المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشعوذون ...... مشكلة اجتماعية مقلقة


*الحواس*
2010-01-27, 20:10
بنوع من الإندهاش و الرهبة حدثني عن ذلك المبروك الذي يتحدث مباشرة مع المخلوقات الخفية فتخبره عن حاضرك و مستقبلك و ليثبت لي صدق مقاله اصطحبني إلى ذلك المبروك في أحد أحياء حلب الشعبية و حيث كان محاطا بعدد من مجالسيه المؤمنين بخوارقه و قدرته على مخاطبة الجن مباشرة
تطلع بي الرجل و قال :‏

يجب أن تكون مؤمنا بقلبك بقدراتي و إلا لن استطيع احضار الجن لأنهم لن يحضروا إذا كان في المجلس من لا يؤمن بقدراتي‏

أكدت له أنني مؤمن بقدراته و سمعت عن خوارقه الكثير و عندها باشر حركاته و طقوسه وسط رهبة الحاضرين ثم تطلع بي و قال‏

اخبرني اخوتي غير المرئيين أنك تنوي شراء سيارة ........ هل هذا صحيح أم لا ؟‏

تبسمت و قلت يا سيدي كل مواطن هذه الأيام يحلم بشراء سيارة هذه ليست جديدة .... قل لهم أن يخبروك غيرها‏

بنوع من الإنزعاج عاد ليعيد طقوسه ثم قال‏

اخبروني أن هناك من يكرهك و يطعن في ظهرك و يتمنى الشر لك‏

تبسمت ثانية و قلت كل إنسان يا سيدي يوجد من يحبه و يكرهه هذه أيضا ليست جديدة هات غيرها‏

بدا الإنزعاج عليه و أعاد طقوسه و قال‏

اخبروني أنك تنتظر رسالة تفتح لك سكة سفر للعمل و ....‏

فقاطعته و قلت :‏

هذه العبارة تقولها عادة فاتحات فناجين القهوة كما انني لا انتظر اي تاشيرة سفر لانني لا افكر بالسفر ... هات غيرها‏

عندها انتفض المبروك و صاح بحدة‏

اخوتي غير المرئيين غضبوا و غادروا لانك قاطعتهم ... غادر مجلسي في الحال ,و هكذا كان ذلك الخارق يطرح عموميات على انها منقولة عن المخلوقات غير المرئية وعلى السذج إلا أن يتوهموا أنها خوارق منه .‏

ثمة دراسات ظهرت مؤخرا تؤكد ان العرب يصرفون ملايين الدولارات بل مليارات الدولارات سنويا على الخزعبلات و المشعوذين و ان أربعين بالمئة على الأقل من قاصدي المشعوذين هم من المتعلمين و المثقفين و ما ينسحب على العرب ينسحب علينا في حلب حيث تزدهر اسواق حلب بالدجالين و المشعوذين و مدعي السحر و مخاطبة الجن و سبق و ذكرنا حكاية الرجل الذي يداوي الأمراض بالعض و هناك حكايات كثيرة عن كتبة "الحجيبات" و معالجي العقم و دائما هناك من يؤمن بقدرات هؤلاء و يدفعون لهم المبالغ الكبيرة و بما يشكل بالمحصلة مشكلة اجتماعية كبيرة‏

لقد حرم الشرع تحريما قاطعا ممارسة الشعوذة و ادعاء السحر و امر الله سبحانه بأن نتبع سبل العلم و المعرفة و محاكمة الامور بالمنطق و من ذلك قوله تعالى : (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) و ما نرى الذين يسارعون للمشعوذين و الدجالين إلا من الذين وصفهم تعالى( بالذين لا يعلمون ).‏

في الوقت الذي صرنا فيه نتعامل بالهواتف الخلوية و الانترنت و نركب السيارة الحديثة و نلهث ليدخل أولادنا الجامعات يزداد استغرابنا و نحن نرى الكثيرين منا يتجاهلون الحقائق و يطلبون الخزعبلات من المشعوذين ..... !‏

ألم نقل أنها مشكلة اجتماعية مقلقة !!!‏