صالح القسنطيني
2010-03-03, 08:14
السلام عليكم
أرادوا أن يسكتوا أقلامنا، و يسفهوا عند بطانتهم أحلامنا، و يظهروا للناس أنّا عصبة أرادت الشقاق و الفتنة لحسد في صدورنا، فاجتمعوا لميقات يوم معلوم، و جمعوا جيشهم المشؤوم، و دق كاهنهم الأعظم الجرس، و تلا عليهم من تراهاتهم و ما دُرّس، و ذكرهم بإله الهوى، و استغاث بشيطان الغوى ثم قال لهم: ((يا حراس المعبد، و يا كهنة البلد، و يا سحرة الملك الممجد، أني اليوم قد دعوتكم لشيء عظيم، و خطر لاح في الأفق شره جسيم، فإن لم نتناصر فيما بيننا هلكنا، فإنّ العامة من الشعب قد عرفوا حقيقتنا، و تحركوا ضدّنا، فما أنتم فاعلون، و كيف نقف في وجههم و ما عليه عازمون))
فسكت الجميع برهة ثم نطق كاهن صغير قائلا: يا كبير معبدنا، و يا مقدم مجلسنا، إن الأمر لك فانظر ما أنت فاعل، و نحن تبع لك فانظر إلى ما أنت قائل، فنحن في هذا المعبد نبطن ما لا يعلمونه، و ندبّر ما يجهلونه، فانظر فنحن تبع لك، و إني مشير عليك بقوة السيف و الأمر لك.
فرد كاهنهم الأكبر: صدقت فالسيف حتم ليس لنا منه مفر، و هو مفزعنا إذا ذاقت بنا السبل و قطعت الأسباب و لحقها بتر، و أزيدك وجوب التشهير بكل من لحقه قتل بسر، و يجب أن نقطع الرقاب في العلن و الجهر، فالاسرار لا يكون رادعا للقوم و قوتهم خبرناها فهم علينا شر مستطير.
ثم خاطب الكهنة و السحرة و العراف قائلا: إن صغيركم قد أشار علي بما سمعتم، و الحق أني كنت سأخبركم بذلك لو سكتكم، فالسيف السيف في وجه كل من كتب عليكم، و وقف في وجهكم.
بعد ذلك نطق ساحر –شبه حكيم - فقال: أي كبيرنا، لو طبقنا عليهم السيف فما بقي فيهم أحد غير سكان معبدنا، فأمرهم قد ظهر و فشا و اشتهر، فلما لا تجادلهم في صواميعنا، فلعل الغلبة تكون لسحرتنا.
لما سمع هذا الكلام الكاهن الأعظم، و هو يعلم في نفسه عيوب قوانين دولتهم، و الظلم الذي حلق العامة بسببهم قال متلعثما: لا تجادلونهم فإنهم لا يفهمون, و لا تدخلونهم صواميعنا فإنهم نجسون، فكيف نجادل قوما لنا مخاصمون، و لأعرافنا منكرون، و بقوانينا كافرون، فنحن نتحاكم إليها و هم لها جاحدون، فلا جدال بيننا و بين القوم الظالمين.
فرد عليه الساحر: و لكن إني خبرتهم فما وجدت السيف لهم رادعا، و لو اجتمعنا عليهم و وثبنا وثبة الرجل الواحد فلن نشق لهم صفا و لن نحدث صدعا، فقد تعاهدوا و عاهدوا الموت أو العيش أحرارا.
ثم نطق عراف فقال: فلما لا نجمع بين السيف و الجدال، فنجادل ضعاف النفوس منهم و نسحر أعينهم بالحبال، و لغيرهم يكون السيف فنحدث فيهم المحال، و بذلك نكسب الضعاف في صفنا، و نتخلص من غيرهم و نبعدهم عنا.
فما كاد العراف ينهي كلامه حتى تعالت الأصوات في المعبد نعم نعم هذا هو القول الحكيم و هذا هو الرأي الذي وجب له التقديم.
و بما أن الكاهن الأعظم لا بد له من أن يظهر علو منزلته فهو لا يقبل بما يشار عليه مطلقا قال: و نزيد على ذلك إقامة المهرجانات و الدعوة للتجمعات، فنلهي بذلك الضعاف منهم و نشغلهم حتى نقضي على رؤوسهم...
فهذا ما أجمعو و أطبقوا عليه و قد تخلف عنهم أنّه :
هيهات هيهات أن يكسر الحق فالقلم قد يكسر و لكن الحق لن يكسر
ابو الهيثم صبيحة يوم الأربعاء 03/03/2010
أرادوا أن يسكتوا أقلامنا، و يسفهوا عند بطانتهم أحلامنا، و يظهروا للناس أنّا عصبة أرادت الشقاق و الفتنة لحسد في صدورنا، فاجتمعوا لميقات يوم معلوم، و جمعوا جيشهم المشؤوم، و دق كاهنهم الأعظم الجرس، و تلا عليهم من تراهاتهم و ما دُرّس، و ذكرهم بإله الهوى، و استغاث بشيطان الغوى ثم قال لهم: ((يا حراس المعبد، و يا كهنة البلد، و يا سحرة الملك الممجد، أني اليوم قد دعوتكم لشيء عظيم، و خطر لاح في الأفق شره جسيم، فإن لم نتناصر فيما بيننا هلكنا، فإنّ العامة من الشعب قد عرفوا حقيقتنا، و تحركوا ضدّنا، فما أنتم فاعلون، و كيف نقف في وجههم و ما عليه عازمون))
فسكت الجميع برهة ثم نطق كاهن صغير قائلا: يا كبير معبدنا، و يا مقدم مجلسنا، إن الأمر لك فانظر ما أنت فاعل، و نحن تبع لك فانظر إلى ما أنت قائل، فنحن في هذا المعبد نبطن ما لا يعلمونه، و ندبّر ما يجهلونه، فانظر فنحن تبع لك، و إني مشير عليك بقوة السيف و الأمر لك.
فرد كاهنهم الأكبر: صدقت فالسيف حتم ليس لنا منه مفر، و هو مفزعنا إذا ذاقت بنا السبل و قطعت الأسباب و لحقها بتر، و أزيدك وجوب التشهير بكل من لحقه قتل بسر، و يجب أن نقطع الرقاب في العلن و الجهر، فالاسرار لا يكون رادعا للقوم و قوتهم خبرناها فهم علينا شر مستطير.
ثم خاطب الكهنة و السحرة و العراف قائلا: إن صغيركم قد أشار علي بما سمعتم، و الحق أني كنت سأخبركم بذلك لو سكتكم، فالسيف السيف في وجه كل من كتب عليكم، و وقف في وجهكم.
بعد ذلك نطق ساحر –شبه حكيم - فقال: أي كبيرنا، لو طبقنا عليهم السيف فما بقي فيهم أحد غير سكان معبدنا، فأمرهم قد ظهر و فشا و اشتهر، فلما لا تجادلهم في صواميعنا، فلعل الغلبة تكون لسحرتنا.
لما سمع هذا الكلام الكاهن الأعظم، و هو يعلم في نفسه عيوب قوانين دولتهم، و الظلم الذي حلق العامة بسببهم قال متلعثما: لا تجادلونهم فإنهم لا يفهمون, و لا تدخلونهم صواميعنا فإنهم نجسون، فكيف نجادل قوما لنا مخاصمون، و لأعرافنا منكرون، و بقوانينا كافرون، فنحن نتحاكم إليها و هم لها جاحدون، فلا جدال بيننا و بين القوم الظالمين.
فرد عليه الساحر: و لكن إني خبرتهم فما وجدت السيف لهم رادعا، و لو اجتمعنا عليهم و وثبنا وثبة الرجل الواحد فلن نشق لهم صفا و لن نحدث صدعا، فقد تعاهدوا و عاهدوا الموت أو العيش أحرارا.
ثم نطق عراف فقال: فلما لا نجمع بين السيف و الجدال، فنجادل ضعاف النفوس منهم و نسحر أعينهم بالحبال، و لغيرهم يكون السيف فنحدث فيهم المحال، و بذلك نكسب الضعاف في صفنا، و نتخلص من غيرهم و نبعدهم عنا.
فما كاد العراف ينهي كلامه حتى تعالت الأصوات في المعبد نعم نعم هذا هو القول الحكيم و هذا هو الرأي الذي وجب له التقديم.
و بما أن الكاهن الأعظم لا بد له من أن يظهر علو منزلته فهو لا يقبل بما يشار عليه مطلقا قال: و نزيد على ذلك إقامة المهرجانات و الدعوة للتجمعات، فنلهي بذلك الضعاف منهم و نشغلهم حتى نقضي على رؤوسهم...
فهذا ما أجمعو و أطبقوا عليه و قد تخلف عنهم أنّه :
هيهات هيهات أن يكسر الحق فالقلم قد يكسر و لكن الحق لن يكسر
ابو الهيثم صبيحة يوم الأربعاء 03/03/2010