تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع


غربي حسين
2010-02-06, 19:16
اختيار بعض الحكاياة1000ليلة و ليلةو استثمارها في اعداد جدول لخصائص كل من النص السردي و الوصفي من خلالالحكايات المختارة

nawald
2010-02-07, 17:42
حكاية السندباد
قالت: بلغني أنه كان في زمن الخليفة أمير المؤمنين هارون الرشيد بمدينة بغداد رجل يقال له السندباد الحمال، وكان رجلاً فقير الحال يحمل تجارته على رأسه فاتفق له أنه حمل في يوم من الأيام حملة ثقيلة، وكان ذلك اليوم شديد الحر فتعب من تلك الحملة وعرق واشتد عليه الحر، فمر على باب رجل تاجر قدامه كنس ورش وهناك هواء معتدل، وكان بجانب الباب مصطبة عريضة فحط الحمال حملته على تلك المصطبة ليستريح ويشم الهواء. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الواحدة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الحمال لما ترك حملته على تلك المصطبة ليستريح ويشم الهواء خرج عليه من ذلك الباب نسيم عليل ورائحة زكية فاستلذ الحمال لذلك وجلس على جانب المصطبة فسمع في ذلك المكان نغم العود وأصوات مطربة وأنواع إنشاد معربة وسمع أيضاً أصوات طيور تناغي فتسبح الله تعالى باختلاف الأصوات وسائر اللغات من قماري وهزار وشحارير وبلابل وفاخت وكروان. فعند ذلك تعجب من نفسه وطرب طرباً شديداً فتقدم إلى ذلك فوجد داخل البيت بستاناً عظيماً. ونظر فيه غلمانا وعبيدا وخدامة وشيئاً لا يوجد إلا عند الملوك والسلاطين وبعد ذلك هبت عليه رائحة أطعمة طيبة زكية من جميع الألوان المختلفة والشراب الطيب فرفع طرفه إلى السماء وقال: سبحانك يا رب يا خالق يا رزاق ترزق من تشاء بغير حساب اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب وأتوب إليك من العيوب يا رب لا أعترض عليك في حكمك وقدرتك فإنك لا تسأل عما تفعل وأنت على كل شيء قدير سبحانك تغني من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء لا إله إلا أنت ما أعظم شأنك وما أقوى سلطانك وما أحسن تدبيرك قد أنعمت على من تشاء من عبادك فهذا المكان صاحبه في غاية النعمة وهو متلذذ بالروائح اللطيفة والمآكل اللذيذه والمشارب الفاخرة في سائر الصفات وقد حكمت في خلقك بما تريد وما قدرته عليهم فمنهم تعبان ومنهم مستريح ومنهم سعيد ومنهم من هو مثلي في غاية التعب والذل وأنشد يقول: فكم من شقي بلا راحةينعم في خير فيء وظل وأصبحت في تعب زائدوأمري عجيب وقد زاد حملي وغيري سعيد بلا شقوةوما حمل الدهر يوماً كحملي وكل الخلائق من نطفةأنا مثل هذا وهذا كمثلي ولكن شتان ما بينناوشتان بين خمر وخل ولست أقول عليك افتراءفأنت حكيم حكمت بعدل فلما فرغ السندباد الحمال من شعره ونظمه أراد أن يحمل حملته ويسير إذ قد طلع عليه من ذلك الباب غلام صغير السن جميل الوجه مليح القد فاخر الملابس فقبض يد الحمال وقال له: ادخل لتكلم سيدي فإنه يدعوك فلم يرد الحمال الدخول مع الغلام فلم يقدر على ذلك فترك حملته عند الباب في وسط المكان ودخل مع الغلام داخل الدار فوجد داراً واسعة وعليها أنس ووقار ونظر إلى مجلس عظيم فنظر فيه من السادات الكرام فرأى من جميع أصناف الزهر وجميع أصناف المشموم ومن أنواع النقل والفواكه و كثير من أصناف الأطعمة النفيسة وفيه مشروب من خواص دوالي الكروم وفيه آلات الطرب من أصناف الجواري الحسان كل منهن في مرتبته على حسب الترتيب. وفي صدر ذلك المجلس رجل عظيم محترم قد بدأه الشيب في عوارضه وهو مليح الصورة حسن المنظر وعليه هيبة ووقار وعز وافتخار فعند ذلك بهت السندباد الحمال وقال في نفسه: والله إن هذا المكان من بقع الجنان أو أنه يكون قصر ملك أو سلطان ثم تأدب وسلم عليهم ..... .. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثانية والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت : بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد الحمال لما قبل الأرض بين أيديهم وقف منكس الرأس متخشع فأذن له صاحب المكان بالجلوس فجلس وقد قربه إليه وصار يؤانسه بالكلام ويرحب به ثم إنه قدم له شيئاً من أنواع الطعام المفتخر الطيب النفيس فتقدم السندباد الحمال وسمى وأكل حتى اكتفى وشبع وقال: الحمد لله على كل حال ثم إنه غسل يديه وشكرهم على ذلك. فقال صاحب المكان: مرحبا بك ونهارك مبارك فما يكون اسمك وما تعاني من الصنائع فقال له: يا سيدي اسمي السندباد الحمال وأنا أحمل على رأسي أسباب الناس بالأجرة فتبسم صاحب المكان وقال له: اعلم يا حمال أن اسمك مثل اسمي فأنا السندباد البحري ولكن يا حمال قصدي أن تسمعني الأبيات التي كنت تنشدها وأنت على الباب فاستحى الحمال وقال له: بالله عليك لا تؤاخذني فإن التعب والمشقة وقلة ما في اليد تعلم الإنسان قلة الأدب والسفه. فقال له: لا تستحي فأنت صرت أخي فانشد هذه الأبيات فإنها أعجبتني لما سمعتها منك وأنت تنشدها على الباب فعند ذلك أنشده الحمال تلك الأبيات فأعجبته وطرب لسماعها وقال له: اعلم أن لي قصة عجيبة وسوف أخبرك بجميع ما صار لي وما جرى لي من قبل أن أصير في هذه السعادة واجلس في هذا المكان الذي تراني فيه فإني ما وصلت إلى هذه السعادة وهذا المكان إلا بعد تعب شديد ومشقة عظيمة وأهوال كثيرة وكم قاسيت في الزمن الأول من التعب والنصب وقد سافرت سبع سفرات وكل سفرة لها حكاية تحير الفكر وكل ذلك بالقضاء والقدر وليس من المكتوب مفر ولا مهروب. الحكاية الأولى من حكايات السندباد البحري وهي أول السفرات اعلموا يا سادة يا كرام أنه كان لي أب تاجر وكان من أكابر الناس والتجار وكان عنده مال كثير ونوال جزيل وقد مات وأنا ولد صغير وخلف لي مالاً وعقاراً وضياعاً فلما كبرت وضعت يدي على الجميع وقد أكلت أكلاً مليحاً وشربت شرباً مليحاً وعاشرت الشباب وتجملت بلبس الثياب ومشيت مع الخلان والأصحاب واعتقدت أن ذلك يدوم لي وينفعني ولم أزل على هذه الحالة مدة من الزمان ثم إني رجعت إلى عقلي وأفقت من غفلتي فوجدت مالي قد مال وحالي قد حال وقد ذهب جميع ما كان عندي ولم أستفق لنفسي إلا وأنا مرعوب مدهوش وقد تفكرت حكاية كنت أسمعها سابقاً وهي حكاية سيدنا سليمان بن داود عليه السلام في قوله: ثلاثة خير من ثلاثة يوم الممات خير من يوم الولادة وكلب حي خير من سبع ميت والقبر خير من القصر. ثم إني قمت وجمع ما كان عندي من أثاث وملبوس وبعته ثم بعت عقاري وجميع ما تملك يدي فجمعت ثلاثة آلاف درهم وقد خطر ببالي السفر إلى بلاد الناس وتذكرت كلام بعض الشعراء حيث قال:
بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي يغوص
البحر من طلب اللآلئ ويحظى بالسعادة والنوال
ومن طلب العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال
فعند ذلك هممت فقمت واشتريت لي بضاعة ومتاعاً وأسباباً وشيئاً من أغراض السفر وقد سمحت لي نفسي بالسفر في البحر فنزلت المركب وانحدرت إلى مدينة البصرة مع جماعة من التجار وسرنا في البحر أياماً وليالي وقد مررنا بجزيرة بعد جزيرة ومن بحر إلى بحر ومن بر إلى بر وفي كل مكان مررنا به نبيع ونشتري ونقايض بالبضائع فيه وقد انطلقنا في سير البحر إلى أن وصلنا إلى جزيرة كأنها روضة من رياض الجنة فأرسى بنا صاحب المركب على تلك الجزيرة ورمى مراسيها وشد السقالة فنزل جميع من كان في المركب في تلك الجزيرة وعملوا لهم كوانين وأوقدوا فيها النار واختلفت أشغالهم فمنهم من صار يطبخ ومنهم من صار يغسل ومنهم من صار يتفرج وكنت أنا من جملة المتفرجين في جوانب الجزيرة. وقد اجتمع الركاب على أكل وشرب ولهو ولعب فبينما نحن على تلك الحالة وإذا بصاحب المركب واقف على جانبه وصاح بأعلى صوته: يا ركاب السلامة أسرعوا واطلعوا إلى المركب وبادروا إلى الطلوع واتركوا أسبابكم واهربوا بأرواحكم وفوزوا بسلامة أنفسكم من الهلاك فإن هذه الجزيرة التي أنتم عليها ما هي جزيرة وإنما هي سمكة كبيرة رست في وسط البحر فبنى عليها الرمل فصارت مثل الجزيرة وقد نبتت عليها الأشجار من قديم الزمان فلما وقدتم عليها النار أحست بالسخونة فتحركت وفي هذا الوقت تنزل بكم في البحر فتغرقون جميعاً فاطلبوا النجاة لأنفسكم قبل الهلاك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

nawald
2010-02-07, 17:43
قصص ألف ليلة وليلة....الياقوتة العجيبة
قصص ألف ليلة وليلة....الياقوتة العجيبة

{الياقوتة العجيبة}

كان "نور الدين" تاجراً غنياً يعيش في إحدى مدن أسيا البعيدة، وكان محبا للأسفار والتنقل في البلدان، فيشتري البضائع ويبيعها، فيعود عليه ذلك بربح وفير أتاح له العيش في نعمة دائمة.

وفي يوم من الأيام، علم التاجر " نور الدين " أن قافلة تستعد للسفر إلى مدينة بغداد، فاشترى بضائع كثيرة ونقلها على الجمال وسار بها مع القافلة، يمني نفسه برحلة ممتعة يحقق بها أمنيته بالربح الوفير ومشاهدة بلاد الله الواسعة.

بعد مسيرة عدة أيام وصلت القافلة إلى سهل فسيح مملوء بالأشجار المثمرة، ويخترقه نهر ذو مياه عذبة صافية، فتوقفت القافلة وأنزلت أحمالها، ونصبت خيامها لتستريح بعد عناء السفر الطويل.

وفي صباح أحد الأيام استيقظ "نور الدين" باكراً وذهب يتنزه بين الأشجار ويبترد (يغتسل) بمياه النهر المنعشة، وهو مأخوذ بجمال الطبيعة حتى مضى أكثر النهار. ولما عاد لم يجد للقافلة أثراً. فقد حملت أمتعتها وتابعت مسيرتها إلى بغداد، دون أن يفطن أحد إلى غياب أحد أفرادها.


بقي "نور الدين" مذهولاً من هول المفاجأة، واحتار ماذا يفعل، لاسيما وأنه لا يدري أي طريق سلكتها القافلة.
قضى " نور الدين " ليلته نائماً فوق أحد الأغصان خوفا من الوحوش المفترسة، وفي الصباح سار على غير هدى حتى أنهكه التعب، فجلس تحت شجرة ليستريح.

وبينما هو يحدق في ما حوله، لمح من خلال التراب حجرا كريما يتلألأ بريقه في ضوء الشمس، فنهض مسرعا والتقطه وخبأه في طيات ثوبه، ثم تابع سيره والجوع يكاد يهلكه، حتى لاحت له عن بعد قباب ومبان ضخمة ومآذن شامخة، فولى وجهه شطرها، فإذا به بجد نفسه في مدينة نظيفة الشوارع حسنة الترتيب واسعة. فسار فيها على مهل وقد هده الجوع والتعب والإرهاق حتى قادته قدماه إلى قصر فخم تعلوه القباب، ووجد على بابه رجلاً تبدو على محياه أمارات الطيبة والمروءة.

اقترب "نور الدين" من بواب القصر وحياه في أدب وقال له: هل من وسيلة يا سيدي تدلني عليها للحصول على طعام أسد به جوعي، فقد مضى علي يومان كاملان لم أذق فيهما طعاما.

فقال البواب: إن المدينة مليئة بالمطاعم، فلم لا تذهب إلى أحدها وتتناول من الطعام ما تشاء؟

فأجابه " نور الدين " في إعياء وتردد: إنني غريب مسكين لا أملك نقوداً. فقد ضاعت أموالي وبضاعتي مع القافلة التي فقدتها وهي في طريقها إلى بغداد، وزاد قائلا: ولكني أملك هذا الحجر المتلألئ. ثم أخرج من بين طيات ثوبه الحجر الأحمر الذي وجده في الطريق وقدمه إلى البواب الطيب.

ما كاد البواب يرى الحجر الكريم حتى فتح فمه مندهشا وقال ل "نور الدين": أتملك مثل هذا الحجر الكريم النادر، ثم لا تجد بعد ذلك ثمن وجبة من الطعام؟ اذهب يا رجل توا إلى سلطاننا العظيم وقدم له هذا الحجر، وسوف يكافئك عليه مكافأة سخية. إنها ياقوتة ثمينة ستزدان بها مجموعة السلطان القيمة.

دهش "نور الدين" لهذا الكلام وأسرع الخطى نحو قصر السلطان العظيم، وطلب إلى الحاجب مقابلة السلطان لأمر مهم.

سمح السلطان لنور الدين بمقابلته، فأدخل قاعة العرش، حيث شاهد السلطان يجلس في هيبة ووقار وحوله الأمراء وكبار رجال الدولة.

تقدم " نور الدين " من السلطان مبهور الأنفاس وأظهر الياقوتة الحمراء وقال في أدب: قدمت يا سيدي من بلاد بعيدة لأقدم لكم هذا الحجر الكريم النادر لعلمي بشغفكم باقتناء الأحجار الكريمة.

أخذ السلطان الياقوتة وقلّبها بين يديه مبهوراً من كبرها وجمالها، ثم أمر بضمها فوراً إلى مجموعته النادرة، وكافأ "نور الدين" بسخاء وكرم.

مضت الأيام.. وأحب السلطان أن يمتع بصره بتأمل الياقوتة الجديدة، فأمسك بها وأخذ يقلّبها بين يديه.. وفجأة امتلأت القاعة بدخان ملون كثيف، ثم انقشع الدخان عن شاب وسيم الطلعة، فاخر الثياب، فذهل السلطان، ولكنه سرعان ما استجمع شجاعته وهدوءه وقال للشاب: من أنت؟ وماذا أتى بك إلى هنا؟

فأجاب الشاب بصوت هادئ: أنا يا سيدي أمير الياقوت.. وإن لوجودي هنا قصة لا أستطيع البوح بها.. ولكني أعرض عليك خدماتي، فمرني بما تشاء وعلي الطاعة.

أطرق السلطان برأسه إلى الأرض مفكراً، ثم تقدم نحو الشاب، وقال له: إن الله أرسلك إلينا في الوقت المناسب. ففي مثل هذا اليوم من مطلع كل شهر يفد علينا تنين مخيف، يهددنا ويهدد رجالنا ونساءنا وأطفالنا، ولا يكف عنا شره حتى نقدم له شاباً من خيرة شباب بلدنا ليلتهمه ويسد به جوعه، ثم ينصرف من حيث أتى ليعود في الشهر التالي فنقدم له شابا آخر، حتى بتنا ونحن من شره في بلاء عظيم. ثم تابع السلطان كلامه: فهل باستطاعتك أيها الشاب النبيل أن تخلصنا من شر هذا التنين.

فأجاب الشاب في ثقة وحزم: نعم يا مولاي. أنا واثق من قدرتي على تخليصكم من شر هذا التنين، على شرط أن تأتيني بسيف بتار وترشدني إلى مكانه.

فأمر السلطان بتلبية طلبه فورا.

في اليوم المحدد الذي اعتاد فيه التنين الحضور لالتهام فريسته، كمن أمير الياقوت في مكان خفي، وما هي إلا لحظات حتى اهتزت الأرض وسُمعت ضوضاء شديدة ارتجت لها أرجاء المكان، ثم ظهر التنين المخيف، والشرر يتطاير من عينيه وينبعث اللهب من بين أنيابه الحادة. ولكن ذلك لم يرهب أمير الياقوت الذي يتمتع بقوة سحرية خارقة، بل تقدم بخطوات ثابتة نحو التنين. ولما أصبح على قيد خطوات منه رفع سيفه وضربه به ضربة شديدة فصلت رأسه عن جسده الرهيب.

أسرع أمير الياقوت إلى السلطان ليزف إليه بشرى القضاء على التنين المخيف. سر السلطان من ذلك وعانق الشاب وراح يقبّله بتأثر وفرح وإعجاب، وقال له وهو في غمرة الفرح: لن أسألك أيها الشاب عن سر مجيئك إلينا، ولكني كنت قد قطعت عهدا على نفسي أن أزوج ابنتي " نور الحياة " لمن يخلصني من شر هذا التنين، وها أنا اليوم قد حققت لي هذا الأمنية، لذلك فإن ابنتي ستصبح منذ هذه اللحظة زوجة لك إن رغبت في ذلك.

رحب أمير الياقوت بالزواج من " نور الحياة " فسر الملك بذلك سرورا عظيما وأمر بأن تقام الزينة في جميع أنحاء المملكة، وأن تعم الأفراح جميع الناس، فقد صار أمير الياقوت زوجا لابنة الملك.

سكن الأمير وزوجه نور الحياة قصرا جميلا، وعاشا في سعادة وهناءة. ولكن سحابة من الكآبة كانت تخيم فوق هذا البيت السعيد، وتنغص على الأميرة حياتها. كانت تعلم أن زوجها أمير الياقوت يحتفظ في قرارة نفسه بسر خفي يأبى أن يبوح به لأحد، وكثيرا ما سألته أن يكشف الستار عن هذا السر ولكنه كان في كل مرة يحذرها من إثارة هذا الموضوع أمامه مرة أخرى.

في ذات يوم، كان العروسان: أمير الياقوت ونور الحياة، يتنزهان على شاطئ البحيرة حول القصر. أصرت نور الحياة على أن تعرف سر زوجها الخفي، وألحت عليه. وما إن بدأ بالكلام حتى ثارت موجة عاتية من عرض البحيرة وتقدمت نحو العروسين واختطفت أمير الياقوت. ورأت نور الحياة زوجها وقد خطفته هذه الموجة وابتلعته في غمضة عين.

دبّ الخوف في قلب الأميرة وأسرعت عائدة إلى القصر في ذهول وهي تبكي زوجها الذي ابتلعته المياه، وقصت على والديها ما حدث لزوجها. وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء القصر، فحزن الجميع لحزن الأميرة وأخذ السلطان يواسيها محاولا أن يخفف عنها مصابها الأليم، ولكن الأميرة استسلمت لحزنها، واتخذت من غرفتها ملجأ تبكي فيه زوجها الحبيب الذي لم تستطع مرور الأيام أن تمحو ذكراه من خاطرها.
وفي إحدى الليالي، وكان الهم قد أخذ بها كل مأخذ، خرجت من القصر في ضوء القمر، وسارت على محاذاة البحيرة في المكان الذي فقدت فيه زوجها. ولما نال منها التعب، جلست تحت جذع شجرة تبكي ذكرى زوجها حتى مضى من الليل نصفه، وهي ذاهلة عما حولها.

فجأة سمعت أصواتا غريبة تنبعث من وسط البحيرة، ثم انجلت الأصوات عن مشهد غريب أذهلها وكاد يفقدها عقلها. رأت جماعة من الجنيات الصغيرات يفرشن الأرض حول البحيرة، بالحشائش الخضراء والأزهار الملونة، ثم انشقت المياه عن مركب كبير يتقدمه شيخ عجوز يمسك بيده شابا تتدلى على جيبه ياقوتة حمراء كبيرة.. ثم خرجت من بين الأمواج راقصة حسناء تحمل بيدها دفا تضرب عليه وترقص على نغماته مما جعل أمير الياقوت يعجب بها ويلاحقها بعينيه.

عجبت نور الحياة لهذا المشهد الغريب، وتملكتها الغيرة فاندفعت بلا وعي نحو الراقصة وانتزعت الدف من يدها وراحت تضرب عليه وترقص على نغماته رقصا أثار إعجاب الأمير والشيخ العجوز ودهشتهما.

تقدم الشيخ العجوز من نور الحياة وخاطبها قائلا: أيتها الأميرة نور الحياة، إنني أعرف قصتك مع ولدي أمير الياقوت، ولكنك أنت المسؤولة عما حدث لك وله، لأنه ممنوع عليه أن يذيع سره. ولكني بعد أن رأيت رقصتك الجميلة فإني على استعداد لأن ألبي لك أي رغبة تريدين.
فأجابته الأميرة في توسل: أريد أن تعيد لي زوجي الحبيب.

فقال الشيخ العجوز بصوت ملؤه العطف والحنان: اسمعي يا بنيتي، هل تعدينني بأن تكوني زوجة مطيعة لا تتدخل بشؤون غيرها ولا تسأل زوجها عن سر قصته؟

فقالت نور الحياة على الفور: "أعدك يا سيدي بأن أكون كما رغبت".

وما هي إلا لحظة حتى اختفى الموكب وبقي أمير الياقوت إلى جانب الأميرة نور الحياة.

وهكذا عاشا حياة جديدة كلها سعادة واطمئنان

nawald
2010-02-07, 17:44
اتمني ان تنال اعجابكم هذه القصص

wafaa bel
2010-02-11, 18:17
شكرا لك اختي جزاك الله خيرا حتى انا كنت محتاجة للمشروع بوركت

nabilbio
2010-02-12, 10:49
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين. وبعد فإن سير الأولين صارت عبرة للآخرين لكي يرى الإنسان العبر التي حصلت لغيره فيعتبر ويطالع حديث الأمم السالفة وما جرى لهم فينزجر. فسبحان من جعل حديث الأولين عبرة لقوم آخرين فمن تلك العبر والحكايات التي تسمى ألف ليلة وليلة وما فيها من الغرائب والأمثال



الكتاب الذي طاف الدنيا بأرجائها، وتمثل فيه سحر الشرق، وترجم إلى معظم لغات العالم. طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة (1825) بعناية المستشرق (هايخت) فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه فليشر المتوفى سنة (1888م) ثم طبع مرات لا تحصى أهمها: طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1960م. تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلالها على حكايا الكتاب: (أن الملك شهريار لم يكتف بعدما اكتشف خيانة زوجته بقتلها هي وجواريه وعبيده، بل صار كل يوم يأخذ بنتاً بكراً فيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، فضج الناس وهربت بناتهم...فسألت شهرزاد أباها الوزير أن يقدمها لشهريار قائلة: (فإما أن أعيش، وإما ان أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن) وكان الوزير يطلع كل صباح بالكفن تحت إبطه، بينما ابنته شهرزاد تؤجل ميعاد موتها بالحكاية تلو الحكاية، حتى أنجبت للملك ثلاثة أولاد في ألف ليلة قضتها في قصره، وجعلته بحلاوة حديثها وطرافة حكاياها خلقاً آخر). ولا شك في أننا غير قادرين على تلخيص أثر هذا الكتاب منذ شاع ذكره في أوربا، وليس في وسعنا هنا إلا تقديم نموذج منها بكتاب (غوته وألف ليلة وليلة) للألمانية كاترينا مومسن، ترجمة د. أحمد الحمو (دمشق: 1980) حيث عاش غوته منذ نعومة أظفاره مع هذا الكتاب، وكان يحفظ حكاياته إلى درجة أنه كان يلعب دور شهرزاد عندما تتاح له الفرصة، وكان في صباه وفي شيخوخته يستخدم رموز الحكايات وصورها في رسائله، وكان بالنسبة له (كتاب عمره). كل ذلك والترجمة الألمانية لم تكن قد أنجزت بعد، وإنما كان يرجع إلى الترجمة الفرنسية المجتزئة التي قام بها المستشرق الفرنسي (أنطوان غالان) خلال الفترة (1704 - 1717م) وذلك قبل أ ن تظهر الترجمة الألمانية عام (1825م) مما جعل غوته يمضي آخر سني حياته مع هذه الترجمة، وكانت وفاته سنة (1832م). ونشير هنا إلىالطفرة التي اكتسبتها الدراسات الدائرة حول (ألف ليلة وليلة) نتيجة لتوثيق محسن مهدي للنسخ العربية في عمل صدر له في ليدن (1984م). وانظر مجموعة الرسومات التي صاحبت الترجمات الغربية لألف ليلة وليلة في كتاب (ألف ليلة وليلة: مقالات نقدية وببلوغرافية) كامبريدج، دار مهجر 1985م بالإنجليزية




تبدأ الليالي بقصة الملك شهريار الذي يعلم عن طريق الصدفة بخيانة زوجته
له فيأمر بقتلها بقطع رأسها،
ثم ينذر على أن يتزوج كل ليلة فتاة من مدينته ويقطع رأسها في الصباح
انتقاما من النساء
حتى أتى يوم لم يجد فيه الملك من يتزوجها فيعلم أن عند وزيره له بنتا نابغة
اسمها شهرزاد
فيقرر أن يتزوجها وتقبل هي بذلك
تطلب شهرزاد من أختها دنيا زاد أن تأتي إلى بيت الملك
وتطلب من أختها أن تقص عليها وعلى الملك قصة أخيرة
قبل موتها في صباح ذلك اليوم فتفعل أختها دنيا زاد ما طلب منها. في تلك الليلة قصت عليهم شهرزاد قصة لم تنهها وطلبت من الملك
انه لو أبقاها حية فستقص عليه بقية القصة في الليلة التالية
وهكذا بدأت شهرزاد في سرد قصص مترابطة بحيث تكمل كل قصة
في الليلة التالية حتى وصلت بهم الليالي ألف وليلة واحدة
في ذلك الوقت كان الملك قد وقع في حبها فأبقاها زوجة له وتاب عن قتل الفتيات
واحتفلت مدينة الملك بذلك لمدة ثلاثة أيام
1. حكايات الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان
2. حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع
3. حكاية التاجر مع العفريت
4. حكاية الصياد مع العفريت
5. حكاية الملك يونان والحكيم رويان
6. حكاية الحمال مع البنات
7. حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه
8. حكاية الخياط والأحدب
9. حكاية مزين بغداد
10. حكاية الوزيرين التي فيها ذكر أنيس الجليس
11. حكاية التاجر أيوب وابنه غانم وبنته فتنة
12. حكاية الملك عمر النعمان
13. حكاية تتعلق بالطيور
14. حكاية نعم ونعمة
15. حكاية علاء الدين أبو الشامات
16. بعض حكايات تتعلق بالكرام
17. ومن حكايات الكرام أيضاً
18. حكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب
19. حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
20. حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي
21. حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق
22. حكاية علي شار مع زمرد الجارية
23. حكاية بدور بنت الجوهري مع جبير بن عمير الشيباني
24. حكاية الجواري المختلفة الألوان
25. حكاية وردان الجزار
26. حكاية الحكماء أصحاب الطاووس والبوق والفرس
27. حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمام
28. حكاية تودد الجارية
29. حكاية السندباد
30. حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم
31. حكاية مدينة النحاس
32. حكاية جودر بن التاجر عمر وأخويه
33. حكاية هند بنت النعمان
34. حكاية هارون الرشيد مع البنت العربية
35. حكاية جميل بن معمر لأمير المؤمنين هارون الرشيد
36. حكاية ضمرة بن المغيرة
37. حكاية أحمد الدنف وحسن شومان
38. حكاية زواج الملك بدر باسم بن شهرمان
39. حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال
40. حكاية حسن الصائغ البصري
41. حكاية مسرور التاجر مع معشوقته زين المواصف
42. حكاية علي نور الدين مع مريم الزنارية
43. حكاية ورد خان بن الملك جليعاد
44. حكاية أبي قير وأبي صير
45. حكاية عبد الله البري مع عبد الله البحري
46. من نوادر هارون الرشيد مع الشاب العماني
47. حكاية إبراهيم بن الخصيب
48. حكاية أبي الحسن الخراساني الصيرفي مع شجرة الدر
49. حكاية قمر الزمان مع معشوقته
50. حكاية عبد الله بن فاضل عامل البصرة مع أخويه




ليس من اليسير على المدقق الكشف عن حقيقة كتاب كألف ليلة وليلة: أصله مفقود، ومؤلفه مجهول، وزمان وضعه مبهم غامض، ومكان حوادثه مشتبه. فالأقاصيص والأساطير وكل ما يتعلق بها أو يتصل بها، يخرج بطبيعته عن اختصاص الأديب ومنهاج المؤرخ. كذلك إن النقد الذاتي للكتاب، هذا النقد المبني على النظر في لغته وأسلوبه وأسماء أبطاله، ومواطن رجاله وأوضاعه ومصطلحاته، لا يساعد كثيراً على فك هذه الألغاز، ويبقى ضعيف الحجة. أما النقد المبني على تاريخ الحضارات المقارن وعلى ما يشيع به الكتاب من صور وأطياف، وأساليب ورسوم وآراء، هو ما يجب الاعتماد عليه.



















قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أن رجلين كانا في مدينة
الإسكندرية وكان أحدهما صباغاً واسمه أبو قير وكان الثاني مزيناً واسمه
أبو صير وكانا جارين لبعضهما في السوق وكان أبو قير الصباغ نصاباً
كذاباً صاحب شر قوي كأنما صدغه منحوتٌ من الجلموت أو مشتقٌ من عتبة
كنيسة اليهود لا يستحي من عيبة يفعلها بين الناس وكان من عادته أنه إذا
أعطاه أحدٌ قماشاً لصبغه يطلب منه الكراء أولاً ويوهمه أنه يشتري به
أجزاءً ليصبغ بها، فيعطيه الكراء مقدماً فإذا أخذه منه يصرفه على أكلٍ
وشربٍ . ثم يبيع القماش الذي أخذه بعد ذهاب صاحبه ويصرف ثمنه في الأكل
والشرب وغير ذلك ولا يأكل إلا طيباً من أفخر المأكول ولا يشرب إلا من
أجود ما يذهب العقول . فإذا أتاه صاحب القماش يقول له في غدٍ تجيء لي
من قبل طلوع الشمس فتلقى حاجتك مغبونةً فيروح صاحب الحاجة ويقول في
نفسه يوم من يومٍ قريب ثم يأتيه في ثاني يوم على الميعاد فيقول له تعال
في غدٍ فأني أمس ما كنت فاضياً لأنه كان عندي ضيوف فقمت بواجبهم حتى
راحوا وفي غدٍ قبل الشمس تعال خذ قماشك مصبوغاً فيروح ويأتيه في ثالث
يوم فيقول له إني كنت أمس معذوراً لأن زوجتي ولدت بالليل وطول النهار
وأنا أقضي مصالح ولكن في غد من كل بد تعال خذ حاجتك مصبوغة فيأتي له
على الميعاد فيطلع له بحيلةٍ أخرى من حيث كان ويحلف له وحين عزما على
السفر قال أبو قير لأبي صير: نحن صرنا أخوين ولا فرق بيننا فينبغي أننا
نقرأ الفاتحة على أن عاملنا يكتسب ويطعم عاطلنا ومهما فضل نضعه في
صندوقٍ فإذا رجعنا إلى الإسكندرية نقسمه بيننا بالحق والإنصاف ، قال
أبو صير : وهو كذلك ، وقرأ الفاتحة على أن الذي يعمل ويكتسب يطعم
العاطل . ثم أن أبا صير قفل الدكان وأعطى المفاتيح لصاحبها وأبو قير
ترك المفاتيح عند رسول القاضي وترك الدكان مقفولةً مختومةً وأخذا
مصالحهما وأصبحا مسافرين ونزلا في غليون في البحر المالح وسافرا في ذلك
النهار وحصل لهما إسعاف . ومن تمام سعد المزين أن جميع من كان في
الغليون لم يكن معهم أحد من المزينين وكان فيه مائة وعشرون رجلاً غير
الريس والبحرية . ولما حلوا قلوع الغليون قام المزين وقال للصباغ : يا
أخي هذا بحر نحتاج فيه إلى الأكل والشرب وليس معنا إلا قليلٌ من الزاد
وربما يقول لي أحد تعال يا مزين أحلق لي فأحلق له برغيف أو بنصف فضة أو
بشربة ماء فانتفع بذلك أنا وأنت، فقال له الصباغ : لا بأس. ثم حط رأسه
ونام وقام المزين وأخذ عدته والطاسة ووضع على كتفه خرقةً تغني عن
الفوطة لأنه فقير وشق بين الركاب ، فقال له واحد : تعال يا أسطى أحلق
لي ، فحلق له فلما حلق لذلك الرجل أعطاه نصف فضة ، فقال له المزين :
ليس لي بهذا النصف الفضة ولو كنت أعطيتني رغيفاً كان أبرك في هذا البحر
لأن لي رفيقاً وزادنا شيء قليل فأعطاه رغيفاً وقطعة جبن وملأ له الطاسة
ماء حلواً فأخذ ذلك وأتى إلى أبي قير وقال له: خذ هذا الرغيف وكله
بالجبن واشرب ما في الطاسة فأخذ ذلك منه وأكل وشرب
ثم أن أبا صير المزين بعد ذلك حمل عدته وأخذ الخرقة على كتفه والطاسة
في يده وشق في الغليون بين الركاب فحلق لإنسان برغيفين ولآخر بقطعة جبن
ووقع عليه الطلب وصار كل من يقول له أحلق يا أسطى يشرط عليه رغيفين
ونصف فضة وليس في الغليون مزين غيره فما جاء المغرب حتى جمع ثلاثين
رغيفاً وثلاثين نصف فضة وصار عنده جبن وزيتون وبطارخ وصار كلما يطلب
حاجة يعطونه إياها حتى صار عنده شيءٌ كثيرٌ وحلق للقبطان وشكا له قلة
الزاد في السفر ، فقال له القبطان : مرحباً بك هات رفيقك في كل ليلةٍ
وتعشيا عندي ولا تحملا هَمَّاً ما دمتما مسافرين معنا . ثم رجع إلى
الصباغ فرآه لم يزل نائماً فأيقظه فلما أفاق أبو قير رأى عند رأسه شيءٌ
كثيرٌ من عيش وجبن وزيتون وبطارخ . فقال له من أين لك ذلك ؟ فقال : من
فيض الله تعالى ، فأراد أن يأكل ، فقال له أبو صير : لا تأكل يا أخي من
هذا واتركه ينفعنا في وقت آخر واعلم أني حلقت للقبطان وشكوت إليه قلة
الزاد فقال لي مرحباً بك هات رفيقك كل ليلةٍ وتعشيا عندي فأول عشائنا
عند القبطان في هذه الليلة . فقال له أبو قير أنا دايخ من البحر ولا
أقدر أن أقوم من مكاني فدعني أتعشى من هذا الشيء ورح أنت وحدك عند
القبطان . فقال له : لا بأس بذلك . ثم جلس يتفرج عليه وهو يأكل فرآه
يقطع اللقمة كما يقطع الحجارة من الجبل ويبتلعها ابتلاع الغول الذي له
أيام ما أكل ويلقم اللقمة قبل ازدراد التي قبلها ويحملق عينيه فيما بين
يديه حملقة الغول وينفخ مثل الثور الجائع على التبن والفول وإذا بنوتي
جاء وقال : يا أسطى يقول لك القبطان هات رفيقك وتعال للعشاء . فقال أبو
صير لأبي قير : أتقوم بنا ؟ فقال له : أنا لا أقدر على المشي . فراح
المزين وحده فرأى القبطان جالساً وقدامه سفرة فيها عشرون لوناً أو أكثر
وهو وجماعته ينتظرون المزين ورفيقه فلما رآه القبطان قال له : أين
رفيقك ؟ فقال له : يا سيدي إنه دايخٌ من البحر ، فقال له القبطان : لا
بأس عليه ستزول عنه الدوخة تعال أنت تعش معنا فإني كنت في انتظارك ثم
أن القبطان عزل صحنا وحط فيه من كل لون فصار يكفي عشرة وبعد أن تعشى
المزين قال له القبطان : خذ هذا الصحن معك إلى رفيقك فأخذه أبو صير
وأتى إلى أبي قير فرآه يطحن بأنيابه فيما عنده من الأكل مثل الجمل
ويلحق اللقمة باللقمة على عجل . فقال له أبو صير : أما قلت لك لا تأكل
فإن القبطان خيره كثير فانظر أي شيءٍ بعث به إليك لما أخبرته بأنك دايخ
، فقال : هات ، فناوله الصحن فأخذه منه وهو ملهوف عليه وعلى غيره من
الأكل مثل الكلب الكاسر أو السبع الكاسر أو الرخ إذا انقض على الحمام
أو الذي كاد أن يموت من الجوع ورأى شيئاً من الطعام وصار يأكل فتركه
أبو صير وراح إلى القبطان وشرب القهوة هناك ثم رجع إلى أبي قير فرآه قد
أكل جميع ما في الصحن ورماه فارغاً . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن
الكلام المباح
وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت : بلغني أيها الملك
السعيد أن أبا صير لما رجع إلى أبي قير رآه قد أكل ما في الصحن ورماه
فارغاً فأخذه وأوصله إلى أتباع القبطان ورجع إلى أبي قير ونام إلى
الصباح فلما كان ثاني الأيام صار أبو صير يحلق وكلما جاء له شيءٌ يعطيه
لأبي قير وأبو قير يأكل ويشرب وهو قاعدٌ لا يقوم إلا لإزالة الضرورة
وكل ليلةٍ يأتي له بصحنٍ ملآن من عند القبطان واستمر على هذه الحالة
عشرين يوماً حتى رسا الغليون على مدينة فطلعا من الغليون ودخلا تلك
المدينة وأخذا لهما حجرة في خان وفرشها أبو صير واشترى جميع ما يحتاجان
إليه وجاء بلحم وطبخه وأبو قير نائمٌ من حين دخل الحجرة ولم يستيقظ حتى
أيقظه أبو صير ووضع السفرة بين يديه فلما أفاق أكل . وبعد ذلك قال له :
لا تؤاخذني فإني دايخ . ثم نام واستمر على هذه الحالة أربعين يوماً وكل
يومٍ يحمل المزين العدة ويدور في المدينة فيعمل بالذي فيه النصيب ويرجع
فيجد أبا قير نائماً فينبهه وحين ينتبه يقبل على الأكل بلهفة فيأكل أكل
من لا يشبع ولا يقنع ثم ينام ولم يزل كذلك مدة أربعين يوماً أخرى .
وكلما يقول له أبو صير أجلس ارتاح واخرج تفسح في المدينة فأنها فرجة
وبهجةٌ وليس لها نظيرٌ في المدائن ، يقول له أبو قير الصباغ : لا
تؤاخذني إني دايخ فلا يرضي أبو صير المزين أن يكدر خاطره ولا يسمعه
كلمة تؤذيه وفي اليوم الحادي والأربعين مرض المزين ولم يقدر أن يسرح
فسخر بواب الخان فقضى لهما حاجتهما وأتى لهما بما يأكلان وما يشربان كل
ذلك وأبو قير يأكل وينام ولا زال المزين يسخر بواب الخان في قضاء حاجته
مدة أربعة أيامٍ . وبعد ذلك اشتد المرض على المزين حتى غاب عن الوجود
من شدة مرضه وأما أبو قير فإنه أحرقه الجوع فقام وفتش في ثياب أبي كير
فرأى معه مقداراً من الدراهم فأخذه وقفل باب الحجرة على أبي صير ومضى
ولم يعلم أحداً . وكان البواب في السوق فلم يره حين خروجه ثم أن أبا
قير عمد إلى السوق وكسا نفسه ثياباً نفيسةً وصار يدور في المدينة
ويتفرج فرآها مدينة ما وجد مثلها في المدائن وجميع ملبوسها أبيض وأزرق
من غير زيادة فأتى إلى صباغ فرأى جميع ما في دكانه أزرق فأخرج له محرمة
وقال له : يا معلم خذ هذه المحرمة واصبغها وخذ أجرتك فقال له : إن أجرة
صبغ هذه عشرون درهماً ، فقال له : نحن نصبغ هذه في بلادنا بدرهمين ،
فقال : رح اصبغها في بلادكم وأما أنا فلا أصبغها إلا بعشرين درهماً لا
تنقص عن هذا القدر شيئاً
فقال له أبو قير أي لونٍ تريد صبغها ؟ فقال له الصباغ : زرقاء ، قال له
أبو قير : أنا مرادي أن تصبغها إلي حمراء ، قال له : لا أدري صباغ
الأحمر ، قال : خضراء ، قال : لا أدري صباغ الأخضر ، قال : صفراء ، قال
له : لا أدري صباغ الأصفر ، وصار أبو قير يعد له الألوان لوناً بعد
لونٍ ، فقال له : الصباغ نحن في بلادنا أربعون معلماً لا يزيدن واحداً
ولا ينقصون واحداً وإذا مات منا واحدٌ نعلم ولده وإن لم يخلف ولداً
نبقى ناقصين واحداً والذي له ولدان نعلم واحداً منهما فإن مات علمنا
أخاه وصنعتنا هذه مضبوطة ولا نعرف أن نصبغ غير الأزرق من غير زيادةٍ .
فقال له أبو قير الصباغ : اعلم أني صباغ وأعرف أن أصبغ سائر الألوان
ومرادي أن تخدمني عندك بالأجرة وأنا أعلمك جميع الألوان لأجل أن تفتخر
بها على كل طائفة من الصباغين . فقال له : نحن لا نقبل غريباً يدخل في
صنعتنا أبداً ، فقال له : وإذا فتحت لي مصبغة وحدي . فقال له : لا
يمكنك ذلك أبداً فتركه وتوجه إلى الثاني ، فقال له كما قال له الأول
ولم يزل ينتقل من صباغ إلى آخر حتى طاف على الأربعين معلماً فلم يقبلوه
لا أجيراً ولا معلماً فتوجه إلى شيخ الصباغين واخبره ، فقال له : إننا
لا نقبل غريباً يدخل في صنعتنا . فحصل عند أبي قير غيظٌ عظيمٌ وطلع
يشكو إلى ملك تلك المدينة وقال له : يا ملك الزمان أنا غريبٌ وصنعتي
الصباغة وجرى لي مع الصباغين ما هو كذا وكذا وأنا أصبغ الأحمر ألوانا
مختلفة كوردي وعنابي والأخضر ألواناً مختلفة كزرعي وفستقي وزيتي وجناح
الدرة والأسود ألواناً مختلفة كفحمي وكحلي والأصفر ألوانا مختلفة
كنارنجي وليموني وصار يذكر له سائر الألوان ، ثم قال : يا ملك الزمان
كل الصباغين الذين في مدينتكم لا يخرج من أيديهم أن يصبغوا شيئاً من
هذه الألوان ولا يعرفون إلا صبغ الأزرق ولم يقبلوني أن أكون عندهم
معلماً ولا أجير . فقال له الملك : صدقت في ذلك ولكن أنا أفتح لك مصبغة
وأعطيك رأس مال وما عليك منهم وكل من تعرض لك شنقته على باب دكانه، ثم
أمر البنائين وقال لهم : امضوا مع هذا المعلم وشقوا أنتم وإياه في
المدينة وأي مكان أعجبه فأخرجوا صاحبه منه سواء كان دكاناً أو خاناً أو
غير ذلك وأبنوا له مصبغةً على مراده ومهما أمركم به فافعلوه ولا
تخالفوه فيما يقول . ثم أن الملك ألبسه بدلةً مليحةً وأعطاه ألف دينارٍ
وقال له : اصرفها على المرض الذي بك ثم قام على قدميه وقال لبواب
الخان : إن قدرني الله تعالى جازيتك على ما فعلته معي من الخير، ولكن
لا يجازي إلا الله من فضله ، فقال له بواب الخان : الحمد لله على
العافية أنا ما فعلت معك ذلك إلا ابتغاء وجه الله الكريم، ثم أن المزين
خرج من الخان وشق في الأسواق فأتت به المقادير إلى السوق الذي فيه
مصبغة أبو قير فرأى الأقمشة ملونة بالصباغ منشورة في باب المصبغة
والخلائق مزدحمة يتفرجون عليها، فسأل رجلاً من أهل المدينة وقال له :
ما هذا المكان وما لي أرى الناس مزدحمين؟ فقال له المسؤول : إن هذه
مصبغة السلطان التي أنشأها رجلٌ غريبٌ اسمه أبو قير وكلما صبغ ثوباً
نجتمع عليه ونتفرج على صبغه لأن بلادنا ما فيها صباغون يعرفون صبغ هذه
الألوان . وجرى له مع الصباغين الذين في البلد ما جرى، وأخبره بما جرى
بين أبي قير وبين الصباغين وأنه شكاهم إلى السلطان فأخذ بيده وبنى له
هذه المصبغة وأعطاه كذا وكذا وأخبره بكل ما جرى، ففرح أبو صير ، وقال
في نفسه : الحمد لله الذي فتح عليه وصار معلماً والرجل معذور لعله تلهى
عنك بالصنعة ونسيك ولكن أنت عملت معه معروفاً وأكرمته وهو عاطل فمتى
رآك فرح بك وأكرمك نظير ما أكرمته . ثم أنه تقدم إلى جهة باب المصبغة
فرأى أبا قير جالساً على مكتبةٍ عاليةٍ فوق مصطبة في باب المصبغة وعليه
بدلة من ملابس الملوك وقدامه أربعة عبيدٍ وأربعة مماليكٍ بيضٍ لابسين
أفخر الملابس ورأى الصناع عشرة عبيدٍ واقفين يشتغلون لأنه حين اشتراهم
علمهم الصباغة وهو قاعد بين المخدات كأنه وزير عظيم وملك أفخم لا يعمل
شيئاً بيده وإنما يقول لهم افعلوا كذا وكذا . فوقف أبو صير قدامه وهو
يظن أنه إذا رآه يفرح به ويسلم عليه ويكرمه ويأخذ بخاطره . فلما وقعت
العين في العين قال له أبو قير : يا خبيث كم مرةٍ وأنا أقول لك لا تقف
نفسك حتى تتم البناية وأعطاه مملوكين من أجل الخدمة وحصاناً بعدة
مزركشة فلبس البدلة وركب الحصان وصار كأنه أمير وأخلى له الملك بيتاً
وأمر بفرشه ففرشوه له وسكن فيه وركب في ثاني يومٍ وشق في المدينة
والمهندسون قدامه ولم يزل يتأمل حتى أعجبه مكان فقال : هذا المكان طيبٌ
فأخرجوا صاحبه منه وأحضروه إلى الملك فأعطاه ثمن دكانه زيادةً على ما
يرضيه ودارت فيه البناية وصار أبو قير يقول للبنائين ابنوا كذا وكذا
وافعلوا كذا وكذا حتى بنوا له مصبغة ليس لها نظير، ثم حضر إلى الملك
وأخبره بأن المصبغة تم بناؤها وإنما يحتاج لثمن الصباغ من أجل إدارتها
فقال له الملك: خذ هذه الأربعة آلاف دينار واجعلها رأس مال وأرني ثمرة
مصبغتك فأخذها ومضى إلى السوق فرأى النيلة كثيرة وليس لها ثمن فاشترى
جميع ما يحتاج إليه من حوائج للصباغة، ثم أن الملك أرسل إليه خمسمائة
شقفة من القماش فدور الصبغ فيها وصبغها من سائر الألوان ثم نشرها قدام
باب المصبغة فلما مر الناس بجانبها رأوا شيئاً عجيباً ما رأوا مثله من
قبل ، فازدحمت الخلائق على باب محله وصاروا يتفرجون ويسألونه ويقولون
له : يا معلم ما اسم هذه الألوان ؟ فيقول لهم : هذا أحمر وهذا أصفر
وهذا أخضر ويشرح لهم أسامي الألوان فصاروا يأتونه بشيءٍ من القماش
ويقولون له اصبغ لنا مثل هذا وذاك وخذ ما تطلب . ولما فرغ من صباغ قماش
الملك أخذه وطلع به إلى الديوان، فلما رأى الملك ذلك الصباغ فرح به
وأنعم عليه إنعاماً زائداً وصار جميع العسكر يأتون إليه بالقماش
ويقولون له اصبغ لنا هكذا فيصبغ لهم على أغراضهم ويرمون عليه بالذهب
والفضة، ثم أنه شاع ذكره وسميت مصبغته مصبغة السلطان ودخل عليه الخير
من كل باب وجميع الصباغين لم يقدر أحدٌ أن يتكلم معه إنما كانوا يأتونه
ويقبلون يديه ويعتذرون إليه عما سبق منهم في حقه ويعرضون أنفسهم عليه
ويقولون له اجعلنا خدماً عندك فلم يرض أن يقبل أحداً منهم وصار عنده
عبيد وجوار وجمع مالاً كثيراً. هذا ما كان من أمر أبي قير . وأما ما
كان من أمر أبي صير فإنه لما قفل عليه أبو قير باب الحجرة بعد أن أخذ
دراهمه وراح وخلاه وهو مريضٌ غائبٌ عن الوجود فصار مرمياً في تلك
الحجرة والباب مقفولٌ عليه واستمر على ذلك ثلاثة أيامٍ فانتبه بواب
الخان إلى باب الحجرة فرآه مقفولاً ولم ير أحداً من هذين الاثنين إلى
المغرب ولم يعلم لهما خبراً . فقال في نفسه لعلهما سافرا ولم يدفعا
أجرة الحجرة أو ماتا أو ما خبرهما ؟ ثم أنه أتى إلى باب الحجرة فرآه
مقفولاً وسمع أنيناً في داخلها ورأى المفتاح في الضبة ففتح الباب ودخل
فرأى المزين يئن فقال له لا بأس عليك أين رفيقك؟ فقال له والله إني ما
أفقت من مرضي إلا في هذا اليوم وصرت أنادي فما أحد رد علي جواباً،
بالله عليك يا أخي أن تنظر الكيس تحت رأسي وتأخذ منه خمسة أصناف وتشتري
لي بها شيئاً أقتات به فإني في غاية الجوع . فمد يده فرآه فارغاً ،
فقال للمزين : إن الكيس فارغٌ ما فيه شيءٌ. فعرف أبو صير المزين أن أبا
قير سرق ما فيه وهرب ، فقال له : أما رأيت رفيقي ؟ فقال له من مدة
ثلاثة أيامٍ ما رأيته وما كنت أظن إلا أنك سافرت وإياه ، فقال له
المزين : ما سافرنا وإنما طمع في فلوسي فأخذها وهرب حين رآني مريضاً ثم
أنه بكى وانتحب ، فقال له بواب الخان : لا بأس عليك وهو يلقى فعله من
الله . ثم أن بواب الخان راح وطبخ له شوربة وغرف له صحناً وأعطاه إياه
ولم يزل يتعهده مدة شهرين وهو يكلفه من كيسه حتى عرق وشفاه الله من
مرضه
وذات يومٍ وهو يتجول في المدينة إذ صادف صديقه أبو قير في مصبغته
والخدم بخدمته فتقدم وسلم عليه وأخذ يعاتبه على تركه إياه أثناء مرضه
فما كان من أبو قير إلا ونهره من أمامه وقال له : اخرج من عندي هل
مرادك أن تفضحني مع الناس يا حرامي أمسكوه ، فجرت خلفه العبيد وقبضوا
عليه وقام أبو قير على حيله وأخذ عصاً وقال : ارموه ، فرموه فضربه على
ظهره مائة ثم قلبوه فضربه على بطنه مائة ، وقال : يا خبيث يا خائن إن
نظرتك بعد هذا اليوم واقفاً على باب المصبغة أرسلتك إلى الملك في الحال
فيسلمك إلى الوالي ليرمي عنقك امش لا بارك الله لك . فذهب من عنده
مكسور الخاطر بسبب ما حصل له من الضرب والترذيل فقال الحاضرون لأبي قير
الصباغ : أي شيء عمل هذا الرجل ؟ فقال لهم : أنه حرامي يسرق أقمشة
الناس فإنه سرق مني كم مرة من القماش وأنا أقول في نفسي سامحه الله
فإنه رجلٌ فقيرٌ ولم أرض أن أشوش عليه وأعطي للناس ثمن أقمشتهم وأنهاه
بلطفٍ فلم ينته فإن رجع مرة غير هذه المرة أرسلته إلى الملك فيقتله
ويريح الناس من أذاه . فصار الناس يشتمونه بعد ذهابه. وأما أبو صير
فإنه رجع إلى الخان وجلس يتفكر فيما فعل به أبو قير ولم يزل جالساً حتى
يرد عليه الضرب ثم خرج وشق في أسواق المدينة فخطر بباله أن يدخل الحمام
فسأل رجلاً من أهل المدينة وقال له : يا أخي من أين طريق الحمام ؟
فأجابه : أي حمام ؟ فقال له : موضع تغتسل فيه الناس ويزيلون عليهم من
الأوساخ وهو من أطيب طيبات الدنيا ، فقال له : عليك بالبحر ، قال : أنا
مرادي الحمام ، قال له : نحن لا نعرف الحمام كيف يكون كلنا نروح إلى
البحر حتى الملك إذا أراد أن يغتسل فإنه يروح البحر . فلما علم أبو صير
أن المدينة ليس فيها حماماً وأهلها لا يعرفون الحمام ولا كيفيته مشى
إلى الملك ودخل عليه وقبل الأرض بين يديه ودعا له وقال له : أنا رجلٌ
غريب بالبلاد وصنعتي حمامي فدخلت مدينتك وأردت الذهاب إلى الحمام فما
رأيت فيها ولا حماماً واحداً والمدينة التي تكون بهذه الصفة الجميلة
كيف تكون من غير حمام مع أنه من أحسن نعيم الدنيا
فقال له الملك : أي شيءٍ يكون الحمام فصار يحكي له أوصافه ، وقال له :
لا تكون مدينتك كاملة إلا إذا كان بها حمام ، فقال له : مرحباً بك
وألبسه بدلةٌ ليس لها نظير وأعطاه حصاناً وعبدين ثم أنعم عليه بأربع
جوار ومملوكين وهيأ له دار مفروشة وأكرمه أكثر من الصباغ وأرسل معه
البنائين وقال لهم : الموضع الذي يعجبه أبنوا له فيه حمام . فأخذهم وشق
بهم في وسط المدينة حتى أعجبه مكان فأشار لهم إليه فدوروا فيه البناية
وصار يرشدهم إلى كيفيته حتى بنوا له حماماً ليس له نظير ثم أمرهم بنقشه
فنقشوه نقشاً عجيباً حتى صار بهجة للناظرين ثم طلع الملك وأخبره بفراغ
بناء الحمام ونقشه ، وقال له : إنه ليس ناقصاً غير الفرش فأعطاه الملك
عشرة آلاف دينارٍ فأخذها وفرش الحمام وصف فيه الفوط على الحبال وصار كل
من مر على باب الحمام يشخص له ببصره ويحتار فكره في نقشه وازدحمت
الخلائق على ذلك الشيء الذي لم يروا مثله في عمرهم وصاروا يتفرجون عليه
ويقولون أي شيءٍ هذا ؟ فيقول لهم أبو صير : حمام فيتعجبون منه ثم أنه
سخن الماء ودور الحمام وعمل سلسبيلاً في الفسقية يأخذ كل من رآه من أهل
المدينة وطلب من الملك عشرة مماليك دون البلوغ فأعطاه عشرة مماليك مثل
الأقمار فصار يكسبهم ، ويقول لهم افعلوا مع الزبائن هكذا . ثم أطلق
البخور وأرسل منادٍ ينادي في المدينة ويقول : يا خلق الله عليكم
بالحمام فإنه يسمى حمام السلطان فأقبلت عليه الخلائق وجعل يأمر
المماليك أن يغسلوا أجساد الناس وصار الناس ينزلون المغطس ويطلعون
واستمر الناس يدخلون الحمام ويقضون حاجتهم منه ثم يخرجون بلا أجرةٍ
وبعد طلوعهم يجلسون في الليوان والمماليك تكبسهم مثل ما علمهم أبو صير
مدة ثلاثة أيامٍ وفي اليوم الرابع عزم الملك على الذهاب إلى الحمام
فركب هو وأكابر دولته وتوجهوا إلى الحمام فقلع ودخل فدخل أبو صير وكبس
الملك وأخرج من جسده الوسخ مثل الفتايل وصار يريه له ففرح الملك وصار
لوضع يده على بدنه صوت من النعومة والنظافة وبعد أن غسل جسده مزج له
ماء الورد بماء المغطس فنزل الملك في المغطس ثم خرج وجسده قد ترطب فحصل
له نشاط عمره ما رآه . ثم بعد ذلك أجلسه في الليوان وصار المماليك
يكبسونه والمباخر تفوح والعود والند ، فقال الملك : يا معلم أهذا هو
الحمام ؟ قال: نعم ، فقال له : وحياة رأسي أن مدينتي ما صارت مدينة إلا
بهذا الحمام ، ثم قال له : أنت تأخذ على كل رأس أي شيء أجرة ، فقال أبا
صير : الذي تأمر به آخذه فأمر له بألف دينارٍ ، فقال : العفو يا ملك
الزمان إن الناس ليسوا سواء بل فيهم الغني وفيهم الفقير وإذا أخذت من
كل واحد ألف دينار يبطل الحمام فأن الفقير لا يقدر على ألف دينارٍ
قال الملك : وكيف تفعل في الأجرة ؟ قال: اجعل الأجرة بالمروءة فكل من
يقدر على شيءٍ سمحت به نفسه يعطيه فنأخذ من كل إنسان على قدر حاله فإن
الأمر إذا كان كذلك تأتي إلينا الخلائق والذي يكون غنياً يعطي على قدر
مقامه والذي يكون فقيراً يعطي على قدر ما تسمح به نفسه فإذا كان الأمر
كذلك يدور الحمام ويبقى له شأن عظيم وأما الألف دينار فإنها عطية الملك
ولا يقدر عليها كل أحد . فصدق عليه أكابر الدولة ، وقالوا له : هذا هو
الحق يا ملك الزمان أتحسب أن الناس كلهم مثلك أيها الملك العزيز ؟ قال
الملك : إن كلامكم صحيحٌ ولكن هذا الرجل غريب فقير وإكرامه واجبٌ علينا
فإنه عمل في مدينتنا هذا الحمام الذي عمرنا ما رأينا مثله ولا تزينت
مدينتنا وصار لها شأن إلا به فإذا أكرمناه بزيادة الأجرة ما هو كثير .
فقالوا له : إذا كنت تكرمه فأكرمه من مالك وإكرام الفقير من الملك بقلة
أجرة الحمام لأجل أن يدعو لك الرعية وأما الألف دينار فنحن أكابر دولتك
ولا تسمح أنفسنا بعطائها فكيف تسمح بذلك نفوس الفقراء ؟ فقال الملك :
يا أكابر دولتي كل منكم يعطيه في هذه المرة مائة دينارٍ ومملوكاً
وجاريةً وعبد فقالوا : نعم نعطيه ذلك ولكن هذا اليوم كل من دخل لا
يعطيه إلا ما تسمح به نفسه ، فقال : لا بأس بذلك فجعلت الأكابر يعطيه
كل واحد منهم مائة دينارٍ وجاريةً ومملوكاً وعبداً . وأدرك شهرزاد
الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد
الحكاية ، قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان عدد الأكابر الذين
اغتسلوا مع الملك في هذا اليوم أربعمائة نفس فصار جملة ما أعطوه من
الدنانير أربعين ألف دينارٍ ومن المماليك أربعمائة مملوكٍ ومن العبيد
أربعمائة عبدٍ ومن الجواري أربعمائة جارية وناهيك بهذه العطية وأعطاه
الملك عشرة آلاف دينار وعشر جوار وعشرة عبيد . فتقدم أبو صير وقبل
الأرض بين أيادي الملك ، وقال له : أيها الملك السعيد ، وصاحب الرأي
الرشيد أي مكان يسع هذه المماليك والجواري والعبيد ؟ فقال له الملك :
أنا ما أمرت دولتي بذلك إلا لأجل أن نجمع لك مقداراً عظيماً من المال
لأنك ربما تفكرت بلادك وعيالك واشتقت إليهم وأردت السفر إلى أوطانك
فتكون أخذت من بلادنا مقداراً جسيماً من المال تستعين به على وقتك في
بلادك . قال : يا ملك الزمان أعزك الله أن هذه المماليك والجواري
والعبيد الكثيرة شأن الملوك ولو كنت أمرت لي من هذا الجيش فإنهم يأكلون
ويشربون ومهما حصلته من المال لا يكفيهم في الإنفاق عليهم ولكن أتبيعهم
لي كل واحدٍ بمائة دينارٍ ؟ فقال : بعتك إياهم بهذا الثمن فأرسل الملك
إلى الخازندار ليحضر له المال فأحضره وأعطاه ثمن الجميع بالتمام
والكمال ثم بعد ذلك أنعم الملك بهم على أصحابه وقال : كل من يعرف عبده
أو جاريته أو مملوكه فليأخذه فأنهم هدية مني إليكم . فامتثلوا أمر
الملك وأخذ كل واحدٍ منهم ما يخصه فقال له أبو صير : أراحك الله يا ملك
الزمان كما أرحتني من هؤلاء الغيلان الذين لا يقدر أن يشبعهم إلا الله
فضحك الملك من كلامه وتصدق عليه ثم أخذ أكابر دولته وذهب من الحمام إلى
سرايته وبات تلك الليلة أبو صير وهو يصر الذهب ويضعه في الأكياس ويختم
عليه وكان عنده عشرون عبداً وعشرون مملوكاً وأربع جوارٍ برسم الخدمة .
فلما أصبح الصباح فتح الحمام وأرسل منادٍ ينادي ويقول : كل من دخل
الحمام واغتسل فأنه يعطي ما تسمح به نفسه وما تقتضيه مروءته . وقعد أبو
صير عند الصندوق وهجمت عليه الزبائن وصار كل من طلع يحط الذي يهون عليه
فما أمسى المساء حتى امتلأ الصندوق من خيرات الله تعالى . ثم أن الملكة
طلبت دخول الحمام فلما بلغ أبا صير ذلك قسم النهار من أجلها وجعل الفجر
إلى الظهر للرجال ومن الظهر إلى المغرب قسم للنساء ولما أتت الملكة
وجارية خلف الصندوق وكان علم أربع جوار البلانة حتى صرن بلانات ماهرات
، فلما أعجبها ذلك وانشرح صدرها حطت ألف دينارٍ وشاع ذكره في المدينة
وصار كل من دخل يكرمه سواء غنياً أو فقيراً فدخل عليه الخير من كل بابٍ
وتعرف بأعوان الملك وصار الملك يأتي إليه في الجمعة يومياً ويعطيه ألف
دينار وبقية أيام الجمعة للأكابر والفقراء وصار يأخذ بخاطر الناس
ويلاطفهم غاية الملاطفة فاتفق أن قبطان الملك لما دخل عليه يوماً من
الأيام فقلع أبو صير ودخل وصار يكبسه ويلاطفه ملاطفةً زائدةً ولما خرج
من الحمام عمل له الشربات والقهوة . فلما أراد أن يعطيه شيئاً حلف أنه
لا يأخذ منه شيئاً فحمل القبطان جميله لما رأى من مزيد لطفه وإحسانه
إليه وصار متحيراً فيما يهديه إلى ذلك الحمامي . وأما ما كان من أمر
أبي قير فأنه لما سمع جميع الخلائق يلهجون بذكر الحمام وكل منهم يقول :
إن هذا الحمام نعيم الدنيا بلا شك ، إن شاء الله يا فلان تدخل بنا غداً
هذا الحمام النفيس ، فقال أبو قير في نفسه : لا بد أن أروح مثل الناس
وأنظر هذا الحمام الذي أخذ عقول الناس . ثم أنه لبس أفخر ما كان عنده
من الملابس وركب بغلةً وأخذ معه أربعة عبيدٍ وأربعة مماليكٍ يمشون خلفه
وقدامه وتوجه إلى الحمام ثم أنه نزل في باب الحمام ، فلما صار عند
الباب شم رائحة العود والند ورأى ناساً داخلين وناساً خارجين ورأى
المساطب ملآنة من الأكابر والأصاغر فدخل الدهليز فرآه أبو صير . فقام
إليه وفرح به ، فقال له أبو قير : هل هذا شرد أولاد الحلال وأنا فتحت
لي مصبغة وبقيت معلم البلد وتعرفت بالملك وصرت في سعادةٍ وسيادةٍ وأنت
لا تأتي عندي ولا تسأل عني ولا تقول أين رفيقي وأنا عجزت وأنا أفتش عنك
وأبعث عبيدي ومماليكي يفتشون عنك في الحانات وفي سائر الأماكن فلا
يعرفون طريقك ولا أحدٍ يخبرهم بخبرك ، فقال له أبو صير : أما جئت إليك
فاتهمتني بأنني لص وضربتني وهتكتني بين الناس ؟ فاغتم أبو قير وقال :
أي شيءٍ هذا الكلام؟ هل أنت الذي ضربتك ؟ فقال أبو صير : نعم هو أنا
فحلف له أبو قير ألف يمينٍ أنه ما عرفه ، وقال : إنما كان واحدٌ شبيهك
يأتي في كل يومٍ ويسرق قماش الناس فظننت أنك هو وصار يتندم ويضرب كفاً
على كفٍ ، ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد أسأناك
ولكن يا ليتك عرفتني بنفسك وقلت أنا فلان فالعيب عندك لكونك لم تعرفني
خصوصاً وأنا مدهوش من كثرة الأشغال . فقال له أبو صير : سامحك الله يا
رفيقي وهذا الشيء كان مقدراً في الغيب والجبر على الله ادخل أقلع ثيابك
واغتسل وانبسط . فقال له : بالله عليك أن تسامحني يا أخي ، فقال له :
أبرأ الله ذمتك وسامحك فإنه كان أمراً مقدراً علي في الأزل . ثم قال له
أبو قير : ومن أين لك هذه السيادة ؟ فقال له : الذي فتح عليك فتح علي
فإني طلعت إلى الملك وأخبرته بشأن الحمام فأمر ببنائه ، فقال له : وكما
أنه لك معرفةٌ بالملك فأنا الأخر عرفته وإن شاء الله تعالى أنا أخليه
يحبك ويكرمك زيادةً على هذا الإكرام من أجلي فإنه لم يعرف أنك رفيقي
فأنا أعرفه بأنك رفيقي وأوصيه بك ، فقال له : ما أحتاج إلى وصيةٍ فإن
المحنن موجود وقد أحبني الملك هو وجميع رجال دولته وأعطاني كذا وكذا
وأخبره بالخبر ، ثم قال : اقلع ثيابك خلف الصندوق وادخل الحمام وأنا
أدخل معك لأجل أن أكبسك ، فخلع ما عليه ودخل الحمام ودخل معه أبو صير
وكبسه وصبنه وألبسه واشتغل له حتى خرج ، فلما خرج أحضر له الغداء
والشربات وصار جميع الناس يتعجبون من كثرة إكرامه له ، ثم بعد ذلك أراد
أبو قير أن يعطيه شيئاً فحلف أنه لا يأخذ منه شيئاً وقال له : استحي من
هذا الأمر وأنت رفيقي وليس بيننا فرق
ثم أن أبا قير قال لأبي صير : يا رفيقي والله أن هذا الحمام عظيمٌ ولكن
صنعتك فيه ناقصةً ، فقال له : وما نقصها ؟ فقال له : الدواء الذي هو
عقد الزرنيخ والجير الذي يزيل الشعر بسهولة فاعمل هذا الدواء فإذا أتى
الملك فقدمه إليه وعلمه كيف يسقط الشعر فيحبك حباً شديداً ويكرمك ،
فقال له : صدقت إن شاء الله أصنع ذلك . ثم أن أبا قير خرج وركب بغلته
وذهب إلى الملك ودخل عليه وقال له : أنا ناصح لك يا ملك الزمان ، فقال
له : وما نصيحتك ؟ فقال : بلغني خبراً وهو أنك بنيت حماماً ، قال : نعم
قد أتاني رجلٌ غريبٌ فأنشأته له كما أنشأت لك هذه المصبغة وهو حمامٌ
عظيمٌ وقد تزينت مدينتي، وصار يذكر له محاسن ذلك الحمام ، فقال أبو قير
: وهل دخلته ؟ قال : نعم ، قال : الحمد لله الذي نجاك من شر هذا الخبيث
عدو الدين وهو الحمامي ، فقال له الملك : وما شأنه ؟ قال له أبو قير :
اعلم يا ملك الزمان أنك إن دخلته بعد هذا اليوم فأنك تهلك فقال له :
لأي شيءٍ ؟ فقال له : إن الحمامي عدوك وعدو الدين فإنه ما حملك على
إنشاء هذا الحمام إلا لأن مراده أن يدخل عليك فيه السم ، فإنه صنع لك
شيئاً وإذا دخلته يأتيك به ويقول لك : هذا دواء كل من دهن به نفسه يرمي
الشعر منه بسهولةٍ وليس هو بدواء بل هو داءٌ عظيمٌ وسمٌ قاتلٌ وأن هذا
الخبيث قد وعده سلطان النصارى أنه إن قتلك يفك له زوجته وأولاده من
الأسر فإن زوجته وأولاده مأسورين عند سلطان النصارى وكنت مأسوراً معه
في بلادهم ولكن أنا فتحت مصبغةً وصبغت لهم حوائجهم فاستعطفوا علي قلب
الملك . فقال الملك لي : أي شيءٍ تطلب ؟ فطلبت العتق فأعتقني وجئت إلى
هذه المدينة ورأيته في الحمام فسألته كيف كان خلاصك وخلاص زوجتك
وأولادك فقال : لم أزل أنا وزوجتي وأولادي مأسورين حتى أن ملك النصارى
عمل ديواناً فحضرت في جملة من حضر وكنت واقفاً من جملة الناس فسمعتهم
فتحوا مذاكرة الملوك إلى أن ذكروا ملك هذه المدينة، فتأوه ملك النصارى
وقال : ما قهرني في الدنيا إلا ملك المدينة الفلانية فكل من تحيل لي
على قتله فأني أعطيه كل ما يتمنى . فتقدمت أنا إليه وقلت له : إذا
تحيلت لك على قتله هل تعتقني أنا وزوجتي وأولادي؟ فقال له : نعم أعتقكم
وأعطيك كل ما تتمنى ثم أني اتفقت وإياه على ذلك وأرسلني في غليون إلى
هذه المدينة وطلعت إلى هذا الملك فبنى لي هذا الحمام وما بقي لي إلا أن
أقتله وأروح إلى ملك النصارى وافدي أولادي وزوجتي وأتمنى عليه ، فقلت
وما الحيلة التي دبرتها في قتله حتى تقتله ؟ قال لي : هي حيلة سهلة
أسهل ما يكون ، فأنه يأتي إلي في هذا الحمام وقد اصطنعت له شيئاً فيه
سمٌ فإذا جاء أقول له : خذ هذا الدواء وادهن به تحتك فإنه يسقط الشعر
فيأخذه ويدهن به تحته فيلعب السم فيه يوماً وليلةٍ حتى يسري إلى قلبه
فيهلكه والسلام ، فلما سمعت منه هذا الكلام خفت عليك لأن خيرك علي وقد
أخبرتك بذلك . فلما سمع الملك هذا الكلام غضب غضباً شديداً وقال للصباغ
: اكتم هذا السر ، ثم طلب الرواح إلى الحمام حتى يقطع الشك باليقين ،
فلما دخل الحمام تعرى أبو صير على جري عادته وبدأ يكبس الملك وبعد ذلك
قال له : يا ملك الزمان إني عملت دواءً لتنظيف الشعر التحتاني ، فقال
له : أحضره لي فأحضره بين يديه فرأى رائحته كريهة فصح عنده أنه سمٌ
فغضب وصاح على الأعوان وقال : أمسكوه فقبض عليه الأعوان وخرج الملك وهو
يشتعل بالغضب ولا أحدٌ يعرف سبب غضبه ، ومع شدة غضب الملك لم يخبر
أحداً ولم يتجاسر أحدٌ أن يسأله . ثم أنه لبس وطلع الديوان ثم أحضر أبا
صير بين يديه وهو مكتف ثم طلب القبطان فحضر ، فلما دخل القبطان قال له
: خذ هذا الخبيث وحطه في زكيبة وحط في الزكيبة قنطارين جيراً من غير
طفء وأربط فمها عليه هو والجير ثم ضعها في الزورق وتعال تحت قصري
فتراني جالساً في شباكي وقل لي : هل أرميه ؟ فأقول لك : ارمه فإذا قلت
لك ذلك فأرمه حتى ينطفئ الجير عليه لأجل أن يموت غريقاً ، فقال سمعاً
وطاعةً . ثم أخذه من قدام الملك إلى جزيرةٍ قبالة قصر الملك وقال لأبي
صير : يا هذا أنا جئت عندك مرة واحدةً في الحمام فأكرمتني وقمت بواجبي
وانبسطت منك كثيراً وحلفت أنك لم تأخذ مني أجرةً وأنا قد أحببتك محبةً
شديدةً ، فأخبرني ما قضيتك مع الملك وأي شيءٍ صنعت له من المكاره حتى
غضب عليك وأمر أن تموت هذه الميتة الرديئة ؟ فقال له : والله ما علمت
شيئاً وليس عندي علمٌ بذنبٍ فعلته معه يستوجب هذا . وأدرك شهرزاد
الصباح فسكتت عن الكلام المباح
وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت: بلغني أيها الملك
السعيد أن القبطان لم سأل أبا صير عن سبب غضب الملك عليه قال له :
والله يا أخي ما عملت شيئاً قبيحاً يستوجب هذا ، فقال له القبطان : أن
لك عند الملك مقاماً عظيماً ما ناله أحدٌ قبلك وكل ذي نعمةٍ محسودٍ ،
فلعل أحداً حسدك على هذه النعمة ورمى في حقك بعض الكلام عند الملك حتى
أن الملك غضب عليك هذا الغضب ، ولكن مرحباً بك وما عليك من بأسٍ فكما
أنك أكرمتني من غير معرفةٍ بيني وبينك فأنا أخلصك ولكن إذا خلصتك تقيم
عندي في هذه الجزيرة حتى يسافر من هذه المدينة غليون إلى ناحية بلادك
فأرسلك معه ، فقبل أبو صير يد القبطان وشكره على ذلك . ثم أنه أحضر
الجير ووضعه في زبيكة ووضع فيها حجراً كبيراً قدر الرجل وقال : توكلت
على الله ، ثم أن القبطان أعطى أبا صير شبكةً وقال له : ارم هذه الشبكة
في البحر لعلك تصطاد شيئاً من السمك لأن مطبخ الملك رتب علي في كل يومٍ
وقد اشتغلت عن الصيد بهذه المصيبة التي أصابتك فأخاف أن تأتي غلمان
الطباخ ليطلبوا السمك فلا يجدوه ، فإن كنت تصطاد شيئاً فإنهم يجدونه
حتى أروح أعمل الحيلة تحت القصر واجعل أني رميتك ، فقال له أبو صير :
أنا اصطاد وروح أنت والله يعينك . فوضع الزكيبة في الزورق وسار إلى أن
وصل تحت القصر فرأى الملك جالساً في الشباك ، فقال له : يا ملك الزمان
هل أرميه ؟ وأشار بيده وإذا بشيءٍ برق ثم سقط في البحر وإذا بالذي سقط
في البحر خاتم الملك وكان مرصوداً بحيث إذا غضب الملك على أحدٍ وأراد
قتله يشير عليه باليد اليمنى التي فيها الخاتم فيخرج من الخاتم بارقةً
فتصيب الذي يشير عليه فيقع رأسه من بين كتفيه ، وما أطاعته العسكر ولا
قهر الجبابرة إلا بسبب هذا الخاتم . فلما وقع الخاتم من إصبعه كتم أمره
ولم يقدر أن يقول خاتمي وقع في البحر خوفاً من العسكر أن يقوموا عليه
فيقتلوه فسكت . هذا ما كان من أمر الملك . وأما ما كان من أمر أبو صير
فإنه بعدما تركه القبطان أخذ الشبكة وطرحها في البحر وسحبها فطلعت
ملآنة سمكاً ثم طرحها ثانيةً فطلعت ملآنة سمكاً أيضاً، ولم يزل يطرحها
وهي تطلع ملآنه حتى صار قدامه كومةٌ كبيرةٌ من السمك ، فقال في نفسه :
والله أن لي مدة طويلة ما أكلت من السمك . ثم أختار له سمكةً كبيرةً
ثمينةً وقال : لما يأتي القبطان أقول له يقلي لي هذه السمكة لأتغدى ،
ثم أنه ذبحها بسكينٍ كانت معه فعلقت السكين في نخشوشها فرأى خاتم الملك
فيه لأنها كانت ابتلعته ثم ساقها القدر إلى تلك الجزيرة ووقفت في
الشبكة . فتناول الخاتم ولبسه في خنصره وهو لا يعلم ما فيه من الخواص ،
وإذا بغلامين من خدام الطباخ أتيا لطلب السمك فلما صارا عند أبا صير
قالا له : يا رجل أين راح القبطان ؟ فقال : لا أدري وأشار بيده اليمنى
وإذا برأسي الغلامين وقعا بين أكتافهما حين أشار إليهما وقال لا أدري ،
فتعجب أبو صير من ذلك وجعل يقول : يا هل ترى من قتلهما ؟ وصعب عليه
وصار يفكر في ذلك وإذا بالقبطان أقبل فرأى كوماً كبيراً من السمك ورأى
الغلامين مقتولين ورأى الخاتم في إصبع أبي صير فقال له : يا أخي لا
تحرك يدك التي فيها الخاتم فأنك أن حركتها قتلتني ، فتعجب من قوله .
وسأله القبطان : من قتل هذين الغلامين؟ قال له : والله يا أخي لا أدري
، قال : صدقت ولكن أخبرني عن هذا الخاتم من أين وصل إليك ؟ قال : رأيته
في نخشوش هذه السمكة ، قال : صدقت فإني رأيته نازلاً يبرق من قصر الملك
حتى سقط في البحر وقت أن أشار إليك وقال لي : ارمه فأنه لما أشار رميت
الزكيبة وكان سقط من إصبعه ووقع في البحر فابتلعته هذه السمكة وساقها
الله إليك حتى اصطدتها فهذا نصيبك ، ولكن هل تعرف خواص هذا الخاتم ؟
قال أبو صير : لا أدري له خواصاً ، قال القبطان : اعلم أن عسكر ملكنا
ما أطاعوه إلا خوفاً من هذا الخاتم لأنه مرصودٌ فإذا غضب الملك على
أحدٍ وأراد قتله يشير به عليه فيقع رأسه من بين كتفيه ، فإن بارقةً
تحرج من هذا الخاتم ويتصل شعاعها بالمغضوب عليه فيموت لوقته . فلما سمع
أبو قير هذا الكلام فرح فرحاً شديداً وقال للقبطان : ردني إلى المدينة
، فقال له القبطان : أردك فأني ما بقيت أخاف عليك من الملك فإنك متى
أشرت بيدك وأضمرت على قتله فإن رأسه يقع بين يديك ولو كنت تطلب قتل
الملك وجميع عسكره فأنك تقتلهم من غير إعاقة . ثم أنزله في الزورق
وتوجه به إلى المدينة ، فلما وصل إليها طلع إلى قصر الملك ثم دخل
الديوان فرأى الملك جالساً والعسكر بين يديه وهو في غمٍ عظيمٍ من شأن
الخاتم ولم يقدر أن يخبر أحد من العسكر بضياع الخاتم . فلما رآه الملك
قال : أما رميناك في البحر كيف فعلت حتى خرجت منه ؟ فقال له : يا ملك
الزمان لما أمرت برميي في البحر أخذني قبطانك وسار بي إلى جزيرةٍ
وسألني عن سبب غضبك علي وقال لي : أي شيءٍ صنعت مع الملك حتى أمر بموتك
؟ فقلت له : والله ما أعلم أني عملت معه شيئاً قبيحاً ، فقال لي : إن
لك مقاماً عظيماً عند الملك فلعل أحداً حسدك ورمى فيك كلاماً عند الملك
حتى غضب عليك ولكن أنا جئتك في حمامك فأكرمتني ففي نظير إكرامك إياي في
حمامك أنا أخلصك وأرسلك إلى بلادك . ثم حط في الزورق حجراً عوضاً عني
ورماه في البحر ولكن حين أشرت له علي وقع الخاتم من يدك في البحر
فابتلعته سمكة وكنت أنا في الجزيرة اصطاد السمك فطلعت تلك السمكة في
جملة السمكات فأخذتها وأردت أن أشويها فلما فتحت جوفها رأيت الخاتم فيه
فأخذته وجعلته في إصبعي فأتاني اثنان من خدام المشايخ وطلبا السمكة
فأشرت إليهما وأنا لا أدري خاصية الخاتم فوقع رأسيهما . ثم أتى القبطان
فعرف الخاتم وهو في إصبعي وأخبرني برصده فأتيت به إليك لأنك عملت معي
معروفا وأكرمتني غاية الإكرام وما عملته معي من الجميل لم يضع عندي
وهذا خاتمك فخذه وإن كنت فعلت معك شيئاً يوجب القتل فعرفني بذنبي
واقتلني وأنت في حلٍ من دمي
ثم خلع الخاتم من إصبعه وناوله للملك فلما رأى الملك ما فعل أبو صير من
الإحسان أخذ الخاتم منه وتختم به فردت له روحه وقام على أقدامه واعتنق
أبا صير وقال : أنت يا رجل من خواص أولاد الحلال فلا تؤاخذني وسامحني
عما صدر مني في حقك ولو كان أحدٌ غيرك ملك هذا الخاتم لما كان أعطاني
إياه فقال : يا ملك الزمان أن أردت أن أسامحك فعرفني بذنبي الذي أوجب
غضبك علي حتى أمرت بقتلي ؟ فقال له : والله إنه ثبت عندي أنك بريءٌ
وليس لك ذنبٌ في شيءٍ حيث فعلت هذا الجميل وإنما الصباغ قال لي كذا
وكذا وأخبره بما قاله الصباغ فقال له أبو صير : والله يا ملك الزمان
أنا لا أعرف ملك النصارى ولا عمري رحت بلاد النصارى ولا خطر ببالي أني
أقتلك ولكن هذا الصباغ كان رفيقي وجاري في مدينة الإسكندرية وضاق بنا
العيش هناك فخرجنا منها لضيق المعاش وقرأنا مع بعضنا فاتحة على أن
العامل منا يطعم العاطل وجرى لي معه كذا وكذا وأخبره بجميع ما جرى له
مع أبي قير الصباغ وكيف أخذ دراهمه وتركه ضعيفاً في الحجرة التي في
الخان وأن بواب الخان كان ينفق عليه وهو مريض حتى شفاه الله ثم طلع
وسرح في المدينة حسب العادة فبينما هو في الطريق إذا رأى مصبغة عليها
ازدحام فنظر في باب المصبغة فرأى أبا قير جالساً على مصطبة هناك فدخل
ليسلم عليه فوقع منه ما وقع من الضرب والإساءة وادعى عليه أنه حرامي
وضربه ضرباً مؤلماً وأخبر الملك بجميع ما جرى من أوله إلى آخره . ثم
قال : يا ملك الزمان هو الذي قال لي اعمل الدواء وقدمه للملك فإن
الحمام كاملٌ من جميع الأمور إلا أن هذا الدواء مفقود منه واعلم يا ملك
الزمان إن هذا الدواء لا يضر ونحن نصنعه في بلادنا وهو من لوازم الحمام
وأنا كنت نسيته فلما أتاني الصباغ وأكرمته ذكرني به وقال لي : اعمل
الدواء ، وأرسل يا ملك الزمان هات بواب الخان الفلاني وصنايعية المصبغة
فلما حضر الجميع سألهم فأخبروه بالواقع فأرسل إلى الصباغ وقال : هاتوه
حافياً مكشوف الرأس مكتفاً وكان الصباغ جالساً في بيته مسروراً بقتل
أبو صير فلم يشعر إلا وأعوان الملك هجموا عليه وأوقعوا الضرب في قفاه
ثم كتفوه وحضروا به قدام الملك فرأى أبا صير جالساً جنب البواب وبواب
الخان وصنايعية المصبغة واقفين أمامه ، فقال بواب الخان : أما هذا
رفيقك الذي سرقت دراهمه وتركته عندي في الحجرة ضعيفاً وفعلت معه ما كذا
وكذا ؟ وقال له صنايعية المصبغة : أما هذا الذي أمرتنا بالقبض عليه
وضربناه ؟ فتبين للملك قبح صنيع أبا قير وأنه يستحق ما هو أشد من
تشديدٍ منكرٍ ونكير؟ فقال الملك : خذوه وجرسوه في المدينة وحطوه في
زكيبة وارموه في البحر ، فقال أبو صير : يا ملك الزمان شفعني فيه فإني
سامحته من جميع ما فعل بي
فقال الملك : إن كنت سامحته في حقك فأنا لا يمكن أن أسامحه في حقي ، ثم
صاح وقال : خذوه وجرسوه وبعد ذلك وضعوه في زكيبة ووضعوا معه الجير
ورموه في البحر فمات غريقاً حريقاً وقال الملك : يا أبا صير تمن علي
تعط ، فقال له : تمنيت عليك أن ترسلني إلى بلادي فإني ما بقي لي رغبةٌ
في القعود هنا فأعطاه شيئاً كثيراً زيادة على ماله ونواله ومواهبه ثم
أنعم عليه بغليون مشحون بالخيرات وكان بحريته مماليك فوهبهم له أيضاً
بعد أن عرض عليه أن يجعله وزيراً فما رضي ثم ودع الملك وسافر وجميع ما
في الغليون ملكه حتى النوتية ملكه وما زال سائراً حتى وصل أرض
الإسكندرية ورسوا على جانب إسكندرية وخرجوا إلى البر فرأى مملوكاً معه
زكيبة في جانب البر . فقال : يا سيدي إن في جنب شاطئ البحر زكيبة ثقيلة
وفمها مربوط ولا أدري ما بها فأتى أبو صير وفتحها فرأى فيها أبو قير قد
دفعه البحر إلى جهة إسكندرية فأخرجه ودفنه بالقرب من إسكندرية وعمل له
مزاراً ووقف عليه أوقافاً . ثم أن أبا صير أقام مدة وتوفاه الله فدفنوه
بجوار قبر رفيقه أبي قير ومن أجل ذلك سمي هذا المكان بأبي قير وأبي صير
واشتهر إلى الآن بأنه أبو قير ، وهذا ما بلغنا من حكايتهما فسبحان
الباقي على الدوام وبإرادته تصرف الليالي والأيام . وأدرك شهرزاد
الصباح فسكتت عن الكلام المباح .












كان يا ما كان في قديم الزمان في مدينة الإسكندرية تاجران فقيران، أحدهما صباغ وثانيهما حلاق فقررا أن يسافرا كي يكسبا أكثر. فركبا سفينة، وبدأ الحلاق واسمه أبو صير يحلق المسافرين أمّا الصبّاغ واسمه أبو قير فكان ينام ويتفرج البحر…عند وصولهما إلى ميناء كبير ذهبا إلى فندق صغير. وبدأ أبو صير يعمل كل يوم أمّا أبو قير فكان ينام ويتمارض. فكان يعطيه أبو صير كل يوم نصف المال الذي كان يكسبه…بعد مدّة طويلة مرض أبو صير فقام أبو قير وسرق ماله وهرب…فهكذا اكتشف أن أهل المدينة لا يعرفون إلاّ لونين الأبيض والأزرق فذهب إلى السلطان الذي أعطاه مصبغة كبيرة وهكذا صار أبو قير غنيا لكنّه لم يفكر في صديقه المريض الذي ساعده صاحب الفندق…وعندما شفي أبو صير خرج وكم كانت دهشته عندما رأى أن أبا قير صار ثريا ذهب ليتحدث معه لكنه طرده …ومرت الأيام وذهب أبو صير إلى السلطان الذي أعطاه حمّاما كبيرا فصار أبو صير ثريا… لكن ذهب أبو قير إلى السلطان وقال له إنّ أبا صير كان يريد أن يقتله …فهكذا حُكم على أبي صير بالإعدام لكن القاضي أنقذه …فأصبح أبو صير يقضي أيامه في الصيد وفي يوم من الأيام وجد في بطن سمكة خاتم السلطان فأعاده إليه وأعجب السلطان بذلك الفعل وطلب منه أن يروي له قصّته ففعل…وأمر السلطان بقتل أبي قير… أمّا أبو صير فرغم كل النعيم الذي أوفر له السلطان قرر أن يعود إلى بلده.


" الجدول التفصيلي الذي يبين خصائص النص السردي والنص القصصي ( لقصص ألف ليلة و ليلة ) "
أصناف النصوص الوظائف بعض الخصائص اللسانية المميزة النصوص الممثلة لها موقع القارئ فيها




*- النص السردي

- يحكي ما يحدث وما يجري في الزمن
- يعيد إحياء حادثة سابقة واقعية
- يعمل على إحياء حركة متخيلة
(الحكي) - تواتر الأفعال الدالة على الماضي أو على حاضر السرد
- التركيز على المؤشرات الزمنية وروابطها (ظروف الزمان)
- التدرج في الزمن بشكل دينامي
- الاعتماد على إيقاع سردي متميز من خلال تقنيات،
- الحذف، الاستباق، الاسترجاع، التوقف، التناوب بين الحاضر والماضي
- تنويع صيغ الخطابات المنقولة
- مذكرات، يوميات
- سير ذاتية وغيرية
- روايات، قصص قصيرة
- حكايات
- أحداث ووقائع عارضة
- مقاطع من رواية...
- إاندماج ممكن
- قراءة متلهفة لمعرفة مجريات الأحداث







*- النص الوصفي


- يعرض ما هو موجود في العالم الخارجي، يجعله محسوسا بواسطة الشكل الفضائي
- يعرض العوالم الداخلية من خلال عمليات الاستبطان والاستغراق في الوصف
(الوصف) - توقف السرد
- هيمنة الأفعال الدالة على التكرار، أو الاستمرارية عند حدوث الحركة
- التركيز على المؤشرات المكانية وروابطها (ظروف المكان)
- حضور المؤشرات الزمنية إذا كان الوصف يهتم بالتطور
- سيادة أفعال الإدراك الحسي (البصري منه خاصة)
- المراوحة بين أفعال الشعور وأفعال الحركة (شعر/قفز)
- كثافة الأسلوب التصويري (استعارة، تشبيه، تشخيص..)
- حقول معجمية مرتبطة بطبيعة الموضوع الموصوف
- اشتغال لغوي يغلب عليه الطابع الجمالي أو الوثائقي أو الإخباري


- مقاطع من روايات
- مقاطع من حكايات
- بعض فقرات الدلائل السياحية
- بعض كتب الطب الواصفة للمظاهر الجسمية الخارجية

- فائدة وثائقية إخبارية
- رؤية جمالية النص
- فائدة سردية لأن مقاطع الوصف تخبر القارئ بالإيقاع المعتمد

[COLOR="Red:mh92:

غربي حسين
2010-02-12, 18:56
http://dooodi79.jeeran.com/516a2c6768.gif

hiba1993
2010-12-31, 15:59
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
شكرا شكرا لكم على تقديم المساعدة ، وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
وانشاء الله يجي الوقت اللي انرجعولكم خيركم ....................................

midomoh
2011-01-04, 18:05
شكرا جزيل الشكر

sssooouuummm
2011-01-26, 16:34
ماهي العبرة من حكاية الياقوتة العجيبة

samzoon
2011-01-26, 17:42
شكرا لكم وبارك الله فيكم
موفقين

linalou
2011-01-29, 21:50
شكراااااا لكم

رونق18
2012-01-07, 16:42
بآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآىركـــــــ الله فيك

الطبيبة الصغيرة
2012-02-04, 17:43
thank you sooooooooooooo much