صالح القسنطيني
2010-02-17, 12:58
السلام عليكم
الحمد لله الذي خفض و رفع، و وفق من شاء من عباده للهدى و به نفع، و جعل على الحق نور يسطع، و الصلاة و السلام على نبيّنا محمّد سيد بني آدم بلا ند و لا منازع، و على آله و صحبه و من لسنّته اتّبع. و بعد:
إني أحمد الله إليكم، و أشكره إذ جمعنا بأمثالكم، و نسعد بقدره لنا إحسانا من البرّ المنعم، و نرضى بما كان علينا و ندفعه بقدر مبرم، فالعبد مبتلى بالسراء و الضراء ما دام يمشي على الأرض بقدم، و ربّنا العليم الحكيم في كل ما قدره في الأزل الأقدم، و جعل لهذا الكون أسرارا منها الجلي الظاهر و منها الخفي المبهم، و جعل لكل بداية نهاية في اللوح المحفوظ لها رقم، و اشتُق من الموت معاني ترفع درجات و تهوي دركات بجميع الأمم، و خص الموت بمعنى مرّ علقم، و بينه و بين ما اشتق منه جهل و علم، و جعل في الحياة رياضا تحرّكها المحبة بألطف النسائم، فيجتمع فيها الأحبة و يرفع فيها للتواضع علم، و سقياهم فيها عذب الحديث و مأكلهم طيب الكلم، و تظلّهم من الود سحب و غمائم، و قد اجتمعوا على أفضل المكارم، و استندوا إلى أزكى المعالم، فحفتهم الأنوار و تنزلت عليهم المراحم، و شيدوا لهم بيتا عامرا جُمع فيه أفضل القيم، و رفع بأشد و أقــوى الدعائم، ثم أحبوا ذلك البيت و عقدوا عليهم قلوبهم و صرفوا لحمايته الهمم، و بقوا فيه ما شاء الله من الأيام و كان لهم مغتنم.
ثم تعترضهم ((عوارض)) الزمن و الأيام، فتصرفهم و تقطعهم عما أحبوه شهورا أو أعواما، و لا مفر من مجابهة العوارض فهذه سنّة الله تجري علينا بإحكام، فنعقد الخطوة الأولى و نميط عنها اللثام، و قبل الخطوة الثانية تأبى نفوسها إلا توديع الكرام، و القلب يعتصره ما ترجمته العين لمن به صمم الزمازم، و تمتد اليد مصاحفة لكل حل من القوم، و ينطق اللسان بقول و يتلعثم، ((استودكم الله الذي لا تضيع ودائعه)) سنّة سيدّنا النبي الإمام، و نوصي الجميع بوصية الله للأولين و الآخرين وصية للعرب و العجم، فقد قال ربنا في كتابه المحكم ((و لقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله)) و بها أكرم، و هي وصية نبينا عليه الصلاة و السلام حين وعظ موعظة مودع القوم، فقال ((أوصيكم بتقوى الله)).
ضحى يوم الأربعاء 17/20/1010
الهيثــــ أبو ــــم القسنــــــ صالح ــــــــي
و السلام عليكم
الحمد لله الذي خفض و رفع، و وفق من شاء من عباده للهدى و به نفع، و جعل على الحق نور يسطع، و الصلاة و السلام على نبيّنا محمّد سيد بني آدم بلا ند و لا منازع، و على آله و صحبه و من لسنّته اتّبع. و بعد:
إني أحمد الله إليكم، و أشكره إذ جمعنا بأمثالكم، و نسعد بقدره لنا إحسانا من البرّ المنعم، و نرضى بما كان علينا و ندفعه بقدر مبرم، فالعبد مبتلى بالسراء و الضراء ما دام يمشي على الأرض بقدم، و ربّنا العليم الحكيم في كل ما قدره في الأزل الأقدم، و جعل لهذا الكون أسرارا منها الجلي الظاهر و منها الخفي المبهم، و جعل لكل بداية نهاية في اللوح المحفوظ لها رقم، و اشتُق من الموت معاني ترفع درجات و تهوي دركات بجميع الأمم، و خص الموت بمعنى مرّ علقم، و بينه و بين ما اشتق منه جهل و علم، و جعل في الحياة رياضا تحرّكها المحبة بألطف النسائم، فيجتمع فيها الأحبة و يرفع فيها للتواضع علم، و سقياهم فيها عذب الحديث و مأكلهم طيب الكلم، و تظلّهم من الود سحب و غمائم، و قد اجتمعوا على أفضل المكارم، و استندوا إلى أزكى المعالم، فحفتهم الأنوار و تنزلت عليهم المراحم، و شيدوا لهم بيتا عامرا جُمع فيه أفضل القيم، و رفع بأشد و أقــوى الدعائم، ثم أحبوا ذلك البيت و عقدوا عليهم قلوبهم و صرفوا لحمايته الهمم، و بقوا فيه ما شاء الله من الأيام و كان لهم مغتنم.
ثم تعترضهم ((عوارض)) الزمن و الأيام، فتصرفهم و تقطعهم عما أحبوه شهورا أو أعواما، و لا مفر من مجابهة العوارض فهذه سنّة الله تجري علينا بإحكام، فنعقد الخطوة الأولى و نميط عنها اللثام، و قبل الخطوة الثانية تأبى نفوسها إلا توديع الكرام، و القلب يعتصره ما ترجمته العين لمن به صمم الزمازم، و تمتد اليد مصاحفة لكل حل من القوم، و ينطق اللسان بقول و يتلعثم، ((استودكم الله الذي لا تضيع ودائعه)) سنّة سيدّنا النبي الإمام، و نوصي الجميع بوصية الله للأولين و الآخرين وصية للعرب و العجم، فقد قال ربنا في كتابه المحكم ((و لقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله)) و بها أكرم، و هي وصية نبينا عليه الصلاة و السلام حين وعظ موعظة مودع القوم، فقال ((أوصيكم بتقوى الله)).
ضحى يوم الأربعاء 17/20/1010
الهيثــــ أبو ــــم القسنــــــ صالح ــــــــي
و السلام عليكم