أبو عبد البر
2007-11-24, 11:39
العقيدة السلفية في سطور
أبو حسام الدين الطرفاوي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102)[آل عمران آية: (102)]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)[النساء آية: (1)]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)[الأحزاب آية: (70،71)]
أما بعـد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذه جمل من عقيدة أهل السنة والجماعة ـ السلف الصالح ـ اقتبستها من كتابي (هذه دعوتنا ) لتكون بمثابة الأصول الثابتة في عقيدة المسلم بعيدًا عن التعقيدات ، والتفصيلات المملة ، وقد فصلنا الكلام في العقيدة في كتبنا ( الموجز في العقيدة السلفية ) و(فيض الرحمن ببيان الأعمال وعلاقتها بالإيمان ) وغيرها من الكتب التي منَّ الله علينا بكتابتها . هذا ولم نذكر أدلة على أي مسألة حتى لا يطول البحث ويخرج عما قصدناه ؛ وقد بينا كل مسألة بدليلها في كتبنا ولله الحمد . أسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى ، وإن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم .
1ـ نؤمن بما آمن به صحابة رسول الله جملة وتفصيلاً ، وبما آمن به أفاضل التابعين وتابعيهم والأئمة الفضلاء ممن سار على منهج الصحابة الكرام من غير تبديل ولا تغيير لمنهجهم .
2 ـ ونؤمن بأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح ، فلا نقدم العقل على نصوص الكتاب والسنة
3 ـ ونؤمن أن العقيدة لا تثبت إلا بالكتاب والسنة الصحيحة وبفهم السلف لا بأقوالهم المجردة عن الدليل .
4 ـ نؤمن بتوحيد الربوبية ، وأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت ، وله ملك كل شئ ، وهو الذي يملك النفع والضر ، ولا مدبر لأمور الخلق سواه .
5 ـ نؤمن بأسماء الله الحسنى كما وردت في الكتاب والسنة الصحيحة وأنها تتضمن صفات الكمال لله تعالى ، وأن الأسماء ليست محصورة بعدد . وأنها توقيفية لا اجتهادية
6 ـ نؤمن بأن الله له صفات الكمال ونثبتها له كما أثبتها لنفسه وكما أثبتها له رسوله ـ سواء كانت صفات ذات أو صفات فعل ـ من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تفويض لمعناها ، ولا نتعدى القرآن والحديث الصحيح .
7 ـ والإيمان قول وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويجب الاستثناء في العمل لا في القول .
والقول قول القلب وهو : التصديق الجازم ، وقول اللسان وهو : النطق بالشهادتين وهذا يسمى بأصل الإيمان .
والعمل عمل القلب مثل : الخوف والتوكل والمحبة والرجاء والتعظيم والنية والصبر والحياء وغير ذلك .
وعمل الظاهر مثل الصلاة والزكاة والحج والصيام والذكر والدعاء والنفقات وتلاوة القرآن وغير ذلك . والعمل يسمى بفرع الإيمان وهو شرط في كمال الإيمان
8 ـ والناس ثلاثة : مؤمن وكافر ومنافق
فالمؤمن ما وافق باطنه ظاهره من الإيمان ، والكافر ما وافق ظاهره باطنه من الكفر ، والمنافق ما خالف ظاهره باطنه .
9 ـ والشرك والكفر والفسق والظلم والنفاق منه أكبر ناقض للإيمان ، ومنه أصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام .
10 ـ وكما أن الإيمان قول وعمل واعتقاد ؛ فكذلك الكفر ؛ قول وعمل واعتقاد
مثال القول : السب والاستهزاء ودعاء غير الله والاستغاثة به
ومثال العمل : بغض الله ورسوله ودينه والسجود للصنم طواعية والنذر لغير الله والذبح لغير الله ، والسحر والكهانة والعرافة
ومثال الاعتقاد : تكذيب الله ورسوله وجحود ما أنزل الله على رسوله والتصديق بدين الكفار ، واعتقاد أن غير الله يملك نفعًا أو ضرًا من دون الله .
11 ـ ومرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان غير كافر ، إذا مات من غير توبة فهو في مشيئة الله إن شاء غفر له ابتداء وإن شاء عذبه ثم أخرجه إلى الجنة .
12 ـ ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب إلا بشروطه التي وضعها أهل العلم ممن سار على طريقة السلف .
13 ـ نؤمن بتوحيد الألوهية وهو معنى كلمة لا إله إلا الله ؛ أي لا يستحق العبادة إلا الله سبحانه ، وهذا التوحيد الذي من أجله خُلقت السماوات والأرض ومن فيهن وما بينهما ، ومن أجله بعث الله الأنبياء والرسل ، ومن أجله خُلقت الجنة والنار .
والعبادة تكون بالقلب والجوارح والمال كما قدمنا في تفصيل الإيمان ، وكلها عبادات لا تصرف إلا لله . فمن صرف منها شيئًا لغير الله فقد أشرك .
14 ـ نؤمن بالملائكة ، وأنهم خلقوا من نور وهم أصناف منهم الموكل بالوحي ومنهم الموكل بالقطر والنبات ومنهم الموكل بقبض الأرواح وغير ذلك ، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون من يؤمرون .
15 ـ نؤمن بالجن وأنهم خلقوا من نار وأنهم مكلفون كالبشر ومنهم الصالح والفاسق ، وإبليس من الجن ، والشياطين من الإنس والجن ، ونرى الاستعانة بالجن شرك في كل الأحوال .
16 ـ لا يعلم الغيب إلا الله ومن أطلعه عليه ممن ارتضى من نبي أو رسول .
17 ـ نؤمن بكتب الله التي أنزلها على رسله كالتوراة على موسى والإنجيل على عيسى والقرآن على محمد ، والزبور على داود ، وصحف إبراهيم وصحف موسى عليهم جميعًا الصلاة والسلام .
18 ـ ونؤمن بأن الله عز وجل لم يضمن الحفظ لهذه الكتب جميعا غير القرآن ، فنؤمن أن غير القرآن تعرض للتحريف والتبديل من قبل أعداء الله .
19 ـ نؤمن بالأنبياء والرسل وأنهم اصطفاهم الله عز وجل لهداية الخلق إلى الحق المبين ، وعلى رأسهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين .
20 ـ ونؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأن ما جاء به من شريعة ناسخة لكل الشرائع السابقة ، وأنه من رغب عما جاء به فهو من الكافرين الهالكين .
21 ـ ونؤمن بعصمة الأنبياء من الكبائر وصغائر الخسة وغيرهم ليس بمعصوم .
22 ـ ونؤمن بأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلاً عن غيرهم .
23 ـ ونؤمن بالموت وبعذاب القبر ونعيمه على الروح والجسد وبحياة البرزخ كما جاءت في الكتاب والسنة .
24 ـ ونؤمن بأشراط الساعة الكبرى والصغرى ، الكبرى مثل خروج المسح الدجال ، ونزول عيسى بن مريم حكما عدلا ، وخروج يأجوج ومأجوج ، والخسوف الثلاثة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الريح من قعر عدن ، والعلامات الصغرى مثل المهدي المنتظر ، وانحسار الفرات عن جبل من ذهب ، وأن تلد الأمة ربتها ، وتطاول الحفاة العراة العالة في البنيان ، وغيرها من العلامات .
25 ـ ونؤمن بالبعث بعد الموت ، والنشور، وبالنفخ في الصور ، وبحشر الخلائق ، وبتبديل الأرض غير الأرض والسماوات .
26 ـ ونؤمن بالعرض والحساب ودنو الشمس إلى رؤوس الخلائق ، وبتطاير الصحف ، والصراط والميزان ، وبالشفاعة العظمي في الموقف لنبينا محمد ، وشهادة الأعضاء على الإنسان ، وبكل ما جاء في كتاب الله وصح عن رسول الله في أحداث يوم القيامة .
27 ـ ونؤمن بالجنة والنار وأنهما باقيتان لا تفنيان أبدًا ، والنار أعدها الله للكافرين والعصاة ، فأما الكافرون فخالدين فيها أبدًا ، وأما العصاة فإن دخلوها فسيخرجون منها بشفاعة الشافعين أو بقبضة الله وإن لم يعملوا خيرًا قط ، والجنة لمن آمن بالله ورسوله ولم يأتي بشرك ، ونؤمن بما جاء في كتاب الله وما صح عن رسول الله في وصف الجنة والنار وحال أهلهما .
28 ـ ولا نشهد لأحد بعينه بجنة ولا بنار ، ولا بشهادة إلا من شهد له الله أو رسوله بذلك . ولا يدخل أحد الجنة بعمله ؛ وإنما برحمة الله .
29 ـ ونؤمن بالقدر خيره وشره ، فنؤمن بعلم الله الأزلي ، وبتقديره مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكتب ذلك في كتاب عنده ، ونؤمن بمشيئة الله الكونية القدرية ؛ وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ونؤمن بخلقه للعباد وأفعال العباد ، وأنه سبحانه لم يجبر عبدًا على طاعة وإنما وفقه لها لعلمه فيه ، ولم يجبر عبدًا على معصية وإنما أمده لعلمه فيه .
30ـ ونحب أهل البيت ونهتدي بهديهم ، ولا نرفعهم فوق منزلتهم كما فعلت الروافض ، ولا ننتقص من حقهم كما فعلت النواصب .
31ـ ونحب أصحاب رسول الله و لا ننتقص منهم وبهديهم نقتدي ، وعلى طريقتهم نسير ، وهم قد رضي الله عنهم . ونقدم منهم الأربعة الخلفاء بالترتيب أبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب . والعشرة المبشرون بالجنة ، وأصحاب بيعة الرضوان ، وأصحاب بدر ، وسائر الصحابة رضي الله عنهم جميعا . ونمسك عما شجر بينهم ، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من أصحاب النبي لا ننتقصه ولا نقول عنه كما قالت الروافض ، ونحبه ونتقرب بحبه إلى الله . وإن كنا نعتقد أن الحق كان مع علي بن أبي طالب
32ـ والبدعة عندنا أشر من المعصية ، ومنها ما يكفر بها صاحبها ، ومنها ما يفسق ، وكل بدعة في الدين ضلالة .
33ـ ونحفظ لأئمة الإسلام حقهم وعلى منهجهم نسير ، مثل سعيد بن المسيب وعطاء والحسن البصري وعكرمة ، وغيرهم من أئمة التابعين ، ومثل أبي حنيفة والشعبي ، والنخعي والأوزاعي وغيرهم ، ومثل مالك بن أنس والشافعي وأحمد والثوري وابن عيينة والليث بن سعد وغيرهم . وكل مخلوق يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي .
34 ـ وحكامنا المسلمين لهم علينا البيعة والطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الله . ولا ننابذهم بالسيف ، ولا ننازعهم ، ونصبر على آذاهم ، ولا نخرج عليهم بكلمة ولا سلاح ، وندعو لهم على المنابر وبين أنفسهم بالتوفيق والصلاح . ولهم علينا النصح سرًا لا على رؤوس الأشهاد .
35 ـ ولاؤنا لله ورسوله وللمؤمنين كلُ بدرجته ، وحبنا للناس في الله وبغضنا في الله على قدر الإيمان والطاعة .
36ـ ونؤمن بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، وفيه صلاح الدنيا والآخرة . وأي شريعة غيره فهي باطلة لا تقيم عوجًا ولا تصلح فاسدًا . والعلمانية كفر وضلال
37ـ ونؤمن بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي وأصحابه .
38ـ ونؤمن أن كل الفرق التي خالفت منهج الصحابة فهي على ضلال ومتوعدة بالنار ، وعلى رأسها الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والروافض ومن سار على منهجهم . غير أهل الغلو منهم ممن خرج عن ملة الإسلام .
هذا ما يسر الله جمعه وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم .
أبو حسام الدين الطرفاوي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102)[آل عمران آية: (102)]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)[النساء آية: (1)]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)[الأحزاب آية: (70،71)]
أما بعـد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذه جمل من عقيدة أهل السنة والجماعة ـ السلف الصالح ـ اقتبستها من كتابي (هذه دعوتنا ) لتكون بمثابة الأصول الثابتة في عقيدة المسلم بعيدًا عن التعقيدات ، والتفصيلات المملة ، وقد فصلنا الكلام في العقيدة في كتبنا ( الموجز في العقيدة السلفية ) و(فيض الرحمن ببيان الأعمال وعلاقتها بالإيمان ) وغيرها من الكتب التي منَّ الله علينا بكتابتها . هذا ولم نذكر أدلة على أي مسألة حتى لا يطول البحث ويخرج عما قصدناه ؛ وقد بينا كل مسألة بدليلها في كتبنا ولله الحمد . أسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى ، وإن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم .
1ـ نؤمن بما آمن به صحابة رسول الله جملة وتفصيلاً ، وبما آمن به أفاضل التابعين وتابعيهم والأئمة الفضلاء ممن سار على منهج الصحابة الكرام من غير تبديل ولا تغيير لمنهجهم .
2 ـ ونؤمن بأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح ، فلا نقدم العقل على نصوص الكتاب والسنة
3 ـ ونؤمن أن العقيدة لا تثبت إلا بالكتاب والسنة الصحيحة وبفهم السلف لا بأقوالهم المجردة عن الدليل .
4 ـ نؤمن بتوحيد الربوبية ، وأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت ، وله ملك كل شئ ، وهو الذي يملك النفع والضر ، ولا مدبر لأمور الخلق سواه .
5 ـ نؤمن بأسماء الله الحسنى كما وردت في الكتاب والسنة الصحيحة وأنها تتضمن صفات الكمال لله تعالى ، وأن الأسماء ليست محصورة بعدد . وأنها توقيفية لا اجتهادية
6 ـ نؤمن بأن الله له صفات الكمال ونثبتها له كما أثبتها لنفسه وكما أثبتها له رسوله ـ سواء كانت صفات ذات أو صفات فعل ـ من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تفويض لمعناها ، ولا نتعدى القرآن والحديث الصحيح .
7 ـ والإيمان قول وعمل ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ويجب الاستثناء في العمل لا في القول .
والقول قول القلب وهو : التصديق الجازم ، وقول اللسان وهو : النطق بالشهادتين وهذا يسمى بأصل الإيمان .
والعمل عمل القلب مثل : الخوف والتوكل والمحبة والرجاء والتعظيم والنية والصبر والحياء وغير ذلك .
وعمل الظاهر مثل الصلاة والزكاة والحج والصيام والذكر والدعاء والنفقات وتلاوة القرآن وغير ذلك . والعمل يسمى بفرع الإيمان وهو شرط في كمال الإيمان
8 ـ والناس ثلاثة : مؤمن وكافر ومنافق
فالمؤمن ما وافق باطنه ظاهره من الإيمان ، والكافر ما وافق ظاهره باطنه من الكفر ، والمنافق ما خالف ظاهره باطنه .
9 ـ والشرك والكفر والفسق والظلم والنفاق منه أكبر ناقض للإيمان ، ومنه أصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام .
10 ـ وكما أن الإيمان قول وعمل واعتقاد ؛ فكذلك الكفر ؛ قول وعمل واعتقاد
مثال القول : السب والاستهزاء ودعاء غير الله والاستغاثة به
ومثال العمل : بغض الله ورسوله ودينه والسجود للصنم طواعية والنذر لغير الله والذبح لغير الله ، والسحر والكهانة والعرافة
ومثال الاعتقاد : تكذيب الله ورسوله وجحود ما أنزل الله على رسوله والتصديق بدين الكفار ، واعتقاد أن غير الله يملك نفعًا أو ضرًا من دون الله .
11 ـ ومرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان غير كافر ، إذا مات من غير توبة فهو في مشيئة الله إن شاء غفر له ابتداء وإن شاء عذبه ثم أخرجه إلى الجنة .
12 ـ ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب إلا بشروطه التي وضعها أهل العلم ممن سار على طريقة السلف .
13 ـ نؤمن بتوحيد الألوهية وهو معنى كلمة لا إله إلا الله ؛ أي لا يستحق العبادة إلا الله سبحانه ، وهذا التوحيد الذي من أجله خُلقت السماوات والأرض ومن فيهن وما بينهما ، ومن أجله بعث الله الأنبياء والرسل ، ومن أجله خُلقت الجنة والنار .
والعبادة تكون بالقلب والجوارح والمال كما قدمنا في تفصيل الإيمان ، وكلها عبادات لا تصرف إلا لله . فمن صرف منها شيئًا لغير الله فقد أشرك .
14 ـ نؤمن بالملائكة ، وأنهم خلقوا من نور وهم أصناف منهم الموكل بالوحي ومنهم الموكل بالقطر والنبات ومنهم الموكل بقبض الأرواح وغير ذلك ، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون من يؤمرون .
15 ـ نؤمن بالجن وأنهم خلقوا من نار وأنهم مكلفون كالبشر ومنهم الصالح والفاسق ، وإبليس من الجن ، والشياطين من الإنس والجن ، ونرى الاستعانة بالجن شرك في كل الأحوال .
16 ـ لا يعلم الغيب إلا الله ومن أطلعه عليه ممن ارتضى من نبي أو رسول .
17 ـ نؤمن بكتب الله التي أنزلها على رسله كالتوراة على موسى والإنجيل على عيسى والقرآن على محمد ، والزبور على داود ، وصحف إبراهيم وصحف موسى عليهم جميعًا الصلاة والسلام .
18 ـ ونؤمن بأن الله عز وجل لم يضمن الحفظ لهذه الكتب جميعا غير القرآن ، فنؤمن أن غير القرآن تعرض للتحريف والتبديل من قبل أعداء الله .
19 ـ نؤمن بالأنبياء والرسل وأنهم اصطفاهم الله عز وجل لهداية الخلق إلى الحق المبين ، وعلى رأسهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين .
20 ـ ونؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأن ما جاء به من شريعة ناسخة لكل الشرائع السابقة ، وأنه من رغب عما جاء به فهو من الكافرين الهالكين .
21 ـ ونؤمن بعصمة الأنبياء من الكبائر وصغائر الخسة وغيرهم ليس بمعصوم .
22 ـ ونؤمن بأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلاً عن غيرهم .
23 ـ ونؤمن بالموت وبعذاب القبر ونعيمه على الروح والجسد وبحياة البرزخ كما جاءت في الكتاب والسنة .
24 ـ ونؤمن بأشراط الساعة الكبرى والصغرى ، الكبرى مثل خروج المسح الدجال ، ونزول عيسى بن مريم حكما عدلا ، وخروج يأجوج ومأجوج ، والخسوف الثلاثة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الريح من قعر عدن ، والعلامات الصغرى مثل المهدي المنتظر ، وانحسار الفرات عن جبل من ذهب ، وأن تلد الأمة ربتها ، وتطاول الحفاة العراة العالة في البنيان ، وغيرها من العلامات .
25 ـ ونؤمن بالبعث بعد الموت ، والنشور، وبالنفخ في الصور ، وبحشر الخلائق ، وبتبديل الأرض غير الأرض والسماوات .
26 ـ ونؤمن بالعرض والحساب ودنو الشمس إلى رؤوس الخلائق ، وبتطاير الصحف ، والصراط والميزان ، وبالشفاعة العظمي في الموقف لنبينا محمد ، وشهادة الأعضاء على الإنسان ، وبكل ما جاء في كتاب الله وصح عن رسول الله في أحداث يوم القيامة .
27 ـ ونؤمن بالجنة والنار وأنهما باقيتان لا تفنيان أبدًا ، والنار أعدها الله للكافرين والعصاة ، فأما الكافرون فخالدين فيها أبدًا ، وأما العصاة فإن دخلوها فسيخرجون منها بشفاعة الشافعين أو بقبضة الله وإن لم يعملوا خيرًا قط ، والجنة لمن آمن بالله ورسوله ولم يأتي بشرك ، ونؤمن بما جاء في كتاب الله وما صح عن رسول الله في وصف الجنة والنار وحال أهلهما .
28 ـ ولا نشهد لأحد بعينه بجنة ولا بنار ، ولا بشهادة إلا من شهد له الله أو رسوله بذلك . ولا يدخل أحد الجنة بعمله ؛ وإنما برحمة الله .
29 ـ ونؤمن بالقدر خيره وشره ، فنؤمن بعلم الله الأزلي ، وبتقديره مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكتب ذلك في كتاب عنده ، ونؤمن بمشيئة الله الكونية القدرية ؛ وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ونؤمن بخلقه للعباد وأفعال العباد ، وأنه سبحانه لم يجبر عبدًا على طاعة وإنما وفقه لها لعلمه فيه ، ولم يجبر عبدًا على معصية وإنما أمده لعلمه فيه .
30ـ ونحب أهل البيت ونهتدي بهديهم ، ولا نرفعهم فوق منزلتهم كما فعلت الروافض ، ولا ننتقص من حقهم كما فعلت النواصب .
31ـ ونحب أصحاب رسول الله و لا ننتقص منهم وبهديهم نقتدي ، وعلى طريقتهم نسير ، وهم قد رضي الله عنهم . ونقدم منهم الأربعة الخلفاء بالترتيب أبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب . والعشرة المبشرون بالجنة ، وأصحاب بيعة الرضوان ، وأصحاب بدر ، وسائر الصحابة رضي الله عنهم جميعا . ونمسك عما شجر بينهم ، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من أصحاب النبي لا ننتقصه ولا نقول عنه كما قالت الروافض ، ونحبه ونتقرب بحبه إلى الله . وإن كنا نعتقد أن الحق كان مع علي بن أبي طالب
32ـ والبدعة عندنا أشر من المعصية ، ومنها ما يكفر بها صاحبها ، ومنها ما يفسق ، وكل بدعة في الدين ضلالة .
33ـ ونحفظ لأئمة الإسلام حقهم وعلى منهجهم نسير ، مثل سعيد بن المسيب وعطاء والحسن البصري وعكرمة ، وغيرهم من أئمة التابعين ، ومثل أبي حنيفة والشعبي ، والنخعي والأوزاعي وغيرهم ، ومثل مالك بن أنس والشافعي وأحمد والثوري وابن عيينة والليث بن سعد وغيرهم . وكل مخلوق يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي .
34 ـ وحكامنا المسلمين لهم علينا البيعة والطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الله . ولا ننابذهم بالسيف ، ولا ننازعهم ، ونصبر على آذاهم ، ولا نخرج عليهم بكلمة ولا سلاح ، وندعو لهم على المنابر وبين أنفسهم بالتوفيق والصلاح . ولهم علينا النصح سرًا لا على رؤوس الأشهاد .
35 ـ ولاؤنا لله ورسوله وللمؤمنين كلُ بدرجته ، وحبنا للناس في الله وبغضنا في الله على قدر الإيمان والطاعة .
36ـ ونؤمن بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، وفيه صلاح الدنيا والآخرة . وأي شريعة غيره فهي باطلة لا تقيم عوجًا ولا تصلح فاسدًا . والعلمانية كفر وضلال
37ـ ونؤمن بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي وأصحابه .
38ـ ونؤمن أن كل الفرق التي خالفت منهج الصحابة فهي على ضلال ومتوعدة بالنار ، وعلى رأسها الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والروافض ومن سار على منهجهم . غير أهل الغلو منهم ممن خرج عن ملة الإسلام .
هذا ما يسر الله جمعه وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم .