hamza_g12
2010-02-27, 18:13
الأمة : يقول المفكر القومي العربي ساطع الحصري، (اللغة روح الأمة وحياتها والتاريخ بمثابة شعورها وذاكرتها )
مقدمة : لقد إهتم الباحثون بالدراسة في البحث عنعوامل أو مقومات نشوء الأمم فالبعض أرجع وجود الأمة أو القومية الى عنصرمعين كانتماء الأفراد لبعضهم البعض لشعورهم بالقرابة الروحية فرينانالمفكر الفرنسي يرى أن الصفة المميزة للأمة وجودها في الآن نفسه هي الصفةالروحية فهي كما يقول {مجموعة من البشر يجمعهم وعي خاص وشعور بانتماءأعضائها بعضه لبعض} فكان لهذا القول أنما يربط الأفراد بعضهم ببعض هوإحساس وشعور بالقرابة الروحية حيث يشعر كل غفرد من أفراد هذه الأمةبانتمائه الى أمته مما يحفزه ويدفعه الى العمل والتضامن معها قصد بلوغغاية سامية ومشتركة ألا وهي المصلحة العليا للأمة أما البعض الآخر يرى أننشوء الأمم يرجع الى جملة من العناصر أو المقومات كالإقليم والدين واللغةوحدة العرق وحدة الحياة الاقتصادية وحدة الماضي والمصير المشترك والمفكرالعربي صاطع الحصري يرجع أصل وجود ونشوء الأمم والقوميات الى عنصرين اثنينيلخصهما في العبارات التالية اللغة روح الأمة وحيتها والتاريخ بمثابةشعورها فالنحلل هذه العبارة بشرط أن نبحث عن موطن الضعف والقوة فيها لاريبأن اللغى تلعب دورا فعالا في حياة الأفراد والجماعات وهي إحدى الدعائمالأساسية في الترابط والتلاخم الاجتماعي بين الأفراد فإذا كان القدماء قدعرفوا أن الإنسان حيوان اجتماعي فإنهم قد عرفوه بأنه حيوان ناطق الأمرالذي يتجلى من ورائه ارتباط اجتماعي للإنسان بخاصيته الأساسية وهي النطقأو اللغة ونحن إذا اما بحثلنا عن أهمية اللغة في توطيد وتلاحم وترابطالعلاقات بين الأفراد والمجتمعات نجدها عديدة ومختلفة منها أن اللغة أداةتفاهم وتخاطب واتصال وتواصل وأن اللغة أيضا ظاهرة اجتماعية على أساس أنهاتتصف بخصائص الظاهرة الاجتماعية فمثلا أن أفراد المجتمع العربي ملزمونبالتكلم لغة واحدة وكذلك لا يمكن أن نتصور أمة من دون لغة وفي هذا المعنىيقول فيخت (إن الفوارق بين أهال روسيا وبين سائر الألمان ما هي إلا فوارقعارضة وسطحية ناتجة عن الأحداث الاعتباطية وأما الفوارق التي تميز الألمانعن سائر الشعوب الأوربية قائمة على طبيعة فاللغة التي يشترك فيها جميعالألمان تميزهم عن جميع الأمم الأخرى تمييزا جوهريا ) كما أن اللغة في حدذاتها تتضمن كما يقول هردر (على كل ذخائر الفكر والتقاليد والتاريخوالفلسفة والدين وفيها ينبض كل قلب شعب ويتحرك كل روحه ومن انتزاع من هذاالشعب لغته أو التقصير في احترامها حرمه من ثروته الوحيدة التي البلى ) هذا ما دفع المفكر العربي ساطع الحصري بأن اللغة روح الأمة وحياتها أمااعتبار اللغة في نظره بمثابة شعور الأمة وذاكرتها يستند على أسس منها : أناللغة أداة نقل تراث الماضي إلى الحاضر كنقل تراث الأجداد إلى الأبناءفالإنسان يحيى بها حياة اجتماعية وعن طريقها يتجاوز حدود المكان والزمانفيتصل بالناس اتصالا مباشرا كما يتصل معهم اتصالا لا مباشر لأن اللغة سمحتللأجيال بنقل تجاربها وخبراتها للذين يأتون بعدهم وكذلك النظر إلى التاريخكذكريات مشتركة توحد مشاعر وأحاسيس الأفراد وتأجج عواطفهم الوطنية وشعورهمالقومي فالتاريخ بالنسبة لأفراد الأمة جزء من حياتهم حيث يخلق لديهمالشعور بالوحدة وعلى أساس أن التاريخ لا يعتبر في نظرهم مجرد تسجيلللحوادث بل هو وسيلة للكشف عن حاضرهم قصد بناء مستقبلهم أو ما يمكن أنيكون عليه مستقبلهم يقول ساطع الحصري ( التاريخ هو بمثابة شعور الأموذاكرتها فغن أمة من الأمم إنما تشعر بذاتها وتتعرف الى شخصيتها بواسطةتاريخها الخاص) ويقول أيضا (إن الذكريات التاريخية تقرب النفوس وتوجدبينها نوعا من القرابة المعنوية والأمة المحكومة التي تنسى تاريخها الخاصتكون قد فقد شعورها ووعيها وهذا الشعور وهذا الوعي لا يعود إليها إلاعندما تتذكر ذلك التاريخ وتعود إليه ) وإذا فلا يمكن فصل حاضر الأمة عنماضيها مثلما لا يمكن فصل ذكريات الشخص عن واقعه الآني أو الراهن فحاضرالأمة مرتبط بماضيها وحاضر الإنسان أسير بماضيه فالتاريخ في أبعاده الثلاثماض وحاضر ومستقبل هو في الحقيقة الديمومة الخاصة للحياة الشعورية للأمةوكيانها الروحي والوجداني وإن كان المفكر ساطع الحصري يرى بأن اللغةوالتاريخ يلعبان دورا في نشوء الأمم والقوميات ونحن بدورنا نؤيد هذا الرأيولكن لا يجعلنا نغفل المقومتا الأخرى مثل الدين و الإقليم والعاداتوالتقاليد.....آلخ فهذه المقومات برمتها تلعب دروا أساسي من بينها ما يلعبدروا أكثر أهمية من دور اللغة والتاريخ فسكان سويسرا مثلا يتحدثون بعدةلغات ومع ذلك فهم يشكلون أمة من أرقى أمم الأرض ....... وما يقال عن اللغةيقال عن التاريخ لأن التاريخ في تقلب دائم منذ العصور القديمة الى العصرالحاضر شهدت كثير من الأمم تقلبات في تاريخ وهذا ما يجعلنا نقول أنه منالصعب جدا على أمتنا أن تحتفظ منذ القدم بوحدة تاريخها واستقلالها
خاتمة : في الأخير يمكن أن نقول الأمة كائن حيينموا ويتطور ويتشكل هيكله باستمرار فقد يلعب هذا العنصر أو ذاك في النوموالتطور والتشكل في ظروف معينة فقد يلعب نفس هذا الدول في ظروف مختلفةولكلك فإنه من الخطأ الجسيم القول بأن عنصر واحد هو وحده الذي كان العاملالفعال والأساسي في وجود تشكيل الأمم وصيانة وحدتها في كل زمان وفي كلمكان فالأمة كظاهر معقدة التركيب مثلها مثل جميع الظواهر الاجتماعية لأنهاتخضع لجملة من العوامل أو العناصر التي يتم بواسطتها تفسير نشوء الأمةووجودها وهذه المقومات يختلف تأثير كل منهما باختلاف الزمان والمكان (الأرض) والإنسان وهي المعادلة الموضوعية التي تفسر بها وجود الأمة .
الحرية والشعور
يـقول بـرغسون" الحريــة واقعــة شعوريــة وليست مشكلـة تحــل"
♣يكون الإنسان حر إذا صدر الفعل عن إرادتهالحرة الخالصة من كل قيد وإكراه أو إلزام ،لقد يجد الإنسان في مسألةالحرية وأراد أن يعرف هل هو حر أم لا ؟♦ الموقف الذي يمثله برغسون يرى بأنالإنسان مادام يقوم بأعمال يشعر انه صاحبها وان قام بها بمحض إرادته دليلكاف على انه حر ونحن نتساءل على انه حر هل فعلا الشعور بالحرية دليل علىوجودها ؟ لكن إذا كنا لا نستطيع أن ننفي وجود الحتميات المحيطة بنا كيفيمكن أن نجعل الشعور بالحرية شعورا حقيقا وليس وهما ؟ الإنسان عند برغسونحرا فالحرية عنده واقعة حقيقة ولا سبيل إلى إنكارها كيف يمكن حسب برغسونأن يتساءل على الإنسان هل هو حر أم لا ؟ وشعوره بها عند قيامه بالعملشهادة كافية على وجودها ؟ إن الشعور عنده كل ملكة الملاحظة ووسيلة الإنسانالأولى في التجريب ، إن الذات تشعر بأنها حرة وهذا الشعور واقعة أولية لايتسرب إليها الشك، لا يرد برغسون على الذين ينفون وجود الحرية فحسب وإنمايعارض أيضا الذين عملوا على إثبات وجودها بعد أن طرحوها كمشكلة فالحريةواقعة أولية لا تقبل البرهان عنده لان ما هو أولي هو نقطة البداية فيالبرهان ، كما أن البرهان ينطوي على علاقة ضرورية بين المقدمات والنتائجوالضرورة هي نقيض الحرية ولا يمكن أن نثبت وجود الحرية لنقيضها ، هكذاتكون الحرية عند برغسون موضوعا للشعور وليس موضوعا للعقل ، الأنا عندبرغسون مستويان الأنا السطحي المقيد بالحتمية أم السيكولوجي التي يسببهاضغط الظروف الاجتماعية وما يعانيه الفرد من رقابة في حياته اليومية، والناالعميق المتدفق بالأفعال الحرة المتجددة ، والتي لا يمكن التنبوء بنتائجها، يرفض برغسون البرهنة على وجود الحرية كما يرفض التنبوء بنتائجها لانالحرية عنده واقعة شعورية أوضح من كل الوقائع النفسية ليس برغسون الوحيدمن الفلاسفة من جعل من الشعور دليلا على وجود الحرية ، فالقديس أوغسطينقبله اثبت وجود الحرية بالشعور كذلك رأي ديكارت إن التجربة النفسية دليلعلى وجود الحرية وان شعور الإنسان بها دليل على إنها إرادة حرة قادرة علىتقبل الأمور، او رفضها كيف ماشاء ويعتبر ديكارت هذه الحقيقة من أكثر الأمرو وضوحا وبداهة ، كذلك فعل وليام جيمس حين رأى إن هذه القوة الفاعلة التينشعر بها بمثابة قوة مسيطرة نقول للشيء كن فيكن ومن الفلاسفة المسلمين نجدالمعتزلة يقول احدهم ( الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل حسب الدواعيوالصوارف فاذا اراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن فلا ولا صلاحيةالقدرة الحداثة لإيجاد المراد بها أحس من نفسه ذلك" . غير إن الأبحاثالعلمية كشفت وجود حتميات كبيرة تحيط بالإنسان من كل جهة، منها الحتميةالاجتماعية والمتمثلة في العادات والتقاليد التي تحدد سلوكه بصفته فردايعيش في وسط مجتمع ، والحتمية النفسية المتمثلة خاصة في العقد النفسيةالتي تمتلئ ساحة الشعور إلى جانب الحتمية الفيزيولوجية والحتميةالفيزيائية الأمر الذي يجعل دليل الشعور يقول عنه برغسون لا يصمد أمامهافيكون الشعور بالحرية إلا وهما فقد لقدا ثبت الطب النفسي بان الكثير منالمرضي النفسانيين يسمعون أصواتا ويرون أشخاصا لا وجود لهم سوى في أذهانهمالمريضة ، كما أن شدة إيمان الشخص بأمر ما واعتقاده القوي قد يجعله يشعربه وكأنه موجود وهو في الحقيقة من صنع خياله، المتاثر بحالته النفسية قدآمن برغسون بالحرية فشعر بها إن رفض برغسون للطرح إشكالية الحرية على أساسإيمانه بوجدها لا يتسرب إليه ادنى شك ، موقف الدوغماتيك يغض بصره علىحقيقة وجود الحتميات براي سبينوزا ان جهلنا بالأسباب الحقيقة التي تسينرناهو الذي جعلنا نتوهم وجود الحرية. فالحجر يعتقد عند الجهل انه يسقط الىالأرض بمحض ارادته♦ لقد ذرح النسان مشكلة الحرية واقر وجود الحتميات التيتحدد سلوكه وحياته لكنها حتميات مناقضة للحرية كما كان يعتقد قدلار ماهيوسيلة لتحقيقها يقول ليبنز: إن الحتميات تعطي لنا الوسيلة والتي بها يمكنرفعها" وكان على الإنسان بصفته شغوفا بالحرية ان يجد طريقة للتغلب على هذهالحتميات فانكب على دراستها ليكشف عن علاقتها الثابتة التي تمكنه منالتحكم في اسبابها للتحكم في النتائج ولم يعد الإنسان اليوم يطرح إشكاليةوجود الحرية اوعدم وجودها ةلم يعد يتصور الحتمية كنقيضة للحرية لقد تعدىهذا الطرح الميتافزيقي التقليدي وإنما أصبح يبحث في الطرق التي تمكنه منالتحرر من الحتميات لتحقيق حريته فالحرية ليست موجودة لكي يبحث عنها وانماالحرية تتحقق بالعلم والعمل وجعل من الحتمية القاعدة التي ينطلق منهالتحقيق حريته، فهكذا فكلما عمل الانسان على تحقيق خطوة في عالم الحرية شعربها وكان شعوره بها شعورا حقيقا ناتجا عن العمل وليس وهما ناتجا عن التمسكبأفكار مسبقة تمسكا مطلقا وان كان تحرر الإنسان يبقى نسبيا نسبية معرفتهباسباب الظواهر ♥ وهكذا استنتج ان برغسون ومن ذهب مذهبه قد وقعوا في وهموان الشعور بالحرية ليس دليلا على وجودها بقدر ماهي دليل على الجهلبلاسببا الا اذا كان هذا الشعور مسبوقا بالعمل للتغلب على الحتميات بشرطإن يعرف الانسان ان هذه الحرية التي يحققها نسبية وليست مطلقة والواقع فيوهم أخر لا يختلف على الوهم وقع فيه برغسون .
مقدمة : لقد إهتم الباحثون بالدراسة في البحث عنعوامل أو مقومات نشوء الأمم فالبعض أرجع وجود الأمة أو القومية الى عنصرمعين كانتماء الأفراد لبعضهم البعض لشعورهم بالقرابة الروحية فرينانالمفكر الفرنسي يرى أن الصفة المميزة للأمة وجودها في الآن نفسه هي الصفةالروحية فهي كما يقول {مجموعة من البشر يجمعهم وعي خاص وشعور بانتماءأعضائها بعضه لبعض} فكان لهذا القول أنما يربط الأفراد بعضهم ببعض هوإحساس وشعور بالقرابة الروحية حيث يشعر كل غفرد من أفراد هذه الأمةبانتمائه الى أمته مما يحفزه ويدفعه الى العمل والتضامن معها قصد بلوغغاية سامية ومشتركة ألا وهي المصلحة العليا للأمة أما البعض الآخر يرى أننشوء الأمم يرجع الى جملة من العناصر أو المقومات كالإقليم والدين واللغةوحدة العرق وحدة الحياة الاقتصادية وحدة الماضي والمصير المشترك والمفكرالعربي صاطع الحصري يرجع أصل وجود ونشوء الأمم والقوميات الى عنصرين اثنينيلخصهما في العبارات التالية اللغة روح الأمة وحيتها والتاريخ بمثابةشعورها فالنحلل هذه العبارة بشرط أن نبحث عن موطن الضعف والقوة فيها لاريبأن اللغى تلعب دورا فعالا في حياة الأفراد والجماعات وهي إحدى الدعائمالأساسية في الترابط والتلاخم الاجتماعي بين الأفراد فإذا كان القدماء قدعرفوا أن الإنسان حيوان اجتماعي فإنهم قد عرفوه بأنه حيوان ناطق الأمرالذي يتجلى من ورائه ارتباط اجتماعي للإنسان بخاصيته الأساسية وهي النطقأو اللغة ونحن إذا اما بحثلنا عن أهمية اللغة في توطيد وتلاحم وترابطالعلاقات بين الأفراد والمجتمعات نجدها عديدة ومختلفة منها أن اللغة أداةتفاهم وتخاطب واتصال وتواصل وأن اللغة أيضا ظاهرة اجتماعية على أساس أنهاتتصف بخصائص الظاهرة الاجتماعية فمثلا أن أفراد المجتمع العربي ملزمونبالتكلم لغة واحدة وكذلك لا يمكن أن نتصور أمة من دون لغة وفي هذا المعنىيقول فيخت (إن الفوارق بين أهال روسيا وبين سائر الألمان ما هي إلا فوارقعارضة وسطحية ناتجة عن الأحداث الاعتباطية وأما الفوارق التي تميز الألمانعن سائر الشعوب الأوربية قائمة على طبيعة فاللغة التي يشترك فيها جميعالألمان تميزهم عن جميع الأمم الأخرى تمييزا جوهريا ) كما أن اللغة في حدذاتها تتضمن كما يقول هردر (على كل ذخائر الفكر والتقاليد والتاريخوالفلسفة والدين وفيها ينبض كل قلب شعب ويتحرك كل روحه ومن انتزاع من هذاالشعب لغته أو التقصير في احترامها حرمه من ثروته الوحيدة التي البلى ) هذا ما دفع المفكر العربي ساطع الحصري بأن اللغة روح الأمة وحياتها أمااعتبار اللغة في نظره بمثابة شعور الأمة وذاكرتها يستند على أسس منها : أناللغة أداة نقل تراث الماضي إلى الحاضر كنقل تراث الأجداد إلى الأبناءفالإنسان يحيى بها حياة اجتماعية وعن طريقها يتجاوز حدود المكان والزمانفيتصل بالناس اتصالا مباشرا كما يتصل معهم اتصالا لا مباشر لأن اللغة سمحتللأجيال بنقل تجاربها وخبراتها للذين يأتون بعدهم وكذلك النظر إلى التاريخكذكريات مشتركة توحد مشاعر وأحاسيس الأفراد وتأجج عواطفهم الوطنية وشعورهمالقومي فالتاريخ بالنسبة لأفراد الأمة جزء من حياتهم حيث يخلق لديهمالشعور بالوحدة وعلى أساس أن التاريخ لا يعتبر في نظرهم مجرد تسجيلللحوادث بل هو وسيلة للكشف عن حاضرهم قصد بناء مستقبلهم أو ما يمكن أنيكون عليه مستقبلهم يقول ساطع الحصري ( التاريخ هو بمثابة شعور الأموذاكرتها فغن أمة من الأمم إنما تشعر بذاتها وتتعرف الى شخصيتها بواسطةتاريخها الخاص) ويقول أيضا (إن الذكريات التاريخية تقرب النفوس وتوجدبينها نوعا من القرابة المعنوية والأمة المحكومة التي تنسى تاريخها الخاصتكون قد فقد شعورها ووعيها وهذا الشعور وهذا الوعي لا يعود إليها إلاعندما تتذكر ذلك التاريخ وتعود إليه ) وإذا فلا يمكن فصل حاضر الأمة عنماضيها مثلما لا يمكن فصل ذكريات الشخص عن واقعه الآني أو الراهن فحاضرالأمة مرتبط بماضيها وحاضر الإنسان أسير بماضيه فالتاريخ في أبعاده الثلاثماض وحاضر ومستقبل هو في الحقيقة الديمومة الخاصة للحياة الشعورية للأمةوكيانها الروحي والوجداني وإن كان المفكر ساطع الحصري يرى بأن اللغةوالتاريخ يلعبان دورا في نشوء الأمم والقوميات ونحن بدورنا نؤيد هذا الرأيولكن لا يجعلنا نغفل المقومتا الأخرى مثل الدين و الإقليم والعاداتوالتقاليد.....آلخ فهذه المقومات برمتها تلعب دروا أساسي من بينها ما يلعبدروا أكثر أهمية من دور اللغة والتاريخ فسكان سويسرا مثلا يتحدثون بعدةلغات ومع ذلك فهم يشكلون أمة من أرقى أمم الأرض ....... وما يقال عن اللغةيقال عن التاريخ لأن التاريخ في تقلب دائم منذ العصور القديمة الى العصرالحاضر شهدت كثير من الأمم تقلبات في تاريخ وهذا ما يجعلنا نقول أنه منالصعب جدا على أمتنا أن تحتفظ منذ القدم بوحدة تاريخها واستقلالها
خاتمة : في الأخير يمكن أن نقول الأمة كائن حيينموا ويتطور ويتشكل هيكله باستمرار فقد يلعب هذا العنصر أو ذاك في النوموالتطور والتشكل في ظروف معينة فقد يلعب نفس هذا الدول في ظروف مختلفةولكلك فإنه من الخطأ الجسيم القول بأن عنصر واحد هو وحده الذي كان العاملالفعال والأساسي في وجود تشكيل الأمم وصيانة وحدتها في كل زمان وفي كلمكان فالأمة كظاهر معقدة التركيب مثلها مثل جميع الظواهر الاجتماعية لأنهاتخضع لجملة من العوامل أو العناصر التي يتم بواسطتها تفسير نشوء الأمةووجودها وهذه المقومات يختلف تأثير كل منهما باختلاف الزمان والمكان (الأرض) والإنسان وهي المعادلة الموضوعية التي تفسر بها وجود الأمة .
الحرية والشعور
يـقول بـرغسون" الحريــة واقعــة شعوريــة وليست مشكلـة تحــل"
♣يكون الإنسان حر إذا صدر الفعل عن إرادتهالحرة الخالصة من كل قيد وإكراه أو إلزام ،لقد يجد الإنسان في مسألةالحرية وأراد أن يعرف هل هو حر أم لا ؟♦ الموقف الذي يمثله برغسون يرى بأنالإنسان مادام يقوم بأعمال يشعر انه صاحبها وان قام بها بمحض إرادته دليلكاف على انه حر ونحن نتساءل على انه حر هل فعلا الشعور بالحرية دليل علىوجودها ؟ لكن إذا كنا لا نستطيع أن ننفي وجود الحتميات المحيطة بنا كيفيمكن أن نجعل الشعور بالحرية شعورا حقيقا وليس وهما ؟ الإنسان عند برغسونحرا فالحرية عنده واقعة حقيقة ولا سبيل إلى إنكارها كيف يمكن حسب برغسونأن يتساءل على الإنسان هل هو حر أم لا ؟ وشعوره بها عند قيامه بالعملشهادة كافية على وجودها ؟ إن الشعور عنده كل ملكة الملاحظة ووسيلة الإنسانالأولى في التجريب ، إن الذات تشعر بأنها حرة وهذا الشعور واقعة أولية لايتسرب إليها الشك، لا يرد برغسون على الذين ينفون وجود الحرية فحسب وإنمايعارض أيضا الذين عملوا على إثبات وجودها بعد أن طرحوها كمشكلة فالحريةواقعة أولية لا تقبل البرهان عنده لان ما هو أولي هو نقطة البداية فيالبرهان ، كما أن البرهان ينطوي على علاقة ضرورية بين المقدمات والنتائجوالضرورة هي نقيض الحرية ولا يمكن أن نثبت وجود الحرية لنقيضها ، هكذاتكون الحرية عند برغسون موضوعا للشعور وليس موضوعا للعقل ، الأنا عندبرغسون مستويان الأنا السطحي المقيد بالحتمية أم السيكولوجي التي يسببهاضغط الظروف الاجتماعية وما يعانيه الفرد من رقابة في حياته اليومية، والناالعميق المتدفق بالأفعال الحرة المتجددة ، والتي لا يمكن التنبوء بنتائجها، يرفض برغسون البرهنة على وجود الحرية كما يرفض التنبوء بنتائجها لانالحرية عنده واقعة شعورية أوضح من كل الوقائع النفسية ليس برغسون الوحيدمن الفلاسفة من جعل من الشعور دليلا على وجود الحرية ، فالقديس أوغسطينقبله اثبت وجود الحرية بالشعور كذلك رأي ديكارت إن التجربة النفسية دليلعلى وجود الحرية وان شعور الإنسان بها دليل على إنها إرادة حرة قادرة علىتقبل الأمور، او رفضها كيف ماشاء ويعتبر ديكارت هذه الحقيقة من أكثر الأمرو وضوحا وبداهة ، كذلك فعل وليام جيمس حين رأى إن هذه القوة الفاعلة التينشعر بها بمثابة قوة مسيطرة نقول للشيء كن فيكن ومن الفلاسفة المسلمين نجدالمعتزلة يقول احدهم ( الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل حسب الدواعيوالصوارف فاذا اراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن فلا ولا صلاحيةالقدرة الحداثة لإيجاد المراد بها أحس من نفسه ذلك" . غير إن الأبحاثالعلمية كشفت وجود حتميات كبيرة تحيط بالإنسان من كل جهة، منها الحتميةالاجتماعية والمتمثلة في العادات والتقاليد التي تحدد سلوكه بصفته فردايعيش في وسط مجتمع ، والحتمية النفسية المتمثلة خاصة في العقد النفسيةالتي تمتلئ ساحة الشعور إلى جانب الحتمية الفيزيولوجية والحتميةالفيزيائية الأمر الذي يجعل دليل الشعور يقول عنه برغسون لا يصمد أمامهافيكون الشعور بالحرية إلا وهما فقد لقدا ثبت الطب النفسي بان الكثير منالمرضي النفسانيين يسمعون أصواتا ويرون أشخاصا لا وجود لهم سوى في أذهانهمالمريضة ، كما أن شدة إيمان الشخص بأمر ما واعتقاده القوي قد يجعله يشعربه وكأنه موجود وهو في الحقيقة من صنع خياله، المتاثر بحالته النفسية قدآمن برغسون بالحرية فشعر بها إن رفض برغسون للطرح إشكالية الحرية على أساسإيمانه بوجدها لا يتسرب إليه ادنى شك ، موقف الدوغماتيك يغض بصره علىحقيقة وجود الحتميات براي سبينوزا ان جهلنا بالأسباب الحقيقة التي تسينرناهو الذي جعلنا نتوهم وجود الحرية. فالحجر يعتقد عند الجهل انه يسقط الىالأرض بمحض ارادته♦ لقد ذرح النسان مشكلة الحرية واقر وجود الحتميات التيتحدد سلوكه وحياته لكنها حتميات مناقضة للحرية كما كان يعتقد قدلار ماهيوسيلة لتحقيقها يقول ليبنز: إن الحتميات تعطي لنا الوسيلة والتي بها يمكنرفعها" وكان على الإنسان بصفته شغوفا بالحرية ان يجد طريقة للتغلب على هذهالحتميات فانكب على دراستها ليكشف عن علاقتها الثابتة التي تمكنه منالتحكم في اسبابها للتحكم في النتائج ولم يعد الإنسان اليوم يطرح إشكاليةوجود الحرية اوعدم وجودها ةلم يعد يتصور الحتمية كنقيضة للحرية لقد تعدىهذا الطرح الميتافزيقي التقليدي وإنما أصبح يبحث في الطرق التي تمكنه منالتحرر من الحتميات لتحقيق حريته فالحرية ليست موجودة لكي يبحث عنها وانماالحرية تتحقق بالعلم والعمل وجعل من الحتمية القاعدة التي ينطلق منهالتحقيق حريته، فهكذا فكلما عمل الانسان على تحقيق خطوة في عالم الحرية شعربها وكان شعوره بها شعورا حقيقا ناتجا عن العمل وليس وهما ناتجا عن التمسكبأفكار مسبقة تمسكا مطلقا وان كان تحرر الإنسان يبقى نسبيا نسبية معرفتهباسباب الظواهر ♥ وهكذا استنتج ان برغسون ومن ذهب مذهبه قد وقعوا في وهموان الشعور بالحرية ليس دليلا على وجودها بقدر ماهي دليل على الجهلبلاسببا الا اذا كان هذا الشعور مسبوقا بالعمل للتغلب على الحتميات بشرطإن يعرف الانسان ان هذه الحرية التي يحققها نسبية وليست مطلقة والواقع فيوهم أخر لا يختلف على الوهم وقع فيه برغسون .