mimisun
2010-01-26, 18:24
http://img296.imageshack.us/img296/6123/20km6.gif (http://img296.imageshack.us/img296/6123/20km6.gif)
اليوم أريد أن أصحبك في جولة تأملية
أريدك أن تعيشها بقلبك ومشاعرك
كما عاشها الرعيل الأول بقلوبهم ومشاعرهم
تخيل نفسك أخي القارئ وأنتِ تمشي في أحد سككِ المدينة ( 1 )
إلى جوارك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولفيف من الصحب الكرام
وفجأة وإذ بك تَشُمُّ رائحة كريهة قد آذت نفسك
وتَمَعَّرَ (2 ) من شدة نتنها وجهك
كلما تقدمت إلى الأمام خُطوات
وإذ بالرائحة تزداد حدتها
ويشتد نتنها
حتى بلغ الأمر ذروته
وماهي إلا لحظات
حتى وقفتَ أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم على مصدر هذا النتن
إنه جدي ميت
http://images.abunawaf.com/2004/10/image002.jpg
مقطوع الأذن
نتن الرائحة
تكره النفوس أن تقترب منه
أو أن تنظر إليه
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أخذ بإذنه
ونادي في أصحابه
أيكم يرغب أن يكون هذا الجدي الميت له بدرهم واحد فقط
فردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والدهشة تعقد ألسنتهم
ومانصنع يارسول الله بخروف قد مات وأنتن
فكرر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم النداء ثلاث مرات
من منكم يريد هذه الخروف بلا دينار ولادرهم
فيأتي رد الصحب الكرام برفضهم القاطع لقبول هذا العرض الخاسر
لكنهم يعللون رفضهم في هذه المرة
بأن هذا الخروف مقطوع الأذن
فنحن لانقبل به حيا
فكيف نقبل به وقد مات وأنتن ( 3 )
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوان هذا الخروف الميت على أصحابه قال لهم
للدنيا أهون على الله من هذا عليكم
لقد كان درسا نبويا حضره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وقلوبهم وأرواحهم
وحضرته أنت بقلبك وعقلك وغاب عن القوم جسدك
لم تكن هذه الأحداث من نسج خيالي
فقد حصلت كما رويتها لكم
وهذا نص الحديث
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية فمر بجدي أسك ( 4 ) ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب هذا له بدرهم ؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به قال أتحبون أنه لكم قالوا لا قال ذلك لهم ثلاثا فقالوا لا والله لو كان حيا لكان عيبا فيه أنه أسك فكيف وهو ميت قال فوالله ، للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ( 5 )
.
فيامن صحبتني في هذه الجولة التأملية بقلبك و عقلك
إذا ذُكرت لك الدنيا
فأي شيء سيخطر ببالك
إنه ذلك الجدي الميت
إنها تلك الرائحة المنتنه
التي تَمَعَّرَ منها وجهك حين تسللت إلى أنفك
قد تعقد الدهشة لسانك وعقلك على حد سواء
حين ترى زهد الصحابة الكرام في هذه الدنيا
وتسأل نفسك مرة بعد مرة
أي معاني إيمانية استقرت في قلوب القوم
حتى هانت هذه الدنيا في أعينهم
فهذا يتصدق بنصف ماله
وهذا يتصدق بماله كله
وتلك تخرج أموالا كثيرة قد أتتها في يوم واحد
ونسيت أن تبقي لها ماتفطر عليه بعد صيام يوم شاق
وأمثلة كثيرة إن تصفحتها بقلبك ذُهلت من نقاء تلك النفوس
نعم إنهم يتذكرون تلك الرائحة النتنه
فتذكرها أنت !!!!
_________________________________________________
( 1 ) طرق المدينة .
( 2 ) التمعر هو تغير ملامح الوجه .
( 3 ) تغير ت رائحته .
( 4) الأسك الذي ليس له اذنان .
( 5 ) صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم 740 .
منقول
اليوم أريد أن أصحبك في جولة تأملية
أريدك أن تعيشها بقلبك ومشاعرك
كما عاشها الرعيل الأول بقلوبهم ومشاعرهم
تخيل نفسك أخي القارئ وأنتِ تمشي في أحد سككِ المدينة ( 1 )
إلى جوارك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولفيف من الصحب الكرام
وفجأة وإذ بك تَشُمُّ رائحة كريهة قد آذت نفسك
وتَمَعَّرَ (2 ) من شدة نتنها وجهك
كلما تقدمت إلى الأمام خُطوات
وإذ بالرائحة تزداد حدتها
ويشتد نتنها
حتى بلغ الأمر ذروته
وماهي إلا لحظات
حتى وقفتَ أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم على مصدر هذا النتن
إنه جدي ميت
http://images.abunawaf.com/2004/10/image002.jpg
مقطوع الأذن
نتن الرائحة
تكره النفوس أن تقترب منه
أو أن تنظر إليه
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أخذ بإذنه
ونادي في أصحابه
أيكم يرغب أن يكون هذا الجدي الميت له بدرهم واحد فقط
فردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والدهشة تعقد ألسنتهم
ومانصنع يارسول الله بخروف قد مات وأنتن
فكرر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم النداء ثلاث مرات
من منكم يريد هذه الخروف بلا دينار ولادرهم
فيأتي رد الصحب الكرام برفضهم القاطع لقبول هذا العرض الخاسر
لكنهم يعللون رفضهم في هذه المرة
بأن هذا الخروف مقطوع الأذن
فنحن لانقبل به حيا
فكيف نقبل به وقد مات وأنتن ( 3 )
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوان هذا الخروف الميت على أصحابه قال لهم
للدنيا أهون على الله من هذا عليكم
لقد كان درسا نبويا حضره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وقلوبهم وأرواحهم
وحضرته أنت بقلبك وعقلك وغاب عن القوم جسدك
لم تكن هذه الأحداث من نسج خيالي
فقد حصلت كما رويتها لكم
وهذا نص الحديث
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية فمر بجدي أسك ( 4 ) ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب هذا له بدرهم ؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به قال أتحبون أنه لكم قالوا لا قال ذلك لهم ثلاثا فقالوا لا والله لو كان حيا لكان عيبا فيه أنه أسك فكيف وهو ميت قال فوالله ، للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ( 5 )
.
فيامن صحبتني في هذه الجولة التأملية بقلبك و عقلك
إذا ذُكرت لك الدنيا
فأي شيء سيخطر ببالك
إنه ذلك الجدي الميت
إنها تلك الرائحة المنتنه
التي تَمَعَّرَ منها وجهك حين تسللت إلى أنفك
قد تعقد الدهشة لسانك وعقلك على حد سواء
حين ترى زهد الصحابة الكرام في هذه الدنيا
وتسأل نفسك مرة بعد مرة
أي معاني إيمانية استقرت في قلوب القوم
حتى هانت هذه الدنيا في أعينهم
فهذا يتصدق بنصف ماله
وهذا يتصدق بماله كله
وتلك تخرج أموالا كثيرة قد أتتها في يوم واحد
ونسيت أن تبقي لها ماتفطر عليه بعد صيام يوم شاق
وأمثلة كثيرة إن تصفحتها بقلبك ذُهلت من نقاء تلك النفوس
نعم إنهم يتذكرون تلك الرائحة النتنه
فتذكرها أنت !!!!
_________________________________________________
( 1 ) طرق المدينة .
( 2 ) التمعر هو تغير ملامح الوجه .
( 3 ) تغير ت رائحته .
( 4) الأسك الذي ليس له اذنان .
( 5 ) صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم 740 .
منقول