المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشعر العربي (بالرغم منا قد نضيع !! )


هانيباال
2010-03-05, 02:16
قد قال لي يوماً أبي إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب وغدوت تلعق من ثراها البؤس في الليل الكئيب قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان إن ضاقت الدنيا عليك فخذ همومك في يديك واذهب إلى مسجد الحسين وهناك صلي ركعتين (2) كانت حياتي مثل كل العاشقين والعمر أشواق يداعبها الحنين كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في مسجد الحسين أو دعوة لله أن يرضى عليه لكي يرى .. جد الحسين قد كنت مثل أبي أصلي في المساء وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء أو أقرأ الكتب القديمة أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء (3) وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي وسط الضباب وفي الزحامِ يهزني في مضجعي ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب أحشاؤها حُبلى بطفلٍ غير معروف الهوية أحزانها كرمادِ أنثى ربما كانت ضحية أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل كم من دماء الناس ينـزف دون جرح .. أو طبيب لا شيء فيك مدينتي غير الزحام ما أثقل الدنيا ... وكل الناس تحيا .. بالكلام (4) وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف ماتوا يريدون الرغيف شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام قد كان لي عقل يفجر في صخور الأرض أنهار الضياء لم يبق في الدنيا حياء قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني المجنونُ .. بين العقلاء قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء (5) دربُ المدينة صارخُ الألوانِ فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ أبتاه .. أيامي هنا تمضي مع الحزن العميق وأعيشُ وحدي .. قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق تتربع الأحزانُ في أرجائه ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق (6) ماذا ستفعل يا أبي إن جئتَ يوماً دربنا أترى ستحيا مثلنا ؟؟ ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب أين المفر؟ والعمرُ يسرع للغروب (7) أبتاهُ .. لا تحزن فقد مضت السنين ولم أصلِّ .. في مسجد الحسين لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء بالرغم منا .. قد نضيع بالرغم منا .. قد نضيع من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟ من يجعل الغصنَ العقيمَ يجيء يوماً .. بالربيع ؟ من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟ (8) أبتاهُ بالأمس عدتُ إلى مسجد الحسين صليتُ فيه الركعتين بقيت همومي مثلما كانت صارت همومي في المدينةِ لا تذوب بركعتين

هانيباال
2010-03-05, 02:34
قد قال لي يوماً أبي
إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس
في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام
أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى مسجد الحسين
وهناك صلي ركعتين
(2)
كانت حياتي مثل كل العاشقين
والعمر أشواق يداعبها الحنين
كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في مسجدالحسين
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى .. جد الحسين
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء
(3)
وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب
ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي
وسط الضباب وفي الزحامِ
يهزني في مضجعي
ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب
أحشاؤها حُبلى بطفلٍ
غير معروف الهوية
أحزانها كرمادِ أنثى
ربما كانت ضحية
أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين
طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين
أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
كم من دماء الناس
ينـزف دون جرح .. أو طبيب
لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
أحياؤنا .. سكنوا المقابر
قبلَ أن يأتي الرحيل
هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
ما أثقل الدنيا ...
وكل الناس تحيا .. بالكلام
(4)
وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء
أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
ماتوا يريدون الرغيف
شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
(5)
دربُ المدينة صارخُ الألوانِ
فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني
والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ
هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
(6)
ماذا ستفعل يا أبي
إن جئتَ يوماً دربنا
أترى ستحيا مثلنا ؟؟
ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا
وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب
أين المفر؟
والعمرُ يسرع للغروب
(7)
أبتاهُ .. لا تحزن
فقد مضت السنين
ولم أصلِّ .. في مسجد الحسين
لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي
لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء
بالرغم منا .. قد نضيع
بالرغم منا .. قد نضيع
من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟
من يجعل الغصنَ العقيمَ
يجيء يوماً .. بالربيع ؟
من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟
(8)
أبتاهُ
بالأمس عدتُ إلى مسجد الحسين
صليتُ فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين !!

** مريم **
2010-03-06, 07:08
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

أمـــــرّ مـــــرور قاريء صامت يا أخي .

لي عودة إن شاء الله فيما كتبت .

بارك الله فيك

عاكف
2010-03-06, 08:11
رائع ما كتبت

هانيباال
2010-03-06, 22:42
مشكورة أختي الكريمة مريم علي مرورك العطر

نجحت اخيرا في كتابة موضوع ولكن بطريقة عجيبة كما ترين

كنت أشك ...ولكني تأكدت ان الكمبيوتر لم يكن هو السبب في عدم قدرتي علي كتابة المواضيع وتقييد قلمي

وطبعا ستخمنين السبب !!

علي العموم هذا الشعر ( بالرغم منا قد نضيع ) من اروع ما قرأت لشاعري المفضل فاروق جويدة ويحكي عن تجربة انتقاله من الريف الي المدينة القاسية واتمني ان يكون اعجبك

وسأحاول ان اكتب مواضيع اخري عن مختارات شعرية اراها رائعة من شعراء اخرين ومن مدارس مختلفة

دمتي بخير يا مريم ونورتي موضوعي

في امان الله

هانيباال
2010-03-06, 22:46
مشكوور اخي عاكف علي المرور وكلامك الطيب

شكرا الك

مع السلامة

** مريم **
2010-03-08, 01:18
مشكورة أختي الكريمة مريم علي مرورك العطر

نجحت اخيرا في كتابة موضوع ولكن بطريقة عجيبة كما ترين

كنت أشك ...ولكني تأكدت ان الكمبيوتر لم يكن هو السبب في عدم قدرتي علي كتابة المواضيع وتقييد قلمي

وطبعا ستخمنين السبب !!

علي العموم هذا الشعر ( بالرغم منا قد نضيع ) من اروع ما قرأت لشاعري المفضل فاروق جويدة ويحكي عن تجربة انتقاله من الريف الي المدينة القاسية واتمني ان يكون اعجبك

وسأحاول ان اكتب مواضيع اخري عن مختارات شعرية اراها رائعة من شعراء اخرين ومن مدارس مختلفة

دمتي بخير يا مريم ونورتي موضوعي

في امان الله

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

أخي أحمـــــد ، لا أدري لماذا أجــــد رغبة في قراءة موضوعك ، و أقرأ و أعيد ، و أغوص في كل كلمة ، دون أن أستطيع أن ألفظ بكلمة واحدة .

أعجبني حقيقة و واقع الأحداث المتطرق إليها في الموضوع . لا زخرفة كلام فيها ولا طبق من عسل مخدوع !

هي الحقيقة أحسن الكاتب تبليغها في أسطر من إبداعه و حسه .

فالشكر لكاتبها و ناقلها الذي احس بها و كل قاريء عرف قدر هذه الكلمات .

يبقى الإنسان وحيدا مع ربّه يستره و يحفظه و يسدد خطاه .

نسأل الله العظيم الثبات .

لي عودة في موضوعك ان شاء الله .

بارك الله فيك لطيب ما انتقيت .

في أمــــــان الله أحـــــمد

في انتظار ردودك و ابداعاتك من مواضيع قيمة

عرفت السبب يا أحمــــد

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=2427675#post2427675

مشاركة رقم : 844

mizou29
2010-03-09, 14:47
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا