غريب الاثري
2007-11-15, 16:24
حول رسالة ابن بكير الميزابي (الإباضي)
بقلم
الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى
أعدّها
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الجزائري الأثري
جاء هذا الرجل برسالته إلى المطبعة الجزائرية الإسلامية في غيبة منّا، فباشرت طبعها، فلمّا علمنا بها لم نسئ بها الظنّ فلم نعارض في طبعها إذ لم نكن نسمع عن صاحبها شيئا مما اطلعنا عليه اليوم.
لما تمّ طبعها كتب مدير الشهاب كلمة مغترا ببعض ما قرأه في بعض فصولها .
وبعد مضي نحو الشهرين على هذا ذكر لي بعض من اطلع عليها ما فيها من كلمات منكرة في شأن الأئمّة، فبادرت إلى الرسالة وقرأت ما كتبه في فصل ((ظهور المذاهب واختلافهم)) وفصل ((أئمّة المذاهب)) فرأيت ما لا يجيزه الدين ولا يقرّه التاريخ من قدح فظيع وكذب مفضوح.
فمن ذلك قوله، ص 23: ((وفي أوائل القرن الثاني ظهرت طائفة تدّعي الإجتهاد والقياس وتفهيم الناس أمور دينهم)).
فهذا –والعياذ بالله- طعن صريح في التابعين ثاني القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على لسان المعصوم عليه الصلاة والسلام، وكفى هذا دليلا على ما وراءه من كلمات لا تصدر إلاّ عن جهل وقلّة حياء ورقّة دين.
ووالله لو علمنا بشيء مما هو دون هذا ما وافقنا على طبعها ولا على كتابة كلمة عنها، ولكنا نصحنا لصاحبها بالرجوع عن باطلها، ولكنا أقنعناه بشواهد التاريخ أنّه في كلامه على ضلال مبين.
فنحن اليوم بعد اطلاعنا عليها ببرأ إلى الله مما فيها من الباطل مما نقلناه عنها وغيره، ومن صاحبها ما دام مصرا عليه.
نقول هذا للحق الذي يجب أن نقوله، ولقرائنا الذين يجب أن نبيّن لهم الواقع حتى لا يغتروا ولا يتحيروا ويكونوا على علم من حقيقة الحال.
أمّا بعض المرجفين الذين يتربصون بنا السوء وينسبون إلينا كل ما يكتب ويقال ممّن لهم علاقة بنا –فإنّني ما عوّدت الالتفات ولا المبالاة بهم ثقة منّي بعدل الله الذي عوّدني انتصاري بالحق على باطلهم، وبما تسمعه الأمّة في دروسي العامّة ممّا يفنّد مزاعمهم.
هذا، وإنّني أسأل كل أخ مسلم يرى منّي أو يسمع عنّي ما ينكره على أن ينبهني، فما من حق أعلنته وثبت عليه، وما كان من باطل تبرأت منه، والله أسأل العون في ذلك والثبات عليه، ((يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء)) .
عبد الحميد بن باديس
الشهاب: ج 12_ م 10_ شعبان 1353 هـ، نفامبر 1934 م.
بقلم
الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى
أعدّها
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الجزائري الأثري
جاء هذا الرجل برسالته إلى المطبعة الجزائرية الإسلامية في غيبة منّا، فباشرت طبعها، فلمّا علمنا بها لم نسئ بها الظنّ فلم نعارض في طبعها إذ لم نكن نسمع عن صاحبها شيئا مما اطلعنا عليه اليوم.
لما تمّ طبعها كتب مدير الشهاب كلمة مغترا ببعض ما قرأه في بعض فصولها .
وبعد مضي نحو الشهرين على هذا ذكر لي بعض من اطلع عليها ما فيها من كلمات منكرة في شأن الأئمّة، فبادرت إلى الرسالة وقرأت ما كتبه في فصل ((ظهور المذاهب واختلافهم)) وفصل ((أئمّة المذاهب)) فرأيت ما لا يجيزه الدين ولا يقرّه التاريخ من قدح فظيع وكذب مفضوح.
فمن ذلك قوله، ص 23: ((وفي أوائل القرن الثاني ظهرت طائفة تدّعي الإجتهاد والقياس وتفهيم الناس أمور دينهم)).
فهذا –والعياذ بالله- طعن صريح في التابعين ثاني القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على لسان المعصوم عليه الصلاة والسلام، وكفى هذا دليلا على ما وراءه من كلمات لا تصدر إلاّ عن جهل وقلّة حياء ورقّة دين.
ووالله لو علمنا بشيء مما هو دون هذا ما وافقنا على طبعها ولا على كتابة كلمة عنها، ولكنا نصحنا لصاحبها بالرجوع عن باطلها، ولكنا أقنعناه بشواهد التاريخ أنّه في كلامه على ضلال مبين.
فنحن اليوم بعد اطلاعنا عليها ببرأ إلى الله مما فيها من الباطل مما نقلناه عنها وغيره، ومن صاحبها ما دام مصرا عليه.
نقول هذا للحق الذي يجب أن نقوله، ولقرائنا الذين يجب أن نبيّن لهم الواقع حتى لا يغتروا ولا يتحيروا ويكونوا على علم من حقيقة الحال.
أمّا بعض المرجفين الذين يتربصون بنا السوء وينسبون إلينا كل ما يكتب ويقال ممّن لهم علاقة بنا –فإنّني ما عوّدت الالتفات ولا المبالاة بهم ثقة منّي بعدل الله الذي عوّدني انتصاري بالحق على باطلهم، وبما تسمعه الأمّة في دروسي العامّة ممّا يفنّد مزاعمهم.
هذا، وإنّني أسأل كل أخ مسلم يرى منّي أو يسمع عنّي ما ينكره على أن ينبهني، فما من حق أعلنته وثبت عليه، وما كان من باطل تبرأت منه، والله أسأل العون في ذلك والثبات عليه، ((يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء)) .
عبد الحميد بن باديس
الشهاب: ج 12_ م 10_ شعبان 1353 هـ، نفامبر 1934 م.