تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عفو النبي صلى الله عليه وسلم


Mr_LiNuX
2007-12-08, 07:32
ماظنك في نهاية قريش وقد هزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ونكلوا به وحاولوا حرمانه الطعام وعذبوا أصحابه وتنادوا به مجنوناً وساحراً ، وألبوا عليه القبائل واتمروا على قتله أكثر من مرة وتمنوا لو يمزقونه إرباً .
ما ظنك في عبدالله بن أبي السرح ، أسلم وكان يكتب للنبي الوحي فيمن يكتبون ، فارتد مشركاً وقال : إنما كنت أزيف الوحي وأنا أكتب .
ثم ما ظنك في عبدالله بن حنظل ، ارتد مشركاً بعد إسلامه فأمر جاريتيه أن تغنياه بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، في محافل جامعة من قريش وسائر العرب .
ما ظنك في نهاية هؤلاء وأولئك جميعاً ، وقد أصبحت أعناقهم في يوم الفتح رهينة كلمة تنبث بها شفاه أو إشارة تلوح بها يده .
إقرأ التاريخ في أشهر مواقفه من هذا النحو تطالعك أفنان شتى يبتكرها المنتصرون إنتقاماً من خصومهم واستشفاء لما وقر في صدورهم ثن انتقل إلى كتيب من صغار كتب السيرة النبوية لتشرف منه على موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفت " يامعشر قريش ما تون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم قال : إذهبوا فأنتم الطلقا "
وحدث ابن هشام فقال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة " خاخ " بين مكة والمدينة فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى أتينا روضة خاخ فقلت : أخرجي الكتاب فقالت : ليس لدي كتاب فقلت لنخرجن الكتاب أو لننزعن الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه " من حاطب ابن أبي بلتعة إلى أناسي من المشركين بمكة يخبرهم أمراً من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا حاطب ما هذا ؟ قال يا رسول الله لا تجل علي إني كنت أمرأ ملصقاً في قومي وكان من معك من المهاجرين لهم قربات بمكة يحمون أهلهم فأحببت إذا فاتني ذلك النسب فيهم أن اتخذ لديهم يداً يحمون بها قرابتي ولم أفعل ذلك كفراً ولا رضاء بالكفر بعد الإسلام ولا ارتداداً عن ديني .
ويطرق النبي صلى الله عليه وسلم طراقة الحكيم أدبه ربه وهذّب شمائله ثم يرفعه ليواجه القوم " إنه صدقكم .. إنه صدقكم "
ويقف عمر وقفات وليس من يجهل عمر على وقفات الفدائي الذي باع نفسه وماله لمرضاة الله ولا ينكر عليه غضباته لما يعتقده الحق الصراح " دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق "
وتتجهم سحنته ويرتعد ويهتز السيف في قرابه كأنه يتطوع للكلام الفصل ولكنها رقة النبوة وأدبها " إنه شهد بدر .. وما يدريك بعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
وقسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة فقال رجل : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه .
ويحمر وجهه العظيم عندما تعتمل في صدره عوامل مهيجة ثم تتوحد في شكل تيار قوي لتأخذ سبيلها إلى البروز في لون يطفح على صفحة الوجه كإنذار عارم بالشر ولكنه صدر النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزع الله ما فيه من غل وأخلاق النبي وقد سما مثالها فوق جميع المثل وأدب النبي وقد طبعه على أحسن ما يطبع الكريم أوحى إليه غير ما توحي نفوسنا " رحم الله أخي موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر "
أجل .. ومن أحرى بالصبر والعفو من نبي يلقن الإنسانية مبادئه العليا ويعلمها : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .. ( خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) .. ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) .. ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاركهم في الأمر ) ..

ليتيم مراد
2007-12-08, 11:04
بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك

http://img260.imageshack.us/img260/9536/217mohammedep0.gif

حسام الدين محمد
2007-12-08, 12:49
شكرا لك على المقال

بنت نحناح
2007-12-18, 19:52
ياحبيب يارسول الله
مشكورة على المقال