تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قائمة مواضيع الثقافة العامة للبحث


only
2010-01-27, 19:34
السلام عليكم
هذه قائمة ببعض مواضيع العامة في مسابقات التوظيف ارجوا منكم المساعدة بها
1- اقتصاد السوق والسياسة الاجتماعية
2- العولمة
3- التكنولوجيات الحديثة
4- الاعلام والمواطن
5- التطور والمحيط
6- الاوبيك رهانات سياسية واقتصادية
7- البطالة وسياسة التوظيف في الجزائر
8- المؤسسات السياسية في الجزائر
9- المؤسسات النقدية في الجزائر
10- البيئة والتنمية المستدامة
11- الارهاب
12- الحوار شمال جنوب
13- الحوار جنوب - جنوب
14-

tarek_198050
2010-01-27, 20:34
يا أخي ابحث في قوقل ستجد فيه كل شيء وأنا أرى أنه لابد للموقع أن يترشح ليكون أعجوبة من أعاجيب الدنيا.تحياتي

didodroit
2010-01-27, 20:57
في بعض الأحيان لا توجد إجابة في قوقل

amiraaa
2010-01-27, 21:11
يا أخي ابحث في قوقل ستجد فيه كل شيء وأنا أرى أنه لابد للموقع أن يترشح ليكون أعجوبة من أعاجيب الدنيا.تحياتي
c vraiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii 100 pr 100.

tarek_198050
2010-01-27, 21:35
في بعض الأحيان لا توجد إجابة في قوقل


أعرف كيف تبحث وستجد المعلومة
كن متأكدا

سحواج
2010-01-28, 09:20
البطالة كذلك ، هي من بين المواضيع المطلوبة غالباً

الخنساء
2010-01-28, 21:42
في المنتدى يوجد تقريبا جل المواضيع فقط ابحث

Bosri1307
2010-01-31, 14:39
تعريف إقتصاد السوق:
يسمى كذلك بالاقتصاد الرأسمالي ، ويقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والمبادرة الفردية ويخضع لتفاعل العرض والطلب داخل السوق.
إن المؤسسات الثلاثة الرئيسية اللازمة لـ"البنية التحتية الخفيفة" في اقتصاد السوق هي: النظام القانوني، ونظام المحاسبة، والمواقف الثقافية. هذه المؤسسات، إذا ما اجتمعت سوية، فهي أشبه بكرسي بثلاثة أرجل، حيث أن أي ضعف أو قصر في إحداها سيقلل من استقرار الكرسي إلى حد كبير.
Ii- تعريف اقتصاد السوق الاجتماعي:
أحسن المصطلحات والشعارات لا تعني شيئاً، إذا لم تؤكد الممارسة مصداقيتها.
واليوم في إطار الصراع الجاري مع قوى السوق الكبرى التي تريد سوق فوضى تسميها «بالحرة»، يأتي مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي ليفتح إمكانية، مجرد إمكانية، للقوى المناهضة لأخطار السوق الحرة، كي تمنع حدوث كارثة إذا أحسنت تنظيم قواها وعبأت قوى المجتمع معرفياً وسياسياً في الاتجاه الصحيح.
وبعبارة أدق، إن مصطلح اقتصاد السوق الاجتماعي، ليس تعويذة قادرة بلمسة ساحر على إيقاف قوى السوق الكبرى المنفلتة والمتوحشة والمرتبطة بقوى السوق العالمية، فالشكل النهائي والملموس له ستحدده على الأرض محصلة صراع القوى الاجتماعية المختلفة، والذي يجري في بيئة إقليمية وعالمية غير ملائمة مؤقتاً للقوى النظيفة في جهاز الدولة والمجتمع.
لذلك فإن وضوح صياغة المفاهيم، وإيجاد أشكالها التطبيقية على الأرض سيرتدي أهمية كبيرة بالنسبة لمآل الصراع الجاري في البلاد حول آفاق التطور اللاحق.
من هنا تأتي أهمية الإجابة الدقيقة والواضحة عن الأسئلة التالية:
1- ماهي علاقة اقتصاد السوق، حتى لو كان اجتماعياً، بأشكال الملكية المختلفة (خاص، دولة، عام، الخ)؟
يحاول البعض أن يتنصل من هذا الموضوع، كي يبقى الطابع الاجتماعي لاقتصاد السوق معوماً؟ والمقصود بالاجتماعي هو: مصالح أية فئة اجتماعية يجب أن يخدم في ظل وجود مصالح متناقضة في المجتمع مستحيلة التوافق فيما بينها؟ أي بكلام آخر كيف يجري توزيع الدخل الوطني في المجتمع؟ وفي نهاية المطاف ما هي العلاقة بين الأجور والأسعار؟
لذلك يبقى الكلام عن اقتصاد السوق الاجتماعي بلا معنى، إذا لم يلامس أشكال الملكية التي تؤثر على طريقة توزيع الدخل، من هنا يصبح واضحاً أن أي تراجع لدور الدولة وأشكال ملكيتها هو خطوة إلى الوراء موضوعياً فيما يخص العدالة الاجتماعية، حتى لو كان هذا الدور من خلال ما ينتجه من قيمة مضافة يجري حتى الآن ليس لصالح الجماهير الشعبية، فهذا الدور هو شرط ضروري للعدالة الاجتماعية ولكنه غير كاف إذا لم يرافقه ضرب لمواقع الفساد يسمح
بإعادة توزيع عادلة، وغني عن البيان أن التراجع عن هذا الشرط الضروري يطيل المسافة نحو العدالة الاجتماعية.

2- ما هي علاقة اقتصاد السوق الاجتماعي بدرجة التحكم أو العفوية في الاقتصاد؟
من المعروف أن الاقتصاد الآن هو في أحسن الأحوال اقتصاد سوق مشوه، وهذا يعني أن درجة التحكم فيه منخفضة بغض النظر عن الإعلانات المختلفة حول دور الدولة المركزي سابقاً، وهذا يعني أن درجة عفوية فعل قوانين السوق عالية، والسير إلى الأمام يتطلب تخفيف التشوه وصولاً إلى إزالته لا زيادته، مما يتطلب زيادة درجة التحكم الواعي الذي يتطلب دوراً جديداً للدولة، كما يتطلب تخفيض مساحة عفوية فعل قوانين السوق التي تنعش وتقوي قوى السوق الكبرى، وهذا إن حصل سينعكس إيجابياً على و تائر النمو التي تتطلب موارد يجب توجيهها نحوه بشكل واع، كما يتطلب تغيير معادلة الأجور والأرباح بشكل واع وعقلاني نحو تحقيق العدالة الاجتماعية مع كل ما يتطلبه ذلك من تحكم بالأسعار والضرائب والاستثمار وإزالة الفساد.

3- ما محتوى اقتصاد السوق الاجتماعي بعلاقة الاقتصادي والاجتماعي؟
حتى الآن يحمّل البعض انخفاض الفعالية الاقتصادية لنشاط الدولة لأعبائها الاجتماعية، والواقع أن العبء الاجتماعي هو دور وواجب للدولة، لا مبرر لوجودها دونه في العالم المعاصر، ولكن السؤال: كيف يجب ممارسة هذا الدور؟
إن رفع الفعالية الاقتصادية على مستوى المنشأة عبر القضاء على النهب والفساد و الهدر، سيؤمن تلك الفوائض الضرورية لممارسة الدولة لدورها الاجتماعي في التعليم والصحة والثقافة.. إلخ.. التي هي مجالات للاستثمار البعيد المدى وليست استهلاكاً لا تقوى الدولة عليه. وخلاصة القول إن قوى السوق الكبرى تريد تخفيض دور الدولة الاقتصادي، وبالتالي الاجتماعي، لتصبح لا دولة، كي تبني دولتها الحامية لانفلات قوى النهب والفساد، ولكن هذه المرة بشكل مقونن ومشروع حقوقياً.

4- وأخيراً: ما وضع قوة العمل في السوق الاجتماعي؟
من المعروف أن مكونات السوق هي البضائع و الرساميل وقوة العمل، وأنصار السوق الحرة يريدون تحرير سوق البضائع و الرساميل، وإبقاء سوق قوة العمل مقيدة، بالمعنى الاقتصادي: حيث تثبيت الأجور، وبالمعنى السياسي: حيث منع أية مطالبة بالحقوق بأي شكل كان. إن اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يحرر البضائع و الرساميل من كل قيد ويبقي قوة العمل مقيدة هو اقتصاد سوق أكثر تشوهاً من الذي عرفناه، وهو ينقلنا عملياً إلى دكتاتورية الرساميل، لذلك يصبح تحرير قوة العمل أجراً وحقوقاً هو الشرط الضروري لاقتصاد سوق اجتماعي متوازن.

Iii- السياسة الاجتماعية واقتصاد السوق الإجتماعي:
إن درجة عمق الدور الاجتماعي لاقتصاد السوق الاجتماعي سيحدده عوامل موضوعية لها علاقة بدرجة استعداد المجتمع من جهة للدفاع عن حقوقه و من جهة أخرى قدرة جهاز الدولة على استيعاب ضرورات الجانب الاجتماعي
من التطور وإيجاد الآليات والموارد المختلفة الضرورية له.
وعن مشكلة الموارد تحديداً لتأمين الدور الاجتماعي للدولة، وإمكانية تأمينه ومصادر هذه الموارد سيتحدد مصير العملية الاجتماعية كلها.
إذ أن حجم الموارد الضرورية، هي قضية مرتبطة بنهاية المطاف بطريقة تأمينها وتوجيهها بالاتجاه الصحيح.
وهذه القضية لا يمكن أن تخرج خارج إطار الصراع الاجتماعي بين الأجور والأرباح، إذن فتناسب القوى الاجتماعية والبرامج الملموسة التي تعبر عنها هي التي ستحدد مآل هذه العملية في نتائجها.
وفي حال تم تحقيق الجانب الاجتماعي وتلبية حاجاته، فستنفتح الآفاق للعملية الاقتصادية نفسها كي ترتقي إلى مستوى أعلى نوعياً مما كانت عليه. وفي حال لم يتحقق ذلك، ستدور العملية الاقتصادية في حلقة مفرغة باتجاه التباطؤ التدريجي وانخفاض نسب النمو وتحولها إلى نسب سلبية مع ازدياد تدهور كل المؤشرات التي لها علاقة بالوضع المعاشي والاجتماعي.
لذلك لابد من دراسة بعض جوانب هذه العملية واحتمالاتها المختلفة في ظل الخيارات والآراء. سنتناول في البحث المواضيع التالية:
1- مشكلة مستوى المعيشة وطرق حلها: حسب دراسة مسح دخل ونفقات الأسرة 2004 هناك 3.5 مليون شخص أو 30% من السكان تحت خط الفقر، وكشفت علاقة الفقر بروابط التعليم والنوع لاجتماعي و التوزع الجغرافي ولكنها لم تستطع أن تكتشف الرابط المركزي للفقر.
إن الشعبوية بعينها هي التي تطلق شعارات براقة بحجة محاربة الفقر وغيره ولكن تخفي في طياتها حين البحث والتمحيص ديماغوجية اقتصادية تستخدم لغة شعبوية للتطمين.
إن قضية مستوى المعيشة حين المعالجة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
- خط الفقر المقترح دولياً شيء، والحد الأدنى لمستوى المعيشة الضروري الذي يضمن الحد الأدنى للكرامة الإنسانية شيء آخر.
- إن قضية انخفاض مستوى المعيشة تخلق توتراً اجتماعياً غير مسموح باستمراره في جو المخاطر الإقليمية والتي يفرضها تغير الوضع الدولي في العقد الأخير، إذا كنا نريد الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى إرادة المواجهة.
- المشكلة الأساسية تكمن في استحالة حل قضية مستوى المعيشة ضمن آجال منطقية تفرضها حساسية الوضع السياسي الحالي، دون إعادة النظر في العلاقة جذرياً بين الأجور والأرباح، وهي قضية خرجت بالتالي من دائرة مفهوم العدالة الاجتماعية البحتة إلى دائرة الأمن الوطني.
- من كثرة استخدام مصطلح الحد الأدنى لمستوى المعيشة، تراءى للبعض أن الوصول إليه هو هدف بحد ذاته، بينما المقصود أن يتحول هذا الحد الأدنى إلى مقياس لدراسة مستويات المعيشة الأخرى وخاصة الحد المتوسط للمعيشة الذي يجب أن تذهب الجهود باتجاه .
- يجب أن تبحث جدياً قضية الآجال الضرورية لحل مشكلة مستوى المعيشة ليس من زاوية الممكن ضمن الإحداثيات الاقتصادية الاجتماعية المشوهة الحالية وإنما انطلاقاً من الضرورات السياسية الاجتماعية التي تفرضها حدة المعركة التي تدور حول البلاد وفيها، وأعتقد أن حل هذه المواضيع يجب أن يتم حتى ضمن آجال متوسطة فقط لا غير من 5 إلى 10 سنوات كحد أقصى، فالشعوب تستحق أن تتمتع بثروات وخيرات بلدانها وأن لا تؤجل القضية إلى الأحفاد دون ضمانات حقيقية.
- إن انخفاض مستوى المعيشة يخلق سلسلة من المشاكل المشتقة منه وأولها الفساد والانحرافات الاجتماعية واستنزاف قوى العمل و انخفاض الإنتاجية وابتعاد الرساميل عن الاستثمار الحقيقي المنتج نتيجة انخفاض القوة الشرائية في المجتمع.
والسؤال هل لدينا حلول أخرى حقيقية وقابلة للتطبيق؟
نعم لدينا:
- لا يوجد هناك حل إلا حل قضية الحد الأدنى للأجور و رفعهما يتماشى واقتصاد السوق.

2- البطالة:
يجب تحديد مشروع لتخفيض معدل البطالة إلى أقصى حد ممكن لتخفيض حدة التوتر الاجتماعي الذي تسببه ظاهرة خطيرة كالبطالة.
نعتقد أن هذا الموضوع يندرج أيضاً ضمن مفهوم الأمن الاجتماعي الذي يتطلب حله الالتزام بآجال متوسطة المدى. فالبطالة إلى جانب كونها قوى وثروة مهدورة فهي تخلق بؤر توتر اجتماعي يسبب توسع دائرة المهمشين.
فهل هناك حلول عملية واقعية للموضوع في الظرف الحالي؟. إن البحث العلمي الجاد يؤكد أنه يمكن إيجاد حلول
إن حل مشكلة البطالة يتطلب التوسع في الاستثمار وتوسيع القاعدة الاقتصادية.

3- الدعم الحكومي:
ليس هنالك دولة في العالم لا تقدم الدعم لجهات اعتبارية أو فردية، ويخدم الدعم في النهاية أهداف سياسية اقتصادية واجتماعية.
فالبقرة في أوروبا تحظى بدعم يومي قدره 2.5 دولار أما في اليابان فوضعها أحسن إذ تحظى بـ 7.5 دولار يومياً، (المفارقة مع حد الفقر الأدنى).
أما الولايات المتحدة ذات الاقتصاد الحر فتدعم مزارعيها، وأوروبا يشكل مجموع الدعم الزراعي 30% من قيمة الإنتاج النهائي.
إن معزوفة أن يذهب الدعم إلى مستحقيه ولإعادة النظر تحمل في طياتها خطر أن يتبخر الدعم عن مستحقيه وغير مستحقيه.
إن سياسة الدعم يجب أن تعتمد على فكرة أن الدولة لا يجب أن تقوم بدور الجابي والتاجر بقدر ما تقوم بدور الضامن للأمن الاجتماعي وللاستقرار السياسي.
إن السياسة الاجتماعية الصحيحة هي التي توجه السياسات الاقتصادية ضمن منظور أولويات وأهداف محددة على
أساس آجال زمنية مدروسة تفرضها ضرورات الواقع الإقليمي والمحلي.
العولمة
مقدمة :
منذ أوخر القرن العشرين أصبحت العولمة تفرض نفسها .
- ما هو مفهوم العولمة ؟ و ما هي جذورها التاريخية ؟ و ما هي ظروف انتشارها ؟
- ما هي التحديات الراهنة للعولمة ، و أساليب مواجهتها ؟
العولمة : مفهومها ، جذورها التاريخية ، و ظروف انتشارها
تتعدد أشكال العولمة :
* العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية بين مختلف دول العالم . و بالتالي سهولة حركة الأفراد و البضائع و رؤوس الأموال و الخدمات و المعلومات .
* تتخذ العولمة المظاهر الآتية :
- العولمة الاقتصادية القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق، و المنافسة، و هيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية، والمؤسسات الاقتصادية الدولية .
- العولمة السياسية التي تتميز بالقطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، و نهج الديمقراطية السياسية ، و احترام حقوق الإنسان .
- العولمة الاجتماعية و الثقافية التي تتمثل في انتشار العادات و الثقافة الغربية .
- العولمة التقنية التي تتجلى في بروز ظاهرة القرية العالمية، و تقليص المسافات، و تخطي الحدود الجغرافية
مر التطور التاريخي لظاهرة العولمة بمراحل متلاحقة :
* في الحقبة القديمة : توسعت الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر المتوسط انطلاقا من إيطاليا ، و فرضت هيمنتها السياسية و الاقتصادية ، و نشرت حضارتها و ثقافتها .
* في الحقبة الوسيطية : قامت الإمبراطورية البيزنطية مقام الدولة الرومانية فسارت على نفس النهج . في نفس الوقت انطلقت الفتوحات الإسلامية من الحجاز لتمتد إلى عدة بلدان و مناطق في آسيا و إفريقيا و أوربا .
* في الحقبة الحديثة : نظم الأوربيون الاكتشافات الجغرافية ، و أقاموا مستعمرات . فتحول ثقل التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي ، و انطلقت الهجرات السكانية الكبرى نحو العالم الجديد. وتعزز التفوق الأوربي بحدوث الثورة الصناعية .
* في الحقبة المعاصرة : دخلت الدول الرأسمالية مرحلة الإمبريالية ، فتوسعت الحركة الاستعمارية ،و قامت الحرب العالمية الأولى والأزمة الإقتصادية 1929 و الحرب العالمية الثانية . و بعد ذلك انقسم العالم إلى كتلتين : شرقية اشتراكية و غربية رأسمالية ، وتحررت المستعمرات .
ساهمت بعض العوامل في انتشار ظاهرة العولمة :
- انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية ، وتفكك الإتحاد السوفياتي ؛ و بالتالي نهاية نظام القطبية الثنائية ( الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي ) وظهور النظام العالمي الجديد القائم على أحادية القطب ( الولايات .م . الأمريكية )
- تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية و على رأسها الشركات الأمريكية.
- إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تهدف إلى تحريرالمبادلات عبر أرجاء العالم .
- الثورة المعلوماتية ، و تطور وسائل الاتصال و الإعلام و المواصلات .
العولمة : التحديات الراهنة ، وأساليب مواجهتها :
في ظل العولمة ، تواجه البلدان النامية تحديات في مختلف الميادين :
- في المجال الاقتصادي : ضعف الرأسمال الوطني و موارد الدولة ، و حدة المنافسة الأجنبية ، و التبعية الاقتصادية .
- في المجال الاجتماعي : الفقر، البطالة ، الأمية ، الفوارق الطبقية الكبيرة ، الهجرة القروية ، الهجرة السرية .
- في المجال الثقافي و الحضاري : فقدان الهوية الوطنية و غزو النماذج الغربية .
- في المجال السياسي : استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية و حقوق الإنسان .
- في المجال البيئي : استنزاف الموارد الطبيعية ، التقلبات المناخية ، التلوث ، الانحباس الحراري .
يمكن اقتراح بعض التدابير للتغلب على هذه التحديات :
- خلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث .
- إقامة شراكة مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي و مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
- توفير الظروف الملائمة للاستثمار .
- إعادة هيكلة الاقتصاد لمواكبة متطلبات السوق الدولية .
- تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، و تقليص الفوارق الطبقية.
- رد الاعتبار للثقافة و الحضارة المحليتين .
- ترشيد استغلال الموارد الطبيعية ، و المحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة .
خاتمة
تكرس العولمة تزايد الهوة بين دول الشمال و دول الجنوب . لهذا ظهرت منظمات غير حكومية مناهضة لها من بينها المنتدى الاجتماعي العالمي و حركة أطاك .

Bosri1307
2010-01-31, 14:44
أوبــــــــك
i- مقدمة:
في مطلع الخمسينيات عمَّ العالم رخاء اقتصادي وقد أدى هذا الرخاء إلى زيادة استهلاك العالم من البترول ومشتقاته، كما أن البترول ارتفعت كمياته ونسبته كمصدر للطاقة. وفي عام 1951 وضعت حكومة الولايات المتحدة قيودا شديدة على استيراد البترول الخام من خارج الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى فإن كلفة إنتاج البترول في الولايات المتحدة عالية جداً، مما يجعل البترول الأمريكي غير قادر على منافسة البترول المستورد من خارج الولايات المتحدة. لقد دفع هذا شركات البترول الأمريكية لأن تفتش لها عن أسواق خارج الولايات المتحدة، فاتجهت نحو الأسواق الأوربية، ونتيجة لذلك تدهورت أسعار البترول في الأسواق الأوربية.هذا بالإضافة إلى أن بترول الاتحاد السوفيتي بدأ ينافس بترول الشركات الأمريكية في أسعاره المنخفضة. كل هذا حدا بشركات البترول إلى تخفيض أسعار البترول الخام. وكان هذا هو السبب الرئيس الذي دعا الحكومة العراقية إلى عقد مؤتمر للدول المصدرة للبترول في بغداد. وقد تمخض هذا المؤتمر عن قيام منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك). ومن العوامل التي أدت إلى تأسيس المنظمة أيضا انبثاق فكرة إنشاء المنظمة من المؤتمر العربي الأول للبترول الذي عقد سنة 1950 في القاهرة، وفي هذا المؤتمر درست فكرة إنشاء منظمة بترولية تجمع شمل الدول العربية المنتجة للبترول. ولقد تعززت هذه الفكرة وبرزت بصورة أوضح في مؤتمر البترول العربي الثامن الذي عقد في القاهرة أيضا سنة 1959 حيث دعيت لهذا المؤتمر وفود من فنزويلا وإيران للمشاركة فيه. وتبلورت في هذا المؤتمر فكرة إنشاء منظمة أوبك ،كما أدى انتشار الوعي البترولي إلى قيام هذه المنظمة، إذ انتشر هذا الوعي في الفترة الواقعة ما بين سنة 1950 ـ 1960 بين الدول المنتجة وأوساط شعوبها مما أدى إلى إيقاظ الرأي العام في هذه البلدان، وتنبهت لأهمية هذا القطاع الحيوي وضرورة الاستفادة من عائداته إلى أقصى حد ممكن من مشاريع التنمية الاقتصادية. كذلك تنبهت إلى وجوب الحدّ من جشع شركات البترول التي كانت تستأثر بحصة الأسد من عائدات البترول وقد كان ذلك الوعي من أهم الحوافز التي أدت إلى صون مصالح الدول المنتجة للبترول على الرغم من فروق المسافات و اختلاف أنظمة الحكم بين الدول المعنية.
Ii- تأسيسها:
تأسست منظمة أوبك يوم 14 سبتمبر/أيلول 1960 بمبادرة من الدول الخمسة الأساسية المنتجة للنفط: السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا في اجتماع عقد بالعاصمة العراقية بغداد. وبذلك أصبحت أوبك أهم منظمة أنشئت من طرف الدول النامية لرعاية مصالحها. وكان السبب الأساسي لهذه المبادرة هو التكتل في مواجهة شركات النفط الكبرى. وانضمت قطر لهذه المنظمة عام 1961، ثم إندونيسيا وليبيا عام 1963، والإمارات والجزائر 1967، ونيجيريا 1971، والإكوادور و الغابون 1973، إلا أن الدولتين الأخيرتين انسحبتا على التوالي عامي 1992 و1996، ولذلك فإن المنظمة تضم حاليا إحدى عشرة دولة ومقرها في العاصمة النمساوية فيينا.
Iii- تاريخها وأهم المحطات التي مرت بها:
1- حاولت منظمة أوبك عام 1965 أن تؤثر على أسعار النفط الخام وذلك بتحديدها لسقف زيادة الإنتاج، وحددت لكل دولة حصة إلا أن الدول الأعضاء لم تلتزم بذلك. وفي يناير/كانون الثاني 1968 أي بعد حرب الأيام الستة، تمكنت المنظمة من إيجاد اتفاق مع الشركات الغربية يقضي بنزع الخصم على سعر البيع.
2- في مؤتمر المنظمة في فبراير/شباط 1971 اضطرت الشركات النفطية إلى التخلي عن عقودها التقليدية الثنائية وتوقيع اتفاق جماعي يرفع من الأسعار، ووضع برنامج للسعر لستة سنوات.
3- في أكتوبر/تشرين الأول 1973 تم التوصل إلى اتفاق في وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران واتبعهما في ذلك باقي الدول، ودخل سلاح النفط المعركة العربية الإسرائيلية وأقيم حصار على الدول المؤيدة لإسرائيل.
• وقد تمثل استخدام سلاح النفط يومها في إجراءين رئيسيين: تخفيض إنتاج النفط وصادراته.
4- فرض حظر على تصدير النفط العربي إلى الولايات المتحدة الأميركية نتيجة لدعمها غير المشروط لإسرائيل في المجالات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وشمل هذا الحظر أيضا هولندا لمواقفها المنحازة لإسرائيل.
5- من المحطات المهمة أيضا في السبعينيات صدمة البترول عام 1979 الناتجة عن قيام الثورة الإسلامية في إيران وتوقف الصادرات العراقية مما أدى إلى زيادة كبيرة في سعر البرميل ليصل في بعض الأحيان إلى 40 دولارا للبرميل. وفي نفس العام نشبت الحرب العراقية الإيرانية.
6- وفي مارس/آذار 1982 تم تحديد أول سقف للإنتاج من طرف منظمة أوبك، إلا أن الدول الأعضاء لم تلتزم به تماما.
7- في أكتوبر/تشرين الأول 1984 تم تقليص نصيب كل دولة منتجة من دول أوبك.
8- في يناير/كانون الثاني 1985 انخفضت الأسعار ولم تكن هناك أسعار رسمية، وضعف التنسيق بين دول المنظمة والدول غير الأعضاء.
9- في أبريل/نيسان 1988 اجتمعت الدول الأعضاء في المنظمة مع منتجين للنفط خارج المنظمة (أنغولا والصين وكولومبيا ومصر وماليزيا والمكسيك وعمان)، لكن لم يكن هناك اتفاق محدد.
10- في أغسطس/آب 1990 اندلعت حرب الخليج وفرض الحظر التجاري على العراق من طرف الأمم المتحدة، ولذلك تم إقصاء العراق من سقف الإنتاج المحدد من طرف المنظمة.
11- في نوفمبر/تشرين الثاني 1997 اجتمعت دول أوبك في جاكرتا ورفعت إنتاجها بنسبة 10% دون أن تأخذ بعين الاعتبار الأزمة الآسيوية، مما أدى إلى انهيار أسعار النفط بنسبة قدرها 40%.
Iiii- أهدافها:
1- تنسيق السياسة النفطية بين الأعضاء.
2- العمل على رفع أسعار البترول واستقرارها في السوق الدولية.
3- مواجهة الإحتكارات الأجنبية في السوق الدولية للبترول.
4- العمل على ضمان دخل ثابت من البترول لدول المنظمة وحقوقها.
5- العمل على الحصول على تكنولوجيا التكرير من الدول المتقدمة.
6- وضع حد لنشاط الشركات الأجنبية داخل دول المنظمة أو على الأقل مراقبة نشاطها.
وتتلخص الوسائل التي عملت المنظمة على تقريرها وتنفيذها لتحقيق هذه الأغراض في:
1- التمسك بمبدأ تحقيق الربح وجعل الأسعار المعلنة الأساس في تحديد صافي الربح.
2- وقف استخدام الشركات لطريقة الخصومات.
3- تقنين الإنتاج.
4- إنشاء اتحاد بين شركات البترول الحكومية في الدول الأعضاء.
Vi- العوامل المؤثرة في أسعار النفط:
1- السياسة النفطية للدول المصدرة والمستهلكة على سواء.
2- العوامل المناخية في و م أ.
3- الأزمات الدولية خاصة القريبة من مناطق الإنتاج الرئيسية مثل منطقة الشرق الأوسط.
4- حجم احتياط و م أ ودول أوربا من البترول.
Vii- الإنسجام بين دول أوبك:
أما على مستوى الانسجام بين دول أوبك في ما بينها فإنها ترى ضرورة تخفيض الإنتاج، ونجد ذلك على لسان الأمين العام وفي مواقف فنزويلا وليبيا وكذلك السعودية، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأ الحديث عن تخفيض لإنتاج النفط تخفيضا مشروطا إذ يراعي من جهة نمو الاقتصاد العالمي وتجاوب الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك من جهة أخرى.
وإذا تعلق الأمر بمواقف الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك فإنها تختلف من دولة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال ترى المكسيك أنها ستخفض إنتاجها هذا العام بمعدل 100 ألف برميل يوميا طالما استمرت أوبك في خفض إنتاجها مع بقية المنتجين. ومن الأمثلة أيضا على مواقف الدول غير الأعضاء نذكر أيضا أن النرويج لا تمانع في خفض إنتاجها من حيث المبدأ للحفاظ على استقرار الأسعار وعدم انهيارها، إلا أنها تعتبر أن الأسعار الحالية للنفط ليست منخفضة إلى الحد الذي يدفعها لتخفيض الإنتاج. وتعطي النرويج الأولوية لبقاء أسعار النفط في مستوى يمكن من إعادة انتعاش اقتصاديات الدول الصناعية.
وخلاصة القول فإن قدرة أوبك على ضبط الأسعار والتزامها بالآلية المقررة من طرفها أمر من الصعوبة بمكان، وذلك لأسباب عديدة نجملها في الأسباب الثلاثة التالية:
أ- الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الدول الصناعية وخصوصا بعد أحداث 11سبتمبر/أيلول 2001 وما أدى إليه من تراجع في الطلب العالمي على النفط.
ب- تضارب مصالح الأقطاب التي لها علاقة بسوق النفط، ونعني بهذه الأقطاب: الدول الأعضاء في أوبك، والدول المنتجة والمصدرة خارج المنظمة، والدول الصناعية المستهلك الرئيسي للنفط والشركات النفطية الكبرى، والوسطاء والموزعين في السوق النفطية ومصافي التكرير المستقلة.
ج- تضارب تقويم أعضاء القطب الواحد لواقع سوق النفط من ناحية السعر وسقف الإنتاج وتوقعات الطلب العالمي في ظل الظروف الدولية الحالية وما تتميز به من ركود اقتصادي.
وعلى العموم فإن على منظمة أوبك لكي يتسنى لها ضبط الأسعار واستقرارها أن تفتح عضويتها لكل من مصر والسودان واليمن وسوريا وعمان وكذلك المكسيك وأنغولا وغانا والغابون وكولومبيا والإكوادور وبوليفيا. كما عليها محاولة التنسيق القوي مع روسيا والنرويج إن لم تنضما إلى المنظمة، لما تمثله هاتان الدولتان بالخصوص من ثقل في الإنتاج العالمي للنفط وبالتحديد الرتبة الثانية والثالثة بعد المملكة العربية السعودية بالنسبة للدول المنتجة والمصدرة للنفط .

Bosri1307
2010-01-31, 14:46
الحوار جنوب جنوب

كان لانهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة الأثر الكبير في تدني مستوى حوار شمال- جنوب وبخاصة بعد ما انكبت معظم الدول الرأسمالية الكبرى على توجيه المساعدات التي كانت تستفيد منها دول الجنوب نحو دول المعسكر الشرقي السابق لتشجيعها على الانخراط في اتباع إصلاحات سياسية ديموقراطية وأخرى اقتصادية تصب باتجاه نهج الإقتصاد الحر.
وهكذا وفي الوقت الذي أضحت فيه الدول الرأسمالية الكبرى تحقق مزيدا من الإنجازات في ظل هذه التحولات الدولية الراهنة على مختلف الواجهات والمستويات: الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية.. وتمكنت من تذليل خلافاتها في سبيل بلورة تكتلات اقتصادية ناجحة ورائدة على المستوى العالمي.. ازدادت الأوضاع قتامة وسوءا بدول الجنوب.
فالأوضاع الاقتصادية لمعظم هذه الدول ازدادت سوءا وتدهورا بالشكل الذي انعكس سلبا على أوضاعها الاجتماعية والسياسية مما كان له الأثر في تعميق تبعيتها للمؤسسات المالية الدولية الكبرى التي أثقلتها بالديون المشروطة والوصفات الملغومة.
وهو ما أسهم أيضا في تغييب أي دور لها في صياغة وترتيب أوضاع عالم ما بعد الحرب الباردة, ولا عجب في ذلك, فمجمل تكتلات الجنوب التي احتلت مكانة وازنة في عالم الحرب الباردة والتي طالما شكلت إطارا لبلورة تصورات ومطالب مشتركة لدول الجنوب أصابها ما يشبه الشلل بعد انهيار المعسكر الشرقي, وأفرغت من محتواها ولم تعد لها سوى قيمة تاريخية, مثلما هو الشأن بالنسبة لحركة عدم الانحياز التي احتضنت ودافعت عن القضايا العادلة من قبيل الحث على احترام حق تقرير المصير والحد من التدخلات الأجنبية ورفض الحرب الباردة، بل حتى إن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي شكلت فيما مضى منبرا لطرح المطالب والتصورات وإطارا للتنسيق والتعاون بين مختلف هذه الدول وبلورة قرارات تصب في خدمة مصالحها العادلة ومواجهة مختلف المخاطر التي تتهددها, خبا بريقها على حساب مجلس الأمن الذي أضحى المحتكر الرئيسي لقرارات وتحركات الأمم المتحدة.
وقد كان لهذه المتغيرات الأثر الكبير في بروز علاقات غير متكافئة بين شمال غني وجنوب فقير.
ورغم وجود بعض اللقاءات المتقطعة بين مختلف دول الجنوب لمناقشة هذه التحديات، إلا أنها لم تسفر عن الخروج باستراتيجية فعالة تمكن من رص صفوفها باتجاه مواجهة هذه المخاطر.
ويمكن القول أن القمة الأمريكية الجنوبية – العربية التي انعقدت بالبرازيل بتاريخ 10 و 11 مايو 2005 يمكن أن تشكل مدخلا مهما لإعادة الدفء والحياة من جديد إلى الحوار جنوب-جنوب الذي انطلق بعد حصول العديد من الدول النامية على استقلالها, بعد جمود أصابه منذ نهاية الحرب الباردة كما ذكرنا.
فالدول المشاركة في هذه القمة لها وزنها وأهميتها ضمن مجموعة الدول النامية, ولها من الإمكانيات البشرية والاقتصادية والطبيعية والتجارب السياسية ما يؤهلها للانخراط في تعاون مثمر وحقيقي في شتى الميادين بالشكل الذي
قد يخدم مصالحها ويسهم في جر مختلف الدول النامية الأخرى إلى الانخراط في هذا التعاون.
ولعل ما يجعل من هذا الحوار والتعاون أمرا ملحا وضروريا, هو حجم التحديات والمخاطر التي أضحت تتهدد وتواجه هذه الدول مجتمعة.
وهذه التحديات تتباين بين ما هو اقتصادي مرتبط بتداعيات العولمة وإفرازاتها وسياسي مرتبط بتزايد الضغوطات على مختلف الدول باتجاه احترام حقوق الإنسان ونهج الديموقراطية وحاجة هذه الدول لبلورة تصور موحد بشأن الإصلاح المرتقب للأمم المتحدة, وعسكري تعكسه مختلف الاعتداءات والتهديدات التي تطال العديد من دول الجنوب وبخاصة العربية منها..
فالظرفية الدولية تحتم العمل الجماعي وتكثيف الجهود نحو بلورة تصورات مشتركة وموحدة إزاء ما يعرفه العالم من تحولات.
فمواجهة مخاطر العولمة وتلافي وتفادي التهديدات والضغوطات المستمرة ضد هذه الدول وتكريس إصلاح يكفل مصالح الجنوب داخل الأمم المتحدة تتطلب تكتلات اقتصادية فاعلة وتصورات مشتركة وديبلوماسية تفاوضية وازنة.
ولعل من شأن تعزيز هذا الحوار بين هذه الدول الذي أضحت تمليه هذه الظروف أن يمكن هذه الدول من تبوء مكانة إيجابية ضمن الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بدل التفاعل السلبي مع هذه المتغيرات.
ومما لاشك فيه أن هذه الدول إذا لم تتدارك الأمر وتدلي بدلوها في المساهمة بشكل إيجابي في مسار العلاقات الدولية فالأكيد أن مصير العالم سيصاغ دون أخذ رأيها أو الاستئناس به.

Bosri1307
2010-01-31, 14:48
المؤسسات السياسية في الجزائر

إن نشأة الدولة بمفهومها القانوني تقتضي وجود سلطة يخضع لها جميع أفراد الجماعة و بالتالي توجد دولة لا تملك سلطة على رعاياها و السلطة في النهاية ترد إلى إرادة الأمة و لا يقر بمشروعيتها إلا إذا كانت مستمدة من هذه الإرادة و عليه فإن الحديث عن السلطة من جانبها المؤسساتي و الإداري لأمر بالغ الأهمية بالنظر إلى ما يحمله من أفكار و تصورات طالما شغلت الباحثين و المفكرين غير أن الحديث عن المؤسسات السياسية والإدارية في الجزائر لأمر يستحق الدراسة بعناية كبيرة و ذلك من منطلق ما أثير حولها من تساؤلات خصوصا من الجانب ألممارسي التطبيقي أو العملي.
التطور المؤسساتي ما قبل 1996:
إن الجزائر و خلافا لبعض الدول المستعمرة عرفت فراغا مؤسساتيا حيث لم تعرف وجود مؤسسات وطنية سابقة على الاستعمار و هكذا فإنه عقب الاستقلال أوكلت مهمة تحضير الوثيقة الدستورية إلى ندوة الإطارات و قدم الدستور في شكل اقتراح قانون إلى البرلمان للموافقة عليه ثم عرضه على الاستفتاء الشعبي و بذلك أقــر دستور 1963 الذي تميز بجمعه تقليد المؤسسات السياسية الغربية من خلال برلمان منتخب و تبني مسؤولية الحكومة أمام البرلمان و قد أرسى دستور 1963 دعائم قوية لمركز رئيس الجمهورية لإعطاءه صلاحيات جد واسعة. كما أسس هذا الدستور لفكرة الأحادية الحزبية التي تمثلت في جبهة التحرير الوطني بدعوى المحافظة على الوحدة الوطنية. و إذ كان تم توقيف العمل بهذا الدستور لفترة وجيزة على تبنيه وفق مبررات مرتبطة بالوضع على الحدود الغربية إلا أن هذا شكل جوا متميزا بعدم الاستقرار الأمر الذي انتهى إلى التصحيح الثوري
بعد 19جوان 1965 دخلت المؤسسات السياسية في الجزائر مرحلة جديدة تختلف عن المراحل السابقة فتم الرجوع إلى الشرعية الثورية، و هكذا انتقلت السلطة إلى مجلس الثورة بموجب الأمر 10جويلية 1965، و بالتالي طغت المؤسسات المنبثقة عن حركة 19جوان ممثلة في مجلس الثورة و مجلس الوزراء، إلا أن العودة إلى الشرعية الدستورية كانت ضرورة حتمية عجلت بظهور دستور 1976 و فيه اخذ مفهوم الدولة معنى جديد فهي السلطة و النظام و وحدة الشعب، وهكذا وضع حد للشرعية الثورية و اتجهت السلطة إلى بناء نظام سياسي ينشئ مؤسسات دستورية تنمي المشاركة السياسية و بالنتيجة تكريس نظام سياسي مد ستر و بالتالي صدر الميثاق الوطني.
الأول ذو طابع سياسي إيديولوجي رئاسة الدولة
الثاني يعتبر تكريسا قانونيا للأول و الذي بموجبه تم إنشاء مؤسسات سياسية جديدة المجلس الشعبي الوطني.
إلا أن الوضع الجديد الذي ميز بناء المؤسسات بعد 1976 و الذي كان ينبغي أن يتبع بموجة أخرى من الإصلاحات التي تدعم و تقوي بشكل اكبر هذه المؤسسات الجديدة و قد كان أول تعديل للدستور سنة 1976 الذي مس: الجهاز التنفيذي الذي عرف توسيعا كبيرا للصلاحيات التي يمارسها رئيس الجمهورية لمراجعة باقي المؤسسات السياسية يتبع مسار الإصلاح الدستوري بتعديل أخر بإنشاء مجلس المحاسبة، إلا أن هذه الإصلاحات أدت في النهاية إلى تردي الأوضاع من الجانبين الاقتصادي و السياسي خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية و هو الأمر الذي عجل بانفجار الوضع سنة 1988 .
و هذه الإصلاحات مست الجانب المؤسساتي حيث استحدث منصب رئيس الحكومة و تبنى الثنائية القطبية للجهاز التنفيذي و تم إلغاء المادة 111 من دستور 1976 و التي تنص على ان رئيس الجمهورية يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب و الدولة و كرست الأمر في 23فيفري 1989.
هذا الدستور جاء ليعبر عن نظام مؤسسي جديد قاعدته سيادة الشعب و يهدف إلى إرساء نظام ديمقراطي عن طريق انتخاب الشعب لممثلي في ظل التعددية الحزبية.
إلا أن دستور 1989 اخفق في تنظيم الحياة السياسية من النقلة المفاجئة التي عرفتها البلاد لاعتناقها لنظام كان أساسه الاشتراكية إلى تنظيم ليبرالي مختلف تماما على ما كان عليه الأمر في السابق كل ذلك هيأ لازمة دستورية سنة 1992 نتجت عنها استقالة رئيس الجمهورية و تزامنها مع حل المجلس الشعبي الوطني فحلت محلها مؤسسات انتقالية توزعت على فترتين هما: 1992-1994/ 1994-1997.
الا ان الرغبة للعودة الى الشرعية و المسار الديمقراطي كانت بادية من توجه السلطة سنة 1994 فقلصت المرحلة الانتقالية الثانية و انتخب رئيس الجمهورية و تم عن ذلك مباشرة ثورة قانونية في تاريخ الجزائر انتهت بتبني دستور 1996 الذي كان ثمرة حوار جدي مع مختلف التشكيلات السياسية و الحزبية لينهي المرحلة الانتقالية باعادة انتخاب المجلس الشعبي الوطني و سنة 1997 بتقاسم العملية التشريعية مع مجلس اخر هو مجلس الامة و تكريس الثنائية القطبية و تبني مبدأ الازدواجية القضائية و بالتأسيس للقضاء الاداري المستقل عن القضاء العادي.
المـؤسسة التنفيذية:
ان المتمعن للفترات الدستورية التي شهدها النظام السياسي الجزائري يصل الى نتيجة مفادها ان المؤسسة التنفيذية هي اقوى مؤسسة سياسية في البلاد حيث احتلت المركز الموجه و المهيمن و كان لها دور مؤثر في عملية التحول نحو التعددية السياسية و اصبحت في ظل الاصلاحات السياسية مزدوجة التكوين (رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة) و التساؤل الذي يطرح حول مركز رئيس الجمهورية و مكانته في النظام السياسي الجزائري وعلاقته بالحكم.
أ-مؤسسة رئاسة الجمهورية:
احتل رئيس الجمهورية على امتداد الفترات الدستورية التي عرفتها الجزائر انطلاقا من دستور 1963-1976 انتهاءا بدستور 1996 مكانة بارزة و متميزة استمدها خصوصا من طريقة اختياره من جهة و السلطات المخولة له من جهة اخرى و كذلك الوسائل السياسية التي طالما عززت من موقعه الى جانب الوسائل القانونية التي اكدتها النصوص و التي مكنته من الحفاظ على مركزه السامي على كل المؤسسات، فالدساتير الجزائرية المتعاقبة منذ الاستقلال اجمعت على انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع العام المباشر والسري من بين مجموعة من المترشحين وفق شروط حددها الدستور والقانون معا على ان يتم الفوز بالحصول على الاغلبية المطلقة من اصوات الناخبين المعبر عنهم و قد وضع الدستور الجزائري مقابل ذلك مجموعة من الشروط التي ينبغي توافرها في اي مواطن جزائري حتى يتسنى له خوض غمار الرئاسيات ومن جملة هذه الشروط ان يكون: (انظر الدستور الجزائري).
بالاضافة الى هذه الشروط الدستورية حددت ايضا شروط قانونية من اهمها:
ان يجمع المواطن الراغب في الترشح لرئاسة الجمهورية 600 توقيع لاعضاء منتخبين في المجالس المنتخبة وطنية أو ولائية أو بلدية أو 75 ألف من توقيعات المواطنين موزعة على 25 ولاية على ان لا يقل عدد الموقعين عن 1500 موقع لكل ولاية شانها في ذلك شأن الحالة الاولى
اما بالانتقال الى صلاحيات رئيس الجمهورية في الحالات العادية فهم يتمتع بمركز مرموق يعلو فوق جميع المناصب السياسية في الدولة و يلعب الدور الرئيس قي توجيه شؤون الحكم فيه اذ جاء الى منصبه بانتخابات صوت له اغلبية الشعب فيها لذلك يعتبر رئيس الجمهورية الممثل الاول للشعب و المعبر عنه و رعاية مصالحه و تحقيق اهدافه و الساهر على حماية استقلال دولته و يكون من الطبيعي اذن ان يتمتع هذا الرئيس المنتخب من الشعب بسلطات هامة وعليه باعتباره حامي الدستور و مجسد وحدة الامة و مجسد الدولة داخلها و خارجها، فانه يتمتع بصلاحيات واسعة جدا في المجالين الداخلي والخارجي.
و من هنا فالصلاحيات التي يمارسها داخليا هي انه يتولى القيادة العامة للقوات المسلحة و مسؤولية الدفاع الوطني فهو همزة الوصل بين عديد من الهيئات الامنية والعسكرية وهو رئيس المجلس الاعلى للامن و هو الهيئة الامنية المنصوص عليها في المادة 173 كما يملك رئيس الجمهورية صلاحية التعيين بالوظائف العسكرية دون قيد، كما يتولى رئيس الجمهورية مسؤولية الدفاع الوطني و هو ما تجسد خلال جمع رئيس الجمهورية بين منصبه و منصب وزير الدفاع الوطني، كما منح الدستور له رئاسة مجلس الوزراء الذي يباشر عدة مهام كدراسة مشاريع القوانين قبل عرضها على البرلمان و كذا المصادقة على المراسيم التي تصدر في مجلس الوزراء كما يستمع لمجلس الوزراء في الحالات الاستثائية و بالمقابل منح الدستور لرئيس الجمهورية صلاحية الاعتراض على القوانين المتأتية من المجلس الشعبي الوطني على انه يمكن له ان يطلب اجراء المداولة الثانية على قانون تم التصويت عليه من طرف البرلمان او بين دورتيه.
كما يرأس المجلس الاعلى للقضاء و هو الامر الذي اعتمدته العديد من الدساتير من بينها الدستور الفرنسي و هذا الجهاز يعنى بتعيين القضاة و نقلهم وسير سلمهم الوظيفي فرئيس الجمهورية هو صاحب الاختصاص في تعيين القضاة غيران ذلك التعيين بقرار من المجلس الاعلى للقضاء.
اما الصلاحيات التي يمارسها خارجيا فهي الحق في اعتماد سفراء الجمهورية و المبعوثين فوق العادة و الوزراء و ينهي مهامهم و استلام اوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين الاجانب و اوراق انهاء مهامهم، كما يقرر السياسة الخارجية للامة و حتى ابرام المعاهدات الدولية و المصادقة عليها.
اما اذا انتقلنا للحديث عن سلطات رئيس الجمهورية في الحالات الاستثنائية فنجد ان دستور 1996 اعطى له سلطات واسعة و كبيرة جدا اثناء الظروف الاستثنائية فرئيس الجمهورية هو الذي يقرر حالة الطوارئ و الحصار كما يمكنه تقرير الحالة الاستثنائية اذا كانت البلاد مهددة بخطر داهم يوشك ان يصيب مؤسساتها الدستورية و استقلالها و سلامة ترابها، كما منح صلاحية اعلان الحرب اذا ما تبين انه وقع عدوان فعلي على البلاد او وشك ان يقع.
و خلاصة القول انه اذا كانت المؤسسات السياسية الجزائرية كلها تعمل حول رئيس الجمهورية في حالة السلم فانها في حالة الحرب لا تتقلص و تجتمع في يد رئيس الجمهورية.
ب- مؤسسة رئاسة الحكومة:
في النظام الدستوري الجزائري هي الطرف الثاني في المؤسسة التنفيذية و تتكون من رئيس الجمهورية و من عدد من الوزراء يختارهم رئيس الحكومة و يقدمهم الى رئيس الجمهورية حسبما تقتضيه الحاجة و المصلحة العامة يجتمعون في مجلس واحد متجانس و متضامن يسمى مجلس الحكومة و بحضور رئيس الجمهورية يسمى مجلس الوزراء، و قد تطور مفهوم الحكومة في النظام الدستوري الجزائري حيث انه و بالرجوع الى التسميات التي اعتمدت نجد رئيس المجلس في حكومة احمد بن بلة المستمد من دستور 1946 الفرنسي و الذي نجد اصلها في الجمهورية الثالثة و في قانون 03ديسمبر 1934 و هي التسمية رغم تبنيها عمليا اثر موافقة المجلس الوطني التأسيسي على أول حكومة لرئاسة احمد بن بلة هو الأمر الذي دفع بمؤسس دستور 1976 الى اعادة النظر في هذه التسمية بالنظر الى الانتقادات التي وجهت اليها و استعمال تسمية الوزير الأول التي يعود تاريخها الى النظام البريطاني ثم تلقفتها العديد من الدساتير و منها الدستور الجزائري
كما أنه أصبح رئيس الجمهورية ملزما بتعيين وزير أول بعدما كان مخيرا قبل ذلك، فهولا يمارس أية سلطة تذكر سوى بمساعدة رئيس الجمهورية و تنسيق العمل الحكومي و تطبيق القرارات المتخذة، إلا أن دستور 1989 تبنى لقب رئيس الحكومة الذي ورد في تعديل 03 نوفمبر1988 حيث اعتبر اللقب أوسع و أشمل من لقب الوزير الأول لأنه لا ينفي التمايز بين الوزير الأول و الوزراء من حيث الرتبة و إنما يعني أيضا أن رئيس الحكومة يختارهم و يوزع الصلاحيات بينهم و يترأس مجلس الحكومة و يضبط برنامج حكومته و يتحمل المسؤولية السياسية أمام البرلمان و باستقالته و ابعاده تتغير الحكومة و هذا النهج هو الذي حافظ عليه الدستور الى غاية التعديل الدستوري 2008 حيث أعاد العمل بمنصب الوزير الأول و ألغي منصب رئيس الحكومة و هي إشارة من المؤسس الدستوري الى العودة إلى النظام الرئاسي.
الحكومة بين التكليف و انهاء المهام في دستور1996:
1- السلطة المختصة بتعيين الحكومة:
يؤدي رئيس الجمهورية بالنظر الى موقعه القيادي و إلى التقارير التي أرساها المؤسس الدستوري منذ الإستقلال دورا راجحا داخل النظام السياسي الجزائري لا تنافسه فيه أي سلطة أو مؤسسة دستورية أخرى، و يتبن ذلك من خلال تقفي حركية النصر و حركية التطبيقات الجارية عليه فإن رئيس الجمهورية ينفرد بتعيين رئيس الحكومة حسب ما تنص عليه المادة 77 فقرة 5 من دستور 1996 "يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة و ينهي مهامه" إلا أنه إذا كان لرئيس الجمهورية حرية التعيين فإن ذلك لا يعني أنه يتمتع بحرية مطلقة من كل قيد باعتباره حامي الدستور و ضامن استقرار المؤسسات، عليه عند توقيع التعيين البحث عن الشخص المناسب للمنصب و مراعاة بعض المقاييس التي تضمن استمرار بقاء من وقع عليه الاختيار.
الاعتبارات الموضوعية عند تعيين رئيس الحكومة في دستور 1996:
إن تبني التعددية السياسية و الحزبية تتحكم في مسألة التعيين و من تم فإن سلطة رئيس الجمهورية مشروطة بالحياة السياسية التي تتقاسمها عدة تيارات سياسية و حزبية ففي حالة نظام الحزب المهيمن و كون الأغلبية البرلمانية و الرئيس من حزب واحد، فإن رئيس الجمهورية يستطيع أن يختار من يشاء لرئاسة الحكومة و حتى أعضائها أنفسهم كون الأغلبية البرلمانية تجد في سياسته ما يحقق برنامجه الذي هو برنامج رئيس الجمهورية.
أما في حالة ما إذا كانت الأحزاب المعارضة في البرلمان لا تحتوي على أغلبية هنا معارضا أو ائتلافا حزبيا معارضا لرئيس الحكومة يعين رئيس الجمهورية و يكون مجبرا سياسيا و ليس قانونيا على اختيار رئيس الحكومة من المعارضة لأجل الحفاظ على استمرار استقرار المؤسسات السياسية، إلا أن الدستور الجزائري قد منح في النهاية لرئيس الجمهورية صلاحية تعيين رئيس الحكومة دون قيد أو شرط قانوني و قد فرضت سلطة رئيس الجمهورية نفسها في هذا الصدد مدفوعة بقوة مصدره الإنتخابي، فإذا كان الرئيس الفرنسي مثلا وفقا لأحكام دستور 1958 يتقيد بمبدأ الأغلبية البرلمانية عند تعيين الوزير الأول فإن الرئيس الجزائري الأحرج عليه في ذلك و لعل مرد ذلك أن النظام الانتخابي الجزائري يأخذ بأسلوب نسبي.
طريقة تشكيل الحكومة:
إن تركيبة الجهاز الحكومي تعرف تزاوجا و تداخلا بحيث لا يتوقف تشكيلها على جزء من السلطة التنفيذية المقصود بها ادارة رئيس الدولة دون رئيس الحكومة في اختيار الأعضاء و توزيع الحقائب عليها بل بتظافر جهودها معها الأول بالتعيين و الثاني باجراء مزدوج ينطوي على انجاز المشاورات و القيام بالاقتراح حفاظا على الانسجام و الاستمرارية و بعد التعرف على الجانب الشخصي المنصب على رئيس الحكومة تتجه نحو الحكومة باعتبارها هيئة حماية غير منفصلة عن رئيسها من حيث طرق تركيبها و القواعد العامة التي تحتكم اليها فإذا كان رئيس الدولة يعين رئيس الحكومة فإن هذا الأخير من جهته يقوم باختيار أعضاء فريق حكومي و توزيع المهام بينهم.
إجراءات تـأليف الجهاز الحكومي:
إن رئيس الحكومة أو الوزير الأول حسب التعديل الدستوري الجديد بعد تعيينه يبدأ في اجراءات و مشاورات مع مختلف التشكيلات السياسية من أجل تشكيل حكومته و أهمها الأحزاب السياسية ذات النفوذ في البرلمان، فالبرلمان التعددي يكون مشكلا من كتل برلمانية حزبية تمتلك سلطة الموافقة على برنامج الحكومة فيما كان معمول به في دستور 1996 و الوزير الأول في التعديل الأخير يقدم مخطط عمل الحكومة و نشاطها بعد المناقشة لهذا يحرم رئيس الحكومة أو الوزير الأول من اخيار اعضاء حكومته حتى يكون هنالك تنويع في التمثيل الحزبي فيها، للحفاظ على استقرارها وديمومتها و ضمان مرور برنامجها أو مخطط عملها، فرئيس الجمهورية يعين الوزير الأول في اطار التعددية الحزبية و القيم الديمقراطية عرفيا لا دستوريا من الحزب الفائز بالأغلبية.
إن لرئيس الجمهورية سلطة تقديرية واسعة في تعيين الوزراء إلا أنه للتفسير و التوضيح أكثر نكون بصدد الحالات التالية:
الحالة الأولى: نفترض اقتران بين أغلبيتين (رئاسية، برلمانية) فبالتأكيد رئيس الجمهورية سيتمتع بحرية في انتقاء الوزراء، فتشكيلة الحكومة سيتم اختيارها بما فيها الوزير الأول وفق رغبة رئيس الجمهورية دون الآخر بالاعتبار لمسألة الحزب الفائز بالأغلبية.
الحالة الثانية: نفترض أنه لم يحصل اقتران بين الأغلبيتين فالراجح في أغلبية الأنظمة البرلمانية أن رئيس الحكومة أو الوزير الأول و الطاقم الوزاري يعين من الفاعلية البرلمانية و بالتالي تكبح من الرئاسية في هذا الصدد و بالنتيجة تولى السلطة حسب مقتضيات الأغلبية المطلقة و بالتالي يتطلب الائتلاف بين حزبين أو أكثر و بالطبع يكون رئيس الجمهورية في وضع مريح من حيث اختيار الوزير الأول و الوزراء خصوصا إذا كان حزبه داخل التكتل السياسي القائم على الائتلاف و يمكن أن يكون حزب الرئيس خارج الائتلاف و مع ذلك لرئيس الجمهورية أن يعين كما يرى الوزير الأول و أعضاء الحكومة لأن الدستور الجزائري لا يحدد بنص صريح أن يختار الطاقم الحكومي من الأغلبية البرلمانية.
و هكذا بالنتيجة يصدر المرسوم الرئاسي المتضمن تشكيل الحكومة إلا أنه و إذا كنا قد أشرنا إلى أن رئيس الحكومة يختار أعضاء الحكومة أو الوزير الأول و يقدمهم لرئيس الجمهورية لأجل تعيينهم نتساءل هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يعترض على أحد الوزراء أو مجموعة من الوزراء؟
و قد جاء التعديل الدستوري الأخير ليزيل الغموض حول هذه المسألة و هذا حسب المادة 79 المعدلة و التي أصبح فيها تعيين الوزراء يتم من قبل رئيس الجمهورية بعد استشارة الوزير الأول و بالنتيجة فإن التعديل الدستوري اسقط للوزير الأول حق الاختيار و الاقتراح الذي كان يتمتع به رئيس الحكومة قبل التعديل و أصبح دوره مجرد دور استشاري.
و إذا كان من المعروف كقاعدة عرفية كذلك في الدستور الجزائري إن لرئيس الجمهورية حق اختيار وتعيين الوزراء أصحاب الحقائب السيادية دون العودة إلى الوزير الاول و الأمر هنا لا يقوم بصدده الإشكال إلا أن الإشكال يثور في طريقة توزيع الحقائب الوزارية بين التشكيلات السياسية الراغبة في الإنضمام الى التشكيلة الوزارية خاصة إذا كنا أمام ائتلاف حكومي بين مجموعة من الأحزاب السياسية.
التدرج بين الوزراء:
التدرج آلية تمكن الوزير الأول من ضمان هيمنته على الجهاز التنفيذي أولوية تجد تبريرها في طبيعة الصلاحيات الممنوحة سواء لإخلاصهم لشخص رئيس الجمهورية أو رئيس الحكمة أو الدعم السياسي الذي يقدمونه.
نائب الوزير الأول:
أضاف التعديل الدستوري الجديد الذي صادق عليه نواب الشعب و أعضاء مجلس الأمة في البرلمان المجتمع منصب نائب الوزير الأول و ذلك في احكام الفقرة 07 من المادة 77 من الدستور الجزائري، إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير الاول لغرض مساعدته في ممارسة وظائفه و ينهي مهامه أو مهامهم، و هذه الفقرة جديدة إذ لم تكن معروفة في النسخة الاصلية منذ دستور 1996 و ادرجت بموجب التعديل الدستوري الاخير، وهكذا فان الوزير الاول يقسم صلاحياته مع نوابه في حالة ما عينهم رئيس الجمهورية ضمن التركيبة الحكومية.
وزير الدولة:
الى جانب الوزير الاول و الوزراء قد يتم استحداث منصب تابع للجهاز التنفيذي يساعد الحكومة في اداء مهامها ووظائفها و المتمثل في منصب وزير الدولة فدستور 1996 و التعيدل الدستوري 2008 لم ينص على هذا المنصب و اكتفى بذكر اعضاء الحكومة و حسب الفقه الدستوري فان هذا المنصب مرتبط بالشخص المعين اكثر من المهمة المسندة اليه و عادة ما يكون هذا الشخص من الموظفين الكبار السابقين و لكن نظرا لسمعته و تجربته في الميدان السياسي يمنح له مثل هذا المنصب و يقوم رئيس الجمهورية بتعيينه خاصة في الامور التابعة لرئاسة الجمهورية هذا فضلا على انه لا يوجد أي نص يحدد مهام وزير الدولة، و هذا الامر متروك لرئيس الجمهورية ليحدد مهامه و عليه فان مرتبة وزير الدولة الدولة ترقى الى مرتبة الوزير العادي و ان كان دور الوزير العادي اكثر فاعليه من منصب وزير الدولة مع مع التاكيد على منصب الوزير الاول يرقى على منصب وزير الدولة.
الوزراء:
يعين رئيس الجمهورية الوزراء و ذلك بعد استشارة الوزير الاول (اعضاء الحكومة) و هكذا فان تعيين الوزراء و اختيارهم اصبح امرا محجوزا لرئيس الجمهورية دون غيره بعد ان تحول دور الوزير الاول الى دور استشاري فقط بعدما كان يملك كرئيس حكومة قبل التعديل سلطة الاقتراح لرئيس الجمهورية و يختص الوزراء كل بحسب القطاع الذي عين من اجل تسييره.
كتاب الدولة:
ان الدستور الجزائري لم ينص على منصب كاتب الدولة الا ان تعيين كتاب الدولة امر معمول ب هاذ غالبا ما يتم الاعلان عن عدد من كتابات الدولة الى جانب الوزارات الموجودة على مستوى الحكومة و دورهم يتمثل في مساعدة الوزراء على اداء مهامهم و هم يعينون من قبل رئيس الجمهورية بناءا على اقتراح من رئيس الحكومة او الوزير، كما ان كتاب الدولة لا يحق لهم اقتراح القوانين او مناقشتها و على الرغم من ذلك يبقى الوزير دائما صاحب الكلمة الاخيرة في اتخاذ القرار.
الوزراء المنتدبين:
يجوز لرئيس الجمهورية و نظرا لتشعب مهامه ان يقوم بتفويض أي شخص للقيام ببعض المهام و ذلك لاحداث منصب الوزير المفوض او الوزير المنتدب و عادة ما يكون هذا الوزير معينا من اجل المهام الخارجية و على الوزير المنتدب ان يتصرف في اطار التفويض الممنوح له دون ان يتعداه، و هو مسؤول امام رئيس الجمهورية.
انهاء عمل الحكومة:
الحالة الادارية حيث كفل للوزير الاول حقه في الاستقالة، الوزير الاول أو رئيس الحكومة قبل التعديل يمكنه ان يقدم استقالته الى رئيس الجمهورية اي الجهة التي تملك سلطة التعيين و الاستقالة الدارية وفق هذا المفهوم تكون غالبا اذا ما وجد رئيس الحكومة او الوزير الاول ان سياسته لم يعد متجاوبا معها او لم تسير مع او وفق البرنامج او مخطط العمل الذي وضعه.
كما يملك رئيس الجمهورية اقالة رئيس الحكومة في اي وقت و هذا الحق ايضا منحه الدستور لرئيس الجمهورية وفق سلطته التقديرية و هو ما اشار اليه الدستور في احكام المادة 77 الفقرة (يعين الوزير الاول و الوزراء و ينهي مهامهم).
تعريف الاستقالة الوجوبية: و هي التي تكون نتيجة اما بالتصويت على ملتمس الرقابة ضد الحكومة في المجلس الشعبي الوطني، و اما اذا رئيس الجمهورية او الوزير الاول يرغب في الترشح لرئاسة الجمهورية و ذلك في حالة حصول مانع لرئيس الجمهورية او في الحالة العكسية و هذا ما اشارت اليه احكالم المادة 90 من الدستور و التي تقول انه لا يمكن ان تقال او تعدل الحكومة القائمة بحصول مانع لرئيس الجمهورية او وفاته او استقالته حتى يشرع رئيس الجمهورية الجديد في ممارسة مهامه.
اما الوزير الاول فيستقيل وجوبا اذا ترشح لرئاسة الجمهورية و يمارس وظيفة الوزير الاول حينئذ احد اعضاء الحكومة الذي يعينه رئيس الدولة.
صلاحيات رئيس الحكومة الدستورية وفق دستور 1996:
تنص المادة 85 من دستور 1996: زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام اخرى يمارس رئيس الحكومة الصلاحيات التالية:
-يوزع الصلاحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور.
-يرأس مجلس الحكومة.
-يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات.
-يوقع المراسيم التنفيذية .
-يعين في وظائف الدولة دون المساس بأحكام المادتين 77 و 78.
-يسهر على حسن سير الإدارة العمومية
صلاحيات الوزير الاول وفق التعديل الدستوري لسنة 2008:
المادة 85 من دستور 1996: زيادة عن السلطات التي تخولها اياه صراحة احكام اخرى يمارس رئيس الحكومة الصلاحيات التالية:
-يوزع الصلاحيات بين اعضاء الحكومة مع احترام احكام الدستور.
-يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات.
-يوقع المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك.
-يعين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية دون المساس بأحكام المادتين 77 و 78.
-يسهر على حسن سير الإدارة العمومية.
يملك رئيس الحكومة أو الوزير الاول عدد من الصلاحيات الدستورية تفسر مكانته داخل السلطة التنفيذية و علاقته مع باقي المؤسسات الدستورية، وبالتالي فقد أنيطت به سلطات متعددة بعضها مرتبط بالوظيفة التنفيذية وبعضها ذو طبيعة ادارية باعتباره مشرفا على العمل الاداري، كما يملك سلطات تشريعية واضحة المضامين والأهمية مثل المبادرة بمشاريع القوانين و المشاركة في تحديد جلسات البرلمان.
التحديد الدستوري للصلاحيات التي ينفرد بها الوزير الاول:
ان مهام الوزير الاول تتمثل في تنفيذ و تنسيق برنامج رئيس الجمهورية و هذا ما اشارت اليه المادة 73 من الدستور (ينفذ الوزير الاول برنامج رئيس الجمهورية و ينسق من اجل ذلك عمل الحكومة) و تتمثل عملية التنفيذ بالنسبة للوزير الاول في القيادة و الاشراف و المراقبة و التوجيه للقائمين بهذه العملية من الوزراء، كما يملك صلاحية اتخاذ القرارات بهذا الشأن، أما التنسيق فيتمثل في تحقيق الانسجام بين القطاعات الوزارية.
توزيع الصلاحيات بين اعضاء الحكومة:
يتولى الوزير الاول توزيع الحقائب الوزارية على كل وزير و يحدد صلاحياته، و في هذا الاطار فانه و بعد تعيين كل وزير تحدد له الصلاحية التي يجب عليه احترامها و عدم الاعتداء على صلاحيات الوزارات الأخرى.
رئاسة اجتماعات الحكومة:
بعدما الغى التعديل الدستوري لسنة 2008 مجلس الحكومة و ذلك في اطار التاكيد على مبدأ وحدوية السلطة التنفيذية، جاءت المادة 77 في فقرتها السادسة لتخول للوزير الاول رئاسة اجتماعات الحكومة بناءا على تفويض من رئيس الجمهورية المادة 77 الفقرة 06 (يمكن لرئيس الجمهورية ان يفوض جزءا من صلاحياته للوزير الاول لرئاسة اجتماعات الحكومة).
سلطة الوزير الاول في مجالي التنظيم والتنفيذ:
من أهم مهام الوزير الاول السهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات من اجل المحافظة على النظام العام في البلاد، غير ان تعديل تنفيذ القوانين قد يعمل عدة تأويلات و في هذا الصدد يقول جورج فيدال: "إن مضمون تنفيذ القوانين قد يعني أولا نشر القوانين و التذكير بأحكامها استعمال الاكراه و القوة لضمان تنفيذها، اتخاذ الاجراءات المناسبة التي تدخل في اختصاصات الحكومة القيام بالتنفيذ مع الحفاظ على النظام العام" و يرى عبد القادر بولمان أن تنفيذ القوانين هي وظيفة ادارية تعني أولا: قيام رئيس الحكومة بتنفيذ القوانين التي يصادق عليها البرلمان و ثانيا قيام رئيس الحكومة (الوزير الاول) بتنفيذ التنظيمات و ثالثا اتخاذ القرارات الادارية اللازمة لتنفيذ هذه الاعمال.بينما يرى بوكرع ادريس و أحمد وافي أن تنفيذ القوانين و التنظيمات يمتد لكل القوانين الموضوعة من طرف البرلمان و المراسيم الموضوعة من رئيس الجمهورية، فالوزير الاول يعود له اختصاص المجال التنفيذي المشتق بالعودة الى احكام المادة 125.
توقيع المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية:
بعدما كان دستور 1996 يمنح للوزير الاول حق اصدار المراسيم التنفيذية بصفة مستقلة دون العودة لرئيس الجمهورية. جاء التعديل الدستوري 2008 ليلغي هذه الاستقلالية و يربط توقيع المراسيم التنفيذية بمدى موافقة رئيس الجمهورية عليها و هو ما يدخل ضمن تكريس وحدوية السلطة التنفيذية لا ثنائيتها و المراسيم التنفيذية هي نتيجة لتكليف الوزير الاول بالسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات ذلك لأن بعض النصوص و التشريعات لا يتم تنفيذها بمجرد الاصدار و النشر بل تتطلب صدور مراسيم توضيحية تفسيرية للنص أو جزء منه، فهنالك بعض النصوص التي تحوي قواعد عامة يترك أمر تحديد كيفية تنفيذها للسلطة التنفيذية عن طريق الوزير الاول بالمراسيم التنفيذية.
صلاحية التعيين:
يتمتع الوزير الاول في اطار ممارسة اختصاصاته المقررة دستوريا بحق تعيين طائفة من موظفي الدولة المصنفين ضمن فئة الوظائف العليا غير ان الدستور وضع قيدا على ممارسة هذا الاختصاص يتمثل في اشتراط موافقة رئيس الجمهورية و عدم المساس باختصاصات رئيس الجمهورية في التعيين و فق احكام المادتين 77 و 78 من الدستور أي تنازع جاء المرسوم الرئاسي 99 رقم 99-239 المتضمن الغاء المرسوم الرئاسي 89-44 و المرسوم التنفيذي 91-307 و عوض بالمرسو م الرئاسي 99-240 الذي يتعلق بالوظائف المدنية و العسكرية المخول لرئيس الجمهورية التعيين فيها.
يسهر على حسن سير الادارة العامة:
اذا كان الوزير الاول يسهر على السلطة التنفيذية فان له مسؤوليات خاصة في الميدان الاداري بالاشراف على الجهاز الاداري و ضمان النظام في تسيير المرافق العامة ومن ذلك فان مساعي الوزير الاول لا تبلغ اهدافها الا اذا تمتع بالوسائل الكيفية و المتمثلة في ادارة قوية مهما كانت طبيعتها على قدر كبير من التنظيم ذات امكانيات و قادرة على اتخاذ اجراءات سريعة و فعالة، فمن المعلوم ان الادارة مصدر المعلومات و اصبحت من اهم الوسائل المتكأ عليها لتحقيق البرامج الحكومية في كافة المجلات و التحكم فيها يعني المسك بالسلطة التنفيذية التي تسهل عملية اتخاذ القرارات السياسية و الادارية.
الوظيفة الاستشارية للوزير الاول:
للوزير الاول مهام استشارية و ذلك بتقديم استشارة حول مسائل معينة كاعلان حالة الطوارئ و الحصار و كذا الحالة الاستثنائية او اعلان الحرب و كذلك اثناء حل المجلس الشعبي الوطني او تنظيم انتخابات او تنظيم انتخابات تشريعية قبل موعدها.
النظام البرلماني:
يعد البرلمان المؤسسة الاكثر ارتباطا بالجمهور و الانفتاح عليه و احدى مؤسسات الحكم الديمقراطي التي تجمع بين وظيفتين الولا هيكل نيابي يعبر عن ارادة المواطنين و اتجاهات الاحزاب السياسية من ناحية و من ناحية اخرى هو آلية سريعة تضع قوانين الدولة، كما ان وضع البرلمان في نظام الحكم و لا سيما في علاقته بالسلطة التنفيذية هو الذي يحدد شكل الدول و نوع نظامها السياسي (النظام السياسي الجزائري يجمع بينهما لكي يميل الى النظام الرئاسوي قريب من النظام البرلماني اي الفصل المرن بين السلطات)
و قد تميز دستور 1996 بارساء مبدأ الثنائية البرلمانية اي وجود غرفتين المجلس الشعبي الوطني و مجلس الامة، و قدا أشارت الى هذا المادة 98 من الدستور و التي تقول: (يمارس السلطة التشريعية البرلمان المتكون من غرفتين المجلس الشعبي الوطني و مجلس الامة) و له سيادة في الاعداد القانوني و التصويت عليه.
فماهي الاسباب التي ادت الى اعتناق هذا النوع في تنظيم مؤسسة البرلمان الجزائري؟ و ما حقيقة العلاقة بين الغرفتين؟ و البرلمان بغرفتيه مع الحكومة من جانب اخر؟
لماذا نظام الغرفتين في دستور 1996؟
الاصول التاريخية لنشأة نظام الغرفتين:
قد يتفاجئ البعض عندما يعلم ان الغرفة الثانية هي الاسبق في الوجود تاريخيا من الغرفة الاولى بزمن قصير، فنظام الغرفتين بدأ مع أواخر القرون الوسطى في انجلترا بصفة أساسية و ذلك منذ بداية القرن 13 ذلك ان غرفة اللوردات نشأت سنة 1215 عندما فرض النبلاء و بارونات انجلترا على الملك جون عدم فرض الضريبة الى بعد استشارتهم و قد دون هذا الاتفاق في الوثيقة التي اصدرها تحت اسم الميثاق الكبير الماقنا كارطا و أنشأ المجلس الكبير الذي تحول الى غرفة الوردات ثم بعد ذلك جاءت غرفة العموم و التي كانت كذلك تسمى بالغرفة السفلى. و بعد ذلك نشأ نظام الغرفتين في الولايات المتحدة الامريكية بموجب دستور 1787 و ذلك لاسباب فدرالية، علما ان بعض الولايات مثل فلاديلفيا و بسيلفانيا كانت لها شبه غرفة برلمانية ابتداءا من 1772، و بعد ذلك انتقل الامر الى فرنسا التي اقتدت بانجلترا و ذلك لنفس الاسباب الا و هي الطبقية و لكن بقي الامر على حاله بسبب تعدد الجمهوريات، وعلى العموم فقد عمل بنظام الغرفتين في عموم القارة الاوروبية خلال القرن 19، و قد كانت و لا زالت في مجملها انظمة برلمانية مما يسمح بالقول ان نظام الغرفتين نظام لصيق بالنظام البرلماني.
مقتضيات تبني نظام الازدواجية البرلمانية في الجزائر:
ذهب المؤسس الجزائري سنة 1996 الى الاخذ بنظام الغرفتين و هو الاصلاح الجديد الذي تجسد في هذا الدستور و من المؤكد ان الوراء من هذا التعديل اسباب منها ماهو معروف ومنها ما هو خاص بالمجتمع و منها ما هو خاص بالنظام السياسي القائم و يمكن ان نقسمها الى اسباب السياسية و اسباب تقنية تنصب على عملية اعداد القانون.
الاسباب السياسية:
يمكن ابراز خلفية هذا التوجه الجديد بالنظر الى الظروف التي عاشتها الجزائر خصوصا بعد توقيف المسار الانتخابي حيث برزت ثغرات دستورية 1989 كان لابد من ملئها، بالاضافة الى ان هذا التعديل جاء ليكرس و يحصل التوجه الديمقراطي و يحمي النظام الجمهوري التعددي، ووجود الغرفة الثانية كان من الآليات الضرورية لتحقيق الاهداف السابقة في هذا الاطار فان المؤسس الجزائري الدستوري لم يغب عن ذهنه الانتخابات التشريعية الاولى التي عرفتها الجزائر 1991 هذه الانتخابات التي ادت الى فوز و استئثار تيار سياسي واحد بأغلبية مقاعد البرلمان من دون ان يكون للنظام السياسي في دستور 1989 الوسائل الدستورية التي تحقق من امتلاك حزب واحد لكل مقاليد السلطة التشريعية خاصة و ان دستور 1989 اعطى السلطة التشريعية الكاملة الى البرلمان و في مثل هذا الظروف فان وجود غرفة ثانية من نشأته ان يخفف جموح المجلس الشعبي الوطني و اعطى الدستور لمجلس الامة الوسائل للوقوف اما المجلس الشعبي الوطني.
و هكذا يمكان ان يلعب مجلس الامة عنصر تلطيف الحياة التشريعية و هناك من يرى بان النظام السياسي الجزائري اعتمد نظام الغرفتين لكي يشرك الجماعات المحلية نظرا لما اصبح لهذه الجماعات المحلية من دور هام في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية مما يجعل مجلس الامة يسمح باكثر لكل المقترحات سواءا من مبادرة الحكومة او النواب لان وجود الغرفة الثانية يمكن ان يخفف من النزاعات التي يمكن ان تنشأ بين السلطة التنفيذية و البرلمان.و بذلك يكون النظام السياسي الجزائري قريبا كثيرا في آلياته الدستورية بالنظام البرلماني.
 الاسباب التقنية او القانونية:
اذا كانت الأحزاب السياسية وراء الأخذ بنظام المجلس فلا يخفى على أهدافه انه هناك أسباب قانونية او تقنية، و في هذا المضمار فان نظام المجلسين جاء كضمان لاستمرارية الدولة و مؤسساتها و ديمومتها و في هذا الاطار قول العلامة الدستوري ديسي: (ان الحاجة الى ايجاد مجلسين اصبحت محور السياسة و اساس هذه الحاجة الاعتقاد بميل المجلس الواحد الى التسرع و الاستبداد و الفساد و بالتالي فان نظام المجلسين يحول دون استبداد السلطة التشريعية ذلك أنه اذا كانت الهيئة النيابية تنفرد بسلطة سن القوانين و وضع التشريعات المختلفة دون اي وازع في جانب هام من جوانب السلطة العامة في الدولة فان هذا يعني منح هذه السلطة و بدون مقابل يدا جديدة مستبدة و تفاديا لهذا ينبغي تفادي توزيع السلطات بين المجلسين.
موقف المعارضين للازدواجية البرلمانية (مجلس الامة):
يلخصون هذا الراي في عدم جدوى المجلس و ضرورة الغاءه و الاكتفاء بالمجلس الشعبي الوطني فالغاءه ضرورة اقتصادية تفرضها ظروف الجزائر الراهنة التي تقتضي توفير امول تنفق في غير مواضعها مثلما هو قائم بالنسبة لمجلس الامة و ما ينفق عليه يمكن توجيهه للعمل على تحسين هذه الظروف الاقتصادية و انه يثقل ميزانية الدولة.
النقد الموجه لهؤلاء المعارضين:
هذا المبرر لا جدوى منه طالما تيقنا من انه يجب ان يقف الجميع تحت مظلة الولاء و الوطنية و الانتماء للدولة الجزائرية بغض النظر على الاديولوجيات و المعتقدات و الميولات، كما ان هذا المجلس لم ينشأ رغما عن ارادة الشعب بل جاء بموافقته و بغالبية كبيرة.
كما ان اختصاصات مجلس الامة شبيهة الى حد ما بصلاحيات المجالس الوطنية الاستشارية المتخصصة كالمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي، وبالتالي هذه الاخيرة يمكن ان تطلع بدورها خاصة و انها تضم خبرات فنية عالية و قادرة على ان تقدم اعمق من المشورة الفنية.
بالتالي يعد مجلسا وهميا وعديم جدوى و انه غرفة تسجيل وحفظ فقط .
النقد الموجه:
بظهور وظيفة الدولة و اتساع مجال تدخلها و لا يتعارض مع المجالس النيابية و السياسية و لا تستغني احدهما عن الاخرى، فلا بد من تعاونهما الامر الذي يؤدي الى صدورالتشريع و القرار السياسي على ضوء الدراسات الفنية والعلمية، فمجلس الامة هيئة ذات سلطة ايا كان قدرها تشارك في حكم البلاد و استقرارها بينما المجالس الوطنية المتخصصة تحدد تشكيلتها من السلطة التنفيذية حيت تعد من خلالها و جزءا منها.
كما أن نظام المجلسين يؤدي الى التأخير في سير التشريع الى حد الاصراف كما انه قد يكون موضوعه مسلما ب هاو من الواجب الاسراه بشأنه و لذلك شبه بنيامين فرانكلين نظام المجلسين بالعربة التي يجرها جوادان متضاربان و لكن هذا القول يوجد فيه نوع من الاصراف حيث ان نظام المجلسين يعتبر اكثر ضمانا و ثباتا واستقرارا من نظام المجلس الفردي.
و من بين اوجه النقد الى الثنائية البرلمانية الطابع غير الديمقراطي للغرفة الثانية في رأي أنصار هذا التيار حيث يرون ان التمثيل الديمقراطي هو الناتج الوحيد عن الانتخاب العام والمباشر و ان كل اساليب التعيين الاخرى مشكوك فيها الى ان الطرح مردود عليه باعتبار انه لا توجد غرفة مثالية في العالم كله، فنظام التعيين فيها وشروط عدم القابلية لعضويتها تتغير من دولة لاخرى حسب طريقة فهم كل منها و تصورها للديمقراطية و من تم لا يجب تقييم طريقة تكوين الغرفة الثانية على اساس ذات المعيير فالديمقراطية لتكوين الغرفة الاولى اما الغرفة الثانية فتمثل ما لم يمثل في الغرفة الاولى، فالهدف ليس استنساخ نسخة للغرفة الاولى فالى جانب غرفة منتخبة مباشرة و تخضع للتجديد السريع و التقلبات السياسية الظرفية لا يمكن ان يكون من المفيد تاسيس غرفة ثانية اكثر استقرارا و اكثر تخصصا للتأمل و التفكير و الدفاع عن القيم الدائمة و المصالح العميقة للامة بعيدا عن تقلبات الظروف الانتخابية والسياسية.
تشكيلة البرلمان الجزائري:
طريقة تعيين المؤسسات الدستورية لها اهمية كبيرة في دعم الدور المنوط بهذه المؤسسات و لعل اهمها:
البرلمان الذي قسمه المؤسس الدستوري الى غرفتين حيث جعل طريقة تعيين كل غرفة هو الذي يجعل كل واحدة تمارس الاختصاصات المخولة لها دستوريا بشكل اكثر توازنا مع الغرفة الثانية و عليه فالمؤسس الدستوري باعتماده غرفتين معينتين بطريقتين مختلفتين اراد من خلاله ان يعطي للمؤسسة التشريعية اهمية كبيرة من دون ان تستطيع احدى الغرفتين من الاستحواذ على السلطة التشريعية في اطار تكاملي حيث جاءت طريقة تعيين المجلس الشعبي الوطني في المادة 101 اما مجلس الامة فجاءة طريقة تعيينه في المادة 101الفقرة الثانية و ذلك يعني بالتالي ينتخب 2/3 عن طريق الاقتراع غير المباشر و السري من بين اعضاء المجالس الشعبية البلدية و الولائية و يعين رئيس الجمهورية الباقي 1/3 من بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في المجلات العلمية و الثقافية و المهنية و الاقتصادية و الاجتماعية ، اما بالنسبة للغرفة الاولى فان طريقة تعيينها في دستور 1996 تعطى لها الاسبقية في المؤسسات الدستورية على اساس انها تكمل جزءا من السيادة الوطنية و لا تنازعها في ذلك الا طريقة تعيين رئيس الجمهورية المعين بنفس الطريقة الا ان رئيس الجمهورية يتمتع بالاسبقية في الدستور
السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية. ان عدم المساواة بين رئيس الجمهورية و المجلس الشعبي الوطني تكمن في كون رئيس الجمهورية انتخب ليمثل كافة الشعب اما النائب فلا يمثل الى دائرته الانتخابية.
و بناءا على ذلك اعطى المؤسس الدستوري للمجلس الشعبي الوطني صلاحية واسعة في مواجهة السلطة التنفيذية اقلها مراقبة الحكومة و اجبارها على الاستقالة و ذلك عند مناقشة خطة عملها.
فطريقة تعيين المجلس الشعبي الوطني هي التي تعطي للاغلبية فيه دورا حاسما في قيادة النشاط السياسي في البلاد حيث ان الفوز في الانتخابات التشريعية تعني ان الناخبين وضعوا ثقتهم في جهة او حزب سياسي معين و ما على رئيس الجمهورية الا الامتثال لهذا الواقع سواء كان في صالحه او لا، كما ان طريقة التعيين تعطيه نوعا من السمو السياسي و تجعله وراء كل محاولة للوقوف في وجه السلطة التنفيذية و هكذا فقد اعطى الدستور للمجلس الشعبي الوطني حق اللجوء الى الوسائل الدستورية في مواجهة الجهاز التنفيذي ممثلا في الحكومة هذه الوسائل لا يشاركها فيها مجلس الامة، و هي التي جاءت مبنية في الكثير من المواد الدستورية المتعلقة بالعلاقات بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية.
مجلس الأمة:
تبنى دستور 1996 النيابية البرلمانية بخلاف الدساتير السابقة التي اخذت بمبدأ احادية السلطة التشريعية كما ان اعتماد طريقتين مختلفين في عملية تشكيل كل منهما و هو الامر الذي يمنح للغرفة الثانية ممثلة في مجلس الامة صفة تختلف في جورها عن المجلس الاول و قد حدد الدستور في المادة 101 طريقة تعيين مجلس الامة و بررها المؤسس على انها تمثل طريقة اخرى تمكن الجماعات المحلية المشاركة و ابداء رأيها في الحياة السياسية على اعلى مستوى و اعطاء رئيس الجمهورية حق 1/3 محاولة لاقحام الكفاءات الوطنية في مختلف ميادين التمثيل الوطني و ذلك بالاستعانة بخبرتها عند مناقشة الاعمال التشريعية
كرس دستور سنة 1989 نظام التعددية الحزبية لأول مرة في تاريخ الجزائر، و فتح التجارة الخارجية، التي كانت إلى ذلك الحين محتكرة من قبل الدولة. و يكس النظام المؤسساتي و السياسي الجزائري النظام الرئاسي للسلطة التنفيذية. و ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع عام المباشر و السري لمدة 05 سنوات. و يمكن إعادة انتخابه و لقد أسس التعديل الدستوري الذي جرى في 28 نوفمبر 1996، نظام الغرفتين، وهما المجلس الشعبي الوطني، أول غرفة للبرلمان الجزائري، و مجلس الأمة، ثاني غرفة للبرلمان. و ينيب رئيس مجلس الأمة رئيس الجمهورية في حالة شغور السلطة، وإلا أنه لا يمكنه الترشح لاستخلافه. و يعين الوزير الأول من قبل رئيس الجمهورية و ينفذ سياسة الحكومة
إلى جانب هذا هنالك مجلس دستوري يسهر على دستورية القوانين و صحة عمليات الإستفتاء، وإنتخابات رئيس الجمهورية و الإنتخابات التشريعية. أما باقي أهم مؤسسات الدولة الجزائرية فهي المجلس الأعلى للأمن، المحكمة العليا، مجلس الدولة، المجلس الإسلامي الأعلى، المجلس الوطني الإقتصادي و الإجتماعي.و لكل هذه المؤسسات دور إستشاري

المنظمات غير الحكومية
مفهوم المنظمات غير الحكومية وماهيتها :
أن تنامي ظهور المنظمات غير الحكومية قد جاء نتيجة الطلب للاستقلالية وتقوية مؤسسات التنمية المستدامة والمجتمع المدني ، ولتتحدى المؤسسات الرسمية للدولة ومؤسسات القطاع الخاص التجارية ، ولخلق التوازن المطلوب في المجتمع ، فالمنظمات غير الحكومية هي المنظمات التي لا تكون جزاءا من الهيكل التنظيمي لجهاز الدولة ولا هي منظمة تهدف إلى تحقيق الربح مثل المنظمات في القطاع الخاص ، بكلمة أخرى هي منظمات لا يستفيد منها القائمون على إدارتها من عائد أنشطتها وبرامجها أي منفعة شخصية ، بل نشاطاتها وبرامجها لخدمة هدف عام.
أن أهم مايميز المنظمات غير الحكومية عن غيرها من المنظمات هي رسالتها والغرض من إنشاءها ، فالمنظمات الخاصة ، كان الغرض من إنشائها هو تحقيق الربح ، والحكومية وجدت للدفاع عن البلاد وحماية مكتسباتها ، وأمنها القومي لتحقيق الأمن والعدالة بين أفراد المجتمع والعمل على تحقيق الرفاهية العامة للمجتمع بتحقيق النمو الاقتصادي ، والقضاء على البطالة ، في حين أن المنظمات غير الحكومية وجدت غالبا لتقديم بعض الخدمات ودعم بعض التوجهات في مجالات متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية مثل ، تنبيه المجتمع لبعض المخاطر البيئية والاجتماعية أو تقديم الرعاية الصحية أو خدمات تعليمية وتربوية وثقافية واجتماعية وغيرها من الأسباب التي تحمل الطابع العام لأهمية توفير الأمن الاجتماعي ورفاه المجتمع بصفة عامة .
ويمكن القول بأن المنظمات غير الحكومية وجدت أو أنشئت لكي تقدم خدمات ليس هدفها الرئيس تحقيق الربح منها ، ودخلها وأصولها يجب أن يوجه لخدمة رسالتها والهدف الأساسي الذي أنشئت من اجله ، وفي حالة حل أو إنهاء المنظمة يجب أن لا يذهب أي شيء منها إلى أفراد أو منظمات خاصة .
ويعرف البنك الدولي المنظمات غير الحكومية " بأنها مؤسسات وجماعات متنوعة الاهتمامات ، أما مستقلة كليا أو جزئيا عن الحكومات ، وتتسم بالعمل الإنساني والتعاوني وليس لها أهداف تجارية " .
أما الأمم المتحدة فتعرف المنظمات غير الحكومية " بأنها منظمات لها رؤية محددة تهتم بتقديم خدماتها للجماعات والأفراد ، وتحسين أوضاع الفئات التي تتجاوزها أو تضرها التوجهات الإنمائية ، كما يتحدد عملها في ميادين المشاريع الإنمائية ، الطواريء ، إعادة التأهيل ، وكذلك ثقافة المجتمع والدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية " .
وتأسيسا على ما سبق فان هناك مجموعة من الصفات والمعايير يجب الاعتماد عليها عند تحديد مفهوم المنظمات غير الحكومية ، وتتمثل هذه الصفات والمعايير بالاتي :
1- أن يتوافر للمنظمة شكل رسمي له سمة الدوام إلى حد ما ، وبالتالي فهو يستبعد التجمعات المؤقتة وغير المؤسسية .
2- أن تكون المنظمة غير هادفة إلى الربح ، ومن هنا فإن التعريف يستبعد أي منظمة توزع أرباحها على مؤسسيها أو أعضاء مجلس الإدارة ، لان الربح وفقا لهذا المعيار ينبغي أن يتجه إلى تطوير فاعلية المنظمة .
3- أن تكون المنظمة غير حكومية ، أي غير مرتبطة هيكليا بالحكومة ، لكنها يمكن أن تحصل على دعم أو مساندة من الحكومة ( مالية أو فنية).
4- أن تنبع الإدارة الذاتية للمنظمة من داخلها ، وبالتالي فإن التعريف يستبعد من مجاله أي منظمة تدار من الحكومة أو من أية قوى خارجية عنها .
5- توافر قدر من المشاركة التطوعية ، سواء في إدارة المنظمة أو في أنشطتها ، والتطوع قد يرتبط بنشاط معين ، أو قد يرتبط بمجلس الإدارة أو الاثنين .
6- أن تكون المنظمة غير حزبية ، أي لا ترتبط أساسا بحزب معين لكنها قد تنشط سياسيا ، وهذا يؤكد على فكرة استقلالية المنظمة وتوجهها إلى المجتمع ككل أو بعض قطاعاته لكن بدون ارتباطها بكيان حزبي معين .
ثانيا- أهمية المنظمات غير الحكومية في التنمية :
أخذت دول العالم المختلفة تهتم بالمنظمات غير الحكومية لأسباب عديدة من أهمها ما يلي :
1- كونها تعكس حاجة تنموية اجتماعية ، عادة ما تنشا داخل المجتمعات المحلية ، وبذلك تكون الرد الطبيعي أو العفوي لحاجات تنموية اجتماعية لفئة معينة أو مجموعة أو شريحة من السكان أو منطقة جغرافية أو مجموعة أو تيار سياسي أو قضية اجتماعية .
2- القدرة على التحرك بحرية نسبية ، حيث إنها متحررة نسبيا من المحددات الحكومية والرسمية من نواح عديدة ، بما فيها النواحي السياسية والإدارية

3- التواصل والاتصال مع الفئات المستهدفة ، تبعا لبنيتها وطبيعتها غير الرسمية وعنصر التطوعية ، فان المنظمات عادة ما تكون اقدر على الوصول والتواصل مع الفئات المستهدفة .
4- كونها أكثر تقبلا وتحوز على ثقة أكبر من قبل الفئات المستهدفة ، تبعا للدرجة العالية من الاتصال والتواصل مع الفئات المستهدفة ، فإن المنظمات عادة ما تحوز على ثقة أكبر من قبل هذه الفئات وبالتالي يتم التعامل بإيجابية أكبر .
5- مرونة الحركة ، عادة ما يكون للمنظمات غير الحكومية مرونة نسبية عالية في التحرك ، وخاصة لكونها أكثر تحررا من قيود البيروقراطية التي تعاني منها الجهات الحكومية ..
وتكتسب المنظمات غير الحكومية أهميتها من ثلاث عوامل مترابطة هي الأول هو تصور الناس للقواعد والمبادىء والقيم التقليدية ، واعتقاداتهم الدينية ومخزونهم الثقافي ، ومعتقدات الديمقراطية والحرية والحكم الصالح ، والمجتمع والأسرة والفرد . والعامل الثاني يتمثل بالقوانين التي تطبقها الدولة والتي تحدد حرية التعبير وحركة الأفراد والحيز القانوني الذي يعمل فيه كل فرد بقصد تكوين شبكات وجمعيات . أما العامل الثالث ، فهو عملية بناء الثقة بين الأفراد ومع مختلف المجموعات المنظمة ، وهذا يشكل الأساس الذي يقوم عليه تكوين الشبكات الاجتماعية وراس المال الاجتماعي .
وتمارس المنظمات غير الحكومية أدوارا مهمة ، فهي باتت تمثل قوة اقتصادية واجتماعية وسياسية مؤثرة في المجتمع ، ففي في الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال ، نلاحظ بأن قطاع المنظمات غير الحكومية هو قطاع كبير ومتنوع يمس جوانب الحياة المختلفة في المجتمع الامريكي ، ويتالف هذا القطاع من حوالي مليون ونصف مليون منظمة قدر إجمالي دخلها السنوي بأكثر من (650) مليار دولار ، ويعمل فيها حوالي (8.5%) من مجمل قوة العمل في الولايات المتحدة ، وهناك ما يقارب 56% من مجموع البالغين في الولايات المتحدة يتطوعون سنويا لبعض الوقت للعمل في هذه المنظمات .
التحديات التي تواجه عمل المنظمات غير الحكومية :
بالرغم من الدور الذي تمارسه المنظمات غير الحكومية في مجال التنمية الاقتصادية والرعاية الاجتماعية ، والتنمية الثقافية ، والتوعية بالمخاطر البيئية في دول مجلس التعاون الخليجي ، بالاضافة الى تقديم المساعدات والمعونات الإنمائية للدول النامية والفقراء في كافة دول العالم ، غير انها تواجه اليوم العديد التحديات الداخلية والخارجية خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي أثرت وسوف تؤثر على انشطة وبرامج المنظمات غير الحكومية العاملة في دول ملجس التعاون الخليجي وتحد من دورها المطلوب في تنمية المجتمع بكفاءة عالية .
ويشير التقرير الاول للتنمية الانسانية العربية للعام 2002 إلى أن المعوقات التي تواجه عمل الجمعيات غير الحكومية هي متعددة قسم منها خارجي ، مثل القيود الإدارية البيروقراطية وتلك المرتبطة بالنظام العام ، والقسم الاخر يأتي من داخل الجمعيات نفسها مثل قلة الديمقراطية الداخلية التي تنعكس في البطء في تداول الإدارة ، وانخفاض تمثيل الشباب والمرأة في مجالس إدارتها ، وشخصنة إداراتها وتركزها في يد شخص واحد غالبا ما يكون مؤسس الجمعية . واشار التقرير ايضا إلى نقص الشفافية فيما يخص عملية اتخاذ القرارات ، حيث أن البعض من الجمعيات تجد صعوبة في إحترام قواعد واضحة للإدارة والمحاسبة ، ومحدودية العمل التطوعي ، وتقلص القاعدة الاجتماعية ، والتبعية المالية للخارج ،وأسهمت هذه العيوب في كثير من المشكلات التي تواجه العديد من الجمعيات في تمويل مناشطها .
ويمكن إيجاز أهم المشكلات والمعوقات التي تواجه المنظمات غير الحكومية ، والتي تؤثر في أدائها لدورها المطلوب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بالاتي :
1- على المستوى التشريعي :
يلاحظ وجود نقص في التشريعات الخاصة بالمنظمات غير الحكومية في المجالات التالية :
أ‌- الدعم الرسمي المطلوب تقديمه للمنظمات غير الحكومية بوصفها شريكا في التنمية سواء من أجل تنفيذ برامج أو مشاريع حكومية في مجال التنمية الاجتماعية أو لتنفيذ برامج أو مشاريع خاصة بهذه المنظمات .
ب-استفادت المنظمات غير الحكومية من حق النفع العام مع مايتحيه لها ذلك من دعم حكومي .
ج-تنظيم الدعم الفني لفائدة المنظمات غير الحكومية .
د- تنظيم جهود المتطوعين بما يخدم التنمية الاجتماعية في البلد بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية .
ه- الامتيازات والتسهيلات الممنوحة للعاملين بالمنظمات غير الحكومية .
و- تنظيم العلاقة بين المنظمات غير الحكومية و المؤسسات الدولية خصوصا التابعة للامم المتحدة بما يخدم مصالح المنظمات غير الحكومية في إطار برامجها ومشاريعها التنموية .
2- على المستوى التمويلي :
تعد مشكلة التمويل من اهم العوامل التي تعرق عمل المنظمات غير الحكومية وتحد من نشاطها. وتلعب المساعدات المادية دورا محوريا في تحديد اتجاهات عمل المنظمات غير الحكومية .
ويلاحظ أن العديد من المنظمات غير الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد في تمويل انشطتها وبرامجها على تبرعات الشركات والمحسنين ، ويعتري هذا المصدر من التمويل بعض المخاطر من أهمها التذبذب والمشروطية ، حيث تتفاوت حجم التمويلات من فترة لاخرى ومن سنة لاخرى مما قد يؤثر على عمل المنظمات ،كما ان أشتراط المحسنين توظيف تمويلاتهم في اغلب الاحيان لتنفيذ أنشطة محددة من شأنه أن يضر بالاولويات التي قد ترسمها المنظمات في اطار خطط عملها .
وتتاثر فرص الحصول على التمويل كذلك بنوعية النشاط والتوجهات والاهداف المعلنة من قبل المنظمات غير الحكومية سواء كان التمويل من جهة محلية أو دولية . بالاضافة إلى ذلك ، فإن التنافس على مصادر التمويل ذاتها يشكل عائقا كبيرا في الحصول على التمويل اللازم .
3- على المستوى الثقافي :
ونعني بذلك ثقافة المجتمع أو تربية المجتمع في مجال التنمية ، وهي للاسف الشديد ما زلت ضعيفة مما يجعل المنظمات غير الحكومية تعمل في ظل بيئة اجتماعية تتطلب جهدا كبيرا ومكثفا في مجال التوعية المجتمعية . ومن اهم السلبيات الناجمة عن ضعف الثقافة التنموية للمجتمع ما يلي :
أ‌- قلة الاقبال على التطوع للعمل في المنظمات غير الحكومية ، على العكس من الصورة الموجودة في بعض الدول المتقدمة ، فعلى سبيل يعمل نحو (10) مليون متطوع في المنظمات غير الحكومية الفرنسية البالغة حوالي 750 ألف منظمة ، ويمثل هؤلاء نحو 17% من الشعب الفرنسي .
ب‌- ضعف في الاطلاع والمتابعة بما تقوم به المنظمات غير الحكومية من انجازات في الميادين التنموية المختلفة ت‌- ضعف إقبال الشباب على الانخراط في عضوية هذه الجمعيات من ناحية ، وضعف إيمان بعض الاعضاء المشاركين فيها بالدور الهام الذي تلعبه في تنمية المجتمعات وتقدمها .
4- على المستوى التظميمي والمؤسسي :
تعد المنظمات غير الحكومية الخليجية منظمات حديثة قياسا بمثيلتها في الدول المتقدمة صناعيا والتي تخطى عمر بعضها قرنين من الزمان ، وبالتالي ، فهي منظمات قليلة الخبرة والتجربة مما يجعل ادائها دون الطموحات المنشودة ، ويتضح قصور المنظمات غير الحكومية الخليجية من الناحية التنظيمية والمؤسسية بالاتي :
أ‌- أختلال الهياكل التنظيمية :تعني اغلب المنظمات غير الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي من ضعفا في هياكلها التنظيمية . وتؤدي الاختلالات الموجودة علىمستوى الهياكل التنظيمية في تلك المنظمات إلى ما يلي :
• خلل في توزيع الأدوار داخل المنظمة مما يحول دون تحقيق الاهداف المرجوة ويعيق أتخاذ القرارات المناسبة .
• خلل في التنسيق بين مختلف مكونات الهياكل التنظيمية .
• ضعف في توزيع الموارد البشرية المؤهلة حسب متطلبات الوظائف المطلوبة ضمن الهياكل التنظيمية .
ب-غياب التخطيط الاستراتيجي : بالرغم من التخطيط الاستراتيجي قد حظي بقبول كبير داخل داخل المنظمات غير الحكومية في العديد من دول العالم منذ العقد الاخير من القرن العشرين ، غير اننا نجد أن أغلب المنظمات غير الحكومية الخليجية تفتقر لهذا التخطيط المهم في ظل بيئة اقتصادية واجتماعية تشهد تغييرات مطردة . ونجد بأنها تكتفي بأنجاز مجموعة من الانشطة المتفرقة والموسمية التي تفتقر إلى الانسجام وإلى تحديد الأهداف وقياس النتائج .
ويمكن القول بأن المنظمات التي تفشل في أن تخطط للمستقبل تكون عرضة لفقدان فرصها في توسيع قاعدة مواردها ، او في زيادة وتنويع خدماتها ، كما أنها تخاطر بعدم اللحاق بالاحتياجات والمتطلبات المتغيرة للمجتمع المحلي الذي تستهدفه . وقد يكون الثمن الذي تدفعه تلك المنظمات لعدم ممارستها للتخطيط الاستراتيجي هو الركود والتراجع .
5- على مستوى التنسيق والشراكة :
يقود ضعف التنسيق والتعاون والتكامل بين المنظمات غير الحكومية في نطاق الانشطة والبرامج المشابهة والمقدمة إلى نفس الفئات والشرائح الاجتماعية سواء على الصعيد المحلي او على الصعيد الخليجي إلى الازدواجية ، وبعثرة الجهود والإمكانات وضعف التنفيذ والفاعلية في تطبيق البرامج والأنشطة التنموية ، الأمر الذي يتطلب البحث عن آلية لتحقيق التنسيق في عمل المنظمات غير الحكومية بما يحقق التكامل في مناشطها .
كما أن ازدواجية وتعددية العضوية في كثير من المنظمات تقود ايضا إلى تشتيت الجهود ، وخفض مستوى الفاعلية في الأمد البعيد .
الخاتمة :
أن تفعيل دور المنظمات غير الحكومية في التنمية بوصفها شريكا لكل من القطاع العام والقطاع الخاص ، يستدعي تبني مجموعة من الإجراءات الكفيلة بمواجهة المعوقات والمشاكل والتحديات التي تواجه عمل المنظمات غير الحكومية ، تتمثل بالاتي :
1- العمل على سن وتطوير منظومة القوانين والتشريعات التي تنظم عمل المنظمات غير الحكومية وتحدد العلاقة بينها وبين الحكومات بما يضمن شفافيتها واستقلالها وتنمية مواردها .
2- تقديم الدعم الفني والمالي الحكومي للمنظمات غير الحكومية في أطار شراكة من أجل إنجاز برامج ومشاريع تنموية منسجمة مع السياسات القطاعية الحكومية لمختلف الفئات الاجتماعية .
3- إنشاء شبكة خليجية للمنظمات الخيرية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تنسيق جهودها الخيرية في تقديم المساعدات على نطاق أكبر واشمل .وكذلك التعاون في مجال تحقيق الاستثمار المجدي لاموال الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية الاخرى المهتمة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
4- تشجيع وتحفيز المتطوعين للعمل في المنظمات غير الحكومية كجزء من الخدمة المدنية التي يمكن ان يطالب بها المواطنون أو باي شكل اخر .
5- قيام كل منظمة غير حكومية بإعداد خطتها الاستراتيجية ومشاريعها وبرامجها ، وكذلك الموارد الضرورية لإنجاز هذه المشاريع والبرامج .
6- حث صناديق وبنوك التنمية الإقليمية والاسلامية على فتح نوافذ تمويلية للمنظمات غير الحكومية .
7- بناء قاعدة معلومات حول المنظمات غير الحكومية الخليجية لسد الفجوة والنقص في ذلك ، ولخدمة الباحثين ومتخذي القرار في دول مجلس التعاون الخليجي .

Bosri1307
2010-01-31, 15:02
مقـدمـة:

يتباين اهتمام الإنسان بالمشاكل التي يواجهها وفقاً لمدى التأثيرات المترتبة عليها. ولقد تنامى مؤخراً اهتمام كافة المجتمعات البشرية بالبيئة حيث أصبح تعريف الكوارث بالنسبة للإنسان لا يقتصر على الكوارث الطبيعية المتمثلة في الزلازل والبراكين والأعاصير وإنما يتضمن مفهوماً شمولياً جديداً يعرف بالكوارث البيئية, وعليه فقد حظي هذا المفهوم الجديد باهتمام العلماء والدارسين في مختلف المجالات التنظيمية. وفي خضم ذلك تم تبنِّي الكثير من التعليمات الدينية والممارسات الاجتماعية التي تؤكد ضرورة تقنين السلوك تجاه البيئة. وقد ظهرت مؤخراً منظمات عالمية حكومية وشبه حكومية وخاصة أخدت على عاتقها استراتيجيات تشمل نشر الوعي للإقلال من الأضرار من خلال برامج ومشاريع وخطط. ورغم أن الجهود المشتركة في هذا المجال لا زالت متواضعة إذا ماقورنت بحجم العمل المطلوب إلا أن المنظمات العالمية تسعى دائماً إلى التعاون والتنسيق الإداري تجاه حماية البيئة. ويعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)UNEP أحد البرامج المعروفة في هذا المجال. فقد نشأ يونيب بعد مؤتمر الأمم المتحدة عن البيئة الإنسانية الذي عقد في ستوكهولم عام 1972م حيث يهتم البرنامج بمراقبة البيئة العالمية ويلعب دور الوسيط والمنسق في مجالات الرصد البيئي والأنظمة البيئية الأرضية, والبيئة والتنمية, والمحيطات, وبالبحار الاقليمية, وصحة البيئة وغير ذلك من المواضيع. ويهدف يونيب إلى تنمية الكثير من برامجه ومشاريعه البيئية عبر المنظمات التطوعية والهيئات الخاصة والخيرية والاغاثية في كافة انحاء العالم.

وعليه فإننا نستعرض إطاراً شمولياً لمفهوم العلاقات والمقومات المرتبطة بالإستراتيجيات والسياسات الإدارية البيئية ومدى تجانسها مع العمل التنموي للمنظمات الخيري. وتشمل محاكاة العلاقة بين البيئة والتنمية من جانب والسياسات والخطط التنفيدية للعمل الخيري من جانب لآخر.

البيئـة:
البيئة كلمة مأخودة من المصطلح اليوناني OIKOS والذي يعني بيت أو منزل وكثيراً ما يحدث الخلط بين علم البيئة Ecology والبيئة المحيطة أو ما تسمى أحياناً بعلم البيئة الإنساني Enviroment ذلك أن علم البيئة (الايكولوجيا) يشمل دراسة كل الكائنات أنما تعيش بينما يقتصر علم البيئة الإنسانية Enviroment على دراسة علاقة الإنسان الطبيعية دون سواها (1). كما وأنه من الملاحظ أن علم البيئة
(الايكولوجيا) ينادي بضرورة الاهتمام بالعلاقات المتداخلة بين الكائنات الحية بما فيها الإنسان والوسط الذي تقطنه ومدى التأثير المتبادل ما بين الكائنات الحية وذلك الوسط. ويركز علم البيئة (الايكولوجيا) على ضرورة وجود التوازن والتلاؤم ما بين الوسط والكائنات الحية وإذا تواجدت حالة اللاتوازن ظهر الاختلال البيئي المتمثل في كثير من الظواهر, مثل التلوث والانقراض والجفاف والتصحر وغيره. ولذا فإن علم البيئة (الايكولوجيا) يركز على الاهتمام والتعرف على السلوك والتأثيرات المختلفة والمتداخلة بين الكائنات الحية وذلك بهدف توضيح الخصائص الأساسية للعوامل الحية وعلاقتها بالعوامل غير الحية.

إن النظام البيئي Ecosystem يشمل التفاعل فيما بين العناصر الحية من حيوان ونبات وكائنات مجهرية مجتمعة وبين عناصر المناطق الطبيعية الفيزيائية والكيميائية غير الحية وما ينشأ عن ذلك من توازن بين تلك العناصر المختلفة والذي يؤدي بالتالي إلى وجود استقرار للعلاقات المتعددة. ومن الطبيعي أن النظام البيئي يتضمن مواد عضوية وغير عضوية مثل النباتات أو المعادن وكائنات مستهلكة مثل الإنسان والحيوان والكائنات المفككة مثل البكتيريا الطبيعية. ولذا فإن أي نقص جزئي أو كلي يطرأ في أي عنصر من تكوينات النظام البيئي سوف يحدث اختلالاً في النظام البيئي(2). (تفيد الاحصائيات أن 99% من الكائنات التي كانت تعيش على الأرض قد انقرضت). وقد ظهر خلال العقد الاخير العديد من الأبحاث والدراسات الإدارية والاقتصادية والبرامج التي ترتبط بعلم البيئة حتى أصبح مصطلح علم البيئة يحمل معاني كثيرة بما في ذلك تعبيراتنا الخاصة بعلاقتنا مع الطبيعة والكائنات الحية الأخرى أو حتى طموح الإنسان للتعاون على الرفع من مستوى ظروف حياته. ولذا فإن علم البيئة في كل الاحوال هو العلم للإنسان والطبيعة. وقد نشأت عدة محاولات عالمية منظمة لتحديد أسس منهجية لتقييم السياسات والخطط القائمة التي يصبوا إليها الإنسان لتلبية طموحاته ومدى تأثير ذلك على بيئته. وفي هذا الخضم أقدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإصدار أول تقرير في سلسلة توقعات البيئة العاليمة (GEO-1) عام 1997م.(3) وقد تضمن التقرير استعراض مؤشرات بيئية عالمية عامة تدعم التقييم البيئي العلمي العالمي والذي غالباً ما يهدف إلى تكامل الإعتبارات البيئية عند اتخاذ القرارات المرتبطة بظروف حياة الانسان. وتضمنت تلك المؤشرات البيئية العالمية الإشارة إلى استمرار التدهور البيئي خلال العقد الأخير على الرغم مما تم تسجيله من نجاحات حيث ظلت المشاكل البيئية الهامة جزءاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في جميع المناطق. بالإضافة إلى أن الانشغال في القضايا المحلية والمباشرة دون الإهتمام بالقضايا البيئية العالمية طويلة الأجل يشكل عائقاً أمام التقدم البيئي على المستوى الدولي. وعليه فإن الفجوة تزداد بين ما تحقق وبين الحاجات الواقعية نتيجة لضعف التضامن البيئي العالمي وقصور ذلك في تحقيق تقدم فعلي المستوى العالمي. وقد خلص ذلك التقرير الأول عن توقعات البيئة العالمية إلى التأكد على حاجة العالم إلى ضرورة القيام بتغيرات هيكلية رئيسة واتباع سياسات بيئية نشطة مصحوبة بالسياسات الاجتماعية والاقتصادية المناسبة.(4) وقد ظهر تقرير آخر صدر عن البنك الدولي يفيد أن دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حققت تقدماً ونمواً رائعاً خلال الثمانينات إلا أن هذا التقدم مهدد بالتدهور البيئي المصاحب له ويتمثل ذلك في شحة المياه وتلوث الهواء وتدهور الاراضي الزراعية وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي وكل ذلك يقلل من قدرات تلك المنطقة على مواصلة النمو الاقتصادي واستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان, كما تؤدي كذلك إلى فرض تكاليف اقتصادية وبشرية باهضة من خلال المرض والوفاة. ويشير الشكل التالي إلى الوضع العام في دول المنطقة ووفقاً لما ورد في ذلك التقرير:

تصريف المياه المستعملة في المناطق الحضرية تكاليف الرعاية الصحية بنسبة الفرد تلوث الهواء تدهور الاراضي عائدات السياحة نصيب الفرد من انتاج البترول نصيب الفرد من امداد المياه

(5)ومن المحتمل أن تستمر أوضاع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في التدهور خلال العشر السنوات القادمة حيث سوف يزيد عدد سكان المنطقة من 250 مليون نسمة(عام 1990) إلى 340 مليون نسمة, مما سيزيد الطلب على الموارد الشحيحة من المياه والأراضي الصالحة للزراعة. وسيعيش حوالي 160 مليون نسمة في مدن يتجاوز فيها تلوث الهواء المعايير الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية-مما يضعف قدرة الأطفال على التعلم, ويقلل انتاجية العامل والرفاهة البشرية بصورة عامة, ويبطئ نمو السياحة. ومن المرجح أن يزداد التلوث الصناعي بأكثر من 50%. كما سيزداد تلوث الهواء من وسائل النقل بأكثر من
60% ما لم يتخد إجراء الاستبدال تقنية محركات السيارات ذات التكنولوجيات البالية وزيادة كفاءة استهلاكها للوقود. وسوف تزداد أزمة المياه حدة, إذ من المرجح أن يتجاوز الطلب إمدادات المياه العدبة المتجددة المتاحة في أربع عشرة دولة بالمنطقة. ويضيف التقرير إن ما لم يوقف تدهور الأراضي والغابات فإنه سيزداد سوءاً, علماً بأنه بلغ بالفعل مرحلة خطيرة, مما يشكل تهديداً حقيقياً للقاعدة الزراعية بالمنطقة. وهذا ومن المتوقع أن تلحق أضرار بالغة بالتراث الحضاري للمنطقة نتيجة التنمية غير المنظمة وزيادة تلوث الهواء, وتنامي أعداد السياح. ويظهر التقرير أيضاً أنه من الصعب تحديد التكاليف المستقبلية لهذا التدهور البيئي تحديداً كمياً. غير أن هذه المشاكل متجمعة ستعرض للخطر آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إذ أن التجربة العملية في جميع أنحاء العالم تبين بوضوح أن التقاعس عن العمل الآن لن يؤدي إلا إلى زيادة تكاليف وتعقيد الإجراءات العلاجية التي تتخذ لاحقاً. ويشكل تحديد أولويات العمل مفتاح النجاح. ومن الطبيعي أن تحظى بأولوية عالية المشاكل التي تؤثر على صحة الانسان أو التي تؤدي إلى خسائر
اقتصادية(6).
التنميـة المستدامـة
تسابق المجتمعات إلى وضع خطط تنموية بهدف النهوض بالبنية الاقتصادية والاجتماعية لرفع المستوى المعيشي للأفراد وقد يؤدي ذلك إلى النمو وبالتالي التغيير والزيادة في الاستهلاك والادخار والناتج القومي. ويعتبر النمو الاقتصادي ضرورة للتخفيف أو تلافي الفقر, إلا أن النمو السريع غير المتوازن غالباً ما يؤدي إلى مشاكل بيئية تزيد من بؤس المجتمع المعني بالتنمية. وقد يظهر ذلك في مختلف المجالات مثل الزيادة المطردة لأنواع التلوث في خضم إقامة المشاريع التنموية وتأثير ذلك على الصحة ونوعية الحياة, وقد يظهر في صورة عدم استقرار الانتاجية من خلال على سبيل المثال الاستغلال الخاطئ لمصادر المياه وسوء استغلال التربة. ولذا فإن من الطبيعي أن المشاكل البيئية تتفاوت حسب مفهوم التنمية التي يتبناها المجتمع ونموه الاقتصادي وسياسته الإدارية تجاه البيئة. (7) وتتصف كثير من السياسات الإدارية البيئية في الدول النامية بضعف مقوماتها وهو ما يؤدي إلى سهولة استيراد وانتقال بعض التقنية والمصانع من الدول الصناعية المسببة لكثير من التلوثات البيئية.

ولقد أدى الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية إلى ظهور مفهوم للتنمية يسمى المستدامة Sustainable Development وهي تنمية قابلة للإستمرار والتي تهدف إلى الإهتمام بالعلاقة المتبادلة ما بين الانسان ومحيطه الطبيعي وبين المجتمع وتنميته, والتركيز ليس فقط على الكم بل النوع مثل تحسين توزيع الدخل بين أفراد المجتمع وتوفير فرصة العمل والصحة والتربية والإسكان, وتهدف التنمية المستدامة أيضاً إلى الإهتمام بشكل رئيس بتقييم الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي للمشاريع التنموية. وحيث أن البيئة هي المخزون الطبيعي للموارد التي يعتمد عليها الانسان وأن التنمية هي الأسلوب التي نتبعها المجتمعات للوصول إلى الرفاهية والمنفعة, لذا فإن الأهداف التنموية البيئية يكمل بعضها البعض.

وحتى مطلع الستينات لم تستقطب المشاكل البيئية الانتباه الكافي لمتخذي القرارت وراسمي الاستراتيجيات والسياسات في المجتمع والمنظمات.(Boulding1966, Daly 1969, Ayres and Kenesse 1969).

(8) إلا أن مطلع السبعينات شهد زيادة في انتشار الوعي البيئي وقليل من الالتزام بتطبيق السياسات البيئية تجاه المحافظة على الموارد ومقاومة التلوث وعدم الإخلال بالنظام البيئي.

وقد ساهمت التجارة الدولية والتسارع نحو النمو الاقتصادي إلى ذلك من عدم الإلتزام وزيادة الإستنزاف والضغوط على البيئة.
وقد مهدت كثير من المناسبات والتقارير والممارسات السياسية الطريق تجاه تطوير مفهوم التنمية المستدامة ومن تلك:
 مؤتمراستكهولم المعني بالبيئة الإنسانية وقيام ونشأت برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 1972م.
 التقرير المشهور تحت عنوان حدود النمو. (Meadows 1972).
 التقرير الأمريكي العالمي لعام 2000م الى الرئيس (Barney 1980).
 الإستراتيجية الدولية للحفاظ على الطبيعة (WCN / UCN 1980).
 تقرير التنمية المستدامة للغلاف الجوي (Clark and Munn 1986).
 تقرير الأمم المتحدة تحت عنوان مستقبلنا المشترك (WCED 1987).
 مؤتمر ريوديجانيرو عام 1992 والمعروف أيضاً بقمة الأرض والمعني بالبيئة والتنمية.
 مؤتمر RIO+5.

وشهد العالم العربي انطلاقة برامجه للتنمية المستدامة منذ الإعلان العربي عن البيئة والتنمية الصادر عن المؤتمر الوزاري الأول حول الاعتبارات البيئية في التنمية الذي عقد في تونس في أكتوبر 1986م والبيان العربي عن البيئة والتنمية وآفاق المستقبل الصادر في القاهرة في سبتمبر 1991م.

(9) ومن الملاحظ أن كثير من مجالات النشر والبحث المرتبط بالتنمية المستدامة كانت تحمل الكثير من التركيز على الدول النامية
( Bartelamus 1986, Red Clift 1987, Repetto 1986, Tolba 1987, Schranum and Warford 1986, Pearce 1990, Simonis 1990, pearce and Wardford 1993).

مع ذلك فإن معظم الدراسات منذ البداية وحتى الفترة الحالية تتناول التنمية المستدامة باتجاه يرتبط بالحوار حول النمو والمشاكل البيئية المرتبطة بالاقتصاد
(Mishari 1967,1977, Daly 1977,1990, Hueting 1980)

وقد اكتسب تعريف هيئة براند تلاند (WCED 1987) للتنمية المستدامة شهرة دولية في الوسط الاقتصادي منذ بداية الحوار حول ذلك المفهوم, حيث ظهرت في تقرير تلك الهيئة المعروف بعنوان مستقبلنا المشترك في عام 1987 محاولة لتعريف التنمية المستدامة بأنها عملية التأكد أن قدراتنا لتلبية احتياجاتنا في الحاضر لا تؤثر سلبياً في قدرات أجيال المستقبل لتلبية احتياجاتهم. وقد عرفت التنمية المستدامة أيضاًBarbier 1987))
بأنها عملية التفاعل بين ثلاثة أنظمة: نظام حيوي, نظام إقتصادي, نظام إجتماعي. بينما ركز (GROOT) في دراسة على ما أسماها بالوظائف البيئية للحياة الانسانية. وقد عرف (GROOT) سبعةوثلاثون وظيفة بيئية وحددها تحت أربعة عناوين رئيسة وهي القوانين, الناقل, الإنتاج, والمعلومات. بينما سعى آخرون Paerce and Turner 1990)) إلى تجميع الوظائف البيئية في ثلاث مجموعات وتشمل مواكبة الموارد للنشاطات البشرية, استيعاب التلوث الناتج عن النشاطات البشرية ومواكبة الخدمات البيئية للنشاطات البشرية. كما ظهر أيضاً منهج اقتصادي آخر أطلق عليه الاقتصاد الطبيعي (البيئي) والذي يتضمن طرح استراتيجي ينادي بأن الاقتصاد هو عبارة عن نظام في إطار النظام البيئي فهو يستمد الموارد المستخدمة من الطبيعة ويقذف بالتلوث إليها. وعليه فإن جميع النشاطات الاقتصادية مستمدة من الطبيعة وجميع الانتاج الاقتصادي هو في الحقيقة استهلاك للطبيعة. وتسعى المجتمعات لتقييم نجاح خططها التنموية بالإعتماد على مؤشرات محددة. والأسلوب التقليدي في تقييم نجاح خطط المجتمعات غالباً ما يركز على موضوع محدد مثل متوسط دخل الفرد في البلد الواحد. إلا أن الاستراتيجيات الحديثة المرتبطة بقياس الإستدامة تركز على قياس الترابط بين مجموعة العلاقات والتي تشمل الاقتصاد واستخدام الطاقة والعوامل البيئية والإجتماعية في هيكل استدامي طويل المدى. ولقياس الكفاءة والتلاحم بين مختلف الأنظمة فإن مؤشرات الإستدامة يشمل العديد من الجوانب الواسعة مثل الاقتصاد والبيئة وثقافة وحضارة المجتمع ودور السياسة والحكومة واستخدام الموارد والتعليم والصحة والجودة والسكن وأعداد السكان والأمن العام والرفاهية والمواصلات. ومن الأمثلة للمؤشرات في الجوانب الاقتصادية: توزيع الفرص الوظيفية وعدالة توزيع الدخل والتدريب. بينما تشمل المؤشرات المرتبطة باستخدام الموارد: استهلاك الطاقة, استعمال المواد الخطرة وأساليب استخدام المياه ومن المؤشرات المرتبطة بالثقافة والحضارة الاجتماعية: العناية بالأطفال ومقدار النشاطات التطوعية في البرامج والنشاطات المستدامة.

ومن الواضح أن للمنظمات دوراً حيوياً في تنفيذ خطط ومشاريع التنمية. وعليه فإن هناك اتجاه متنامي لدى واضعي السياسات والإستراتيجيات في قطاع الأعمال بصفة خاصة وكافة المنظمات بصفة عامة لتطوير الأساليب الادارية بحيث تتواكب مع مفهوم الاستدامة وتساهم في ترسيخ مفهوم التنمية القابلة للإستمرار, ولذا فقد تم تطوير العديد من المعايير لمساعدة المنظمات والمستفيدين والحكومات في تحديد السياسات والأساليب والأهداف المثلى. ويقوم مبدأ تطبيق الإلتزام بعظم تلك المعايير على أساس تطوعي. إلا أن تطبيق بعض المعايير التطوعية أخذ يتحول تدريجياً إلى مسار إلزامي وفقاً لما تمليه سياسات الحكومات والإتفاقيات الدولية السريعة التطور.
التكامـل الاستراتيجـي:

كثيراً ما يستخدم مفهوم التنمية المستدامة كمؤشر لأهمية اتباع الأساليب الإدارية البيئية. إلا أن حقيقة مفهوم التنمية المستدامة لا يقتصر على ذلك فقط بل يشمل التركيز على استراتيجية إدارية اقتصادية تتضمن منظور بيئياً واجتماعياً ومؤسسياً قوامه التنمية البشرية. (10) والتنمية البشرية هي عملية تهدف إلى زيادة الخيارات المتاحة أمام الناس, وتركز تلك الخيارات الأساسية في أن يحيا الناس حياة طويلة خالية من العلل وأن يكتسبوا المعرفة وأن يحصلوا على الموارد اللازمة لتحقيق مستوى حياة كريمة, ومن ثم فإن للتنمية جانبان: الأول هو تشكيل القدرات البشرية مثل تحسين الصحة والمعرفة والمهارات. والثاني يتمثل في انتفاع الناس بقدراتهم المكتسبة في المجالات الشخصية أو الانتاجية أو الثقافية أو الاجتماعية أو السياسة. ولكي تكون التنمية البشرية ناجحة فإنه لا بد من تواجد توازن دقيق بين هذين الجانبين.(11) ومن هذا المنطلق يعرض برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أسلوب لتحليل التنمية تختلف عن المناهج التقليدية المتبعة في تحليل النمو الاقتصادي وتكوين رأس المال البشري أو تنمية الموارد البشرية أو الرفاهية البشرية والاحتياجات الأساسية.

(12) ومن الملاحظ أن الاستراتيجيات الإدارية لتطبيق خطط التنمية البشرية قد ركزت خلال الخمسينات على مسائل الرفاه الاجتماعي واعتبرته في الستينات العنصر المتبقي للتنمية, أما في السبعينات فقد تم التركيز على تخفيف وطأة الفقر وتوفير الحاجات وشهدت الثمانينات تجاهلاً واضحاً لهذا الجانب, وفي مطلع التسعينات تم التركيز على مفهوم المشاركة الشعبية, وتم تعريف بكونها (13) تنمية الناس من أجل الناس بواسطة الناس, وتنمية الناس معناها الاستثمار في قدرات البشر سواء التعليم أو الصحة أو المهارات حتى يمكن العمل نحو منتج خلاق. والتنمية من أجل الناس تعني كفالة توزيع النمو الاقتصادي الذي يحققونه توزيعاً واسع النطاق وعادلاً بينما تهدف التنمية بواسطة الناس إلى إعطاء كل امرئ فرصة المشاركة فيها. وخلال التركيز على المشاركة الشعبية تلك يبرز دور المنظمات غير الحكومية الممثلة في كثير من الجمعيات الخيرية والاجتماعية كطرف أساسي في مسيرة التنمية بمختلف جوانبها. وقد ركزت معظم الأمم في العديد من المناسبات على أهمية الدورالتنفيذي لتلك المنظمات والجمعيات والهيئات الخاصة والخيرية في مجال الإدارة والبيئة والتنمية, حيث شهد المؤتمر الكبير المعني بالبيئة والتنمية والمعروف بمؤتمر قمة الارض الذي عقد في مدينة (رو) بالبرازيل عام 1992م شهد حضور 172 حكومة وأكثر من 650 منظمة غير حكومية. كما نص جدول أعمال القرن الواحد والعشرون في ذلك المؤتمر على ضرورة دعم واشراك الشرائح الاجتماعية بما في ذلك الشباب والمنظمات غير الحكومية في مسيرة التنمية.

(14) ومن الاستراتيجيات التي اقترحها البنك الدولي لدول منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة هي تقوية المؤسسات البيئية والمشاركة الشعبية عبر بناء القدرات المؤسسية في مجال وضع السياسات البيئية كأولوية قصوى. وكذلك عبر تحسين القدرات الإدارية والفنية وتقوية أجهزة مراقبة وتطبيق معايير النوعية البيئية. كما يتطلب ذلك أيضاً ضرورة الإعلان عن المخاطر البيئية وأشراك الجمهور في تحديد الأولويات واتخاذ القرارات وتحفيز العمل الشعبي وزيادة الوعي. و كما هو قائم في كثير من بلدان العالم تتواجد الجمعيات الخيرية في بلدان العالم العربي حيث تسعى للقيام بأدوار مختلفة وفقاً لإحتياجات المجتمع.

الاسـلام والبيئـة.
وردت العديد من الآيات والاحاديث التي توضح استراتيجية السلوك والادارة البيئية ومقاومة التصحر والاهتمام بالتنويع البيولوجي والطبيعة وعدم إهدار الموارد الطبيعة ومن تلك الآيات ما ورد في سورة الاعراف الآية 74 ((واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين)), وفي سورة النحل الآية 14 ((وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية لتلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله)) وفي سورة الاعراف الآية 31 ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) وفي سورة المرسلات الآية 25-26-27 ((ألم نجعل الاض كفاتاً* أحياءً وأمواتاً* وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماءً فراتا))ً ومما ورد عن خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم انه قال: ((الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار)). ((جعلت لي الارض مسجداً وطهوراً... الخ الحديث)). ((دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض)). ((من قطع سدرة صوب الله رأسه إلى النار)). ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)). ((اذا قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيلة فليغرسها)).

حث الإسلام على الاهتمام بمختلف الجوانب التي ترتبط بالبيئة وعلاقتها بالإنسان وأساليب المحافظة علها واستغلال الموارد الطبيعية استغلالاً حسناً بلا استنزاف واسراف أو تلويث.

استراتيجيات العمل الخير العربي
تسعى إدارة الجمعيات الخيرية العربية والإسلامية من خلال اعتمادها على المشاركة الشعبية والمتطوعين من كافة طبقات المجتمع إلى المشاركة في مجالات العطاء والمحبة ونيل الأجر والثواب عبر البرامج والمشاريع الخيرية وتشمل ذلك مشاريع تنموية تتضمن بناء المساجد وإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمشاريع الصحية والزراعية والتعليمية وحفر الآبار والتدريب والتأهيل وبرامج إغاثة عاجلة في مجال الكوارث الناشئة عن الزلازل والفيضانات كما تسعى إلى تخفيف المعاناة عن المعاقين, وضحايا الحروب وتخفيف معاناة الفقراء والجياع وتسعى إلى تنمية المرأة ورعاية الاطفال والايتام وتأمين الملجأ والكساء للمحرومين وهكذا تسعى الجمعيات الخيرية والإغاثية إلى توفير الغذاء والكساء والمأوى والأمن وتمنح الفرص لتحقيق النمو الاجتماعي والتربوي. وبالتالي فإن العمل الخيري يهدف إلى الارتقاء بمستوى العيش للمحتاجين وتخفيف مواجهتهم للمعاناة والمخاطر وتشمل المشاريع التنفيدية للجمعيات الخيرية في طياتها التعامل مع الإنسان والحيوان والتربة والماء والنبات. إن العمل الخيري العربي وفي خضم تنفيذ مهامه التنموية يواجه مسؤولية التعامل مع البيئة ومقوماتها الأمنية من خلال الخطط والجهود المبدولة في المسار الإغاثي. أي أنه من الواضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً وأساسياً بين العمل الخيري العربي والبيئة مما يجعل حتمية تبني سياسة أولية في الحفاظ على التوازن البيئي عبر تنمية مفاهيم الادارة البيئية في نشاطات مشاريع التنمية وذلك من خلال تقنين خطط وإدارة تلك المشاريع والنشاطات ووفقاً للأعتبارات البيئية وفي إطار مقومات الاستدامة المرتبطة بالتنمية البشرية. ومن الملاحظ أن معظم منظمات العمل الخيري العربي لا تعي أهمية تلك العلاقة الوثيقة التي تربط عملها بالبيئة والتنمية المستدامة وبالتالي لا تهتم بإدارج استراتيجيات الاستدامة في إدارة مشاريعها وبرامجها وهو غالباً ما تستمر بالتالي في إقامة المشاريع والبرامج العلاجية لمشاكل المجتمع وقد يكون من الأجدى على متخذي القرارات في تلك المنظمات تبني استراتيجيات لإدخال عنصري البيئة والاستدامة في عملية التخطيط وهذا يؤدي إلى توافر برامج ومشاريع وقائية حيوية.

وعليه فأن معظم برامج ومشاريع العمل الخيري وفقاً للأهداف الموضوعة والمتصلة بالفقر واللاجئين والمرأة وضحايا الحروب والصحر والجفاف والصحة والتعليم والكوارث والاطفال والمياه. هي مشاريع وبرامج بيئية وتنموية تشمل قوامها الحقيقي تنمية الموارد البشرية, الأمر الذي يستوجب التعمق في مفهوم العلاقة في إطار شمولي وفي الأهداف والإستراتيجيات المتصلة بالعمل الخيري وخططه التنفيدية

only
2010-01-31, 15:57
ربي يحفظك على كل شي

الوقت
2010-02-04, 19:38
السلام عليكم
اخي معلومات ما شاء الله
ربي يجازيك ان شاء الله خير الجزاء

hamito29
2010-02-05, 15:15
شكرا على الجهد المبدول وابقاك الله عونا لنا

ناصري 12
2010-02-06, 15:53
قبل الحديث عن الإنترنت، ينبغي أن نعرف مفهوم شبكة الكمبيوتر (Network)))، فهو المفهوم الأساس الذي تستند إليه الإنترنت.
شبكة الكمبيوتر هي مجموعة من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطرفية (كالطابعات والماسحات) التي تتصِّل معا. وإذا كانت شبكة الكمبيوتر في مكان محدَّد (مكتب واحد أو مبنى واحد مثلا) فإنها تُدعى بالشبكة المحلية (LAN- Local Area Network)))، أما إذا كانت الشبكة موزَّعة في أكثر من مكان (عدة مبانٍ أو مُدُن مثلا) فإنها تدعى عندئذ بالشبكة الواسعة (WAN- Wide Area Network) ))، وقد تكون الشبكة الواسعة مكوَّنة من أجهزة كمبيوتر موزَّعة في أكثر من مكان، أو من مجموعة من الشبكات المحلية، أو من مجموعة من الاثنين معا.
أما الفائدة الرئيسة من وجود الشبكة فهي تشارك إمكاناتها بين المستخدِمين وفق الصلاحيات التي يمنحها لهم مدير الشبكة. وعلى سبيل المثال، فإن بإمكان أحد مستخدمي أجهزة الكمبيوتر في الشبكة- إن كانت لديه الصلاحية- أن ينفذ إلى الملفات المخزنة في جهاز الكمبيوتر الخادم (server))) أو في أحد الأجهزة الأخرى، كما إنه قد يستطيع بعض مستخدِمي الشبكة أن يستخدموا طابعة واحدة أو أكثر.
إذا كان هذا هو مفهوم شبكة الكمبيوتر، فما هي الإنترنت؟ الإنترنت- بكل بساطة- هي شبكة الشبكات، إذ إنها تتكوَّن من تشبيك الملايين من أجهزة الكمبيوتر والشبكات المحلية والشبكات الواسعة. وقد تم اشتقاق مصطلح الإنترنت من المصطلح الإنجليزي International Network الذي يعني الشبكة العالمية. والإنترنت هي أوسع الشبكات الواسعة حتى الآن، وهي آخذة في التوسّع والانتشار بسرعة كبيرة، كما إن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت يزداد ازديادا هائلا يوما إثر يوم. ونستنتج من ذلك أن الإنترنت ليست مِلكا لإحدى الشركات أو البُلدان، وربّما تستطيع شركة أو جهة ما أن تعطل أو تحجب خدمة الإنترنت في مكان معيَّن، ولكن ليس هنالك أي شركة أو جهة تستطيع تعطيل الإنترنت على مستوى العالم بأكمله، إذ إن تعطيل إحدى الشبكات التي تضمّها الإنترنت لا يعني تعطيل الشبكات الأخرى.


[/URL]




ما هي طرق الاتصال بالإنترنت؟


كي تتمكَّن من الاتصال بالإنترنت، لا بد من وجود جهة معينة توفر خدمة الإنترنت للمشتركين، وهي ما يُعرَف باسم موفِّر خدمة الإنترنت (Internet Service Provider- ISP))). وعلى سبيل المثال، فإن مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) هي موفر خدمة الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأما من ناحية تقنية، فإن الاتصال بالإنترنت يتم بإحدى ثلاث طرق رئيسة:
1 - الاتصال بواسطة المودم عبر خطوط الاتصال الهاتفي (dial-up connection).
2 - اتصال ISDN: أي الاتصال عبر الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة (Integrated Services Digital Network).
3 - الاتصال عبر مودم الكيبل (cable modem)، وهو مودم يُتيح نقل البيانات عبر كوابل النقل التلفزيوني.
وبالنسبة للمستخدم أو المشترك في خدمة الإنترنت، فإن هذه الطُرق لا تختلف عن بعضها إلا في سرعة نقل البيانات. والجدول التالي يبين الزمن اللازم لنقل ملف حجمه ميغابايت واحد في كل طريقة منها (في ظروف مثالية، أي في ساعات عدم الازدحام على الشبكة). وبالطبع، فإن وحدة سرعة نقل الملفات هي كيلوبت/ ثانية (تجدها بالإنجليزية Kbps أي Kilo bit per second).
ملحوظة: بايت واحد = 8 بتات (بتات هي جمع بت)
حوالي 5 دقائق
المودم العادي بسرعة 28.8 كيلوبت/ ثانية
حوالي دقيقتين
توصيلة ISDN بسرعة 64 كيلوبت/ ثانية
حوالي ثانية واحدة
مودم الكيبل بسرعة 10 ميغابت/ ثانية


وسنتناول في هذه الصفحة أبسط طُرق الاتصال بالإنترنت وأكثرها شيوعا؛ ألا وهي خدمة الاتصال عبر المودم وخطوط الاتصال الهاتفي، أما اتصال ISDN واتصال مودم الكيبل فتجدهما- في معظم الحالات- في الشركات والمؤسسات، إذ إن هذين النوعين من الاتصال بالإنترنت أعلى من احتياجات المستخدم العادي أو المستخدم المنزلي، كما إن كلفة كل منهما مرتفعة.
وقد يكون المودم مدمجا في داخل الكمبيوتر ويُدعى في هذه الحال بالمودم الداخلي (Internal modem)، أو قد يكون منفصلا خارج الكمبيوتر ويدعى عندها بالمودم الخارجي (external modem).
(http://www.sheikhmohammed.co.ae/arabic_html/#top)




كيف أقوم بتثبيت الإنترنت (Internet Installation) في نظام الكمبيوتر الشخصي لدي؟

تنبيه: إذا واجهت أي صعوبة، فعليك الاستعانة بفني متخصص لإتمام المراحل المختلفة لهذه العملية.
تتمّ عملية تثبيت الإنترنت في نظام الكمبيوتر الشخصي على ثلاث مراحل:
[U]المرحلة الأولى: تركيب المودم
إذا كان المودم داخليا (أي كان الكمبيوتر يحتوي على بطاقة مودم) فإنه يكون مركَّبا أصلا في جهازك. أما إذا كان المودم خارجيا فعليك اتّباع الخطوات التالية:
1- توصيل المودم بجهاز الكمبيوتر عبر منفذ الاتصال التسلسلي (serial port).
2- توصيل المودم بخط الهاتف.
3- توصيل كيبل التغذية الكهربائية بالمودم.

المرحلة الثانية: تهيئة المودم (بنوعيه الخارجي والداخلي)
في بيئة ويندوز، يُمكن إتمام هذه المرحلة بإحدى طريقتين:
الطريقة الأولى:
أ – من قائمة ابدأ (Start)، اِفتح النافذة الخاصة بتهيئة المودم. يمكنك الوصول إليها عن طريق اختيار ما يلي على الترتيب:
Start \ Settings \ Control Panel \ Modems
ب - ستظهر نافذة تحتوي على عدة أزرار. اُنقر على الزرّ ADD لإضافة مودم جديد
ج – ستظهر نافذة جديدة تُبيِّن أن ويندوز سيتحرّى (detect) وجود مودم جديد.

انتظر إلى أن يقوم ويندوز بعملية التحري، ثم اُنقر على الزرّ Next للانتقال إلى الخطوة التالية التي ستؤول إلى إحدى الحالتين التاليتين:
1 - إن كان المودم مصنَّفا في القوائم المضمَّنة في ويندوز، فسوف يكتشف ويندوز طراز المودم ومواصفاته، وهنا تتمّ تهيئة المودم تلقائيا.
2 - إن لم يكن المودم مصنَّفا في القوائم المضمَّنة في ويندوز، فسوف يحتاج الكمبيوتر إلى معلومات إضافية لتعريف المودم. وهنا تظهر نافذة تتضمَّن عدّة خيارات منها خيار تعريف المودم بواسطة أقراص خارجية (Have Disk).
إذا اخترت Have Disk فادخل قرص البرنامج المشغِّل (driver) المرافق للمودم في محرك القرص الملائم وقُم بتثبيت المشغِّل، أما إذا كان المودم معياريا فاختر الخيارات الموضحة في النافذة المرافقة ثم اُنقر Next للانتقال إلى الخطوة التالية.
بعد ذلك، اِقرأ الرسالتين المتتاليتين اللتين ستظهران على الشاشة، وانقر على الزرّ Next في النافذة الأولى للإبقاء على الخيار المحدَّد مسبقاً لكونه الخيار الأسلم في غالب الأحيان، ثم انقر على الزر Finish في النافذة الثانية لإنهاء العملية.

الطريقة الثانية:
أ – من قائمة ابدأ (Start))) ، افتح النافذة الخاصة بإضافة عتاد جديد (Add New Hardware) )) عن طريق اختيار ما يلي على الترتيب:
Start \ Settings \ Control Panel \ Add New Hardware
ب – ستظهر نافذة تخبرك بأن ويندوز سيتحرى وجود عتاد جديد يتوافق مع خاصية "اشبك وشغِّل" (Plug and Play).))
اُنقر على الزر Next ليبدأ تحري العتاد الجديد، وهنا ستواجه إحدى الحالتين التاليتين:
1 – قد يكتشف ويندوز المودم، وعندها ستواجه إحدى الحالتين اللتين مرتا في الطريقة الأولى ( أي حالة إن كان المودم مصنفا في ويندوز أو حالة إن لم يكن مصنفا)، فتابع العمل حسب التعليمات المشروحة سابقا.
2 - قد لا يكتشف ويندوز المودم، وعندها ستظهر نافذة تُتيح لك جعل ويندوز يتحرّى وجود مختلف أنواع العتاد الجديد الذي لا يتوافق مع خاصية "اشبك وشغِّل". انقر Next.
4 - سيبدأ ويندوز التحري، فإذا اكتشف وجود المودم فإنه سيقوم تلقائيا بمتابعة عملية التثبيت حتى نهايتها، إما إذا لم يكتشف ويندوز وجود أي عتاد جديد فإنه سيسألك إن كنت ترغب في البحث مجددا أم إن كنت ترغب في اختيار نوع العتاد من قائمة يُظهرها لك. يُمكنك أن تجعل ويندوز يحاول البحث مجددا عن طريق اختيار (Yes) )) ثم النقر على Next. وإذا لم يتمكّن ويندوز ثانية من اكتشاف المودم، فاختر (No, I want to select the hardware from a list))) ثم انقر Next.
وعندها ستظهر نافذة جديدة، اختر Modem ثم انقر Next.
6 – بعد أن يجد ويندوز المودم، سيبحث عن البرنامج المشغِّل (driver) )) لهذا المودم. انقر Next.
7 – ستظهر نافذة جديدة، انقر Next للإبقاء على الخيار المُعَدّ سلفا لكونه الخيار الأسلم في معظم الأحيان.
8-– ستظهر نافذة جديدة، اختَر محرك الأقراص الملائم لقرص البرنامج المشغل المرافق للمودم وقُم بتثبيت البرنامج المشغِّل، أو حافظ على الخيار المُعَدّ سلفا ثم انقر Next.
9 – ستظهر نافذة جديدة، اقرأها ثم انقر Next.
10 – ستظهر نافذة جديدة، اقرأها ثم انقر Finish لإنهاء العملية

المرحلة الثالثة: تعريف الاتصال بموفِّر خدمة الإنترنت (ISP)
أ - انقر على أيقونة جهاز الكمبيوتر (My Computer). ))
ب - انقر على أيقونة الاتصال الشبكي الهاتفي (Dial up networking ) )) ، وهنا ستواجه إحدى حالتين:
1 - إن وجدت أيقونة أخرى إلى جانب الأيقونة (Make New Connection) )) فإن ذلك يعني أن عملية الاتصال بالإنترنت قد تمّ تعريفها سلفا، وعندها يُمكنك الانتقال إلى خطوة (ح) التالية.
2 - إن لم تكن عملية الاتصال معرَّفة سلفا، فينبغي عليك تعريفها وفق الخطوات التالية:
أ - انقر على الأيقونة (Connection) Make New ))، وستظهر لك النافذة التالية، انقر Next
ب – ستظهر نافذة أخرى تطلب تحديد الرقم الهاتفي الذي يوصلك بموفر خدمة الإنترنت
- ستظهر لك نافذة تطلب منك تحديد اسم لعملية الاتصال. ادخِل الاسم الذي تريده أو اتركه على حاله باسم My connection ثم انقر على الزر Finish.
د - انقر بالزر الأيمن على أيقونة الاتصال الذي تمّ تعريفه واختر خصائص

و – ستظهر نافذة جديدة، انقر على زرّ Server Type ثم اختَر البروتوكول TCP/IP ، ثم انقر على زر إعداد هذا البروتوكول (TCP/IP Settings).))

ز – ستظهر نافذة جديدة تتضمَّن عدة خيارات تم اختيار Server Assign IP Address منها سلفا. اختر Specify name server address أيضا

ح – النفاذ إلى الإنترنت: انقر على أيقونة الاتصال الذي قُمت بتعريفه أو كان معرَّفا سلفا، ثم قم بإدخال اسم المستخدم (User Name) وكلمة المرور (Password) اللذين حصلت عليهما من موفر خدمة الإنترنت، ثم انقر Connect.

ستظهر لك النافذة التالية
ثم ستظهر نافذة تدل على بدء الاتصال ومدته وسرعة نقل البيانات.
وبهذا تكون قد أكملتَ عملية الاتصال بالإنترنت. وإذا كان لديك برنامج مستعرض للإنترنت (Internet browser) مثل إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) أو نيتسكيب نافيغيتر (Netscape Navigator) ، فإنه يمكنك الانتقال إلى جزء (استعراض الإنترنت) في هذه الصفحة، ولكن يُفضَّل دراسة مواد هذه الصفحة بالترتيب.
استقبال الإنترنت من الأقمار الصناعية
خدمة إستخدام الإنترنت عبر الإقمار الصناعية هى الخدمة التى تتم من خلال مجموعة من الأقمار الصناعية مثل : أقمار اليوتيلسات والهوت بيرد والنيل سات والبنمسات وآسيا سات.
ومن المعلوم أن استخدام الإنترنت عبرالأقمار الصناعية يعد من أسرع الوسائل لاستخدام الإنترنت ويمكن أن تصل سرعة إستقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى أكثر من3 ميجابت فى الثانية
وبالنسبة للمنطقة العربية هناك مجموعة من الاقمار التى تغطى هذه المنطقة ومنها:
1- النيل سات
2- العربسات
3- الهوت بيرد
4- اليوتيلسات
5- البنمسات
6- آسيا سات
وينقسم استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى 3 طرق:
1- إستقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ( ويتم الإرسال عبر مزود الخدمة المحلى عن طريق استخدام المودم)

2- إرسال واستقبال الإنترنت عبر الاقمار الصناعية ( ويتم ذلك بدون استخدام خط الهاتف)

3- استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ودون إرسال ( ويتم ذلك بدون استخدام خط الهاتف وهذا يتم عبر بعض قنوات الإنترنت على الأقمار الصناعية والتى تحتوى على مواقع وملفات للفيديو والصوت والبرامج والتى يمكن للمستخدم إنزالها ولكن بدون ان يتاح للمستخدم التحكم فى طلب موقع أو معلومة أو ملف غير المتوافر على قناة الإنترنت أى أنه استقبال دون إرسال)



ماهي الفيروسات ؟

فيروس الكمبيوتر هو برنامج صغير يتم إدخاله على الحاسب الاَلي من غير علم المستخدم بغرض تدمير بعض أو جميع البرامج والأجهزة المكونة للحاسب الاَلي.

تقسيم الفيروسات

1- فيروسات تعمل عند بدء التشغيل :
يحتاج الكمبيوتر عند تشغيله إلى تعليمات خاصة داخلية لمعرفة مكونات الجهاز ، وهي توجد عادة في ملفات تدعى ملفات النظام (System Files) ، التي تحتوي على البرامج الخاصة ببدء التشغيل.
ويقوم هذا النوع من الفيروسات بالتسلل إلى القطاع الخاص ببرنامج الإقلاع على القرص (Boot Sector) ، وإتلاف محتوياته والعبث بها، ما يؤدي إلى تعطل عملية الإقلاع.
2- فيروس الملفات :
يهاجم هذا النوع نظام التشغيل، وأي برامج أخرى موجودة على الكمبيوتر، كالتطبيقات المكتبية والألعاب وغيرها، ويعمل على العبث بمحتويات الملفات التي تنتهي بامتداد bin, com sys, exe, وتدميرها.
3- فيروسات الماكرو :
تصيب هذه الفيروسات برامج التطبيقات المكتبية مثل مايكروسوفت وورد أو أكسل. وهي من أكثر أنواع الفيروسات انتشاراً واستخداماً في عمليات التسلل إلى كمبيوترك عبر التطبيقات.
4- الفيروسات المتعددة الملفات :
تنسخ هذه الفيروسات نفسها في صيغة أولية ثم تتحول إلى صيغ أخرى لتصيب ملفات أخرى.
5- الفيروسات الخفية ( الأشباح ) :
وهذه فيروسات مخادعة.. إذ أنها تختبئ في الذاكرة ثم تتصدى لطلب تشخيص وفحص قطاع التشغيل، ثم ترسل تقرير مزيف إلى السجل بأن القطاع غير مصاب.
6- الفيروسات متعددة القدرة التحوليّة : وهذه الفيروسات لها القدرة الديناميكية على التحول وتغيير الشفرات عند الإنتقال من ملف إلى آخر، لكي يصعب اكتشافها.


كيفية حماية الحاسوب

1- من الضروري تركيب البرامج المضادة للفيروسات على الجهاز وتشغيلها طوال فترة استخدام الجهاز. إن هذا يتيح لهذه البرامج البحث عن الفيروسات وتدميرها سواء كان أسبوعياً أو يومياً أو عند التشغيل
2- عدم فتح أي ملف مرفق ضمن أي رسالة بريد إلكتروني أو أي برنامج آخر كالماسنجر، مهما كان مصدرها، إلا بعد أن تفحصها باستخدام برنامج مضاد للفيروسات، بشرط أن يكون مصدر الرسالة معروفاً، و أن تكون تتوقع وصول هذا الملف لأن بعض الفيروسات ترسل نفسها بأسماء أشخاص آخرين عن طريق دفتر العناوين .. لذا احذر من ذلك .
3- متابعة أخبار الفيروسات وطرق تغريرها بالمستخدم ، عبر مواقع الأخبار التقنية أو الصحف اليومية أو النشرات الإخبارية بهدف أخذ الاحتياطات اللازمة وعدم الوقوع في فخ هذا الفيروس الجديد .
4- التأكد من مصدر أي برنامج تقوم بإنزاله عبر إنترنت وفحصه بواسطة برنامج مضاد الفيروسات الذي تستخدمه قبل تثبيته في جهازك .
5- تعطيل خاصية تحميل الجهاز من مشغل الأقراص المرنة (Floppy drive)
6- من الضروري أيضاً تحديث برامج مستكشف الفيروسات بصورة دورية، من خلال الحصول عليها من الشركة المنتجة، أو من مواقع إنترنت المختلفة، كي تضمن حصولك على آخر المعلومات والأعراض الخاصة بالفيروسات الجديدة، وطريقة الوقاية منها.
7- تشغيل برامج مستكشف الفيروسات، وتفحّص أي ملفات أو برامج جديدة تصلك عبر البريد الإلكتروني، والإنترنت، والأقراص المرنة ، وعدم السماح بإدخال وتشغيل أي ملفات أو برامج مجهولة المصدر وبدون الفحص مسبقاً.
8- الانتباه إلى عدم تشغيل أو إعادة تشغيل الكمبيوتر بوجود القرص المرن في موقعه، حيث أن بعض هذه الفيروسات تختبئ داخل القرص المرن حتى تجد الفرصة الملائمة للتشغيل عندها.
9- تحميل البرامج عن طريق المواقع الموثوق فيها.

من خصائص الفيروسات

1- الإنتشار :
يتميز الفيروس أيضاً بقدرة هائلة على الإنتشار .. وقد سبق وأن قدمت العوامل التي تساعده في ذلك ..
2- القدرة على التخفي :
للفيروسات قدرة عجيبة على التخفي والخداع عن طريق الإرتباط ببرامج أخرى كما تم أيضاً تزويد الفيروسات بخاصية التوميه والتشبّه حيث أن الفيروس يرتبط ببرنامج يقوم بأعمال لطيفة أو له قدرة عرض أشياء مثيرة، وعند بداية تشغيله يدخل إلى النظام ويعمل على تخريبه.
وللفيروسات عدة وسائل للتخفي منها ارتباطه بالبرامج المحببة إلى المستخدمين .. ومنها ما يدخل النظام على شكل ملفات مخفية بحيث لا تستطيع ملاحظة وجوده عن طريق عرض ملفات البرنامج.
وبعض الفيروسات تقوم بالتخفي في أماكن خاصة مثل ساعة الحاسب وتنتظر وقت التنفيذ.
كما أن بعضها تقوم بإخفاء أي أثر لها حتى أن بعض مضادات الفيروسات لا تستطيع ملاحظة وجودها ثم تقوم بنسخ نفسها إلى البرامج بخفة وسرية (فيروسات تدري من أين تأكل الكتف) ..
3- القدرة التدميرية : تظهر عندما يجد الفيروس المفجر الذي يبعثه على العمل كأن يكون تاريخ معين (كفيروس تشرنوبل).

أفضل برامج الحماية من الفيروسات

توجد العديد من برامج الحماية من الفيروسات لكن أفضلها وأشهرها على الإطلاق هما هذان البرنامجان
برنامج النورتون أنتي فايرس Norton Antivirus
http://www.symantec.com (http://www.symantec.com/)
برنامج مكافي Mcafee
http://www.mcafee.com (http://www.mcafee.com/)
وهذان البرنامجان هما الأفضل والأقوى في دنيا مكافحة الفيروسات وخصوصاً مع التحديث الدائم لهما ولتعريفات الفيروسات من خلال الإنترنت لأن التحديث الدائم للبرنامج يتيح له الفرصة في التعرف على الفيروسات الجديدة ومن ثم منعها من إحداث أي ضرر بالجهاز .. وكنصيحة شخصية أنصح الأصدقاء الأعزاء باستخدام برنامج
Norton Antivirus 2002 http://www.alshamsi.net/computer/nav2002_box.gif


آخر أخبار الفيروسات ( 4 - 8 - 2002 )
http://www.alshamsi.net/computer/Bookworm.gif
ظهر مؤخراً فيروس جديد خطير من نوع الدودة Worm
يحمل هذا الفيروس الاسم " بنتاغون Pentagon" ، ولعل أخطر ما في هذا الفيروس هو سرعة انتشاره عبر الإنترنت ، وذلك عن طريق برنامج مايكروسوفت أوتلوك ونظام إرسال الرسائل آي سي كيو، ما أدى إلى إصابة الآلاف من أجهزة الكمبيوتر حتى الآن.
ويصيب فيروس البنتاغون برنامج مكافحة الفيروسات بالعجز، ومن ثم يرسل نفسه بصورة تلقائية إلى جميع عناوين البريد الإلكتروني وعناوين الرسائل المستعجلة الموجودة ضمن الكمبيوترات المصابة.
والملف المصاب هو عبارة عن ملف من المفترض أنه تطبيق لحفظ الشاشة Screen Saver، أما الرسالة فتأتي معنونة بعبارة " هاي" ويتضمن نصها عبارة: كيف حالك؟ إنني في عجلة من أمري أعد بأنك ستحبها".
ويقول أحد خبراء مركز أبحاث الفيروسات لدى شركة مكافي أن الفيروس الجديد ينتشر بسرعة كبيرة جداً، وقد ألحق بالشركات والأفراد من مستخدمي الكمبيوتر أضراراً جسيمة نظراً للفترة الزمنية القصيرة التي ينتقل خلالها من مكان لآخر.
يذكر أن آخر الفيروسات التي انتشرت بسرعة هائلة كانت فيروس خطاب الغرام الذي أصاب الملايين من أجهزة الكمبيوتر العام الماضي.
وفيروس جديد ينتشر ضمن ملفات أدوبي أكروبات ..
"استطاع قسم مكافي المتخصص في أبحاث الفيروسات لدى شركة نيتورك أسوسيتس، التعرف على فيروس جديد يحمل اسم بيتشي Peachy، وهو يعتمد على مستندات بي دي إف للتنقل والانتشار"، حسب ما ذكره فينسينت غولوتو، مدير مجموعة مكافي لمكافحة الفيروسات.
ولكن لحسن الحظ، فإن أولئك الذين يقومون فقط بتصفح هذا النوع من الملفات لن يكونوا عرضة لمخاطر فيروس بريتشي، فالفيروس ينتشر فقط عن طريق برنامج أدوبي أكروبات، البرنامج الذي يقوم بإنشاء مستندات بي دي إف، وليس من خلال برنامج أكروبات ريدر المجاني الذي تنحصر مهمته فقط في استعراض هذا النوع من المستندات.
يستغل هذا الفيروس خاصية متوفرة في برنامج أدوبي أكروبات تسمح للمستخدم بدمج ملفات أخرى ضمن ملحقات بي دي إف والتي لا يمكن لأحد فتحها إلا إذا كان لديه برنامج أكروبات.
( يمكننا القول بأن خطورة هذا الفيروس قليلة إلى حد ما، حيث لم يردنا إلى الآن أي تقرير عن وجوده لدى أحد من عملائنا ) و يضيف غولوتو : ولكن مما لا شك فيه أن فيروس بريتشي هذا سيثير قلقاً عارماً بين أوساط مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت، فظهوره يعني إمكانية أن تتحول مستندات بي دي إف ذات الانتشار الواسع بين مستخدمي البريد الإلكتروني والإنترنت إلى قناة جديدة لتسرب الفيروسات وانتشارها.
يرتبط اسم هذا الفيروس الجديد بلعبة صغيرة موجودة ضمن مستندات بي دي إف تدور فكرتها حول البحث عن الخوخ Peach ، وذلك حسب ما جاء على لسان شخص اسمه زولو يدعي أنه هو الذي صمم هذا الفيروس.
وفي حال قامت شركة أدوبي مستقبلاً بتعديل إصداراتها الجديدة من أكروبات ريدر بحيث تغدو قادرة على قراءة الملفات المرفقة داخل مستندات من نوع بي دي إف، فإن هذا البرنامج سيصبح عرضة لفيروس بريتشي أيضاً. ولدى وصول الفيروس إلى جهاز ما، فإنه يقوم تلقائياً بإرسال نفسه إلى الآخرين بعد أن يجمع كافة العناوين البريدية من برنامج آوتلوك وعقب عقد اتفاقية مع شركة أدوبي في يونيو/ حزيران الماضي، أصبح برنامج مكافحة الفيروسات مكافي قادراً على إجراء مسح وقائي على مستندات بي دي إف، ولكن ومع ذلك فإن هذه العملية لن توفر الحماية الشاملة من أنواع أخرى مماثلة من الفيروسات، سيما أن البرنامج لا يستطيع التعرف على الفيروسات وإثباط نشاطها ما لم يتم تحديث بياناته باستمرار غير أن التحديث الأخير الذي تم إجراؤه على برنامج مكافي لمكافحة الفيروسات سيجعل البرنامج قادراً على كشف الفيروس بريتشي في حال وجوده ..












من أهم استخدامات الإنترنت البحث واستخراج المعلومات المختلفة لأن الإنترنت شبكة عظيمة وبها بكل تأكيد أي معلومة عامة تبحث عنها ولكن المشكلة التي يعاني منها الكثير من الناس تكمن في السؤال التالي : كيف أبحث في شبكة الإنترنت ؟
س : أين أبحث عن ما أريد ؟
إذا كنت تبحث عن شيء ما باللغة الإنجليزية فعليك بمحركات البحث الأجنبية المشهورة مثل الياهو أو الألتافيزتا أو الهوت بوت أو الجوجل وغيرها الكثير من محركات البحث

http://www.alshamsi.net/computer/yahoo.gifhttp://www.alshamsi.net/computer/google.gifhttp://www.alshamsi.net/computer/altavista.gifhttp://www.yahoo.com (http://www.yahoo.com/)http://www.google.com (http://www.google.com/)http://www.altavista.com (http://www.altavista.com/)
وكل ما عليك فعله هو أن تكتب إسم الشيء الذي تبحث عنه وتضغط على أيقونة البحث ليخرج لك المواقع التي يوجد بها مادة الشيء الذي تبحث عنه فمثلاً إذا كنت تبحث معلومات عن لاعب كرة القدم البرازيلي رونالدو فستكتب في مكان البحث ronaldo وستضغط على أيقونة البحث ..
http://www.alshamsi.net/computer/search222.gif
أما إذا كنت تبحث عن شيء ما باللغة العربية فكل ما عليك فعله هو تحويل مؤشر الماوس ليكتب باللغة العربية ومن ثم إصدار أمر البحث ..
http://www.alshamsi.net/computer/search225.gif
وتستطيع استخدام الشبكات العالمية الكبرى للبحث باللغة العربية مثل الياهو والجوجل وكذلك تستطيع استخدام محركات البحث العربية للبحث باللغة العربية عن أي شيء تريده عبر الإنترنت ..
وللبحث عن الصور فننصحك باختيار أفضل شبكات تعطيك الفرصة للبحث عن أي صورة تريدها في الإنترنت وهي الجوجل والألتافيزتا
http://www.alshamsi.net/computer/google.gifhttp://www.alshamsi.net/computer/altavista.gifhttp://www.google.com (http://www.google.com/)http://www.altavista.com (http://www.altavista.com/)
وكل ما عليك فعله هو اختيار قسم الصور في محرك البحث ومن ثم إعطاء أمر البحث ..
http://www.alshamsi.net/computer/search223.gif http://www.alshamsi.net/computer/search224.gifويسعدنا أن نقدم لكم أشهر محركات البحث الموجودة على شبكة الإنترنتgoogle.com (http://www.google.com/)hotbot.com (http://www.hotbot.com/)findwhat.com (http://www.findwhat.com/)yahoo.com (http://www.yahoo.com/)msn.com (http://www.msn.com/)lycos.com (http://www.lycos.com/) looksmart.com (http://www.looksmart.com/)excite.com (http://www.excite.com/)altavista.com (http://www.altavista.com/)aol.com (http://search.aol.com/)netscape.com (http://search.netscape.com/)dmoz.org (http://dmoz.org/)compuserve.com (http://www.compuserve.com/)teoma.com (http://www.teoma.com/)euroseek.net (http://www.euroseek.net/)infoseek.com (http://www.infoseek.com/)overture.com (http://www.overture.com/)mamma.com (http://www.mamma.com/)alltheweb.com (http://www.alltheweb.com/)goto.com (http://www.goto.com/)يتبع ........

جندع
2010-02-09, 17:55
الحوار شمال جنوب :
أسباب الحوار:
إن المراقبين يُجمعون على أن الحوار بين الشمال والجنوب تبلّور بشكل واضح في السبعينينيات، وخاصة بعد الأزمة النفطية. غير أن هذا الحوار تمَّ التمهيد له سابقاً، ويمكن إعادة بداية فكرة الحوار إلى عام 1961 عندما انعقد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، حيث برز فيها تحالف الدول النامية في التصويت من أجل عقده(1)، غير أننا نعتبر أنه ثمّة أسباب مباشرة وغير مباشرة أدت إلى الحوار
أولاً: الأسباب غير المباشرة: تتمثل هذه الأسباب في فشل سياسة المساعدات في تحقيق التنمية في دول الجنوب من جهة، والصدمة النقدية /1971 / من جهة أخرى .
1. فشل سياسة المساعدات: لقد تميزت المرحلة الأولى لظهور الدول الحديثة بالتركيز على المساعدات الاقتصادية الممنوحة للدول النامية، ولهذا الغرض تمَّ إنشاء مؤسسات دولية تنظم منح هذه المساعدات، وأهم هذه المؤسسات هي صندوق النقد والبنك الدوليين، بيد أن هذه المؤسسات شأنها شأن سائر المؤسسات خاضعة لنفوذ الدول الكبرى، فسياسة صندوق النقد تحددها دولتان هما الولايات المتحدة وبريطانيا، أما البنك الدولي فلا يمنح قروضه إلا للمشاريع الإنتاجية دون الاكتراث لأهمية هذه المشاريع بالنسبة لضرورات الإنماء في دول الجنوب.
2. الصدمة النقدية: منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى بداية السبعينات كان الدولار قابل للصرف بالذهب، وهذا ما أرسته اتفاقيات بريتون وودز، غير أن هذا النظام تعرض للعديد من الخضّات في آواخر الستينينيات، ولذلك فلم يكن انهيار نظام بريتون وودز, مفاجأة لكثير من متتبعي نظام النقد الدولي(2)، وما حدث أنه في 15 آب /1971/ أصدر الرئيس الأمريكي نيكسون قرار بفصم الدولار الأمريكي عن الذهب، مما أسدل الستار على الربع قرن المجيد، حيث
ظهرت فوضى نقدية عالمية شهدت العملات الأساسية من خلالها تذبذباً بقيمتها التبادلية(1)، هذه الفوضى في النظام النقدي الدولي أدت الى موجات من التضخم لم يسبق لها مثيل منذ عام 1945. أما الدول النامية فكان وضعها الأسوأ بسبب تبعيتها المفرطة للدول الكبرى واعتماد اقتصاداتها على تصدير المواد الأولية.
هذه الأزمة بالتضافر مع فشل المساعدات واندلاع الثورة النفطية ستفتح الطريق أمام ماعرف فيما بعد بالحوار شمال جنوب.
ثانياً: السبب المباشر:
الأزمة النفطية:
إن التاريخ المعاصر للعلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية يميز بين ما قبل 1973 ومابعده. فقد برز النفط ليس كمادة أولية مميزة فحسب بل كسلاح استراتيجي ذي أثر مهم في موازيين الصراع الإقليمية والدولية (2)، حيث استخدمته الدول العربية النفطية كسلاح للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، هذا بالإضافة إلى عمليات التأميم وتالياً رفع الأسعار حيث وصلت في سنة 1974 اضعاف ماكانت عليه عام 1971.
وقد ترتب على أزمة النفط منذ 1973 ظواهر عدّة جديدة أثرت في الاقتصاد الدولي وأهم هذه الظواهر هي أن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى ارتفاع تكلفة الطاقة وفاتورة واردات الدول الصناعية من ناحية ,وزيادة الفوائض المالية لدى الدول المصدرة للنفط من جهة أخرى، فارتفعت فاتورة النفط من 28 مليار دولار عام 1970 إلى 535 مليار دولار عام 1980 (3)، هنا شعر الغرب بمدى حاجته لهذه المادة الاستراتيجية التي تأتي من العالم الثالث والتي كانت من أهم أسباب الإزدهار في الربع قرن المجيد. وأمام هذا الواقع ولأول مرة ظهر العالم الثالث موحداً في حين أن الغرب الصناعي انقسم إلى مجموعتين:
الأولى تريد الحوار مع الجنوب وتقودها فرنسا، أما الثانية فتطالب بالمواجهة الشاملة مع الجنوب وتقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
واستمر هذا السجال إلى أن جاءت مبادرة وزير النفط السعودي الذي دعا إلى عقد مؤتمر دولي للطاقة والتنمية، على أن تتمثل فيه 4 دول عن الأوبك OPEC وثلاث عن الدول الصناعية و3 عن أكبر الدول النامية المستوردة للنفط، ولم يفوت الرئيس الفرنسي الفرصة، تمَّ عقد المؤتمر في باريس وهكذا بدأ ما عُرف بالحوار شمال جنوب. فما هي المنطلقات التي دفعت أطرافه إلى الولوج به، وهل حقق الطرفين أهدافهما، أم أن الهيمنة بقيت العامل الحاسم؟
الفقرة الثانية: منطلقات الحوار
أولاً: منطلقات دول الجنوب:
بعد فشل سياسة المساعدات في تحقيق التنمية في الجنوب ظهر تيار جديد يعتبر أن الانخراط في التجارة الدولية هو الحل الأمثل، وهذا الاتجاه ظهر جلياً في مؤتمر الـUNCTAD في جينيف 1964، حيث اتفقت الدول النامية على كلمة سر ( التجارة و ليس المساعدات )(1)
ولكن دول الجنوب سرعان مااكتشفت أن دينامية التجارة الدولية تعمل بشكل مختل لصالح دول الشمال، فضلاً عن سيطرة الأخيرة على المؤسسات المالية والتجارية الدولية، لهذا طرحت دول الجنوب من خلال مجموعة الـ 77 فكّرة ضرورة إقامة نظام اقتصادي دولي جديد. وبالفعل صدر عن الجمعية العامة للـ UN قرارين رقم 3201 و 3202 المتعلقين بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد.
ولكي نعرف منطلقات دول الجنوب في الحوار لابد من معرفة منطلقات هذا النظام المرجو، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا النظام ليس جديد كلياً ,بقدر ماهو تعديل وإصلاح لعيوب النظام المهيمن، ومن هنا وجب علينا التطرق إلى أهم هذه العيوب ومن ثم منطلقات النظام الجديد والتي تعبر بشكل أو بآخرعن منطلقات الجنوب للحوار.
· عيوب النظام المهيمن:
1. إن الدول النامية تحصل على قدر قليل من القيمة المضافة على أسعار المواد الأولية والسلع الأساسية التي تصدرها إلى الدول الصناعية.ونجد أن عدداً كبيراً من الشركات عبر الوطنية تحتكر مجمل عمليات الإنتاج حتى التوزيع النهائي.
2. مجمل الاتفاقيات والامتيازات القديمة تتميز بعدم الإنصاف كما يظهر بأن كل محاولة للتغيير تواجه دائماً بتدخل الدول الأم من أجل المحافظة على الأمر الواقع.
3. إن المبادئ الليبرالية التي تنادي بها الدول الصناعية لا تمنعها من اتباع سياسة الحماية أمام تدفق بعض السلع التي تصدرها الدول النامية (المنسوجات والألبسة مثلاً).
4. انعدام مشاركة الدول النامية في صنع القرارات الدولية التي تلتزم هذه الدول نفسها احترامها، ويظهر ذلك بالخصوص في القرارات التي يتم التوصل إليها في المؤسسات المالية الدولية، حيث أن أنظمة التصويت تعتمد على الثقل المتوازن للدول الأعضاء.
5. ازدياد الديون الخارجية المستحقة على الدول النامية وهو ماأدى لاحقاً إلى إعلان عدد
ـــــــــ
1-عبد الهادي يموت، الحوار شمال جنوب وجهة نظر عربية، مرجع سابق، ص 40.
من الدول عن عدم قدرتها على دفع المستحق عليها.(1)
· منطلقات النظام الدولي الجديد:
إن دول الجنوب باتت واعية بأن اقتصاداتها تعاني من خلل بنيوي وذلك لاعتمادها على تصدير المواد الأولية، مع العلم أنها حتى لاتملك القرار فيما يخص سعر أو كمية إنتاج هذه المواد، كما أنها لاتملك القدرة على التصنيع لافتقارها إلى التكنولوجيا المطلوبة، ناهيك عن مشاكلها النقدية ولذلك تنطلق دول الجنوب في الحوار من المنطلقات التالية:
1. تشجيع تصنيع الدول النامية:
ولتحقيق هذا الغرض يجب على الدول المتقدمة سواء بمعوناتها الرسمية أو من خلال المؤسسات الدولية تأمين التمويل اللازم للصناعات المتقدمة في الجنوب، كما يجب تقديم المزيد من المساعدات التقنية والتدريبية.
2. نقل التكنولوجيا:
تطالب دول الجنوب بإتاحة الفرصة أمامها للحصول على التكنولوجيا، وهذا ماأكدت عليه المادة 13 من ميثاق حقوق الدول وواجباتها الاقتصادية، حيث نصت على أن ( لكل دولة الحق في الانتفاع بخطوات العلم والتكنولوجيا ومستخدماتها لتعجيل أدائها الاقتصادي ) (2)
كما أكد الميثاق على واجب الدول الصناعية في التعاون مع دول الجنوب لتقوية مقوماتها الهيكلية والعلمية.
3. تسهيل المبادلات التجارية:
تطالب دول الجنوب بتسهيل دخول بضائعها الأسواق في البلدان المتقدمة عن طريق إزالة تدريجية للحواجز الجمركية وغيرها من الإجراءات الحمائية، كما أكدت المادة 14 من الميثاق. كما تطالب دول الجنوب بالإسراع في وضع اتفاقات للسلع الأساسية (3) للتقليل من آثار تقلب وانخفاض أسعارها.
4. إصلاح النظام النقدي الدولي:
بحيث يتم اتخاذ التدابير اللازمة لوقف التضخم الذي تعانيه البلدان المتقدمة ومنع تسربه للبلدان النامية، وتأمين استقرار النظام النقدي الدولي خاصة لجهة أسعار الصرف لاسيما من حيث آثار تقلبها السيئة على تجارة السلع الأساسية وبالتالي على النمو في دول الجنوب،
ـــــــــ
1-.ريمون حداد، العلاقات الدولية، دار الحقيقة، ط1، بيروت 2000، ص 490
2-ميثاق حقوق الدول وواجباتها الاقتصادية.
3 ريمون حداد، مرجع سابق، ص 498
بالإضافة إلى ذلك لابد من إشراك البلدان النامية إشراكاً فعالاً في كل مراحل اتخاذ القرارات في المؤسسات المالية الدولية.
5. تنظيم عمل الشركات عبر الوطنية:
إن ظاهرة الشركات عبر الوطنية قديمة جداً منذ عهد الشركة الهولندية للهند الشرقية التي تشبه الآن IBM و SONY (1)، هذه الشركات تدير أعمالها خارج بلدانها الأم: أمريكا، أوربا، اليابان، غير أن السيطرة تبقى مركزية.
هذه الشركات تتحكم باقتصادات الدول النامية وخاصة فيما يتعلق بالمواد الأولية من حيث إنتاجها وأسعارها، وأي محاولة سياسية لتغيير الواقع تُقابل بتدخل الدولة الأم، ولذلك طالبت دول الجنوب بوضع مدونة دولية لقواعد وسلوك الشركات عبر الوطنية لضمان عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة، وتأمين التوافق بين نشاط الشركات وعمليات التنمية في الدول المضيفة، وإعادة استثمار أرباحها في الدول النامية. غير أن ما حدث ويحد ث اليوم هو أن الدول النامية هي التي تركض خلف الشركات وتتنازل لها شيئاً فشيئاً عن سيادتها .
ثانياً: منطلقات دول الشمال:
إن محور أهداف الدول الصناعية هو الحصول على ضمانات لاستمرار تدفق موارد الطاقة، فهي تريد ضمان وفرة إمداد البترول وضمان استمرار هذا التدفق واستقرار أسعاره والمشاركة في وضع السياسة الإنتاجية والتسويقية له، وهذا ما كان حاصلاً فعلاً قبل الثورة النفطية في السبعينات، مما جعل هذه الدول مضطرة لتغيير استراتيجيتها تجاه الجنوب لتحقيق الهدف المذكور. فلولا المواد الاولية عموماً والبترول خصوصاً وانخفاض أسعاره لما تسنى لدول الشمال تحقيق هذا النمو الهائل قبل الثورة وحتى بعدها.
بيد أن أسلوب التعبير عن هذا المنطلق اختلف بين عدة اتجاهات داخل دول الشمال، فالنيوليبراليين الذين عبرت عن رأيهم اللجنة الثلاثية التي أكدت على أنه ينبغي تعزيز العلاقات شمال جنوب(2) ولكنها في نفس الوقت رفضت اقتراحات مجموعة الـ 77 حول نظام تجاري اندماجي لايلزم الدول النامية بالمعاملة بالمثل معتبرة أن المشكلة تكمن في السياسات الميكرواقتصادية للدول النامية.
أما مايخص الشركات عبر الوطنية فقد أولتها اللجنة أهمية لأنها أداة رئيسية لنقل الرساميل وتحقيق الاستثمارات ولذلك يجب عدم إعاقة عملها.
ـــــــــ
1-. James Petras, Globolisation unmasked Imperialism in 21st century, ZED books, Canada 2002
2-ريمون حداد، مرجع سابق، ص 493.
أما وجهة النظر الأخرى فيعبر عنها الطرح الديمقراطي الاشتراكي والذي عبرت عنه لجنة برانت. هذا الطرح لايختلف كثيراً عن الأول فكلاهما يركز على آلية السوق وأن التكنولوجيا هي سلعة لايمكن تحويلها بل بيعها. واعتبرت اللجنة أن الحل هو تطبيق نظام اقتصاد السوق الاجتماعي على مستوى عالمي، غير أن الواقع أثبت أن هذا الطرح أيضاً سعى لترسيخ التبعية، فقد جاء في تقرير برانت أن الدول الصناعية بحاجة الآن إلى زيادة اهتمامها بتوسيع أسواقها في العالم النامي وإدراك ماسوف يتريتب على هذا من توفر فرص العمل خلال الثمانينات والتسعينات(1) وهي تعتقد أن حلّ مشاكل دول الجنوب يقع على عاتق حكومات الجنوب، ولكن هل تسمح الدول الصناعية وشركاتها بذلك.......؟؟؟؟
وخلاصة القول أن الحوار بين الشمال والجنوب دار حول النقاط التالية:
1. المواد الأولية ( النفط ): دول الجنوب تسعى إلى استغلال مواردها لتحسين مكانتها في العلاقات الاقتصادية الدولية، في حين يكمن هدف الشمال في الحصول على هذه المواد بكميات كبيرة وأسعار زهيدة.
2. نقل التكنولوجيا: حيث تطالب دول الجنوب بتحويل التكنولوجيا بل وتكييفها أيضاً، بينما يعتبر الشمال أنها سلعة مثل أي سلعة أخرى.
3. نشاط الشركات عبر الوطنية: تعتبر دول الجنوب أن هذه الشركات لاتكيف نشاطها مع برامجها التنموية بل وتتدخل في شؤونها الداخلية، بينما يعتبر الشمال أن هذه الشركات وسيلة لنقل الرساميل والتكنولوجيا وأنه لابد من تسهيل عملها.
ـــــــــ
1.الشمال والجنوب، برنامج من أجل البقاء، تقرير لجنة برانت، ترجمة زكريا نصر، سلطان أبو علي، جلال أمين، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، 1981.

القسم الثاني : محاولات التعاون :
تمهيد :
إذا كان التلاحم و" إثبات الوجود " هما من العوامل الأساسية التي تساعد الدول والمنظمات الإقليمية على المزيد من التحرك على صعيد السياسة الدولية. فإن التقوقع والانعزال هما من العوامل الأساسية التي تبقي الدول في كنف التشتت والتهميش العالميين .
وانطلاقاً من هذه الفكرة أتت الدعوة من وجهة نظر الدول النامية لإنشاء مؤتمر الأمم المتحدة للتجارةو التنمية المعروف بالU.N.C.T.A.D في عام 1964 , كجهاز يضم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ويتبع الجمعية العامة و كرد على نادي الأغنياء الذي يدافع عن مصالح الدول الغنية من خلال الغات. (1)
وبعد محاولالت متعددة من الدول النامية ( خاصة الدول الأفريقية وأمريكة اللاتينية ) من ناحية، ونتيجة لجو المنافسة الذي ولدته الحرب الباردة من ناحية أخرى , وافقت الدول الصناعية على عقد مؤتمر التجارة والتنمبة عام 1961 الذي ساعد على طرح العديد من القضايا من وجهة نظر الدول النامية وتقديم المساعدات الفنية لها وريادة الوعي بقضايا ديونها وبشكل عام فإذا لم يكن الأونكتاد جهازاً فعالاً في مجال التجارة الدولية فإنه قد ساعد على رفع صوت الدول النامية في أهمية ربط قضايا التجارة باحتياجات التنمية , وكان مصدراًَ مهماً للمعلومات والخبرة الفنية فضلااً عن كونه منبراً لرفع صوت الدول النامية (2) وكرد فعل لمطالب الجنوب في مواجهة الشمال(3) وبالرغم من أن المؤتمر ظل يعقد دورة كل أربع سنوات من تاريخ انعقاده الأول في جينيف 1964 فقد كانت نتائج المؤتمر من قبيل التوصيات ولم تأخذ شكل التزامات للدول الأعضاء فيه , وما لبثت هذه التوصيات أن تعثرت أيضاً في التنفيذ العملي .
إلا أنه ورغم كل ذلك تبقى أعمال هذا المؤتمر بمثابة مولد وحدة الدول النامية .
أما دول الشمال ورغم أنها لم تتجاوب بشكل جدي مع هذه المنظمة باستثناء النظام العام للأفضليات ضمن الجات , فإنها عملت على أن تكون محاولات التعاون مع الجنوب خارج إطار الأمم المتحدة . وأهم هذه المحاولات كانت الحوار العربي الأوروبي واتفاقية لومي اللتان سنأتى على ذكرهما بشيء من التفصيل .
ــــــــــ
1- حازم الببلاوي , النظام الاقتصادي الدولي , عالم المعرة , عدد 257 2000 .ص70 .
2- ن س ص 70 .
3- زينب عوض الله . العلاقات الاقتصادية الدولية , مرجع سابق ص 228 .
الفقرة الأولى : الحوار العربي الأوروبي
انطلاقا من جملته المشهورة حول " ضرورة اتجاه أوروبا لعالم الغد بالتحالف مع العرب لانها بذلك تحقق بناء قوة عالمية سوف تؤمن التوازن للعالم "(1) , بدأت المجموعة الأوروبية بفتح قنوات الحوار بينها وبين الجامعة العربية , ربما أخذاً بنصيحة شارل ديغول ......!! أو ربما إذعاناً للضغوطات النفطية التي استخدمها العرب مجتمعين آنذاك .....!! أو ربما عزفا على الوتر الإنساني لمساعدة الدول العربية على ما كانت تعاني منه من مآسي في تلك المرحلة ......!! , أو ربما ل ....او ...............................!!؟
المهم أنه كان هناك انطلاقة بداية للحوار العربي الأوروبي .
ففي أعقاب حرب تشرين 1973 برزت فكرة الحوار العربي الأوروبي وطرحت في ميدان السياسة الدولية (2) حيث كان الحوار يدور على المستوى الجماعي بين منظمتين دوليتين, هما الجماعة الاقتصادية الأوروبية بدولها التسع , وجامعة الدول العربية بدولها العشرين (3) إلا أن افتتاح الحوار رسمياً على المستوى الفني لم يتم إلا يوم 10 من حزيران 1975 (4) عندما عقد أول لقاء بين المنظمتين في القاهرة لبحث أمور التعاون بينهما*, حيث برز دور الدبلوماسية متعددة الأطراف بإدارة هكذا نوع من الحوارات بين منظمتين تنتمي الأولى منهما وهي المجموعة الأوروبية إلى دول الشمال وتنتمي الثانية وهي الدول العربية إلى الجنوب, بهدف تنظيم وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإجتماعي (5), وفي هذه النبذة سنلقي الضوء على الدوافع التي حتمت على المنظمتين الذهاب إلى طاولة الحوار. ومن ثم سنأتي بشيء من التفصيل حول أسباب فشل هذا الحوار والعقبات التي وقفت في وجه تطوره .
أولاً : دوافع الأطراف :
بداية يمكن طرح تساءل ....‍؟‍‍! حول انبثاق فكرة الحوار بين المنظمتين بعد حرب تشرين 1973 . أو بصيغة أخرى ما الذي قدمته الحرب لهذه الفكرة ........!؟ , لقد كانت هذه الحرب نقطة تحول مفصلية في محتوى علاقات الدول العربية بالعالم وكاننت واحدة من أهم نتائج الحرب هي:
الجسور التي أقيمت بين العرب والبلدان الأفريقية من خلال الحوار العربي الأفريقي, وتلك
ــــــــــ
1-أحمد الدجاني , الحوار العربي الأوروبي الفكر والمسار والمستقبل , 1993 .ص20 .
2- ن س ص 21 .
3-عبد المنعم السعيد , الحوار العربي الأوروبي , مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية 1977 , ص48 .
5-ريمون حداد . مرجع سابف ص504
الحوار العربي الأوروبي ظهر إلأى الوجود منذ إجتماعات كوبن عاغن في منتصف ديسمبر 1973 , وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال جوبيار في 10 ديسمبر 1973 أن الحوار بين العرب وأوروبا هو أحد الآمال والاهتمامات لكلا الجانبين.
التي بين العرب والجماعة الأوروبية من خلال الحوار العربي الأوروبي و بينه وبين معظم العالم من خلال الحوار شمال جنوب .
إن آثار حرب أكتوبر ـ في التأثير على حتمية انطلاق الحوار بين المنظمتين كانت واضحة من خلال استخدام الدول العربية المنتجة للنفط لسلاح البترول بوسائل مختلفة مثل المقاطعة وخفض الإنتاج ورفع الأسعار .(1)
وقدد كانت أسباب استخدام هذا السلاح تعزى لسببين هما :
1- ذو طبيعة سياسية
حيث أن حالة اللاسلم واللاحرب التي سادت في الشرق الأوسط خاصة بعد أن توقفت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية في اغسطس 1970 والتي وضعت بدورها ضغوطاً على الحكومات العربية باستخدام كافة الأسلحة المتاحة لديها بما فيها ( سلاح النفط ) (2)
2- ذو طبيعة اقتصادية :
فمن المعروف بين الباحثين في مجال الطاقة البترولية أنه خلال فترة ما بين 1950 ,1973 فإن أسعار البترول العالمية كانت مقّومة بأقل من سعرها الحقيقي بحوالي 50% وكما ذكر الرئيسس الجزائري بو مدين " أنه لأكثر من عشرين عاماً فإن الدول المصدرة للبترول قد مّولت التنمية الصناعية الغربية "(3)
ونتيجة لهذين العاملين و خلال ربيع وصيف 1973 فإن الدول العربية لوحت باستخدام سلاح البترول وعلى أثر ذلك , صرح وزير البترول السعودي أحمد زكي اليماني في الولايات المتحدة في نيسان 1973 بأن حكومته لن تسمح لشركة أرامكو بتحقيق برامج التوسع التي تصبو اليها حتى تتخلى الولايات المتحدة عن سياستها المواليه للموقف الإسرائيلي .
وبسبب إعلان الرئيس نيكسون عن مد إسرائيل بمعونة مالية و عسكرية بقيمة 2,2 بليون دولار , فإن لجنة الخليج عقدت إجتماعاً في الكويت في 16 ت2 وقررت رفع الأسعار بنسبة 70% بطريقة جماعية , وفي اليوم التالي اجتمع وزراء النفط للدول المصدرة للنفط في الكويت واتفقوا على خفض الإنتاج فورياً بمقدار 50% عن انتاج شهر سبتمبر , وتضمن البيان النهائي أن نفس النسبة سوف تطبق على كل شهر مقارناً بالشهر السابق , حتى يتم انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة في حزيران 1967 و حتى استرداد
ـــــــــ
1-عبد المنعم سعيد م س ص66 .
2- ن س ص 67 .
3-ن س 67
الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .(1)
وبانتهاء مهمة كيسينجر في إجراء الفصل بين القوات على الجبهتين المصرية والسورية , فإن المقاطعة العربية وإجراءات خفض الإنتاج توقفت تماماً , ولكن بقيت مسألة هامة نجمت عن استخدام سلاح البترول وهي ماسميت بالثورة في أسعار البترول العالمية والتي جعلت سعر البرميل يصل مع بداية 1975 إلأى 11,25 دولار مقارنة ب2,1 دولار عشية حرب تشرين .
وهذا ما حذى بإحدى الباحثات الأوروبيات (ماري هانكس ) بالقول بأن " عصر الطاقة الرخيصة الذي قامت عليه الاقتصاديات الصناعية الغربية قد أتى فجأة إلى نهايته " (2)
هكذا بدت الإمكانيات العربية في حسابات السياسة الأوروبية جذابة ومغرية في المشاركة في عملة التنمية وخاصة مع تزاوج الإمكانيات الغربية مع رؤوس الأموال العربية .
لقد كان الحوار مع العالم العربي هو الطريقة الأكثر منطقية لتلافي آثار المقاطعة البترولية , فقد بات معروفاً أن النمو الهائل في ثروة البلدان العربية المصدرة للبترول سوف يقود هذه البلدان إلى استخدام فوائضها في الاستثمار واستيراد السلع والبضائع والخدمات والتكنولوجيا في البدان الغربية . وهكذا فإن دول الجماعة الأوروبية تستطيع أن تعيد دورة رؤوس الأموال مرة أخرى والتي دفعتها لقاء فوتير البترول المستورد بالتعاون مع العالم العربي , لذلك أرادت أوروبا الاستفادة من شراكة طويلة الأمد بين الرأسمال البترولي العربي والتكنولوجيا الغربية بالإضافة الى الاستفادة من المميزات الاقتصادية للعالم العربي .
أما بالنسبة للدول العربية فهم يتتطلعون إلى مزيد من العناية والإهتمام بمواقفهم, وبحسب وجهة النظر العربية فإن أوروبا الغربية جديرة باتخاذ موقف واضح ومنصف إزاء قضايا العرب العادلة تثبيتاً لاستقلال ارادتها وأداء دورها كاملاً في الشؤون الدولية بحكم كونها تتصل بالدول العربية عبر البحر المتوسط بصلات تجارية متينة ومصالح حيوية متداخلة لا يمكن أن تنمو إلا في إطار تسوده الثقة والمصالح المتبادلة .
ويتم ذلك بللاتزام بالعمل بجميع الوسائل على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة , وفي مقدمتها القدس واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة , والسعي لكي تقوم بالضغط على الولايات المتحدة لكي تكف عن مساعدة إسرائيل .
ـــــــــ
1- عبد المنعم سعيد , مرجع سابق . ص68
2- نفس المرج , ص82 .
ثانياً فشل استمرار الحوار .
كان واضحاً قبل بدء دورة الحوار الأولى في القاهرة في حزيران 1975 بأن هناك عقبات أساسية تقف في طريق الحوار أد ت بدورها إلى فشل استمراره , ويمكن تصنيف هذه العقبات إلى
1- داخلية : تتعلق بالهيكل التنظيمي الذاتي لكلا الجماعتين .
2-خارجية : تتعلق بالأوضاع الإقليمية والظروف السياسية الدولية آنذاك والتي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مجريات الحوار .
بالنسبة للطرف العربى , على المستوى التنظيمي العربي فإن البداية الطموحة للحوار لم تكن تعكس الرغبة في التعاون الشامل في كل المجالات بقدر ما كانت تعكس عدم معرفة العالم العربي بالأولويات التي يتطلبها والاحتياجات والأسبقيات اللازمة له في عملية التنمية. ومن ثم فقد طرح الحديث في كل شيء , حيث أن المشاريع طرحت في كل اتجاه وبعد ذلك تواضعت النيات على هذه المشروعات التي قد تكون ممكنة , حتى تلك التي ما لبثت أن لاقت صعوبات التمويل مما شكل تحدياً حقيقياً لها. (1) بل أكثر من ذلك لم يكن تمويل التنفيذ هو المشكلة فقط بل كذلك الدراسات التمهيدية لها .*
أما على المستوى السياسي , فالنزاعات المشتعلة في المنطقة العربية متعددة , الحرب اللبنانية وحرب الخليج الأولى كانت خير دليل على ذلك. (2) هذا ناهيك عن وجود انظمة سياسية متردية ومتخلفة لا تعبر عن غايات ومصالح شعوبها .
أما على المستوى الاقتصادي, فالطرف العربى ليس محدد لأولياته وحتى قرارات تمويل المشروعات لا توجد في الدول العربية مجتمعة ولكنها توجد في يد الدول البترولية وهذه الأخيرة لا توجد لديها حاجة ملحة لإنجاز تلك المشروعات, ويضاف إلى كل ذلك عدم استطاعة الطرف العربي مواكبة التطور التقدم التكنولوجي الغربي. فالحديث عن الوحدة العربية الاقتصادية العربية شيء , والعمل الفعلي والإيمان بضرورة التكامل الاقتصادي العربي شيء آخر .
بالنسبة للطرف الأوروبي, على المستوى التنظيمي هناك عامل ذاتي يرتبط بتركيب الجماعة ذاتها, حول مدى اتفاق واختلاف الدول الأعضاء حول مسألة الشرق الأوسط. صحيح أن الجماعة الأوروبية قد قطعت شوطاً كبيراً في مجال الاتفاق على ناحية اقتصادية موحدة لكل
ـــــــــ
1- عبد المنعم سعيد . مرجع سابق ص 139 .
* وذلك يبو واضحا ً فيما يتعلق بالمشروعات الزراعية التي تعتبر أكبر إنجازات الحوار في تلك المرحلة .
2- ريمون حداد , مرجع سابق ص505 .
دول الجماعة , لكنها في الآن نفسه لا تزال في البدايات الأولى للتعاون السياسي حيث أن صنع سياسة خارجية مشتركة بين دول المجموعة هو أكثر صعوبة من التعاون اقتصادي بينهما .
على المستوى السياسي , نجد أن المنهجية السياسية للجماعة الأوروبية في طريقة التحاور مع الدول العربية ظلت متلائمة مع ( السياسات المتوازنة ) للجماعة في الشرق الأوسط . ومفادها
( بأنها توازن بين اعتبارات العلاقة العربية الأوروبية وتلك الأوروبية الإسرائيلية ) (1) وبينها وبين الولايات المتحدة من طرف آخر خاصة في ظل أجواء الحرب الباردة .
وبناءاً عليه فإن النهج الأوروبي إزاء المسائل السياسية الخاصة بأزمة الشرق الأوسط لا يبحث عن الوضع الأكثر عدالة في المنطقة حيث يبقى دورها مرتبط بالظروف والأوضاع السياسية العالمية والتوازن الدولي من جهة , وقدرات المجموعة نفسها سياسياً وعسكرياً من جهة أخرى .(2)
بالنسبة للظروف الإقليمية والدولية :
أ- فبدلاً من التعاون بين منظمتين إقليميتين مستقلتين للسعي نحو تحقيق الأهداف والغايات المشتركة , فقد تم التغاضي عن هذا المبدأ واتجهت العلاقة بين المنظمتين إلى علاقات ثنائية بين الدول الأعضاء في كلا الجماعتين , أي أن العلاقات على المستوى الثنائي ساهمت كثيراً في تقليص حماس الدول المشتركة في الحوار إلى حد أدنى , حيث أن بعض الدول شعرت أنها إذا كانت تحقق أهدافها على المستوى الثنائي فما جدوى الحديث عنه على المستوى الجماعي .والتساؤل الذي يطرح نفسه لماذا يجب على الدول العربية أن تتعاقد بصورة إفرادية مع كتلة اقتصادية واحدة هي المجموعةالأوروبية ...!!
ومما لا شك فيه , بأن وضع سياسة عربية موحدة تجاه المجموعة المذكورة أو أي كتلة اقتصادية أخرى أصبحت ضرورة حتمية لا مفر منها .
ب- المشكلة الفلسطينية .
إن النهج العربي إزاء الحوار هو ذو طبيعة سياسية وأن حجر الزاوية في هذا النهج هو القضية الفلسطينية (3) ونتيجة لذلك منذ بداية الحوار أصر على أن يكون الناتج الإجمالي للتفاوض وحسب نظرية المباراة هو صفر تجاه القضية الفلسطينية , نتيجة لذلك فإن هذه القضية ظلت تمثل أحد ميادين الخلاف بين طرفي الحوار مما أدى إلى تعثره .
ومن جهة أخرى فإن علاقة الجماعة الأوروبية بإسرائيل كانت تقف عائقاً آخر أمام استمرار
ـــــــــ
1- عبد المنعم سعيد , مرجع سابق ص133 .
2-عبد المنعم زمابيلي , الحوار العربي الأوروبي , منشورات وزارة الثقافة , دمشق 1992 .
3-عبد المنعم سعيد ص89 .
الحوار , حيث كان هناك اتفاقيات تعاون تجارية بين الجماعة الأوروبية وإسرائيل تقضي بإنشاء مناطق تجارة حرة بين الطرفين . والتي كانت تمثل مدخلاً للتعاون الاقتصادي الذي يمتد بدوره إلى ميدان التجارة مع إمكانية التوسع لكي تشمل مجالات جديدة . نتيجة لذلك فإن الجانب العربي أصيب بخيبة أمل نتيجة هذه الاتفاقيات , وفي الحال أعلنت جامعة الدول العربية أن العرب يرون أن الاتفاق التجاري مع اسرائيل يعتبر بمثابة تشجيع معنوي ودعم اقتصادي لدولة معتدية (1) .
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين المجموعة الأوروبية والكيان الصهيوني تعتمد على مبدأ التكامل المتكافئ وعلى القيام بعمليات مشتركة في ميدان البحث العلمي والتقني المتطورة وذلك على نقيض الاقتصاد العربي المتخلف الذي يعتمد على المنتجات الإستخراجية والزراعية والمواد الأولية , كما يعني ذلك أن الكيان الصهيوني توصل في اتفاقاته مع المجموعة الأوروبية إلى فرض نفسه وإثبات وجوده بينما لم تتوصل دول الجامعة العربية إلا إلى اتفاقيات عادية وبصورة منفردة .
ولكن هذا لا يعني بأن الجامعة العربية غير صالحة لتحقيق أهداف الحوار إلا أن فعاليتها محدودة بسبب تقوقع الدول العربية وتمسكها بسيادتها القومية ولذلك فأن عدم تنفيذ الاتفاقات العربية نفسها يعتبر من الأسباب الرئيسية التي أد ت إلى تعثر الحوار .(2)


ج- الطرف الأمريكي .
وهو وإن كان بعيداً عن الحوار فهو طرف أصيل فيه , فالقدرة الأوروبية مرهونة بالتحرك على المستوى السياسي خاصة عندما يصبح هناك اعتقاد عام بأن الولايات المتحدة هي وحدها القادرة على إدارة الصراع في الشرق الأوسط . فالمحور الاسرائيلي والأمركي كانا يضعان حدوداً على حركة الجماعة الأوروبية ,
كل هذه العوامل ألقت بظلالها على الحوار وحدت من نتائجه , ولكن خطوة الحوار تظل خطوة متقدمة وإن فشلت في عالم متنابذ المصلح والغايات .
ــــــــــ
1- عبد المنعم سعيد , م س ص93 .
2- عبد المنعم زنابيلي , مم س . ص30 .
الفقرة الثانية : اتفاقية لومي.
إن الفكرة الأساسية التي كانت تقوم عليها التجارة الامبريالية ( في عهد الاستعمار ) تتلخص بالآتي : الانتاج المحلي أولاً ,انتاج المستعمرات ثانياً , الدول الثالثة ثالثاً (1) . وهذا ما عملت على تطبيقه دول المجموعة الأوروبية مع عدد من دول أفريقيا والكاريبي والباسيفيك الACP , وتسمح هذه الاتفاقية لدول الACPبتصدير منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية دون أي قيود كمية ( كوتا), ودون شرط المعاملة بالمثل. (2) وهذا ما نصت عليه ا لمادة (1)3 و (1)9 من الاتفاقية بيد أن لهذه الاتفاقية شروطاً فيما يخص دخول صادرات دول الACP إلى دول المجموعة والتي من شأنها أن تطرح علامات استفهام كثيرة حول جدوى هذه الالتفاقية , و أهم هذه الشروط هي :
1-سياسة الدعم الزراعي CAP :
هذه السياسة هي أكثر السياسات المثيرة للخلافات في العلاقات التجارية الدولية , وهي تقوم على دعم أسعار المنتجات الزراعية المحلية وفرض تعريفات جمركية مرتفعة على السلع الأجنبية المنافسة بما في ذلك صادرات الACP وقد ورد هذا الإستثناء في المادة (2)2 من الاتفاقية .
2- الواجبات الداخلية :
تقضي المادة 6 من الاتفاقية بأن صادرات دول الACP لا تتمتع بأي معاملة تفضيلية مقارنة مع أي سلعة آتية من إحدى دول المجموعة الأوروبية .
3- مقتضيات السلامة العامة :
بحيث قضت المادة (1)5 بأن لا مانع من عدم الالتزام بالمادة 3 في حال كانت هذه الإجراءات مبررة بداع السلامة العامة .
بالرغم من هذه الشروط فإن الأتفاقية لم تخلو من بعض الإيجابيات, أهمها نظام ستايبكس , هذا النظام الذي جاء ليرد على مشكلة التجارة في السلع الأساسية بالنسبة لدول الACP . وتظهر هذه المشكلة من خلال ما يلي :
أولاً : عدم الاستقرار في أسعار السلع الأساسية والذي يتحول
الى انخفاض في عائدات الدول المصدرة .
ـــــــــ
1- I.K Minta , the Lome convention & the new economic order .Haoward University . whashengton 1983 p954
2- ريمون حداد , م س ص503
ثانياً : نتيجة للوضع السابق تضطر الدول المصدرة للدخول في تبادل لا متكافئ بين السلع الأساسية المصدرة من الدول النامية والسلع المصنعة الآتية من دول المتقدمة .(1)
ولهذا هدف نظام ستايبكس إلى المحفاظة علىعائدات دول الACP من خلال المساعدات المالية , وبهذا يكون قد تم تجنب المساس بآلية السوق في تحديد أسعار السلع . وفيما بعد أضيف نظام سيسمين المتعلق بالمعادن .
وكما أن آلية دخول صادرات الACP إلى دول المجموعة مشروطة , فكذلك نظام ستايبكس لم يخلو من الشروط المجحفة بحق الأولى . وتتلخص هذه الشروط بالآتي :
1- مدى التغطية :
حيث تم التفاق في لومي 1 على قائمة ب26سلعة يطبق عليها ستايبكس , ثم تم زيادتها في لومي 2 إلى 44 سلعة , علماً أن هذه السلع في غالبيتها سلع زراعية .
2- درجة الإعتماد :
تقضي المادة 29 بأن أي دولة من الACP لكي تطلب تطبيق ستايبكس لا بد من أن تكون نسبة عائداتها من السلعة التي حصل العجز بسببها تعادل %6.5 من دخلها الجمالي . وهذا المعيار يحدد وفقاً لمعدل الدخل من هذه السلعة في الأربع سنوات السابقة لسنة التطبيق .
للوهلة الأولى يبدو أن هذا الشرط قابل للتحقيق بسهولة نظراً لشدة اعتماد الدول انامية على صادراتها من المواد الأولية . بيد أن الواقع أثبت عكس ذلك , فدولة مثل غانا لم تتمكن من تعويض خسارتها في قطاع الخشب لأن درجة اعتمادها هبطت في السنة الماضية إلى %5 .
3- لا يتم الاستجابة لطلب التمويل في حال قدم الأخير بعد 31 \ 3 من السنة التي تلي سنة العجز .
4-إذا تبين أن الدولة المعنية حققت عائدات مرتفعة من بيع نفس السلعة لدولة ثالثة أي من خارج المجموعة .
إن ما يمكن استخلاصه من هذه الأتفاقية , هو أنها لم تكن سوى مسكن لأمراض دول ACP المزمنة , فتقديم المساعدات مالية لن يؤديإلأى زيادة القوة الشرائية للدول النامية و ذلك لأن أسعار ممنتجاتها لم تتغير . هذا هو الهدف الأساسي الذي تسعى إليه دول المجموعة وإلا ما الذي يدفعها لتقديم تلك المساعدات لولا أن الفوائد التي ستعود عليها ستكون أكبر بكثير . أما دول الACP فهي ترى ن هذه الأتفاقية تضمن لها على الأقل تصدير موادها الأولية .
ـــــــــ
1- I.K Minta مرجع سابق ص 963
الفصل الثاني
أبعاد فشل التعاون والحلول المقترحة
القسم الأول :أبعاد فشل التعاون :
كما أن الحوار شمال جنوب بدأ بشكل تدريجي فإن نهايته أيضاً قد كانت كذلك , حيث عملت دول الشمال دوماً على المماطلة والتسويف في المؤتمرات , ثم ومنذ أوائل الثمانينات بدأت بتقليل حضورها لمؤتمرات الحوار , حيث كان مؤتمر كانكون في المكسيك النهاية الفعلية للحوار.
إن النتيجة التي يكمن استخلاصها مع نهاية ما سمي بالحوار هي أن الوضع لم يبقى كما هو عليه بل ازداد سوءاً فدول الشمال زادت تقدماً و دول الجنوب ازدادت تخلفاً , ولعل أبرز أبعاد فشل الحوار هي أولاً انفجار أزمة المديونية في الثمانينات والتي وبغض النظر عن أسبابها فقد كانت خير وسيلة لتدعيم تبعية دول الجنوب لدول الشمال(1).
أما البعد الثاني فهو انفلات اللعولمة النيوليبرالية القائمة على تأليه آلية السوق و الحجر على دور الدولة في تنظيم الاقتصاد. وسنتحدث في هذا القسم عن كل منهما على حدة لنحاول ابراز اشكالية بحثنا في العلاقة بين فشل التعاون شمال جنوب والعولمة النيوليبرالية وهل أن أحدها كان يجب أن يحل محل الآخر.
الفقرة الأولى :انفجار أزمة المديونية :
من أغرب الأزمات الإقتصادية التي ألمت بهذه المجموعة الكبيرة من دول العالم في وقت واحد , هي أزمة الديون الخارجية التي ضربت بلدان العالم النامي منذ مطلع الثمانينات ولا تزال تشكل عائقاً رئيسياً أمام مسيرة التنمية في هذه الدول بسبب امتصاصها للانتاج القومي لهذه البلدان خدمة للديون, وما جرته هذه الأزمة من تدخلات للقوى المالية الدولية في السياسات الإقتصادية للعالم الثالث .
إن لجوء الدول النامية للإستدانة ارتبط بأسباب مختلفة منها : الرد على حاجة البنية التحتية ، تمويل الدفاع الوطني ، أو لأسباب ناتجة عن السياسات المالية والاقتصادية (2) المتعثرة التي انتهجتها انظمة الحكم فيها . وهذه المشكلة كانت محصلة عاملين أساسيين ,
الأول يعود إلى أن أزمة الطاقة فرضت أعباء ضخمة على تكاليف الواردات في الدول
ـــــــ
1-www.deptchannel.org/guide .
*-ريمون حداد . العلاقات الدولية مرجع سابف ص514 .
النامية وارتفاع في الأسعار واختلال في موازين المدفوعات مما أدى إلى ارتفاع مديونية هذه الدول إلى أرقام فلكية فارتفعت مديونية العالم الثالث من أقل من 70مليار دولار عام 1970 إلى حوالي 480 مليار دولار عام 1980 (1). ووصل خلال 1996 وحدها إلى 195 مليار $ بيد أن المستفيد من هذه الأزمة كانت الدول النفطية والتي حققت ،وكما ذكر سابقا،ً فوائض عالية جداً. وقد قدر حجم الأصول المالية المملوكة للدول النفطية ،وتحديداً دول الخليج، ب350 مليار دولار. الا أن الأمر الذي أدى إلى أزمة أخرى تتمثل بوفرة الدولار وعدم قدرة الدول الصناعية على استثمار هذه الأموال مما دفع المصارف العالمية إلى تحويل هذه الأموال باتجاه الجنوب على شكل قروض ميسّرة في بادىء الأمر.
أما العامل الآخر الذي ساعد على اندلاع الأزمة، فهو انهيار النظام النقدي الذي أرست قواعده بريتون وودز, وما أدت إليه من موجات التضخم التي صدرتها دول الشمال إلى دول الجنوب. هذه الأخيرة، قد عجزت عن استيعاب هذا التضخم الهائل ولم تستطع في نفس الوقت أن توقفه وهذه يرجع إلى طبيعة العلاقات الاقتصادية الغير متكافئة وحالة التبعية بين الشمال والجنوب. وبسبب عدم التكافؤ بين أسعار صادرات الجنوب ووارداته، لجأت دول العالم النامي إلى الإفراط في الاستدانة دون وجود أي عوائق، وهنا تكمن مسؤولية المجتمع الدولي الذي تعامل مع الأمر بطريقة لامبالية و برغماتية من دون أن تفرض أي عقوبات أو تعويضات على الدول المدينة الممتنعة عن الدفع .
ولم تقف المشكلة عند هذا الحد بل نتجت عنها مشكلة أشد خطراً وهي خدمة الديون (أي فوائد الديون ) والتي باتت تجبر الدول المدينة على الاستدانة مجددأ ولكن ليس لأغراض التنمية بل لتسديد خدمة ديونها لطمأنة دائنيها........!!! ويكفي الإشارة هنا إلى أن الدول المدينة تدفع الآن 9 أضعاف قيمة الديون المستحقة عليها أصلاً .(2)
هذا ويتبادل كلاً من الشمال والجنوب إلقاء المسؤلية على عاتق الآخر , وهنا برز أتجاهين : الأول تدعمه دول الشمال وهو يحاول إلقاء مسؤولية تفاقم المشكلة على كاهل الدول النامية, بسبب الاستخدام غير الرشيد للموارد الأجنبية و سوء الإدارة وضعف مستوى الأداء الإقتصادي. كما أنهم ينطلقون من فكرة القدرة الاستيعابية لاقتصاديات هذه البلدان , حيث أن قدرة هذه البلدان على استيعاب زيادة كبيرة في الموارد الأجبية هي محدودة (3) , السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: ألم تكن دول الشمال تعلم هذه الحقيقة ؟! فلماذا إذا ساهمت في تسهيل تقديم هذه الديون من خلال تقديم ضمانات بالتسديد للمصارف المقرضة .
ـــــــــ
*-حازم الببلاوي . النظام الاقتصادي الدولي المعاصر .عالم المعرفة 257 . الكويت 200 .
*-www.deptchannel.org/guide .
*- رمزي زكي . أزمة المديونية الخارجية . الهيئة المصرية للكتاب القاهرة 1978 .ص 408
أما الاتجاه الثاني، والذي يعبر عن رأي دول الجنوب , فهو ينطلق من أن دول الشمال لم تقم بواجبها في تقديم المساعدات لدول الجنوب, بل إن المساعدات الحكومية المالية انخفضت سنة بعد سنة, حتى أن ما قدم من مساعدات كان يقدم وفقاًَ لاعتبارات سياسية، أي أن القروض كانت تقدم من دول الشمال للدول النامية التي ترتبط معها بعلاقات خاصة .
ولم يكن من المفاجئ أن تشتعل الأزمة عندما أعلنت المكسيك عن عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها, وهنا أوكلت إلى صندوق النقد الدولي مهمة جديدة هي تمكين الدول المدينة من تسديد ديونها من خلال برنامج بسيط وعام مطلوب للتنفيذ عالمياً مهما اختلفت الظروف الخاصة ببلد ما (1) وهو ما يسمى "سياسة التثبيت والتصحيح الهيكلي" (والتي سنتحدث عنها لاحقاً لأنها أحد أهم أدوات العولمة الإقتصادية ). وقد بدأ الصندوق والبنك الدوليان حملتهما ضد المديونية بمنح الدول المدينة قروض جديدة من أجل دفع ديونها غير أن الشروط كانت هذه المرة أشد قسوة تجاه الممتنعين عن الدفع, و كانت نتيجة انصياع الدول المدينة للصندوق أن مجموع ما أنفقته هذه الدول المدينة الأكثر فقراً على خدمة ديونها تجاوز بكثير ما أنفقته على الصحة والتغذية والتعليم,(2) ومع ذلك لم تسدد الديون بعد .
و في هذا السياق،تم طرح العديد من المبادرات لحل أزمة المديونية: فمن خطة برادي إلى مبادرة الHIPC (التي طرحها الصندوق والبنك الدوليان) والتي لأول مرة ذكرت إمكانية إلغاء الديون لبعض الدول الأشد فقرأ. غير أن هذه المحاولات الصادرة عن المؤسسات الدولية متعددة الأطراف ـ والتي كما سبق الإشارة تتبع سياسات موازية للفكر الاقتصادي السائد في الدول الكبرى ـ لم تكن سوى إدارة للأزمة وليس حلاً لها. فالمشكلة ليست فقط في السياسات الميكرو-اقتصادية لدول الجنوب بل ثمة نظام اقتصادي و سياسي دولي يعاني من الخلل وعدم التكافؤ في موازين القوى . كما أن دول الشمال سعت دوماً لستغلال هذه الأزمة وإلا ما الذي يفسر تزايد الدون الرسمية وقلة الديون الآتية من السوق التقدي الدولي الخاص , ألا يؤدي هذا إلى إحكام سيطرة دول الشمال الدائنة على الدول المدينة .غير أن الصورة ليست قاتمة لهذا الحد وما يدعو إلى التفاؤل هو الوعي لدى شعوب العالم ليس فقط بخطورة هذه الأزمة بل بخطورة المؤسسات الدولية متعددة الأطراف أيضاً, حيث تدعو الكثير من المنظمات الدولية غير الحكومية إلى القضاء على هذه المؤسسات وخاصة صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية باعتبارها أساس مآسي العالم الثالث. و قد قدمت منظمة "جوبيلي 2000" ــــــــــ
1- سمير أمين . في مواجهة أزمة عصرنا . الانتشار العربي بيروت 1997 . ص37
2-Thomas .c.Louton . James.n.rosenau strange power shapping the parameters > international relations & international political economy . Ashgote USA
JUBILEE 2000 الاقتراحات التالية :
1-إلغاء نهائي للديون وليس فقط تخفيض أو جدولة خدمة الديون .
2- إزالة كل الشروط القاسية المرافقة لبرامج التكييف الهيكلي التي تشرف عليها المؤسسات المالية الدولية .
3- الإعتراف المتبادل بالمسؤلية من قبل الدول الدائنة والمدينة , والعمل سوياً لإعادة الثروات التي نهبتها الأنظمة الفاسدة . (1)
ولعل المفارقة الكبرى تكمن فيما يطرحه البنك الدولي اليوم لحل الأزمة , إذ اقترح مؤخراً السماح للاستثمارات الأجنبية المباشرة FDI بالدخول إلى الدول المدينة بمعدل أعلى من المعدل الحالي , حيث يعتبر خبراء البنك أن هذا هو الحل الأمثل لتحريك العجلة الاقتصادية لتلك الدول , ولمدها برؤوس الأموال اللازمة بدلاً من تقديم المزيد من الديون .(2)
1- www.jubilee.org
2- www.worldban.org
الفقرة الثانية: انفلات العولمة النيوليبرالية.
مصطلح العولمة شاع كثيراً في التسعينات من القرن الماضي إلى درجة تحميله مضامين تشمل الكرة الأرضية(1). والعولمة هي ،في الواقع، ظاهرة متعددة الجوانب: أقتصادية , سياسية، ثقافية ,و اجتماعية, إلا أن ما يهمنا هو الجانب الاقتصادي والسياسي .
إن العولمة التي نعيشها اليوم هي مفهوم جديد لواقع قديم. فالعولمة الاقتصادية تعود إلى قرون عديدة خلت عندما بدأت القوى الأوروبية بنشر نفوذها خارج القارة, و في القرن ال19 كان هناك مساحة اقتصادية عالمية قيد التشكل حيث نسجت الدول الأوروبية على مستوى المعمورة شبكات خاصة بها (2). ولكن هذا المسار الزاحف تعرض لفترة من الجمود بين عامي 1929 ( الأزمة الاقتصادية الكبرى) و1945 ( انتهاء الحرب الكونية الثانية ) حيث راجت السياسات الحمائية بشكل هستيري , اضافة إلى انبعاث الحركات القومية.
إلا أن الحياة عادت لهذا المسار مجدداً بعد عام 1945 ليتحرك ولكن وحسب سمير أمين بشكل مضبط , وتمثلت عوامل الضبط بما يلي :
- نظام اقتصاد السوق الاجتماعي ( الطرح الكينزي) .
- النظام السوفياتي .
- حركة باندونغ .

والسمة المشتركة لهذه الاتجاهات الثلاث هي العمل على توجييه آلية السوق وعدم تركها للأيدي الخفية التي تحدث عنها آدم سميث في القرن الماضيِ.
ومنذ أواخر الستينات بدأ هذا المسار بالتقاط أنفاسه لينطلق بسرعة قصوى نحو الماضيِ ولكن بشكل يلائم الحاضر, وهذه الحركة السريعة يكمن إعادتها إلى عاملين أساسيين ومترابطين الأول اقتصادي والآخر سياسي .
أولاً العامل الاقتصادي :
إن المهتمين بالعولمة يعتبرون أن الاقتصاد هو المحرك الأساسي لهذه الظاهرة , ولكي نتعرف على كيفية عمل هذا المحرك لا بد من التطرق للمحاور التالية :
1- ريمون حداد , م س ص518 .
2-غسان العزي , سياسة القوة , مركز الدراسات الاستراتيجية للبحوث والتوثسف , ط1 بيروت 2000 ص120
1-الثورة التقنية
شهد العالم في نهاية القرن ال20 ثورة شاملة في تطور سبل المعلومات والاتصالات من
شأنها التأثير في العلاقات الدولية على كافة المستويات , (1) ويعتبر المراقبون أننا تجاوزنا عصر الزراعة والصناعة إلى عصر تسيطر فيه العوامل المعرفية على مفاصل الحياة الأقتصادية اليومية.
وهذه الثورة التقنية لها انعكاسات مباشرة وخطيرة على ميادين أساسية في العلاقات الاقتصادية الدولية من أهمها: مجال الاتصالات الذي انعكس بشكل أساسي على حركة السلع والبضائع والتدفقات النقدية والمالية (2) , حيث تنوعت طرق عرض وتسويق البضائع و بات المرء قادر على متابعة رصيده في مختلف بورصات العالم وهو في منزله. وهذا ما أدى إلى تدني حاد في أسعار النفط. وهنا يطرح السؤال حول المستفيدين من هذه الثورة, فمزايا هذه الأخيرة حكراً على بعض الناس, حيث أصبح الناس يفرقون بين مستخدم الانترنت ومن يجهل ذلك و للتدليل على مدى الفجوة في الاستفادة من هذه التقنيات بين الشمال والجنوب. يكفي القول أن مجموع المشتركين في خطوط الهاتف في كل أفريقيا هو أقل من مجموعهم في اليابان.
تطور الأسواق المالية :
إن وفرة الدولار التي نتجت عن الرساميل التي وضعتها الدول الاشتراكية( سابقاً ) مضافاً إليها الرساميل الهائلة التي اتجهت نحو المصارف الغربية, و كذلك الخضّة الهائلة التي تعرض لها النظام النقدي الدولي العام 1971, التي أدت إلى خلق نظام نقدي دولي خاص تحكمه المصارف وهيئات التمويل العالمية ( أي صناديق التمويل وشركات التأمين) والشركات عابرة الوطنية. وجاءت ثورة التقانة لتعزز الاتصال بين مختلف المراكز المالية العالمية حيث أصبحت الأسهم تتداول في معظم الأسوق العالمية دون قيود. (3) غير أن هذا لا يعني أن الأنظمة المالية الوطنية قد ألغيت بل لقد تم دمجها في شكل شديد التنظيم وبصورة متدرجة.(4) هذا الدمج أدى
إلى تقييد السياسة المالية للدولة الوطنية حيث باتت أسعار الصرف تتأثر بشدة بحركة الرساميل الريعية. ولا يمكن لأحد أن أن ينسى الأزمة التي عانت منها دول جنوب شرقي آسيا نتيجة لسياسات التحرر المالي التي اتبعتها تلك الدول مما أوقعها في فخ المضاربات الساعية فقط للربح السريع والكبير من دون الأخذ بعين الأعتبار النتائج
1-عدنان حسين , نظرية العلاقات الدولية , منشورات الجامعة اللبنانية. بيروت 1998 .
2-ريمون حداد , م س ص522
3-حازم الببلاوي , النظام الاقتصادي الدولي المعاصر م س ص113
4-ريمون حداد , م س ص533.
الكارثية على المستويات الأجتماعية والتنموية. وحتى دول الشمال الصناعي لم تسلم من
أضرار هذه العولمة المالية المنفلتة , فقد أجبر جورج سوروس أحد أشهر المضاربين الماليين الحكومة البريطانية على تخفيض سعر عملتها سنة 1992 , فإذا كان هذا حال دول الشمال ذات الاقتصاد القوي القادر على مواجهة الأزمات فكيف الحال بدول الجنوب المجبرة على تحرير أسواقها المالية ؟‍‍‍ بالتأكيد فانها ستكون ,عرضة لأزمات أكثر خطورة من الشمال ذلك أن التنظيم والتوزيع المالي أصبح يتقررعالمياً (1) و قد شبه الكاتب الأمريكي Thomas Lawton السوق المالي المعولم "بالكازينو". غير أن الفرق هو أن الأخير لديك الحرية في الذهاب إليه أو الإبتعاد عنه متى شئت، أما "كازينو العولمة" المالية فالانخراط به يتم بشكل لا ارادي وهذا ما ينطبق على بلدان الجنوب. يبدو أن دول الشمال مصرة على اتباع سياسة إدارة الأزمة, فقد عملت على معالجة الأزمة الناتجة عن الفوائض المالية الممولة من خلال سياسة لبرلة الحركات المالية على الصعيد العالمي, تبني مبدأ الصرف العائم, ورفع أسعار الفائدة, وضمان سداد خدمة الديون لبلدان العالم الثالث،و تشجيع الخصخصة. (2) دون الإهتمام بما سينجم عم ذلك من مشاكل على الصعيد الإنساني والإجتماعي .
وإن ما يمكن ملاحظته هنا هو أن دول الشمال, وعلى رغم تضررها، من هذه العولمة المالية فإن استفادتها ستكون أكبر وإلا لماذا تضغط على دول الجنوب من خلال صندوق النقد الدولي من أجل اتباع سياسة التحرر المالي والخصخصة إلخ .
3-دور الشركات عبر الوطنية
إن أهم القوى عبر الوطنية التي يعرفها العالم اليوم ولا يعترف بها القانون الدولي كأشخاص في العلاقات الدولية هي الشركات متعددة الجنسية, وتكمن أهمية هذه الشركات كونها مفتاح أساسي لعولمة الاقتصاد (3) هذا وتمثل أكبر الشركات العملاقة 4\5 من الناتج الصناعي العالمي حيث يعمل ثلثي الأيدي العاملة العالمية, ولعل الآداة الرئيسية التي تستخدمها هذه الشركات في عولمة الاقتصاد هي الاستثمارات الخارجية المباشرة "FDI" والتي نمت بشكل مضطرد حتى وصل خلال التسعينات إلى 350بليون $ كما نمت في نفس الفترة في الدول الأكثر فقراً بمعدل 15% سنويا. ووصلت هذه السنة إلى 143بليون $(4). هذه القدرة على السيطرة في حركة رؤوس الأموال والاستثمارات تمنح الشركات الكبرى قدرة هائلة على
1-Thomas . c .Lawton , Strange power shaping the parameters , Ashgote , U.S.A 2000
2-سمير أمين في مواجهة أزمة عصرنا , الإنتشار العربي ,ط1 بيروت 1997 ص37.
3- Robert Gilpen < Global political economy < Prinston University U.S.A 2001 .
4- www.worldbank.org
التحكم في مصائر الدول وخاصة دول الجنوب, ولعل أغرب المفارقات اليوم أن حكومات هذه الدول بعد أن كانت تشتكي من هيمنة هذه الشركات على اقتصادها وتدخلها في شؤونها الداخلية، أصبحت اليوم تركض خلف هذه الشركات لتستثمر أموالها لديها,فإذا سحبت الشركات أموالها تعرض اقتصاد البلد المضيف إلى أزمة حقيقية بل إن الأمر يأخذ منحنى أخطر حيث أن دول الشمال أيضاً أصيبت بنفس المشكلة. وهذا هو الفرق الأساسي بين الشركات عبر الوطنية القديمة (أي خلال حقبة الاستعمار) حيث أن هذه الأخيرة كانت تعمل كأداة للسيطرة تستخدمها الدولة الأم أما اليوم فالشركات تتحكم بسياسات الدول الكبرى و ما يحدث هذه الأيام في العراق يقدم دليلا ًدامغاً على ذلك, فالولايات المتحدة بدأت بتلزيم آبار النفط واستدراج العروض من أجل إعادة إعمار العراق, وهذا ما أثار حفيظة الشركات البريطانية التي أعلنت عن استيائها بشكل, من الاستفراد الأمريكي الواضح.
يبدو أن دول الجنوب تقع بين مطرقة الدول الكبرى سياسياً وسندان الشركات عبر الوطنية اقتصادياً
4- ازدهار المبادلات التجارية الدولية .
لقد عملت المجموعة الدولية وتحديداً الدول المنتصرة في الحرب العالمية على تعزيز المبادلات الدولية , ربما لآنها وسيلة مهمة جداً لمنع تجدد النزاعات , بحيث إذا وصلت الأمم إلأى درجة كبيرة من الإعتماد المتبادل, يصبح من الصعب عليها الدخول في نزاعات طاحنة . وقد تم إنشاء الGATT لتحقيق هذا الغرض التي عملت على التحرير التدريجي للتجارة الدولية, وبالفعل فإن مرحلة ما بعد الحرب شهدت ازدهار كبير في المبادلات الدولية وصلت حتى منتصف السبعنات إلى زيادة سنوية بنسبة 8.5 بالمئة (ر) .
ولكن هذا الازدهار كان يصب في مجمله لمصلحة دول الشمال وذلك لأن البنيات الصناعية في الأخيرة أكثر تطوراً من تلك الموجودة في دول الجنوب مما يؤدي إلى التبادل للامتكافئ .ومن جهة أخرى فقد هبطت نسبة التجارة في المواد الأولية مقابل ارتفاع نسبة التجارة في المواد المصنعة مما وجه ضربة قوية لاقتصادات الدول النامية, فضلاً عن الدور الذي تلعبه الشركات عبر الوطنية فيما بات يعرف بالتجارة البينية أي بين فروع هذه الشركات, وبهذا وجدت دول الجنوب أن الفائدة الوحيدة من التجارة الحرة هي خسارتها للموارد المالية الناتجة عن التعرفات الجمركية .
هذا الوضع إضافة إلى تطور العولمة الاقتصادية دفع نحو إنشاء منظمة التجارة العالمية ,
ـــــــــ
1- ريمون حداد , مس , ص 538 .
لتكون الأداة الرئيسية لتحرير التجارة والحفاظ على مصالح الدول النامية , بيد أن التجربة
العملية أثبتت بأن الوضع لم يختلف كثيراً عن السابق بل ربما زاد سوءاً , فدول الجنوب بات مطلوب منها الانصياع للنمط النيوليبرالي في تحرير التجارة وفي مهلة قصيرة جداً لا تكفي لتمكين اقتصادها من التأقلم مع العولمة النيو ليبرالية , وهذا ما يجعلها فريسة للدول التي أخذت كل الوقت اللازم لمواجهة هذا التحدي.وحتى نظام فض النزاعات الذي من المفروض أن يساعد الدول التامية على أخذ حقوقها لم يكن مناسباً كونه يعتمد آلية الإجراءات الانتقامية .
ثانياً - العامل السياسي .
غالباً ما يتأثر أصحاب القرار السياسي بالطروحات الفكرية السائدة في عصرهم , وقد شهدت أواخر الثمانينات عودة الأفكار الليبرالية التي طرحها آدم سميث وريكاردو والتي تدعو إلى رفع يد الدولة عن المجال الاقتصادي , وقد برزت هذه الطروحات بشكل أساسي في الولاايات المتحدة . والتي ادت بدورها الى تهميش دور الدولة وابتعادها عن التحكم فى القررات المصيرية على المستوى المحلى و الاقليمى والدولى واطلقت العنان للتحرر المالى والتجارى من خلال سياسات الخصخصة ,و تشريع الأبواب أمام الإستثمارات المباشرة الداخلة والخارجة , وبما أن المؤسسات الدولية متعددة الأطراف تبنت فوراً هذه الطروحات و ذلك من يوم ما أصبحت هذه الأطروحات الكتاب المقدس الجديد لدى إدارة البيت الأبيض(1) , فقد إجبر صندوق النقد والبنك الدوليان , للدول الرازحة تحت سيطرتهما نتيجة مديونيتها , على اتباع سياسات التثبيت والتصحيح الهيكلي والتي أدت إلى نتائج كارثية في تلك الدول . مع العلم أن هذه السياسات أدت في بريطانيا إلى نتائج سلبية جداً , وبالتالي فإن الوضع في دول الجنوب سيكون دراماتيكياً أكثر بكثير ,وبعكس ما ينظًر مؤيدي العولمة من أنها ستؤدي إلى تحقيق الرفاه والتنمية للجميع فإن الواقع أثبت عكس ذلك وللتدليل على هذا نعرض لأهم النتائج التي أدت إليها عولمة النيوليبرالية وتأثيرها في العالم بشكل عام ودول الجنوب بشكل خاص والتي يمكن تلخيصها بالآتي :
- ارتفاع نسبة البطالة في كل مكان .
- انخفاض عوائد العمل .
- تفاقم التبعية الغذائية لبلدان عديدة.
- تفاقم ظروف البيئة تفاقماً خطيراً على الصعيد العالمي .
- تفكك انظم الانتاجية في العديد من الأقطار .
- وضع عوائق متصاعدة في سبيل تدعيم النظم الديموقراطية .
- استمرار تضخم عبء الديون الخارجية لدول الجنوب .(س)
بعد هذا العرض لنتائج العمولمة النيوليبرالية يتبادر للذهن سؤالين جوهريين : هل يمكن في ظل هذه العولمة الحديث عن مساواة في النظام الاقتصادي الدولي ؟! , وهل أن هذه العولمة قطعت نقطة اللاعودة ؟! .
1- سمير أمين , في مواجهة أزمة عصرنا , م س , ص 39 .
2- سمير أمين ن س ص 38 .
بعد عرضنا لأهم الأسس التي تقوم عليها العولمة الاقتصادية وتأثيرها على كل من الشمال والجنوب نجد أنه لا يمكن الحديث إلا عن عدم مساواة صارخة في العلاقات الاقتصادية الدولية , هذه اللامساوة كانت موجودة منذ ليبرالية القرن الماض, وفشل دول الجنوب في تغيير اللامساواة الناتجة عنها أدى إلى خلق لامساواة أشد وطأة في ظل النيو ليبرالية التي نعيشها اليوم .
إن ما يمكن استخلاصه هو أن الحوار بين الشمال والجنوب كان محاولة من هذا الأخير لإيقاف تقدم العولمة النيوليبرالية , إلا أنها باءت بالفشل مما أدى إلى زيادة الهوة بين الشمال والجنوب بشكل لم يعد يهدد دول الجنوب فحسب بل البشرية جمعاء .
أما بالنسبة للسؤال الثاني فإن العولمة النيوليبرالية تقوم على ضرورة إلغاء الضوابط على الأسواق , ووحسب المراقبين الاقتصاديين لا يوجد أسواق دون ضوابط بل السؤال هو من الذي يضيط وكيف . (2) لذلك فإن نقطة اللاعودة هي ليست مصيرية وليست قدراً محتوماً أمام دول الجنوب بل يمكن وضع ضوابط لتنظيم عمل هذه العولمة لجعلها تعمل لصالح الجميع
1- سمير أمين , الاقتصاد السياسي للتنمية , ترجمة فهيمة شرف الدين , دار الفرابي , ط بيروت 2002 .ص 33
القسم الثاني : الحلول المقترحة .
تمهيد :
إذا كانت العولمة الاقتصادية قدراً محتوماً , فإن عدم المساواة الناتجة عنها ليست كذلك . حيث ثمة حلول لمواجهة هذه اللامساوة , ومنها ما يقع على عاتق دول الجنوب أنفسها ومنها ما يحتاج إلى العمل العالمي المشترك وعلى جميع الأصعدة , وذلك بداً بمؤسسة الدولة ومروراً بالمنظمات الدولية وصولاً إلى المنظمات الدولية غير الحمومية ..
بناءاً لما تقدم سنتتطرق في هذه الفقرة إلى ما يتعلق بدول الجنوب وتحديداً نحو تعزيز التعاون جنوب جنوب أولاً ثم نتطرق إلى الدور الملقى على عاتق البشرية جمعاء من خلال ما بات يعرف بالتنمية المستدامة .
الفقرة الاولى : التعاون جنوب-جنوب .
لا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل دول الشمال كامل المسؤولية عن عدم الإنصاف في النظام الاقتصادي الدولي , فدول الجنوب تتحمل قسطاً من هذه المسؤولية. فكما تبين من خلال عرضنا للحوار العربي الأوروبي فإن الدول العربية كانت و ما تزال عاجزة عن التعاون في ما بينها, فكيف ستتعاون ما مجموعة أخرى. وهذا ما ينطبق على كل دول الجنوب باستثناء دول آسيان طبعاً. ونفس الشيء ينطبق على أزمة المديونية, فما الذي منع الدول المستدينة من أن تستفيد من وفرة الدولار كما استفادت منها دول جنوب شرق آسيا ؟!
إن العولمة الاقتصادية ليست شريرة إلى الحد الذي يذهب إليه الماركسيون الجدد, والدليل على ذلك هو أن طروحات الجنوب من أجل قيام النظام الدولي العادل لا تتنافى مع العولمة الاقتصادية, فهي تطالب بتجارة دولية مفتوحة, كما أنها لم تطالب بمنع عمل الشركات عبر الوطنية بل ضبط أعمالها فقط لجعلها تتلاءم ومسيرة التنمية التي تتبعها.
إن اكتفاء دول الجنوب بالشكوى وانتقاد النظام الدولي المهيمن لن يوصلها إلى أي نتيجة مرضية, فدول الشمال لن تتحرك لنجدتها وهي تعلم أن أحد أهم أسباب نموها هو سيطرتها على ثروات الجنوب.وبالتالي لابد من الإعتماد على الذات, غير أن الإعتماد على الذات لا يجب أن يكون على الصعيد الداخلي فحسب بل يجب أن يكون على مستوى الجنوب ككل(1).فالدول النامية قد تكسب الكثير لو سهلت دخول أسواق بعضها البعض, فمازالت الحواجز فيما بين الدول النامية أعلى منها بين الدول النامية والدول المتقدمة (*). وينم ذلك من خلال
1- Julius. K.. Nylele , Facing the challenge , responces to the south commition ,South Center , London 1983.
2-جون جراي , الفجر الكاذب , م س ص
تحرير التجارة وانتقال رؤوس الأموال والتكنولوجيا عبر الجنوب.إضافة إلى إقامة وتفعيل المنظمات الدولية المعنية بتحقيق هذا التعاون ..
والذي يدعو إلأى التفاؤل بعض الشيء هو أن دول الجنوب لن تبدأ من الصفر , فمع وجود منظمة دولية تهتم بالتجارة والتنمية مثل U.N.CT.A.D ما هو الداعي للانضمام لمنظمة التجارة العالمية والتي يتم اتخاذ القرار فيها داخل الغرفة الخضراء. ( الغرفة التي يجتمع داخلها الثلاث الكبار قبل المفاوضات) .
كما أنه من الضروري تفعيل اتفاقيات الدول المصدرة للمواد الأولية , لعل منظمة الO.P.EC كانت تجربة مهمة جداً على هذا الصعيد. أما عن أزمة المديونية, فينبغي على الدول الجنوب إنشاء اتحاداً للدول المدينة لأن اجتماعها يمكنها من المفاوضة بشكل أفضل.
أما عن المشاريع التنموية, فالرساميل النفطية لا تزال ذات أهمية, كما أنه بات لدى الجنوب دول صناعية في جنوبي شرق آسيا والتي من الممكن أن تقدم التكنولوجيا المتطورة والتمويل اللازم كونها تملك أكبر احتياطي نقدي في العالم.
كل ما سبق يتعلق بالجانب الاقتصادي, بيد أن الجانب السياسي لا يقل أهمية, فالجنوب يعاني من نزاعات مزمنة يجب إن على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الإقليمي, في ظل هذه النزاعات تتهدد التنمية البشرية (1).. المبنية على ثلاث أبعاد:طول العمر,المعرفة ،و مستوى المعيشة الائق (2). أما على الصعيد الداخلي فلا بد من إصلاح الأنظمة السياسية ووتفعيل المحاسبة , وهذا من شأنه أن ينعكس على حسن سير الإدارات العامة في دول الجنوب .
وهكذا وبقدر ما تتمكن دول الجنوب تدعيم صفوفها عبر التعاون والتضامن فيما بينها , بقدرما تستطيع تحسين وضعها في الاقتصاد الدولي .
1- -عدنان حسين , العرب في دائرة النزاعات الدولية , مطبعة سيكو , ط1 بيروت 2001 , ص47 ,
2-تقرير التنمية البشرية 1998 , برنامج الأمم المتحدة الإنمائي U.N.D.P نيو يورك 1998 , ص15 .
الفقرة الثانية : التنمية المستدامة sustainable development.
إن الطريقة التي اتبعتها دول الشمال لكي تصل إلى النمو الذي هي عليه الآن كان مكلفاً جداً وخاصة من الناحية البيئية , كما أنها اعتمدت في نموها على استعمار غيرها من الدول, فهل دول الجنوب قادرة على أن تتبع نفس مسار الدول المتقدمة وخاصة في ظل أجواء وإضطرابات عالمية لا مثيل لها إن على الصعيد البيئي أو على الصعيد الإقتصادي الإجتماعي والساسي .
حقيقة نحن بحاجة إلى معايير جديدة للعلاقات الاقتصادية الدولية , هذه المعايير يجب أن تطرح موضوع التنمية المستدامة من خلال استغلال الموارد وتوحيد التكنولوجيا والمؤسسات
بشكل يتناسب مع الرد الأفضل على الحاجات والمتطلبات الانسانية وذلك من خلال تطّويع ثورة التكنولوجيا لخدمة أهداف التنمية للدول النامية, من خلال التوجه إلى المجتمعات الصناعية الكبرى وإجبارها على احترام التوازن البيئي وإلا فنحن سائرون نحو الهاوية, وإذا ما أردنا فعلاً إنقاذ أولادنا وأحفادنا, يقتضينا ذلك أن نعمل على إحلال الإقصاد البيئي والاجتماعي على المستوى الدولي محل الاقتصاد النيو ليبرالي(1). فما هو مفهوم التنمية المستدامة وما هي أسبابها وما هي البدائل التي تطرحها ومن خلال أي وسيلة وضمن أي إطار يمكن أن تحدد متطلباتها واهتماماتها ومبادئها وما هو تأثير العولمة عليها .
1مفهومها :
تعني الحفاظ على التوازن البيئي وإمكانية توفيره لأجيال مقبلة ,أي بمعنى أخر حفظ الموارد للأجيال القادمة .(2)
وقد بدأ هذا المفهوم يظهر فب الأدبيات التنموية الدولية في أواسط الثمانينيات تحت تأثير الإهتماتمات الجديدة في الحفاظ على البيئة ونتيجة للإهتمامات التي أثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهيرة في السبعينيات حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب وعلى البيئة والتوازنات الجوهرية في الأنظمة البيئية The Eco systems (2)
1-ريمون حداد , م س ص 592 .
2- ريمون حداد محاضرات دبلوم علاقات دولية 2002 .
3- جورج قرم التنمية البشرية المستدامة والاقتصاد الكلي , سلسلة دراسات التنمية البشرية المستدامة رقم 6 , الأمم المتحدة , نيو يورك 1997 ص3 .
2- أسبابها
انتشر استعمال هذا المفهوم بسبب أولاً تكاثر الأحداث المسيئة للبيئة, وثانياً ارتفاع درجة التلوث عالمياً, ثالثاً تعثر الكثير من السياسات التنموية المعمول بها في بلدان العالم الثالث والتي أدت إلى :
أ-تفاقم المديونية الخارجية وتردي الانتاجية .
ب-توزيع الفروقات الإجتماعية في عدد كبير من الدول .
ج- المجاعة ( قلة التغذية لدى الفئات الفقيرة التي ساءت أحوالها في الثمانينيات(1)
3-البدائل التي تطرحها .
أ-احترام حقوق الإنسان .
ب-احترام مقومات البيئة التي يعيش فيها الإنسان .
ج-الإهتمام بالقضايا الإنسانية والبشرية .
د-عدم التركيز على وسائل التنمية المادية فقط ( زيادة معدلات الاستثمار , والنمو
الاقتصادي ) .
4-الوسائل اللازمة .
الحوار الدائم ( الديموقراطي الطابع ) بين صانعي القرار من جهة , والفئات المختلفة في المجتمع المدني من جهة أخرى .
5-الإطار
هو عبارة عن مؤسسة واضحة تؤمن أساليب التعبير لكل الفئات التي تعاني من مشاكل ومتاعب في حياتها , وتتجسد هذه الفكرة فب مفهوم الGOVERNANCE أي جدية أسلوب الحكم في مجتمع على أساس الحوار بين الحاكم والمحكوم وشفافيو تصرفات الحكام , ووضع قواعد واضحة لمسؤولية أهل الحكم ACCOUNTABILETY المحاسبة ( المساءلة) (2)
6-متطلباتها.
- وضع ضوابط للوضعه العالمي الحالي للتكنولوجيا والتنظيم الإجتماعي وأثرهما على الموارد البيئية.
- وإشباع الحاجات الأساسية للجميع وإمكانية تحقيق طموحاتهم نحو حياة أفضل .
- ضمان حصول الفقرا ء على حصتهم العادلة من الموارد الضرورية لتدعيم هذه التنمية ..
ــــــــــ
1- جورج قرم , التنمية البشرية المستدامة والاقتصد الكلي , م س ص 4
2-جورج قرم , ن س ص 5
- وجود نظام سياسي يؤمن مساهمة فعالة للمواطنين في اتخاذ القرارات .
- ممارسة ديموقراطية فعالة في اتخاذ القرارات الدولية .
7- اهتماماتها .
- تطوير المهارات في تنظيم الوحدات الإنتاجية وفي آليات اكتساب العلم والتكنولوجيا وتطويرهما لأغرض التصنيع .
- تنظيم سوق العمالة .(1)
- تجهيز الموارد البشرية لأغراض التنمية .
8- المبادئ التي تستند إليها .
- الإنصاف .:
أي حصول كل إنسان على حصة عادلة من ثروات المجتمعات وطاقاته وجدير بالذكر هنا أن العدالة ليست قاصرة على توزيع الدخل والثروة فقط بل أنها تتجاوز ذلك إلى توفير الفرص المتكافئة للجميع بدون استثناء . (2)
- التمكين :
أي منح أعضاء المجتمع فرصة المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات , التأثير عليها.
- حسن الإدارة والمساءلة :
أي خضوع أهل الحكم والإدارة إلأى مبادئ الشفافية والحوار والرقابة والمسؤولية.
- التضامن .
بين الأجيال وكل الفئات الإجتماعية داخل المجتمع .
-تأثير العولمة على التنمية المستدامة .
هناك تأثيرات مختلفة للعولمة , البعض منها إيجابي والبعض الآخر سلبي , وهي
ـــــــــــ
1-حلقة بحث , بالقمة العالمية للتنمية المستدامة , 15-16 نوفمبر 2001 بيروت , صادر , عن وزارة البيئة ص12 .
2-عاطف قبرصي , التنمية البشرية المستدامة في ظل العولمة , سلسلة دراسات التنمية البشرية رقم 10 الأمم المتحدة نيو يورك 2000 ص 28 .
دون حصول المزيد من استغلال الموارد الطبيعية بشكل عشوائي وكذلك في مجال القوى البشرية لمنع تعرض مستوى الأجور والرواتب للتدني تحت تأثير زيادة معدلات البطالة .
كل هذه الطروحات ما زالت تحلق في الإطار النظري ولم تستطع أن تخرج من الطروحات إلى التطبيق العملي ,وأكبر دليل على ذلك هو أن قمتين للأرض لم عقدتا بفاصل زمن قدره 10 سنوات لم تتوصلا إلى مواجهة الأزمات التي يعاني منها العالم اليوم .
في يوم افتتاح قمة الأرض في جوهاسبورج آب 2002 وفي محاولة للسعي لتقريب الشمال والجنوب ... اعتبر رئيس جنوب أفريقيا ( مبيكي ) بأن الهوة الكبيرة بين الشمال والجنوب, بين أقلية ثرية تتمتع بدرجة عالية من الرفاهية لم يسبق لها مثيل, وعالم ثالث يشهد أزمات ويتحمل معاناة الفقر والنزاعات, وبمرور 10 سنوات على قمة الأرض الأولى في ريو 1992 بدون تحقيق المقترحات والأهداف من تلك القمة , أطلق مبيكي صرخته بأنه لا يمكن لأحد أن يقف و أن يبقى غير مبالي لما يحدث.(1) واضاف مبيكي فى اليوم الثانى للقمة بان هذا المجتمع البشرى الذى يتسم بجزر من الثراء يحيط بها بحر من الفقر لا يدوم )2)
وتزداد هذه الهوة اتساعاً وعمقاً بشكل خاص عندما يرفض الأوروبيين والأمريكيين تقديم أي إلتزامات دولية جديدة .تجاه أوضاع الجنوب المتردية , وما زاد هذه القمة تشاؤماً غياب هو بعض رؤسات الحكومات والدول التي تلعب دوراً مهما في رسم السياسة الدولية. (3)
والجدير بالذكر أن غياب هذه الحكومات قد فسح المجال لحضور مكِثُف للشركات العبر وطنية والي تحاول تسويق نفسها كبديل عن الحكومات في هكذا قمم المعنية بإطلاق عملية التنمية وذلك باستخدام ضغوطات أكبر لتعديل قوانين الرقابة البيئية لمصلحتها . ...والسؤال المطروح هنا : هل هناك من تنسيق بين هذه الشركات وحكومات الدول الكبرى . ...‍!؟
ـــــــــ
1- جريدة النهار , 26 آب 2002 , العدد 21362 ..
2- www.annahar .com 27 أب 2002
3- ن س 28 أب2002 .
الخلاصة :
إن التعاون بين الشمال والجنوب هو تعاون بين طرفين , طرف غني ومتقدم تكنولوجياً , ويعبر عن جسم اقتصادي قطّع في سبيل إنشائه مراحل طويلة من التعاوان , وطرف فقير متخلف اقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً , له رغبة ملحّة في التعاون على كافة الصُعد ولكن هذه الرغبّة لم يقدر لها أن تترجم على أرض الواقع .
معنى ذلك أن الحوار بين الطرفين لا يُفترض منذ البداية أن يكون حواراً سهلاً أو ممهداً له, فهناك بنىً مختلفة ومصالح معقدة وغايات متناقضة , فضلاً عن أيديولوجيات متصارعة .
إن طبيعة القوى التي صاغت مصير العالم المتخلف ما تزال لها تأثير قوي على الظروف في الوقت الراهن , وبالرغم من أن أشكالها تبدلت وشدة تأثيرها اليوم غيرها بالأمس , إلا أن مصدرها واتجاهها ظلا ثابتين دون تغيير , وهي تتحكم اليوم كما كانت تتحكم بالأمس في مصائر البلدان المتخلفة .
إن الحوار بين الشمال والجنوب ومحاولات التعاون جاءت خلال تطور الحركة النيو ليبرالية , وهذا كان أهم الأسباب التي أدت إلى فشل الحوار , ففي حين تعمل دول الشمال على المزيد من تقسيم العمل على المستوى الدولي , والتحرر الكامل من كل القيود التي تقيد حركة السلع والرساميل , أي التوجه نحو النيو ليبرالية , كانت دول الجنوب غارقة في معاناتها من نتائج ليبرالية القرن ال19 .
بيد أن طريقة التعاون كانت ذات وجهين من قبل الشمال , الأول يريد مد قنوات الاتصال بين الطرفين علماً بأن هذا لا ينفي استمراره باعتناق النيوليبرالية المتوحشة , أما الثاني فأنه يضع الحوار جانباً و يستخدم كافة الضغوطات السياسية والاقتصادية بل وحتى العسكرية لتحقيق ما يرغب به . ومع أننا لا نؤيد هذين الطرحين إلا أنه ليس بوسعنا العودة بالتاريخ إلى الوراء وفك الارتباط كما طلب سمير أمين لأنّ الإعتماد المتبادل قطع نقطة اللاعودة , حيث بات من المستحيل تجاهل الثورة التقنية والمعلوماتية الدافعة أكثر فأكثر باتجاه هذا الإعتماد , ولكن مع كل ذلك فإنه من , الحمّق , أن نعتقد أن وجود عالم مسالم بدرجة معقولة يجمع بين ألوان متعددة , وهويات ثقافية متميّزة , وعدالة إجتماعية نسبية , هو مثالي أو طوباوي .
إن التعاون بين الشمال والجنوب كان فاشلاً ولم ينجح لأنه كان يقوم على أهداف متناقضة ومصالح مختلفة وغايات متنابذة ويفتقر إلى ركن مهم جداً من أركان الحوار الناجح وهو المساواة بين الأطراف .
إن المساهمة في بناء وصنع السلام وفي منع العنف والصراعات عن طريق تدعيم الديموقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون , والحوار بين مختلف الثقافات ومحاربة الفقر , ورفع مستوى الدخل ومعالجة مشكلة الديون في العالم الثالث , وتدعيم مفهوم التنمية المستدامة, والعمل على تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالبيئة .كل هذا الأفكار صحيح أنه يغلب عليها الطابع الديموقراطي والعقلاني , إلا أن طرحها في الإطار النظري شيء والعمل على تنفيذها شيء آخر .
وما الإدارة الدولية التي يتم طرحها حالياً سوى جزء من حل ربما تكتمل جوانبه برغبة وإرادة واعية لكل الأطراف في الوصول إلى صيغة التعايش السلمي ضمن منظومة تحترم التنوع والتعدد على كافة أشكاله .
هذه الإدارة الدولية تطرح اليوم كوسيلة لضبط العولمة النيو ليبرالية لجعلها تعمل لصالح الجميع.
بيد المشكلة التى ستواجه دول الجنوب فى حال قيام هذه الإدارة هى نفس المشكلة التى واجهتها في الحوار مع الشمال ,الا وهى التخلف الاقتصادى والاجتماعى والسياسي والتقنى .
فهذه الإدارة هي عبارة عن هيئة مكونة من مؤسسة الدولة والشركات عبر الوطنية ومنظمات المجتمع المدنى ومن المعلوم ان مؤسسة الدولة مهترئة فى دول الجنوب اما الشركات عبر الوطنية فتبعية هذه الدول لها باتت من العلامات المميزة لهذه الدول اما منظمات المجتمع المدنى فلا تزال فى البدايات .
اذا ًما الذى ستقدمه دول الجنوب لهكذا نوع من الإدارة , او بعبارة أخرى هل ستكون مشاركة دول الجنوب فعّالة فى هذه الإدارة ام انها ستلعب دور المتلقى السلبى لقرارات هذه الإدارة .
سؤال سوف نترك الاجابة عليه للمستقبل القريب ..........!!! ,ولكن ينبغى التنويه الى أنه ما لم يتم الوصول الى حلول جزرية لمشاكل الجنوب من الفقر والتخلف وانتشار النزاعات فيما بينها فنحن متجهون نحو كارثة محققة لا محال .........!! حيث ان تفشى الأمراض واختلال التوازن البيئي من جهة وارتفاع معدلات البطالة والتضخم من جهة اخرى ,ناهيك عن انتشار الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة , كل هذا ينذر بعواقب وخيمّة ,إذا لم يذعن أطراف المجتمع الدولي برمته الى التعاون والحوار البنّاء والشامل على كافة المستويات وذلك بالإعتماد على مؤسسة الدولة والمنظمات الأقليمية والعالمية دون اغفال دور الشركات عبر الوطنية ( المضّبوطة ) ومؤسسات المجتمع المدنى العالمى .





المراجع .
المراجع العربية .
الكتب:
1- حداد ريمون . العلاقات الدولية .دار الحقيقة بيروت 2000 .
2- أمين سمير . في مواجهة أزمة عصرنا . الانتشار العربي .ط1 . بيروت 1997 .
3- أمين سمير . الاقتصاد السياسي للتنمية .ترجمة فهيمة شرف الدين . دار الفرابي ط1. بيروت 2002 .
4- عوض الله زينب . العلاقات الافتصادية الدولية . لا طبعة . الدار الجامعية . لا طبعة . لا تاريخ .
5- كولير باول . دولار ديفيد . العولمة والنمو والفقر . ترجمة هشام عبد الله . المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط1 بيروت 2003 .
6- العزي غسان سياسة القوة . مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثسق . ط1 بيروت2000.
7- حسين عدنان . العرب في دائرة النزاعات الدولية .مطبعة سيكو .ط1 بيروت 2001 .
8- حسين عدنان . نظرية العلاقات الدولية .منشورات الجامعة اللبنانية .بيروت 1998 .
9- مجموعة باحثين . حوار الشمال والجنوب وجهة نظر عربية . معهد الإنماء العري . ط1 بيروت 1983 .
10- ببلاوي حازم . النظام الاقتصادي الدولي المعاصر .عالم المعرفة 257 . الكويت 2000 .
11- بيترمان هانس شومان بيتر , فخ العولمة , عالم المعرفة عدد238 الكويت 1998 .
12- هدية عبد الله , حوار الشمال والجنوب , وأرمة تقسيم العمل والشركات المتعددة الجنيبة , دار الشباب , قبرص ط1 1986,
13- مجموعة باحثين , الحوار شمال جنوب وجهة نظر عربية . معهد الإنماء العربي ط1 بيروت 1983 .
14- سعيد عبد المنعم و الحوار العربي الأوروبي , مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بيروت 1977 .
15- الدجاني أحمد , الحوار العربي الأوروبي الفكر والمسار والمستقبل .
16- زكي رمزي , أزمة المديونية الخارجية , الهيئة المصرية للكتاب ط1 القاهرة 1978.
17- جراي جون الفجر الكاذب , ترجمة أحمد فؤاد بلبع , مكتبة الشروق , ط1 القاهرة 2000 .

المشورات .
1- تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية 1998 .
2- جورج قرم, التنمية البشرية المستدامة والاقتصاد الكلي , سلسلة دراسات التنمية البشرية المستدامة رقم 6 الأمم المتحدة نيو يورك 2000 .
3- عاطف قبرصلي , التنمية البشرية المستدامة في ظل العولمة , سلسلة دراسات التنمية البشرية عدد 9 , الأمم المتحدة نيو يورك 2000 .
4- ميثاق حقوق الدول وواجباتها الاقتصادية والإجتماعية .

الانترنت :
1-www.annahar.com .
2- www.debtchannel.org .
3-www.worldbank.org.
4-www.jubeelee.org .

المراجع الأجنبية :
1- , Globolisation unmasked Imperialism in 21st century, ZED books, Canada 2002
2- Minta .I.K , the Lome convention & the new economic order .Haoward University . whashengton 1983
3- Lawton Thomas , Strange power shaping the parameters , Ashgote , U.S.A 2000
4- Gilpen Robert . Global political economy . Prinston University U.S.A 2001 .
5- Nylele julius , Facing the challenge , responces to the south commition ,South Center , London 1983

blara
2010-10-18, 15:50
ارجو منكم الاجابة النموذجية للمسابقة المتصرفين الادارين