مداسي
2010-01-29, 09:04
الوتــــر السادس
السلام عليكم
إن ..........و لو أن الخبراء و العارفين بفنون الكتابة لطالما نصحوني بعدم بدأ الكتابة بــ"إن" و أخواتها إلا أنني تعمدت بداية الحديث بها و ليسمحوا لي خطئي هذا فأنا مازلت بعد أبحث عن الوتر السادس ........
إن الفن في أيامنا هذه قد أصبح لا يصاغ إلا على ضرب الطبول و الوشم على السواعد و الصدور و إقامة الحفلات و السهرات و لم يسلم المسكين أيضا من إدراجه ثقافتا للتمثيل الساقط و الكلمات الهزيلة في بعض الغناء أو كله
هذا الفن الذي رسموه ضيقا و حاصروه ثم حصروه على بعض النشاطات المضحكة و أصحابه الجديرين لا نتوقف أن ننسب إليهم وترا خامسا في قاموسهم الكبير الذي جعل للحياة نمطا و زاد فيها رونقا و بهاء و مع ذلك لا يعترفون بها إجحافا و إنقاصا من قدر الثقافة العالية التي أبرزها "زرياب" مثلا و الذي لا أعتقد أننا نعرف عنه الكثير إلا وتره الخامس أو الموشحات وربما الغناء الجميل و فقط.
زرياب ...... واضع أسس الأكل الراقي من تنظيم الأطباق إلى الملاءات حتى تقديم المقبلات على الوجبات و مؤسس فكر الألوان و الأوزان بين الخريف و الشتاء للألبسة و صانع الديكور و مفرق الرتب بالألبسة و كثير من الأفكار الفنية الراقية.....
وما عجبت منه أن معظم إن لم أقل جل الذاكرين للسيد من العرب قد وضعوه مغنيا و مطربا و لم يكادوا أن يذكروا ميزاته الأخرى و كأنني أكاد أجزم أن "الفن" عند العرب لم تتغير ملامحه منذ الأزل وبقى عندهم وتر خامس......... و ما زاد في قلبي حرقة هو المعلومات الباهرة التي سردها المؤرخون من الفرنسيين و الأسبان حول هته الشخصية المبدعة و التي علمت أجيالا من الأوربيين الذين كانوا لا يحسنون الأدب و نمط العيش الراقي.
ها نحن اليوم نظلم الفن باسم الغناء و الطرب و حين يتعلق الأمر بالإبداع و الرسم الجميل و المسرح الهادف و الإيماءات المعبرة و العمارة الجميلة و الرقي الأدبي والبرامج الهادفة ..... فلن تجد لها ذكرا أو سبيلا لا في عقول الشباب المتحضر و لا في دور الثقافة المبتورة علما و هيكلا.
و لن أدخل في تعريفات قد تطورت عبر الأزمنة و مفاهيمها تبلورت على النحو الصحيح عند الأمم المتقدمة لأنها تزيدني حصره على "الفن" الذي يتغنى به أصحابه اليوم في بلدي و حين النطق به لن يختلف اثنان على أنه طبل و مزمار و إن تقدم به المسير يقتنون بعض الرقص المهين و يمدحونه على انه فن الأمم و سفير الخير و السلام و يبعثون مغنيا أو راقصا ليمثل أمة و ثقافتها كعربون صداقة و محبة .......عجبا.
الفن......... تطلع روحي – رقي للإنسانية الغائبة و المغيبة – إبداع نافع و تحرر موزون لما هو أسمى من جسد – اشراقة النفس......و معهم كل الحق الذين فسروه على انه من جنس الحيوان وان كنت أشك في ترجمتهم للأمر لأننا لم نعد نفرق بينه و بين الحيوانية المجردة.
ترى كيف ترون الفن يكون ؟؟؟ أو أنه يجب أن لا يكون ؟؟؟
السلام عليكم
إن ..........و لو أن الخبراء و العارفين بفنون الكتابة لطالما نصحوني بعدم بدأ الكتابة بــ"إن" و أخواتها إلا أنني تعمدت بداية الحديث بها و ليسمحوا لي خطئي هذا فأنا مازلت بعد أبحث عن الوتر السادس ........
إن الفن في أيامنا هذه قد أصبح لا يصاغ إلا على ضرب الطبول و الوشم على السواعد و الصدور و إقامة الحفلات و السهرات و لم يسلم المسكين أيضا من إدراجه ثقافتا للتمثيل الساقط و الكلمات الهزيلة في بعض الغناء أو كله
هذا الفن الذي رسموه ضيقا و حاصروه ثم حصروه على بعض النشاطات المضحكة و أصحابه الجديرين لا نتوقف أن ننسب إليهم وترا خامسا في قاموسهم الكبير الذي جعل للحياة نمطا و زاد فيها رونقا و بهاء و مع ذلك لا يعترفون بها إجحافا و إنقاصا من قدر الثقافة العالية التي أبرزها "زرياب" مثلا و الذي لا أعتقد أننا نعرف عنه الكثير إلا وتره الخامس أو الموشحات وربما الغناء الجميل و فقط.
زرياب ...... واضع أسس الأكل الراقي من تنظيم الأطباق إلى الملاءات حتى تقديم المقبلات على الوجبات و مؤسس فكر الألوان و الأوزان بين الخريف و الشتاء للألبسة و صانع الديكور و مفرق الرتب بالألبسة و كثير من الأفكار الفنية الراقية.....
وما عجبت منه أن معظم إن لم أقل جل الذاكرين للسيد من العرب قد وضعوه مغنيا و مطربا و لم يكادوا أن يذكروا ميزاته الأخرى و كأنني أكاد أجزم أن "الفن" عند العرب لم تتغير ملامحه منذ الأزل وبقى عندهم وتر خامس......... و ما زاد في قلبي حرقة هو المعلومات الباهرة التي سردها المؤرخون من الفرنسيين و الأسبان حول هته الشخصية المبدعة و التي علمت أجيالا من الأوربيين الذين كانوا لا يحسنون الأدب و نمط العيش الراقي.
ها نحن اليوم نظلم الفن باسم الغناء و الطرب و حين يتعلق الأمر بالإبداع و الرسم الجميل و المسرح الهادف و الإيماءات المعبرة و العمارة الجميلة و الرقي الأدبي والبرامج الهادفة ..... فلن تجد لها ذكرا أو سبيلا لا في عقول الشباب المتحضر و لا في دور الثقافة المبتورة علما و هيكلا.
و لن أدخل في تعريفات قد تطورت عبر الأزمنة و مفاهيمها تبلورت على النحو الصحيح عند الأمم المتقدمة لأنها تزيدني حصره على "الفن" الذي يتغنى به أصحابه اليوم في بلدي و حين النطق به لن يختلف اثنان على أنه طبل و مزمار و إن تقدم به المسير يقتنون بعض الرقص المهين و يمدحونه على انه فن الأمم و سفير الخير و السلام و يبعثون مغنيا أو راقصا ليمثل أمة و ثقافتها كعربون صداقة و محبة .......عجبا.
الفن......... تطلع روحي – رقي للإنسانية الغائبة و المغيبة – إبداع نافع و تحرر موزون لما هو أسمى من جسد – اشراقة النفس......و معهم كل الحق الذين فسروه على انه من جنس الحيوان وان كنت أشك في ترجمتهم للأمر لأننا لم نعد نفرق بينه و بين الحيوانية المجردة.
ترى كيف ترون الفن يكون ؟؟؟ أو أنه يجب أن لا يكون ؟؟؟