا الأصل صار الدين لا يمكن أن يؤخذ بحكم العوائد والمحاكاة ، ولا تَعَلُّمُهُ من الجاهلين، وإنما يؤخذ حقا تعلما عن أهل العلم الحقيقيين ، الذين يستمدون فهومهم من عناصر الدين الأولية التي هي الكتاب والسنة على مقتضى فهوم الأولين من علماء الإسلام الذين إذا تكلموا على العقائد بينوها وبينوا مآخذها وأدلتها ، وشرحوا ما أذن لهم في شرحه ، وتوقفوا فيما لا مجال للعمل فيه، أو ردوه إلى ما وضح معناه وظهر مغزاه » [المقالات (2/27)].
الفقه وبدعة التعصب المذهبي
للشيخ التبسي كلمات قوية في رد بدعة التعصب للمذاهب التي أماتت الأفكار قتلت الهمم ومنعت من تفسير كلام الله تعالى ومن الاحتجاج بسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان مما قاله :« وقد رأينا هذا الزاعم يقول إن الأخذ بظواهر أقوال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأعماله اجتهاد، والاجتهاد قد تقضت أيامه وماتت رجاله وبذلك يجب على المسلمين أن يتركوا كل آية من الكتاب وكل قول وعمل من رسول الله، ولا يهتدون بشيء من كتاب ربهم ولا من سنة نبيهم وعليهم أن يقتصروا على ما كتب في الفروع ، يحلون ما أحلت ، ويحرمون ما حرمت ويوالون من والت ماداموا غير مجتهدين . هذه هي مقالة هذا المفتي المزهدة في كتاب الله ، الصادة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهي باطلة بإجماع المسلمين من يوم أن بعث نبيهم إلى اليوم ، ذلك أن العوام والعلماء يعملون بأقوال النبي وأعماله من غير توقف على منهم على وصولهم إلى رتبة الاجتهاد »[المقالات (2/132)]. وقد أنكر على من رد السنن بدعوى مخالفتها للمذهب وعد ذلك محادة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعصيانا أيضا لوصايا أئمة المذاهب وعلى رأسهم الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى الذي كان يقول :« إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ». ثم قال رحمه الله تعالى :« لو قدر لمالك رضي الله أن يبعث حيا من قبره لقال في نسبة هذا الرهط إليه المخالفين لوصاياه المعطلين لروح مذهبه ما قال عيسى صلوات الله عليه في أولئك الذين كذبهم بقوله : ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم إنك على كل شيء شهيد [المائدة ] والله يشهد، وأولوا العلم يشهدون أن مالكا بريء من كل نابذ لسنة عملية وقولية بدعوى المتمذهبين بمذهب مالك …وحاشا مالكا أن يقول صدقوا ما يقوله ابن شاس في الجواهر ، واكفروا بصحيح الحديث» [المقالات (2/123-124)]. ولم يكن تبني هذا المبدأ منه مجرد دعوى نظرية بل كان الشيخ عالما مقتدرا على الاجتهاد عاملا بما سطره، وإنَّ أيَّ قارئ لفتاويه يلمس تمكنه من علم الأصول ويتبين غلبة العلم عليه سواء عند توظيفه لاصطلاحات العلم ، أو عند استدلاله على المسائل، وكان رحمه الله مفتيا مجتهدا مرجحا بين المذاهب ، ومخرجا ومنظرا في مسائل النوازل ، ومعتمدا في كل ذلك على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، ومعظما لأهل الحديث ناقلا لآرائهم ومستندا إلى استدلالهم، والاعتماد في الفتوى على الحديث وتبويبات المحدثين أمر خارق للعادة في مثل ذلك العصر .
السلوك وبدعة الطرقية
لقد كان موقف الشيخ من الطرقية صارما حازما ففضح حالهم كشف ادعائهم وقال:« ألا إن أعدى المسلمين للإسلام أولئك النفر الذين يظنون من قبل أنفسهم أنهم أولياء الرحمن وأحباؤه، وملؤوا أنفسهم ومن يتبعهم بأماني هي ضلال وما أرادوا بها صوابا. فاستباحوا من الله المحارم، وتعدوا له الحدود واعرضوا عما فيه من الهدى فاغتر بهم الجهال وانقاد لهم الأغرار ودخلوا على الناس في عقائدهم ولبسوا عليهم أمر دينهم، وزهدوا الأمة الإسلامية في علمائها الذين أمر الله أن يرد إليهم الأمر» [ المقالات (1/65) ]. ويقول أيضا:« هاأنتم استطعتم أن تفتنوا الأمة في دينها وتحيدوا بها عن أولياء الدين الذي جعلتم أهله شيعا و أضرابا كل يصف غيره بأنه السالك بنيات الطريق ، والله يؤاخي بينهم ويأمرهم بولاية بعضهم بعضا، ورسول الله يحثنا على رص الصفوف وجمع الكلمة حثا، فهل تستطيعون يوم يذاد من بدل وغير عن الحوض أن تغنوا عنهم من عذاب الله شيئا؟ …فهل هؤلاء الطرقيون أهدى من أولئك القوم الذين أنعم الله عليهم ؟؟؟ أم أرادوا أن يعيدوا تاريخ الكنيسة في الإسلام ، ويزعموا الزعامة الدينية ، ويتولوا وظيفة التشريع والهدى »[المقالات (1/68) ]. وقد كتب في إبطال بدعهم مقالات كثيرة منها بدعة الطرائق في الإسلام في ثلاثة أعداد ، ومنها مقال «من غشنا فليس منا أيها الطرقيون » كشف لنا فيه عن تآمر الطرقية مع الاستعمار فقال :« وإن مؤامرات تحاك في الخفاء ضد هذه الأمة ، والمتآمران هما الحليفان على الكيد للجزائر ؛ الاستعمار والطرقية، وعلام يتآمرون على الإسلام الخصم الألد للاستعمار والطرقية في هذه الديار … »[المقالات (1/210) ].
الإصلاح والعمل السياسي
قال رحمه الله : «لست أعرف ابتداءه تاريخيا ( يعني الانحطاط ) ولكني أستطيع أن أحدده بظهور آثار التغير في هذه الأمة، وأزعم أنه يبتدئ من يوم أضاع الناس السنة المحمدية وركنوا إلى بدع الرجال التي صرفتهم عن التربية المحمدية والأخلاق الإسلامية، وظهر في الشعب رؤساء ينسبون إلى الدين ، فكان وجودهم سببا في انقسام في الوحدة ، واختلاف في الكلمة ، وذيوع الأهواء ، وتُحيِّز جماعات الأمة إلى نزاعات تفت عضد الوحدة المقصودة للدين، حتى أصبح الحب والبغض ليسا في الله كما هي القاعدة الدينية ، واتخذ الناس رؤساء جهالا بدعيين يعدونهم من أولياء الله وخواص عباده المقربين عنده ، ففتنت بهم جهلة الأمة وأشباه الجهلة ، فنصروهم على عماية واتبعوهم على غواية وصار الدين ألعوبة في يد هؤلاء الرؤساء وأتباعهم»[المقالات (2/34)]. وصرح الشيخ التبسي أن سبيل السياسة سبيل فاشل، وأن دواء الأمة هو الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وأنه لا دواء نافع سواه ، فقال :« و ها هي السياسة قد خابت وخاب السياسيون ، وخابت الآمال على تلك السياسة، وخبنا فيما نرجوه لإصلاح حالتنا …و ها نحن قد التمسنا مجموعة من الأدوية وجماعات من الأطباء فلم نشف من أمراضنا، ولم نبرأ من أسقامنا ، ولم تعد إلينا صحتنا ، فهل من دواء لأمراضنا ؟…نعم الدواء لأمراضنا والترياق المجرب لأمراضنا واحد لا ثاني له ، وما ذلك الدواء إلا عودتنا تائبين إلى العمل بشريعتنا الإسلامية المعصومة الكفيلة بإسعاد هذا الفرد الشقي وإصلاحه من جميع نواحيه ، ومداواته من كل أمراضه، كما داوته يوم فسد قبل الآن بأربعة عشر قرنا . واسألوا التاريخ أيها المرتابون عن ذلك إن كنتم في ريب من هذه الحقيقة ؛ الشريعة الإسلامية المحصورة في كتاب الله وسنة رسوله وفهوم السلف الصالح لهما دواء للإنسانية في فردها وجماعتها »[المقالات (2/69)].
موقفه من تدخل الحكومة في الشؤون الإسلامية
ومن مواقفه الجريئة ما نشر من مقالات يطالب فيها بمنع تدخل الحكومة الفرنسية في شؤون المساجد ، وذلك لتبقي المساجد لله لإقامة شعائر الدين وللتعليم العربي والإسلامي ، ولكي لا تصير المساجد وأوقافها خادمة للحكومة وسياستها، ومما قاله في هذا المعنى :« والباقية[أي المساجد] على ملك الحكومة التي تعمرها بموظفين منفذين لسياستها وما ترمي إليه ، المختارين منها بسلوكهم وتفانيهم وطاعتها لا في طاعة الله ، فإن الإسلام الحقيقي لا تقام شعائره الدينية فيها، ولا تقرأ علومه الإسلامية النافعة ، ولا يرخص لعامة المسلمين وخاصتهم أن يكونوا أحرارا في تلك المساجد ، التي بصفتها بيوتا لله أذن لعباده أن يكونوا فيها متساوين ، ومن قبل فيها ما تشاؤه الحكومة لا يشاؤه الله ، فإنه اتبع غير سبيل المؤمنين وتسقط عدالته ، وهو ممن قال الله فيهم: منكم من يريد الدنيا »[المقالات (2/108)].
موقفه من فكرة الإسلام الجزائري
ومن الأفكار التي روجها الاستعمار ولا زالت رائجة إلى اليوم فكرة الإسلام الجزائري ، التي أرادت من خلالها تشويه دعوات الإصلاح باعتبارها دعوات وافدة وليست أصيلة ، وقد أنكر الشيخ هذه الفكرة إنكارا شديدا ونسبها إلى مصدرها وكشف عن الشر المختفي وراءها، وكان مما كتبه في نقدها قوله رحمه الله [المقالات (2/104)]:« الإسلام الجزائري في حقيقته ترتيب سياسي من تراتيب أنظمة الاستعمار في الجزائر ، ومعابده نوع من الإدارة الفرنسية ، وموظفوه فوج من أفواج الجندية الاستعمارية ، وأمواله قسم من أموال الدولة . ذلك هو الدين الجزائري الذي تبغيه فرنسا ولا تبغي الإسلام الحقيقي دين الله ولا تأذن له بالاستقرار في الجزائر ».
دفاعه عن السلفية والسلفيين
كتب بعض الطرقيين مقال ينتقص السلفيين ودعوتهم وألزمهم أن يكون مثل الصحابة وإلا كانت دعواهم غير صحيحة ودعوتهم باطلة ، فتصدى للرد عليه الشيخ رحمه الله وكان مما قاله :« وهذه الطائفة التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف وأرجوا أن تكون ممن عناهم حديث مسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) الحديث . فقد وُفقوا لتقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين ، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ، ويرون أنه لا أسوة إلا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أو من أمرنا بالإتساء به ، فلما شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نسبوا أنفسهم إليهم ، ولم يدع أحد منهم أنه يدانيهم فيما خصهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم ». وقال أيضا :« أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد، وأحدثوا تحريفا ، ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم ، وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة ، ونقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم »[المقالات (1/109،115)].
تضحيته في مجال الدعوة إلى الله
أما تضحية هذا الإمام فلا تحتاج إلى وصف ، فأعماله التي نقلت إلينا عناوينها دالة على ذلك وشاهدة ، قال الشيخ يوما مخاطبا إدارة الجمعية : «فلتكن الأخوة رائدنا وليكن الإخلاص رابطنا ، ولتكن النزاهة شعارنا ، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد ، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية ، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت ، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد »[المقالات (1/202)]. وكان الشيخ قد اعتقل عدة مرات وسجن إثر حوادث 8ماي 1945، وبقي مدة تحت الإقامة الجبرية في "مشرية" وغيرها حتى أفرج عنه في ربيع 1946م، ولم يثن ذلك من عزيمته ولا أنقص من عمله، وقد كان مثالا يقتدي به إخوانه ويتصبرون به، وكان مما قاله في يوم افتتاح معهد ابن باديس في كلمة ألقاها على مسامع المشايخ والمعلمين : «أيها الإخوان إن التعليم بوطنكم هذا في أمتكم هذه ميدان تضحية وجهاد ولا مسرح راحة ونعيم ، فلنكن جنود العلم في هذه السنة الأولى ولنسكن في المعهد كأبنائنا الطلبة، ولنعش عيشهم ، عيش الاغتراب عن الأهل ، فانسوا الأهل والعشيرة ولا تزورهم إلا لماما ، أنا أضيقكم ذرعا بالعيال وعدم وجود الكافي ، ومع ذلك فها أنا فاعل فافعلوا وها أنا ذا بادئ فاتبعوا »[المقالات (2/217)]. وقد حكى الشيخ الإبراهيمي أن التبسي لم يكن يرضى أن يأخذ مقابلا على أعماله قال : « أما هو فلم يزل مصرا على التبرع بأعماله خالصة لله وللعلم»[الآثار (2/132)].
موقفه من الجهاد ضد فرنسا
يقول أحمد الرفاعي :« سمعت من الشيخ الطاهر حراث رحمه الله وغيره أن الكثيرين من أصدقاء الإمام رحمه الله حاولوا إقناعه بالخروج من الجزائر بعد أن أصبح هدفا ضخما وواضحا لغلاة المعمرين ، فكان جوابه دائما: إذا كنا سنخرج كلنا خوفا من الموت فمن يبقى مع الشعب ؟». بل نقل آخرون عنه أنه قال: « لو كنت في صحتي وشبابي ما زدت يوما واحدا في المدينة ، ولأسرعت إلى الجبل فأحمل السلاح وأقاتل مع المجاهدين ». وظل في دروسه يحث على الجهاد بأسلوب حكيم ، وقد نقل الشيخ عبد اللطيف سلطاني أنه تلقى في أول أفريل 1957م رسالة كتب فيها: « إلى الشيخ العربي التبسي نطلب منك أن تخرج من الجزائر حينا قبل أن يفوت الوقت ». فحاول إقناعه بأن يعمل بها فأبى واختار البقاء ، كما ذكرنا لتخطفه الأيادي الغادرة الأثيمة.
وفاته
حادث الاختطاف
قد علم المستعمرون أن الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له، فأرسلوا إليه عن طريق إدارتهم في الجزائر عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره ولدراسة إمكانية وقف إطلاق النار، فاستعملوا معه أساليب مختلفة من ضمنها أسلوب الترغيب والترهيب، وكان جواب الشيخ دائما إن كنتم تريدون التفاوض فالمفاوض الوحيد هو جبهة التحرير، ذلك أنه شعر بأن مقصودهم هو تفكيك الصفوف، وربح الوقت والحد من حدة المواجهة العسكرية ليس إلا، وبعد رفضة المستمر للتفاوض باسم الأمة، رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلص منه، ولم يستحسنوا اعتقاله أو قلته علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمر، فوجهوا إليه تهديدات عن طريق رسائل من مجاهيل تأمره بأن يخرج من البلاد، وبعد أن أصر الشيخ على البقاء ، ويئس الكفار منه قاموا باختطافه بطريقة جبانة، ننقل وصفها من بلاغ نشرته جمعية العلماء المسلمين في البصائر بمناسبة حادث الاختطاف :« وفي مساء يوم الخميس 4رمضان 1376-4أفريل 1957، وعلى الساعة الحادية عشر ليلا اقتحم جماعة من الجند الفرنسي التابعين لفرق المظلات –المتحكمين اليوم في الجزائر – سكنى فضيلة الأستاذ الجليل العربي التبسي ، الرئيس الثاني لجمعية العلماء ، والمباشر لتسيير شؤونها ، وأكبر الشخصيات الدينية الإسلامية بالجزائر ، بعد أن حطموا نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت الشقة التي يسكن بها بحي بلكور طريق التوت …وكانوا يرتدون اللباس العسكري الرسمي للجيش الفرنسي … وقد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له ، وقد اشتد عليه منذ أوائل شهر مارس …فلم يراعوا حرمته الدينية ، ولا سنه العالية، ولا مرضه الشديد ، وأزعجوه من فراش المرض بكل وحشية وفظاظة ، ثم أخذوا في التفتيش الدقيق للسكن …ثم أخرجوه حاسر الرأس حافي القدمين …ولكن المفاجأة كانت تامة عندما سئل عنه في اليوم الموالي بعده في الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والشرطية والعدلية ، فتبرأت كل إدارة من وجوده عندها أو مسؤوليتها عن اعتقاله أو من العلم بمكانه».
اختلف المؤرخون في الجهة الاستعمارية المختطفة له وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي رحمه الله، وحكى الباحث أحمد عيساوى حكاية أسندها عن المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم جوادي البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي :» وقد تكفل بتعذيبه الجنود السنغاليون والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر "لاقايارد"-قائد فرقة القبعات الحمر-، وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعدت للشيخ بقرة كبيرة مليئة بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب، ثم طلب منهم لاقايارد حمل الشيخ العربي ..فحمله أربعة من الجنود السنغاليين وأوثقوا يديه ورجليه ثم رفعوه فوق البقرة المتأججة وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب ، والشيخ يردد بصمت وهدوء كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم وضع قدميه في البقرة المتأججة فأغمي عليه ..ثم أنزل شيئا فشيئا إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخر وتلاشى « [الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (131-132)]. فرحمه الله رحمة واسعة، وهو إن شاء الله ممن صدق ما عاهد الله عليه وقضى نحبه وما بدل تبديلا.
من ثناء أهل العلم والفضل عليه
1-قال الشيخ ابن باديس :» الأستاذ العربي بن بلقاسم التبسي ، هذا رجل عالم نفاع قصر أوقاته ببلدة تبسة على نشر العلم الصحيح وهدي العباد إلى الدين القويم ، فقد عرف قراء الشهاب مكانته بما نشرنا له ، وخصوصا مقالاته الأخيرة " بدعة الطرائق في الإسلام " ولأول مرة زار هذا الأستاذ قسنطينة فرأينا من فصاحته اللسانية ومحاجته القوية مثل ما عرفناه من قلمه ، إلى أدب ولطف وحسن مجلس طابت له المنازل ورافقته السلامة حالا ومرتحلا».
2-قال الشيخ الإبراهيمي :« مدير بارع ومرب كامل ، خرجته الكليتان الزيتونة والأزهر في العلم، خرجه القرآن والسيرة النبوية في الدين الصحيح والأخلاق المتينة ، وأعانه ذكاؤه وألمعيته على فهم النفوس ، وأعانته عفته ونزاهته على التزام الصدق والتصلب في الحق وإن اغضب جميع الناس ، وألزمته وطنيته الصادقة بالذوبان في الأمة والانقطاع لخدمتها بأنفع الأعمال ، وأعانه بيانه ويقينه على نصر الحق بالحجة الناهضة ومقارعة الحجة بالحجة ومقارعة الاستعمار في جميع مظاهره»(2/218).
3-قال الشيخ أحمد حماني:« وقد كان عالما محققا ومدرسا ناجحا ومربيا مقتدرا وكاتبا كبيرا يمتاز بأسلوبه العلمي بالعمق والمتانة ودقة المعلومات ، لكنه لم يترك آثارا كثيرة لاشتغاله -طول حياته- بالتدريس ، وما تركه من آثار يبرهن على مكانته العالية في الكتابة ، وكما كان كاتبا كان خطيبا مصقعا ، ومحدثا لبقا ومحاورا ماهرا، يمتاز بحضور البديهة والمقدرة على الإقناع القلبي والفكري وحسن البديهة ، وله فيها أمثلة رائعة » [صراع بين السنة والبدعة (2/57)].
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه سبحانه ، وأن ينفعنا به وسائر طلبة العلم السلفيين، وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك .
كلمات منيرة للشيخ التبسي
قال رحمه الله في معرض الرد على بعض الطرقيين: ((أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد وأحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم )) (المقالات1/115).
وقال: "إن الأمة الجزائرية كغيرها من الأمم الإسلامية، أسباب التأخر فيها لا ترجع إلى عهد قريب وإلى سبب مباشر غير مخالفة الذين الذي بناه رب العزة في أحكم نظام وأمتن أساس )) (المقالات 2/ 41).
وقال رحمه الله: ((لست أعرف ابتداءه تاريخيا (يعني الانحطاط) ولكني أستطيع أن أحدده بظهور آثار التغيير في هذه الأمة، وأزعم أنه يبتدئ من يوم أضاع الناس السنة المحمدية وركنوا إلى بدع الرجال التي صرفتهم عن التربية المحمدية والأخلاق الإسلامية، وظهر في الشعب رؤساء ينسبون إلى الدين، فكان وجودهم سببا في انقسام الوحدة واختلاف الكلمة وذيوع الأهواء، وتحيز جماعات الأمة إلى نزاعات تفت عضد الوحدة المقصودة للدين، حتى أصبح الحب والبغض ليسا في الله كما هي القاعدة، واتخذ الناس رؤساء جهالاً بدعيين يعدونهم من أولياء الله وخواص عباده المقربين عنده، ففتنت بهم جهلة الأمة وأشباه الجهلة، فنصروهم على عماية واتبعوهم على غواية، وصار الدين ألعوبة في يد هؤلاء الرؤساء وأتباعهم )) (المقالات 2/ 34).
ومما قاله في خصوص فهم السلف الصالح:
((بهذا الأصل صار الذين لا يمكن أن يؤخذ بحكم العوائد والمحاكاة، ولا تعلمه من الجاهلين، وإنما يؤخذ حقا تعلما عن أهل العلم الحقيقيين الذين يستمدون فهو مهم من عناصر الدين الأولية التي هي الكتاب والسنة على مقتضى فهوم الأولين من علماء الإسلام الذين إذا تكلموا على العقائد بينوها وبينوا مآخذها وأدلتها، وشرحوا ما أذن لهم شرحه وتوقفوا فيما لا مجال للعمل فيه أو ردوه إلى ما وضح معناه وظهر مغزاه )) (المقالات 2/ 27).
ومما قاله وهو يتألم لحال الأمة المزري: ((بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه، الذي أمر بالجماعة وحث عليها بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله. والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرءاً مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة؛ لكان له عند الله العذر. أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة؟.... )) (المقالات 1/ 61).
وقال يوما مخاطبا أعضاء جمعية العلماء المسلمين: ((فلتكن الأخوة رائدنا، وليكن الإخلاص رابطنا، ولتكن النزاهة شعارنا، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد)) (المقالات 1/ 202).
مـــــولده
ولد عام 1889م في قرية (أولاد ابراهم)برأس الوادي قرب ولاية( برج بوعريريج ).
تلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه ؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة
مــــشواره العلمي و الأدبي
غـادر الجزائر عام 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز ، وتابع تعليمه في المدينة ، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1913 ، غادر الحجاز عام 1916 قاصداً دمشق، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تعـريـب الإدارات الحكومية، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويـتـذكـرهـم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قـريــر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئــك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مــا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
• في عام 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر ، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة (سطيف) ، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فـكــرة إقامة جمعية العلماء ، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها ، وانــتــدب مـن قِـبـل الجمعية لأصعب مهمة وهى نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة ، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهــو الأديـــب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهى واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقـامــت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فـيـها إبعاد الشيخ الإبراهيمي ، ولكن الشيخ استمر في نشاطه ، وبرزت المدارس العربية في وهران.
• وفي عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح) ؛ فنفته فرنسا إلى بلدة (أفلو) الصحراوية ، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة (البصائر) للصدور ، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
وفــــــاته
تُوفي - رحمه الله - يوم الخميس في العشرين من أيار (مايو) عام 1965. بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
سحر الجزائر
2010-02-13, 15:19
بارك الله فيك و في والدينا و والديك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الاحبة ورحمة الله وبركاته
*** بوركت أخي الكريم على هذا الموضوع المفيد***
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي على هذا الموضوع
حمـ 0418 ــزة
2010-02-16, 11:58
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي لدي سؤال بسيط
هل تملك معلومات عن الشيخ أحمد الحبيباتني؟
سلام
سلام
http://alraed-sd.com/portal/thumbnail.php?file=mohd_
(1889-1965 م) من أعلام الفكر و الأدب في الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1)
زمـيـل ابن باديس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3) في قيادة الحركة الإصلاحية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8% A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8 A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1 %D9%8A%D8%A9&action=edit) ، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D 9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) ، ورفيق نضاله لتحرير عقل المسلم من الخرافات والبدع.
مولده
ولد عام 1889م في قرية (سيدي عبد الله) من نواحي سطيف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%81). تلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه ؛ فحفظ القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) ودرس بعض المتون في الفقه (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87&action=edit) واللغة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9)
مشواره العلمي و الأدبي
غـادر الجزائر عام 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2) ، وتابع تعليمه في المدينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9) ، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1913 ، غادر الحجاز عام 1916 قــاصــداً دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تــعـريـــب الإدارات الـحـكـومــيــة، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويـتـذكــرهــــم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريــــر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئـــك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مــــا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
· فى عام 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر ، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة (سطيف) ، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فــكــرة إقامة جمعية العلماء ، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها ، وانــتــدب مـــن قِـبـل الجمعية لأصعب مهمة وهى نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة ، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهــو الأديـــب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهى واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقـامــت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فـيـها إبعاد الشيخ الإبراهيمي ، ولكن الشيخ استمر في نشاطه ، وبرزت المدارس العربية في وهران.
· وفي عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح) ؛ فنفته فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7) إلى بلدة (أفلو) الصحراوية ، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة (البصائر) للصدور ، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم ، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم ، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر - كالانتخابات - فلم تستجب لهم ، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).
ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ، ولا دخيلة ، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها ، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر ، طويلة الأفنان في المستقبل" (2).
واهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة. عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر ، وأمّ المصلين في مسجد (كتشاوة) الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة ، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال ؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
وفاته
تُوفي - رحمه الله - يوم الخميس في العشرين من أيار (مايو) عام 1965. بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
الهوامش
· 1 - د.الخطيب: جمعية العلماء ، ص155.
· 2 - المصدر السابق ، ص156.
المصدر
· مجلة البيان (http://www.albayan-magazine.com/) / عدد 13
الروابط
· محمد البشير الإبراهيمي (الشيخ المجاهد بلسانه وقلمه) (http://www.awu-dam.org/book/00/study00/238-a-k/book00-sd011.htm)
· محمد البشير الإبراهيمي.. المسيرة والجهود (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article29a.shtml)
· الشيخ البشير الإبراهيمي (http://www.aldawah.net/dawah/shkseyat/albasher.doc) (ملف MS-WORD)
البشير الإبراهيمي داعية الإسلام في الجزائر (http://ikhwanonline.net/Article.asp?ID=2801&SectionID=455)
http://www.djelfa.info/vb/www.zuhlool.org/images/2/2a/Bachir.jpg
http://www.djelfa.info/vb/www.aljazeeratalk.net/.../24318/1228420570.jpg
http://www.djelfa.info/vb/www.rayatalislah.com/.../kalimet-el-ibrahimi.jpg
NEWFEL..
2010-03-06, 18:06
بارك الله فيك
عمي صالح
2010-03-08, 17:36
http://3ashegaldam3ah.jeeran.com/%d8%b4%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%8b%20%d9%84%d8%a5%d8%a 8%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa%d9%83.gifاسم جامع في بوسعادة هاااااااااااااااااااااااايل
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جازاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
toufik626
2010-03-18, 19:06
ار يد تصحيح شىء ما وهو ان البشير الابراهيمي ولد بمدينة راس الوادى بالضبط في قرية اؤلاد براهم...... وليس بسطيف......
شكرا لك اخي الفاضل وانا اسف ارتكبي خطأ من فضلكم تقبلوا اعتذاري
ها هو مولده ولد في 14 جوان عام 1889م في قرية (أولاد إبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A5%D8%A8%D8%B1% D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85)) برأس الوادي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A3%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AF% D9%8A) قرب ولاية (برج بوعريريج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D8%AC_%D8%A8%D9%88%D8%B9%D8%B1%D9%8A% D8%B1%D9%8A%D8%AC)).
وشكرا
كتاب آثار محمد البشير الابراهيمي.......تحفة فنية أدبية خالدة.......رحم الله الشيخ
http://www.megaupload.com/?d=8DQMLMC1
لاتبخلوا بالـــــــــــــــــــــرد
ميلود الأسمر
2010-03-21, 13:43
جزاك الله خيرا
NEWFEL..
2010-03-21, 17:01
بارك الله فيك
harichane
2010-03-21, 17:11
http://forum.net.edu.sa/forum/uploaded/2974_11232472113.gif
أبوطه الجزائري
2010-03-21, 17:54
رحم الله الشيخ الابراهيمي و سائر رواد جمعية العلماء
جزاك الله خيرا اخي الكريم ...
حفظكم الله تعالى و رعاكم ...
شكرا جزيلا ...
toha4580
2010-03-22, 12:41
جزاك الله خيرا
امين الاسلام
2010-03-30, 00:01
شكرا على الموضوع .بارك الله فيك
http://www.s3udy.net/pic/decoration003_files/55.gif
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي(1889-1965 م) من أعلام الفكر و الأدب في الجزائر
زمـيـل ابن باديس في قيادة الحركة الإصلاحية ، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء ، ورفيق نضاله لتحرير عقل المسلم من الخرافات والبدع.
مولده
ولد عام 1889م في قرية (أولاد ابراهم)برأس الوادي قرب ولاية( برج بوعريريج ). تلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه ؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة
مشواره العلمي و الأدبي
غـادر الجزائر عام 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز ، وتابع تعليمه في المدينة ، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1913 ، غادر الحجاز عام 1916 قــاصــداً دمشق، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تــعـريـــب الإدارات الـحـكـومــيــة، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويـتـذكــرهــــم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريــــر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئـــك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مــــا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
في عام 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر ، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة (سطيف) ، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فــكــرة إقامة جمعية العلماء ، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها ، وانــتــدب مـــن قِـبـل الجمعية لأصعب مهمة وهى نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة ، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهــو الأديـــب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهى واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقـامــت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فـيـها إبعاد الشيخ الإبراهيمي ، ولكن الشيخ استمر في نشاطه ، وبرزت المدارس العربية في وهران.
وفي عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح) ؛ فنفته فرنسا إلى بلدة (أفلو) الصحراوية ، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة (البصائر) للصدور ، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم ، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم ، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر - كالانتخابات - فلم تستجب لهم ، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).
ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ، ولا دخيلة ، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها ، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر ، طويلة الأفنان في المستقبل" (2).
واهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة. عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر ، وأمّ المصلين في مسجد (كتشاوة) الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة ، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال ؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
وفاته
تُوفي - رحمه الله - يوم الخميس في العشرين من أيار (مايو) عام 1965. بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
لتفاصيل وتعمق أكثر في حياة الشيخ..
تفضل
http://www.megaupload.com/?d=X464FPHY
http://www.s3udy.net/pic/thankyou001_files/4.gif
زهرة الجزائر 07
2010-04-13, 17:09
بارك الله فيك اخي
بارك الله فيك اخي على الموضوع المميز
رحمه الله
مشكوور اخي
رحمه الله تعالي
بارك الله فيك
كتاب آثار محمد البشير الابراهيمي.......تحفة فنية أدبية خالدة.......رحم الله الشيخ
http://www.megaupload.com/?d=8dqmlmc1
لاتبخلوا بالـــــــــــــــــــــرد
شكرا لك اخي و بارك الله فيك وجزاك خيرا في ميزان الحسنات
[
http://forum.net.edu.sa/forum/uploaded/2974_11232472113.gif
شكرا لك على هذه الكتابة الجميلة ورائع وجزاك الله خيرا
[quote=ميلود الأسمر;2509246]جزاك الله خيرا
وفيك ياخي وشكرا لك على مرورك الطيب
بارك الله فيك
وفيك ياخي وشكرا لك على مرورك الطيب
http://forum.net.edu.sa/forum/uploaded/2974_11232472113.gif
شكرا لكي اختي على هذه الكتابة الجميل والرائعة وشكرا لكي لمرورك الطيب
رحم الله الشيخ الابراهيمي و سائر رواد جمعية العلماء
جزاك الله خيرا اخي الكريم ...
حفظكم الله تعالى و رعاكم ...
شكرا جزيلا ...
لاشكر على واجب لان الشيخ البشير الابرهيمي وامثال هم ابطال هذا البلاد العزيز لانه حرر الشعب الجزئري من الجهل والتخلف وحاولوا ان يفكوا قيود الجزائر من الاستعمار الفرنسي
جزاك الله خيرا
وفيك ياخي وشكرا على مرورك الطيب
شكرا على الموضوع .بارك الله فيك
لا شكرا على الواجب وجزاك الله خيرا في ميزان الحسنات
رحمه الله تعالي
بارك الله فيك
رحمة الله عليه ويجب ان نتذكره لانه قدوة لنا وشكرا لكي على مرورك الطيب
رحمه الله برحمته الواسعة فهو أمير الفصاحة والبيان بوركتم وجزيتم كل الخير على إنتقائكم ومجهودكم ونفعكم به وكان من بين وصاياه للشباب
يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».
شكرا لكي على هذه المعلومة القيمة والمفيدة واتمنى ان تحقق وصية الشيخ محمد بشير الإبرهمي و علامة عبد الحميد بن باديس وذلك باقتداء بهما و جزاك الله خيرا في ميزان الحسنات
رحمه الله برحمته الواسعة فهو أمير الفصاحة والبيان بوركتم وجزيتم كل الخير على إنتقائكم ومجهودكم ونفعكم به وكان من بين وصاياه للشباب
يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».
للأمانة هذا البحث كما أشرت فيه هو مقتبس
لا أحب أن أكون من من قال فيهم الله عز وجل (يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلو )
من عادتي حين أدخل مقهى الانترنت أبحث في الملفات علني أجذ شئ مهم
وهذا الموضوع مما وجدت وشكرا لمن مر من هنا
NEWFEL..
2010-04-18, 07:37
بارك الله فيك .....................
امبراطور البحر1
2010-04-19, 12:45
لم توهب أرض في القارات الخمس , مثلما ما وهبته الجزائر من الرجال و العظماء الذين أصبح كل واحد منهم مدرسة بل جامعة في المعارف والعلوم ..و لعل أبرز و أهم شخصية إصلاحية والتي لعبت دورا كبيرا في ترسيخ إسلامية الجزائر و عروبتها هو الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى , الذي ولد بتاريخ 19 تموز - جويلية 1889 في منطقة رأس الوادي في منطقة " سطيف " التي شهدت المجزرة الفرنسية المقيتة عقب إنتصار فرنسا على النازية الألمانية , حيث كان سكان قالمة و سطيف وخراّطة ينتظرون أن يرفرف علم بلادهم الجزائر على مباني السيادة , فإذا بالدبابات الفرنسية تحصد رؤوس الأحرار الذين طالبوا فرنسا بالإيفاء بوعدها الذي قطعته على نفسها بأن الجزائريين سيحصلون على إستقلالهم إذا ساعدوا فرنسا الغازية على دحر النازية . تعلّم في ولاية سطيف على يد والده وعمه مبادئ الفقه والأصول والنحو و التفسير وهي مقدمات العلوم الشرعية ، و كان المحصلّون للعلوم الشرعية لا يكتفون بما يتعلمونه في كنف الزوايا الجزائرية التي خرجّت آلاف العلماء الأجلاّء , وكانوا يشدون الرحال إلى حاضرة الزيتونة في تونس أو جامع القرويين في المغرب او الأزهر في مصر , و كان التوجّه إلى الحجاز يمثل الذروة بالنسبة لطالب العلم , لأنه سيجاور خير البرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام . في سنة 1911 رحل محمد البشير الإبراهيمي إلى الحجاز وإستقر بالمدينة المنورة , و فيها أبحر في كل المعارف الإسلامية في اللغة والبلاغة و النحو والصرف والفقه و الحديث و الرجال والتفسير و القراءات , و كان يخزّن كل ما كان يسمعه من مشايخه في ذهنه لتيقنه أن الجزائر التي تتعرض لأكبر غزوة مسخ فرانكفونية و فرانكوفيلية ستحتاج إلى كل حرف عربي يتعلمه , و إلى كل آية قرآنية يتفتق ذهنه على إدراك معناها وفحواها وسبب نزولها . وعندما قصد علاّمة الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس المدينة المنورة إلتقى بالشيخ البشير الإبراهيمي و تدارسا سوية وضع الشعب الجزائري في ظل الهيمنة الفرنسية المقيتة , و توافقا على أن السلاح الأول الذي يجب أن يتسلحّ به الإنسان الجزائري هو العلم ..
وعندما شعر الشيخ البشير الإبراهيمي أنه تزودّ من أساسيات العلوم الشرعية و اللغوية و النحوية و الفقهية , ترك المدينة المنورة و إستقر في العاصمة السورية دمشق في العام 1916 , و هناك وطدّ علاقاته بعلماء الشام الذين يعرفون جيدا من تكون الجزائر و من يكون علماء الجزائر , و قد إستضافوا بالأمس فارس وهران الأمير عبد القادر الجزائري والذي أصبح منارة للعلوم و العرفان في بلاد الشام . ساهم وهو في بلاد الشام في تأسيس المجمع اللغوي الذي حافظ على روعة اللغة العربية و الذي حاول ووفق مبدأ الإشتقاق أن يضع ألفاظا للدخيل الأجنبي , وقد قدم في سبيل ذلك إجتهادات إعترف له بالتفوق لاحقا طه حسين في المجمع اللغوي المصري عندما قال إنّ من أراد أن يستمع إلى زلال اللغة العربية فلينصت إلى الشيخ البشير الإبراهيمي . وعن إقامته الدمشقية قال : ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريـر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مـا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
غادر الشيخ البشير الإبراهيمي دمشق متوجها إلى الجزائر في العام 1920 , و إختار مسقط رأسه منطقة سطيف منطلقا لبداية التأسيس للنهضة العلمية و الثقافية و نشر تعاليم الإسلام و اللغة العربية ..و قد كرسّ كل حياته ووقته لمصارعة الخطط الإستعمارية الفرنسية التي كانت تهدف إلى تذويب الشخصية الجزائرية و إستئصال الإسلام و اللغة العربية من الواقع الجزائري ..و كان رحمه الله يؤمن أن نهضة الجزائر علميا و ثقافيا ليست مهمة فردية بل هي مهمة جماعية يضطلع بها المنافحون عن حرمات الجزائر الثقافية و المدافعون عن كرامتها الإسلامية , فقررّ مع العلامة عبد الحميد بن باديس أن يعمل ضمن إطار ثقافي وفكري و نهضوي فكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في سنة 1931 وعيّن العلامة بن باديس رئيسا لها والعلامة الإبراهيمي نائبا للرئيس ، و تزامن ذلك مع إشرافه على مدرسة دار الحديث بمنطقة تلمسان.
الإستعمار الفرنسي الذي يعتبر الثقافة الإسلامية و العربية أخطر عليه من القنابل الفتاكة المخترعة حديثا من قبل الألمان , كان يرصد المشهد الجزائري بعناية و دقة , فأعتبر البشير الإبراهيمي خطرا على الأمن الثقافي الفرنسي و الذي في نظر الإستراتيجيين الفرنسيين سيجهز على كل ما صنعته فرنسا في الجزائر , فقام بإعتقال الإبراهيمي ونفيه إلى ولاية الأغواط . ولأن الشعب الجزائري العظيم كان متعلقا برموزه و أدلائه إلى طريق الكرامة والعزة والتحرير , فقد عينّ الإبراهيمي
رئيسا لجمعية العلماء بعد وفاة بن باديس رحمه الله . أطلق الجيش الفرنسي سراحه سنة 1943 ، و أعتقل ثانية بعد مذابح الجيش الفرنسي في حق الشعب الجزائري في 08 آيّار – مايو 1945 . لم يكتف الشيخ البشير الإبراهيمي بالوعظ والإرشاد و النصح والخطب المنبرية و إصلاح ذات البين والإفتاء , بل كان صحفيا لا يشّق له غبار , طوعّ اللفظة العربية و أرسلها في كل التراكيب البلاغية التي تخدم فكرته التي كانت ناصعة نصاعة بيانه .
أيدّ الشيخ البشير الإبراهيمي الثورة الجزائرية المقدسة و إعتبرها خارطة الطريق الوحيدة و الأحدادية لإخراج الجزائر من الإستعباد الكولونيالي الفرنسي , و أصدر وهو في القاهرة هو و الشيخ الورتلاني بيانا واضح المعالم جاء فيه : بإسم الله الرحمان الرحيم
أيها المسلمون الجزائريون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وأحياكم، وأحيا بكم الجزائر، وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها. هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم ، وهذا هو الدواء الذي يفتح الأعين المغمضة، وهذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة، وهذا هو المنطلق الذي يقوم القلوب الغلف، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام.
كان العالم يسمع ببلايا الإستعمار الفرنسي لدياركم ، فيعجب كيف لم تثوروا، وكان يسمع أنينكم وتوجعكم منه ، فيعجب كيف تؤثرون هذا الموت البطيئ على الموت العاجل المريح ، وكانت فرنسا تسوق شبابكم إلى المجازر البشرية في الحروب الإستعمارية ، فتموت عشرات الآلاف منكم في غير شرف ولا محمدة ، بل في سبيل فرنسا، وتوسيع ممالكها، وحماية ديارها، ولو أن تلك العشرات من الآلاف من أبنائنا ماتوا في سبيل الجزائر، لماتوا شهداء، وكنتم بهم سعداء
أيها الإخوة الجزائريون
أذكروا غدر الإستعمار ومماطلته.
إحتلت فرنسا وطنكم منذ قرن وربع قرن ، وشهد لكم التاريخ ، بأنكم قاومتموها مقاومة الأبطال، وثرتم عليها مجتمعين ومتفرقين نصف هذه المد ة. فما رعت في حربها لكم دينا ولا عهدا، ولا قانونا ولا إنسانية ، بل إرتكبت كل أساليب الوحشية من تقتيل النساء والأطفال والمرضى، وتحريق القبائل كاملة ، بديارها وحيواناتها وأقواتها .
ثم حاربتم معها وفي صفها، وفي سبيل بقائها نصف هذه المدة، ففتحت بأبنائكم الأوطان وقهرت بهم أعداءها، وحمت بهم وطنها الأصلي، فما رعت لكم جميلا ، ولا كافأتكم بجميل ، بل كانت تنتصر بكم ثم تخذلكم ، وتحيا بأبنائكم ثم تقتلكم كما وقع لكم معها في شهر مايو سنة1945م ، وما كانت قيمة أبنائكم الذين ماتوا في سبيلها وجلبوا لها النصر، إلا أنها نقشت أسماء بعضهم في الأنصاب التذكارية، فهل هذا هو الجزاء؟
طالبتموها بلسان الحق والعدل والقانون والإنسانية ، من أربعين سنة ، بأن ترفق بكم، وتنفس عنكم الخناق قليلا ، فما إستجابت ، ثم طالبتموها بأن ترد عليكم بعض حقوقكم الآدمية ، فما رضيت، ثم طالبتموها بحقكم الطبيعي، يقركم عليه كل إنسان ، وهو إرجاع أوقافكم ومعابدكم وجميع متعلقات دينكم ، فأغلقت آذانها في إصرار وعتو، ثم ساومتموها على حقوقكم السياسية بدماء أبنائكم الغالية التي سالت في سبيل نصرها، فعميت عيونها عن هذا الحق، الذي يقرره حتى دستورها، ثم هي في هذه المراحل كلها سائرة في معاملتكم من فظيع إلى أفظع.
أيها الإخوة الجزائريون الأبطال
لم تبق لكم فرنسا شيئا تخافون عليه ، أو تدارونها لأجله ، ولم تبق لكم خيطا من الأمل تتعللون به. أتخافون على أعراضكم وقد إنتهكتها ؟
أم تخافون على الحرمة وقد إستباحتها، لقد تركتكم فقراء تلتمسون قوت اليوم فلا تجدونه؟
أم تخافون على الأرض وخيراتها وقد أصبحتم فيها غرباء حفاة عراة جياعا ، أسعدكم من يعمل فيها رقيقا زراعيا يباع معها ويشترى، وحظكم من خيرات بلادكم النظر بالعين والحسرة في النفس؟ أم تخافون على القصور، وتسعة أعشاركم يأوون إلى الغيران كالحشرات والزواحف؟ أم تخافون على الدين؟ ويا ويلكم من الدين الذي لم تجاهدوا في سبيله، ويا ويل فرنسا من الإسلام، إبتلعت أوقافه وهدمت مساجده ، وأذلت رجاله، وإستعبدت أهله ، ومحت آثاره من الأرض، وهي تجهد في محو آثاره من النفوس.
أيها الإخوة المسلمون
إن التراجع معناه الفناء. إن فرنسا لم تبق لكم دينا ولا دنيا، وكل إنسان في هذا الوجود البشري، إنما يعيش لدين ويحيا بدنيا، فإذا فقدهما فبطن الأرض خير له من ظهرها. و إنها سارت بكم من دركة إلى دركة، حتى أصبحت تتحكم في عقائدكم وشعائركم وضمائركم، فالصلاة على هواها لا على هواكم، والحج بيدها لا بأيديكم، والصوم برؤيتها لا برؤيتكم، وقد قرأتم وسمعتم من رجالها المسؤولين عزمها على إحداث ( إسلام جزائري ) ومعناه إسلام ممسوخ، مقطوع الصلة بمنبعه في الشرق وبأهله من الشرقيين. إن الرضى بسلب الأموال، قد ينافي الهمة والرجولة، أما الرضى بسلب الدين والاعتداء عليه فإنه يخالف الدين، والرضى به كفر بالله وتعطيل للقرآن. إنكم في نظر العالم العاقل المنصف لم تثوروا، وإنما أثارتكم فرنسا بظلمها الشنيع وعتوها الباغي، وإستعبادها الفظيع لكم قرنا وربع قرن
شكرااااااااااا
بارك الله فيك
الثقافة التاريخية عند الشيخ الإبراهيمي
أ.د. أبو القاسم سعد الله
أصبح من المعروف عند الباحثين والطلبة أن الشيخ محمد البشير الإبراهيمي من أعيان المثقفين العرب والمسلمين في القرن العشرين, وقد تناوله الباحثون في مقالاتهم وفي رسائلهم الجامعية على أنه أديب ولغوي, وأنه فقيه ومصلح, كما درس آخرون مواقفه من القضايا العربية والإسلامية كقضية فلسطين وباكستان وليبيا ومصر واليمن.. ولكننا لا نعرف أن هناك من درسه كعالم بالتاريخ وأحوال الأمم الغابرة والمعاصرة, وأن له رأيا في كتابة التاريخ لم يأت ربما على قلم أو لسان جيله من الأدباء والمصلحين, ولذلك رأينا أن نسلط الضوء في هذه المداخلة على ثقافة الشيخ البشير الإبراهيمي التاريخية, فإلى أي حد يصح قولنا إن الإبراهيمي كان يتمتع بثقافة تاريخية عميقة بل كان له حس تاريخي نادر المثال؟
ونريد أن نبدأ بمصادره من أين استقى الشيخ البشير الإبراهيمي مادته عندما كتب عن القضايا التاريخية ؟ لقد ذكر الكتب التي قرأها أثناء حياته المبكرة, فاكتفى بكتب الأدب ودواوين الشعراء وكتب الفقه والسيرة ومتون اللغة إلى جانب القرآن الكريم والحديث الشريف , بينما لم يذكر أنه قرأ المسعودي والطبري وابن الأثير وابن عبد الحكم , لذلك نعتقد أن مصدره الأساسي في الثقافة التاريخية هو التجربة الشخصية والمطالعة الحرة , فقد عاش مند سنوات المراهقة متنقلا بين عواصم العلم متأملا في أهلها , مخالطا لعلمائها, مطالعا من مكتباتها, وفي هذه الأثناء قرأ الكثير في كتب التاريخ والرحلات والتراجم دون أن يذكر ذلك بالاسم والعنوان إلا نادرا كذكره لابن خلدون وابن الخطيب ورسائل الضابط الفرنسي سان طارنو.
فتح الشيخ البشير الإبراهيمي عينيه على الجزائر وهي تئن تحت وطأة الاستعمار الفكري والسياسي والاقتصادي, في وقت قال عنه الإبراهيمي نفسه إن المقاومة المسلحة قد انتهت خلاله بفعل التعب والإرهاق وبتخاذل أصحاب الضمائر الضعيفة, وتقديم المصالح الذاتية على الوطنية , وخيانة بعض أصحاب الدار, وفي طريقه إلى المشرق مر الإبراهيمي بتونس ونزل بالقاهرة فترة وأقام بمكة والمدينة ودمشق, ثم زار باكستان وأطرافها, وباريس ونواديها ثم سكن مصر وهي في أوج الخصب والعطاء, وهذه العواصم تركت كلها بصماتها على ثقافته سواء في عهد شبابه أو عهد كهولته.
وفي الجزائر حيث قضى أطول مدة من حياته في عهد النضج والعطاء الفكري لم يدرس الإبراهيمي تاريخ بلاده لا في المدارس ولا في الزوايا, فكان المهتمون بتاريخ الجزائر يتلقونه من الذاكرة الشعبية في صورة قصص وحكايات شفوية والشعر الملحون , أو ما يسمى اليوم بالأدب الشعبي, فكان التاريخ عندئذ خليطا من الأدب والأخبار والخرافات , وإذا تجاوز المتطلع إلى معرفة الحقيقة عن تاريخ الجزائر فإن عليه أن يرجع إلى تاريخ بلاد المغرب والأندلس مند الفتح الإسلامي.
ذلك أن تاريخ الجزائر الذي لا يدرسه أهله في المدارس لم يشهد حركة تأليف إلا في القرن العشرين وبالتحديد منذ الحرب العالمية الأولى على يد عثمان الكعاك ومبارك الميلي وأحمد توفيق المدني باستثناء كتابين هما " تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر " لمحمد بن الأمير عبد القادر الذي طبع سنة 1903 " وتعريف الخلف برجال السلف" لأبي القاسم الحفناوي الذي طبع سنة 1907 , وهو كتاب في التراجم.
ويبدو لنا أن الشيخ الإبراهيمي كان يحس بهذا النقص في ثقافته إن هو لم يجمع إليها ثقافة تاريخية واسعة , وكيف يكون المرء عالما مصلحا وهو يجهل تاريخ قومه وحضارتهم؟ لذلك لا نستغرب إن وجدنا الشيخ الإبراهيمي قد اطلع وبتوسع على تاريخ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, وتابع نهوض وسقوط الدول والحضارات, وخص الجزائر باطلاع واسع في مصادر مختلفة , فنحن نجد في كتاباته إشارات عديدة إلى تاريخ الاستعمار الروماني لشمال إفريقيا وتاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر وغيرها, وتاريخ الكنيسة المسيحية في بلاد المغرب والحروب الصليبية في المشرق والإغريق, وتاريخ البربر والهجرات العربية , وتاريخ الحواضر الإسلامية.
الإبراهيمي وتاريخ الإسلام :
ترجع صلة الشيخ الإبراهيمي بالتاريخ الإسلامي إلى كتب السيرة النبوية والغزوات وحياة الصحابة والتابعين , وهذه الصلة ترجع بذورها إلى ثقافته الدينية والشرعية, فمصادره الإسلامية هي القرآن والسنة, وأمهات كتب التفكير والحديث بالإضافة إلى تاريخ الأدب والسياسة والمذاهب والفرق, ومن خلال هذه الثروة اطلع الشيخ على تراجم الرجال وأصول الأحكام وقواعد الاجتهاد وحركة التـأليف والصراع السياسي والفكري بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعهد الخلفاء الراشدين , ثم قيام الدولة العربية الإسلامية بعصورها المختلفة , بما في ذلك أدوار الدولة المملوكية والدولة العثمانية ودول ملوك الطوائف ودول المغرب العربي خاصة, ونحن نلاحظ هذه الثقافة التاريخية الإسلامية عند الشيخ الإبراهيمي من وصفه المسهب لبعض الغزوات مثل غزوة بدر الكبرى ومعاني الهجرة النبوية والأعياد الإسلامية, فهو يتناول هذه الأحداث والمناسبات من الناحيتين الدينية والتاريخية ثم يربط بينها وبين الواقع كأحداث الثورة الجزائرية والدعوة إلى النهضة والوحدة لمواجهة الاستعمار.
وليس كالإبراهيمي من يحسن سوق العبرة من الحدث التاريخي , ولا أدل على ذلك من إيراده قصة العز بن عبد السلام "سلطان العلماء" مع مماليك مصر حين أفتى بأن على هؤلاء المماليك الأمراء بيع رقابهم لأنها مملوكة لبيت مال المسلمين.. فقد علق الإبراهيمي على ذلك بقوله: إن العز بن عبد السلام قد قوم بكلمته وضعا مقلوبا كان سببا في انقراض كثير من الدول الإسلامية وهو احتكار المماليك لمراتب الإمارة.
ثم أضاف الإبراهيمي إلى ذلك تعميما عظيما واستنتاجا حكيما فقال: لو رزق الله بغداد عالما كابن عبد السلام في شجاعته لأنقذ الخلافة العباسية من المماليك الأتراك ببيعهم في سوق الرقيق....ولو رزق الله الأندلس عالما مثله لأنقد الدولة الأموية فيها من موالي المنصور بن أبي عامر ج3ص500. وطالما أحال الإبراهيمي قارئه على أحداث تاريخية في العالم الإسلامي كالحروب الصليبية وظهور الفرق والمذاهب والأحزاب وغارات الدول الأجنبية , مستنتجا منها استنتاجات شجاعة مما يجعله في مقدمة المثقفين ثقافة تاريخية إسلامية عنيفة قل من يشاركه فيها من أبناء جيله, لأن المعرفة التاريخية إذا لم توظف لمصلحة الحاضر والمستقبل فإن المتحف , أو حتى القبر, أولى بها.
وفي هذا النطاق نشير إلى أن الإبراهيمي أعطى أهمية كبيرة لدور الأزهر , ومن خلاله لدور مصر الريادي في التاريخ العربي الإسلامي , فقد نوه بدور الأزهر وعلمائه في مقاومة الغارات الخارجية, ومنها حملة لويس التاسع وحملة نابوليون , والإبراهيمي هو القائل في هذا الصدد : كان الأزهر حاضرا في مقاومة فساد الحكم في مصر أو في فترات إغارة الفاتحين المستعمرين الأجانب ومن الواجب عليها ومن رأيه أن الأزهر هو رائد النهضة العربية الإسلامية وهو القائل إن وراء كل نهضة ثورة ، ومن الواجب في رأيه ، أن يعلم الأزهر الناس الثورات على الأباطيل في الدين والدنيا, كما يعلمهم الثورة على الاستعمار لقد كان الإبراهيمي يكتب هذه العبارات في يناير 1952 حين كان الأزهر – كما قال- يقود ثورة ضد الاستعمار " نفسه ج3, ص499" ونحن نذكر هنا كذلك بأن الشيخ قد حل بمصر في غضون هذا التاريخ ولم يخرج منها إلا بعد استقلال الجزائر.
الاستعمار الروماني:
الاستعمار عند الشيخ الإبراهيمي ليس فرنسيا فقط بل هو ممتد ومتمثل في صراع الشرق والغرب, وفي تثاقف الحضارات ذاتها, سواء في العهد الروماني المظلم الذي غطى بظلامه المغرب والمشرق على السواء أو في العهد الفرنسي الذي لا يقل في نظره ظلاما وظلما.
ففي كلمة له بعنوان (الجزائر المجاهدة ) حلل الشيخ أوضاع الجزائر القديمة والحديثة انطلاقا من موقعها الجغرافي قائلا إن هذا الموقع هو الذي رشحها لتحوز السبق في الجهاد , وهو يعني به موقعها على الضفة اليسرى للبحر المتوسط, وبالضبط في مواجهة مرسيليا حيث تتشكل أوسع نقطة من ضفتي من هذا البحر بالنسبة لجيران الجزائر(تونس والمغرب). وقد حلل الإبراهيمي طموح الأمم اللاتينية في استعمار جيرانها في الضفة الإفريقية تحليل الخبير بأوضاع الأمم الغابرة فقال عن الأمم اللاتينية إنها ذات أطماع وفتوحات وكبرياء ودماء منذ كانت , ولم يزدها ظهور الدين المسيحي السامي الروح إلا ضراوة وطموحا في الغلبة , لأن الطبيعة المادية المتكالبة لتلك الأمم غلبت طبيعة الدين المسيحي الروحية المتسامحة, وبذلك أصبح الدين المسيحي دينا رومانيا لا شرقيا (ج5, ص76).
ومن تحليلات الشيخ الإبراهيمي القائمة على الاستقراء والاستنباط ما جاء على قلمه حول روح المقاومة والجهاد التي تميز بها سكان شمال إفريقيا منذ القدم , فهو يرى أن الإسلام قد مزج بين البربر والعرب مزجا قوى فيهم معنى الحمى والعرض والحفاظ... وهو الذي ترك الأمة الجزائرية أمة جهاد بجميع معانيه, وإلى هذا يجب أن يبني المؤرخ تاريخ الجهاد النفسي في هذه الأمة" (نفسه ج5 ص 76) وقد حدث الجهاد بالنفس في الجزائر عبر العصور الإسلامية لأن الجارين المتقابلين , روما وقرطاج , أصبح كل منهما بالمرصاد للآخر, وللإبراهيمي في العلاقة بين هذين الجارين المتصارعين رأي طريف وواقعي , فهو يقول إن العلاقة بينهما كانت صراعا على العيش المادي , أو القمح والزيت, وهما المادتان اللتان جلبتا الاحتلال الروماني لإفريقيا الشمالية, ثم صار صراعا على الدين, وقد زاد من حدة هذا الصراع في نظره أن العرب بدينهم قد خلفوا الرومان على حضارتهم, في إفريقية ثم إن دخول العرب إسبانيا قد جعل الرومان يتطيرون .. ويظنون أنها القاضية على روما وديانتها وحضارتها وشرائعها.
وهنا تبهرك ثقافة الشيخ التاريخية إذ يظهر وكأنه صاحب اختصاص في تطور الحضارات وفلسفة التاريخ , فقد تحدث أيضا عن انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية وعن تدهور حالة الرومان وصعود نجم العرب , كما عرض لضعف الأندلس بعد ذلك وظهور ملوك الطوائف وتداعي اللاتين إلى إحياء روح الثأر والانتقام وشن الغارات على سواحل شمال إفريقيا وعندئذ تصدرت الجزائر الجهاد المنظم على أيدي الدول وغير المنظم, وهو الجهاد الفردي الدائم على طريق" الرباط" الذي وصفه بأنه يشبه حرب العصابات , وبذلك كانت الثغور الجزائرية دائما عامرة بالمرابطين الذين نذروا أنفسهم لله وحماية دينه, من مالهم الخاص لا من مال الحكومات, ولم ينقطع دور الرباط في نظره إلا عند الاحتلال الفرنسي (ص 77) وهو الاحتلال الذي وصفه بالمدبر لإعادة شمال إفريقيا إلى الحظيرة اللاتينية كما كان قبل الإسلام, وقد نحى الشيخ باللائمة على سكوت العرب والمسلمين على هذه الفاجعة عندئذ.
أحوال المغرب العربي: تناول الشيخ من الناحية التاريخية موضوعات عديدة حول أقطار المغرب العربي غير الجزائر, مثل تونس ومراكش وليبيا. فقد تحدث مثلا عن (العرش المحمدي العلوي) وأرجعه إلى القبائل التي خرج منها أو ساندته, من إدريس الأكبر وأبناء علي (رضي الله عنه) إلى ارتباط العرش بالبربر من لمتونة وهنتاته, وبني مرين ، وقال إن هذا العرش قد مد بظلاله حتى وصلت إلى عتبات برقة.
فالإبراهيمي هنا لا يتحدث عن الأمجاد فقط ولكنه يتحدث عن تاريخ المنطقة التي لعب فيها أشراف المغرب دورا بارزا , وقد مدح الإبراهيمي هذا العرش من أجل ما بناه وحافظ عليه من حضارة عربية إسلامية عريقة, فهو عرش حرس في نظره اللغة العربية وحمى الدين الإسلامي, ودافع عن الإسلام والعروبة, وهي الإيديولوجية العزيزة على الشيخ الإبراهيمي , إن إشراف المغرب , خلافا لحكام الجزائر العثمانيين, قد راعوا العلم والبيان وأنجبت دولهم أعلاما في الأدب ونوابغ في الفقه والتشريع وأساطين في الفلسفة وأثباتا في التاريخ والأخبار ( ج3 ص.397.396).
أما حديثه عن ليبيا فقد جاء في شكل سلسلة من المقالات لم تخل من إشارات تاريخية. فقد مشى على أرضها الصحابة والتابعون الذين فتحوا المغرب والأندلس واجتازها القادة الكبار الذين أسسوا الممالك في بلاد المغرب والأندلس أمثال إدريس بن عبد الله, وعبد الرحمن الداخل.
ولم ينس الإبراهيمي الرحالة والحجاج الذين أقاموا في ليبيا وعبروها وهم في طريقهم إلى مراكز العلم والحج, وقد ذكر منهم ابن بطوطة والعياشي والعبدري والفهري والتيجاني والورتلاني, كما ذكر منهم رواد في الشعر الملحون استطاعوا وصف ركب الحج وصفا دقيقا , ثم جاء على أسماء المدن والبلدات الليبية التي شهادها هؤلاء أو عاشوا فيها زمنا. وبالإضافة إلى ذلك أطال في وصف الكفاح الليبي في مقاومة الاحتلال الإيطالي وصف خبير بالاستعمار ومقاومته.
وتحت عنوان (عروبة المشال الإفريقي) أشاد الإبراهيمي بدور الدول البربرية التي قامت في المنطقة وأعطتها صفتها العربية, فقد نوه بفضل دول لمتونة والرستمية والموحدية والصنهاجية والمرينية والزيانية قائلا إنها دول ليس لها من البربرية إلا النسبة العرفية , وهي فيما عدا ذلك دول عربية صميمة, فهي التي أنبتت ورعت الإدارة والقضاء والحضارة كالموسيقى والشعر.. وأكد الإبراهيمي أننا لم نقرأ أن الشعراء تقربوا لملوك هذه الدول بالشعر البربري ( إلا أن يكونوا في النادر المصطبغ بالبداوة ) ( ج3, ص 429).
إن هذه العروبة عنده هي التي صيرت شمال إفريقيا وطنا واحدا, ولم تفرقه إلا سياسة الخلاف في عصوره الوسطى والاستعمار الفرنسي الحديث, وأكد الإبراهيمي أن الاستعمار يعمل على توهين العربية بالبربرية , وهو يسمى ذلك " قتل الموجود بالمعدوم" ومن أباطيل الاستعمار في نظره, أنه يسمي السودان المتجنس لتوه فرنسيا بينما ينكر على البربري المتعرب منذ ثلاثة عشر قرنا أن يكون عربيا (ج3 ص428).
تاريخ فلسطين:
تحدث الإبراهيمي كثيرا عن قضية فلسطين في السياسة الدولية وفي الصراع العربي الصهيوني وفي مواقف الأمة العربية إزاءها , ولكن ذلك ليس هو موضوعنا هنا, إن موضوعنا هو عمق النظرة التاريخية عند الإبراهيمي حول هذه القضية, لقد تداولت الأمم على فلسطين واستعملت كل أمة وسيلتها لاحتلالها , يقول الإبراهيمي عن فلسطين, أخذها البابليون غلابا, وأخذها الفرس اغتصابا وأخذها الرومان اقتصارا وأخذها العرب اقتدارا ولا يعد أخذ اليهود لها من كنعان في واحدة من هذه وإنما هي كتابة الله بشرطها , ومعجزة موسى (عليه السلام) في حدودها ..ولكن فلسطين في العصر الحديث تؤخذ في سوق الأغراض والمنافع الخسيسة بيعا ومساومة, حسب تعبيره , وهو يعني احتلال الإنجليز لفلسطين, وصدور وعد بلفور بشأن مستقبلها, واتفاق سايكس بيكو الذي جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني تمهيدا لتهويدها وصهينتها , وهي مواقف دولية معروفة , ولكن الإبراهيمي قد أعطاها بعدها التاريخي والسياسي والاستراتيجي الذي كانت بعض الدول والحركة الصهيونية تعمل على فرضه بالقوة (ج 3 ص445.444).
وفي نطاق الحديث عن تقسيم فلسطين لاحظ الإبراهيمي أن الدول التي صوتت عليه لم تخلق هي نفسها خلقا طبيعيا وإنما هي دول خلقتها المنافسات , ولم يبلغ الكثير منها مبلغ فلسطين.
في المجد والسبق الحضاري (نفسه ص445) ووصف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وصفا لا نجده إلا عند أصحاب الاختصاص فقال إنها ليست كلها يهودية بل هي هجرة أوروبية , دخل فيها السلافي واللاتيني والجرماني والسكسوني , لقد جاءوا جميعا على صوت الصهيونية إلى فلسطين حاملين معهم خصائصهم العرقية المشار إليها (الجنسية المتفرقة ) ومعها الخصائص الأوربية من علم وفن وجشع وإلحاد واستعمار وعتو..(نفسه ص 445)
وحين أرادت فرنسا أن تتدخل في فلسطين بدأت بالحديث عن مشردي فلسطين وتدويل مدينة القدس, ولذلك لم تسلم من مهاجمة الإبراهيمي على أساس تاريخي أيضا, كان صاحب الدعوة الفرنسية إلى تدويل القدس هو المستشرق لويس ماسنيون الذي اتهمه الإبراهيمي –دون التصريح باسمه – بأنه خديم الاستعمار, فقد أنشأ ماسنيون لجنة في باريس سماها (لجنة فرانس -إسلام) واتخذ من وقف سيدي أبي مدين الجزائري مطية لتدخل فرنسا في الموضوع, وفي نظر الإبراهيمي أن فرنسا اتخذت الحديث عن المشردين الفلسطينيين ومن وقف سيدي أبي مدين ذريعة للتدخل في شؤون فلسطين , واعتبر ما أقدم عليه ماسينيون باسم بلاده " خلطة أديان"، وتساءل الإبراهيمي : لماذا ذكرت فرنسا بالاسم ولم تذكر المسيحية في هذا السياق , إن الأمر في نظره لا يعدو أن يكون تدخلا فرنسيا لحماية المسيحية في القدس, واتهم المستشرقون عموما بأنهم لم يقولوا كلمة منصفة عن فلسطين , وكان الأولى بماسينيون وأمثاله أن يشغل نفسه بأوقاف الجزائر التي استولت عليها فرنسا وليس بوقف أبي مدين الذي مضت عليه قرون في فلسطين وتساءل الإبراهيمي: أين كان ماسينيون يوم ساهمت دولته في الجريمة التي أخرجت الإسلام من فلسطين ويوم وافقت على التقسيم وساعدت اليهود على الهجرة والتهريب. (ج3 ص 356).
تاريخ الجزائر :
تبرز ثقافة الشيخ البشير الإبراهيمي التاريخية فيما كتب عن تاريخ الإسلام في الجزائر ومؤسساته, فالإسلام في رأيه انغرس في الجزائر منذ القرن الأول للهجرة بعد أن اجتث بقية الصحابة الوثنية عن البربر وعتو الرومان ونشروا عقائد الإسلام حتى استقرت في النفوس وسادت المحبة بين السكان , لأن الفتح الإسلامي كان بعيدا عن معنى الفتح المتعارف عليه عند المؤرخين والحربيين, فهو ليس فتحا مبنيا على القسوة والقهر .
ويرى الإبراهيمي أن الإسلام انحدر في شمال إفريقيا مع تاريخه فهو مرة يضعف ومرات يقوى , ولكنه احتفظ دائما بسلطانه على النفوس , ومن أثار الإسلام في الجزائر و(وشمال إفريقيا عموما) ازدهار العلوم والآداب وكثرة الـتأليف وظهور النوابغ وعمران المساجد والمدارس، والحصون والقصور, وانتشار الأوقاف التي قضت –كما قال- على الآفات الثلاث المبيدة للشعوب وهي الجهل والفقر والمرض.
والملفت للنظر أن الشيخ كتب عن هذه الإنجازات والآثار وكأنه أحد المؤرخين المعاصرين فيقول:" من اطلع على رواية المؤرخين وترجماتهم ورأى بقايا الوثائق الوقفية المسجونة في مكاتب الاستعمار بالجزائر, عجب لما فعل الإسلام في نفوس أسلافنا"(ج5ص72-73) ثم يضيف :" ومن قرأ تاريخ المدن الجزائرية العلمية التي كانت لها في الحضارة أوفر نصيب مثل تلمسان وبجاية وتيهرت وقلعة بني حماد والمسيلة وطبنة وبسكرة, علم أية سمات خالدة وسم بها الإسلام هذا القطر". (نفسه)
ويقف الإبراهيمي وقفة مؤرخ حديث أيضا ليعرف قراءه بتكوين خريطة الجزائر ودولتها فيلاحظ أنها اليوم جديدة من حيث الحدود الجغرافية والإدارية, لقد تشكلت خريطة الجزائر في العهد العثماني وتمت في عهد الاحتلال الفرنسي, أما قديما فقد كانت قطعة من المملكة العربية الإسلامية التي أقامها الفاتحون منذ القرن الأول الهجري وجعلوا عاصمتها القيروان. لقد كانت القيروان هي التي تتحكم في تونس والجزائر ومراكش ثم الأندلس بعد فتحها. وكان والي القيروان هو الذي يعين ولاة هذه الأقطار ولا دخل لمركز الخلافة في المشرق في تعيينهم . ولما ظهرت الدعوة الأموية في الأندلس على يد عبد الرحمن بن معاوية انفصلت الأندلس عن القيروان. ولما ظهرت الدعوة العلوية في مراكش على يد إدريس بن عبد الله انفصلت مراكش عن القيروان , وليس بين مراكش والجزائر ولا بين تونس والجزائر حدود فاصلة , بل إن الأطلس زاد العلاقة بين هذه الأقطار متانة , كما زادها الإسلام متانة أخرى لأنه هو الذي جمع الأقطار الثلاثة في ملاءة واحد (ج5, ص71).
تناول الشيخ الإبراهيمي تاريخ الجزائر في مناسبتين على الأقل, الأولى في أربع محاضرات بعنوان (الاستعمار الفرنسي في الجزائر) ألقاها على طلبة معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة سنة 1955, والثانية في مقالة بعنوان" فرنسا وثورة الجزائر" كتبها في القاهرة سنة 1959.
أما محاضرات المعهد فقد ارتجلها ثم كتبها وقدمها لإدارة المعهد لطبعها وتوزيعها على طلبته (وهو تقليد كان المعهد يتعامل به مع الأساتذة الزائرين). ابتعد الشيخ في المحاضرات عن أسلوب الأدب والسياسة والصحافة وعالج الموضوع بأسلوب تاريخي, وقد اعترف بأنه كان في الكتابة أكثر هدوءا في الإلقاء, أي أنه كان أكثر علمية ومنهجية .
في هذه المحاضرات قسم تاريخ الجزائر إلى مراحل, وجعل المرحلة الأخيرة هي الاحتلال الفرنسي, وتحدث أثناء المرحلة الأخيرة عن دور الأحزاب والجمعيات والقادة. ووصف منهجه بقوله:" ألممت فيما كتبت بشيء من تاريخ الجزائر من يوم أسلمت , ومن يوم تعربت , ثم بشيء من أخبار الدول التي قامت بها من أهلها , ثم مررت بتاريخ العهد التركي (كذا) وهو أطول العهود فيها , مرورا أهدأ مما سمعه الطلاب مني وأبطأ".
أما مقالته " فرنسا وثورة الجزائر" فقد ظهر فيها عارفا بواجبات المؤرخ وأدواته بل ظهر فيها كأحد المنظرين وليس فقط أحد رواة الأخبار, فمن رأيه أن التاريخ لا يكتب " ساخنا" وإنما يكتب بعد برودة الحدث وسكون غباره, والأهم من ذلك عنده هو ألا يكتب عن الحدث التاريخي إلا بعد توفر الوثائق والأدوات, ولابد مع ذلك , من تمتع المؤرخ بميزات تتمثل في الثقافة العميقة والذكاء الحاد والنزاهة الخالصة, ويرى الإبراهيمي أن التاريخ الوطني لا يكتبه إلا مؤرخ وطني. وهذه قضية حيوية في كل العصور وعند مختلف الأمم, فالمؤرخ هو صوت أمته وهو المعبر عن هويتها الحقيقية مهما تفنن الآخرون وأخلصوا في الكتابة عنها.
لقد تمنى الإبراهيمي في هذا الصدد أن يقيض الله للجزائر مؤرخا من أبنائها تتوفر فيه الميزات التالية, وهي أن يكون مستنير البصيرة مسدد الفكر والتعلم, صحيح الاستنتاج, سديد الملاحظة, فقيها في ربط الأسباب بالمسببات...لكي يكتب " تاريخا لا يقف عند الظواهر والسطحيات..بل يتغلغل إلى ما وراء ذلك من الأسباب النفسية التي تحرك فرنسا إلى (ارتكاب) هذه المجازر البشرية وإلى العوامل التي تدفع المقاتلين (الجزائريين) إلى هذه الاستماتة في حرب حارت فيها عقول ذوي العقول... " وقد وضع تواضع الإبراهيمي فقال إنه لا يضع بذلك خطة لكتابة تاريخ الثورة مثلا, ولا يرسم الطريق لهذا المؤرخ الوطني أو الفارس المنتظر, ولكنه يريد أن يقول إن هذا المؤرخ الذي أعده الله لهذه المنقبة لعله لم يولد بعد, وإنما الشرط فيه أن يكون جزائريا.(ج5ص14).
هذه الجملة من المواصفات التي ساقها الشيخ الإبراهيمي للمؤرخ عموما ولمؤرخ الثورة خصوصا يجب أن تكون ضمن مواصفات الكتابة التاريخية عندنا. فالمؤرخ في نظره يجب أن يكون متين الثقافة, قوي الاستنباط, قادرا على ربط الأسباب بالمسببات, عارفا بطرق الغوص فيما وراء مظاهر الأشياء واستكناه الدوافع الباطنية, لكأن الشيخ الإبراهيمي, وهو يضع هذه المواصفات للمؤرخ , ينظر في مقدمة ابن خلدون التي نعرف من مقالته (تلمسان وابن خلدون) أنه قرأها وأعجب بها وبصاحبها.
وبعد ..فهذه جولة قصيرة في ثقافة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي التاريخية وكتاباته عن بعض القضايا ذات الطابع التاريخي, ونلاحظ على ذلك باختصار أن الإبراهيمي:
كان ظاهرة فريدة بين جيله في تفسيره العقلاني للحوادث التاريخية سواء منها القديمة أو الحديثة أو المعاصرة, في وقت لم يدرس فيه التاريخ في مدرسة ولا جامعة, ولا شك أن ذلك يغير من نظرتنا المسبقة القائمة على أن علماء الفقه والأدب والدين لا يعرفون التطورات التاريخية ونتائجها إلا سطحيا, أو أنهم لا يعرفون إذا عرفوا, أكثر من وقائع التاريخ الإسلامي, وأنهم على كل حال لا يتقنون قواعد البحث العلمي, فقد أظهرت هذه الورقات القليلة أن الشيخ الإبراهيمي كان له تصوره لمسيرة الحضارة الإنسانية في مختلف عصورها وروافدها, وهو إن لم يكن فيلسوفا بالمعنى التقليدي للكلمة فإنه استطاع أن يزاوج بين الدين والتاريخ والفلسفة.
عمي صالح
2010-06-04, 15:39
حياته وأصول دعوته الإصلاحية
نشأة التبسي وطلبه للعلم
نشاطه الدعوي
نشاطه قبل تأسيس الجمعية
دعوته إلى إنشاء الجمعية
أهم نشاطاته بعد إنشاء الجمعية
من أصول دعوته
العقيدة وبدعة الكلام
الفقه وبدعة التعصب المذهبي
السلوك وبدعة الطرقية
الإصلاح والعمل السياسي
موقفه من تدخل الحكومة في الشؤون الإسلامية
موقفه من فكرة الإسلام الجزائر
دفاعه عن السلفية والسلفيين
تضحيته في مجال الدعوة إلى الله
موقفه من الجهاد ضد فرنسا
وفاته
حادث الاختطاف
من ثناء أهل العلم والفضل علي
كلمات منيرة للشيخ التبسي
.
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جازاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك وشكرا على الإثراء القيم وجعله الله في ميزان حسناتك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
bousalah1970
2010-06-28, 10:49
أحسن الله إليك على الموضوع القيم وبارك الله فيك
إبراهيم إبراهيم
2010-06-28, 11:54
السلام عليكم
أود أن أنبه أن للشيخ الإبراهيمي تسجيلين صوتيين أو ثلاثة على شبكة الأنترنات
تسجيل نادر بكل معنى الكلمة لايقدر بثمن
شكرا لك على الموضوع القيم والجهد المبذول وبارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وأحسن إليك
على المجهود القيم
اللهم أرزقه و إيانا جنة الفردوس .آآآآآآآآمييييييييين:mh92:
:1::1::1::1::1::1::1::1::1: :19::19::19::19::19::19:
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
[:mh92:
شكراااااااا :19::19::19::19::19::19::19::19::):):):):):dj_17:: dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::d j_17::dj_17::dj_17:
:dj_17::dj_17::dj_17:
:34::34::34::34::34::34:
شكراااااااا :19:
توفي في 20ماي 1965.
أين مات وكيف مات. هل تعرفون .................؟
http://up.djelfa.info/uploads/12869180791.jpg
@[نســـــيم ♥ الجـــــود]@
2011-03-30, 20:25
الميلي تاعنا
البشير الابراهيمي
زكريا ضياء الدين
2011-03-31, 11:29
http://www.hawaway.com/vb/imagehosting/503194ce709c3de886.gif
عمي صالح
2011-06-10, 01:18
بارك الله فيك و في والدينا و والديك
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جازاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
حنين الاشواق
2011-07-30, 16:19
بارك الله فيك اخي الكريم...
حنين الاشواق...نشرت عبير الاشواق...هاهنا..
رحمة الله عليه شخصية جزائرية بامتياز وكان عزيز الشخصية والهوية مملوء الوطاب من حب هذه الحضارة الاسلامية وصاحب قلم سيال وهو نسيج وحده في الترسل وإذا عدت أدباء الجزائر فالإبراهيمي أول ما تعقد عليه الخناصر.
ومن أراد أن يقرأ ترجمة الرجل فليقرأ ما كتبه بنفسه بعنوان: (أنــــا)؛حين عرف بنفسه للمجمع العربي حين طلبه عضوا وكاتبا ففيه فوائد جمة.
رحمة الله عليه ورحمة الله على لسانه وقلمه.
رائد مدرسة الصنعة اللفظية من بين مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو من تمثل الشاب الجزائري في خواطره حيث قال
أيها الشباب الجزائري كن كما مثلتك خواطر الشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه حيث قال: أتمثله متساميا إلى معالي الحياة, عربيد الشباب في طلبها, طاغيا عن القيود العائقة دونها, جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها, متّقد العزمات, تكاد تحتدم جوانبها من ذكاء القلب, و شهامة الفؤاد, و نشاط الجوارح .
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر, محجاما عن الصغائر في غير جبن, مقدّرا موقع الرجل قبل الخطو ,جاعلا أول الفكر آخر العمل .
و كن واسع الوجود لا تقف أمامك الحدود طالبا للعلم فقد قال:
أتمثله واسع الوجود, لا تقف أمامه الحدود, يرى كل عربي أخا له, أخوة الدم وكل مسلم أخا له, أخوة الدين , و كل بشر أخا له, أخوة الإنسانية, ثم يعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.
أتمثّله حلف عمل, لا حليف بطالة, و حلس معمل, لا حلس مقهى, وبطل أعمال, لا ماضغ أقوال ,
و مرتاد حقيقة, لا رائد خيال .
أتمثله بّرا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا, مزورّا عن الحضارة التي رمته بقشوره), فأرخت أعصابه , و أنّشت شمائله, و خنّثت طباعه, و قيّدته بخيوط الوهم, و مجّت في نبعه الطاهر السموم ,
و أذهبت منه ما يُذهب القفص من الأسد من بأس وصولة
كن طالب للعلم مقداما فقد قال فيك:
أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير و النفع, إقبال النحل على الأزهار و الثمار لتصنع الشهد و الشمع, مقبلا على الارتزاق, إقبال النمل تجدّ لتجد, وتدخر لتفتخر, و لا تبالي ما دامت دائبة, أن ترجع مرةّ منجحة ومرة خائبة .
أحب منه ما يحب القائل:
أحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعه كأنّ به من كلّ فاحشة وقرا
و أهوى منه ما يهوى المنتبي :
وأهوى من الفتيان كل سميذع
أريب كالصدرالسمهري المقوم
خّطت تحته العيس الفلاة وخالطت
به الخيل كبّات الخميس العرمرم
و ليكن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قدوتك حيث قال فيك الإبراهيمي رحمة الله عليه
أتمثله محمديّ الشمائل ,غير صخّاب و لا عياب , ولا مغتاب و لا سبّاب , عفّا عن محارم الخلق ومحارم الخالق ,مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق ,أو صرخة في وجه الباطل, متجاوزا عما يكره من إخوانه , لا تنطوى أحناؤه على بغض و لا ضغينة .
أتمثله كالغصن المروح, مطلولا بأنداء العروبة , مخضوضرة اللّحا و الورق مما امتص منها ,أخضر الجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها , كأنّما أنبتته رمال الجزيرة , ولوّحته شمسها , وسقاه سلسالها العذب , وغذاه نبتها الزكي , فيه مشابه من عدنان تقول أنه من سرّ هاشم أو سّرة مخزوم , ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن , في السّكن , أو ذو رضاعة , في قضاعة متقلّبا في المنجبين و المنجبات , كأنما ولدته خندف , أو نهضت عنه أمّ الكملة, أو حضنته أخت بني سهم, أو حنكته تماضر الخنساء .
أتمثله مترقرق البشر إذا حدّث, متهلّل الأسرّة اذا حُدّث , مقصوراللسان عن اللغو, قصير الخطا عن المحارم , حتى إذا امتدّت الأيدي إلى وطنه بالتخوّن , و استطالت الألسنة على دينه بالزراية و التنقص , و تهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب و التزوير , وتسابق الغرباء الى كرائمه بالّّلصّ و التدمير , ثار و فار , و جاء بالبرق و الرعد , والعاصفة و الصاعقة , وملأ الدنيا فعالا و كان منه ما يكون من الليث اذا ديس عرينه , أو وسم بالهون عرنينُه .
أتمثله جديدا على الدنيا , يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا , مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا .
أتمثّله مقدّما لدينه قبل وطنه , و لوطنه قبل شخصه , يرى الدين جوهرا ,
و الوطن صدفا و هو غوّاص عليهما , يصطادهما معا , و لكنه يعرف الفرق بين القيمتين , فاءن أخطأ في التقدير خسر مرتين .
أتمثله واسع الآمال , الى حد الخيال , ولكنه يزجيها بالأعمال , إلى حد الكمال , فاءن شغف بحب وطنه شغف المشرك بحب وثنه , عذره الناس في التخيل لإذكاء الحبّ , ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة .
أتمثّله مصاولا لخصومه بالحجاج و الإقناع , لا باللجاج و الإقذاع , مرهبا لأعدائه بالأعمال , لا بالأقوال .
أتمثّله بانيا للوطنية على خمس, كما بنى الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب ؛ واليأس مفسد للبأس؛ و الآمال لا تدرك بغير الأعمال ؛ و الخيال أوّله لذة وآخره خبال؛ و الأوطان ,لا تخدم باتباع خطوات الشيطان .
يا شباب الجزائر هكذا كونوا !.......أو لاتكونوا.
فأين نحن مما تمثلنا ؟؟؟
وقال في مصر ... في مقال كتبه بجريدة البصائر
....سمّوك عروس الشرق، فكأنما أغروا بك الخطّاب . وهجهجوا فيك الآساد الغلامية ووسموك بمنارة الشرق فَلَفتوا إليك الأَعْيُن الخزر . ولووا نحوك الأعناق الغلب ، ولو دعوك لبؤة الشرق لأثاروا – بهذا الاسم – في النفوس معاني رهيبة ، منها دقُّ الأعناق . وقصم الظهور ، وتزييل الأعضاء . وقديمًا سمَّوا بغداد دار السلام فجنوا عليها ، وكأنما دلوا المُغيرين عليها . ولو سمّوها دار الحرب . لأوحى الاسم وحده ما تنخلع منه قلوب الطامعين وتخنس له عزائمهم . وتنكسر لتصوّره الجيوش اللجبة ، فغفرًا – يا مصر – فما هذه الأسماء إلا من هُيام الشعراء ....
عمي صالح
2011-12-18, 08:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الاحبة ورحمة الله وبركاته
*** بوركت أخي الكريم على هذا الموضوع المفيد***
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي على هذا الموضوع
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
عمي صالح
2012-07-09, 15:22
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي لدي سؤال بسيط
هل تملك معلومات عن الشيخ أحمد الحبيباتني؟
سلام
سلام
http://up.djelfa.info/uploads/13274182971.jpg
بنت من البنات
2012-07-25, 01:16
الله يرحمك ياشيخ الجزائر و العرب يارب اجعل قبره روضة من ريضا الجنة مازال الرجال
عمي صالح
2012-12-19, 14:58
http://alraed-sd.com/portal/thumbnail.php?file=mohd_
(1889-1965 م) من أعلام الفكر و الأدب في الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1)
زمـيـل ابن باديس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d8%a8%d9%86_%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%b3) في قيادة الحركة الإصلاحية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8% a9_%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%8 a%d8%a9_%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1 %d9%8a%d8%a9&action=edit) ، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ac%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a9_%d8%a7%d9%84%d8%b9% d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1_%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d 9%84%d9%85%d9%8a%d9%86) ، ورفيق نضاله لتحرير عقل المسلم من الخرافات والبدع.
مولده
ولد عام 1889م في قرية (سيدي عبد الله) من نواحي سطيف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%81). تلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه ؛ فحفظ القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86) ودرس بعض المتون في الفقه (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d9%87&action=edit) واللغة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9)
مشواره العلمي و الأدبي
غـادر الجزائر عام 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%b2) ، وتابع تعليمه في المدينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a9) ، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1913 ، غادر الحجاز عام 1916 قــاصــداً دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82)، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تــعـريـــب الإدارات الـحـكـومــيــة، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويـتـذكــرهــــم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريــــر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئـــك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مــــا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
·فى عام 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر ، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة (سطيف) ، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فــكــرة إقامة جمعية العلماء ، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها ، وانــتــدب مـــن قِـبـل الجمعية لأصعب مهمة وهى نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة ، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهــو الأديـــب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهى واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقـامــت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فـيـها إبعاد الشيخ الإبراهيمي ، ولكن الشيخ استمر في نشاطه ، وبرزت المدارس العربية في وهران.
·وفي عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح) ؛ فنفته فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7) إلى بلدة (أفلو) الصحراوية ، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة (البصائر) للصدور ، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم ، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم ، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر - كالانتخابات - فلم تستجب لهم ، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).
ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ، ولا دخيلة ، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها ، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر ، طويلة الأفنان في المستقبل" (2).
واهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة. عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر ، وأمّ المصلين في مسجد (كتشاوة) الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة ، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال ؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
وفاته
تُوفي - رحمه الله - يوم الخميس في العشرين من أيار (مايو) عام 1965. بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
الهوامش
·1 - د.الخطيب: جمعية العلماء ، ص155.
·2 - المصدر السابق ، ص156.
المصدر
·مجلة البيان (http://www.albayan-magazine.com/) / عدد 13
الروابط
·محمد البشير الإبراهيمي (الشيخ المجاهد بلسانه وقلمه) (http://www.awu-dam.org/book/00/study00/238-a-k/book00-sd011.htm)
·محمد البشير الإبراهيمي.. المسيرة والجهود (http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/12/article29a.shtml)
·الشيخ البشير الإبراهيمي (http://www.aldawah.net/dawah/shkseyat/albasher.doc) (ملف ms-word)
البشير الإبراهيمي داعية الإسلام في الجزائر (http://ikhwanonline.net/article.asp?id=2801§ionid=455)
http://www.djelfa.info/vb/www.zuhlool.org/images/2/2a/bachir.jpg
http://www.djelfa.info/vb/www.aljazeeratalk.net/.../24318/1228420570.jpg
http://www.djelfa.info/vb/www.rayatalislah.com/.../kalimet-el-ibrahimi.jpg
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
شكراعلى الاعلام.............
djihanegirl
2013-01-13, 10:59
لماذا هذا الخطأ الفادح البشير الابراهيمي من ولاية برج بوعريريج وليس سطيف و بالضبط راس الواد بمدينة اولاد ابراهم لذلك يقال له الابراهيمي ويكيبيديا مخطئة و لا احد صحح لها ابحثو في قوقل
محمود العمري
2013-03-22, 19:44
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcREXYYWzkJWxBcqNj88i_biOL7fL2JO_ H03B3eN32dsmFUX2mL5bg
yassine.inf
2013-04-19, 14:51
بارك الله فيك
الجزائر تفتقر الى مثل هؤلاء............................
عمي صالح
2013-12-31, 11:01
رحمه الله برحمته الواسعة فهو أمير الفصاحة والبيان بوركتم وجزيتم كل الخير على إنتقائكم ومجهودكم ونفعكم به وكان من بين وصاياه للشباب
يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
عمي صالح
2014-12-22, 15:31
للأمانة هذا البحث كما أشرت فيه هو مقتبس
لا أحب أن أكون من من قال فيهم الله عز وجل (يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلو )
من عادتي حين أدخل مقهى الانترنت أبحث في الملفات علني أجذ شئ مهم
وهذا الموضوع مما وجدت وشكرا لمن مر من هنا
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
Business.pro2100
2015-01-02, 13:08
شكرا على الموضوع المفيد .
راعي الخير
2015-01-02, 23:37
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcREXYYWzkJWxBcqNj88i_biOL7fL2JO_ H03B3eN32dsmFUX2mL5bg
aymen1992
2015-04-03, 22:33
رحمة الله عليك يا شيخنا
هو أب االدكتور احمد طالب الابراهيمي الوزير السابق في حكومة الراحل هواري بومدين
aminebio
2015-07-01, 17:58
بارك الله فيك على المعلومة و جزاك خيرا:dj_17:
اسامة سامي
2015-08-28, 09:00
اللهم أرزقه و إيانا جنة الفردوس .آآآآآآآآمييييييييين
نمرالعمودي
2015-09-28, 20:50
ما شاء الله تبارك الله
موضوع رائع وقييم عن شخصيه عربيه جزائريه عظيمه كتبت أسمها بماء الذهب
أخي الكريم بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير
نمرالعمودي
2015-09-28, 20:51
.................................................. ................
عمي صالح
2017-09-30, 17:51
بارك الله فيك .....................
بسم الله. الرحمن. الرحيم الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
سلطانة5بيتي
2017-11-29, 18:20
شكرا لك:mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31:
moh_chita
2018-01-06, 23:28
الله يرحمهم و بارك الله فيك أخي على الموضوع
عمي صالح
2018-11-28, 01:03
لم توهب أرض في القارات الخمس , مثلما ما وهبته الجزائر من الرجال و العظماء الذين أصبح كل واحد منهم مدرسة بل جامعة في المعارف والعلوم ..و لعل أبرز و أهم شخصية إصلاحية والتي لعبت دورا كبيرا في ترسيخ إسلامية الجزائر و عروبتها هو الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى , الذي ولد بتاريخ 19 تموز - جويلية 1889 في منطقة رأس الوادي في منطقة " سطيف " التي شهدت المجزرة الفرنسية المقيتة عقب إنتصار فرنسا على النازية الألمانية , حيث كان سكان قالمة و سطيف وخراّطة ينتظرون أن يرفرف علم بلادهم الجزائر على مباني السيادة , فإذا بالدبابات الفرنسية تحصد رؤوس الأحرار الذين طالبوا فرنسا بالإيفاء بوعدها الذي قطعته على نفسها بأن الجزائريين سيحصلون على إستقلالهم إذا ساعدوا فرنسا الغازية على دحر النازية . تعلّم في ولاية سطيف على يد والده وعمه مبادئ الفقه والأصول والنحو و التفسير وهي مقدمات العلوم الشرعية ، و كان المحصلّون للعلوم الشرعية لا يكتفون بما يتعلمونه في كنف الزوايا الجزائرية التي خرجّت آلاف العلماء الأجلاّء , وكانوا يشدون الرحال إلى حاضرة الزيتونة في تونس أو جامع القرويين في المغرب او الأزهر في مصر , و كان التوجّه إلى الحجاز يمثل الذروة بالنسبة لطالب العلم , لأنه سيجاور خير البرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام . في سنة 1911 رحل محمد البشير الإبراهيمي إلى الحجاز وإستقر بالمدينة المنورة , و فيها أبحر في كل المعارف الإسلامية في اللغة والبلاغة و النحو والصرف والفقه و الحديث و الرجال والتفسير و القراءات , و كان يخزّن كل ما كان يسمعه من مشايخه في ذهنه لتيقنه أن الجزائر التي تتعرض لأكبر غزوة مسخ فرانكفونية و فرانكوفيلية ستحتاج إلى كل حرف عربي يتعلمه , و إلى كل آية قرآنية يتفتق ذهنه على إدراك معناها وفحواها وسبب نزولها . وعندما قصد علاّمة الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس المدينة المنورة إلتقى بالشيخ البشير الإبراهيمي و تدارسا سوية وضع الشعب الجزائري في ظل الهيمنة الفرنسية المقيتة , و توافقا على أن السلاح الأول الذي يجب أن يتسلحّ به الإنسان الجزائري هو العلم ..
وعندما شعر الشيخ البشير الإبراهيمي أنه تزودّ من أساسيات العلوم الشرعية و اللغوية و النحوية و الفقهية , ترك المدينة المنورة و إستقر في العاصمة السورية دمشق في العام 1916 , و هناك وطدّ علاقاته بعلماء الشام الذين يعرفون جيدا من تكون الجزائر و من يكون علماء الجزائر , و قد إستضافوا بالأمس فارس وهران الأمير عبد القادر الجزائري والذي أصبح منارة للعلوم و العرفان في بلاد الشام . ساهم وهو في بلاد الشام في تأسيس المجمع اللغوي الذي حافظ على روعة اللغة العربية و الذي حاول ووفق مبدأ الإشتقاق أن يضع ألفاظا للدخيل الأجنبي , وقد قدم في سبيل ذلك إجتهادات إعترف له بالتفوق لاحقا طه حسين في المجمع اللغوي المصري عندما قال إنّ من أراد أن يستمع إلى زلال اللغة العربية فلينصت إلى الشيخ البشير الإبراهيمي . وعن إقامته الدمشقية قال : ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريـر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مـا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
غادر الشيخ البشير الإبراهيمي دمشق متوجها إلى الجزائر في العام 1920 , و إختار مسقط رأسه منطقة سطيف منطلقا لبداية التأسيس للنهضة العلمية و الثقافية و نشر تعاليم الإسلام و اللغة العربية ..و قد كرسّ كل حياته ووقته لمصارعة الخطط الإستعمارية الفرنسية التي كانت تهدف إلى تذويب الشخصية الجزائرية و إستئصال الإسلام و اللغة العربية من الواقع الجزائري ..و كان رحمه الله يؤمن أن نهضة الجزائر علميا و ثقافيا ليست مهمة فردية بل هي مهمة جماعية يضطلع بها المنافحون عن حرمات الجزائر الثقافية و المدافعون عن كرامتها الإسلامية , فقررّ مع العلامة عبد الحميد بن باديس أن يعمل ضمن إطار ثقافي وفكري و نهضوي فكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في سنة 1931 وعيّن العلامة بن باديس رئيسا لها والعلامة الإبراهيمي نائبا للرئيس ، و تزامن ذلك مع إشرافه على مدرسة دار الحديث بمنطقة تلمسان.
الإستعمار الفرنسي الذي يعتبر الثقافة الإسلامية و العربية أخطر عليه من القنابل الفتاكة المخترعة حديثا من قبل الألمان , كان يرصد المشهد الجزائري بعناية و دقة , فأعتبر البشير الإبراهيمي خطرا على الأمن الثقافي الفرنسي و الذي في نظر الإستراتيجيين الفرنسيين سيجهز على كل ما صنعته فرنسا في الجزائر , فقام بإعتقال الإبراهيمي ونفيه إلى ولاية الأغواط . ولأن الشعب الجزائري العظيم كان متعلقا برموزه و أدلائه إلى طريق الكرامة والعزة والتحرير , فقد عينّ الإبراهيمي
رئيسا لجمعية العلماء بعد وفاة بن باديس رحمه الله . أطلق الجيش الفرنسي سراحه سنة 1943 ، و أعتقل ثانية بعد مذابح الجيش الفرنسي في حق الشعب الجزائري في 08 آيّار – مايو 1945 . لم يكتف الشيخ البشير الإبراهيمي بالوعظ والإرشاد و النصح والخطب المنبرية و إصلاح ذات البين والإفتاء , بل كان صحفيا لا يشّق له غبار , طوعّ اللفظة العربية و أرسلها في كل التراكيب البلاغية التي تخدم فكرته التي كانت ناصعة نصاعة بيانه .
أيدّ الشيخ البشير الإبراهيمي الثورة الجزائرية المقدسة و إعتبرها خارطة الطريق الوحيدة و الأحدادية لإخراج الجزائر من الإستعباد الكولونيالي الفرنسي , و أصدر وهو في القاهرة هو و الشيخ الورتلاني بيانا واضح المعالم جاء فيه : بإسم الله الرحمان الرحيم
أيها المسلمون الجزائريون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وأحياكم، وأحيا بكم الجزائر، وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها. هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم ، وهذا هو الدواء الذي يفتح الأعين المغمضة، وهذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة، وهذا هو المنطلق الذي يقوم القلوب الغلف، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام.
كان العالم يسمع ببلايا الإستعمار الفرنسي لدياركم ، فيعجب كيف لم تثوروا، وكان يسمع أنينكم وتوجعكم منه ، فيعجب كيف تؤثرون هذا الموت البطيئ على الموت العاجل المريح ، وكانت فرنسا تسوق شبابكم إلى المجازر البشرية في الحروب الإستعمارية ، فتموت عشرات الآلاف منكم في غير شرف ولا محمدة ، بل في سبيل فرنسا، وتوسيع ممالكها، وحماية ديارها، ولو أن تلك العشرات من الآلاف من أبنائنا ماتوا في سبيل الجزائر، لماتوا شهداء، وكنتم بهم سعداء
أيها الإخوة الجزائريون
أذكروا غدر الإستعمار ومماطلته.
إحتلت فرنسا وطنكم منذ قرن وربع قرن ، وشهد لكم التاريخ ، بأنكم قاومتموها مقاومة الأبطال، وثرتم عليها مجتمعين ومتفرقين نصف هذه المد ة. فما رعت في حربها لكم دينا ولا عهدا، ولا قانونا ولا إنسانية ، بل إرتكبت كل أساليب الوحشية من تقتيل النساء والأطفال والمرضى، وتحريق القبائل كاملة ، بديارها وحيواناتها وأقواتها .
ثم حاربتم معها وفي صفها، وفي سبيل بقائها نصف هذه المدة، ففتحت بأبنائكم الأوطان وقهرت بهم أعداءها، وحمت بهم وطنها الأصلي، فما رعت لكم جميلا ، ولا كافأتكم بجميل ، بل كانت تنتصر بكم ثم تخذلكم ، وتحيا بأبنائكم ثم تقتلكم كما وقع لكم معها في شهر مايو سنة1945م ، وما كانت قيمة أبنائكم الذين ماتوا في سبيلها وجلبوا لها النصر، إلا أنها نقشت أسماء بعضهم في الأنصاب التذكارية، فهل هذا هو الجزاء؟
طالبتموها بلسان الحق والعدل والقانون والإنسانية ، من أربعين سنة ، بأن ترفق بكم، وتنفس عنكم الخناق قليلا ، فما إستجابت ، ثم طالبتموها بأن ترد عليكم بعض حقوقكم الآدمية ، فما رضيت، ثم طالبتموها بحقكم الطبيعي، يقركم عليه كل إنسان ، وهو إرجاع أوقافكم ومعابدكم وجميع متعلقات دينكم ، فأغلقت آذانها في إصرار وعتو، ثم ساومتموها على حقوقكم السياسية بدماء أبنائكم الغالية التي سالت في سبيل نصرها، فعميت عيونها عن هذا الحق، الذي يقرره حتى دستورها، ثم هي في هذه المراحل كلها سائرة في معاملتكم من فظيع إلى أفظع.
أيها الإخوة الجزائريون الأبطال
لم تبق لكم فرنسا شيئا تخافون عليه ، أو تدارونها لأجله ، ولم تبق لكم خيطا من الأمل تتعللون به. أتخافون على أعراضكم وقد إنتهكتها ؟
أم تخافون على الحرمة وقد إستباحتها، لقد تركتكم فقراء تلتمسون قوت اليوم فلا تجدونه؟
أم تخافون على الأرض وخيراتها وقد أصبحتم فيها غرباء حفاة عراة جياعا ، أسعدكم من يعمل فيها رقيقا زراعيا يباع معها ويشترى، وحظكم من خيرات بلادكم النظر بالعين والحسرة في النفس؟ أم تخافون على القصور، وتسعة أعشاركم يأوون إلى الغيران كالحشرات والزواحف؟ أم تخافون على الدين؟ ويا ويلكم من الدين الذي لم تجاهدوا في سبيله، ويا ويل فرنسا من الإسلام، إبتلعت أوقافه وهدمت مساجده ، وأذلت رجاله، وإستعبدت أهله ، ومحت آثاره من الأرض، وهي تجهد في محو آثاره من النفوس.
أيها الإخوة المسلمون
إن التراجع معناه الفناء. إن فرنسا لم تبق لكم دينا ولا دنيا، وكل إنسان في هذا الوجود البشري، إنما يعيش لدين ويحيا بدنيا، فإذا فقدهما فبطن الأرض خير له من ظهرها. و إنها سارت بكم من دركة إلى دركة، حتى أصبحت تتحكم في عقائدكم وشعائركم وضمائركم، فالصلاة على هواها لا على هواكم، والحج بيدها لا بأيديكم، والصوم برؤيتها لا برؤيتكم، وقد قرأتم وسمعتم من رجالها المسؤولين عزمها على إحداث ( إسلام جزائري ) ومعناه إسلام ممسوخ، مقطوع الصلة بمنبعه في الشرق وبأهله من الشرقيين. إن الرضى بسلب الأموال، قد ينافي الهمة والرجولة، أما الرضى بسلب الدين والاعتداء عليه فإنه يخالف الدين، والرضى به كفر بالله وتعطيل للقرآن. إنكم في نظر العالم العاقل المنصف لم تثوروا، وإنما أثارتكم فرنسا بظلمها الشنيع وعتوها الباغي، وإستعبادها الفظيع لكم قرنا وربع قرن
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك
على الإثراء
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
mohamedpich
2019-11-21, 10:26
شكرا الموضوع جيد
Abou Adam 77
2023-12-21, 13:39
شكرا لك و على هذا الموضوع المميز
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir