مشاهدة النسخة كاملة : شبهات حول التوسل
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدرج في موضوعي هذا إن شاء الله بعض الشبهات التي يستدل بها الصوفية حول التوسل
الاستفتاح بصعاليك المهاجرين
يستدل الصوفية على جواز التوسل بالذوات بحديث رواه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين.
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1ـ292) والضياء في المختارة (4ـ337) ومداره على أبي إسحاق السبيعي ، وهو مشهور بالتدليس ، ولم يصرح بالسماع ممن فوقه في أي من طرق الحديث.
كذلك فإن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط بآخرة ، وفي هذا الحديث مرة يرويه عن أمية بن خالد ، ومرة عن المهلب بن أبي صفرة عن أمية بن خالد ، ومرة عن أمية بن عبد الله بن خالد.
كذلك فإن "أمية بن خالد" لم تثبت صحبته ، فالحديث لو سلم من تدليس واختلاط أبي إسحاق فهو مرسل ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف.
قال ابن عبد البر "رحمه الله" في كتابه "الاستيعاب" (1ـ38) في ترجمة أمية بن خالد: لا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني "رحمه الله" في كتابه "الإصابة" (1ـ133): ليست له صحبة ولا رواية.
ولو صح الحديث فإن معناه مخالف لما يقول به الصوفية ، قال القرطبي "رحمه الله": وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين. أي: يستنصر بدعائهم وصلاتهم. تفسير القرطبي (2ـ26) وقال المباركفوري: قال المُناوي في شرح الجامع الصغير قوله: يستنصر بصعاليك المسلمين. أي: يطلب النصر بدعاء فقرائهم تيمناً بهم ، .... قال القاري: أي بفقرائهم وببركة دعائهم. تحفة الأحوذي (5ـ291)
وروى النسائي (2ـ15) مرفوعاً: " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم وإخلاصهم" وأصله فظهر أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين، لا بذواتهم وجاههم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.
يتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:39
خدرت رجل ابن عمر
يستدل الصوفية على جواز طلب المدد والغوث من الأموات ، بحديث أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجلُه ، فقلتُ له: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك.؟ قال: اجتمع عصبها من ها هنا. قلت: ادع أحب الناس إليك. قال: يا محمد. فانبسطت.
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: (167ـ 168ـ 169ـ171). وابن الجعد في مسنده: رقم: (2539) وابن منيع في الطبقات الكبرى: (4ـ154)
وهذا الحديث إسناده ضعيف وفيه علل كثيرة:
منها: أن مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي ، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع ممن فوقه.
ومنها: أن أبا إسحاق قد اختلط، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبي سعيد وتارة عن عبد الرحمن بن سعد ، وتارة عن الهيثم بن حبيش ، وهذا اضطراب يرد به الحديث.
وأمثل ما روي من أسانيده ، على تدليس أبي إسحاق السبيعي فيه، ما رواه البخاري في "الأدب المفرد" (964) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد.
وهذه الرواية أصح ما روي، وأفادت فوائد:
الأولى: قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء، والشائع عند العرب- كما سيأتي- استعمال يا النداء في تذكر الحبيب ليكون أكثر استحضاراً في ذهن الخادرة رجله، فتنبسط. وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره لما في الشائع من المحذور.
الثانية: أن تذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أحب الناس إليه هو الحق، لأنه لا يؤمن أحد حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. بل ومن نفسه التي بين جنبيه. وهذا ما نعقد عليه قلوبنا، بهداية ربنا.
الثالثة: أن سفيان من الحفاظ الأثبات، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، وسواه غلط مردود.
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في كتابه ( هذه مفاهيمنا ): غاية ما ذكرته أن فيه ذكرا للمحبوب، لا طلب حاجة منه أو به أن يزال ما به، ولا أن يكون واسطة لإزالة خدر الرجل، وليس فيه توسلٌ، وإلا لكان لازماً أن من ذكر محبوبه فقد استغاث به وتوسل به في إزالة شدته، وهذا من أبطل الباطل، وأمحل المحال.
فما قوله إذا ذكر الكافرُ حبيبه فزال خدَرُ رجله وانتشرت بعد قيد وخدور؟
أفيكون توسل به؟! ويكون من يزيل الأمراض والأخدار - سبحانه وتعالى - قد قبل هذه الوسيلة؟!
وهذا الدواء التجريبي للخدر كان معروفاً عند الجاهليين قبل الإسلام جُرَّب فنفع وليس فيه إلا ذكر المحبوب، وقيل في تفسير ذلك: إن ذكره لمحبوبه يجعل الحرارة الغريزية تتحرك في بدنه، فيجري الدم في عروقه، فتتحرك أعصاب الرجل، فيذهب الخدر.
وجاءت الأشعار بهذا كثيرا في الجاهلية والإسلام:
فمنها: قول الشاعر:
صبُّ محبُّ إذا ما رِجْلُه خَدَرت*****نادى (كُبَيْشَةَ) حتى يذهب الخَدَر
وقولُ الآخر:
على أنَّ رجلي لا يَزَالُ امْذِ لُها******مقيماً بها حتى أُجيْلَكِ في فكري
وقال كُثَيَّر:
إذا مَذَلَتْ رجلي ذكرتُكِ اشتفي******بدعواك من مَذْلٍ بها فيهون
وقال جميلُ بثينةَ:
وأنتِ لعَيْنِيْ قُرَّةٌ حين نَلْتَقِيْ *******وذِكْرُكِ يَشفِيْني إذا خَدَرتْ رجلي
وقالت امرأة:
إذا خدرت رجلي دعوتُ ابنَ مُصْعبٍ********فإنْ قلتُ: عبدَ اللهِ أجْلَى فتورَها
وقال الموصلي:
واللهِ ما خَدَرَتْ رجلي وما عَثَرَتْ*******إلا ذكرتُكِ حتى يَذْهبَ الخدَرُ
وقال الوليد بن يزيد:
أثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنَّى*******إذا خَدَرتْ له رجْلٌ دَعاكِ
وغير ذلك من الأشعار، أفيقال: إن هؤلاء توسلوا بمن يحبونه،من نساءٍ وغلمان، وأجيب سؤلهم، وقبلت وسيلتهم؟ اهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.
يتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:42
أسألك بحق السائلين
يستدل الصوفية لجواز التوسل بأحاديث وردت ، منها:
الحديث الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: ((من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً...أقبل الله عليه بوجهه)).
رواه الإمام أحمد (3ـ21) وابن الجعد في مسنده (1ـ299) وابن أبي شيبة في المصنف (6ـ25) وابن ماجه رقم (778) وغيرهم
وهذا الحديث إسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وعطية ضعيف كما قال الإمام النووي في "الأذكار" وقال الذهبي في "الضعفاء" (88ـ1): مجمع على ضعفه.
وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث وبلغني أن عطية كان يأتي (الكلبي) فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد !!!؟ فيقول: قال أبو سعيد ، يوهم أنه أبو سعيد الخدري.
وقال الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب: صدوق يخطىء كثيراً، كان شيعياً مدلساً.
أورده الحافظ ابن حجر في كتابه "طبقات المدلسين" المرتبة الرابعة ، وقال: تابعي معروف، ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح.
والتدليس القبيح الذي أراده الحافظ ابن حجر ، هو تدليس الشيوخ ، وهذا النوع من التدليس لا يصلح معه التصريح بالسماع ، خاصة في مثل هذه الحالة ، حيث ثبت كما مر عن الإمام أحمد أن عطية العوفي له شيخ كذاب (الكلبي) يكنيه أبا سعيد ، وله أيضاً رواية عن الصحابي أبي سعيد ، فكان يدلس الرواية عن الأول بالرواية عن الثاني ، فحكم روايته بالسماع أو العنعنة عن من يسميه أبا سعيد لا يحتج بها ، مع ما فيه من ضعف.
الحديث الثاني: حديث بلال رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله إذا خرج إلى الصلاة قال: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً.. الحديث
رواه ابن السني في كتابه "عمل اليوم والليلة" رقم: (82) من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عنه.
قال الإمام النووي في "الأذكار": حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر بعد تخريجه: هذا حديث واه جداً، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه وقال: تفرد به الوازع، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر الحديث. والقول فيه أشد من ذلك، فقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وجماعة، متروك الحديث، وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة.
وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة.
وقال البخاري: منكر هذا الحديث.
الحديث الثالث: عن أبي أمامة قال: كان رسول الله إذا أصبح، وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد.. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك... .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/117): (رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مجمع على ضعفه). وقال في موضع آخر: (لا يحل الاحتجاج به)
وقال ابن حبان عن فضال: شيخ يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس من حديثه. وقال أيضاً: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل له.
وقال ابن عدي في "الكامل" (25/13): أحاديثه كلها غير محفوظة.
وقال عنه البيهقي في كتابه شعب الإيمان: فضال صاحب مناكير.
وهذه الأحاديث مع كونها ضعيفة فهي لا تدل على التوسل بالمخلوقين أبداً، وإنما تعود إلى أحد أنواع التوسل المشروع ، وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل، لأن فيها التوسل بحق السائلين على الله وبحق ممشى المصلين. فما هو حق السائلين على الله تعالى؟، لا شك أنه إجابة دعائهم، وإجابة الله دعاء عباده صفة من صفاته عز وجل، وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد هو أن يغفر الله له، ويدخله الجنة ومغفرة الله تعالى ورحمته، وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة. كل ذلك صفات له تبارك وتعالى.
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>
almorchid1
2007-11-22, 20:44
السلام عليكم بارك الله فيك أخي على المشاركة الطيبة
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:50
حديث الضرير
يستدل الصوفية لجواز التوسل والطلب المدد من الأموات ، بحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير (9ـ30): حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب عن أبي سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني (عمير بن يزيد) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي ابن حنيف فشكى ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلى فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي. وتذكر حاجتك ، ورح حتى أروح معك ، فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان ، فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتك.؟ فذكر حاجته وقضاها له ، ثم قال له: ما ذكرتُ حاجتك حتى كان الساعة ، وقال: ما كانت لك من حاجة فأذكرها ، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ، ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((فتصبر.؟ فقال: يا رسول الله ليس لي قائد ، وقد شق علي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم أدع بهذه الدعوات)) قال ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.
وروى الطبراني: حدثنا إدريس بن جعفر العطار ثنا عثمان بن عمر بن فارس ثنا شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. اهـ المعجم الكبير (9ـ30)
علماً أن الطبراني عندما روى الحديث من الطريق الأول في "المعجم الصغير" قال: لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة. وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة. تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة. والحديث صحيح.
وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه. وَهِمَ فيه عون بن عمارة. والصواب حديث شبيب بن سعيد. اهـ المعجم الصغير (1ـ306)
في الإسناد الأول:
طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ، وهو مجهول لا يعرف بالعدالة، ذكره الذهبي ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول الحال، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وأبو سعيد المكي هو شبيب بن سعيد ، قال الذهبي عنه في كتابه "ميزان الاعتدال" (3ـ361): صدوقٌ يُغرِب.
وقال ابن عدي عنه في كتابه "الكامل في الضعفاء" (4ـ31): يُحَدّث عنه ابن وهب بالمناكير. ثم قال ابن عدي: ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه، فيغلط ويهِم. وأرجو أن لا يتعمد شبيب هذا الكذب. وكانت رواية ابنه عنه من كتابه لا من حفظه، فإنه سيئ الحفظ.
وقال الحافظ ابن حجر في كتابه "تقريب التهذيب" (1ـ263): لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب.
وفي الإسناد الثاني:
إدريس بن جعفر العطار، ضعيف متهمٌ بالكذب. قال عنه الدراقطني (كما في سؤالات الحاكم صفحة: 106): متروك! وذكر له الذهبي في ميزان الاعتدال (1ـ317)، حديثاً وَضَعَه. وتبعه على ذلك الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1ـ332).
وفي الإسناد الثالث:
عون بن عمارة،. ذكره ابن حبان في المجروحين (2ـ197) ثم ذكر له هذا الحديث. وقد تقدم تصريح الطبراني أن عون وهم في رواية هذا الحديث.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه "التوسل": أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: ((إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخّرتُ ذاك، فهو خير))، (وفي رواية: ((وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك)))، فقال: ادعهُ. فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي، اللهم فشفّعه فيَّ ]وشفّعني فيه[. قال: ففعل الرجل فبرأ.
يرى المخالفون: أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل في الدعاء بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى ذلك فعاد بصيراً.
وأما نحن فنرى أن هذا الحديث لا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه، وهو التوسل بالذات، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذي أسلفناه، لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه. والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وأهمها:
أولاً: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له، وذلك قوله: (أدعُ الله أن يعافيني) فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم، لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، ويطلب منه الدعاء له، بل كان يقعد في بيته، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً:
(اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنـزلته عندك أن يشفيني، وتجعلني بصيراً). ولكنه لم يفعل، لماذا؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم، ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة، يذكر فيها اسم الموسَّل به، بل لابد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة، وطلب الدعاء منه له.
ثانياً: أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن شئت دعوتُ، وإن شئت صبرت فهو خير لك)). وهذا الأمر الثاني هو ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ((إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه – أي عينيه – فصبر، عوضته منهما الجنة)).
ثالثاً: إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله: (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له، لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق، فقد شاء الدعاء وأصر عليه، فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له، فثبت المراد، وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته، وبحرص منه أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه، وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، ليجمع له الخير من أطرافه، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له، وهي تدخل في قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} كما سبق.
وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به، بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه، ليكون الأمر مكتملاً من جميع نواحيه، وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى، وعلى هذا، فالحادثة كلها تدور حول الدعاء – كما هو ظاهر – وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون.
وقد غفل عن هذا الشيخ الغماري أو تغافل، فقال في "المصباح" (24): (((وإن شئتَ دعوتُ)). أي وإن شئت علمتك دعاء تدعو به، ولقنتك إياه، وهذا التأويل واجب ليتفق أول الحديث مع آخره).
قلت: هذا التأويل باطل لوجوه كثيرة منها: أن الأعمى إنما طلب منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ، لا أن يعلمه دعاء، فإذا كان قوله صلى الله عليه وسلم له: ((وإن شئت دعوت)) جواباً على طلبه تعين أنه الدعاء له، ولابد، وهذا المعنى هو الذي يتفق مع آخر الحديث، ولذلك رأينا الغماري لم يتعرض لتفسير قوله في آخره: ((اللهم فشفعه في، وشفعني فيه)) لأنه صريح في أن التوسل كان بدعائه صلى الله عليه وسلم كما بيناه فيما سلف.
ثم قال: (ثم لو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للضرير فذلك لا يمنع من تعميم الحديث في غيره).
قلت: وهذه مغالطة مكشوفة، لأنه لا أحد ينكر تعميم الحديث في غير الأعمى في حالة دعائه صلى الله عليه وسلم لغيره، ولكن لما كان الدعاء منه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير معلوم بالنسبة للمتوسلين في شتى الحوائج والرغبات، وكانوا هم أنفسهم لا يتوسلون بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، لذلك اختلف الحكم، وكان هذا التسليم من الغماري حجة عليه.
رابعاً: أن في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أن يقول: ((اللهم فشفعه في)) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم، أو جاهه، أو حقه، إذ أن المعنى: اللهم اقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في، أي اقبل دعائه في أن ترد عليَّ بصري، والشفاعة لغة الدعاء، وهو المراد بالشفاعة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والصالحين يوم القيامة، وهذا يبين أن الشفاعة أخص من الدعاء، إذ لا تكون إلا إذا كان هناك اثنان يطلبان أمراً، فيكون أحدهما شفيعاً للآخر، بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره، قال في "لسان العرب": (الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب، يقال بشفعت بفلان إلى فلان، فشفعني فيه).
فثبت بهذا الوجه أيضاً أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بذاته.
خامساً: إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله: ((وشفعني فيه)) أي اقبل شفاعتي، أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم، أي دعاءه في أن ترد علي بصري. هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه.
ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد، لأنها تنسف بنيانهم من القواعد، وتجتثه من الجذور، وإذا سمعوها رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشي عليه.ذلك أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأعمى مفهومة، ولكن شفاعة الأعمى في الرسول صلى الله عليه وسلم كيف تكون؟ لا جواب لذلك عندهم البتة. ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحداً منهم يستعملها، فيقول في دعائه مثلاً: اللهم شفع فيَّ نبيك، وشفعني فيه.
سادساً: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده كل من دعا به من العميان مخلصاً إليه تعالى، منيباً إليه قد عوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبداً.
كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه، كما يفهم عامة المتأخرين، لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه صلى الله عليه وسلم، بل ويضمون إليه أحياناً جاه جميع الأنبياء المرسلين، وكل الأولياء والشهداء والصالحين، وجاه كل من له جاه عند الله من الملائكة، والإنس والجن أجمعين! ولم نعلم ولا نظن أحداً قد علم حصول مثل هذا خلال القرون الطويلة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلى اليوم.
إذا تبين للقارىء الكريم ما أوردناه من الوجوه الدالة على أن حديث الأعمى إنما يدور حول التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، وأنه لا علاقة له بالتوسل بالذات، فحينئذ يتبين له أن قول الأعمى في دعائه: (اللهم إني أسألك، وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم) إنما المراد به: أتوسل إليك بدعاء نبيك، أي على حذف المضاف، وهذا أمر معروف في اللغة، كقوله تعالى: {واسأل القرية التي كنا فيها، والعير التي اقبلنا فيها} أي أهل القرية وأصحاب العير. ونحن والمخالفون متفقون على ذلك، أي على تقدير مضاف محذوف، وهو مثل ما رأينا في دعاء عمر وتوسله بالعباس، فإما أن يكون التقدير: إني أتوجه إليك بـ (جاه) نبيك، ويا محمد إني توجهت
بـ (ذات) ك أو (مكانت) ك إلى ربي كما يزعمون، وإما أن يكون التقدير: إني أتوجه إليك
بـ (دعاء) نبيك، ويا محمد إني توجهت بـ (دعاء) ك إلى ربي كما هو قولنا. ولا بد لترجيح احد التقديرين من دليل يدل عليه. فأما تقديرهم (بجاهه) فليس لهم عليه دليل لا من هذه الحديث ولا من غيره، إذ ليس في سياق الكلام ولا سباقه تصريح أو إشارة لذكر الجاه أو
ما يدل عليه إطلاقاً، كما أنه ليس عندهم شيء من القرآن أو من السنة أو من فعل الصحابة يدل على التوسل بالجاه، فيبقى تقديرهم من غير مرجح، فسقط من الاعتبار، والحمد لله.
أما تقديرنا فتقوم عليه أدلة كثيرة، تقدمت في الوجوه السابقة.
وثمة أمر آخر جدير بالذكر، وهو أنه لو حمل حديث الضرير على ظاهره، وهو التوسل بالذات لكان معطلاً لقوله فيما بعد: (اللهم فشفعه في، وشفعني فيه) وهذا لا يجوز كما
لا يخفى، فوجب التوفيق بين هذه الجملة والتي قبلها. وليس ذلك إلا على ما حملناه من أن التوسل كان بالدعاء، فثبت المراد، وبطل الاستدلال به على التوسل بالذات، والحمد لله.
على أنني أقول: لو صح أن الأعمى إنما توسل بذاته صلى الله عليه وسلم، فيكون حكماً خاصاً به صلى الله عليه وسلم، لا يشاركه فيه غيره من الأنبياء والصالحين، وإلحاقهم به مما لا يقبله النظر الصحيح، لأنه صلى الله عليه وسلم سيدهم وأفضلهم جميعاً، فيمكن أن يكون هذا مما خصه الله به عليهم ككثير مما صح به الخبر، وباب الخصوصيات لا تدخل فيه القياسات، فمن رأى أن توسل الأعمى كان بذاته لله، فعليه أن يقف عنده، ولا يزيد عليه كما نقل عن الإمام أحمد والشيخ العز بن عبد السلام رحمهما الله تعالى. هذا هو الذي يقتضيه البحث العلمي مع الإنصاف، والله الموفق للصواب.
.
يتبع>>>>>>>>>>>>>
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:52
قصة العتبي
قصة العتبي التي تروى في تفسير قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}
قصة ضعيفة لم يثبتها أحد ممن أوردها ، بل صنيع بعضهم يدل على ضعفها ، كصاحب المغني ، والشرح الكبير ، وابن كثير ، وهي مروية عن العتبي وعن محمد بن حرب الهلالي وعن أبي الحسن الزعفراني وعن علي بن أبي طالب بإسناد موضوع ، كما حقق ذلك ابن عبد الهادي ، وكلهم يرويها عن أعرابي أنه أتى إلى القبر فقرأ الآية فرأى العتبي في المنام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه وقال له: "الحق بذاك الأعرابي وأخبره أن الله قد غفر له بشفاعتي" وهذا منام لا يحتج به ، والأعرابي مجهول لا حجة في فعله لو صح الإسناد إليه ، فكيف وإسناد القصة لا تقوم به الحجة.
وهذه الآية وردت في قوم مخصوصين وهم الذين لم يرضوا بحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس هناك لفظ عام لا من جهة الآتي ولا الذي يؤتى إليه حتى يقال أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وأما من جهة الذي يؤتى إليه فإن اللفظ العام على زعم من قال بالعموم لا يتناول إلا ما كان من أفراده والمجيء إلى القبر ليس من أفراد المجيء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا قيل أن المقصود المجيء إليه في حياته الدنيوية والبرزخية ولما كان المجيء إليه في حياته البرزخية يستلزم المجيء إلى القبر قلنا بذلك فيقال دون إثبات المجيء في حياته البرزخية خرط القتاد .
وكذلك لو صح حمل الآية على العموم لصح ذلك في قوله تعالى: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} الآية . بل هو أولى لأن الاسم الموصول " الذين " من ألفاظ العموم ولا قائل أن مناداة الزائر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله السلام عليك يا رسول الله يدخل في معنى الآية.
وكذلك قوله تعالى {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} الآية . فلو صح الاستدلال بالآية المذكورة على المجيء إلى قبر النبي لكان هنا من باب أولى ولا أحد يقول بهذا .
كما أن ذلك القول فيه مصادمة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تتخذوا قبري عيداً)) لأنه حينئذ سيكون عيداً للمذنبين كلما أذنبوا .
وأما من احتج على مطلق إتيان قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ((أن وسيلة القربة المتوقفة عليها قربة)).
فيقال أن هذه القاعدة غير مطردة لأن هنالك من القرب ما يكون وسيلتها أمر محرم أحيانا فالسفر إلى غير المساجد الثلاثة ليس بقربة مع أن الصلاة بالمسجد قربة فلو أراد أحد أن يسافر لأجل أن يصلي بقباء لأجل أن الصلاة به قربه لكان مأزورا غير مأجوراً .
ويقال لمن يحتج بالآية على شرعية المجيء إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر في الآية أن استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون بعد المجيء فهل لهم أن يثبتوا وقوع هذا الاستغفار ودون هذا خرط القتاد ولا يصلح أن يحتجوا بالنصوص العامة التي فيها استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمنين ولا باستغفاره عقب عرض الأعمال عليه فإنه لا يصح ولو صح فالمطلوب استغفار عقب المجيء لا قبله .
ولو صح قولهم في الاستدلال بالآية لكان هذا فيه نسب التقصير إلى سلف هذه الأمة لأنه ما ثبت عن أحد منهم أنه كان يأتي القبر بعد الذنب بل لم تثبت الزيارة عن أحد من الصحابة إلا ما ندر كما ثبت عن ابن عمر وكان ذلك فقط إذا أتى من سفر بل جاء عن بعض التابعين كالإمام مالك التزهيد فيها لما تؤدي إليه من الغلو في النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتخاذ قبره عيدا وقد ثبت نهيه عن ذلك .
فعن أبي إسحاق إبراهيم بن سعد قال: ما رأيت أبي يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم قط وكان يكره إتيانه.
وهذا عبيد الله بن عمر العمري يقول: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك غير ابن عمر .
وعندما قيل للإمام مالك إن أناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يقفون على القبر فيصلون عليه ويسلمون فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح آخر الأمة إلا ما أصلح أولها .
" صيانة الإنسان " للسهسواني"
يتبع>>>>>>>>>>>>>
almorchid1
2007-11-22, 20:58
السلام عليكم أخي أبى عبد البر لقد نسيت أن تضع في توقيعك الشيء الأساسي وبعده يأتي العلماء الأجلاء رحمة الله عليهم وهو قدوتنا وقدوتهم نبينا عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام من فضلك ممكن إيميلك على الماسنجر أو بيسدو على السكايب إذا كان موجودا طبعا فأنا بحاجة ماسة لمحادتثك أخوك المرشد
أبو عبد البر
2007-11-22, 20:59
توسل آدم بالنبي عليهما الصلاة والسلام
يستدل الصوفية على جواز التوسل بالذوات ، بحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعاً: (( لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم ?! وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك)).
وهذا الحديث باطل لا تجوز روايته فضلاً عن الاستدلال به.
فقد رواه الحاكم في "المستدرك" (2ـ615) من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري: حدثنا إسماعيل بن مسلمة: أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر.
وقال: صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب. فتعقبه الذهبي فقال: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن أسلم الفهري لا أدري من ذا.
ورواه البيهقي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق" (7ـ436) عن أبي عبد الله الحافظ إملاء وقراءة نا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل إملاء نا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري بمصر قال أبو الحسن هذا من رهط أبي عبيدة بن الجراج أنا إسماعيل بن مسلمة أنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ..... .
ورواه من نفس الطريق الطبراني في "المعجم الصغير" (207): ثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري: ثنا أحمد ابن سعيد المدني الفهري: ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. وهذا سند مظلم فإن كل من دون عبد الرحمن لا يعرفون، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الهيثمي رحمه الله حيث قال في "مجمع الزوائد" (8ـ253): (رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم))
ورواه أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" (427) من نفس الطريق أيضاً عن عبد الله ابن إسماعيل بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن زيد به، وعبد الله هذا لم أعرفه أيضاً، فلا يصح عن عمر مرفوعاً ولا موقوفاً، ثم رواه الآجري من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال: اللهم أسألك بحق محمد عليك.. الحديث نحوه مختصراً، وهذا مع إرساله ووقفه، فإن إسناده إلى ابن أبي الزناد ضعيف جداً، وفيه عثمان بن خالد والد أبي مروان العثماني، قال النسائي: ليس بثقة.
ومما تقدم يظهر لنا أن مدار هذا الحديث على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد ضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص وفي فتح الباري وغيرهما, وقال البيهقي: (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف) وكذلك ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد ، وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه وهو متهم بالوضع، رماه بذلك الحاكم نفسه ، فقد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه).
وقد أورد الحاكم أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في كتابه "الضعفاء" وقال في آخره: (فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة، فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به، فإن الجرح لا أستحله تقليداً، والذي أختاره لطالب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء الذين سميتهم، فالراوي لحديثهم داخل في قوله: من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
وقد ضعفه أيضا أحمد بن حنبل وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والعلائي والزيلعي والسخاوي والشوكاني وغيرهم.
قال الترمذي: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث، ضعفه أحمد بن حنبلٍ وعليّ بن المدينيّ وغيرهما من أهل الحديث، وهو كثير الغلط.)
وقال ابن حبان: (كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف، فاستحق الترك).
وقال أبو نعيم: (روى عن أبيه أحاديث موضوعة).
والفهري أورده الذهبي في "الميزان" وساق له هذا الحديث وقال: (خبر باطل)?
وكذا قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (3ـ360) وزاد عليه قوله في الفهري هذا: (لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته)
والذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رشيد، قال الحافظ: ذكره ابن حبان، متهم بوضع الحديث، يضع على ليث ومالك وابن لهيعة، لا يحل كتب حديثه، وهو الذي روى عن ابن هدية نسخة كأنها معمولة).
وأورد صاحب كنز العمال طريقاً آخر فقال: عن علي رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {فتلقى آدم من ربه كلمات} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة وإبليس بميسان، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته، حتى بعث الله تعالى إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن، قال فعليك بهذه الكلمات، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك، لا إله إلا أنت، عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.
ثم قال: رواه الديلمي وسنده واه ، وفيه حماد بن عمرو النصيبي عن السري بن خالد واهيان.
وهذه بعض ما قيل في حماد النصيبي
قال عنه الحافظ ابن حجر: "متروك" وفي موضع آخر: "مذكور بوضع الحديث"
وقال يحيى بن معين: هو ممن يكذب ويضع الحديث.
وقال عمرو بن علي الفلاس، وأبو حاتم: منكر الحديث ضعيف جداً.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان يكذب.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن حبان: يضع الحديث وضعاً.
وأورد صاحب اللآلئ المصنوعة طريقاً آخر فقال: قال الدارقطني: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الأشقر حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فقال: قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة.
تفرد به عمرو عن أبيه أبي المقدام ، وتفرد به حسين عنه.
أما عمرو بن ثابت فقد قال عنه يحيى: لا ثقة ولا مأمون.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الإثبات.
وكذلك أورده صاحب تذكرة الموضوعات وقال: فيه حسين بن حسن اتهمه ابن عدي.
وأما حسين الأشقر:
فقد قال عنه البخاري: فيه نظر. وقال في موضع آخر: عنده مناكير.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بقوى.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: غال من الشتامين للخيرة.
وقال أبو أحمد بن عدى: وليس كل ما يروى عنه من الحديث فيه الإنكار يكون من قبله ، و ربما كان من قبل من يروى عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا هذا في حديثه بعض ما فيه.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (2ـ336):
وذكره العقيلي في " الضعفاء " ، و أورد عن أحمد بن محمد بن هانيء قال: قلت لأبى عبد الله ـ يعنى ابن حنبل ـ: تحدث عن حسين الأشقر ! قال: لم يكن عندي ممن يكذب وذكر عنه التشيع ، فقال له العباس بن عبد العظيم: أنه يحدث في أبى بكر و عمر. وقلت أنا: يا أبا عبد الله إنه صنف بابا في معائبهما. فقال: ليس هذا بأهل أن يحدث عنه.
وذكر ابن عدي له أحاديث مناكير ، وقال في بعضها: البلاء عندي من الأشقر.
وقال النسائي و الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال الأزدي: ضعيف ، سمعت أبا يعلى قال: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: الأشقر كذاب.
وقال ابن الجنيد: سمعت ابن معين ذكر الأشقر ، فقال: كان من الشيعة الغالية.
وأما عمرو بن ثابت:
فقد قال المزي عنه في "تهذيب الكمال":
قال على بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول: لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت ، فإنه كان يسب السلف.
وقال الحسن بن عيسى: ترك ابن المبارك حديث عمرو بن ثابت.
وقال هناد بن السري: مات عمرو بن ثابت ، فلما مر بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد وأغلق عليه بابه حتى جاوزته.
وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن عمرو بن ثابت.
وقال عمرو بن على: سألت عبد الرحمن بن مهدى عن حديث عمرو بن ثابت ، فأبى أن يحدث عنه ، وقال: لو كنت محدثا عنه لحدثت بحديث أبيه عن سعيد بن جبير في التفسير.
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين: ليس بثقة ، و لا مأمون ، لا يكتب حديثه. و قال في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال أبو داود ، عن يحيى: هو غير ثقة.و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى: ضعيف.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، كان رديء الرأي ، شديد التشيع.
وقال البخاري: ليس بالقوى عندهم.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن عمرو بن ثابت بن أبى المقدام ،فقال: رافضي خبيث.
وقال في موضع آخر: رجل سوء ، قال هناد: لم أصل عليه ; قال: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كفر الناس إلا خمسة. و جعل أبو داود يذمه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة ، و لا مأمون.
وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الأثبات".
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (8ـ10):
قال ابن سعد: كان متشيعا مفرطاً ، ليس هو بشيء في الحديث ، و منهم من لا يكتب حديثه لضعفه و رأيه ، وتوفي في خلافة هارون.
وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه: كان يشتم عثمان ، ترك ابن المبارك حديثه.
وقال الساجي: مذموم ، و كان ينال من عثمان و يقدم عليا على الشيخين.
وقال العجلي: شديد التشيع غال فيه ، واهي الحديث.
وبهذا يظهر لنا أن الحديث باطل ، لا تجوز روايته.
ولمن يقول: لماذا تتقولون على الصوفية أنهم يروون الأحاديث الموضوعة.؟ نقول هذا هو داعية التصوف "علي الجفري" يروي هذا الحديث بعينه ، وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لمشاهدته تفضل واضغط هنا
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو أحمد محمد أمجد البيطار ، غفر الله له ولوالديه.
يتبع>>>>>>>>>
أبو عبد البر
2007-11-22, 21:03
حديث يا عباد الله أعينوا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ، أما بعد:
يستدل الصوفية لجواز الاستغاثة بأهل الأضرحة وطلب المدد من الأموات بحديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا عليّ ، فإن لله في الأرض حاضراً سيحبسه عليكم)).
هذا الحديث له طرق وألفاظ:
الطريق الأول:
أخرجه الطبراني (3/81) وأبو يعلى في مسنده (1/254 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة صفحة (50).
كلهم من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً ((إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا عليّ ، فإن لله في الأرض حاضراً سيحبسه عليكم)).
وفي هذا الطريق علل:
أ - أن معروف بن حسان السمرقندي غير معروف، كما قال الحافظ في لسان الميزان ( 6/61).
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/323) عن أبيه " مجهول "
وقال ابن عدي في الكامل ( 6/325):" منكر الحديث قد روى عن عمر بن ذر نسخة طويلة كلها غير محفوظة "
وقال الهيثمي في المجمع (10/132):" هو ضعيف ".
ب - الانقطاع بين عبد الله بن بريدة وابن مسعود ، قاله الحافظ ابن حجر ، كما في شرح الأذكار لابن علان (5/150).
ج- أن سعيد بن أبي عروبة: اختلط، قال النسائي: من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء. ومعروف بن حسان من الصغار ولم يسمع منه قبل الاختلاط إلا الكبار. وكان بدأ اختلاط سعيد بن أبي عروبة سنة (132) واستحكم سنة (148) كما قال الإمام البزار.
د- إن سعيد بن أبي عروبة مدلس كثير التدليس ، وقد روى هذا الحديث معنعناً من غير تصريح بالسماع من عبد الله بن بريدة ، فحكمه الانقطاع.
هـ- أن معروفاً قد تفرد بهذا الحديث من هذا الوجه، دون باقي أصحاب سعيد بن أبي عروبة ؛ إذ كيف يكون هذا الحديث عند سعيد عن قتاده ثم يغيب عن أصحاب سعيد الحفاظ الأثبات الذين أطالوا صحبته واعتنوا بحديثه ، من أمثال يحيى القطان وإسماعيل بن علية وأبي أسامة وخالد بن الحارث وأبي خالد الأحمر وسفيان وشعبة وعبد الوارث وابن المبارك والأنصاري وغندر وابن أبي عدي وغيرهم عشرات حتى يأتي به هذا الشيخ المجهول المنكر الحديث.
الطريق الثاني:
روى ابن أبي شيبة في المصنف (10/424): ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاة من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل: أعينوني عباد الله ، فإنه سيعان)).
وفي هذا الطريق علل:
أ – عنعنة محمد بن إسحاق ، فهو مدلس مشهور به.
ب – الإرسال ، لأن أبان بن صالح من التابعين ، بل من صغارهم.
الطريق الثالث:
روى البزار عن موسى بن إسحاق حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله ملائكة في الأرض يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدَكم عرجةٌ بفلاةٍ من الأرض فلينادِ يا عباد الله أعينوا )). زوائد مسند البزار (303).
وروى البيهقي في شعب الإيمان (6 – 128) حدثنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس الأصم نا عبد الملك بن عبد الحميد نا روح نا أسامة بن زيد ح
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن لله عز و جل ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة في الأرض لا يقدر فيها على الأعوان فليصح فليقل : عباد الله أغيثونا أو أعينونا رحمكم الله فإنه سيعان لفظ حديث جعفر و في رواية روح إن لله ملائكة في الأرض يسمون الحفظة يكتبون ما يقع في الأرض من ورق الشجر فما أصاب أحدا منكم عرجة أو احتاج إلى عون بفلاة من الأرض فليقل : أعينونا عباد الله رحمكم الله فإنه يعان إن شاء الله.
وفي هذا الطريق علل:
أ – فيه أسامة بن زيد الليثي قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يهم.
وقال أحمد: ليس بشيء ، وقال عبد الله لأبية أحمد أراه حسن الحديث فقال أحمد: إن تدبرت حديثه فسوف تعرف فيه النكرة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وتركه يحيى بن سعيد القطان وقال: اشهدوا أني قد تركت حديثه. تهذيب التهذيب (1/209)
ب – أن جعفر بن عون وروح بن عبادة ، قد خالفا حاتم بن إسماعيل فرويا الحديث موقوفاً على ابن عباس ، وهما ثقتان حافظان ، وحاتم فيه ضعف ، واحتمال تحمل ابن عباس الحديث من مسلمة أهل الكتاب وارد.
الطريق الرابع:
روى الطبراني في المعجم الكبير (17- 117) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا أحمد بين يحيى الصوفي حدثنا عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني ، فإن لله عباداً لا نراهم)). وقد جرب ذلك.
وفي هذا الطريق علل:
أ – فيه عبد الرحمن بن شريك ، قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ.
ب – وفيه شريك بن عبد الله ، قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ كثيراً.
ج – الانقطاع بين زيد بن علي وبن عتبة بن غزوان ، كما قال الحافظ انظر شرح الأذكار لابن علان (5/151).
تنبيه:
ورد عن بعض أهل العلم قولهم أن هذا الحديث قد جُرّب فوجد حقاً ، وهذا لا يقدم ولا يؤخر في ثبوت الحديث شيئاً ، لأن ميزان ثبوت النصوص صحة نقلها بشروطها باتفاق أهل الملة.
وقد روى الهروي "رحمه الله" في كتابه ذم الكلام (4ـ 68ـ1): أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، وكان قد بلغه أن من ضل في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني. أُعين. قال: فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده.
ولو صح شيء من هذه الأحاديث أو الآثار فليس فيها أي دلالة على الاستغاثة بغير الله لأنه ورد في بعض هذه الأحاديث أن المقصود بذلك الملائكة ، والملائكة أحياء.
أما أهل القبور فقد قال الله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إِن تدعوهم لا يسمعون دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}. [فاطر: 13]
والاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه جائزة ، كما في قوله تبارك وتعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام : {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}
يقول الأستاذ عبد الرحمن بن محمد سعيد: " ولو فرضنا أن الرواية بلغت مرتبة الحسن فإنها شاذة بالنسبة لما خالفها من الروايات الأصح سنداً، ابتداء من كتاب ربنا: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، [الإسراء: 67] ولا فرق بين الأرض الفلاة وبين البحر، وتتعارض وقوله: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63، 64] فالآية تؤكد أن الله وحده هو المنجي لعباده في البر والبحر.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو أحمد محمد أمجد البيطار غفر الله له ولوالديه.
ولمن عنده شبهات أخرى حول التوسل فأرجوا وضعها
ثبتني الله واياكم على التوحيد
almorchid1
2007-11-22, 21:20
السلام عليكم أخي أبى عبد البر لقد نسيت أن تضع في توقيعك الشيء الأساسي وبعده يأتي العلماء الأجلاء رحمة الله عليهم وهو قدوتنا وقدوتهم نبينا عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام من فضلك ممكن إيميلك على الماسنجر أو بيسدو على السكايب إذا كان موجودا طبعا فأنا بحاجة ماسة لمحادتثك أخوك المرشد
أبو عبد البر
2007-11-22, 22:03
اسمي على ال***** هو: salafi_athari2
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت، أستغفرك وأتوب اليك .
اللهم إِني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك.
أسألك بكلِّ اسم هو لك سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحداً من خلقك،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري،
وجلاء حُزني، وذهاب همي .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت، أستغفرك وأتوب اليك .
اللهم إِني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك.
أسألك بكلِّ اسم هو لك سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحداً من خلقك،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري،
وجلاء حُزني، وذهاب همي .
اللهم اجعلنا من المتحابين في الله وتحت ظله يوم لاظل إلا ظله
أبو عبد البر
2007-11-24, 10:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ فقير والاخ الزاوي قد روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".
وأنا إنما أوضح لكم أن تبحثوا ولا تقتصروا على أمور أنتم ربما نشأتم في جوها أنا أعرف أن من الصعب أن يترك الانسان ما كان عليه أباءه ولكن الدين يتوجب عليك ان تترك , ان كانوا على خطا , وليقبل الحق من اي شخص وان كان عدوك إن كان حق فعليك أن تتقبله ذلك أننا يوم نلقى الله هنالك لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ويقول الانسان يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وفي الاخير أقول لك
ابدا البحث من جديد وادعوا الله واسأله أن يُرك الحق حق ويرزقك اتباعه وأن يُرك الباطل باطل ويرزقك اجتنابه
ونسأل الله أن يهديك الى الصرط المستقيم
وهذه محاضرة جيد أرجوا منك ان تسمعها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ فقير والاخ الزاوي قد روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".
وأنا إنما أوضح لكم أن تبحثوا ولا تقتصروا على أمور أنتم ربما نشأتم في جوها أنا أعرف أن من الصعب أن يترك الانسان ما كان عليه أباءه ولكن الدين يتوجب عليك ان تترك , ان كانوا على خطا , وليقبل الحق من اي شخص وان كان عدوك إن كان حق فعليك أن تتقبله ذلك أننا يوم نلقى الله هنالك لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ويقول الانسان يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وفي الاخير أقول لك
ابدا البحث من جديد وادعوا الله واسأله أن يُرك الحق حق ويرزقك اتباعه وأن يُرك الباطل باطل ويرزقك اجتنابه
ونسأل الله أن يهديك الى الصرط المستقيم
وهذه محاضرة جيد أرجوا منك ان تسمعها
http://www.njza.net/tapess/1427/04/manhaj%20aimat%20da3wa%20fi%20masail%20tawasol%20w a%20isti3ana-2.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم أخ أبوعبد البر
يقول مولانا العظيم ولم يزل قائلا عليما حكيما كريما
** وَالّذِينَ آمَنُواْ وَاتّبَعَتْهُمْ ذُرّيّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَيْءٍ كُلّ امْرِىءٍ
بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لّهُمْ كَأَنّهُمْ لُؤْلُؤٌ مّكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ * قَالُوَاْ إِنّا كُنّا قَبْلُ فِيَ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنّ اللّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السّمُومِ * إِنّا كُنّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنّهُ هُوَ الْبَرّ الرّحِيمُ." صدق الله العظيم
يخبر تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه, أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة, وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعين الاَباء بالأبناء عندهم في منازلهم, فيجمع بينهم على أحسن الوجوه بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل, ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته للتساوي بينه وبين ذاك, ولهذا قال: {ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} قال الثوري عن عمر بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه, ثم قرأ {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري به, وكذا رواه ابن جرير من حديث شعبة عن عمرو بن مرة به, ورواه البزار عن سهل بن بحر عن الحسن بن حماد الوراق, عن قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سعيد عن ابن عباس مرفوعاً, فذكره ثم قال وقد رواه الثوري عن عمرو بن مرة عن سعيد عن ابن عباس موقوفاً, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا العباس بن الوليد بن يزيد البيروتي, أخبرني محمد بن شعيب, أخبرني شيبان, أخبرني ليث عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} قال: هم ذرية المؤمن يموتون على الإيمان, فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم, ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوها شيئاً. وقال الحافظ الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري, حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان, حدثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده, فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك, فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به} وقرأ ابن عباس {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} الاَية.
تفسير الامام ابن كثير رحمه الله
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - تعالى - يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" رواه مسلم
اننا نحب شيوخنا ونترحم عليهم ونسأل الحق جل وعلا بأن يحشرنا في زمرتهم مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا . للعلم أنهم كانوا علماء من أهل السنة والجماعة ، محدثين بالسند المتصل، مفسرين لكتاب الله على سبيل المثال العلامة الفقيه الشيخ سليمان بن أبي سماحة رحمه الله، درس سبع سنوات في جامعة القيروان، والشيخ عبد الجبار الفجيجي ، والشيخ محمد بلكبير المتوفي في السنوات القليلة الماضية امتاز رحمه الله بالتمكن في العلم واتساع الثقافة الدينية، وهو ممن وقفوا حياتهم في خدمة الاسلام والمسلمين، تخرج على يديه المئات من العلماء المثقفين الأساتذة، أجادوا وأفادوا سواء داخل الجزائر أوخارجه، وكل جزائري حتما يعرفهم وخاصة الشيخ بلكبير رحمه الله .
لست بخارج عن الجماعة == أقولها ولا أخشى ملامه
فانني فخور في ذا القول == يقيني ما أخشاه يوم الهول
لا تيمي أنا ولا عبد الوهاب == ولا أنا بشيعي يبغي الشغب
عقيدتي متبع للأشعري == وفقه مالك هو اختياري
طريقة الجنيد هي مقصدي == في السر والجهر عساني أهتدي
بنورهم الى طريق مستقيم == أحظى بنيل درجات في النعيم
ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ونشكركم على النصائح الله تعالى يهدينا واياكم الى الطريق السوي ويجعل أعمالنا خاصة لوجهه الكريم رحم الله من قال آمين
نحبكم في الله ونحسن الظن ورحم الله علماء الأمة الصالحين .
almorchid1
2007-11-24, 17:19
السلام عليكم أرى أن الصوفية بدأت تنشر جدورها في منتدانا الطاهر منتدى أهل السنة والجماعة فمن الممكن جدا إذا كنتما تريدان النجومية والظهور على رأوس الخلق أن تشاركوا في حصة ......... فنحن هنا لنصر دعوة الرسول لا للتباهي بالمشايخ وما إلى غير ذلك .
نصيحة والله من أخ لأخيه إذا كنتما تريدان التصوف فذهبا إلى منتدبات الصوفية فإذا كانت غير موجودة فتركوا منتديات السنة على خير ولا تلبسوا على الناس إذا كنا نلبس عليهم نحن على حسب ظنكم فأنشأوا منتداكم و قارنوا من صاحب الهوى.
أبيات تكتب بماء الذهب وقد ذكرتني بكلمات للشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى وهو يقول مقرِّعاً الطَّرقيَّة وفَهْمَهم الخاطئ للإسلام : " .. فكل راقصٍ صوفي ، وكل ضاربٍ بالطَّبل صوفي ، وكل عابثٍ بأحكام الله صوفي ، وكل ماجنٍ خليعٍ صوفي ، وكل مسلوب العَقل صوفي ، وكل آكل للدُّنيا بالدين صوفي ، وكل ملحدٍ بآيات الله صوفي ، وهَلُّم سحباً ، أَفيَجْمُلُ بجنودِ الإصلاح أن يَدَعُوا هذه القلعة تحمي الضَّلال وتُؤْويه ، أم يجب عليهم أن يحملوا عليها حملةً صادقَةً شعارهم: (لا صوفيَّــة في الإســلام) حتى يدكُّوها دكَّاً ، وينسفوها نسفاً ، ويذروها خاويةً على عروشها "
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
السلام عليكم .
التصوف باختصار شديد هو المرتبة الاحسانية من مراتب الدين الثلاث، اسلام ثم ايمان ثم احسان، كما جاء في الحديث الشريف، حديث سيدنا جبريل عليه السلام، أما ما وصفتم فحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير .
يقول تعالى :" يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين . " التوبة 119
ويقول تعالى :" واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين ." الأعراف202
ويقول تعالى :' واتل ماأوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً ، واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ." الكهف 28 .
ويقول تعالى :" ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ." الزخرف31
صدق الله العظيم
أبو عبد البر
2007-11-25, 11:39
التصوف باختصار شديد هو المرتبة الاحسانية من مراتب الدين الثلاث، اسلام ثم ايمان ثم احسان، كما جاء في الحديث الشريف، حديث سيدنا جبريل عليه السلام
أخ فقير لماذا حكمت على التصوف بأنه هو المرتبة الاحسانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
السلام عليكم، أخ أباعبد البر و على كل الاخوة المشاركين .
أخي الفاضل جعلنا الله تعالى من أهل الخير ان شاء الله .
التصوف يقوم بالأساس على تحقيق التوحيد، ثم المجاهدة في المعاملات مع الاخلاص فيها، وصفاء السريرة وتطهير القلب وتزكية النفس، والحرص على التخلق بالأخلاق المحمدية السنية .
التصوف هو علم نتج عن شطر الاحسان واقتبسه منه أهله، كما نتج عن شطر الايمان علم الأصول، وتولد عن شطر الاسلام علم الفقه .
وهو العلم اللدني الغيبي الذي يعلمه صاحب التقوى، وقد أشار اليه المولى جل وعلا في قصة العبد الصالح، مع سيدنا موسى عليه السلام .
والطرق الصوفية " الصحيحة " هي الأسانيد التي تكون سلسلات الشيوخ الذين يربطون المريدين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهي الأواد التي ينتقيها فحول الأولياء من صحيح الآثار، ومتواتر الأخبار، وفتوح ومكاشفات الأخيار .
وهي طرق كثيرة وسبل دقيقة، توصل الى المولى عبر الطريق الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أشار المولى الى كثرتها وتنوعها بقوله تعالى في سورة ابراهيم :" وقد هدانا سبلنا " . وفي سورة العنكبوت : " لنهدينهم سبلنا " . وفي سورة المائدة : " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام " . صدق الله العظيم .
من المؤسف حقا أن يعاني التصوف السني الحقيقي من أعداء الاسلام ثم من بعض اخواننا اغتروا بكلام الأعداء ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص اتهموا التصوف بالجهل والمظهر بالشرك والاتحاد والحلول و.....و...... فلم يعرفوا حقيقته لأنهم لم يأخذوه من مصادره الصحيحة، ولم يرشفوا من معينه الصافي، فوقعوا فرائس الخطأ وسوء التقدير، وتعلقوا بالأوهام، وعاشوا في الظنون .
ويحضرني هذا القول :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة === على المرء من وقع الحسام المهند
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " أما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي والجنيد وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ حماد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج من الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور الى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف وهذا كثير في كلامهم ." الفتاوى 10-- 517- 518
ملاحظة مهمة أخي الكريم : اذا جد واجتهد أي مسلم أو مسلمة يمكن أن تكون فيه هذه الصفات وليس من الظروري أن يسمى صوفيا بل يمكن أن يسمى بالصالح أو المصلح أو التقي أو الورع أو المؤمن أو السني الملتزم.....
والله أعلم وهو الحكيم .
أستغفر الله ولا اله الا الله محمد رسول الله في السر والعلانية .
أبو عبد البر
2007-11-27, 15:10
أخي الفاضل جعلنا الله تعالى من أهل الخير ان شاء الله .
ءامين
التصوف يقوم بالأساس على تحقيق التوحيد
لو كان التصوف يقوم بالأساس على تحقيق التوحيد , فكيف يحاربه أئمة الإسلام ؟!.
فهل ترى أن أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسهم الإمام أحمد، وأبو زرعة، والشافعي، وابن الجوزي، وابن تيمية، والذهبي، وابن القيِّم،وابن عبد الهادي وابن عبد الوهاب، والشوكاني، والصنعاني، وأئمة الدعوة السلفية، وغيرهم أنهم قد ظلموا الصوفية وعلى رأسهم الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، والشعراني، والنبهاني، ودحلان ،وطوائفهم كالرفاعية وكالتيجانية، والمرغنية، والنقشبندية، والسهروردية، والجشتية ؟!
بل يجب أن يقال: إن الصوفية قد ظلموا الإسلام والمسلمين بنشر تصوفهم الذي من ثماره وآثاره ما يراه الناس من آلاف المشاهد في بلدان المسلمين وحتى في المساجد تُدعى من دون الله ويستغاث بهم في الشدائد وتُشدُّ إليها الرحال، ويقام لها الاحتفالات والموالد، ويُقدَّم لها النذور والذبائح والأموال الطائلة التي لا تسخى نفوس كثير من مقدميها أن يقدِّموها لله وفي سبيله.
وهو العلم اللدني الغيبي الذي يعلمه صاحب التقوى، وقد أشار اليه المولى جل وعلا في قصة العبد الصالح، مع سيدنا موسى عليه السلام .
يقول الشيخ عبد القادر بعد ذكر عناية الله بالصوفية : " فالله تعالى تولى إخراجهم من الظلمات إلى النور ، وهو عز وجل أطلعهم على ما أضمرت قلوب العباد ، وانطوت عليه النيات ، إذ جعلهم ربي جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات ، وحرسهم من الأعداء في الخلوات والجلوات ، لا شيطان مضل ولا هوى متبع يميل بهم إلى الزلات ، قال الله عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ولا نفس أمارة بالسوء ، ولا شهوة غالبة متبعة تدعوه إلى اللذات المردية في الدركات المخرجة من أهل السنة والجماعات " الغنية (2/161) .
من أين لعبد القادر أن الله اطلع الصوفية على ما أضمرت قلوب العباد وانطوت عليه النيات وجعلهم جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات إلى آخر هذه الدعاوى الباطلة ؟ .
فعلم الغيب وبما في قلوب العباد وسرائرهم وخفياتهم أمر مختص بالله لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل , والله يقول:( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) فإذا كان هذا أثر التصوف في الشيخ عبد القادر المنتمي إلى مذهب الإمام أحمد إمام السنة فكيف بحال غيره ؟ .
بتبع ان شاء الله
مهاجر إلى الله
2007-11-28, 17:03
السلام عليكم ورحمة الله
:mh92:
التصوف يقوم بالأساس على تحقيق التوحيد،
أي توحيد يا فقير ؟؟ ام هو توحيد التعلق بالمشائح وطلب المدد منهم ؟؟ ام توحيد الاستغاثة بالعظام والرميم ؟؟ ام توحيد الطواف بالقبور والتمسح بتربتها طلبا للبركة والشفاء ووووو...
وهو العلم اللدني الغيبي الذي يعلمه صاحب التقوى
قال تعالى {{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول }} سورة الجن .
فلا أدري هل تمام الآية عندكم " ومن ولي أو صاحب تقوى " ؟؟؟؟
، وقد أشار اليه المولى جل وعلا في قصة العبد الصالح، مع سيدنا موسى عليه السلام .
لا ..بل أشار إليه في قوله تعالى {{ و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}}
وهي طرق كثيرة وسبل دقيقة، توصل الى المولى عبر الطريق الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أشار المولى الى كثرتها وتنوعها بقوله تعالى في سورة ابراهيم :" وقد هدانا سبلنا " . وفي سورة العنكبوت : " لنهدينهم سبلنا " . وفي سورة المائدة : " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام " . صدق الله العظيم .
ولكن أين طاشت عينك يا حضرة المفسر عن قوله تعالى
{{ وأن ّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }}
فلماذا لا تجعل السبل المنهية عنها في الآية الكريمة {{ ولا تتبعوا السبل}} هي النهي عن اتباع الطرق الصوفية ؟؟؟
أم هو التلاعب بالنصوص من اجل هوى النفس ...
وفي هذا كفاية والله الموفق لما فيه خير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir