تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فن التعامل مع الناس


طرطار رضا
2010-02-05, 22:18
فن التعامل مع الناس
كان عبد الله رجلاً متحمساً .. لكنه تنقصه بعض المهارات .. خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر .. يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين ..
كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله على المسجد ..
مر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر ..
عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة .. وكأنه ما سمع إذاناً ولا ينتظر إقامة ..!!
فصاح به غاضباً : انزل للصلاة ..
فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب ..
فقال : عجل .. صل يا حمار !!
فصرخ الرجل : أنا حمار ..!! ثم انتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه !!
غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه .. وانطلق يعدو إلى المسجد ..
نزل الرجل من النخلة غاضباً .. ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً .. ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله ..
دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد ..
مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ..
فقال : السلام عليكم .. كيف الحال ..
قال : الحمد لله بخير ..
قال : بشر !! كيف الثمر هذه السنة ..
قال : الحمد لله ..
قال عبد الله : الله يوفقك ويرزقك .. ويوسع عليك .. ولا يحرمك أجر عملك وكدك لأولادك ..
ابتهج الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر ..
فقال عبد الله : لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر !! قد أذن العصر .. والإقامة قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملك .. الله يحفظ عليك صحتك ..
فقال الرجل : إن شاء الله .. إن شاء الله ..
وبدأ ينزل برفق .. ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة .. وقال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة .. أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لأعلمه من الحمار !!

islem12
2010-02-06, 15:40
احتفظ بثلآث ورقات:
.. ورقـــة الصّـــدق ..
ورقة لا غنى عنَها لِكسب رضى النّاس .. ومودّتهم واحترامهم ..
فالصّدق يجلب الخَير .. وينفي الشّر ،، ويبعد كلّ مكروه عَنك ..
يجعلك محبوباً عند أصحاب العقول الرّاجحة .. وأنا أرى أنّه سِراجك الّذي لا غنى عنه ..

.. ورقـــة الحــــب ..
ورقة تفتح لك الحياة بشكل رهيب ترى سعآدتك فيها .. يكون قلبك فرحاً ..
تصبح جسد .. مليء بالسّعادة والهناء ،، ترى بعينك عالما مضيئا ..
تتمنّى أن لا يمرّ آلوقت بسرعة حتّى تعيش اللّحظة الجماليّة بزيادة ...
.. ورقـــة التّوآضـــع ..
أرى أنّها يدك الّتي تبطش بها .. فهي عادتي دائماً ..
أتواضع للكبير ،، وأصغي للصّغير .. وأشفق على اليتيم ..
{من تواضع لله رفعه}
التّواضع شيء جميل يحسسك بالإنسانيّة .. وتشعر بحيآتك فعلاً.

ومزّق ثلآث ورقآت:

... ورقــــة الكـــذب ...

تلك الورقة المشؤومة المشوّهة .. كلّها أحرف من نسج رخيص
الكذب شيء فضيع .. في حياة النّاس ،، تراهم يمشون معه ،،
قبيحة هذه الفعلة لا تبعدك كثيراً .. فسوف ترميك قريباً ،،
في بئر االعصيآن .. ولا يخرجك منهآ غير الصّدق ،،
الكذب يفقدك ناسا من خيرة النّاس .. ولن تجد معك غير البؤساء
.. ورقـــة الظلــــم ..
ورقة لونها أسود .. أتعبتني بالنّظر إليهآ ،، أكره ورقة عندي ..
تستحقّ التّمزيق .. فالظّلم عدوانيّة في قلبك شيطانيّة ..
مع فعلتك الظلم .. رنّ جرس البؤس ،، ودخلتَ مدينة الشّقاء ..
لن تبلغ شيئاً بظلمك .. فكن أميراً لا مأموراً ،،
.. ورقـــة الحســـد ..
تلك الورقة الضّعيفة .. والقويّة بسطورهآ ،، ورقة لم أملك نفسي حتّى مزّقتهآ ،،
بؤس وشقاء وهوان وذلّة في حيآتك مع الحسد ..
الحسد وخطورته على قلبك..
يُظلم عليك القلب .. تنسى نفسك ،، ولا تفكّر إلاّ بغيرك ..
ذليل للشّيطآن .. لا يهمّك سواء الغوص معه .. حتّى في النّهاية ترى نفسك غريقاً..

سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيما
ولقدْ أراكَ على القبيحِ مُقيمَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِ مُثرياً
ولقدْ أراكَ من الرشادِ عديمَا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ، نَعيمَها،
وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ، نَعِيمَا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقَاءَ، وأبْلَيَا
أمماً خلوْنَ من القُرونِ قديمَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَ جاهداً،
فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ، حَليمَا
وسألتَ ربّكَ يا ابن آدمَ رغبة
فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَ كريمَا
وَدَعَوْتَ رَبّكَ يا ابنَ آدَمَ رَهبة
فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ، رَحيمَا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشكُرَنّ لمُنعِم
ولئن كفرتَ لتكفرنَّ عظيمَا
فتباركَ اللهُ الذي هوَ لمْ يزلْ
مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُعليمَا

دمتم سالمين

فاروق الباز
2010-02-07, 14:53
الحمد لله حمدا كثيرا