جيهان الاحمد
2010-03-06, 22:13
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. إخواني في منتدى كوورة جزائرية كالعادة موضوع جديد إن شاء الله ينال إعجابكم وتبادلوني الإعجاب بردود موضوعية بعيدة عن كل شوفينية و تعصب. في أثناء دراستي الثانوية علمني أستاذي في مادة الرياضة مفهومان قال عنهما أنهما أساسيان قبل ممارسة أي نشاط رياضي، المفهوم الأول كان أن روح الجماعة هي أساس كل انتصار فالفرد يضحي في أغلب الأحيان من أجل المجموعة، والمفهوم الثاني أنه لا يجب على أي رياضي أن ينتفض على ما يقرره المدرب مثلما لا ينتفض البناء(الماسو) على قرارات المهندس حتى لا ينهار البناء.
ولأن أستاذي كان فذا إلى درجة الرهابة في البيداغوجيا (طريقة إيصال المعلومة للمتلقي)، لم يكن يلقننا هذه المفاهيم عبر خط الطباشير على السبورة لأن ما يُمحا على السبورة بالطلاسة لا يلبث أن يُمحا من غياهيب العقل بالنسيان والتيهان، لذا فقد كان يستعمل وسيلة أنجع من أجل تلقيننا هذه المبادئ القيمة وهي استعمال وقائع حسية من خلال دفعنا إلى ارتكاب الأخطاء على أرض الواقع والتمثيل بها من أجل إصلاح الوضع، تماما كمن يستعمل سم الأفعى لصنع مصل مضاد للسم.
أذكر أنه في أحد دورات كرة القدم التي كانت تجمعنا بباقي ثانويات مدينتي والتي كان فيها أستاذي يتربع على عرش العارضة الفنية لفريقنا أن أحد لاعبينا النجوم الذي كان يلعب في نفس الوقت لأواسط أحد أكبر فرق مدينتي "مولودية قسنطينة" كان يغتاظ كثيرا لأن المدرب لم يكن يشركه أساسيا في بعض اللقاءات لعدم حاجته إليه خاصة أنه كان يخوض اللقاءات بعقلية الترفيه لا أكثر، وفي إحدى المباريات وبينما كنا نتلقى تعليمات ما بين الشوطين انزوى اللاعب النجم بعيدا عن المجموعة غير مكترث بما يقوله المدرب، فجأة رأيت الأستاذ يأمره بالاقتراب وما إن اقترب منا حتى قال له جملة لن أنساها ما حييت، لقد قال له : " يا بني لسنا نلعب الشطرنج حتى أضحي بالبيادق من أجل الملكة ". (ولمن لا يعرف الشطرنج فهي لعبة تخوضها كل البيادق من أجل الحفاظ على ملكة تتوسط الخطوط)
أدركت أن أستاذي لم يبتعد إطلاقا عن أرض الواقع لما نعت النجم بالملكة فقد كان ملكة بحق ولم يخطئ لما نعتنا بالبيادق فقد كنا بيادقا مقارنة به، لكنني تذكرت في نفس الوقت ما الذي كان يعنيه حينما كان يقول لنا : " الفرد يضحي في أغلب الأحيان من أجل المجموعة ".
ولأن السيد سعدان يضحي بالبيادق الآن من أجل الملكات، أحب أن أنقل لك يا ناخبنا مقولة أستاذي : " نحن لا نلعب الشطرنج فانتبه لبيادقك التي بدأت تخسرها خارج إطار المنافسة "، منصوري ملكة من ملكتنا وقاواوي أيضا وغيرهم كثر لكن بيادقنا لا تلعب لأجل هذه الملكات.
شكرا وإليكم الخط................
ولأن أستاذي كان فذا إلى درجة الرهابة في البيداغوجيا (طريقة إيصال المعلومة للمتلقي)، لم يكن يلقننا هذه المفاهيم عبر خط الطباشير على السبورة لأن ما يُمحا على السبورة بالطلاسة لا يلبث أن يُمحا من غياهيب العقل بالنسيان والتيهان، لذا فقد كان يستعمل وسيلة أنجع من أجل تلقيننا هذه المبادئ القيمة وهي استعمال وقائع حسية من خلال دفعنا إلى ارتكاب الأخطاء على أرض الواقع والتمثيل بها من أجل إصلاح الوضع، تماما كمن يستعمل سم الأفعى لصنع مصل مضاد للسم.
أذكر أنه في أحد دورات كرة القدم التي كانت تجمعنا بباقي ثانويات مدينتي والتي كان فيها أستاذي يتربع على عرش العارضة الفنية لفريقنا أن أحد لاعبينا النجوم الذي كان يلعب في نفس الوقت لأواسط أحد أكبر فرق مدينتي "مولودية قسنطينة" كان يغتاظ كثيرا لأن المدرب لم يكن يشركه أساسيا في بعض اللقاءات لعدم حاجته إليه خاصة أنه كان يخوض اللقاءات بعقلية الترفيه لا أكثر، وفي إحدى المباريات وبينما كنا نتلقى تعليمات ما بين الشوطين انزوى اللاعب النجم بعيدا عن المجموعة غير مكترث بما يقوله المدرب، فجأة رأيت الأستاذ يأمره بالاقتراب وما إن اقترب منا حتى قال له جملة لن أنساها ما حييت، لقد قال له : " يا بني لسنا نلعب الشطرنج حتى أضحي بالبيادق من أجل الملكة ". (ولمن لا يعرف الشطرنج فهي لعبة تخوضها كل البيادق من أجل الحفاظ على ملكة تتوسط الخطوط)
أدركت أن أستاذي لم يبتعد إطلاقا عن أرض الواقع لما نعت النجم بالملكة فقد كان ملكة بحق ولم يخطئ لما نعتنا بالبيادق فقد كنا بيادقا مقارنة به، لكنني تذكرت في نفس الوقت ما الذي كان يعنيه حينما كان يقول لنا : " الفرد يضحي في أغلب الأحيان من أجل المجموعة ".
ولأن السيد سعدان يضحي بالبيادق الآن من أجل الملكات، أحب أن أنقل لك يا ناخبنا مقولة أستاذي : " نحن لا نلعب الشطرنج فانتبه لبيادقك التي بدأت تخسرها خارج إطار المنافسة "، منصوري ملكة من ملكتنا وقاواوي أيضا وغيرهم كثر لكن بيادقنا لا تلعب لأجل هذه الملكات.
شكرا وإليكم الخط................