مشاهدة النسخة كاملة : طاعة ولي الأمر ولزوم الجماعة
السلام عليكم ورحمة الله
روى مسلم عن أبي رقية تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(( الدين النصيحة , الدين النصيحة , الدين النصيحة , قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله و لرسوله
و لكتابه و لائمة المسلمين و عامتهم )) .
فالنصيحة لله :
إفراده تعالى بالعبادة و تعظيمه و خوفه و رجاؤه و محبته و فعل أوامره و اجتناب نواهيه .
و النصيحة لرسوله صلى الله عليه و سلم :
تصديقه فيما أخبر به و طاعته فيما أمر به , و اتباع سنته , و الاهتداء بهديه و محبته ,
و ألا نعبد الله إلا وفق ما جاء به صلى الله عليه و سلم .
و أما النصيحة لأئمة المسلمين :
فهي الدعاء لهم و محبتهم و طاعتهم في حدود الله تعالى .
و أما النصيحة لعامة المسلمين :
فهو أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر , و حب الخير لهم كما نحب لأنفسنا
و بذل الخير لهم و مساعدتهم بقدر ما نستطيع.
الواجب نحـو ولاة الأمـور:
لقد دل الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة على وجوب طاعة الإمام و إن جار في حدود طاعة الله تعالى ,
ما لم يأمر بمعصية , فإن أمر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . كما تجب الصلاة خلفه
و الحج و الجهاد معه , و يطاع في مواضع الاجتهاد , و ليس عليه أن يطيع أتباعه في موارد الاجتهاد
بل عليهم طاعته في ذلك , و ترك رأيهم لرأيه , فإن مصلحة الجماعة و الائتلاف و تجنب مفسدة
الفرقة و الاختلاف , و أعظم من أمر المصالح الخاصة . كما تجب النصيحة له بالطرق المشروعة
و ترك منازعته و عدم الخروج عليه .
قال الإمام الطحاوي - رحمه الله - : (( و لا نرى الخروج على أئمتنا و ولاة أمورنا و إن جاروا ,
و لا ندعو عليهم , و لا ننزع يداً من طاعتهم و نرى طاعتهم من طاعة الله عز و جل فريضة ,
ما لم يأمروا بمعصية , و ندعو لهم بالصلاح و المعافاه)) .
و الأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب و السنة , فمن الكتاب قوله تعالى : (( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله
و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم )) {النساء: 59}
و من السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
(( من أطاعني فقد أطاع الله , و من عصاني فقد عصى الله , و من يطع الأمير فقد أطاعني ,
و من يعص الأمير فقد عصاني )) .
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( على المرء المسلم
السمع و الطاعة فيما أحب و كره إلا أن يؤمر بمعصية , فإذا أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة )) .
و السنة أن تُبذل النصيحة للإمام سراً بعيداً عن الإثارة و التهويل يدل لذلك ما رواه ابن أبي عاصم و غيره ,
عن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من أراد أن ينصح
لذي السلطان فلا يبده علانية , و ليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك , إلا أدى الذي عليه )).
هذه النصوص من القرآن و السنة كلها تأمر بطاعة الأئمة و ولاة الأمور في غير معصية الله تعالى .
و يمكن أن نستخلص منها ما يأتي :
1- أن السمع و الطاعة واجبة في كل الأحوال في غير معصية .
2- عدم الخروج على ولاة الأمر إذا لم يقبلوا النصيحة .
3- أن من نصح لولاة الأمر و أنكر عليهم بالطريقة المشروعة فقد برئ من الذنب.
4- النهي عن إثارة الفتن و أسباب إثارتها .
5- عدم الخروج على الولاة ما لم يظهر منهم الكفر البواح أي الظاهر الذي لا يحتمل التأويل .
لكن مع الأسف اختلط المراد الشرعي للجماعة عند كثير من المسلمين بل لدى كثير من الدعاة خصوصاً
المعاصرين من أصحاب المناهج الدعوية المخالفة مثل أصحاب المنهج الذي يدعو إلى اعتقاد أنه
ليس للمسلمين اليوم جماعة يرجعون إليها ذات ولاية بـبـيعة شرعية و أنه ليس في الأرض اليوم جماعة
للمسلمين التي ورد في النصوص الشرعية ذكرها و الحث على لزومها و تحريم الخروج عليها و بناءً
على هذا الاعتقاد الفاسد يوجبون على الأمة الإسلامية أن تسعى لإيجاد الجماعة حسب مفهومهم الخاطئ
بل يرون السعي في إيجادها و نصب الإمام العام فرض عين على كل فرد مسلم حتى توجد الخلافة العامة
التي تدين لها الأمة كلها من أدناها إلى أقصاها للخليفة فيها بالولاء و النصرة و المرجعية و يبنون ذلك المعتـقـد
الفاسد على ما يؤصلونه من أصل فاسد هو أن الجماعة إنما تطلق في النصوص الشرعية إطلاقين لا غير إطلاق
من حيث البناء و الكيان و إطلاق من حيث المنهج و الطريقة فمن حيث البناء و الكيان فالجماعة تُطلق على التي
اتفـقت آراء جميع المسلمين فيها على إمام واحد بعقـد بـيعة فهذه هي التي يحرم الخروج عليها و هي التي قال
الرسول صلى الله عليه و سلم فيها لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه : (( تلزم جماعة المسلمين و إمامهم )) الحديث .
يتبع إنشاء الله
علي الجزائري
2007-05-11, 16:00
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله خيرا على الموضوع المفيد جدا في هذا العصر و في كل عصر إلى قيام الساعة
و هو يحتاج إلى مزيد بيان و تفصيل فهذا الموضوع مهم جدا نحتاج إلى نشره بين أوساط
إخواننا الشباب ليكونوا على حذر ، فما يجري من سفك الدماء إلا لإهمال هذا الجانب ..
و أكبر دليل على ذلك ما حصل لبلادنا الحبيبة من فتن نابعة من الجهل بآداب النصيحة
التي وضحها رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام لمن تكون و وضح العلماء كيف تكون ،
حتى قال السلف :
( من علامة أهل السنة الدعاء لولاة الأمور و من علامة أهل البدع الدعاء عليهم .)
فنرجو من الأخ الكريم مزيد توضيح مع ذكر الأمثلة و أرجو منك ذكر تخريج للحديث ..
وفقك الله و نفع بك ..
السلام عليكم ورحمة الله
نشكر الأخ علي على التنبيه .
1. عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ) صحيح أخرجه البخاري ومسلم وهو في الارواء
2. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الإمام فقد أطاعني ومن عصى الإمام فقد عصاني * ( صحيح ) _ الظلال 1065 - 1078 : وأخرجه البخاري ومسلم .
3.حدثنا محمد بن رمح أنبأنا الليث بن سعد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ح و حدثنا محمد بن الصباح وسويد بن سعيد قالا حدثنا عبد الله بن رجاء المكي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المرء المسلم الطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة * ( صحيح ) _ الاسناد صحيح إبن ماجة
وشكرا عن التنبيه مرة أخرى
علي الجزائري
2007-05-11, 23:58
بارك الله فيك على حرصك على الإتيان بالأحاديث الصحيحة ..
إننا في هده البلاد نعيش نعمة بعد فقر و أمنا بعد خوف وعلما بعد جهل وعزا بعد دل بفضل التمسك بهدا الدين مما أوغر صدور الحاقدين يتمنون زوال ما نحن فيه ويجدون من بيننا للأسف من يستعملونه لهدم ما بني .
نسأل الله العافية.
السيف العامري
2007-05-14, 18:18
اخي بارك الله فيك فعلا هذا موضوع خطير
ان الذين خالفوا هذه النصوص من باب الحماس الزائد بغير علم
انظر
ماذا جرى بسبب اعمالهم فقد تقوى اهل البدع في عصورهم
بسبب انشغال ولي الامر بكف اذاهم عن الناس فاصبح لاينظر لغيرهم
يقول احدهم
انكرت الجهاد تحت البر و الفاجر وخالفت اهل السنة في ذلك
ووجدت نفسي اجاهد تحت دعم دولة غير مسلمة وتوجيهها وكذلك
دوله تدعي الاسلام وهي اشر على الاسلام من اسرائيل
فقلت لو كان الداعم لنا مسلما ووجهتنا معروفة ومشتركة لما حصل هذا الدمار علينا وعلى المسلمين
ويقول خرجنا على ولي الامر وبايعنا غيره لانه هو المؤمن الصالح في نظرنا وما لبثنا ان نزعناه وتركناه
يقول وحرمنا التعامل مع المسلمين لاسباب واهية ووضعنا ايدينا في ايدي الكفار عمدا
وفي كل مره اخرج من هذه المصائب وابحث عن حل وبديل اذكر نص من كتاب الله وسنة رسوله
قد تركناة جهلا او تأويلا واقول كيف تجرأت على ترك هذا النص
يقول ثم نظرت في النتيجة ولم اجد اي فائدة للاسلام والمسلمين
يقول ونظرت في فتوحات الدوله العثمانيه وكانت تحت قادة بعضهم فاسق والجيش مجاهد
ووجدت دول مسلمة وجوامع ومدارس لتعليم القران والسنه قائمه الى الان
فعلمت ان هذا الفاسق في نظرنا خير منا فلم يقتل اي مسلم ودعم المدارس الاسلاميه
وهو عند ربه يحاسبه عن اعماله الشخصيه ونحن نحمل اعمالنا واعمال غيرنا
بل ودماء مسلمه معصومه ومحرمة علينا نحملها غدا في اعمالنا لنعرضها ام الله
صحيح
ولي الامر له حقوق طالما لم يخرج عن الدين ولكن عليه الاستماع لنصائح العلماء المصلحين
في السر طبعا ويسمع منهم ويحترمهم لكي ينجو من غضب الله يوم القيامه
والعلماء عليهم مناصحته وتشجيعه على بذل الخير والمحافظه على الكتاب والسنه
وان يرد عن البلاد المنصريين ويرد المبشرين بالبدع والخرفات والمذاهب الهدامة
وعلى العلماء ان يحسنوا الظن بمن انساق لجهل ولا يحرموه من النصح
والدعاء له بالهدايه وكذلك ولي الامر يدعى له لان صلاحة صلاح للامة
وضعف لاعداء الامة
حفظ الله الجزائر ورد من خرج منهم عن الطاعة الى الحق وكذلك كل بلاد الاسلام
ليجتمعوا على النصح والاصلاح والتعاون وتطبق السنة لا منشورات الحقد الخارجية
التى ترى ان جهاد دول الكفر عن طريق قتل المسلمين في بلادهم (سبحان الله).ا
فيك بارك الله.
يا أخي إننا ولله الحمد في هذه البلاد لا نزال بنعمة لكننا نخشى من زوالها بسبب ذنوبنا وقد كثرت وتجاهل خطرها الكثير من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول تعالى " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " الحج : 40 - 41
ويقول تبارك وتعالى " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " الأعراف : 96
الحمد لله.
إنني أحمد الله على ما تعلمناه في بلدنا من دين و أتمنى أن يحفظها الله لنا و يبعد عنا الفتن و ما يشعلها و أظن و الله أعلم أننا تعلمنا من محنتنا و لا أظن الحماس الأعمى هو الذي سيحكم فينا فاللهم سلِّم ..ولكن هذا صعب فالناس تخلط بين من أوتي العلم و يفتنون بمن أظهر الإستقامة والتعبد و شتان بين الإثنين و أذكر في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يَخرُجُ فِيْ هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُم مَعَ صَلَاتِهِم ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاْ يُجَاوِزُ حُلوقَهَم أَوْ حَنَاجِرَهُم ، يَمرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرّمِيَّةِ ) )رواه البخاري (6931) ومسلم (1064) .(
علي الجزائري
2007-05-16, 00:33
الموضوع لا زال مفتوحا و فيه الكثير من المسائل
الهامة ... و تحتاج إلى كلام العلماء الكبار رحمهم الله تعالى
تتمة للموضوع .
من أقوال أئمة السلف رحمهم الله :
يقول شيخ الإسلام في منهاج السنة " ولهدا كان المشهور من مدهب أهل السنة لا يرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على دلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة...."
وقال الإمام الآجري في الشريعة "فلا ينبغي لمن رأى إجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلا كان أوجائرا فخرج وجمع جماعة و سل سيفه وأستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه بحسن ألفاظه في العلم إدا كان مدهبه مدهب الخوارج....."
وقال الإمام الشوكاني في السيل " ولكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل ،أن يناصحه ،ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد...."
وقال الطحاوي رحمه الله " ولانرى الخروج علىأئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا منطاعتهم ....."
يتبع إنشاء الله .
علي الجزائري
2007-05-16, 00:48
و سل سيفه وأستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه بحسن ألفاظه في العلم إدا كان مدهبه مدهب الخوارج.....
جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج في هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم
مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم
أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية)).
تتمة للموضوع.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله " فإن بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم معرضا بدلك عما لهم من محاسن أو صواب ولا ريب أن سلوك هدا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد الأمر إلا شدة فإنه لايحل مشكلا ولا يرفع مظلمة وإنما يزيد البلاء بلاء .........." ( الراعي والرعية).
أجاب سماحة الشيخ إبن باز رحمه الله عن سؤال قال" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة ودكر دلك على المنابر لأن دلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة ............."
وقال أيضا ".........لا يجوز الخروج ولا تغيير باليد بل يجب السمع والطاعة في هده الأمور التي ليس فيها منكر بل نظمها ولي الأمر لمصالح المسلمين ...." ( مراجعات في فقه ا لواقع السياسي )
رحمهم الله إنهم فعلا علماء فإنهم يرون بنور الله .
السيف العامري
2007-05-17, 00:33
بارك الله فيكم على ذكر هذه النصوص والادله كثيره تؤيد وتوافق ما ذكرتوه
نفع الله بكم اهل الجزائر واهل الاسلام انه ولي ذلك والقادر عليه
روى البخاري ومسلم من طريق أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وفي لفظ لمسلم من طريق أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: هل وراء ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
وبهذا يتضح بما لا مجال للشك فيه أن الفرقة الناجية هي من كانت مع جماعة المسلمين وإمامهم.
فالزم أيها المسلم المنهج المستقيم واحذر أشد الحذر من اتباع الهوى ودعاة الجحيم.
والدين النصيحة، والحمد لله رب العالمين.
احسن الله اليك
موضوع رائع فالخوارج شرهم عم وانتشر ولابد من توعيه للناس لخطرهم
لانهم خفيين ويستطيعون غش الناس بمظهرهم
فكم من شاب وقع فريسه لهم
اسئل الله ان يجيرنا الفتن ماظهر منها ومابطن
الموضوع لا زال مفتوحا بإدن الله وفيه الكثير من المسائل....
و أترككم مع هده الصور التي سطرها لنا التاريخ.
صورة من تعامل الإمام أحمد مع ظلم الحاكم
اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله، وقالوا له:
إن الأمر قد تفاقهم وفشا – يعنون إظهار القول بخلق القرآن
وغير ذلك – ولا نرضى بإمرته ولا سلطنه، فناظرهم في ذلك،
وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدً من طاعة، ولا تشقوا
عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم،
وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح برٌّ، أو يُستراح
من فاجر. وقال: ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار.
وقال المرذوي: سمعتُ أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج
إنكاراً شديداً، وقال في رواية إسماعيل بن سعيد: الكفُّ لأنا نجدُ
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما صلوا فلا" الآداب الشرعية
صورة من وصية السلف لأبناءهم في مسألة الحكام
قال عمرو بن العاص لابنه: يا بني احفظ عني ما أوصيك به:
إمامٌ عدلٌ خيرٌ من مطرٍ وابلٍ، وأسدٌ حطوم خيرٌ من إمام ظلوم،
وإمام ظلومٌ غشوم خيرٌ من فتنةٍ تدوم. الآداب الشرعية
صور من تهدئة السلف غضب الحكام
أراد المنصور خراب المدينة لإطباق أهلها على حربه مع محمد
بن عبد الله بن حسن، فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين،
إن سليمان أُعطي فشكر، وإن أيوب عليه السلام ابتلي فصبر،
وإن يوسف عليه السلام قدر فغفر، وقد جعلك الله عز وجل
من نسل الذي يعفون ويصفحون فطفئ غضبه وسكت. نفس المصدر
صورة من مناصحة السلف للخارجين على الحاكم
كتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه
عن الخروج على إمامه وقال: إنك يا ابن الأشعث قد وضعت
رجلك في ركاب طويل ، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
الله الله !! انظر لنفسك فلا تهلكها ، ودماء المسلمين فلا تسفكها ،
والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف الناس
على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله
في سفك دم أو استحلال محرم ، والسلام عليكم: خطبة لسلطان العيد.
أقول: يا شباب الإسلام عليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم،
والزموا العلماء، فهم ورثة الأنبياء، وكونوا سبباً لنصرة هذا الدين،
ولا تكونوا سبباً لتكالب الأعداء على الإسلام والمسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعداء لرؤية مشاركاتك مجددا أخ dolim...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(منْ كّرِهَ مِنْ أميرهِ شَيْئاً فليَصْبر، فإنَّهُ مَنْ خَرَجَ عَن السُلْطَانِ شِبْراً مَاتَ مَيْتَة جَاهِلِيَّة)
أخرجه البخاري في "الفتن" باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (سترون من بعدي أموراً تنكرونها) وفي "لأحكام" باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية
ومسلم في "الإمارة" باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن)
احسن الله اليكم اخواني
كم يسعدني قرائة مثل هذه المواضيع
اسال الله ان يهدي ضال المسلمين
محمد أبو عثمان
2007-07-04, 22:50
بارك الله فيكم وجزي الله الأخ dolimخير الجزاء على الموضوع
ها جر2000
2011-01-24, 06:21
بارك الله فيك على البحث القيم
كل من خرج عن جماعة المسلمين في أي بلد فإنه لا يريد سوى الدنيا و زينتها، لأن الرئيس أو الملك لم يمنع أحدامن الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج، و لم يمنع أحدا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
http://montada.rasoulallah.net/uploads/monthly_12_2008/post-12973-1230143707.gif
بلقاسمي1991
2011-01-25, 21:18
شكرا جزيلا وبارك الله فيكم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir