المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قالو عن اللغة العربية........؟


nacerjalal
2010-01-23, 20:38
اعتدنا ان نقول ان اللغة الحية تعيش خارج القواميس، وهو كلام اقرب الى الشعر منه الى العلم، فاللغة الحية تخلق، بالضرورة، قاموسها الحي الذي يستوعب مفردات الحياة الجديدة، ويمنحها الشرعية ايضا. وبذلك تكتسب هذه المفردات الجنسية الوطنية، وتنتمي بالحق المكتسب الى شجرة العائلة اللغوية.
اما القواميس الميتة فهي التي تكتفي بأبنائها الشرعيين، الذين شاخوا عبر القرون، وترفض ان تعترف بالوافدين الجدد، مصرة على التعامل معهم كأبناء شوارع، غير مدركة ان هؤلاء يتوالدون باستمرار بفعل حركة الحياة الفوارة، وانهم، اذا لم يروضوا، قد يصبحون عصيين على السيطرة، وخطرين الى الدرجة التي قد يفترسون فيها حتى الابناء الشرعيين. وفي احسن الاحوال، قد تلتبس الامور علينا، فلا نعود نميز بين الاصيل والدخيل في غياب اية مرجعية لغوية. ولذلك لا يمكن التفكير بلغة حية متجددة كما الحياة، بدون قاموسها الحيّ المتجدد معها.
فاللغة الانجليزية هي قاموس اوكسفورد، كما ان قاموس اوكسفورد هو اللغة الانجليزية، هذا القاموس الذي يتجدد كل عام، ليس لملاحقة تطورات اهله في كل مجالات الحياة، وانما العالم ايضا. فهو، كما هو معروف، اول من ادخل كلمة «فدائيين»، مع بداية حركة المقاومة الفلسطينية، لتصبح جزءاً من مفردات اللغة الانجليزية، ثم كلمة «انتفاضة»، مع انطلاقتها الاولى، ثم كلمة «فتوى» بعد ان اصدرها آية الله الخميني ضد سلمان رشدي. وبذلك اصبح هذا القاموس، مثله مثل قاموس لاروس الفرنسي، حاجة حياتية للمثقفين والمتعلمين يعودون اليها لفهم المفردات ومدلولاتها التي داهمتهم على حين غرة.
لا توجد قواميس قديمة في اللغات الحية حقاً. من يعود الآن الى «لسان العرب» الذي صدر في القرن الرابع عشر؟ اننا نعود الى هذا القاموس العظيم حين تستعصي علينا مفردة في الشعر العربي القديم او كتب التراث، وكذلك مع القواميس العربية الأخرى، وكأن اللغة العربية توقفت مع موت اصحاب هذه القواميس الأفذاذ الذين يعادل كل منهم مجمعاً لغوياً كاملاً، وخاصة إذا كان عربياً، وبالاحرى كل المجاميع العربية اللغوية التي لا يعرف المرء ماذا تفعل حقاً. لماذا يتجدد قاموس لاروس، الذي احتفلت فرنسا قبل فترة بذكرى اصداره في ثمانينات القرن التاسع عشر، ولم يتجدد «لسان العرب»؟ لم يكن الاول سوى مشروع شخصي لبيير لاروس، لكنه لم يتوقف بموته، بل سرعان ما أصبح مؤسسة عامة، ثم مؤسسة وطنية قال عنها الرئيس الفرنسي انها فخر فرنسا القومي، وتاج اللغة الفرنسية. ولا يقل فخر الانجليز درجة عن ذلك بقاموسهم اوكسفورد.
اية فاجعة لا نتوقف عندها، كعادتنا، ان تكون اللغة العربية «الحية» بلا قاموس معاصر حقاً يستوعب كل المفردات الجديدة التي دخلت حياتنا الجديدة منذ اكثر من نصف قرن.
اننا ما زلنا نحار في اعتماد كلمات معينة، وهي كثيرة جداً، في صحافتنا وكتاباتنا. ولكل بلد عربي مفرداته الخاصة المختلفة للشيء نفسه.
ويبدو اننا ما زلنا ندور في الفلك نفسه، والذهنية نفسها، يوم اقترح اللغوي الجليل الراحل مصطفى جواد قبل اكثر من ثلاثين سنة ان نترجم كلمة «همبرجر» بـ «الشاطر والمشطور وما بينهما». وتصور الموقف السريالي الذي ستجد فيه نفسك وانت تطلب وجبة سريعة لاشباع جوعك بهذه العبارة المفصحة والمفذلكة، ونشك ان مصطفى جواد نفسه كان سيفعل ذلك.
ان نمتلك «لسان عربي» حديثاً ليس امراً مستحيلاً، اذا تولت الجامعة العربية مثل هذه المهمة، وأوكلت بها الى مختصين اكفاء ذوي ذهنيات متفتحة حقاً، تدرك ان الحرص الحقيقي على اللغة العربية يكمن في اغنائها وليس في تجميدها في قواميس يمكن ان تحال الى المتاحف اذا لم تغتنِ بلغة الحياة الجديدة، وتمتلك الشجاعة على تسمية «الكمبيوتر» كمبيوتراً، وليس حاسوباً، كما اقترح الراحل جواد، وتسمى «الانترنيت» انترنيتاً، وليس شبكة معلومات. لن يضير ذلك اللغة العربية بشيء، بل يغنيها، كما لم يضر اللغة الانجليزية بشيء، بل اغناها، حين دخلت الى قاموسها كلمات مثل «شريعة» و«فتوى» و«انتفاضة» وغيرها عشرات المفردات من كل لغات الارض، وبشكل سنوي. عندها نستطيع ان نفاخر بلسان عرب حديث كما يفاخر الانجليز باكسفوردهم، والفرنسيون بلاروسهم (وعذراً من التعريب)!

المهذب
2010-01-24, 19:13
اعتدنا ان نقول ان اللغة الحية تعيش خارج القواميس، وهو كلام اقرب الى الشعر منه الى العلم، فاللغة الحية تخلق، بالضرورة، قاموسها الحي الذي يستوعب مفردات الحياة الجديدة، ويمنحها الشرعية ايضا. وبذلك تكتسب هذه المفردات الجنسية الوطنية، وتنتمي بالحق المكتسب الى شجرة العائلة اللغوية.
اما القواميس الميتة فهي التي تكتفي بأبنائها الشرعيين، الذين شاخوا عبر القرون، وترفض ان تعترف بالوافدين الجدد، مصرة على التعامل معهم كأبناء شوارع، غير مدركة ان هؤلاء يتوالدون باستمرار بفعل حركة الحياة الفوارة، وانهم، اذا لم يروضوا، قد يصبحون عصيين على السيطرة، وخطرين الى الدرجة التي قد يفترسون فيها حتى الابناء الشرعيين. وفي احسن الاحوال، قد تلتبس الامور علينا، فلا نعود نميز بين الاصيل والدخيل في غياب اية مرجعية لغوية. ولذلك لا يمكن التفكير بلغة حية متجددة كما الحياة، بدون قاموسها الحيّ المتجدد معها.
فاللغة الانجليزية هي قاموس اوكسفورد، كما ان قاموس اوكسفورد هو اللغة الانجليزية، هذا القاموس الذي يتجدد كل عام، ليس لملاحقة تطورات اهله في كل مجالات الحياة، وانما العالم ايضا. فهو، كما هو معروف، اول من ادخل كلمة «فدائيين»، مع بداية حركة المقاومة الفلسطينية، لتصبح جزءاً من مفردات اللغة الانجليزية، ثم كلمة «انتفاضة»، مع انطلاقتها الاولى، ثم كلمة «فتوى» بعد ان اصدرها آية الله الخميني ضد سلمان رشدي. وبذلك اصبح هذا القاموس، مثله مثل قاموس لاروس الفرنسي، حاجة حياتية للمثقفين والمتعلمين يعودون اليها لفهم المفردات ومدلولاتها التي داهمتهم على حين غرة.
لا توجد قواميس قديمة في اللغات الحية حقاً. من يعود الآن الى «لسان العرب» الذي صدر في القرن الرابع عشر؟ اننا نعود الى هذا القاموس العظيم حين تستعصي علينا مفردة في الشعر العربي القديم او كتب التراث، وكذلك مع القواميس العربية الأخرى، وكأن اللغة العربية توقفت مع موت اصحاب هذه القواميس الأفذاذ الذين يعادل كل منهم مجمعاً لغوياً كاملاً، وخاصة إذا كان عربياً، وبالاحرى كل المجاميع العربية اللغوية التي لا يعرف المرء ماذا تفعل حقاً. لماذا يتجدد قاموس لاروس، الذي احتفلت فرنسا قبل فترة بذكرى اصداره في ثمانينات القرن التاسع عشر، ولم يتجدد «لسان العرب»؟ لم يكن الاول سوى مشروع شخصي لبيير لاروس، لكنه لم يتوقف بموته، بل سرعان ما أصبح مؤسسة عامة، ثم مؤسسة وطنية قال عنها الرئيس الفرنسي انها فخر فرنسا القومي، وتاج اللغة الفرنسية. ولا يقل فخر الانجليز درجة عن ذلك بقاموسهم اوكسفورد.
اية فاجعة لا نتوقف عندها، كعادتنا، ان تكون اللغة العربية «الحية» بلا قاموس معاصر حقاً يستوعب كل المفردات الجديدة التي دخلت حياتنا الجديدة منذ اكثر من نصف قرن.
اننا ما زلنا نحار في اعتماد كلمات معينة، وهي كثيرة جداً، في صحافتنا وكتاباتنا. ولكل بلد عربي مفرداته الخاصة المختلفة للشيء نفسه.
ويبدو اننا ما زلنا ندور في الفلك نفسه، والذهنية نفسها، يوم اقترح اللغوي الجليل الراحل مصطفى جواد قبل اكثر من ثلاثين سنة ان نترجم كلمة «همبرجر» بـ «الشاطر والمشطور وما بينهما». وتصور الموقف السريالي الذي ستجد فيه نفسك وانت تطلب وجبة سريعة لاشباع جوعك بهذه العبارة المفصحة والمفذلكة، ونشك ان مصطفى جواد نفسه كان سيفعل ذلك.
ان نمتلك «لسان عربي» حديثاً ليس امراً مستحيلاً، اذا تولت الجامعة العربية مثل هذه المهمة، وأوكلت بها الى مختصين اكفاء ذوي ذهنيات متفتحة حقاً، تدرك ان الحرص الحقيقي على اللغة العربية يكمن في اغنائها وليس في تجميدها في قواميس يمكن ان تحال الى المتاحف اذا لم تغتنِ بلغة الحياة الجديدة، وتمتلك الشجاعة على تسمية «الكمبيوتر» كمبيوتراً، وليس حاسوباً، كما اقترح الراحل جواد، وتسمى «الانترنيت» انترنيتاً، وليس شبكة معلومات. لن يضير ذلك اللغة العربية بشيء، بل يغنيها، كما لم يضر اللغة الانجليزية بشيء، بل اغناها، حين دخلت الى قاموسها كلمات مثل «شريعة» و«فتوى» و«انتفاضة» وغيرها عشرات المفردات من كل لغات الارض، وبشكل سنوي. عندها نستطيع ان نفاخر بلسان عرب حديث كما يفاخر الانجليز باكسفوردهم، والفرنسيون بلاروسهم (وعذراً من التعريب)!



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم اخي الكريم العربية لغة حية حتى و لو لم ندخل مصطلحات جديدة فيها وان كان لازما ولابد ان تدخل هذه المصطلحات الجديدة التي عرفهاالعالم بهذا القرن فان كان لايضر بمفرداتها فاين الاشكال؟
على كل ان كل اللغات أخذت معضم حروفها من العربية كما قال الشاعر.
أم اللغى وأنا خبير بما تعي***جنباتها طوقت منها الجدى .
وأطمئنك أخي ان اللغة هي لغة القرآن فكل العالم مجبر على معرفتها حتى ولو أبى و حتى الترجمات الى لغات العالم تكون بنفس ألفاض العربية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته