نور الايام
2010-03-05, 00:20
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه وعرفه الناس به وتكونت عندهم الصورة الذهنية عنه على اساسه يعتبره شيئاًلازماًله لايمكن تغييره ..فيستسلم له ويقنع به كما يستسلم لشكل جسمه أو لون بشرته ..إذلايمكنه تغيير ذلك .
مع ان الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله أسهل من تغيير الملابس !!
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لايمكن تداركه أو جمعه بل هي بين أيدينا ..
ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة :
أنه كان في الاندلس تاجر مشهور وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس فأبغضوه وعزمور على أن يزعجوه فخرج ذات صباح من بيته متجهاً الي متجره لابسا قميصا أبيض وعمامة بيضاء :
فلقيه أولهم فحياه ثم نظر إلي عمامته وقال :مااجمل هذه العمامة الصفراء ..فقال التاجر :أعمي بصرك ؟هذه عمامة بيضاء فقال :بل صفراء لكنها جميله ..فتركه التاجر ومضى فلما مشى خطوات لقيه آخر فحياه ثم نظر إلي عمامته فقال ما أجملك اليوم ومااحسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء ..فقال التاجر يارجل العمامة بيضاء .قال :بل خضراء قال بيضاء ..اذهب عني ..ومضى المسكين يكلم نفسه وينظر بين الفينة والأخرى إلي طرف عمامته المتدلي على كتفه ليتأكد أنها بيضاء وصل إلي دكانه وحرك القفل ليفتحه فأقبل إليه الثالث وقال يافلان ماأجمل هذا الصباح خاصة لباسك الجميل وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء .. فنظر التاجر إلي عمامته يتأكد من لونها ثم فرك عينيه وقال يااخي عمامتي بيضااااء
قال :بل زرقاء لكنها عموما جميله لاتحزن ثم مضى فجعل التاجر يصيح به العمامة بيضاء وينظر إليها ويقلب اطرافها جلس في دكانه قليلا .. وهو لايكاد يصرف بصره عن طرف عمامته ..فدخل الرابع .. وقال اهلا بك ماشاء الله من اين اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟فصاح التاجر عمامتي زرقاء.. قال بل حمراء قال التاجر بل خضراء لالابل بيضاء لااعني زرقاء لاسوداء ثم ضحك ثم صرخ .. قال ابن حزم فلقد كنت اراه بعدها في شوارع الأندلس مجنونا يحذفه الصبيان بالحصى ..
فإذا كان هولاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل ..بل غيروعقله فما بالك بمهارات مدروسة منورة بنصوص الحويين يمارسها المرء تعبداًلله تعالى بها .
فطبق المهارات المتنوعة وتعلمها في التعامل مع الاخرين في الالقاء في الاقناع في الدعوة وإن قلت لي لااستطيع قلت حاول وأن قلت لااعرف قلت تعلم ..
قال صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم .وانما الحلم بالتحلم ..)
هدانا الله و اياكم
من كتاب استمتع بحياتك للدكثور العريفي
بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه وعرفه الناس به وتكونت عندهم الصورة الذهنية عنه على اساسه يعتبره شيئاًلازماًله لايمكن تغييره ..فيستسلم له ويقنع به كما يستسلم لشكل جسمه أو لون بشرته ..إذلايمكنه تغيير ذلك .
مع ان الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله أسهل من تغيير الملابس !!
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لايمكن تداركه أو جمعه بل هي بين أيدينا ..
ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة :
أنه كان في الاندلس تاجر مشهور وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس فأبغضوه وعزمور على أن يزعجوه فخرج ذات صباح من بيته متجهاً الي متجره لابسا قميصا أبيض وعمامة بيضاء :
فلقيه أولهم فحياه ثم نظر إلي عمامته وقال :مااجمل هذه العمامة الصفراء ..فقال التاجر :أعمي بصرك ؟هذه عمامة بيضاء فقال :بل صفراء لكنها جميله ..فتركه التاجر ومضى فلما مشى خطوات لقيه آخر فحياه ثم نظر إلي عمامته فقال ما أجملك اليوم ومااحسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء ..فقال التاجر يارجل العمامة بيضاء .قال :بل خضراء قال بيضاء ..اذهب عني ..ومضى المسكين يكلم نفسه وينظر بين الفينة والأخرى إلي طرف عمامته المتدلي على كتفه ليتأكد أنها بيضاء وصل إلي دكانه وحرك القفل ليفتحه فأقبل إليه الثالث وقال يافلان ماأجمل هذا الصباح خاصة لباسك الجميل وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء .. فنظر التاجر إلي عمامته يتأكد من لونها ثم فرك عينيه وقال يااخي عمامتي بيضااااء
قال :بل زرقاء لكنها عموما جميله لاتحزن ثم مضى فجعل التاجر يصيح به العمامة بيضاء وينظر إليها ويقلب اطرافها جلس في دكانه قليلا .. وهو لايكاد يصرف بصره عن طرف عمامته ..فدخل الرابع .. وقال اهلا بك ماشاء الله من اين اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟فصاح التاجر عمامتي زرقاء.. قال بل حمراء قال التاجر بل خضراء لالابل بيضاء لااعني زرقاء لاسوداء ثم ضحك ثم صرخ .. قال ابن حزم فلقد كنت اراه بعدها في شوارع الأندلس مجنونا يحذفه الصبيان بالحصى ..
فإذا كان هولاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل ..بل غيروعقله فما بالك بمهارات مدروسة منورة بنصوص الحويين يمارسها المرء تعبداًلله تعالى بها .
فطبق المهارات المتنوعة وتعلمها في التعامل مع الاخرين في الالقاء في الاقناع في الدعوة وإن قلت لي لااستطيع قلت حاول وأن قلت لااعرف قلت تعلم ..
قال صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم .وانما الحلم بالتحلم ..)
هدانا الله و اياكم
من كتاب استمتع بحياتك للدكثور العريفي