أسامة السطفي
2007-11-24, 09:39
~ السلام عليكم / و رحمة الله و بركــآتهُ ~
‘’ .. مازِلْتَ يا غُصنَ الطِّيبةِ و جوهرَ الرَّأفــة ، تهشَّ لكـَ روحي كالمولعــةِ المسحورة . و تتوقُ لِتفيُّأِ ظِلِّكـَ المُطمئنْ و التَّضوُّرِ فوقَ حنانِكـَ المئيــدْ .
مازِلْتَ تطربُ لاحتضاني و ضمِّ ما تناثَرَ من وفائي لكـْ ، متمنِّياً أن لا أبتعدَ أكثر .و أن لا أفارقكـَ كما ودَّعَ زهْرُ الكَرَزِ فُروعاً تغنَّت و تباهت بهِ في فصلِ الرَّبيـــعْ .
مازِلْتَ تقرأ صفحاتِ عمري بكلِّ رويَّةٍ و اشتِياقْ ، إشتياقٌ لأسْطُرٍ كانَ لكـَ كبيرُ فَضْلٍ في تَسْويدِ أولاها . و الغريبُ في الأمرْ ، أنَّ سوادَها كانَ ذا إشْراقٍ و طُهرْ إنبثقتْ منهُ السَّعادةُ مُجْتاحَةً لِزوايا و أركانِ تِلْكـَ الوُرَيْقاتْ . كم أشتاقُ بدوري إلى تِلكـَ الأوراقِ البريئــة .
مازِلْتَ تخافُ عليَّ من نَسْمةِ العليلْ ، و أنتَ لا تأْبَهُ لِلْعواصِفِ الهَوْجاءِ تُجابِهُها إن كانتْ تُهدِّدُ استِقْراري . تَدْفَعُ الشُّرورَ من حَوْلي و لا تهتمُ إن أصابكـَ منها سَهْمٌ طائِشْ ، مادامَ أنَّهُ لنْ يُصيبني .
مازِلْتَ تطرُزُ البَسَماتِ على وَجْنَتي بِمُرْهَفِ إحْساسِكـَ نحوَ شُعوري و حُسنِ إنْصاتِكـَ لِتفاهاتي مع الصِّدْقِ و الإخْلاصِ في واجِبِكـَ المُقدَّس اتُجاهي . حتَّى أصبحتْ فَرْحَتي فَرْحَتَكـْ ، و تعاسَتي تعاسَتَكـْ .
مازِلْتَ تُغذِّيني من رُواءِ أخلاقِكـَ المِفْضالَــةِ لِكَي أشرِّفَكـَ و أشرِّفَ نفسي . فَلَمْ تبْخَلْ و لمْ تَكْسلْ ، و كَسَوْتني بِحُلَّةِ التَّربِية لأتدثَّرَ بِها صِيانَةً من صقيعِ العُقوقِ و الوَقــآحَــة .
مازِلْتَ تعتبرني رضيعاً في أشهُرِهِ الأولى ، يُكْثِرُ من البُكاءِ و يُجيدُ فنَّ الصُّراخ .
مازِلتَ تعتبرني طِفْلاً في أعوامِهِ الأولى ، يحبو تارَةً و يُناغي أخرى .
مازِلْتَ تعتبرني وَلَداً في سنواتِ دِراسَتِهِ الأولى ، يحمِلُ مِحْفَظَةً تفوقُهُ حَجْماً و يُرافِقُهُ إلى المدْرَسَــةِ جَدُّهُ مِنْ أبيــه .
و هُنا توقَّفَ الزَّمَــنُ حَسْبَ نَظَرِكـَ لِعُمْري ، فلمْ أكبَر و لمْ أغدو شاباً طرَّ شارِبُــهْ أو زَوْجاً رُكِبَ قارِبُــهْ أو والِداً لهُ أصْهارُهُ و أقارِبُــهْ .
فحَسْبَ نَظْرَتِكـَ لي ، مازِلتُ ذلكـَ الرَّضيعْ .. ذلكـَ الطِّفل .. ذلكـَ الوَلَــدَ ، لا غَيْــر .
فعلى هذهِ الرُّؤيَـــةِ مازِلْتِ و لازِلْتِ ...
... يا أُمَّـــآهْ . ‘’
بقلمـ/ــأســـآمــة السطفـــي ..×°
~ و السلام عليكم / و رحمة الله و بركــآتهُ ~
‘’ .. مازِلْتَ يا غُصنَ الطِّيبةِ و جوهرَ الرَّأفــة ، تهشَّ لكـَ روحي كالمولعــةِ المسحورة . و تتوقُ لِتفيُّأِ ظِلِّكـَ المُطمئنْ و التَّضوُّرِ فوقَ حنانِكـَ المئيــدْ .
مازِلْتَ تطربُ لاحتضاني و ضمِّ ما تناثَرَ من وفائي لكـْ ، متمنِّياً أن لا أبتعدَ أكثر .و أن لا أفارقكـَ كما ودَّعَ زهْرُ الكَرَزِ فُروعاً تغنَّت و تباهت بهِ في فصلِ الرَّبيـــعْ .
مازِلْتَ تقرأ صفحاتِ عمري بكلِّ رويَّةٍ و اشتِياقْ ، إشتياقٌ لأسْطُرٍ كانَ لكـَ كبيرُ فَضْلٍ في تَسْويدِ أولاها . و الغريبُ في الأمرْ ، أنَّ سوادَها كانَ ذا إشْراقٍ و طُهرْ إنبثقتْ منهُ السَّعادةُ مُجْتاحَةً لِزوايا و أركانِ تِلْكـَ الوُرَيْقاتْ . كم أشتاقُ بدوري إلى تِلكـَ الأوراقِ البريئــة .
مازِلْتَ تخافُ عليَّ من نَسْمةِ العليلْ ، و أنتَ لا تأْبَهُ لِلْعواصِفِ الهَوْجاءِ تُجابِهُها إن كانتْ تُهدِّدُ استِقْراري . تَدْفَعُ الشُّرورَ من حَوْلي و لا تهتمُ إن أصابكـَ منها سَهْمٌ طائِشْ ، مادامَ أنَّهُ لنْ يُصيبني .
مازِلْتَ تطرُزُ البَسَماتِ على وَجْنَتي بِمُرْهَفِ إحْساسِكـَ نحوَ شُعوري و حُسنِ إنْصاتِكـَ لِتفاهاتي مع الصِّدْقِ و الإخْلاصِ في واجِبِكـَ المُقدَّس اتُجاهي . حتَّى أصبحتْ فَرْحَتي فَرْحَتَكـْ ، و تعاسَتي تعاسَتَكـْ .
مازِلْتَ تُغذِّيني من رُواءِ أخلاقِكـَ المِفْضالَــةِ لِكَي أشرِّفَكـَ و أشرِّفَ نفسي . فَلَمْ تبْخَلْ و لمْ تَكْسلْ ، و كَسَوْتني بِحُلَّةِ التَّربِية لأتدثَّرَ بِها صِيانَةً من صقيعِ العُقوقِ و الوَقــآحَــة .
مازِلْتَ تعتبرني رضيعاً في أشهُرِهِ الأولى ، يُكْثِرُ من البُكاءِ و يُجيدُ فنَّ الصُّراخ .
مازِلتَ تعتبرني طِفْلاً في أعوامِهِ الأولى ، يحبو تارَةً و يُناغي أخرى .
مازِلْتَ تعتبرني وَلَداً في سنواتِ دِراسَتِهِ الأولى ، يحمِلُ مِحْفَظَةً تفوقُهُ حَجْماً و يُرافِقُهُ إلى المدْرَسَــةِ جَدُّهُ مِنْ أبيــه .
و هُنا توقَّفَ الزَّمَــنُ حَسْبَ نَظَرِكـَ لِعُمْري ، فلمْ أكبَر و لمْ أغدو شاباً طرَّ شارِبُــهْ أو زَوْجاً رُكِبَ قارِبُــهْ أو والِداً لهُ أصْهارُهُ و أقارِبُــهْ .
فحَسْبَ نَظْرَتِكـَ لي ، مازِلتُ ذلكـَ الرَّضيعْ .. ذلكـَ الطِّفل .. ذلكـَ الوَلَــدَ ، لا غَيْــر .
فعلى هذهِ الرُّؤيَـــةِ مازِلْتِ و لازِلْتِ ...
... يا أُمَّـــآهْ . ‘’
بقلمـ/ــأســـآمــة السطفـــي ..×°
~ و السلام عليكم / و رحمة الله و بركــآتهُ ~