تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخشية المذمومة والخشية المحمودة


الكهف الجزائري
2007-05-11, 22:22
الخشية المذمومة والخشية المحمودة

1- خشية المخلوق وهي باعتبار المدح والذم نوعان:
أ) الخشية الممدوحة ومنها قوله تعالى: ''وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم'' (النساء/9)
وقوله: ''فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا'' (الكهف 80)·
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى''· وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد أتي يوما بطعامه: ''قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان خيرا مني، فلم يوجد له ما يكفّن فيه إلا بردة، وقتل حمزة رضي الله عنه أو رجل آخر خيرا مني، فلم يوجد له ما يكفّن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجّلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي''· ومن حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ''فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: ''زمّلوني زملوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر، لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا''·
ب) ومن الخشية المذمومة، قول الله تعالى: ''إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني'' (البقرة/ 150)· وقوله تعالى: ''ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم'' (الإسراء/31)·
وقال تعالى: ''إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية'' (النساء/77)· وقالت عائشة رضي الله عنها: ''صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية''·
ويناظره أيضا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني''·
ومن حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ''لا يحقر أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمرا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا، فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى''·
2- خشية الخالق، وغالبا ما تقترن بالدمع والبكاء، قال تعالى: ''وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى'' عبس/.9 وقوله تعالى: ''من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب'' (ق/33)·
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع''·

علي الجزائري
2007-05-11, 23:27
نرجو منك أخي الكريم تعريف الخشية أولا .. و ما الفرق بينها و بين الخوف ..
و بارك الله فيك ..

البجعدي
2007-05-17, 22:28
فالمقصود به أن الخشية تبلغ غاية أعلى من الخوف، فحين توصف الشجرة بأنها خشية فهذا يعني أنه لا فائدة منها ألبتة، فقد فاتت الفائدة منها بالكيلة، على حين أن الناقة حين توصف بأنها خوفاء، فهذا لا يعني فوات الفائدة منها نهائياً، وإنما هو نقص وداء، قد يزول.

وهذا تعبير عن التفاوت بين مرتبتي الخشية والخوف، وأن الخشية أشد من الخوف.
واليك الشكر الجزيل على الموضوع وبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
اتمنى اني اقنعت الأخ علي الجزائري على سؤاله

علي الجزائري
2007-05-17, 23:50
بارك الله فيك ..
و للفائدة كذلك : الخوف هو الذعر و هو إنفعال يحصل بتوقع ما فيه ضرر ..
و هو ثلاثة أقسام :
1 خوف طبيعي : ( لا يؤثر في العقيدة ) قال تعالى عن نبيه موسى عليه السلام :
( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ..
2 خوف العبادة : أن يخاف أحدا يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى ..
و صرفه لغير الله شرك أكبر .
3 خوف السر : كأن يخاف صاحب القبر ..أو وليا بعيدا عنه فهذا شرك كذلك

أما الخشية فهي الخوف المبني على العلم بعظمة من يخشاه و كمال سلطانه
لقول الله تعالى :".. إنما يخشى اللَهَ من عباده العلماءُ "
أي العلماء بعظمته و كمال سلطانه فهي أخص من الخوف ،
و يتضح الفرق بينهما بالمثال فإذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر
عليك أم لا فهذا خوف ، و إذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية ..
و للخشية مثل أقسام الخوف ...

الكهف الجزائري
2007-06-13, 16:56
شكرا إخوتي على التوضيح