أحمد حمادة
2007-12-15, 22:50
عندما بدأت البحث عن قصص الحب في الأدب العربي، احسست بأنني لا بد أن أعرف ما تعنيه كلمة حب، الأمر الذي دفعني للتوغل في النتاج الادبي، وقراءة ما أمكن، والتعمق في سير الشعراء والأدباء، والبحث في كنوز الأدب، حيث كان الحب يلون الشعر، ولا يتلون بمفاهيم عصرنا. احاول ان اسد ثغرات في روايات الحب العفيف، العذري الذي كان ظاهرة اجتماعية لدى العرب، جاء الإسلام وهذبها حين امر بغض الطرف والعفة. وفي قول ابن الزبير، رحمه الله، ما يشير الى معايير ذلك الزمان: «ما عشقت من امرأة قط إلا حسن شرفها، فإني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال». وبمثل هذا تحدث الكثيرون في عشق العفة والشرف عند المرأة، وابدع العرب الامثال، من مثل قولهم: «الرغيف الذي يذاق لا يشترى».
****** أحب الخلفاء والأئمة والشعراء حتى أفتى ابن عباس «بأن قتيل الحب لا دية فيه»، ولكن الكاتب لا يقوى على المرور في حدائق الشعر وبساتين العشق، يقطف ورودا دون ان تجرحه أشواكها، وبعض الشوك جاء به تأويل بعض ما رويته وقدمته على مائدة القراء من قصص الحب
***** كان العرب يموتون عشقا، لأن فيهم عفة وشرفاً. ولم يكن غرامهم مبتذلا أو رخيصا، فطهر تلك العلاقات وعفتها كانا السبب وراء ظهورها للعامة وتدوينها دون خوف من سطوة او رقابة محيطة. فالمجتمع لم يكن قد حرم الحب او اغلق ابوابه، الشرف هو الاعمدة التي يقيم عليها العاشقان مظلة حبهما. ولهذا احتلت نماذج كهذه امكنتها في تاريخ الادب العربي.
********** من ألطف ما قرأت من تلك القصص اثنتان: تقول الاولى بأن أحد طلبة العلم صادف فتاة بارعة الجمال، فاستقبلها بقوله: رحم الله علي بن الجهم. قالت الفتاه معقبة: ورحم الله أبا العلاء المعري.
وافترقا عند تلك العبارتين. وتعجب طالب آخر سمع ما قاله الاثنان. ولحق بالفتى وقال له: والله إن لم تقل لي ما أردت بابن الجهم فسيكون لي معك.
فرد عليه الفتى قائلا، ان ما اردت قوله هو:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري! اما الفتاة فقد قصدت من ذكرها ابا العلاء التذكير بقوله: فيا دارها بالخيف ان مزارها قريب، ولكن من دون ذلك أهول! أما القصة الثانية، والتي اطلقت القول: من منا لم يعشق ذات يوم، ولم يبلغ العشق به منتهاه. حقا ماذا بعد منتهاه؟ في ذلك تحدث أبو العز المظفر الأعمى فقال: دخلت على الملك الكامل فقال لي، أجز هذا النصف من البيت، أي اكمله: قد بلغ العشق منتهاه فقلت: وما درى العشاق ما هو؟! فقال: ولما غرهم ذهولي فقلت: هاموا به، وتاهوا فقال: ولي حبيب يرعى هواي فقلت: وما تغيرت عن هواه فقال: رياضة النفس في احتمال فقلت: وروضته الحسن في حلاه فقال: اسمر لدن القوم ألمي فقلت: يعشقه كل من يراه فقال: ليلتها كلها رقاد فقلت: وليلتي كلها انتباه! ولوحظ هنا، أن مظفر الدين قد أكمل البيت بما يجافي الملك الكامل.
***** اخيرا لنتذكر ما قاله احد اسلافنا لخلفه: إذا دعتك نفسك إلى كبيرة فارم ببصرك إلى السماء واستح ممن فيها، فإن لم تفعل فارم ببصرك في الأرض واستح ممن فيها، فإن كنت لا تخاف من في السماء ولا تستحي ممن في الأرض، فاعدد نفسك في عداد البهائم!!
***** ما أقوى من الحب سوى الكرامة عند أعظم الرجال، والكبرياء عند أمنع النساء.
****** أحب الخلفاء والأئمة والشعراء حتى أفتى ابن عباس «بأن قتيل الحب لا دية فيه»، ولكن الكاتب لا يقوى على المرور في حدائق الشعر وبساتين العشق، يقطف ورودا دون ان تجرحه أشواكها، وبعض الشوك جاء به تأويل بعض ما رويته وقدمته على مائدة القراء من قصص الحب
***** كان العرب يموتون عشقا، لأن فيهم عفة وشرفاً. ولم يكن غرامهم مبتذلا أو رخيصا، فطهر تلك العلاقات وعفتها كانا السبب وراء ظهورها للعامة وتدوينها دون خوف من سطوة او رقابة محيطة. فالمجتمع لم يكن قد حرم الحب او اغلق ابوابه، الشرف هو الاعمدة التي يقيم عليها العاشقان مظلة حبهما. ولهذا احتلت نماذج كهذه امكنتها في تاريخ الادب العربي.
********** من ألطف ما قرأت من تلك القصص اثنتان: تقول الاولى بأن أحد طلبة العلم صادف فتاة بارعة الجمال، فاستقبلها بقوله: رحم الله علي بن الجهم. قالت الفتاه معقبة: ورحم الله أبا العلاء المعري.
وافترقا عند تلك العبارتين. وتعجب طالب آخر سمع ما قاله الاثنان. ولحق بالفتى وقال له: والله إن لم تقل لي ما أردت بابن الجهم فسيكون لي معك.
فرد عليه الفتى قائلا، ان ما اردت قوله هو:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري! اما الفتاة فقد قصدت من ذكرها ابا العلاء التذكير بقوله: فيا دارها بالخيف ان مزارها قريب، ولكن من دون ذلك أهول! أما القصة الثانية، والتي اطلقت القول: من منا لم يعشق ذات يوم، ولم يبلغ العشق به منتهاه. حقا ماذا بعد منتهاه؟ في ذلك تحدث أبو العز المظفر الأعمى فقال: دخلت على الملك الكامل فقال لي، أجز هذا النصف من البيت، أي اكمله: قد بلغ العشق منتهاه فقلت: وما درى العشاق ما هو؟! فقال: ولما غرهم ذهولي فقلت: هاموا به، وتاهوا فقال: ولي حبيب يرعى هواي فقلت: وما تغيرت عن هواه فقال: رياضة النفس في احتمال فقلت: وروضته الحسن في حلاه فقال: اسمر لدن القوم ألمي فقلت: يعشقه كل من يراه فقال: ليلتها كلها رقاد فقلت: وليلتي كلها انتباه! ولوحظ هنا، أن مظفر الدين قد أكمل البيت بما يجافي الملك الكامل.
***** اخيرا لنتذكر ما قاله احد اسلافنا لخلفه: إذا دعتك نفسك إلى كبيرة فارم ببصرك إلى السماء واستح ممن فيها، فإن لم تفعل فارم ببصرك في الأرض واستح ممن فيها، فإن كنت لا تخاف من في السماء ولا تستحي ممن في الأرض، فاعدد نفسك في عداد البهائم!!
***** ما أقوى من الحب سوى الكرامة عند أعظم الرجال، والكبرياء عند أمنع النساء.