خالد العنابي
2010-01-21, 23:04
قال شقيق بن إبراهيم –رحمه الله تعالى –
أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:اشتغالهم بالنعمة عن شكرها و رغبتهم في العلم و تركهم العمل و المسارعة إلى الذنب و تأخير التوبة و الاغترار بصحبة الصالحين و ترك الاقتداء بفعالهم و إدبار الدنيا عنهم و هم يتبعونها و إقبال الآخرة عليهم و هم معرضون عنها قلت –أي ابن القيم - :و أصل ذلك كله عدم الرغبة و الرهبة و أصله ضعف اليقين و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله و مشيئته و شرف النفس و نبلها و كبرها و أصل الشر خستها و دناءتها و صغرها , قال الله تعالى " قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها " أي : أفلح من كبرها و كثرها و نماها بطاعة الله و خاب من صغرها و حقرها بمعاصي الله , فالنفوس الشريفة لا ترض من الأشياء إلا بأعلاها و أفضلها و أحمدها عاقبة , و النفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات و تقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار فالنفس الشريفة العلية لا ترض بالظلم و لا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة لأنها أكبر من ذلك و أجل و النفس المهينة الحقيرة و الخسيسة بالضد من ذلك فكل نفس تميل إلى ما يناسبها و يشاكلها و هذا معنى قوله تعالى " قل كلٌ يعمل على شاكلته " أي على ما يشاكله و يناسبه فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه و طبيعته و كل إنسان يجري على طريقته و مذهبه و عادته التي ألفها و جبل عليها , فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته في مقابلة النعم بالمعاصي و الإعراض عن المنعم و المؤمن يعمل بما يشاكله من شكر المنعم و محبته و الثناء عليه و التودد إليه و الحياء منه و المراقبة له و تعظيمه و إجلاله.
من كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية رحمة الله عليه
أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:اشتغالهم بالنعمة عن شكرها و رغبتهم في العلم و تركهم العمل و المسارعة إلى الذنب و تأخير التوبة و الاغترار بصحبة الصالحين و ترك الاقتداء بفعالهم و إدبار الدنيا عنهم و هم يتبعونها و إقبال الآخرة عليهم و هم معرضون عنها قلت –أي ابن القيم - :و أصل ذلك كله عدم الرغبة و الرهبة و أصله ضعف اليقين و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله و مشيئته و شرف النفس و نبلها و كبرها و أصل الشر خستها و دناءتها و صغرها , قال الله تعالى " قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها " أي : أفلح من كبرها و كثرها و نماها بطاعة الله و خاب من صغرها و حقرها بمعاصي الله , فالنفوس الشريفة لا ترض من الأشياء إلا بأعلاها و أفضلها و أحمدها عاقبة , و النفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات و تقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار فالنفس الشريفة العلية لا ترض بالظلم و لا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة لأنها أكبر من ذلك و أجل و النفس المهينة الحقيرة و الخسيسة بالضد من ذلك فكل نفس تميل إلى ما يناسبها و يشاكلها و هذا معنى قوله تعالى " قل كلٌ يعمل على شاكلته " أي على ما يشاكله و يناسبه فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه و طبيعته و كل إنسان يجري على طريقته و مذهبه و عادته التي ألفها و جبل عليها , فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته في مقابلة النعم بالمعاصي و الإعراض عن المنعم و المؤمن يعمل بما يشاكله من شكر المنعم و محبته و الثناء عليه و التودد إليه و الحياء منه و المراقبة له و تعظيمه و إجلاله.
من كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية رحمة الله عليه