ناقم على الوضع
2010-03-07, 11:47
الحرب كرّ وفرّ نصر وانكفاء (بدر وأحد) ( حنين وفتح مكة)(1945 و1954) وخسران جولة ليس معناه نهاية المعركة خاصة إذا كان الخصم يقذف بالثّقيل ويبيح انتهاك الأعراض ويستبيح استعمال الفوسفور و(تعفيس القوانين) أمام من لا حول له ولا قوّة غير قوّة عدالة القضية وشرعية المطالب وسلمية الوسيلة .إنّه أبلغ درس تطبيقي يُقدّمه الأساتذة والمربّون لطلبتهم وتلامذتهم ألا وهو الإصرار لآخر لحظة على استرداد الحقوق بالطّرق السّلمية التي يكفلها القانون( المعفّس) ويشرّعها الدّستور(المقولب )إنّه أبلغ درس في كظم الغيظ ونبذ العنف وتغليب المصلحة العامّة على المصلحة الخاصّة وعدم الانجرار مع من يريد أن يقسم الرّضيع إلى قسمين هكذا عوّدنا أصحاب العقول الرّاجحة والأبصار المستنيرة رحمة الله عليهم أن الجزائر أولا وقبل كلّ شيئ أن استقرار وأمن الوطن تبذل دونه الأرواح والمُهج والنّفوس أنّنا نحن الجزائريين الأحرار وأن غيرنا من العلمانيين واللائكيين والفرنكوفونيين دعيّ دخيل حتى و لو تسموا بأسمائنا و لبسوا العمامة والجلابية وستلفظهم الجزائر في يوم ما كما لفظت أسلافهم إلى ما وراء البحر .لا أحسب الليلة إلا أنّ شهداءنا يضجّون في قبورهم وقادتنا وزعماءنا وشيوخنا وحرائرنا ثائرين في لحودهم على من خان العهد وغيّر مع المغيّرين وبدّل مع المبدلين*من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا* مبارك لكم ومبارك عليكم أيّها الأساتذة والمربون اتّحادكم والتفافكم وتآخيكم مبارك لكم هذه الوقفة النّوعية التي سيسجلها تاريخ النّضال السّلمي بأحرف من ذهب مبارك لكم هذا الوعي الحضاري السّلمي عودوا إلى مزاولة أعمالكم ومهامكم يا حملة الرّسالة وورثة الأنبياء برؤوس مرفوعة وهامات ممشوقة عودوا بعدما أحرجتم خصومكم وأعطيتموهم درسا في الوطنية والنّضال السلمي والتّضحية من أجل البلاد عودوا وأنتم مقتنعون بأن تغيير هذا الوضع المتعفّن يحتاج إلى جهد و تواصل واستمرارية وتضحية وبذل وفداء يحتاج إلى رجال ونساء لا تلين عزائمهم ولا تخور قواهم ولا تتبدّل قناعاتهم عودوا إلى أعمالكم دون أن تسمحوا لليأس والقنوط أن يتسلّل إلى نفوسكم سيأتي اليوم الذي سيكتب فيه أستاذ التّاريخ عنوانا بالخط العريض إضراب 24 فيفري 2010 وتداعياته عودوا وعين الله تكلؤكم وترعاكم*ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظالمون* *وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا*