العابدالكنتي
2010-03-01, 19:37
إضراب عمال التربية....دع الجرح يتعفن
كنت خلال الأيام القليلة الماضية اسمع وارى و أتابع باهتمام ما يحدث في قطاع التربية والذي أنا من الموظفين فيه, وبالأخص حينما كنت أتصفح المنتدى الغالي منتدى الجلفة والذي افتخر أني احد المنتسبين إليه ويسعدني جدا أن يبلغ ربع مليون عضو, وهو أمر ممتاز ويفرح القلب.
قلت حينما كنت أتصفح المنتدى وأقرأ انفعالات وعواطف وأحاسيس صادقة ومعبرة لأعضاء من الأسرة التربوية على الرغم من البعض التجاوز غير المسموح به من ألفاظ وكلام لا يليق بلغة تخاطب بين أناس متعلمين, هم حملة العلم وورثة الأنبياء وقدوة وصفوة المجتمع.
والله شيء جميل جدا أن ينتفض معلمونا و أساتذتنا في هذه الحركة المباركة والنهضة الشاملة عسى أن تغير من الواقع المتردي شيئا, لكن ما شد انتباهي و جعلني أعاود الكتابة ليس كلام البعض واتهامه لي بشتى أنواع الاتهامات على أسس انتمائي النقابي, والذي لا اخجل به البتة. فالمبادئ تبقى والأشخاص تتغير, وأبرز مثال على ذلك هو نقابةUNPEF التي في سنة 2003 باع رئيسها القضية وقبض الثمن وأصبح مستشارا لوزير التربية الحالي بوبكر بن بوزيد ولازال هو كذلك. وبعض قيادييها أصبحوا مديرين و حصلوا على امتيازات وانتدابات أكثر حتى من ugta . لكن الصراحة تقال والحق أحق أن يقال حتى لو كان في نفسي ولا أخجل من ذلك, فالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بقيادته الحالية الصادق دزيري والمكلف بالإعلام عمراوي عبد الحق برهنا في أكثر من مرة على أن ولائهما على الأقل إلى حد الآن لعمال التربية وقضاياهم رغم الضغوط والإغراءات, رغم تحفظنا على بعض المطالب وطريقة الدفاع عنها.
إذا السبب الرئيس الذي دفعني لأمسك القلم وأكتب هو الوضع المتردي والمتعفن الذي وصل له قطاع التربية, والتصريح الخطير الذي قرأته اليوم في الجرائد اليومية والذي مفاده:((... وزارة التربية الوطنية تؤكد أنه لا مجال لإعادة النظر في الزيادات التي جاءت في ملف المنح والعلاوات، بعد مصادقة الحكومة عليها ))
هذا الوضع بالسياسة التي تنتهجها بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية مثلا لمعالجة الأزمات التي تخرج عن السيطرة , وتتمثل هذه السياسة أو الإستراتيجية في : دعه يفعل ما يريد ...دعه يتعفن
وتستمد هذه الإستراتيجية روحها و مبادئها من طريقة تعفن الجروح. فالجرح عندما تدعه لحاله و لا تعالجه سيتعفن و يتقيَح, وكلما ازداد تركته ولم تعالجه ازداد تعفنا وتقيحا وازداد الوضع تأزما على صاحبه. حتى يصل لدرجة يصبح الألم لا يطاق ولا يحتمل, فإما ينهار الشخص ويستسلم للواقع أو يرضخ للعلاج وعندها قد يكون العلاج والحل هو الاستئصال وقطع العضو المصاب كله كالورم الخبيث.
و الظاهر حسبما أرى والله اعلم أن الوضع الذي نحن عليه يشبه تماما ما قلته سابقا, فالحكومة ستلتزم الصمت فترة من الزمن وتعامل عمال التربية والنقابات الداعية والمستمرة في الإضراب على هذا الأساس أي طريقة الجرح المتعفن , ستتركهم يفعلوا ما يحلوا لهم وسيكون لسان حالها : هذا ما لدي افعلوا ما شئتم وأنا في الانتظار ..
وسيكون على عمال التربية ونقاباتهم مواصلة الإضراب لأيام وأسابيع , وسوف لن تلتفت إليهم الحكومة وتتجاهلهم تماما وكأنه لا حدث , كما فعلت مع إضراب الأطباء والذي يدخل شهره الثالث وبعض المواطنين بالكاد سمعوا به إلا مؤخرا, وعندما قررت الحكومة التفرغ للتربية فأرادت تسوية وضعية الأطباء وقد اجتمع معهم وزير الصحة مؤخرا قصد إيجاد أرضية تفاهم والاستجابة لمطالبهم والتي في أساسها مهنية بحتة.
إن طريقة الجرح المتعفن تهدف بالأساس إلى إحباط عزيمة الطرف المتشبث بمطالبه ويرفض التنازل عنها, وفي حالة فعلا طبقت الحكومة هذه الطريقة فان النقابتين الداعمتين للإضراب سيكون موقفا صعبا وحاسما في مسيرتهما فإما مواصلة الإضراب مهما كانت الخسائر والتضحيات( خاصة بعد مراسلة الوزارة لمديريات التربية باقتطاع أيام الإضراب من رواتب العمال المضربين), أو العودة والتراجع عن الإضراب وقبول بما اقترحه الوزارة من منح وتعويضات و.....الخ. وهو الأمر الذي يجعل النقابات في مواجهة مباشرة مع قاعدتها ويزعزع ثقة القاعدة في القمة , كما أن التخلي أو التراجع عن المطالب المرفوعة في الإضراب في هذا الوقت بضرب مصداقية النقابات عند الرأي العام , وهو أمر إضافي يزيد من الوضع تعفنا, فتكثر الانشقاقات والتصدعات في صفوف العمال و تبرز التصحيحيات و الانقلابات في صفوف قيادات هذه النقابات.
والواضح كما أرى أن الحكومة مصرة وعازمة على عدم الرضوخ لمطالب النقابتين أو التراجع عما أعلنته في وسائل الإعلام , وقد صرح أكثر من مسؤول كما أسلفنا سابقا بأنه لا زيادة أخرى غير تلك المعلنة, وهو ما يغلق الباب تماما أمام أي احتمال للتسوية حقيقية وشاملة للوضع المتأزم حتى لا أقول المتعفن في قطاع من المفروض أن يكون مضرب مثل في التفاني والعطاء وان يكون عماله معززون ومكرمون يعطى لهم إذا طلبوا ويسمع لهم إذا صرخوا و ينجدوا إذا استنجدوا ... لكن رغم كل هذا يبقى الأمل الوحيد الباقي هو في تدخل فخامة رئيس الجمهورية القاضي الأول في البلاد نصير المستضعفين الرجل الوطني الحر المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لوضع حد لهذا التعفن وهذا التدهور في الخطاب والقيم والمبادئ ومستقبل أبناء الجزائر.
وموعدنا الاثنين القادم ...وكل اثنين مع موضوع جديد ...في منتدى الجلفة الغالي والحبيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم في الله العابد الكنتي – ولاية تمنراست
كنت خلال الأيام القليلة الماضية اسمع وارى و أتابع باهتمام ما يحدث في قطاع التربية والذي أنا من الموظفين فيه, وبالأخص حينما كنت أتصفح المنتدى الغالي منتدى الجلفة والذي افتخر أني احد المنتسبين إليه ويسعدني جدا أن يبلغ ربع مليون عضو, وهو أمر ممتاز ويفرح القلب.
قلت حينما كنت أتصفح المنتدى وأقرأ انفعالات وعواطف وأحاسيس صادقة ومعبرة لأعضاء من الأسرة التربوية على الرغم من البعض التجاوز غير المسموح به من ألفاظ وكلام لا يليق بلغة تخاطب بين أناس متعلمين, هم حملة العلم وورثة الأنبياء وقدوة وصفوة المجتمع.
والله شيء جميل جدا أن ينتفض معلمونا و أساتذتنا في هذه الحركة المباركة والنهضة الشاملة عسى أن تغير من الواقع المتردي شيئا, لكن ما شد انتباهي و جعلني أعاود الكتابة ليس كلام البعض واتهامه لي بشتى أنواع الاتهامات على أسس انتمائي النقابي, والذي لا اخجل به البتة. فالمبادئ تبقى والأشخاص تتغير, وأبرز مثال على ذلك هو نقابةUNPEF التي في سنة 2003 باع رئيسها القضية وقبض الثمن وأصبح مستشارا لوزير التربية الحالي بوبكر بن بوزيد ولازال هو كذلك. وبعض قيادييها أصبحوا مديرين و حصلوا على امتيازات وانتدابات أكثر حتى من ugta . لكن الصراحة تقال والحق أحق أن يقال حتى لو كان في نفسي ولا أخجل من ذلك, فالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بقيادته الحالية الصادق دزيري والمكلف بالإعلام عمراوي عبد الحق برهنا في أكثر من مرة على أن ولائهما على الأقل إلى حد الآن لعمال التربية وقضاياهم رغم الضغوط والإغراءات, رغم تحفظنا على بعض المطالب وطريقة الدفاع عنها.
إذا السبب الرئيس الذي دفعني لأمسك القلم وأكتب هو الوضع المتردي والمتعفن الذي وصل له قطاع التربية, والتصريح الخطير الذي قرأته اليوم في الجرائد اليومية والذي مفاده:((... وزارة التربية الوطنية تؤكد أنه لا مجال لإعادة النظر في الزيادات التي جاءت في ملف المنح والعلاوات، بعد مصادقة الحكومة عليها ))
هذا الوضع بالسياسة التي تنتهجها بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية مثلا لمعالجة الأزمات التي تخرج عن السيطرة , وتتمثل هذه السياسة أو الإستراتيجية في : دعه يفعل ما يريد ...دعه يتعفن
وتستمد هذه الإستراتيجية روحها و مبادئها من طريقة تعفن الجروح. فالجرح عندما تدعه لحاله و لا تعالجه سيتعفن و يتقيَح, وكلما ازداد تركته ولم تعالجه ازداد تعفنا وتقيحا وازداد الوضع تأزما على صاحبه. حتى يصل لدرجة يصبح الألم لا يطاق ولا يحتمل, فإما ينهار الشخص ويستسلم للواقع أو يرضخ للعلاج وعندها قد يكون العلاج والحل هو الاستئصال وقطع العضو المصاب كله كالورم الخبيث.
و الظاهر حسبما أرى والله اعلم أن الوضع الذي نحن عليه يشبه تماما ما قلته سابقا, فالحكومة ستلتزم الصمت فترة من الزمن وتعامل عمال التربية والنقابات الداعية والمستمرة في الإضراب على هذا الأساس أي طريقة الجرح المتعفن , ستتركهم يفعلوا ما يحلوا لهم وسيكون لسان حالها : هذا ما لدي افعلوا ما شئتم وأنا في الانتظار ..
وسيكون على عمال التربية ونقاباتهم مواصلة الإضراب لأيام وأسابيع , وسوف لن تلتفت إليهم الحكومة وتتجاهلهم تماما وكأنه لا حدث , كما فعلت مع إضراب الأطباء والذي يدخل شهره الثالث وبعض المواطنين بالكاد سمعوا به إلا مؤخرا, وعندما قررت الحكومة التفرغ للتربية فأرادت تسوية وضعية الأطباء وقد اجتمع معهم وزير الصحة مؤخرا قصد إيجاد أرضية تفاهم والاستجابة لمطالبهم والتي في أساسها مهنية بحتة.
إن طريقة الجرح المتعفن تهدف بالأساس إلى إحباط عزيمة الطرف المتشبث بمطالبه ويرفض التنازل عنها, وفي حالة فعلا طبقت الحكومة هذه الطريقة فان النقابتين الداعمتين للإضراب سيكون موقفا صعبا وحاسما في مسيرتهما فإما مواصلة الإضراب مهما كانت الخسائر والتضحيات( خاصة بعد مراسلة الوزارة لمديريات التربية باقتطاع أيام الإضراب من رواتب العمال المضربين), أو العودة والتراجع عن الإضراب وقبول بما اقترحه الوزارة من منح وتعويضات و.....الخ. وهو الأمر الذي يجعل النقابات في مواجهة مباشرة مع قاعدتها ويزعزع ثقة القاعدة في القمة , كما أن التخلي أو التراجع عن المطالب المرفوعة في الإضراب في هذا الوقت بضرب مصداقية النقابات عند الرأي العام , وهو أمر إضافي يزيد من الوضع تعفنا, فتكثر الانشقاقات والتصدعات في صفوف العمال و تبرز التصحيحيات و الانقلابات في صفوف قيادات هذه النقابات.
والواضح كما أرى أن الحكومة مصرة وعازمة على عدم الرضوخ لمطالب النقابتين أو التراجع عما أعلنته في وسائل الإعلام , وقد صرح أكثر من مسؤول كما أسلفنا سابقا بأنه لا زيادة أخرى غير تلك المعلنة, وهو ما يغلق الباب تماما أمام أي احتمال للتسوية حقيقية وشاملة للوضع المتأزم حتى لا أقول المتعفن في قطاع من المفروض أن يكون مضرب مثل في التفاني والعطاء وان يكون عماله معززون ومكرمون يعطى لهم إذا طلبوا ويسمع لهم إذا صرخوا و ينجدوا إذا استنجدوا ... لكن رغم كل هذا يبقى الأمل الوحيد الباقي هو في تدخل فخامة رئيس الجمهورية القاضي الأول في البلاد نصير المستضعفين الرجل الوطني الحر المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لوضع حد لهذا التعفن وهذا التدهور في الخطاب والقيم والمبادئ ومستقبل أبناء الجزائر.
وموعدنا الاثنين القادم ...وكل اثنين مع موضوع جديد ...في منتدى الجلفة الغالي والحبيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم في الله العابد الكنتي – ولاية تمنراست